أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - ولدت في رحم حبة - تمر - ..














المزيد.....

ولدت في رحم حبة - تمر - ..


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 19:59
المحور: الادب والفن
    



أتذكر،
أني ولدت في رحم حبة " تمر ". من نخلة ،فاءت بسعفها على " مسطبة " حفظت كل حكايا ، ونميمة عجائز عكا وقرى المثلث.
وحتى تغريبة بني هلال ،وغرام عنترة العبسي بعبلة . ومقتل الأميرة " أسمهان ". وغزوات أبو حنا، مع أبو العبد، في حواري يافا وصور المعتمة. وحتى فضائح " لورانس وأبو حنيك " الجنسية .والجنرال " أللنبي " قائد ما يسمى بالجيش العربي "
من زمن كان يدعى، سبعة وأربعون بعد الألف والتسعمائة.
قال والدي :
كانت ولادتك باطلة ومحولة ..؟وطبعاً لم أدري ماذا يقصد فقد كان كثير النرفزة خاصة بعد سماع نشرة أخبار " صوت فلسطين " من برلين بصوت البحيري ، وترتفع درجة حرارته أكثر مع نشرة أخبار " هنا لندن ".
كان نصفه بلشفيكياً ، والنصف الأخر حسينياً.
يقال أنه راهن مرة جارة أبو سامي ، لو انتصر الانكليز ليخرج عارياً في حواري " الغابسية ، والمزرعة ".
انقضى العمر ولم ينفذ وعده. بيد أنه لم ينسي قوله، كانت ولادتك " باطلة ومحولة"..؟ ويلعن رب الاستعمار..
ربما كان هناك سراً " وطنياً “ ما وراء هذا التعبير..وربما لهذا أورثني وجع الرأس ،وعشق زيتون الوطن ورائحة زعتره. وشراب الميرمية مع الشاي .
رغم انه كان شهر آذار، شهر الحب والنكاح. واستنفار الديكة.."!
كان يوماً أصفراً،تدفق فيه اللون الأصفر من كل بقاع الأرض . وولدت فيه الخرافة.
وتمزقت الحطة البيضاء. وغزا الشيب، شوارب الرجال. كان الأسى يملئ كل الشوارع.قبل الرحيل والترحيل القسري.
وكان هناك مشروع وطن. لم أكن أدري أنه وطن غير نهائي وقيد الإنشاء.
وأن الوعد البريطاني بوطن فلسطيني مجرد كذبة كبرى كجزء من تقاليد إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، مثل إمبراطورية العثمانيين.
ربما لقررت حينها، العودة الى رحم حبة " التمر " !؟
واختصرت المشوار!
والإبحار في محيط بلا مرفأ على ظهر سعفة من نخلة ولادتي .أو حتى في زورقي الورقي . مع صرصار الحقل نغني معاً كل أغاني العشق للبدايات الجميلة
لم أستطع اختصار المشوار ، بيد ان الزمن اختصرني الى مبني للمجهول.
ولم يبقى سوى " نوية " صغيرة وقلب عاشق.
منفي عن الزمان، ومنفي عن المكان.؟ زمن تصفي فيه القوة حسابها مع التاريخ.
فقد احتلت ألاف المستوطنات مراع صباك. وكذلك أحلامك، وسرق يومك، كما ليلك..ترى بماذا تحلم؟!
بثدي قديم مملوء لبناً وعسلاً..
أم بتاريخ عتيق..
أو بشجرة التين والصبار، على كتف ساقية صغيرة. وزورق ورقي . أم بذلك الفرح الطفو لي مع " أنطوانيت وملكة ، ويوسف " وصرخات " الأم نزهة "
..عزا دير بالك هذول أخواتك يامشحر ". وتسأل " الأم نزهة " ابنتها ملكة أنت مين بدو يتزوجك ولك يا هبله ..فتشير ملكة بإصبعها نحوي ...
ولك هذا أخوكي راضعين من بز واحد ..روحي انصرفي من قدامي ..؟
انتفخت بطوننا جوعاً، حتى الصرصار أبو جناحين، كان يخيل لنا عصفوراً دورياً
ونحلم بزرقة البحر، ونمارس هواية نحت المستقبل. نبحث عن قوافي أخر الكلمات ونصطاد " زيز " الحقل ونعلقه على شجرة صبار . منشداً تراتيل صلاة الحب وأنشودة الأناشيد.
أما الكبار، فكان من الصعب عليهم الخروج من دائرة الوعود، والتعرف على العالم على حقيقته، كما هو بالفعل.مأزقاً معرفياً فشل في قراءة إختلاف الثقافات والانتماء. ومعرفة من يكتب التاريخ، وكيفية البناء للذين لم يولدوا بعد.
حلمت بيوم لم يأت بعد.
بيد أني، في كافة الأحلام، كنت الخاسر الأكبر.
كما أنا اليوم.
خسرت حلمي
الذي أتعبه قلقي، التائه في التيه.
ولعقت قدماي أمعاء كل شوارع مدن السردين المعلب.ومواقف الحافلات .وقضبان سكك الحديد وصمت الكلمات الغريبة. ومواء قطط الليل. وأرصفة الباعة .
وأمطرتني نظراتهم بوابل من الأسئلة الجافة .
حولتني الى إطار خشبي لتلفزيون عتيق
لوردة، أسود وأبيض. مجهولة النسب. فلا تتعب نفسك في البحث عن مجهولين النسب. فالمنطقة كلها، كانت وما زالت ممراً لكافة أنواع الغزاة.
وتحول تاريخنا الى مبني للمجهول. الى قبائل بلا شجرة عائلة . الى تمثال خشبي نخرة السوس ، والنكبات والوعود ، والشعارات الكبيرة ، والخوف والأوهام ، والتعصب . وأعيد النظر في كافة قواميس الخيانة . وأصبحت مجرد وجهة نظر.
اعتبرها كما شئت أفكار مجنونة ، أو ثرثرة بلهاء!
ربما.. شئ جميل رسم مشهد ولادة جديدة . في زمن وضع فيه الركود الجميع على الأرفف. وتعيد ترميم بعض الآثار القديمة في داخلك
وترفع راية قوة الحلم في مواجهة من يصادر حلمك.
لا فرق. فنحن مجانين
هنا مملكة الجنون ..ووطن النكبات. ونحن شعب الجبارين. الذي لم يصدق رواية أن " الأله " وزع ميراثه على الأخرين..؟!
قالوا إنك منفي من الوطن..
منفي من الزمان والمكان.
وعزاؤك أن تغمض أجفانك، قبل موعد الرحلة الأخيرة. بلا جواز سفر.
أترى.. أنت فلسطينيا سعيدا.. ستسافر بلا تأشيرة خروج.
فقد التهم زمانهم، مكانك..!
ربما عليك البحث عن بلدان جديدة ..؟أو كواكب أخرى.
أطلق عليها حتى كل الأسماء الحسنى
وطناً ...منفى ..مقبرة..مجزرة
وخذ معك ما تبقى من أحلامك.
منفي أنت ..
منفي أنت ...
ماذا تبقى..؟
هوية وخيمة، وكمشة أحلام صغيرة.
وأحرف متناثرة لثرثرة قديمة
وخيط عنكبوتي صغير.
آه ..يا أمي، التي أضاعت ثديها.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضريح الشعب المجهول
- على شرفة النافذة ...اتكئ قلبي..
- محادثات السلام الكردية - التركية / ماريانا خاروداكي
- بائع المطر..؟
- عين وكاف وألف ممشوقة القوام
- تسونامي ..إقتصادي في قبرص.
- ظل الوقت ...؟
- بيادق فوق رقعة شطرنج..؟
- حملة تضامن لإنقاذ اللاجئات السوريات/ من براثن الإغتصاب - الش ...
- شكراً لخدماتكم ...؟!
- صباح الخير..
- اللعنة على السياسة ...
- كم يرعبني هذا الشريط الأسود..؟
- أثينا / حكومة إنقاذ من ثلاثة أحزاب .
- حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري
- الإنتخابات اليونانية / بونجور أثينا وكالميرا باريس
- حلمت بوطن أفضل ...ولكن ..؟
- للبحر وجه آخر..
- فنجان قهوة ...وسيكس-sex
- أثينا ...صراع البقاء ..؟


المزيد.....




- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكرّم جودي فوستر وحسين فهمي
- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...
- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - ولدت في رحم حبة - تمر - ..