أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن قصة المؤامرة














المزيد.....

عن قصة المؤامرة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عن قصة المؤامرة
بشكل من الأشكال الإصرار على قصص المؤامرات هو اغتيال للحقيقة .. إن رؤية الواقع من خلال هذه المنظور تشوهه أيما تشويه .. في عالم يأكل فيه القوي الضعيف و ينقسم فيه البشر إلى سادة و عبيد , حكام و محكومين , لصوص و منهوبين , كل شيء "يتآمر" على كل شيء , و ما يربحه طرف في هذا الصراع يخسره الآخر , لا توجد علاقة "تكامل" بين الحاكم و المحكوم , بين السيد و العبد , و لا بين السادة أنفسهم , كما يتوهم الكثيرون أو يحاولون إيهامنا , هناك علاقة صراع دائمة , العبد "يتآمر" على سيده عندما يحلم بالحرية , و السيد "يتآمر" على عبيده عندما يخصص لمراقبتهم ما يكفي من الحراس و الأفاقين المهرة من رجال دين و مثقفين و عندما يخصص للآبقين منهم السجون و الزنزانات و المشانق .. في عالم يأكل فيه القوي الضعيف , كل "شعب" أو "طائفة" أو مجموعة تحاول استعباد جيرانها الأقرب فالأبعد , أو أنها ستصبح خاضعة أو مستعبدة لأي منهم ... في عالم يقوم على الهيمنة , لا مناص من أن تكون عبدا أو سيدا , و في كلتا الحالتين سيبقى الألم , النفاق , الخداع , القمع , هو حقيقة هذا العالم , ما دمنا لم نقم بعد بتدمير منظومة الهيمنة نفسها من جذورها الأعمق .. أن تحاول قوة صاعدة تحدي السيد المتوج لمنطقة أو للعالم بالعنف و الخداع هو مؤامرة و محاولة ذلك السيد البقاء على عرشه بالقوة و الخداع هي أيضا مؤامرة , تتوقف القضية فقط على الوضع الذي نجد فيه أنفسنا في هذه الشبكة من علاقات الهيمنة .. ذهنية المؤامرة تقلب الحقائق عندما تأسطر الواقع لصالح قوة بعينها , و تثقله بكل بارانويا و عصاب السادة و تجعل منها هستيريا عامة , قاتلة , حمقاء , تماما كحماقة الاستسلام لسيد ما , أيا يكن هذا السيد .. إن صعود قوة ما ليس نتيجة فعل منظم منهجي كما تقدمه نظرية المؤامرة , روسيا الستالينية مثلا فعلت الكثير لكي تصبح قوية , لكنها أيضا فعلت أضعاف ذلك لكي تبقى ضعيفة , كان على ستالين أن يضعف باستمرار كل مؤسسات القمع و التدجين القائمة التابعة لنظامه بالذات و أن يعزز من تناقضاتها البينية لكي يبقى هو و مركزه الوهمي قابضا على كل خيوط اللعبة السلطوية في البلاد , قتل ستالين من جنرالات جيشه أكثر مما فعل "أعداء" روسيا في حروبها الكثيرة و ما قتله من شعبه لا يقل كثيرا عمن قضوا على يد غزاة خارجيين , و مثله فعل الخميني , حتى أمريكا لم تخسر في كل حروبها الخارجية بقدر ما خسرت في حربها الأهلية , أيضا فإن كل حرب خارجية يخوضها سيد ما , ليست فقط طريقة لإخضاع شعوب أو جماعات جديدة , بل هي طريقة لإخضاع شعبه بالذات .. فقط عندما تتغير موازين القوى الإقليمية و الدولية , عندما يسقط السادة القدامى أو يضعفون , تصعد تلك الأنظمة إلى عرش السلطة , تكتمل "المؤامرة" .. فقط بعد أن ضعفت قوى أوروبا الاستعمارية القديمة بعد الحرب العالمية الثانية و على أشلاء عشرين مليون روسي أصبحت روسيا الستالينية ثاني أكبر قوة في العالم , تماما كما جرى مع أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى , و كما يجري مع إيران الملالي و الصين النيوليبرالية اليوم .. بالنسبة لماكارثي كان صعود روسيا الستالينية مجرد مؤامرة و كان رده المقترح على تلك المؤامرة واضحا و قاطعا : قمع أي مخالف و ملاحقة أي نقد , أي صوت نشاز , هذه الهستيريا الجماعية الطهرية هي النتيجة الوحيدة لنظريات المؤامرة .. في هذه الغابة التي نسميها مجتمعات إنسانية أو مجتمع دولي أو نظام عالمي جديد و كل أشكاله القديمة منذ ظهور الهيمنة كشكل للعلاقة بين البشر , و حتى يعيش على هذه الأرض بشر أحرار و متساوين , سادة بلا عبيد , سيبقى كل شيء , كل خطوة في صراع السادة , و صراع السادة و العبيد , مجرد مؤامرة



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية
- من هو الأناركي ؟
- مجموعة تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) الأناركية ( 1903 – ...
- مزرعة الحيوانات السورية
- الله و دولة العراق و الشام الإسلامية
- بيان دادائي سوري
- نماذج من -المعارضة السورية الجديدة-
- تعليق على مقال أسلمة الأناركية للكاتب عبد الرحمن أبو ذكري
- تحولات النخبة
- ابتسم أيها الرجل الضئيل
- قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك
- كل شيء مباح , في سبيل السلطة
- ثورة ذوي السراويل الطويلة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن قصة المؤامرة