أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سيمون خوري - حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري















المزيد.....

حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 10:57
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




الحوار الديمقراطي الجاري بين مختلف أطياف القوى اليسارية والشيوعية في العراق. ونشر على صفحات موقع الحوار المتمدن، يخلق لدينا أمل بولادة جيل جديد ليسار عراقي ديمقراطي متميز. يحمل على عاتقة مهمة إقامة مجتمع مدني ديمقراطي حديث وعلى قاعدة العدالة والمساواة الإجتماعية . وربما يشكل قاطرة لعمل يساري مشترك على صعيد بلدان المنطقة العربية. مع إدراكنا لخصوصيات كل بلد، وواقع قواه السياسية اليسارية.
وبتقديري فقد تميزت الحوارات بواقعية جديدة في ساحة العمل اليساري، وجرأة نقدية ايجابية ، بعيدة عن تلك اللغة النرجسية والبكائية، وحتى لغة التخوين المأزومة السابقة. وهنا أخص بالذكر الملاحظات النقدية الهامة للأخ " عصام شكري " . والأخ " نزار عبد الله " والملاحظة الهامة والجوهرية التي طرحها الأخ " رزكار عقراوي " حول الزعامة الحزبية .
ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نهاية عصر الدولة الزعامية والقائد الأوحد أو الحزب الأوحد، فإن هذا المفهوم الماضوي لا زال ساري المفعول في أروقة البعض . في حين تشهد المنطقة عموما ولادة " دولة الخلافة السلفية "، وغياب القطب المعارض. وبالتحديد تأكل دور القطب المعارض وتهميشه بسبب غياب يافطة ائتلافية له . رغم الجهود الهائلة التي بذلها في قيادة " الربيع العربي " بيد أن هذا اليسار لم يتمكن من استكمال مشواره القيادي لهذا الربيع سواء بسبب تشتته، أو لأن الولادة السياسية العسيرة لفكرة الديمقراطية في مجتمعاتنا لازالت تتحكم بها عقلية القبيلة والدين السياسي.
كما أن هذه الحوارات الهامة ، وكذلك تعليقات القراء أضافت وقدمت رؤية جديدة لآفاق المستقبل، قد تكون مختلفة وهذا شئ طبيعي وصحي ، لكنها قابلة للتعايش المشترك بين أطراف وأطياف العمل اليساري العراقي على قاعدة برنامج حد أدني واقعي.
وأعتقد أن أمام مختلف القوى اليسارية بغض النظر عن حجمها التنظيمي، الإجابة العملية على السؤال الجوهري، هل هناك آفاق لعمل مشترك..؟ وكيف ..؟ كيلا تبقى تلك النقاشات تدور في إطار نخبوي سواء أيديولوجي أو سياسي . لابد من قاعدة للانطلاق بعيدا عن منطق الثوابت والسلفية الأيديولوجية . وهنا تكمن القدرة في تطوير النص لخدمة الواقع وليس تحويل الوضع الراهن لخدمة النص.وتطوير الموقف السياسي من اجل عراق ديمقراطي تتعايش فيه كافة المكونات الإجتماعية في عدالة اجتماعية ومساواة.
الوضع الراهن سواء في العراق أو المنطقة العربية ، لا يحتمل التأجيل على غرار نقاشات رهبان القسطنطينية . فالتيار السلفي يحشد أدوات صراعه بإتجاة عودة أكثر تطرفاً نحو أكثر الصيغ تخلفاً. والنماذج الراهنة التي أسفرت عن هذا الشتاء العربي وحتى في العراق لا تحتاج الى إعادة عرض لحالتها البائسة . فالبرلمان العراقي على مدار سبع سنوات لم يتمكن من تعديل بند واحد في دستوره الذي كتب بين ليلة وضحاها. كما لم يتمكن من حجب الثقة عن حكومة واحدة سواء أكانت حكومة السيد نوري المالكي أم غيرها. بيد أن هذا نموذج لما يفترض تغييره بواسطة ائتلاف يساري فاعل دينامكي وحيوي . والمسألة هنا ليست تقنية، بل مسألة رؤية جادة لمواجهة عقلية الانغلاق والتخلف والتعصب القومي والديني وحتى الأيديولوجي. ومن أجل إحلال ثقافة جديدة متميزة. ثقافة الانتماء الى الإنسان ، بدل الهويات الفرعية الضيقة .
وأود هنا أن أشير الى نقطتين هامتين الأولى تتعلق بالحالة " العربية " والثانية بالوضع الأوربي .
على الصعيد العربي، القوى الشيوعية واليسارية العراقية تملك رصيداً نضالياً وقدمت قوافل من التضحيات. لكن حجم العائد لا ينسجم إطلاقاً مع حجم التضحيات التي قدمت طيلة عقود من تاريخها المشرف. وهذا التاريخ لم يعد سوى متحفاً نضالياً يمكن للمرء أن يزوره كما يزور السائح منطقة أثرية. وعلى مختلف أطراف اليسار تطوير مواقفهم اتجاه بعضهم. والتخلي عن النرجسية الذاتية. نحو بناء ائتلاف عراقي يساري... وهذا الائتلاف بالتأكيد سيشكل رافعة نضالية جديدة لكافة القوى اليسارية والشيوعية في المنطقة العربية . وقاطرة جديدة لتيار سياسي تحرري وتقدمي وديمقراطي بديل عن الواقع المزري الراهن.
مع الأخذ بعين الاعتبار أننا نواجه جيلا جديدا وعصرا مختلفاً عن العصر السابق عصر التكنولوجيا . فإذا كنا نعتقد أن ما قدمته الحركة اليسارية في تاريخها شئ كاف فإن هذا التاريخ لا يعني لهذا الجيل شيئاً مهماً. لذا من الخطأ الاعتقاد أن ما تقدمه الأن الحركة اليسارية في واقعها المجزئ والمشتت هو كاف لكسب ثقة رجل الشارع ..؟ وثقة الجمهور. أو حتى جمهورها الحزبي في عصر التواصل التكنولوجي وانتشار مختلف أنظمة " الميديا " في العالم . وربما حالة " اليسار الفلسطيني " مؤشر فاضح وفاقع اللون ، على عمق الفجوة بين الشارع وبين واليسار. القاعدة الإجتماعية تتغير باستمرار، ترى هل تغيرت القيادة وأساليب وأدوات وأهداف النضال ...؟ هل جرى تحديث الشعارات الكبيرة بأخرى صغيرة قابلة للتحقيق ..؟
ترى هل تملك القوى السياسية التقدمية القدرة على استثمار التحديث في المجتمع من أجل تحديث ذاتها وأدواتها النضالية..؟ نأمل ذلك ، ونحن أمام تجربة لقوى يسارية أخرى أبرزها تجربة اليسار اليوناني " سيرزا " الذي يضم نحو 12 تجمعاً لقوى تروتسكية وماوية ووو... الخ وتمكنت من خوض الانتخابات اليونانية مجتمعة وحققت نتائج هامة وقد تتمكن من الفوز بالمركز الأول في الانتخابات القادمة في السابع عشر من الشهر الجاري رغم حجم الدعاية اليمينية الموحدة ضد اليسار اليوناني.
النقطة الثانية: على صعيد أوربا نحن نشهد نشاط عاملين يساهمان في تعزيز عودة اليمين المتعصب والأكثر عنصرية. أولا أزمة الرأسمالية العالمية . التي تساهم بتهميش وإفقار قطاعات وفئات اجتماعية متزايدة. وهي تقع ضحية ضخ إعلامي يميني يعتبر أن سبب الأزمة الإقتصادية هي الهجرة والمهاجرين من العالم الثالث . وليس تغول الرأسمالية وبنوكها العالمية..؟. لكن بذات الوقت فإن تزايد النشاط السلفي لبعض القوى الإسلامية. والعديد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة لهذه القوى ، التي تعمل كمنشط للكيانات الدينية والقومية الأخرى ، تقود باتجاه تراجع الثقافة العقلانية والعلمانية.وتؤسس لصراع مذهبي جديد قائم على أساس طائفي وعنصري. وعلى سطح الحياة السياسية الأوربية تطفو يومياً تصريحات لقوى يمينية تسعر هذا الهذيان العنصري خدمة لمصالحها الانتخابية. كما حدث في اليونان ودخل اليمين الأشد عنصرية للمرة الأولى في البرلمان اليوناني في عقر دار الديمقراطية. ربما هذا أحد أخطاء الديمقراطية التي أوصلت قوى فاشية في التاريخ الى السلطة ، كما جاءت بقوى لا تختلف عن الفاشية بشئ ، في العالم العربي خلال الفترة الأخيرة. ودائما التطرف القومي والديني يقودان المجتمع نحو الفاشية.
هذه الحالة تتطلب نضالا حادا من اجل تحرير السياسة من الدين. وبالتالي ولادة يسار جديد فاعل ومدرك لعصره، قد يساهم كحركة سياسية في ملئ الفراغ الذي خلفه تلاشي الأحزاب القومية والكلاسيكية القديمة في أوساط المهاجرين من المنطقة العربية في الخارج. الذين يعانون من حالة فراغ وتمزق وانعدام القدرة على التأقلم مع الواقع الجديد لأسباب عديدة . ونأمل أن تعي أطراف اليسار هذه الحالة . وخطورة ما يجري في الساحة الأوربية.
أخيراً، ارجوا أن لا يعتبر البعض هذه الكلمات القليلة، تدخلاً في شأن اليسار العراقي من خارج ساحته. هي وجهة نظر متواضعة من كاتب ديمقراطي يؤمن بالحوار الديمقراطي وبأهمية التعاون وقدسية الإنسان.
نقدر عاليا تلك الحوارات الهامة ، وتحية تقدير ومحبة للجميع وللإخوة في موقع الحوار وأخي رزكار عقراوي المحترم.
إذا لم نتمكن من السكن في بيت واحد...على الأقل دعونا نتجاور في حي واحد ...



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات اليونانية / بونجور أثينا وكالميرا باريس
- حلمت بوطن أفضل ...ولكن ..؟
- للبحر وجه آخر..
- فنجان قهوة ...وسيكس-sex
- أثينا ...صراع البقاء ..؟
- تتعرى الأشجار في الشتاء ...؟
- لا ..لون للماء .
- هطل الثلج ...بصمت !
- happy free year
- الشارع الخلفي - للربيع العربي “..؟
- أثينا - روما ...أي غد لأوربا؟!
- Back to / to Tora -Bora
- الجهل المقدس ..؟!
- مفاوضات - سلام - أم حوار مع - كابوي - ..؟!
- صفحة من شهادة وفاة قديمة / السجين رقم 199
- من حقي الفرح / بعد سقوط الأب والابن والكتاب الأخضر ..؟
- أسد علي وعلى العدو نعامة ..؟
- سبحان الشعوب التي لا تموت ..؟
- متى ستأتين.. يا دمشق ..؟!
- مدن..تغرق في الصحراء..؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سيمون خوري - حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري