أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - سيدة المطر و الكتابة















المزيد.....

سيدة المطر و الكتابة


محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


هل هي منفاي أم وطن الكلام
هل هي رؤياي أم صحوي الحرام
قل هي نخلة الروح في وحشة الصحراء
أوهي كأس الحب على ضفة المستحيل
فاضت على صدر الفصام
لتلفي قلبي الأسمر النحيل
امتداد حقول الجمر سارح!

لتلفي نزيف حنيني
كثيف شفيف وفادح!

ومحظور عليه محاورة امرأة
حفيف همسها الخليل
ينير السبيل
لطقوس المطر و الكتابة !

هي النسيم البلسم لشرخ الرئة
وأنا هدف التيار الكالح
مذ رشح الحب مبدأه
تحت شمس الليل -بين أشداق التتر!
أنا الذي كنت
ولحد التيه ما زلت
أكابد مخاض نصها الصعب
أراود وعدها العذب
وأرفض قضاء القضاء
مثلما أرفض صكوك البكاء
لأن غاليليو الخالد
أثبت أن الأرض تدور
لأن التاريخ مد و جزر
لأن الجمرة /الحقيقة
مهما طمروها في الحفر السوداء
تنبجس بعد الجريمة
لتحلق عارية طليقة
تماما كما العنقاء!

لأني لست يتيم بعدها المتيم
بتخومها المنذورة للخصب
لأني لست لطابور الحطام توأم
سيبدو حنيني استثناء
إذ يغرد كاسرا نواميس القاعدة/
كاشطا سطح الأشياء/
سادرا في الأحشاء الواعدة
دونما هوادة
يخرط الخطب الرملية
حد اجتراح الأعمق
من ينابيع الأبجدية!

سيبدو جنونا أن أتخندق
هنا – "وحدي"- في قلب الوفاء!

فمن ترى يلجم جنوني
بمروج الأفق- السيل! ؟

من ترى يلبسه"الخيانة العظمى"
ليقدمه طازجا لمحكمة الجنايات! ؟

من يشرفه بالموت في عز الليل
ليشارف يافعا صبح الحياة!

من يقول لأمهات الجدب :
كفى
ويهتف لابن الندى:
تعال
لي الآن أن أعترفا
هي ذي المنافذ بالجليد مغلقات
هي ذي ذروة المأساة!

فما بال سهوب آمالي
تزهر فيما ذوى وانكسر
من أفنان سنديانة الروح
ما بالها تحفر تحفر
في الداخل كضوء عضال!

***
فرحي مطلوب للتحقيق
بل و مأخوذ للتشريح
في أيما هيئة خطر
حلما أو حدسا أو سؤال!

لكأن سغبي لا قبر له
لكأنه الليل السرمدي
وليس شوطا أو مرحلة!

هل محكوم علي بالصوم مدى العمر؟
هل محكوم علي بطبخ الحجر؟
شبعت من"ياغورت" الدعاية
ومن جبن بقرة ما فتئت تضحك
ليمعن الأطفال في البكاء!

شبعت من حافلات تحترف اختناقي
شبعت من مستشفيات منخورة بالارتشاء!

شبعت من جامعات..
يتدحرج من مدرجاتها الجهلاء!

أنا الحاضر الغائب
شبعت من صلاة الغائب
على المهدي الوهمي المنتظر
شبعت من وزراء لا يقصون
سوى شريط أحلامي
ثم ينسحبون
ليكرسوا شرودي
هنا
على رصيف الكوابيس!

شبعت وعودا و أقنعة
شبعت من "شبه نبي"
يمجد آيات البحر
ويضمر خطوة/ضفدعة!

شبعت شبعت
حتى تجشأت رباطة جأشي/
تقيأت أحشائي الممزقة
بخنجر الجشع الأعمى
ترنحت ما بين حلمي ووهمي
ثم نهضت كمدية من نشيد
لأمزق كمامة صمتي
و أتصدر مسيرة الجياع
صوب الخبز البعيد
والعيد الكوني- نجل المعجزة!

أنا قيس الأحلام المجهضة
أنا قيدوم الجراح النابضة
بأم عيني رأيت
مليون جرح شقيق/
طافح من شاشة الأيام
أنا قرية منسية
ما أن بحت بأنفاسي العطشى
لقطرة حرية
حتى انبرى حجاج الوقت خطيبا
لتنهمر سياط الأجلاف
على الجسد العليل!

أنا الولد الخواف
أليس فظيعا أن أخاف
حد أن أحسو
نخب الثرثرة الرسمية
فلا أتردد أن أتهم
شخصا خرافيا
سموه" سيف القدر"!


***
...ويصهرني هامش الصور
وتلسعني ومضة البرهان
فأرتج
لأرج صنو نكوصي:

ما الذي نفعله الآن
لماذا نلح أن ننتحر
هنا حول طاولة الضجر
هنا في حانة الفقدان!

***
حكيم أنا و حالم
هل حلمي سوى فيض حنيني
لمدفأة تصون صوت الفؤاد؟
قديس أنا وآثم
هل إثمي سوى احتفاء جنوني
بفكرة ترج سور المعتاد؟
تلملم شظايا الحلم
كلما هوى و انشطر
هي وحدها مسعفتي
هي وحدها منصفتي
قل هي بوصلتي
حين يذوي قنديل السفر
وتهوي الخطى متعبة
فتضاجع النجوم الحفر
هي مشنقة الجدب و انقراض المسغبة
هي سماء القصيدة
هي سماد البلاد الجديدة
لحضنها الريان
لكم حاولت.. وحاولت الطيران
لكنني كلما حاولت
غمزتني غيمة شاحبة
أوغمرتني رعشة الحذر!

لكنني لا أعود
عن اقتراف المحاولة
أنا حنين فتاها القرمطي
لحياة – كالموت – عادلة
أنا بوحها الصعلوك العصي
عن كل ما تنسجه عنكبوت الكواليس
أنا بذرة التأسيس
وهاجسها السهران على جمر الدلالة
أنا نجيعها الجنسي
وحارس روح السلالة
أنا روض الضلالة
هي نسغي الفضي
و أنا تفاحة وعدها
هل يؤاخذني بعد قرون العقم القواحل
شيوخ القبائل؟
هل يؤاخذني جدار أو حمار أو زبد؟
هل تؤاخذني قبعة البلد
أم يؤاخذني قناع "المناضل"
إن صار مقام الرفض مقري
فطلقت ملاذي ومفري
أوفاضت مخالب صبري
لتمزق فزاعة خوفي
أنا الولد الخواف
جئت أحضن وعدها العذب
وأمشي جميلا .. جريئا
ضد تكريس مناسك وأدها
هي بلادي المنذورة للخصب
وأنا قتيل حرس انكسارها
ملء قيامي
قوضت جسر انفصامي
طردت مني الولد السالفا
دخلت المدار العاصفا
أنا الآن لا أبالي
أنا الآن لا أغالي
إذ أخلع زيا يطمس الجراح
ليبهج السياح!

لألبس عريي/نبع الهوية
وأعدوكالمجنون الغريب
خلف خيال الحرية !

لأجل ابتهاجها أصاهرالخطر
لأجل انبلاجها أموت واقفا
لأجل تاجها أقوم هاتفا:

أنت سيدة المطر والكتابة
و سواك سحب حبر منافق
أنت حاضنة الوهج النبيل
وهذا حرفي العاشق
يراجع سفر جراحك
يضاجع روح رياحك
ويبايع سيف برقك الجليل
قبل قيامة الرعد
ووطن الطوفان الجميل!


الدار البيضاء/صيف 1992



#محمد_رحو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجنون الجمبل
- قصيدة جنين
- شوكة
- جرحي يمشي معي
- موت!
- أغنية إلى شمس فاتح ماي
- سليل الهوامش المنسية!
- قصيدة فلسطين
- هي أمريكا
- ج م ح ا
- اتبعيه..اتبعيه حتى آخر الليل
- مقهى الوطن
- عصفور لا يموت
- عزف على وتر الحرف
- شظايا الليل و النهار
- صولة الموت البطئ
- الأرض
- الإضراب
- تجليات الجميلة الكادحة
- أنت رأيت كل شئ


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - سيدة المطر و الكتابة