أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - فنجان قهوة ...وسيكس-sex














المزيد.....

فنجان قهوة ...وسيكس-sex


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فنجان قهوة..و...سيكس -
Sex
سيمون خوري

العنوان طبعاً مثير، وغير متوقع من كاتب عجوز كحالتي، قهرته السنون. وأصبح " السيكس " في حالات عديدة نوع من الأشغال الشاقة . أو فعل يحتاج الى كثير من التحضير والاستعداد الذهني والجسدي معاً . هكذا دائما تلعب الفترينة دورا في تسويق وعرض البضاعة أو إيصال الفكرة.
تمنيت لصديقي " نادر قريط " الشفاء العاجل ،وعشرة حوريات ، احتج وطالب بسبعين !! وهو على حق لأنه من مدينة خلت ساحاتها من الأطفال ، وتحولت أعراسها الى مآتم . ربما يعوض النقص بعد مصرع أطفال درعا.
مرة أخرى العنوان مثير ؟ هل تبحث عن علاقة فنجان القهوة وال سيكس ..؟ طبعاً...!
مثل كافة الإعلانات التجارية التي توظف فيها المرأة والجنس وتتحول الى وسيلة إغراء تسويقية . وهكذا نحن الأن لكي نلفت انتباه الرأي العام والشارع العربي الى ما يدور في مدينة حمص ومدن أخرى ، التي تشهد حسب كافة المعطيات حملة إبادة غير مبررة مهما كانت طبيعة المعارضة أصولية أو عفاريتي، فأننا نلجأ الى توظيف عناوين مثيرة للغرائز الجنسية . هذا إذا بقي لمن يشاهد منظر العنف والقتل من رغبة ما سواء في احتساء كوب من القهوة أو ممارسة الجنس كفعل طبيعي إنساني.
الخطورة تكمن أننا أدمنا فعل " الفرجة " على المأساة دون ردة فعل إنسانية. وأصبح مشهد القتل أياً كان الطرف الضالع به مشهداً عادياً. تحولنا الى ما يشبه الإنسان الآلي الذي لا يتحرك إلا بالنصوص التي تتحكم بحياته العامة والخاصة، متحرراً من شروط الزمان والمكان . لا يهم أكانت المدينة حمص أو بغداد أو مقديشو أو أي مدينة أخرى منكوبة بالديكتاتورية والنصوص معاً.
أدرك تماماً أننا نشهد مرحلة جديدة هي عصر الانتقال من الديكتاتورية نحو قرون وسطى جديدة تقاوم جدلية التطور والتقدم . وقد تستبدل الألعاب الرياضية بنوع أخر مثل مسابقات في أطول لحية ، أو زمن قياسي لسجدة تسجل في موسوعة " جينز " العالمية ..؟ بيد أن هذه الأنظمة هي المسؤل عن دفع المنطقة الى أحضان العمامة واللحية والجلباب الباكستاني . إنها حالة انكفاء جديدة وعزلة إجبارية للعقل. ومع ذلك فإن مشهد القرون الوسطى القادم الذي يخيم سواء على سورية أو غيرها لا يبرر هذا المستوى من فعل القتل الرسمي.
لنعود الى العنوان الشبق مرة أخرى.. البعض دخل الى الصفحة لإشباع فضوله حول هذا الموضوع الشيق أو الشبق معاً . لكن لو كان العنوان، لا ماء ولا طعام ولا كهرباء في حمص... أو أن الجوع يقتل حتى البعوض والذباب في الصومال بفضل أحزابه ومليشياته المقدسة. أو أن الاستيطان يلتهم الشجر والحجرفي فلسطين. أو أن البحر يبتلع كل يوم عشرات المهاجرين . أو أن المفخخات في العراق ترسم التقسيم .
أو أن عشرة مليون شجرة تقتلع كل عام في إندونيسيا، أو أن تكلفة إنتاج قنبلة نووية في دولة يطحنها الفقر والجوع، تسد حاجة شعبها ولا تبقى لا جاهلاً ولا معدماً.أو أن ما ينفق على التسلح في دولة خليجية ما ؟؟، وقد لا تجد من يستخدم تلك الأسلحة..يقبر الفقر في قارة كاملة.عدا عن السؤال ضد من ستستخدم. أو بالأحرى، لا داعي للسؤال طالما أن هناك فتاوى الجهل والتجهيل حاضرة لؤاد المنطقة. عبر تأجيج الصراع المذهبي والطائفي،لحساب شركات الأسلحة .
أما في حالة سورية فلا داعي للسؤال أيضاً، لأن الجواب أعتقد معروف..؟
ترى ماذا يحصل في سورية ..؟ لا شئ ..فاصل قصير من الزمن الهولاكي . فقد باعت واشنطن سورية الى موسكو . والانتخابات على الأبواب لا تسمح لأحد بحك رأسه. لأن الأهداف الإستراتيجية للطرفين أهم من سكان سورية والفترينة الحاكمة معاً.
هكذا نجلس على مقاعدنا، نحتسي القهوة أو قليل من النبيذ والبيرة ، ونتابع فاصلاً قصيراً في نشرة أخبار عالمية ما يحدث في سورية. ربما نطلق تنهيدة أو نتأسف للضحايا . أصبح المشهد روتينياً . فلم تعد زوجتي تصرخ ماهذا الدمار والقتل البشع ..؟ ربما أدركت أنه جزء من تقليد وإرث تاريخي " السيف والقلم والبيداء " قبل اجتماع " السقيفة " وما تلاه من غزوات. ومع ذلك أشعر بحجم امتعاضها الصامت، من صمتي في أحيان عديدة. بالضبط كما كان يحدث معنا عندما نشاهد ذلك القتل المجاني في العراق فالخارج من بيته هو مشروع قتيل أو شهيد أو مخطوف..؟
هل فكر أحدكم ماذا لو كان في حمص تلك التي كانت تسمى مدينة الفطائر الجميلة.. أو في قرية أخرى . وعايش تلك المعاناة لأم فقدت أبنها أو لوالد لا يعرف أين ينجو بأطفاله.. من الخوف الذي يترصده في كل لحظة؟ إذا كنت لا تدرك قيمة البصر أغلق عينيك لحظة واحدة.
هل يتذكر أحدكم صرخة ذلك المواطن السوري ..أنا إنسان ..ماني حيوان ...؟!
مع ذلك أصبح البعض يتمنى أن يكون حيواناً في دولة غربية على أن يكون إنساناً في دولة شرق أوسطية. لأن العقل هنا قدم استقالته . فقد انتقلت المنطقة من ديكتاتورية الحاكم الى ديكتاتورية النص واللحية.
سنشرب فنجان قهوة لكن بدون سيكس لأن عدد " الشهداء " فاق عدد الحوريات ..
ترى هل الصحفية الأمريكية وزميلها الفرنسي الذين قتلوا في حمص هم أيضاً شهداء. أم أن الشهادة هي توكيل حصري بأتباع الزعيم والفقيه والمفتي..؟
هل يمكن لأحدكم أن يقدم تفسيراً مقنعاً لتعبير ومعنى " شهيد " ومن هو الشهيد ..؟!
كفى سفكاً للدماء ، لكي نحافظ على ما تبقى من إنسانيتنا داخل ذواتنا . إذا كان البعض يشعر بالفخر بعدد القتلى أو " الشهداء " ، فأنا أشعر بالخزي والخجل لما وصلت اليه قيمة الإنسان .
لا قهوة ، ولا سيكس . في مدينة تنهمر عليها الصواريخ بدل المطر.. هل أعطينا إنساننا في داخلنا إجازة للتفاعل الإنساني مع ما يحدث..؟! أم أننا بانتظار وحي خارجي أخر يشرع لنا تشريعاً جديداً ببعديه الطائفي والطوائفي معاً.
كل ما أخشاه أن يتفكك اسم " سورية " الى خمسة حروف منفصلة عن بعضها البعض. والقادم أعظم ، خارطة جديدة للمنطقة وعاشت دول الطوائف والقبائل والمشيخات.
مشكلة المجلس السوري المعارض هو الحصول على اعتراف دولي به . بيد أن مشكلتنا هي وقف أعمال القتل، وتأمين حياة السكان. آه ... يا زمن الفلافل.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثينا ...صراع البقاء ..؟
- تتعرى الأشجار في الشتاء ...؟
- لا ..لون للماء .
- هطل الثلج ...بصمت !
- happy free year
- الشارع الخلفي - للربيع العربي “..؟
- أثينا - روما ...أي غد لأوربا؟!
- Back to / to Tora -Bora
- الجهل المقدس ..؟!
- مفاوضات - سلام - أم حوار مع - كابوي - ..؟!
- صفحة من شهادة وفاة قديمة / السجين رقم 199
- من حقي الفرح / بعد سقوط الأب والابن والكتاب الأخضر ..؟
- أسد علي وعلى العدو نعامة ..؟
- سبحان الشعوب التي لا تموت ..؟
- متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!
- مدن..تغرق في الصحراء..؟
- جار القمر..؟
- بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - فنجان قهوة ...وسيكس-sex