الكونية بين العقل والآيديولوجيا

رعد اطياف

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 01:25
المحور: المجتمع المدني
    

لاشك إن أي جديد في عالم الفكر سيولد ردود أفعال تختلف سلباً وأيجاباً من شخص إلى اخر، لكون الناس يتفاوتون في تقبلهم لما هو جديد. والكونية تأخذ حصتها من هذا الجانب،
ومن ردود الأفعال: كيف ستنتشر الكونية؟. ولماذا لاتجد صداها في الواقع المعاش؟. وينبغي حسن الظن في هذه التساؤلات بصرف النظر عن النوايا التي تكمن خلفها، إذ لو استطعنا التفريق بين العقل والآيديلوجيا، أمكننا معرفة الزمن الذي تستغرقه الفكرة في الانتشار ،مع الألتفات إلى الفرق الزمني الشاسع بين الأثنين(العقل والآيديلوجيا).

فالأفكار التي تعتمد العقل والمنطق والأستدلال، تتخذ أبعاذاً زمنيةً شتى، ناهيك عن حجم المعتنقين وقلتهم لخصوصية هذه الأفكار ونقائها من ألواث الأيديلوجيا، ولمفكر لا يدعو الناس إلى فكرته بالقسر أو يستخدم خطابات تبريرية لجرّ الأخرين لمتبنياته. والآيديلوجيا كماهو معروف تتبنى خطابات تبريرية، وأليات قسرية، وضغوط هائلة في أغلب الأحيان لتركيز فكرتها في الأذهان. ومن هنا نجد أغلب المعتنقين لهذه الآيديلوجيات لا يتماهون معها، بقدر مايسقطون في فخ العقل الجمعي او القوة السلطوية.

والشواهد كثيرة على ذلك، وإن كان في بعض الحالات تستوجب هذه الضغوط في مفاصل تاريخية مهمة تشكل منعطفا حاسماً للمجتمعات التي تتعرض لضغط معين، يحتم عليها الخضوع لهذه الضغوط. مهما يكن من امر، إن الكونية على خلاف ذلك تماماّ، فهي تخاطب العقل والوجدان على حد سواء، فهناك كليات تألفها النفس لا تحتاج إلى مزيد من التفلسف والتنظير الجاف(على الرغم من اهميتها)، فالتسامح ، والاعتراف بالآخر، والتشارك مع الاخرين أفكارهم، والتبادل المعرفي، والتواصل الإنساني- مفاهيم تكاد تكون مألوفة لولا الاتحرافات العقائدية التي تختم على عقل الإنسان وتحيلة إلى رقم رخيص تتلاعب به وبمصيره. إذن ، التقنيات الكونية لا تستند على خطاب تبريري، او جدل فارغ، أو تجييش عاطفي يسلب عقل الآخر، بقدر ماتحاول إرجاع الإنسان إلى حضيرته الإنسانية، بلا شروط مسبقة. ومن هنا ان الأفق التي تتحرك من خلاله الكونية أفقا مفتوح لا يشترط ألزامات قسرية تصور له أنساق ثابتة متحجرة. الكونية تخاطب الإنسان بصرف النظر عن هويته ولونه وجنسه. إنها تجربة تستحق العناء.

الكونية الانسانية : مدرسة فكرية وسلوكية

#رعد_اطياف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات