أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد














المزيد.....

- سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


" سِريُّونَ .. وقدماء " بقلم / محمد الأسعد

أحياناً تبدو أي كتابة عن كتاب معين لا جدوى منها ، أو لا قيمة لها بالأحرى ، فالقارئ لا يجد أمامه طرقاً ممهدة أو معتادة أو قوالب ، أو يمكن أن يطمئن إلى أن ما يراه أمامه على الصفحات يجري في مجرى الكلام المألوف ، يكاد يكون هذا هو حال هذا النمط من الكتب الشعرية ، مثل الكتاب الذي بين أيدينا ، المطبعة التي طبعته أخطأت ووضعت عبارة " قصص " بدل عبارة " شعر " ، ولكن ما الفرق إذا كان ما لدينا نص تتشابك فيه بنية السرد القصصي الذي نعرفه وبنية التقاطعات والتوترات الدرامية التي تعرفها الشعرية ؟
هؤلاء السريون القدماء الذين يقدمهم الشاعر " مؤمن سمير" غامضون أيضاً ، وعبارة " السريون " تحمل دلالة إلى الغموض ، كما تحمل دلالة إلى أشياء أخرى ، لعل أهمها اللامعرف ، واللامحدد . هذه الصفة الأخيرة تصلح ربما لوصف نمط من الكتابة يكتسب جدته في العربية ، بفعل هذا اللاتحديد ، حيث الأماكن والأشخاص والأسماء ليست مما هو شائع في الديوان الشعري ، وحيث " الموضوع " إذا أردنا البحث عن موضوع لا وجود له ، يسبق التعرف على شئ يجئ في ما بعد ، أي يتكون وينمو مع هذا النص الشعري أي الدرامي بعفوية فارعة أو ماكرة بالأحرى ، والمُحَمَّل بعاطفة مكبوتة لا تظهر أو لا تواجه القارئ مباشرة ، هي موجودة بعمق إلى درجة من المحال الإمساك بها في تحديد تضاريسها ، إنها غامضة وسرية ، تماماً مثل هؤلاء الذين يعلنون عن أنفسهم بالقول :
نحن السِريُّونَ
الذين صمدوا كل هذا الوقت
أمام جحافل الآباء
والجيران والحبيبات ومأموري الأقسام
والأمهات ..
وبالقول :
حتى أنفسنا
نجحنا في إصابتها باليأس ..
وأخيراً :
نعدكم بأننا سنبقى حتى نهاية الحفل ..
لا جدوى من البحث عن هؤلاء ، أو التحدث بالنيابة عنهم ، فهم لا يحضرون إلا في هذه القصيدة ، وبين هذه السطور، أي لا شبيه لهم ، يمكن أن تشير إليه الكلمات خارج هذه السطور، في هذا ينجح الشاعر في مهمة صعبة حاولها الرمزيون منذ أوائل القرن العشرين : إيجاد نظام من الكلمات لا تشير إلى شئ خارجها ، لا تمثله ، فلديها " هنا " وحين نقرأ ما تمثله ، لا " هناك " حيث نعرف ونتذكر.
بالطبع يمكن أن يختلق أي إنسان توازيات أو تماثلات بين السطور وبين العالم من حوله ، ويمكن أن يتحدث مطولاً عن الانطباعات التي أثارتها هذه السطور فيه :
على رغم أنه
أعطاني قلبه الكبير
إلا أنه سيبكي أولاً ..
إلا أن هذه الحالات التي يخلقها شعر من هذا النوع تظل غير مؤكدة ، إنها تتعلق بكل قارئ ، ولا تتعلق بأحد في الوقت نفسه .
هل هي امتيازٌ أم فشلٌ في التواصل ؟ أم أن هذا السؤال خارج الموضوع ، مفتعل ،ومختلق ، في ضوء النصوص المعروفة ؟
نعتقد أن كل هذا دفعة واحدة ، فهو فشل في التواصل مع الذاكرة الاعتيادية ، ولهذا يشق اتجاهاً في الوعي، جديداً وخاصاً ، وأي سؤال يطرح عليه من خارج براءته من الذاكرة النصية أو الثقافية سؤال لا يبدو غير مفهوم فقط ، بل ويبدو سؤالاً قاسياً ، فالطفولة الناطقة عن نفسها بالدهشة ، الطفولة خالقة الأعاجيب واللا متوقع ، والخارجة على المجرى المألوف في الحديث والإيقاع والتصوير ستعجز عن الجواب ، هي بالفعل عاجزة ، إذا فُهِمَ العجز حالةً إيجابية ، استرداد للعالم من ألفته الفظة ، وأغانيه الشائعة ، أو سرقته بالأحرى من أيدي صيارفة الكلام .
محاولة الشاعر" مؤمن سمير " يمكن فهمها في هذا الإطار الذي هو رفض لكل إطار، أي فتح لطريقة في القول يغدو معها القول مسبقاً نافلاً ، أو كأنه غير موجود ، وإذا كان من المعتاد أن يبحث القارئ عن منارات لتهديه في هذه المجموعة الشعرية ، أو علامات بسيطة تدله على المسار ، وتشبع رغبته بالتوقع والتنبؤ ، فلن يجد شيئاً من هذا النوع ، إلا أنه سيجد شيئاً آخر بالتأكيد ، مفاجئ وغير متوقع ، ويحتاج إلى القليل من الصبر والدخول في عالم الشاعر والإصغاء .



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( جدلية الهواء .. في محاولة تضميد جرح الملامح : قراءة أولية ...
- - غاية النشوة - بقلم / بهيج إسماعيل
- ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ...
- - ممر عميان الحروب لمؤمن سمير: اعتيادية القهر وألفة الاغتراب ...
- - كونشرتو .. العتمة - بقلم / محمد مستجاب
- - مؤمن سمير: قراءة في دفتر البهجة - بقلم / عيد عبد الحليم
- - مؤمن سمير وكيمياء بهجة الاحتضار - بقلم / د.مصطفى الضبع
- - خلفيات شعرية - بقلم د.عبد الحكم العلامي
- - مؤمن سمير يحاصر الاحتضار بالبهجة - بقلم / يسري حسان
- - في جَوْفِ كلِ نغَمَةٍ - شعر / مؤمن سمير
- - في الصباح الأول ، شربتُ ماءَ اللَّعنةِ .. واَنْتَظَرْت -
- - غابةٌ أخرى -
- - طائرة ورقية .. تَحُطُّ على مَرَايَاكِ - شعر/ مؤمن سمير
- ديوان - رفة شبح في الظهيرة - 2013 شعر / مؤمن سمير
- ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ
- - عن الذاكرة و الصورة - قراءة في ديوان - يطل على الحواس- للش ...
- - منطاد - شعر / مؤمن سمير
- * تَلٌ من الهواءِ الأصيل *
- * حُفرَةٌ في البيتِ * شعر / مؤمن سمير
- - واخمشي بالأظافرِ ..- شعر/مؤمن سمير


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد