أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة














المزيد.....

عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 18:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عام ١٩٠١، فرش الإيطاليون أرض وسط مدينة ميلانو بالقش، لكيلا تُزعج حوافرُ الخيول وعجلات العربات الخشبية، ساحرَ الموسيقى «جوزيبيه فيردى»، (مؤلف أوبرا عايدة)، وهو على فراش المرض. وكرروا الطقسَ فى مئوية رحيله. يعرفون قيمة الأوبرا، والموسيقى، والفنون الراقية.

أما نحن، فعُدنا من جهاد أصغر، قاده ثوّارٌ مستنيرون فأسقطوا ظلاميين لصوصَ أوطان، لندخل ساحة «الجهاد الأكبر»، الذى فيه ترميم العقول التى تهشّمت، وتجبير الأرواح التى تصدّعت، على يد مغول الظلام.

فرسانُ المعركة القادمة، هم التنويريون صُنَّاعُ الفكر والآداب والفنون، التى تفتحُ العقولَ على النور، وتجلو قشورَ عتمة ترسّبت خلال عامين، حاول خلالهما ظلاميون سرقةَ عقول المصريين. لكن أبناء طِيبة، أبوا أن يكونوا صيدًا سهلا لأعداء الجمال.

لا تصدّقوا أن «عمر خيرت» مايسترو، ينحتُ على السطور الخمس نغماتٍ تطيرُ من أصابعه وتُغرّد على أمواج البيانو، بل هو فارسٌ حتمىٌّ وجوده الآن. فارسٌ برتبة «موسيقار». إن غاب عن المشهد، أو غُيِّب بفعل فاعل، كما حاول أرباب الظلام محاربة الأوبرا، استكانتِ العقولُ فى ظلامِها، ونامت الأفئدةُ مُثقلةً بالجهالة والخمول.

وأنا أتأمله الأربعاء الماضى، جالسًا إلى البيانو كـ ملكٍ مُتوّج، ينثرُ النغمَ فى فضاء المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، شَعرتُ بهول احتياج مصرَ إليه الآن. هو، وأترابُه من صُنّاع الجمال، مرصِّعو الثريا فى السموات المظلمة، هم فرسانُ اللحظة العسِرة التى نمرُّ بها. صدَق أفلاطون القائلُ: «علّموا أولادكم الفنونَ، ثم أغلقوا السجونَ». وحدَه الفنُّ الراقى قادرٌ على إصلاح ما أفسده طغاةُ لحق بهم ظلاميون ليُكملوا الإجهاز على عقل مصرَ وتاريخها. وحدهم صانعو الفرح والجمال والفن المحترم، عليهم تقع تبِعة استعادة مصرَ حضارتَها العريقة، وتاريخَها المشرق، الذى يأبى أن يُسرَق أو يُمحا أو يخبو.

بعد الحفل، فكرتُ أن أذهب إليه بغرفة الموسيقيين لأصافحه وأشكره لقاء ما منحنى من متعة تكفينى حتى موعد حفله القادم. ثم تراجعتُ لسبيين. أولا، لكيلا تقطع الحالَ السماويةَ التى كانت تغمرنى، أفعالٌ أرضية مثل المصافحة والحديث والابتسام وتعبيرات الودّ المتبادل. وثانيًا لأننى قررتُ أن تكون مصافحتى إياه علنيةً فى مقال.

سأخبره بما قلتُه للدكتورة «إيناس عبدالدايم» الفنانة الجميلة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، وإحدى شرارات ثورة ٣٠ يونيو. كلما صافحتُها أختم كلامى بأن عليها الآن دورًا شاقًّا وعبئًا هائلا لتنوير العقول وتثقيف الأرواح. كذلك أقول للمصرىّ العظيم «عمر خيرت»: إن حربنا القادمة، هو فارسُها لكى يغسل عن القلوب أدرانَها، فنقوم ونبى مصرَ التى عذّبناها طويلا. شكراً أيها الفارسُ على كل هذا الفرح.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله أكبر أيها الأشرار!
- ماسبيرو... الهرم العائد
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!
- بلكونة مصرية، وإبهامٌ مفقود!
- -متكسروش بخاطر مصر-
- بلبل لبنان الذي طار
- مراسلات أدباء مجانين
- لماذا نحب؟ وكيف نكره؟
- الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر
- سيدني، وتعويذة الفراعنة
- العذراءُ في بيتي!
- النورُ في نهاية النفق
- وثالثهما الشيطان
- ازدراء الأديان فى شريعة الإخوان
- نجاح جمعة الحسم
- القبض على -الصوابع- وحذاء المرشد
- انتي مش أمّ الشهيد، انتي أرض
- حين أغدو إلهةً
- أنا صهيبة... أنا خفيت


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة