أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ثورات في منتصف الطريق














المزيد.....

ثورات في منتصف الطريق


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثور الشعوب عندما تكتشف حقيقة النظام الذي يحكمها , عندما تكشف تهافت أكاذيبه و تنهار قدرته على خداعها .. تعرف الشعوب تماما ما لا تريده , هي لا تريد الاستمرار في أن تستغل و تستعبد "على الطريقة القديمة" .. لكن خلافا لمطامح الناس و آمالها التي تطاول السماء و لا تعرف حدودا أيام الثورات , يحدد "الحراك و الجدال السياسي و الفكري" السابق على الثورات و أثنائها "سقف" مطالبها .. في حالة الثورات الشعبية اليوم تمحور إنتاج و نقاش النخبة المثقفة و المسيسة "المعارضة" حول شعارين : الدولة الديمقراطية و دولة الخلافة أو الدولة الإسلامية .. خلافا لما قد يبدو من أن هذين الشعارين يحملان مضمونا ملموسا , لكنهما في الواقع فكرة طوباوية أكثر منهما فكرة متكاملة الأركان أو واضحة لأصحابها أولا .. غير صحيح أن الدولة الديمقراطية التي يتحدث عنها الليبراليون هي نسخة عن الدولة القومية البرجوازية في الغرب الرأسمالي , و لا دولة الخلافة هي نسخة عن الدولة العربية القروسطية كما يزعم الإسلاميون , هذا مغرق في التبسيط و غير ممكن للأسف , لا من حيث مؤسسات هاتين "الدولتين" و لا شكلها أو علاقتها ب"أتباعها" أو آليات إخضاعها لهم و لا آليات تحققها .. الأكيد أن أيا من حملة هذين المشروعين لم يكن يحلم بثورة شعبية كوسيلة للوصول إلى غايتهم , على الرغم من عدائهما الشديد للديكتاتوريات الحاكمة كان رهانهما على قوى أو على وسائل أخرى , كان الضغط أو التدخل الخارجي هو المفضل عند الأولين و أساليب المقاومة الإرهابية عند الأخيرين , و هذه هي الورطة الأولى لهذين المشروعين .. في الواقع , و كما جرى في كل مرة أو في كل ثورة , سيتحدد المضمون الفعلي لهذين الشعارين أو المشروعين فقط في الممارسة .. صحيح أن مشروع الإسلاميين الجهاديين هو الأكثر اتساقا من بين المشاريع الحاضرة اليوم , لكن هذا فقط لأن مشروعهم لا يبحث أساسا عن حلول فعلية لمشاكل واقعية , فهو يقتصر على خلق تورابورا أو كوريا شمالية جديدة يعيش فيها الناس "بسعادة" معتقدين أنهم يعيشون بشكل أفضل من الكفار أو البرجوازيين في الغرب , بكل بساطة لأن الوهم هو أربح و أسهل سلعة يمكن بيعها للفقراء و المهمشين بدلا من تحسين واقعهم .. مع تناقضهما الظاهري يتشابه هذين المشروعين في أنهما إلى حد كبير نسخة من شعار الثورات البرجوازية في القرون السابقة , "دعوه يمر , دعوه يعمل" , أن كلا من شعاري الدولة الديمقراطية أو الدينية يعنيان تحطيم كل الحواجز أمام الصعود السياسي و الاجتماعي لفئات مختلفة من البرجوازيات أو النخب العربية , رغم أن التعبير عن هذه الرغبة في تحرير هذه النخب من عوائق صعودها السياسي و الاجتماعي يطرح في صيغة شعبوية , تداعب خيال الطبقات المهمشة و المقموعة .. يفترض كلا المشروعين هيمنة جزء أو فئة من النخبة على الجماهير كشرط لتجاوز ما هو سيء أو قمعي أو شمولي في ديكتاتوريات ما قبل الربيع الثوري .. الأمر المهم أيضا هو أن هذين المشروعين لا يقدمان للطبقات المقهورة أي شيء أكثر من نيوليبرالية مبارك و غيره .. شاهدنا ذلك في مصر و تونس بكل وضوح , الجميع يدور حول نفس السياسات الاقتصادية و الاجتماعية .. حتى أردوغان الذي قدم لبعض الوقت كنموذج محتفى به و مختلف , ليس إلا نيوليبرالي لا تختلف سياساته الاقتصادية و الاجتماعية كثيرا عن سياسات مبارك و الأسد الابن أو بن علي , أما "ديمقراطية" الرجل التي افتضحت في مواجهة متظاهري تقسيم فهي لا تتجاوز محاولة نقل مركز الثقل في السلطة من البيروقراطية العسكرية إلى البيروقراطية المدينية المتحالفة مع الجزء المقرب من السلطة من طبقة رجال الأعمال , كان هذا أيضا هو ما حاول مرسي فعله مصريا .. لهذا السبب لا تجد النخب أمامها إلا الجبهة "الإيديولوجية" لتركز كل جهودها عليها في صراعها فيم بينها و بلغة سياسية تزداد ابتذالا و تهافتا يوما بعد يوم و كأن هذا الإسفاف هو التعويض الوحيد المتاح , إذ يمكن اختصار الخلاف بينها في سؤال تفضيل ديكتاتور "علماني" أو "إسلامي" , أو بحسب "المعارضات" النخبوية , "حكم" علماني أو إسلامي , بذات المضمون الاجتماعي الاقتصادي غالبا , و حتى بمضمون سياسي متشابه ... يصعب الحكم على احتمالات تطور نضال الجماهير اليوم في الشرق و في العالم , لكن يمكن القول أنه ما دامت الجماهير لا تقود نفسها بنفسها , و لم تتوصل إلى طرح تجاوز آليات الهيمنة بتنوع أشكالها , و لم تتمكن من جمعنة ملكية وسائل الإنتاج , فستبقى النخب هي التي ترسم تفاصيل المشهد السياسي و الاجتماعي , لصالحها في نهاية المطاف ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية
- من هو الأناركي ؟
- مجموعة تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) الأناركية ( 1903 – ...
- مزرعة الحيوانات السورية
- الله و دولة العراق و الشام الإسلامية
- بيان دادائي سوري
- نماذج من -المعارضة السورية الجديدة-
- تعليق على مقال أسلمة الأناركية للكاتب عبد الرحمن أبو ذكري
- تحولات النخبة
- ابتسم أيها الرجل الضئيل
- قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك
- كل شيء مباح , في سبيل السلطة
- ثورة ذوي السراويل الطويلة
- و رحل نبي التمرد
- محاولة لإعادة تعريف القاعدة
- السوريون : آخر قرابين التاريخ
- 2050


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ثورات في منتصف الطريق