أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - الليلة تنجبني سيدة الأسئلة














المزيد.....

الليلة تنجبني سيدة الأسئلة


محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


الليلة تنجبني سيدة الأسئلة
محمد رحو

الليلة يسألني قلبي
عن ينابيع العشق
في قفار الرحلة الأبدية
الليلة يسألني قلبي عن مدينة..
تتقدم في ساحة من سراب
وتنثر خلفها كثبان أشلاء و خيبات!
الليلة يسألني قلبي عن مدينة أخرى
تحلم بلغة أخرى
وتبحر صوب زمن آخر!
الليلة يسألني قلبي
لماذا أخذت القطار السريع
والمحطة أقرب من حبل الوريد! ؟
الليلة يسألني قلبي
لماذا استسهلت الصعب/البعيد
و المسافة بيد من ثعابين! ؟
الليلة يسألني قلبي
لماذا كل جميلاته الصغيرات
فاضت مفاتنهن دفعة واحدة
حين حلقت في سماءنا غربان النفط!
الليلة يسألني قلبي
لماذا تخبو زهور السخط
حين تمطر سماء الأكاذيب؟
الليلة يسألني حبيبي المعذب
( هل أعني سوى وطني المتعب ! ؟)
لماذا أغيب حين يحضر
و اصغر حين يكبر

و ألغو حين يكتب!
الليلة تسألني الشاهدة الغريبة
لماذا كذبت رِؤياها الرهيبة
و صدقت روايتهم المريبة؟
الليلة يسألني قمر البارحة الطعين
هل ما زلت أقارع ليلا طاعنا في الخيانة
أم تراني صليت الفجر الكاذب؟
الليلة تسألني واحة النهار
لماذا أدعي حبها في القصيدة
وأتمدد على مستنقع الليل؟
الليلة تسألني الشمعة الوحيدة
لماذا لا اتذكر لسانها البهي النحيل
إلا حين ينقطع الكهرباء؟
الليلة تسألني الوردة الشهيدة
لماذا أغازلها في البطاقة البريدية
وأجز رأسها البديع في الحديقة؟
الليلة تسألني الحقيقة
لماذا أهذي بها فوق الركح الباطني
وأكمم فمها في الطريق العام
الليلة تسألني المرآة عن ندوب الروح
الليلة أسأل المرآة عن جرحها المفتوح
الليلة تسألني قدماي عن تقاطيع الطريق
الليلة أسأل الطريق عن بوصلة ضيعتها
في الطريق الى الوطن؟
الليلة يسألني المجنون بالجوهري العميق
عن معنى "صممي" حين دقت أجراس الزمن
واندلعت في الجسد أعراس الحريق!
الليلة يسألني وجه شاخ في حب الوطن
لماذا ترعبهم أحلامه رغم المسافات و الأسوار! ؟
الليلة تسألني حجارة فلسطين
من كان يذكر نزيفها الداخلي المرير
لولا الأكف البهية الصغيرة؟
الليلة تسألني المرأة
لماذا أمجدها في ليل الفتنة
بل أتوجها أميرة
ولماذا أعب رحيق جسدها الشهدي
و أوغل في دغلها الوردي
حتى اذا أطل صباح قديم
مرغتها في صحف الذكورة
"بغي حقيرة ! "
الليلة تسألني عيون الشهداء
لماذا "أبرح" بحبهم في حضرة القراء
و"أطويهم"حين أطوي الورقة؟
الليلة تسألني شمس- بذاكرتي - حمراء
هل تسكنني حقا
أم أكتفي بقناعها في المنابر الزاعقة!
الليلة يسألني جدي البعيد
لماذا أدفن صوته الحي
في المقبرة الغريبة
و أتهمه بالخرس!
الليلة أسأل ساعتي
لماذا حين قدمتها"ساعة"
أبى اللقاء أن يتم
لماذا حين أخرتها "ساعة"
ألفيتني أرشح بالخيانة
الليلة تسألني طاولة المقهى
أما ضجرت من عيوني الزجاجية
ومن نقيق تثاؤبك الكريه!
الليلة يسألني ظلي الآخر
لماذا أشك فيه رغم" عشرة الطفولة"!
الليلة تسألني يدي المعروقة
لماذا لا أرمي حجرا
في بركة أيامي الآسنة؟
الليلة تسألني عيني التي كحلتها الأنفاق
لماذا لا أجرؤ على التحديق في عين الشمس؟
الليلة تسألني أذني المشروخة
لماذا أستمرئ تعذيبها
بالجلوس الى نشرات الاذلال العربية؟
الليلة يسألني ماسح الأحذية
لماذا أرفض أن يجثو على ركبتيه
ولا أخجل من الانبطاح الكلي؟
الليلة يسألني بائع السجائر بالمفرق
لماذا يكرهونه على أكل لحم اخوته في الجرح
الليلة يسألني "سعيد" العاطل
لماذا يصير الشغل كبرق المعجزة؟
الليلة تسألني الحانة القديمة
لماذا ألوذ بها كلما خسرت معركة وهمية؟
الليلة تسألني الغامضة الحسناء
لماذا كلما شربت أكثر
لجأت لأبراج الصمت؟
الليلة يسألني الرجل البسيط
لماذا نحملهم على الأكتاف
وحين يترجلون..
ينفضوننا كالغبار؟
الليلة يسألني الولد الخواف
لماذا أحب غدا
يحاصره اليوم و الأمس والبارحة؟
الليلة تسألني الزمرة اليائسة
عن جدوى الشعرفي عصرحرب النجوم؟
الليلة يسألني صاحبي المرتد
لماذا أتصور أن الأرض ما زالت تدور؟
الليلة يسألني "ناقد" مزهو بقميصه اللقيط
لماذا لا أقلم أظافر القصيدة؟
الليلة يسألني الديوان المخطوط المغبر
لماذا لا أطعمه أشداق الجمر
و أنفخ رماده في وجه آلهة النشر؟
الليلة يسألني مقدم الحي "الحيي"
لماذا لا أبدأه بالتحية؟
الليلة تسألني الزوجة الهاربة من السوق
لماذا يتحدثون عن جحيم آخر
الليلة يسألني التلميذ الفطن
لماذا يكذب أستاذ التاريخ؟
الليلة يسألني بائع الخضار المتجول
لماذا تطارده الأشباح في النوم و اليقظة؟
الليلة تسألني وجوه عمال بلون الزعفران
لماذا لا يزورهم مفتش الشغل؟
الليلة تسألني فتاة الاعلان
لماذا يسوقون الجسد قبل البضاعة؟
الليلة تسألني صرخة الفقراء
لماذا زودوا أعداءها بالذخيرة الحية
وحين سقطت صريعة
أغرقوها ببحر الرثاء!
الليلة تسألني ليلة من معدن الأسئلة
لماذا أنتظر نهارا لا أحث الخطى اليه؟
.............
.............
الليلة تنجبني سيدة الأسئلة
الليلة تصرعني رصاصة الأسئلة
الليلة تبدعني
نفس الرصاصة!

الدار البيضاء- خريف 1990



#محمد_رحو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا المرأة..هذا بياني
- لكأني وحدي أحبك
- أمل دنقل في ميدان التحرير
- شاعر حر
- استحضار الحذر
- الولد الذي...
- قدري أن أغني
- شموع سقراط
- نحب الحياة
- نساء القصيد
- شاعر
- الليل و القوارب
- دعاء المستاء
- أنشودة العائد
- ممعنا في الهيام
- جرحي يسع الأرض
- سيدة المطر و الكتابة
- المجنون الجمبل
- قصيدة جنين
- شوكة


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - الليلة تنجبني سيدة الأسئلة