أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ماسبيرو... الهرم العائد














المزيد.....

ماسبيرو... الهرم العائد


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 07:04
المحور: الادب والفن
    


أقفُ أمام هذا الصرح العظيم، فأشعر بالفخر لأن أولَ تليفزيون حكوميّ في أفريقيا والشرق الأوسط: مصريٌّ. أجلسُ على ضفّة النيل، وأُنصتُ إلى كلِّ إشارة بثّتها أعمدةُ موجاته منذ عام 1960، حين احتفل عبد الناصر بالعيد الثامن لثورة يوليو، وحتى الأمس حيث يحتفل المصريون بأعياد أكتوبر وتحرير مصرَ من صهيون، ثم من "حسن البنا" وأزلامه. الصرح الذي أخذ اسمَه من "جاستون ماسبيروو"، عالِم المصريات الفرنسي، ورئيس هيئة الآثار المصرية، الذي أحبَّ مصرَ ودرس تاريخَها وحافظَ على آثارها، أكثر من مصريين كثيرين، للأسف.
انحازت شاشةُ ماسبيرو للحاكم، دون الشعب، عقودًا طوالا؛ فتصاعد الحزنُ داخلنا، حتى أسقطناها من حساباتنا تمامًا، وتحوّلت عيونُنا إلى شاشات القنوات الخاصة. واليوم، عادت شاشتُنا إلينا، وانحازت للشعب. ربما لأن الحاكم والشعب، لأول مرة، "إيد واحدة". لكننا نطمع في أن تظلَّ شاشتُنا لنا، وإن اختلفنا مع الحاكم، اليومَ أو بعد مائة عام. لهذا طالبنا بإلغاء "وزارة الإعلام"، لكي يكون ولاءُ التليفزيون للشعب، لا للحاكم. ولهذا فرحنا لأن آخرَ وزراء الإعلام في مصر، سيدةٌ رفيعة الثقافة، "درية شرف الدين"، تحاول الآن أن تُنقّي هذا الصرح الهائل من الفيروس الإخواني السابق، ومن الفيروسات الأسبق. وهذا انحيازٌ للشعب، مثلما انحاز رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، "عصام الأمير"، لأبناء وطنه، صافعًا دويلة الجاز والألغاز: "قطر".
حين يدعونا اليومَ التليفزيون المصري ضيوفًا على شاشته- نحن الكتّاب الواقفين دائمًا على يسار الحاكم، لا يمينه- نُلبّي الدعوةَ بفرح، عكس ترددنا أو رفضنا في العهود السابقة، حين كان الظهور على تلك الشاشة بمثابة "علامة استفهام" في تاريخنا. لكننا نحزن حين نقارن الإمكانيات المادية الضعيفة في ماسبيرو بإمكانيات قنوات خاصة وليدة، عمرها عامٌ أو عامين؛ يتجلّى ثراؤها في الكاميرات الأحدث والأستوديوهات المجهزة وميزانيات محترمة للإعلاميين والمراسلين والفنيين والضيوف، وأسطول سيارات يجلب الضيوف من منازلهم في مقابل ثلاث سيارات متهالكة لدى التليفزيون المصري العريق!
لو كنتُ رجلَ أعمال ثريًّا، لمددتُ يدي الصغيرة لتسند حجرًا في هذه الهرم الذي عاد إلينا بعد غياب. فالمهمة أمامه اليوم شاقةٌ: تنوير العقول. هي مرحلة "الجهاد الأعظم": محاربة الجهل واستعادة القيم والجمال والعلم، بعد "جهاد أصغر" أسقط نظامين: أحدهما فاشٍ، والآخر فاشٍ وخائن وفاسد ولصّ.
أزورُ أوروبا، فأغارُ من نظامها ونظافتها واحترامها القانونَ، وحقوق الأقلياتِ المرأة والمسنّ والمعوق والطفل والحيوان؛ وأتمنى مثل هذا في بلادي. وأزورُ القنوات الخاصة، فأغارُ من رخائها؛ وأتمنى مثل هذا في تليفزيون بلادي. يا رجالَ الأعمال الشرفاء، مدوّا أياديكم للهرم الرابع، فهو الآن: "مصريّ".



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!
- بلكونة مصرية، وإبهامٌ مفقود!
- -متكسروش بخاطر مصر-
- بلبل لبنان الذي طار
- مراسلات أدباء مجانين
- لماذا نحب؟ وكيف نكره؟
- الست مبسوطة، أغنى امرأة في مصر
- سيدني، وتعويذة الفراعنة
- العذراءُ في بيتي!
- النورُ في نهاية النفق
- وثالثهما الشيطان
- ازدراء الأديان فى شريعة الإخوان
- نجاح جمعة الحسم
- القبض على -الصوابع- وحذاء المرشد
- انتي مش أمّ الشهيد، انتي أرض
- حين أغدو إلهةً
- أنا صهيبة... أنا خفيت
- كم هرمًا من الجثامين تكفيكم؟
- خواطرُ على هامش الدماء


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ماسبيرو... الهرم العائد