أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - نزيف الثلج ...والمنفى .














المزيد.....

نزيف الثلج ...والمنفى .


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 11:34
المحور: الادب والفن
    



ينزف الثلج في بلادنا برداً وفقراً ودماً . وهنا في منفانا الجميل ننزف حزناً وحسرة ،
على ما آلت اليه حالة أوطاننا . وكيف إبتلع العنف الراهن ،المستقبل . وحول البشر الى وقود لألهة مغيبة في حرب مأزومة مشبعة ، برائحة النفط والمصالح .
كيف لا تحزن .؟ والصورة القاتلة للشرق تطرق ذاكرتك عبر مختلف وسائل الميديا .فوجئنا بحجم العنف والقتل العشوائي . صدمتنا وعرتنا الصورة . فالأنظمة بلغت سن اليأس السياسي ، بيد أن القوى المعارضة لم تبلغ سن النضج السياسي . توهم البعض أنهم قبضوا على التاريخ والمستقبل معاً . من خلال بعث الماضي الذي لم يكن أكثر من كلام . فتحول التراث الى خطاب أثري إبتلعته رؤى مغايرة للعصر ، توهمت أنها هي المستقبل . في الوقت الذي قتلت فيه الفرح والانسان معاً. قوى جيشت العواطف وصحرتها ، وحالت دون إستثمار موسم الربيع ، بل وأدته . على من تراهن ..؟!
****** ****** ******
للمرة الاولى تنهال كافة اللعنات على ويتحول رمز السلام والمحبة الى ناقل للبرد والجوع والموت في شرقنا المنكوب بأنظمته ومعارضيه .
وشئ مأساوي حقاً ، ان يتحول رمز الفرح الى رمزاً للموت والبرد والجوع معاً. وتجري عملية تشويه لصورتة المحببة للأطفال . ماذا بقي لأطفالنا ..؟
ففي هذا الشرق تتحول كافة الطقوس الى أصدق شاهد غائب عن الحالة المآساوية لشعوبنا في هذا الزمن الماضوي الذي يغلب عليه . وتتحول حوارات المنفيين واللاجئين الى مراسيم عزاء للفرح . وإجترار ذكريات الماضي ، والسؤال عمن تبقى حياً . ولم يبتلعة بحر ما أو مكان تيهه الجديد. وليس الحلم بديمقراطية قادمة على حد السيف .
ترى عندما تغيب ثقافة الفرح ..ماذا سيتبقى للإنسان . ؟
هل قادم الأيام يمكن لها أن تنهض خالصة من أذيال الماضي . وهل الذاكرة يمكن لها أن تحلق خارج تراكمات الصورة الراهنة ..؟ ثم ذاكرة الأطفال ..؟! معارك وقذائف وقتلى بالجملة .... وفيضانات. ومراكب غرقى ، وهواجس وأحلام وآمال وخيبات .
ونحاول التغلب على آلام الغربة واللجوء القسري بالكلام . ودائماً الغربة ومشاعر الحنين تفتح الشهية على الكلام . لكن أي كلام ..؟ كلام لا يوفر أحداً من رب الثلج الى رب الموت.
عاش جيلنا رعب أكثر من حرب واحدة . ورعب القهر والفقر والإستبداد . تعرفنا على معنى ان تكون لاجئاً بلا وطن . ولم تغادرنا صورة مخيمات اللجوء والوعود بالعودة . حتى < كرت > الإعاشة أحطناه بإطار وعلقناه على الجدار كشاهد على نكبة ساهمت بها ذات القوى التي تساهم الأن بقتل الفرح . بيد أنه لا عودة حصلت وضاع ما تبقى مما تبقى لك . ولم يبقى سوى الذاكرة تحتفظ ببعض الصور المهشمة بسبب الرحيل والتهجير الدائم . صورة كيس الطحين ، ووابور الكاز وبطانية التضامن الأمريكي مع الشعب الفلسطيني. صورة تطرد صورة لكي تحل محلها وليس لكي تنهيها من الوجود . . وتمسكنا بايديولوجية تستحضر أرواح الماضي كما في جلسات تحضير الأرواح في فيلم سينمائي قديم ؟، بيد أن تحقيق تلك الأيديولوجية عبرت عن حالة فصامية ومنفصلة عن الواقع . ولا زال الجيل الحاضر يعيش ذات الحالة إضافة الى رعب ممثلي وعاظ السلاطين . الذين إحتكروا لأنفسهم مبدأ الحقيقة والصواب على أساس الإقتناع الذاتي .ومارسوا جميعاً أنظمة واحزاباً وديانات عجائبية خارج التاريخ وصاية على عقل الفرد . الحاكم ورجل الدين وقائد الحزب أو الجماعة جميعهم بائعي كلام .
ترى ماذا لو إستنطق الأطفال وعامة الناس ما رأيهم بكلمة < ثورة > ...؟ لاسيما في تلك البلدان التي تعتاش على ما ينتجه الأخرين أو في بلدان التغيير من السئ الى الأسوء ..؟!
يخيل لي أن النتيجة ، والجواب أصبح معروفاً . فهي النتيجة التي أرادها الفاعلون الأقليميون في المنطقة ، وأدت الى تحول في أدوار الفاعلين الصغار..؟ الباحثين عن وهم الجنة التعويضية كبديلاً عن بؤس واقعهم . لكي تبقى المنطقة أسيرة مفهوم الراعي القطيعي . لأن سياسة القطيع لا تحتاج إلا الى راع وحمار وكلب .
لذا عندما يتوقف القتال بين ممثلي الفاعلين الإقليميين ، سينتهي هذا الإله الذي يمارس فيه القتل تحت رايته . وما هو مستقر في الأذهان من ثوابت. وتوأد سياسة القطيع ، منذ الزمن الذي تحول فيه الراهن الى مغارة للماضي .فيما تعيش الشعوب الاخرى زمن الصورة والمعلوماتية. وزمن إعادة النظر في معنى الموت ذاته.
ما نخشاه حقاً هو تآكل هذه المجتمعات بسبب ما يمكن اعتباره صداماً ثقافياً بين الماضي والمستقبل .وتحوله الى سلسلة من الصراعات تدفع مجتمعاتنا نحو مزيد من الانفجار الكارثي وتفتت الجغرافية وتنهي حالة التنوع الأثني .
****** ****** ******

مسكين الثلج .. هنا احتفلنا به . أنتظره الأطفال ككل عام . إحتفلنا به في جاليتنا الفلسطينية في اليونان . والجاليات العربية الأخرى . فرح الأطفال . بيد أن قلوبنا كانت مع أطفال بلادنا اللاجئين في مخيمات الذل في الاردن ولبنان وتركيا والعراق . وفي سجون البلدان < العربية > الأخرى ومع الأطفال المهجرين داخل بلادهم . وتمنينا أن تكون أخر الحروب والمآسي . حتى اصبح شعار حق العودة الفلسطيني مطلباً وشعاراً عربياً. حق عودة كافة اللاجئين والمهجرين والمنفيين الى بلادهم .
< بابا نويل > أو أيوس فاسيلي ، لم يهبط من مدخنة المنزل حاملاً هداياه للصغار . بل إن الصغار في العديد من المدن اليونانية قدموا هداياهم ، لتوزيعها على الأطفال المنكوبين بأنظمتهم ، وأحزابهم التي أخفقت في معركة الحفاظ على الهوية والوطن والإنسان معاً. وخلفت حالة مريعة من القهر النفسي . والإحساس بالعجز واللاجدوى. وصورة سوداوية لمفهوم التغيير.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليمة / للنقاط والفواصل.
- ولدت في رحم حبة - تمر - ..
- ضريح الشعب المجهول
- على شرفة النافذة ...اتكئ قلبي..
- محادثات السلام الكردية - التركية / ماريانا خاروداكي
- بائع المطر..؟
- عين وكاف وألف ممشوقة القوام
- تسونامي ..إقتصادي في قبرص.
- ظل الوقت ...؟
- بيادق فوق رقعة شطرنج..؟
- حملة تضامن لإنقاذ اللاجئات السوريات/ من براثن الإغتصاب - الش ...
- شكراً لخدماتكم ...؟!
- صباح الخير..
- اللعنة على السياسة ...
- كم يرعبني هذا الشريط الأسود..؟
- أثينا / حكومة إنقاذ من ثلاثة أحزاب .
- حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري
- الإنتخابات اليونانية / بونجور أثينا وكالميرا باريس
- حلمت بوطن أفضل ...ولكن ..؟
- للبحر وجه آخر..


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - نزيف الثلج ...والمنفى .