أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - سجناء ..المرحلة السابقة ؟!















المزيد.....

سجناء ..المرحلة السابقة ؟!


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" إن التخلي عن الحرية، هو بمثابة التخلي عن أن تكون إنساناً “
جان جاك روسو – العقد الاجتماعي .
كل شئ يتغير ، عندما ندرك أن التاريخ ليس إلا حياة الناس ، وأنه لم يصنع من مادة أخرى .
التغييرات التي تشهدها البلدان " العربية " سلباً أو إيجاباً، تعني بمختصر العبارة أننا أمام مرحلة جديدة. بيد أن أحداً لا يملك إمكانية التنبؤ بصيرورة هذه المرحلة. يمكن أن تخضع تجربة فيزيائية ما في مختبر لمعرفة النتائج المتوقعة ضمن شروط مخبرية خاصة. لكن حركة المجتمع لا تخضع الى ذات النوعية من التجارب . هناك تراث متعدد ، وإرث ديني وصناعات بشرية عديدة من الأيديولوجيات المختلفة . وحتى أسطرة الأساطير التي تحولت الى نصوص حجرية وإعتقادات يقينية راسخة .بنى تحتية وأخرى فوقية تفسر مدى تقدم الإنسان بالوعي المتاح له خضوعاً أو تمرداً .أحياناً عديدة تحدث تغييرات مفاجئة ،هي نتيجة لتطور بطئ متراكم . البعض لا يستسيغها، لأنها تقلب رأساً على عقب تلك التفسيرات التقليدية للتاريخ والكون المحيط ، التي إعتادوا عليها ، وتضع محلها تفسيرات أخرى . لا شئ ثابت ، لا نظريات مقدسة . والحركة هي القانون الأبدي .
الفيلسوف " بلا تونس " أو أفلاطون ، حلم بإمبراطورية هيلينية ، رمزه الأعلى كان " الأسكندر المقدوني الكبير" 12 عاماً وثمانية أشهر من القتال في تضاريس آسيا . تمرد جيشه في بلدة " بيس " رافضاً التقدم نحو الهند . فكانت هزيمة مشروعة الخيالي. بيد أن مصير العالم الجديد كان قد حسم. لم يدرك " بلا تونس ومعه الأسكندر الكبير . أن آسيا أصبحت قارة مفتوحة للتأثيرات المتوسطية. وأن كل البنى النظمية قد انهارت . حلت محلها اتجاهات كونية جديدة . فقد أكتشف الأسيويون كما سكان المتوسط ، وحدة الجنس البشري. ومنذ ذاك التاريخ العظيم عرفت مختلف الأشكال السياسية والاجتماعية والنظم الأخلاقية التي كانت سائدة معنى تلاقح ثقافات البشر في الحركة التاريخية الجديدة للمجتمعات . تعرف فيها العالم القديم على حضارة بابل وأشور والكلدان والحضارة المصرية والحضارة الفارسية كما الهندية والإغريقية . وحضارة الكنعانيين والفينيقيين . كل التاريخ عرف معنى الفواصل التاريخية والأنعطافات الجديدة ، أديان وقوميات وأيديولوجيات ونظريات علمية .
نحن الأن أمام مرحلة تاريخية جديدة ، تحمل في أحشائها " الفوضى " كما تحمل أيضاً " الأمل " بتطوير الولادة الجديدة ، لأفكار التحرر في المنطقة " العربية " وصولاً نحو تأسيس عهد ديمقراطي جديد، أو عقد اجتماعي جديد.فالديمقراطية ليست مجرد نظام إجرائي مرسما بقانون..بل هي قيم ومفاهيم وأخلاق روحية، وممارسة تتعلق بمعنى الهدف الأسمى للحياة في هذا الكون، وهي " الحرية " بمختلف معانيها القائمة على قاعدة احترام الأخر ، وحقه بالحياة الكريمة .
غياب الديمقراطية أسقط منظومة البلدان الاشتراكية، وغياب الديمقراطية أيضاً سيسقط كل أنظمة الحكم الديكتاتورية. من الصعب جداً على المرء أن يفكر بمعزل عن زمانه. رغم وجود هكذا حالات ، لكن لا مستقبل لها . أحياناً يتساءل المرء هل مثقفي المنطقة داخل الزمن الراهن ..؟ أم أنهم سجناء المرحلة السابقة إحتل النظام عقلهم ، كما إحتل ضمائر بعضهم ... وأين موقع هؤلاء العملي ..؟!
لم يكن غريباً أبداً ، أن تسمى بثورة جيل الانترنت.. بفضل هذا الإنجاز العلمي تعرف الشباب على معنى الديمقراطية والتواصل مع البشر وليس الحجر وصناع النصوص الحجرية . فلم يقدم أحدهم أي نموذج ديمقراطي سواء أحزاباً أم سلطة. الأن ينهض جيل جديد من اليسار ألشارعي ، اليسار الجديد ، الذي لا تمثله الإلهة الحزبية القديمة ، ولا عجائب الزمن من حكم العائلات الوراثية المتخلفة شكلاً ومضموناً . الأن لم يعد أمام بلدان المنطقة سوى تاريخ واحد ، يستعيد به ذاته المسروقة من قبل أحبار النصوص الحزبية واللاهوتية . ومن أنظمة الفساد والقمع. هذا هو التاريخ الجديد للميلاد الجديد، ولكل فرد حق حرية الرأي والتعبير.
يقول الكاتب الشهير " بريخت " إذا لم ترى قمم الأشجار أو أشرعة السفن تتحرك ، فليس معنى ذلك أن الرياح غير موجودة ..لكل حركة دافعها المنطقي "
العلامة الكبير " عبد الرحمن الكواكبي " 1854 – 1902 يقول في كتابه " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " التالي : إن السياسيين يبنون كذلك استبدادهم ، فهم يرهبون الناس بالتعالي الشخصي عليهم ، والتشامخ الحسي ،ويذللونهم بالقهر وسلب الأموال حتى يجعلونهم خاضعين لهم . عاملين لأجلهم، يتمتعون بهم كأنهم نوع من الأنعام التي يشربون ألبانها ويأكلون لحومها، ويركبون ظهورها وبها يفاخرون “... لو أن الكواكبي كان معاصراً لهذه المرحلة لتحول الى مقاتلاً في سبيل الحرية والكرامة
ولأن الاستبداد السياسي، يشكل ماضينا وحاضرنا وواقعنا فهو العدو الأول الذي نسعى للتخلص منه. وفي مطلق الأحوال، فإن التحرر من الاستبداد السياسي هو الخطوة الأولى للتحرر من الاستبداد الديني. هذه المعادلة على ما يبدو بعضنا تجاوزها في معترك خصومته مع تغييرات الحاضر الثورية. ففي أسوء الحالات ، فقد إنهار نظام التوريث الدكتاتوري للعائلات الحاكمة . كما سينهار نظام الوراثة الملكية لصالح أنظمة دستورية أكثر تطوراً. فلم يعد هناك دار سقيفة أخرى ولا أبو سفيان أخر. وعلى حد رأي الفيلسوف الفرنسي " كلود أدريان هلفتيوس " 1715 – 1771 لقد ولد الإنسان جاهلاً ..ولكنة لم يولد مغفلاً أبله . فالبشر تتعلم من تجربتها المباشرة في الحياة ، والشارع هو المدرسة الكبرى .
ما يجري الأن من استخدام وحشي لقوة القمع في ليبيا واليمن وسورية ، علمت الناس معنى النضال من أجل الكرامة والتحرر من الاستبداد السياسي .وفي مطلق الأحوال فإن النظام أياً كان، الذي يستخدم القتل والقمع الوحشي غير المسبوق كوسيلة لبقائه في السلطة هو نظام ديكتاتوري – استبدادي. وفاقد لأية شرعية سياسية أو أخلاقية .
يقول الفيلسوف " كارل بوبر" 1902 – 1994 – " تكون الدولة حرة من الناحية السياسية إذا كانت مؤسساتها السياسية من الناحية العملية تمكن مواطنيها من تغيير حكومة قائمة دون سفك دماء، متى ما كانت الأغلبية راغبة بذلك " . إذن المبدأ الأخلاقي للديمقراطية هي شكل الدولة التي يسمح بإقالة حكومة دون إراقة دماء. فالحرية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة وهي بمثابة المبتدأ والخبر معاً.
في حالة الأنظمة العائلية الحاكمة لا مكان للديمقراطية في السياسة، حتى ولا في العلاقات الداخلية للعائلة الواحدة. فالبنية الذهنية هي نتاج ضخ المنظومة التنظيرية للنظام لعقود من الزمن متمحوره حول شعار تقديس آلوهية القائد الفرد. ورغم إدعاء قلة من مزوري الديمقراطية، بأن بعض هذه الأنظمة تحكمها " جبهات وطنية " أو تعددية حزبية " فإن هذا بالتأكيد لا يعني إطلاقاً أن هذه التعددية كانت تعبيراً أو سمحت يوماً ما بانتقال سلمي للسلطة الى حزب أخر. فالتعددية لا تعني الديمقراطية. الديمقراطية هي أن تحكم مع وجود معارضة، تمارس دورها الرقابي. وصحافة حرة، وليست حذاءاً لحاكم. و القرار السياسي للبلاد يتحكم به البرلمان . وليس القائد الفرد ؟ ترى هل لدينا أنظمة حرة وديمقراطية..؟ أم أن ما لدينا لا يعدو سوى دول مافوية تدافع عن مصالح العائلة السياسية ، المحاصصة السياسية والمحاصة الطائفية تحت ستار من " شرعية مزيفة "..؟! فالنظام الذي
يطلق النار على شعبة ،مهما كانت " التبريرات " هو نظام حسب مختلف المعايير فاقد لأية شرعية دستورية والأهم للشرعية الأخلاقية . نحن الأن في مرحلة جديدة ، هناك شرائح اجتماعية جديدة أيضاً ولدت تحت ظروف الاحتلال العائلي . المرحلة السابقة أعطت كل ما عندها سواء أنظمة أم أحزاباً وهياكل نقابية رسمية. لذا أعتقد أنه من الضروري لكافة قطاعات المثقفين ، بغض النظر عن مدى تقارب وجهات النظر ، الخروج من أسر المرحلة السابقة ، نحو المساهمة في كتابة التاريخ الجديد للمنطقة من موقع الأمل وصيانة ما تحقق والحيلولة دون سرقة إنجاز ما تحقق وتطوير الممكن . لنحرر جغرافية أدمغتنا من الاحتلال ، ونعمل على جمع ديمغرافيتنا المبعثرة في الشتات . فالصراع الديمقراطي في المنطقة يتطلب جهود الجميع ، دون الدخول في حروب إستنزافية للطاقة . فليست المشكلة الأن في مواصفات الديمقراطية القادمة ،ولا في حجابها ، بل جوهر الصراع يكمن في ضرورة التحرر من نظام الاحتلال العائلي أولاً. التحرر من الاستبداد السياسي ، يؤدي الى التحرر من الاستبداد الديني .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
- - مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟
- إذهب الى الجحيم؟
- اليسار الإلكتروني - الجذري - والوصايا العشر
- أيها الحاكم ..إرحل فوجودك ..عار علينا ..
- وددت ، لو أحببتك منذ الولادة .. لكان العمر أجمل .
- حان موسم / شراء الفرح ..؟!
- نبحث عن - إله - / لا يعتبر العلمانية عدواً له ..؟!


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - سجناء ..المرحلة السابقة ؟!