أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - يا بلادي..ياالتي تخير عشاقها مخالب الموت















المزيد.....

يا بلادي..ياالتي تخير عشاقها مخالب الموت


محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 18:04
المحور: الادب والفن
    


يا بلادي..ياالتي تُخيِّر عشاقها مخالب الموت !
الى عبد السلام المودن*
محمد رحو
1
منذ النبأ القاصم
لم أصدق
أن موتك محض صدفة
منذ زحفت نحوك القيود
لم أصدق
أن قبوك محض شرفة
منذ صحوك المبكر
لم أصدق
أن ميلادك محض نطفة
هو ذا نبض الأشياء – من حولي – يقول
هو ذا ومض الأنباء – من حولي – يقول
لا القيد أثناك عن الأمل
لا الداء الذي ما غفا أو شرد !
فأنت موغل في البلاد منذ الأزل
وأنت حامل بيرقها حد الأبد!
يجددك سفر لصبحها المحتمل
هل يصدك ألف سور مستبد! ؟
2
آه..ما أوحش رياحك
يا ليلة الغدر اللئيمة
تصرعين حبيبي
تطمسين بصمات الجريمة!
و تطمرين سؤال الأسئلة
بمعزوفة قدرية متآكلة!
3
أيتها القصيدة
سأعذبك الليلة
مثلما عذبتني سياط الأيام!
سأدميك الليلة
مثلما أدمتني صخرة الآلام!
فالقتيل الليلة
ليس ظلا لشرفة شريدة
ليس سرجا أو مظلة


لإغتيال جذر الكلام!
أيتها القصيدة
تذكري – جيدا – هذه الليلة
فالجميل القتيل
شاهد ماجد إسمه (عبد السلام) !
4
هذه ليست مرثية
هي محض تحية
لسريرته الأمارة بالخروج
عن بؤس الممرات النمطية
هي محض تحية
لحلمه الأممي الأريج
هذه ليست مرثية
فلا وقت للمراثي
ولا وقت للقبض على ذيل الأحداث
فالوقت – هنا – غامض كحرب جلية !
5
ما أوسع غربتي هذه الليلة
ما أضيع شمعتي
في قفار هذا الليل الطويل
هل لي ألا أطلق في وجه السماء
صرخة العارف المجنون في البرية :
وطني قتيل و قتيل و قتيل !
6
دمك ما انساب سدى
اني أراه – هنا – يسري
يشق دربنا الصخري
يؤكد للورد الموعدا !
فمك ليس صدى
هو صوت الكامن الجذري
يقوض قيده السري
ويرشق حرفا من هدى!
حلمك ما مد يدا
لغير فاكهة محرمة
حلمك يد آثمة
تكشف الشهي المبعدا!
7
يا قلعة السراغنة
يا امرأة منفية هناك
بين جبال عذاباتها الطاعنة!
من هنا..من بؤرة الذهول أراك
تبكين – ثانية – طفلك القتيل
تزوجين – ثانية – رحال الجميل **
عروسه الأطلسية!
يا قلعة السراغنة
يا أخت أكثر من منفية
و أم أكثر من قتيل!
رأسي دوار..بصري كليل
سيدتي..يا شجرة الزيتون البهية
هل تعذرين بصري الكليل! ؟
هل تسمحين لي بالانتماء
لجذعك اليقظان ليلا!
هل تسمحين لي بالغناء
لصبرك يا أجمل ثكلى!
8
أيها النافخ جمرة السر المصفدة
أيها الحر المصر على اقتراف الكبيرة!
سأخلع عيني المجردة
سأدلف للباطن توا
أنا الآن كلي سريرة
اني أراهم ينبحون حب الأميرة الأسيرة
ويشحذون – ملء جيدها – نيوبا ضريرة!
اني أراهم يمدحون فضاء التحليق/
طقوس الرحيق
وداخل ذات المشهد
يقصون جناح العصفورة!
أنا الآن كلي سريرة
لست آسفا على خطى وهم طليق
ليس لي وهم حول سدود الطريق!
لأصدق لسانا حاك خرقة الحكاية
لأقبر في الرمل نجما و راية!
أنا الآن كلي سريرة
سألملم أشلاء حلمك المجنونة
بالفجر حد الاتحاد!
وأبذرها في قلب البلاد
لتزهر مواويلها الكسيرة
زغاريد لعرس الميلاد!
9
أنت غريب يا رفيق
مثل قلبي أنت غريب
هل نستغرب تسييج حلمنا المشترك :
حلم مثقف يؤسس للحريق
وكادح مسه بعض اللهيب
فمضى يضع الحلم على المحك!
10
من حق احتراقك
أن يرشق في وجه "الأساتذة" السؤال
ما جدوى الفلسفة
بل ما جدوى المعرفة
ان لم ترابط في ساح النزال
ان لم تزوج أحوال الخلق المآل! ؟
11
حبيبي الحالم الصموت
حبيبي الذي لا يموت
هل موتك إلا توهج الحياة في الذاكرة
هل موتك إلا انتصاب المرآة
في وجه الأدغال المتآمرة! ؟
12
صديق المرأة و البحر و الجبل
أيها الواثق من براكين الأمل!
لما رفضت أن تشاركك امرأة
درب العمر الطافح بالمحن
أهالك جوع القرى/ضياع المدن
فخفت أن يغريك أنسا
أن تشرد أو تنسى
فتخلف موعدا..
من معدن الوطن! ؟
13
ليس وطنك..
ذاك الجذلان في أحداق السياح!
ليس وطنك
ذاك الحاجب قمرا
بين جوانحه تقيحت الجراح!
أنت جاهز للحضور في الوطن
جاهز لهدم فكرة أو وثن!
جاهز للغناء و السفر
جاهز لحدس الخطر
هل أنت إلا نبض الحضور
بشغاف المرحلة!
فلماذا توهم رياح الحقد وهمها
باجتثاث حلمك الجميل/
حلمك الأطلسي الجذور! ؟
14
..وكانوا يعدون سنوات أسرك بالدقيقة
وكانوا يترقبون سقطة صفيقة
وكنت أعرف أنك تلغي بيد المسافات
أنت تلغي كل فصول المأساة
من أجل ميلاد طفل الحياة
من أجل امرأة أو بلاد طليقة!
15
أيها العاشق المتفرد
أيها الواثق من صباح التمرد
هل أضيف شيئا للحقيقة
ان عرفتك للرفيقة:
"هو اليأس المتآكل حد التبدد
هو الأمل المتناسل أملا
يتعذب يتغرب و يصمد"!
16
هو ما أضمر غرامه بالبلاد
بلاده التي رافقته
من سجن لسجن!
بلاده التي حتى لو أضمرها الفؤاد
يفضحه "شئ ما" في العين!
17
أبو مارس***
من أين لك كل هذا العشق للحياة! ؟
يتعب البعض..فيأوي لحضن الزوجات
يتعب البعض..فيتوه في الطرقات
يتعب البعض..فيذوب في الشتات
يتعب البعض..فيرضى بالفتات! ! !
أبو مارس
هل أنت إلا شعاع في دربنا الدامس! ؟
هل أنت إلا المهندس الجسور الممارس! ؟
هل أنت إلا جمر التاريخ المشاكس! ؟
18
لأنك ناهضت مراسيم قهرها
لأنك القربان الوهاج على أعتاب فجرها
ستذكرك مدى الأزمنة!
ستنقش رسمك الحي في صدرها
ستبذر اسمك المفتون بالسلام
ملء ساحاتها المؤمنة!
ستقض مضاجع قاتليك
وتكشف وكر أحقادهم المزمنة
ستسقيك نخب المجد الفريد
ستراقصك كأحلى امرأة أو سوسنة!
سترقى بك أعلى و أعلى
لتؤذن فينا
"حي على الطريق البينة"! !
19
يا بلادي..
يا التي تخير عشاقها مخالب الموت!
ولهم أن يختاروا
ما بين الموت ببطء
بين أشداق قبو مسور
والموت فورا
برصاص يرصد أنفاس التذمر! !
ولهم أن يختاروا
ما بين الموت بسيارة سفاح
بقناع سائق متهور
والموت بطعنة خنجر
يؤديها معتوه مزور! ؟
20
الوطن الذي أزهر بين أضلعك
ستزهر بين أضلعه
هل تعرف أنك تحولت زهرة
تفشي في الكون عطره! ؟
21
في المد و الجزر
سيحييك البحر!
بحرك الذي غنيته في قبضة الأسوار!
بحرك الذي غنيته في الدرب الى النهار!
طالما ناهضت صناعة الأسوار
طالما امتطيت مركب الاصرار
سيحييك البحر
في المد و الجزر
سيحييك البحر!
*عبد السلام المودن ..أحد مناضلي منظمة 23مارس..
اعتقل في نونبر1974..وحكم عليه ب 32 سنة..
قضى منها أزيد من 15 سنة في السجن..
ألف عدة كتب..منها" الدولة المغربية"..
"مقالات من بعيد".."النظرية الماركسية و الطبقة العاملة"
اضافة لعشرات المقالات التحليلية..توفي اثر حادثة سير مفجعة!
يوم 5 نونبر 1992.
** جبيهة رحال ..رفيق عبد السلام المودن في النضال والاعتقال ..
كما ينحدر من نفس المدينة – قلعة السراغنة – استشهد
بتاريخ 13 أكتوبر 1979 بعد محاولته التخلص من قبضة القمع.



#محمد_رحو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال الشعوب
- قصائد أخرى
- قصائد
- دعوا الفتى يستريح
- رجل يضحك في وجه الموت
- تازمامارت
- امرأة رمزية
- أمي
- عبد اللطيف الفؤادي
- صديق آفاقي
- الليلة تنجبني سيدة الأسئلة
- أنا المرأة..هذا بياني
- لكأني وحدي أحبك
- أمل دنقل في ميدان التحرير
- شاعر حر
- استحضار الحذر
- الولد الذي...
- قدري أن أغني
- شموع سقراط
- نحب الحياة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - يا بلادي..ياالتي تخير عشاقها مخالب الموت