أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - happy free year














المزيد.....

happy free year


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوربا ... عجوزا تتصابي، تتناسل فيها الأزمات مثل الأرانب. لا الجراحة البلاستيكية
ولا " الحناء " الفرعوني، يمكن أن يعيد لها شبابها الغابر. مفردات عديدة انسحبت من الحياة ، وأخرى لجأت الى الظل فلم يعد تعبير " كل عام وأنتم بخير " يقنع أحداً. أصبح تعبيراً أجوفاً. جملة روتينية، لا تعوض للمواطن الأوربي خسارة أمله في مستقبل أفضل خالٍ من الأزمات. أضواء عيد الميلاد في الشوارع، وعلى شرفات المنازل، بدت أقل من المعتاد وبلا بريق يعبر عن ذلك الفرح الطفو لي القديم. كنا نفرح بمناسبة الأعياد، ليس بسبب مدلولها الديني، بل لأنها فرصة للتواصل الاجتماعي، ولحظة فاصلة بين زمنين، سابق وقادم، تهدي من أحببت قبلة صادقة، وتتمنى للصغار مستقبل أفضل وعام سعيد.
هذا العام جوا من النكبة يخيم على الشارع الأوربي.محلات تجارية مقفلة. فنادق خالية من الزبائن، بل أن بعضها أغلق أبوابه دون تعويض لعماله. وللمرة الأولى يفترش عدد من المواطنين الرصيف، فقد صادرت البنوك جدران القلب. لذا نبحث عن مفردات أخرى تخرق قانون النحو والصرف، وتزيل غموض لغة التعبير الدبلوماسية التي تسبب الجهل. وتقدم نسخة فوتوكوبي مشوهة للحالة السائدة. نختصر الوصف، هناك انهياراً حاداً للثقة بين الجمهور والحكومة. وبين الجمهور وأحزابه الكلاسيكية . وتحولت الدولة ذاتها الى معضلة مجهولة النسب. تنتظر من يطفئ شمعتها القديمة.ويعيد بناء دولة حديثة أخرى.
أي عيد ينطبق عليه وصفة " كل عام وأنتم بخير " ؟ القاتل الاقتصادي يتجول في الأسواق والبنوك ومصلحة الضرائب، ومختلف المؤسسات. وفي كل لحظة تنضم أعداد جديدة من البشر الى سلسلة العاطلين عن العمل. عمال وموظفين سابقين حلقت لهم " الترويكا " وطلبة وصغار التجار. ومعدمين فقراء ومهاجرين تكسرت أحلامهم قبل وصولهم الى شاطئ اليورو. ومع ذلك سيل المهاجرون الاقتصاديون لم يتوقف. حتى الموت أصبح له ثمناً ، فإذا أردت أن تموت عليك دفع أجور الشحن والدفن مسبقاً دون احتساب أجور القسيس، فعظته تقاس بالزمن، والمتمشيخ النصاب يتناول أتعابه مقدماً مع حذف قصة " أنكر ونكير " لكي لا يصاب الميت بالرعب فيقرر العودة للحياة.
لا موت مجاني هنا. فقط في بلاد الفقراء الذين تنتفخ بطون أطفالهم جوعاً.
قيل سابقاً أن قسوة التجربة ، ولا ديمقراطية التجربة ، كانت أحد عوامل انهيار الإتحاد السوفيتي السابق . فهل تنطبق ذات المواصفات على الحالمين بتحول الإتحاد الأوربي الى " الولايات المتحدة الأوربية " ..؟! ربما إذا أخذنا بعين الاعتبار استطلاعات الرأي في معظم بلدان الإتحاد حول حالة ومستقبل الإتحاد ، فالجميع يبكى على أطلال نظام نقده السابق، من الدراخما وحتى الباوند.لكن أحداً من المسئولين لا يجرؤ على النطق بالحقيقية في مواجهة " مترنيخ ونابليون العصر". رغم أن الأوركسترا يمكن أن تعزف سيمفونيتها دون مايسترو.. فكيف الحال بفرقة موسيقية بمايسترويين..؟ ألا يذكرك شعار " الولايات المتحدة الأوربية " بشعار شرق أوسطي قديم " أمة واحدة ذات رسالة خالدة"..؟
أثينا تبيع تذكاراتها القديمة وأيقونات العذراء والمسيح وتماثيل أرسطو وسقراتس ، وروما تصنع " البيتزا " ومدريد تراهن على " ثور " جديد تناطح به أزمتها الاقتصادية في حلبة فارغة من جمهور عجز عن سداد قيمة تذكرة الدخول. ولشبونة تؤجر مدربيها لكرة القدم . تحول الإتحاد " بقرة عجفاء " تموء برأسين . فيما يزأر الأسد البريطاني العجوز.فقد التهمت " النمور الأسيوية " الصاعدة ، أسطورة شركة الهند الشرقية الى الأبد . أوربا، لا تكاد تفرغ من إصلاح ما حتى تكتشف فساد وعجز أخر. فحلول السطح لا تنفع في معالجة آفات العمق الكامنة في منظومة اقتصادية. تكاثرت وتطورت بتسارع عجيب على حساب عجز البلدان الفقيرة وديكتاتورياتها المتخلفة. واستغلال قوة عمل مواطنيها. فأن تمتلك سيارة أو منزل بالتقسيط أو أي شئ أخر بالتقسيط المريح هذا لا يعني أنك في عصر الرخاء والرفاهة الاقتصادية ، بل أنت عبد للرأسمال البنكي وفي قبضته.
هل انتهى موسما الفرح..؟! ونظام الوفرة والرخاء الاقتصادي..؟ بعد أن تراجع الناتج المحلي وتحولت البلاد الى أسواق لمنتجات البلدان الأقوى اقتصاديا... إضافة الى دور الفساد السياسي – المالي في قيادة العديد من البلدان الى حافة الهاوية ...؟
هناك تحولات سياسية جديدة وخطيرة تطرحها الأزمة الاقتصادية الراهنة، وهناك حراك شعبي جديد يتبلور.على قاعدة أخلاقية وعقلانية تدعو الى العودة الى صيغ التضامن الاجتماعي السابق . وكيفية إعادة ارتباط الإنسان بأخلاقه وحاجياته معاً. وهناك رؤية جديدة لسؤال العقل " الى أين يمضي بنا نظام العولمة " . ربما قد نحتاج الى عدد كبير من المرايا لرؤية أنفسنا وما حولنا من كافة الزوايا الحادة. والتحرر من قاموس فوضى " المفردات الخلاقة " ترويكا و صندوق النقد الأوربي ، والدولي ، وأحزمة التقشف ". التي أصبحت تتشابه مع أحزمة العفة. فلكل نظام سياسي أوربي" حزام عفة " من نوع خاص.
على محطات المترو والإشارات الضوئية، هياكل عظمية تتحرك، تنتظر قرع أجراس أعياد الميلاد لكي تتذكر أن عام أخر قد رحل، وأن في أعوام سابقة كان هناك متسعاً للحب والفرح. رغم أن الفرح لا يمكن أن تشتريه. لكن يوزع علينا القلق الأن . ومع ذلك مجبرون على التفاؤل ودعوة الآخرين للتفاؤل ، لكي تستمر الحياة وفق قانون العقلانية الأخلاقية. أشكال جديدة من التضامن الاجتماعي الشعبي تتوالد كل يوم ؟، بازار خيري مجاني للفقراء ، وجبات طعام ساخنة تتبرع بها عائلات فقيرة لمن هم أكثر فقراً . تقاسم ساعات العمل بين العديد من العمال. بنك الزمن لخدمة المحتاجين مجاناً . ووسط " المواء " الأيديولوجي لكافة القوى النمطية الخشبية، تظهر على السطح لجان شعبية جديدة تعيد لهذه الحضارة بعض من قيمها الإنسانية التي سرقها عالم بلا عقل، وكونية بلا قيم. وبانتظار العام القادم لكافة الأصدقاء :



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع الخلفي - للربيع العربي “..؟
- أثينا - روما ...أي غد لأوربا؟!
- Back to / to Tora -Bora
- الجهل المقدس ..؟!
- مفاوضات - سلام - أم حوار مع - كابوي - ..؟!
- صفحة من شهادة وفاة قديمة / السجين رقم 199
- من حقي الفرح / بعد سقوط الأب والابن والكتاب الأخضر ..؟
- أسد علي وعلى العدو نعامة ..؟
- سبحان الشعوب التي لا تموت ..؟
- متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!
- مدن..تغرق في الصحراء..؟
- جار القمر..؟
- بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط ...
- سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
- خبير إسرائيلي: قد نواجه عزلة دولية بعد تسونامي الاعترافات بف ...
- أول خطف جماعي هذا العام في نيجيريا
- أثينا توبّخ سفير إسرائيل: لا نقبل دروسا من قتلة المدنيين
- جوبا وكمبالا.. توترات حدودية تعكس هشاشة التحالف السياسي والع ...
- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - happy free year