أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - عش ألف عام يا مانديلا














المزيد.....

عش ألف عام يا مانديلا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 05:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أكثرَ من عشرة آلاف يوم قضيتَها فى عتمة الظُّلم والظُّلمة والظَّلام وراء القضبان الباردة، من أجل العدالة والشرف ونُصرة المستضعفين فى الأرض. مع كلِّ فجر جديد من تلك الأيام المعتمة، ينبتُ وسامٌ فوق صدرك، وفوق هامتِك يُزهر إكليلُ غار. فخبّرْنى أيها الطائرُ الطويلُ العنق، كيف كان بوسع صدرك الواهن هذا، وشعرك الأشيب ذاك، أن يحملا كل هذى الأوسمةَ والأكاليل، دونَ أن تُحنى رأسَك المرفوعَ أبدًا؟! كيف بربّك أيها العجوز الطيب لم تبرح وجهَك الأسمرَ هذا، وعينيكَ الصافيتين هاتين، تلك الابتسامةُ العذبة الواثقةُ وأنت تحملُ همومَ شعب من الفقراء والمظلومين والمقموعين باسم العنصرية العِرقية؟

باسم قانونٍ جائر، اعتبروك مجرمًا وسيّجوا من حولك السياجَ الغلاظ. وحين اكتشفوا هولَ قوتك، وثِقَل الشُّعلة فى قبضتك، وهدرَ الجماهير التى ترمقك بعين الأمل، خافوكَ، ثم ساوموك. حريتُك مقابلَ القضية التى نذرتَ لها العمر والدم. لكنك لم تقبل المقايضة. رفضتَ الحريةَ المقرونة بالخيانة، ورحبتَ بالسجن الذى يصنع الحرية النبيلة. حرم نفسَه كـرجل من بهجة مرافقة الزوجة، وكـأبٍّ من متعة متابعة أطفاله يكبرون، فلم يرهم إلا بعين الخيال من وراء قضبان زنزانة ظالمة، مُفضّلا أن يكون زوجًا لرسالة، وأبًا لشعب كامل، تسقيه حكومتُه البيضاءُ الويلَ لأنه خُلق أسمرَ البشرة؛ فنزعت عنه خيراتِ بلاده وحريتَه وحقَّه فى تقرير مصير وطنه. آمن بأن الإنسانَ إن رأى إنسانًا يُهان، ولا يشعرُ هو ذاتُه بالإهانة ذاتها، فهو ليس حرًّا ولا يستحق إنسانيتَه. ولأنه حُرٌّ؛ كان يشعر بأن كل إهانة تُوجّه لأحد الملونين، هى إهانةٌ له أيضًا، ولأنه حُرٌّ، حارب تلك الإهانة، وعاش زهرة عمره فى المعتقل ثمانيةً وعشرين عامًا.

غاندى العظيم، اختار طريقَ اللاعنف الطويل لتحرير بلاده، بالجوع، والعطش، والسير أيامًا حافى القدمين. وانتصر. وأنت، أيها العظيم، رأيتَ أن السِّلم واللاعنف مع حكومة وحشية لونٌ من العبث. وآمنتَ بأن لا تسامحَ، مع غير المتسامح. وانتصرت.

نحن محظوظون إذ عاصرنا فريدًا مثلك. لا يأتى شبيهُه إلا مرةً كل ألف عام. قرأناك فعرفناك وتعلمنا منك. لنحمل من بعدك شعلاتٍ صغيرة تناسبُ هاماتنا النحيلة، ولكنها دائمةُ النار والنور بقدر أحلامنا الشاسعة بالعدل والجمال والتحضر والإنسانية.

نحملُها ونمضى، لنكملَ طريقَك «الطويلَ إلى الحرية». وعرٌ وشاقٌّ لكنه الطريقُ الذى نورٌ فى نهايته، مهما واجهتنا عثراتٌ وآلام. وجهُ الله ينتظرنا فى نهاية الطريق، فكيف لا نمضى مهما أثخنتنا الجراح؟! لا تمُت أبدًا! فمثلك لا يموتُ وإن رغب فى هذا. فعشْ ألف عامٍ يا مانديلا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك
- الفيلم المسيء للإسلام
- مرسي وكتاب التاريخ
- شريهان، العصفور الذي عاد
- أنهم يسرقون الله!
- أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
- سيفٌ في يد الشيماء
- بسطاؤها نُخبة
- عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة
- الله أكبر أيها الأشرار!
- ماسبيرو... الهرم العائد
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!
- بلكونة مصرية، وإبهامٌ مفقود!
- -متكسروش بخاطر مصر-
- بلبل لبنان الذي طار
- مراسلات أدباء مجانين


المزيد.....




- الأولى منذ وقف إطلاق النار.. إسرائيل: رصد دفعة صاروخية إيران ...
- ما هي مكاسب نتنياهو من الحرب مع إيران؟
- ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران -دخل حيز التنفيذ- ...
- أوكرانيا : مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم طفل في غارات روسية وموس ...
- هل تحظر بريطانيا -بالستين أكشن- بموجب قانون الإرهاب؟
- قطر توجه رسالة إلى غوتيريش ومجلس الأمن بشأن هجوم إيران على ق ...
- ماذا تعرف عن الفتق؟
- هآرتس: أما آن لحرب غزة أن تتوقف؟
- بالفيديو.. تحذير مستشعر -ليدار- في السيارات يتلف كاميرات اله ...
- مستوطنون يقحمون أنفسهم في أعمال ترميم بالأقصى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - عش ألف عام يا مانديلا