- مؤمن سمير وكيمياء بهجة الاحتضار - بقلم / د.مصطفى الضبع

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 23:44
المحور: الادب والفن
    

" مؤمن سمير وكيمياء بهجة الاحتضار " بقلم / د.مصطفى الضبع

فيما قرأت له من أعمال كنتُ أستدرك طعماً خاصاً لنصٍ يعرف مؤمن سمير كيف يجعله معبراً عن تجربته الشعرية دونما مواربة أو الاعتماد على لغة غير جديرة بأن تعبر عن نفسها أولاً وعن صاحبها ثانياً .
إنه بمقاييس الكَمِّ شاعر غزير الإنتاج ، قد يكون الشعر بديلاً لأحلام يسعى إلى تشكيلها داخله قبل أن يبلورها في واقع لم يعد قادراً على منح الإنسان مساحة من الحلم ، أو أرضاً صالحة لاستنبات أحلامٍ بسيطة .
في ديوانه " بهجة الاحتضار" يمارس مؤمن سمير مكر الشعراء ( تماماً كما يخدعنا عنوانه جاعلاً للاحتضار بهجة ) يمارس مكراً من اللحظة الأولى التي يطرح فيها تصديره من رولان بارت متوصلاً معه إلى قانون الحديث عن الأشياء ، فهاهو يوقعنا في الخديعة الثانية فهو لا يتحدث (عن) بقدر ما يتحدث (ب) هذه الأشياء ، وعندما نصل إلى الخطوة التالية لنكون أمام تفاصيل عالم يتشكل من أشياء تجعلنا النصوص نرصدها ، عندها نكتشف أن وراء الأشياء تاريخاً دالاً ، ومنطقة من الوعي تجعلنا على يقين أن الشاعر لا يبرز هذه الأشياء بوصفها رموزاً قد يتوصل المتلقي إلى دلالتها وقد يعجز ، وإنما هي – بعيداً عن مناطق المجاز – أشياؤنا نحن التي نتعامل معها ونحدد مساراتها ووظائفها لنكتشف في النهاية أنها الأكثر فاعلية حتى منا نحن الذين نعيش على وهم التعالي عليها :
أبى
البروليتارى الأخير
منذ سنواتٍ
يكتفي
بأن يبكى
في منديله الكبير، بعد أن
ننام
ثم «يبوسُ» بإعزازٍ
بذلةً كالحة ..
إن الحركة الرابطة بين الأب بصفته السلطوية ، والمنديل الكبير بما يطرحه من دلالات الحزن أو التخلص من الألم ، أو التآلف معه بوصفه علامة على حالة من البوح ، صديق الألم ، ثم البذلة الكالحة .. تفضي كلها إلى تشكيل عالم عماده الأشياء التي تجعل من الاحتضار حالة من البهجة لأن عالماً لا نستثمر فيه خصوبة الأشياء لهو جديرٌ بأن يحتضر .


* مجلة " المحيط الثقافي " العدد الواحد والأربعون- مارس 2005

#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل