أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة .















المزيد.....

عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة .


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن أن يتحول الخطاب السياسي المقروء والمرئي معاً ، لمعظم قوى المعارضة السياسية في العالم " العربي " من خانة العداء " للغرب والإمبريالية " الى حالة مصالحة معلنة .. وأن تصبح الإمبريالية والاستعمار والغرب في نظر المواطن ، صديق إستراتيجي في مواجهة " بعض أنظمة الاحتلال العائلية الوطنية " الحاكمة في المنطقة العربية ..؟! المتحالفة مع بقايا أنظمة شمولية عالمية..؟!
سؤال مشروع، ربما هو شعار جديد، يزحف على الطريق ليحتل كل المشهد السياسي في العالم العربي " عاشت الإمبريالية وتسقط أنظمتنا العائلية المحتلة ".... فكما اختفى تعبير " الرجعية العربية " من أدبيات قوى المعارضة في الساحة السياسية، خلال السنوات الأخيرة، فنحن على ما يبدو أمام وقائع وتحولات سياسية جديدة من طراز مختلف. تحمل في طياتها ملامح اختفاء تلك العقلية العدائية السابقة للغرب، ولمفهوم الإمبريالية السياسي . الذي شكل تعويذة سحرية للمنظومة الفكرية السابقة في العالم العربي. وتحولت لغة " شتم " الإمبريالية الى مقياس للوطنية والثورية. شتمنا .. حتى أنفسنا، استهلكنا كل ما لدينا من وقود ذاتي في عملية صراخ عنيفة ضد الإمبريالية، وخجولة ومهذبة في مواجهة الحاكم الوطني المستبد. حتى التظاهرات في السنوات الماضية، كانت تحركها العائلة الحاكمة وترسم لها شعاراتها وخطوط سيرها. دفاعاً عن العائلة الحاكمة وليس عن حقوق المواطن المسلوب أرضاً وعرضاً ومالاً وكرامة.
فتحت شعار معاداة الإمبريالية والغرب ، جرى سحق المواطن ، وتحت ذات الشعار وبالإضافة الى شعارات القومية والممانعة والمقاومة والثورة والاشتراكية والوحدة والجماهيرية والإسلام هو الحل ، جرى استباحة دماء الشعب . وإكتشف المواطن أن أمواله المنهوبة باسم الحرية والثورة وشعارات الصمود والممانعة والمقاومة هي في عقر دار الإمبريالية. وهي التي ترفع الأن شعار تجميد أصول العائلات الحاكمة وحساباتهم المالية عقاباً على سلوكهم القمعي ضد شعوبهم .. إكتشف المواطن أن قياداته مجرد كومة من الكذب .. قمامة ، لا تستحق حتى الرثاء. إكتشف أنهم جميعاً يناورون من أجل الحصول على ضمانات بعدم الملاحقة القانونية، واستئثارهم بما سرقوه من أموال الشعب. أنه نظام العائلات المحتلة لهذه الأوطان.. ترى لماذا لا يحق لنا أن نرفع شعار عاشت الإمبريالية في الوقت الذي تدافع فيه مراكز الإمبريالية العالمية عن حقوق الإنسان..؟ فلولا التدخل العسكري الجوي للناتو في ليبيا لما بقى مواطن ليبي حي يرزق في بنغازي . وبعد ذلك سنطالب العالم بإدانة هذه المجزرة..؟ أليس كذلك . البعض قد يعتبر ذلك مؤامرة إمبريالية لنهب خيرات المنطقة ..؟. ترى ، منذ متى كان المواطن العربي يتمتع بخيرات وطنه.؟ لا أعتقد أنه مطلوب إعادة سرد الأرقام المالية الفلكية لعائلات زين العابدين ومبارك وال قذافي والأسد وعلي صالح إضافة الى ما تبقى من ديكتاتوريين في السلطة . يمكن أن نتفق مع البعض الذي يعتبر أن الدفاع عن حقوق الإنسان لدى بعض العواصم الدولية مصاب بعقدة المصلحة والانتقائية بين هذا البلد أو ذاك. لكن السؤال هنا، نحن كأفراد أو جمعيات مجتمع مدني ما هو دورنا..؟ المواطن الشيعي في البحرين هو مواطن بحراني ، وكذا المواطن في اليمن أو العربية السعودية أو الأمازيغي في المغرب وليبيا . نحن الذين نملك إمكانية تطوير مواقف الآخرين التضامنية مع حقوق شعوبنا. وليس فقط انتظار الآخرين.
في مختلف أنحاء العالم " العربي " خرجت تظاهرات معارضة تتجاوز سقف الاحتجاج السياسي نحو المطالبة بالتغيير. وليس بالترقيع ، واستبدال أفندكو بأفندكو أخر . تحولت التظاهرات الى ظاهرة ثقافية وسياسية واجتماعية . فرضت نفسها على الغرب ، الذي فوجئ بما يحدث في العالم العربي . ولم يكن أمامه سوى الإستجابه الى هذه الظاهرة الجديدة. التي طرحت ضرورة كتابة عقد إجماعي جديد بين الشعب ونظام المستقبل السياسي. قائم على رؤى جديدة في مفاهيم المشاركة السياسية وانتهاج سياسات تحد من الفقر، وتحترم الحقوق الديمقراطية.
تظاهرات شعبية سلمية، خلقت أجواء ومناخ رياح ثقافة جديدة، أو ثقافة ثالثة. ثقافة تمرد تجمع في جزئياتها وأبعادها أوجهاً مختلفة في القدرة على التفاعل مع المستقبل بالتمرد على أطلال الماضي ووهم الحاضر السلطوي . مسلحة بالإنترنت وقنوات التواصل والاتصال، هي جزء من اليسار الإلكتروني العالمي الجديد. لا أمين عام ولا رئيس. قيادات عمل جماعية شبابية وميدانية. الفتاة الى جانب الشاب . في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية ..الخ نماذج تستحق التكريم . فكل مكون هذه الثقافة الجديدة ، هي عناصر شبابية تلعب فيها المرأة للمرة الأولى دوراً ريادياً. جيل جديد، يراكم إرثاً ثرياً لنظرية المقاومة الجماعية السلمية للظلم والاستبداد السلطوي. ويؤسس لنظرية أيديولوجية علمانية وديمقراطية جديدة لتيار المستقبل .بلا رتوش ومساحيق تجميل لنظريات ووجوه ديكتاتورية، تجاوزتها الأحداث. نحن نشهد ولادة جيل شاب جديد . ليس مصاباً لا بعقدة " أوديب ونظرية المؤامرة " ولا بأفكار الأمير . وهنا ربما على بعض النخبة الفكرية التقليدية قراءة اللوحة الجديدة للحالة السياسية في العالم العربي بتلسكوب كوني . وليس بمنظار كابتن هوك .. ومن المدهش أن بعض " المفكرين " أو ما يطلق عليهم صفة " النخبة " أو تلك الأحزاب التي لا زالت تتحالف مع هذه الأنظمة الأمنية لا تزال تسكن الماضي و تطل على العالم " العربي " من شرفة فضائياتهم ، وفنادقهم العاجية ، أو كتبهم القديمة .ولم تدرك بعد أن الماء يتسرب تحت أقدامهم . لكن هناك قوى هوايتها تعداد الفرص الضائعة . وعلى حد رأي أحد المواطنيين التوانسة " لقد هرمنا ونحن بإنتظار هذه اللحظة .. فيما كان المواطن على رأي المعارض السوري " رياض سيف " هو مشروع شهيد .
ما يحدث ليس من " وحي مؤامرة" إمبريالية.. إنه إفراز خزان الفقر والظلم واستبداد العائلات المحتلة وأجهزة أمنها. وإعلامها الذي حاول خلق الإنسان المستسلم بحيث لا يعرف إلا ما يريد له النظام أن يعرف. وهكذا أصبح هذا الرئيس ..؟ هو صانع هذا البلد أو ذاك.
ما يحدث الآن في العالم العربي ليس " مؤامرة " إمبريالية أو صهيونية .. ولا بتوجيه حزبي من حزب ديني تجاوز الزمن شعاراته الفضائية.. المسألة أعقد بكثير من مجرد التحليلات العابرة للشأن السياسي . فإذا رصدنا جزء من التحولات الاجتماعية الجارية، نكتشف أن هناك قوى شعبية واجتماعية مختلفة متزايدة انخرطت في عملية صنع قرار المستقبل.تستند الى نظرة واقعية برغماتية .تقوم على أساس المزاوجة بين التفكير الواقعي ، وبين الحفاظ على هويتها التاريخية الإنسانية التي سحقها النظام القديم بأجهزة قمعه الفكرية وأطروحاته القومجية الفارغة . فالمنطقة هي شعوب وأديان وطوائف مختلفة. ناظمها الوحيد هو الديمقراطية وحقوق المواطنة . وهي وحدها صمام أمن المجتمع . وليس القنابل والقمع والنصوص الفضائية المصادرة لحقوق البشر الطبيعية . هناك ثقافات سياسية جديدة تطرحها أجيال شابة في العالم أجمع وليس فقط في العالم " العربي " وهياكل اجتماعية مهمشة متزايدة تنخرط دفاعاً عن مستقبلها . تتألف من ملايين العاطلين عن العمل وسكان الأحياء العشوائية والباعة الجوالين والعاطلين عن العمل وأكاديميين خارج سوق العمل، وحركة نسائية متزايدة للدفاع عن حقوقها المسلوبة بالنص والسلطان. إنه تيار جديد يمثل أهم تحول تاريخي إستراتيجي في البحث عن نظرية جديدة خارج اليمين واليسار التقليدي. طريق ثالث يرى الأولوية هي لمسألة العدالة الاجتماعية، وحقوق المواطنة، والديمقراطية. هذا التيار هو بالضبط ما يخيف ويقلق كل الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا العربية. وعلى إيقاعه سيشهد العالم العربي والقضية الفلسطينية حلولاً واقعية لمستقبل الإنسان بعيداً عن عقلية الإرهاب والتطرف . وتأتي في المقدمة قضايا التنمية الداخلية عبر خلق إطار فاعل بين حكومات غير حزبية أو من لون واحد، تستجيب لطموحات المستقبل، وبين مجتمع مدني، وسوق عمل مفتوح بتحفيز الابتكار وتوليد النمو المستدام . ربما هي شكل جديد من أشكال الرأسمالية الخلاقة أو المبدعة والشفافة. لكن على كلا الحالات الطريقة التي كانت تدار بها مشكل السلطة والحكم والتنمية ، لن تعود الى سابق عهدها . من الصعب حسم الجدل حول هذا المستقبل بيد أنه أفضل من حكم العائلات المحتلة التي تشن حرباً ضد عدوها " الشعب ". ترى هل يمكن أن أصرخ الأن " عاشت الإمبريالية " .. كما كنا نصرخ ونحن صغاراً .. تسقط " الإمبريالية “.. لما .. لا ..؟! عاشت الإمبريالية ... عاش المواطن وعاشت الديمقراطية وحقوق الإنسان . وتسقط أنظمة الاحتلال العائلية الوطنية ، المتحالفة مع بقايا أنظمة شمولية قديمة .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
- - مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟
- إذهب الى الجحيم؟
- اليسار الإلكتروني - الجذري - والوصايا العشر
- أيها الحاكم ..إرحل فوجودك ..عار علينا ..
- وددت ، لو أحببتك منذ الولادة .. لكان العمر أجمل .
- حان موسم / شراء الفرح ..؟!
- نبحث عن - إله - / لا يعتبر العلمانية عدواً له ..؟!
- مات - الإله - عندما أصبح الإنسان وكيلاً عنه ، ونائبه الأرضي ...
- أي غد لأوربا ..وأزمة البحث عن الهوية والمستقبل ..؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة .