أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مقدّمة و خاتمة كتاب - آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية .-- ردّ على مقال - ضد الأفاكيانية - لآجيث















المزيد.....


مقدّمة و خاتمة كتاب - آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية .-- ردّ على مقال - ضد الأفاكيانية - لآجيث


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 21:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العددان 16 و 17 / نوفمبر 2013

ناظم الماوي

مقدّمة و خاتمة كتاب " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية ."

ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية "
لصاحبه آجيث الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري.
-----------------------------
ناظم الماوي
------------------------------------
إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي .

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).

--------------------



" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ".

( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة "، 2005).



مقدّمة :
فى أواسط شهر جويلية 2013 ، أطلق آجيث الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري قذيفة مدوّية فى إطار صراع الخطين العالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية . فقد نشر مقالا جاء فى ما يناهز المائة صفحة ، ضمن العدد الرابع من مجلّة حزبه " نكسلباري" ، ليشنّ هجوما ضاريا شاملا تقريبا على ما أطلق عليه إسم " الأفاكيانية " . و بذلك يبلغ صراع الخطين أوجه و قمّته من جهة مناهضي الخلاصة الجديدة للشيوعية و لا نتوقّع أنهم سيقدرون على شنّ هجوم آخر بهذا الحجم وكلّ ما قد يصدرعنهم فى قادم الأيّام هو مجرّد توضيحات أو لن يصدرعنهم شيئا بعد ذلك لأنّ " ضد الأفاكيانية " هو قمّة ما يستطيعون قوله و لا نستبعد أن يعدّوه خاتمة الكلام . و طبعا من المتوقّع أن تصدر فى المستقبل المنظور ردودا عليه من أنصار هذه الخلاصة ، كما من المتوقّع أن يبلغ النقاش مستويات متقدّمة للغاية .
و قد إطلعنا على مقال آجيث فى ذات الشهر ، جويلية ، إستغربنا أن تخرج علينا الحركة الشيوعية الماوية – تونس ببيان " ضد الخلاصة الجديدة " تنسب فيه الوثيقة الهندية إلى الحزب الشيوعي الإيطالي ( الماوي ) و الحال أنّ هذا الحزب لم يفعل سوى إصدار رسالة مفتوحة قصيرة يدعو فيها الأحزاب و المنظّمات القريبة من مجلّة " الطريق الماوي " إلى تبنّى هذا المقال !
صراحة و نحن نطالع ما كتبه آجيث جلبت إنتباهنا فى البداية ، أمور ثلاثة هي أوّلا ، السعي المحموم للمقال ليكون شاملا و ساحقا دون القدرة على ذلك ؛ ثانيا ، الكمّ الهائل من المراجع المعتمدة و التى تعود غالبيتها إلى ثمانينات القرن العشرين ؛ و ثالثا ، أسلوب جدال غير مقنع يعتمد الروايات الذاتية للأحداث و التأويلات المغرضة لمضامين الإستشهادات. كان ذلك أهمّ ما خرجنا به من قراءة أولى سريعة بدافع الفضول أكثر منها قراءة متأنية القصد منها الدراسة و البحث و النقد .
ثمّ أخذتنا أمواج القضايا الحارقة المحلّية ومشاريع الكتابات التى تنتظر الإنجاز إلى شواطئ أخرى لنشتغل على مواضيع فرضت ضرورتها علينا فرضا . ولمّا طلعت علينا الحركة الشيوعية الماوية –تونس ببيانها المهزلة " ضد الخلاصة الجديدة " ، كان لا بدّ من إيلاء البيان الذى تبنىّ مقال آجيث ذاك صراحة ، العناية التى يستحقّ فصغنا ردّا مباشرا عليه بعد أن دعونا الماركسيين – الليننيين – الماويين إلى دراسته ونقده ، غير أنّنا فوجئنا بوخز جملة ما إنفكّت تلحّ على تفكينا ليل نهار ألا وهي " هذا غيركافي لإنارة السبيل للرفيقات و الرفاق و للنهوض بالواجب الأممي للدفاع عن علم الثورة البروليتارية العالمية " ، بمعنى أنّه يترتّب علينا كتابة شيء عن " ضد الأفاكيانية " عينه و ليس فحسب ضد من تبنىّ " جوهره " دون توضيح حتى ما المقصود بذلك .
و بدت المهمّة بحجم جبل أوّلا لأنّ من سنواجه ليس أقلّ من شخصية مرموقة كانت تحضي بتقدير أنصار الحركة الأممية الثورية التى كان أحد أبرز قادتها سابقا و ثانيا لأنّ مقتضيات البحث العلمي الجدّي تستدعى العودة إلى المراجع و التدقيق فيها ، فى الفقرات و الجمل و الكلمات ، وهو أمر لعمري شاق بل شاق جدّا ؛ وثالثا لأنّه لا وجود لنسخة عربية لنصّ آجيث . بيد أنّنا تذكّرنا إستعارتنا فى مقال لنا سابق لكلمات بيت شعر لأبى القاسم الشابي " من لم يتعوّد صعود الجبال ، يعش أبد الدهر بين الحفر " لحثّ الرفاق و الرفيقات على خوض غمار صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية ، و عندئذ لم نجد من مناص من تلبية نداء الحاجة و العمل وفق ما أكّد عليه ماو تسى تونغ من قيام الشيوعيين بالدور الطليعي والنموذجي ف" دور الشيوعيين الطليعي و النموذجي ... هو أمر ذو أهمية جسيمة ..."( المجلّد الثاني من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، الصفحة 274 ).
و عقب إنتهائنا من كتاب أوّل عن صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية ( وعنوانه " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ." وقد نشرت بعدُ معظم محتوياته وهو متوفّر فى شكل كتاب بي دي أف بمكتبة الحوار المتمدّن ، و ندعو طبعا لدراسته بجدّية - العددان 14 و 15 / أكتوبر 2013 من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" و مزيد التفاصيل بالملحق الأوّل ) لم يبقى إلى تأجيل متابعة العمل من سبيل وها نحن نقتحم مجالا جديدا ونشقّ طريقا إلى المساهمة فى سجال عالمي لا محيد عنه و نبحر مع أوّل مغامرة من نوعها متأكّدين أنّه لا محالة ستشوبها بعض النواقص التى سنسعى جاهدين لأن تكون ثانوية و ثانويّا للغاية و نرحّب بكلّ صدر رحب بالنقد و نظلّ منفتحين على التعلّم على الدوام .
وكي نيسّر عملنا و خدمة للقرّاء باللغة العربية ، راسلنا شادي الشماوي و سألناه هل عمل أو سيعمل على ترجمة مقال آجيث فكانت إجابته قطعية بنعم أرفقها بصورة رأس ضاحك و بملاحظتين هما أنّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت لطول الوثيقة الهامة و أنّه على إستعداد تام لتعريب بعض الإستشهادات بالسرعة القصوى المطلوبة ، فأزاح هذا من أمامنا واحدة من العراقيل الهائلة و أقبلنا على العمل إقبالا نهما مفعمين بحماس لم ينطفئ و لم يخب طوال المدّة التى إستغرقها البحث و لمن مدّ لنا يد العون نحن بلا أدنى شكّ شاكرون .
و عندما إنكببنا على الدراسة والنقد تبيّن لنا أنّ هناك نقاط قد تطرّقنا إليها فى ما أنف من مقالاتنا ولا حاجة إلى تكرار ما جاء فيها أو تطرّقت إليها الكتابات السابقة لأنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و عالجتها على أفضل وجه . لذلك فى هذا البحث لن نُعنى مباشرة بالمسائل التالية :
1- الديمقراطية فى ظلّ الإشتراكية فالفصل الثاني" نظرتان متعارضتان لنظام الدولة الإشتراكية " من كتاب شادي الشماوي " الماوية تنقسم إلى إثنين" يعرض وجهتي النظر بشكل واضح ( موقع الحوار المتمدّن ).
2- الحقيقة الموضوعية و الحقيقة السياسية و التحزّب و العلم الطبيعي و العلم الإجتماعي قد عالجها من جميع الجوانب الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة فى رسالته لغرّة ماي 2012 إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية و فى ردّه سنة 2006 على مقال آجيث فى ذات الفصل الثاني المذكور أعلاه تحت عنوان " النقاش الراهن حول نظام الدولة الإشتراكية " ؛ كما عالجتها بشكل جيّد المنظمة الشيوعية الثورية - المكسيك فى " الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي " فى ماي 2012 والوثيقة متوفّر فى ذات كتاب شادي الشماوي ، على وجه الضبط فى فصله الخامس.

3- النظرية و الممارسة و الحتمية فقد تطرّقنا إليها فى الردّ (3) على الهجوم اللامبدئي لمحمّد علي الماوي على الخلاصة الجديدة للشيوعية و عنوان ذلك الردّ هو " الخلاصة الجديدة للشيوعية هو ما تحتاجه الثورة البروليتارية العالمية اليوم " وهو متوفّر على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن .
و محاور مقالنا هذا هي النقاط الآتي ذكرها :

1- جوانب من الصراع صلب الحركة الأممية الثورية :

أ- إنشقاق وتكتّل ضد الخلاصة الجديدة للشيوعية دون نقاشها !
ب- تبرير براغماتي أداتي لإمضاء بيان مشترك مع حزب تحريفي .
ت- من يتحمّل مسؤولية ما آلت إليه الحركة الأممية الثورية ؟

2- آجيث يرسم صورة سوداء قاتمة للحزب الشيوعي الثوري :

أ- إعترافات جزئية للغاية سرعان ما يقع الإنقلاب عليها .
ب- صورة سوداء قاتمة حقّا .
ت- هل تصمد هذه الإفتراءات أمام الوقائع العنيدة و الحقائق العديدة ؟

3- " ضد الأفاكيانية " ، من أجل ماذا ؟

أ- الماركسية – اللينينية – الماوية ،الماوية رئيسيّا !
ب- مسألة " ما بعد الماوية ".
ت- وحدة علم الشيوعية أم تعدّده ؟

4- منهج تغلب عليه الذاتية و البراغماتية :

أ- روايات ذاتية للتاريخ .
ب- تأويلات مغرضة للإستشهادات.
ت- البراغماتية والأداتية .

5- آجيث و تلخيص الموجة الأولى من الثورة البروليتارية العالمية : نعم قولا و لا فعلا !

أ- مهمّة ملحّة ، لكن !
ب- الإلتفاف على نقد أفاكيان الرفاقي للينين و ماوتسى تونغ.
ت- خلط الأوراق و تأجيل المهمّة الملحّة .

6- مراحل أو لا مراحل فى تطوّر الثورة الشيوعية العالمية :

أ- مسألة قارة فى هذا الجدال العالمي .
ب- جديد آجيث .
ت- تضارب صارخ فى أقوال آجيث !


7- نقد الدين و الثورة البروليتارية العالمية :

أ- أسباب نموّ الأصولية الدينية .
ب- حقيقة موقف الحزب الشيوعي الثوري بهذا الصدد.
ت- العراق و أفغانستان و " الوطنية " .

8- من يشوّه لينين و ماو؟ و من يدافع عنهما دفاعا مبدئيّا ؟

أ- مسألة " اللينينية كجسر " .
ب- القيادة و عبادة القادة .
ت- دور أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري فى تأسيس الحركة الأممية الثورية .

9- من يشوّه الأممية البروليتارية ؟ و من يرفع رايتها عاليا ؟
أ- الأساس الفلسفي للأممية البرولتارية : جدلية الداخلي و الخارجي .
ب- توجيه الضربات للأعداء الواحد تلو الآخر ؟
ت- الثورة الديمقراطية الجديدة و الثورة الإشتراكية والأممية البروليتارية .
ث- الأممية البروليتارية و الدفاع عن الدولة الإشتراكية .
ج- لينين و مفهوما الأممية البروليتارية .
10 – تكتيك الجبهة المتحدة العالمية ضد الفاشية ، تكتيك إصلاحي أم تكتيك ثوري ؟

أ- التمييز بين الفاشية والديمقراطية البرجوازية ،هل يعنى وجود إمبريالية عدوانية و إمبريالية غير عدوانية ؟
ب- بماذا يُفسّر هذا الإنحراف اليميني المناهض للينينية ؟
ت- نقد ماو و " نظرية العوالم الثلاثة ".
11- نظرية الأزمة العامة للرأسمالية والحرب :
أ- نظرية الأزمة العامة للرأسمالية – الإمبريالية .
ب- دور الحروب الإمبريالية .
ت- التناقض الأساسي و الفوضي .
ث- التهجّم على الحزب الشيوعي الثوري يعنى التهجّم على الحركة الأممية الثورية ككلّ .

12- الوضع العالمي واقعيّا !

أ- آجيث و الموجة الجديدة للثورة البروليتارية العالمية.
ب- ما هذا " الربيع العربي " ؟
ت- البراغماتية و حقيقة الوضع العالمي .
13- المسألة الوطنية فى البلدان الإمبريالية :

أ- جوهر الموقف اللينيني .
ب- شوفينية الحزب الشيوعي الثوري المدّعاة .
ت- من يدافع عن اللينينية دفاعا مبدئيّا و من يطعنها فى الظهر؟

14- المسألة الوطنية فى البلدان المضطهَدة :

أ- مهمّة قائمة و لكن من أي منطلق نعالجها كشيوعيين؟
ب- نقد أفاكيان لماو تسى تونغ نقد مبدئي صحيح.
ت- الإمبريالية و جدلية الداخلي و الخارجي و العالم ككلّ أوّلا !

خاتمة :
المراجع :
الملاحق :
1- الملحق الأوّل : من أهمّ وثائق مناهضي الخلاصة الجديدة للشيوعية و مناصريها .
2- الملحق الثاني : إطلالة على بعض أعمال بوب أفاكيان.
3- الملحق الثالث : إطلالة على بعض وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية .
4- الملحق الرابع : محتويات نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " ( الأعداد 1 إلى 15 بقلم ناظم الماوي. )

خاتمة :
إثر جهد جهيد مركّز ، مضني و مديد تكبّدناه ، يحق لنا الآن أن نتنفّس الصعداء و إبتسامة تعلو محيّانا : ها قد شارفت الرحلة على النهاية ، ها قد بلغنا الميناء بعد عملية إبحار فى عرض " ضد الأفاكيانية " و طوله مدّا و جزرا ولأسابيع و أسابيع ! و ها أنّنا سنهرع إلى إلقاء نظرة إجمالية على حصيلة رحلتنا ، غير أنّنا قبل ذلك نودّ أن نتوجّه بالشكر إلى آجيث لتوفيره لنا فرصة فهم أعماق تفكيره و أضرابه من الدغمائيين المناهضين للخلاصة الجديدة للشيوعية و فرصة تعميق فهمنا أكثر لعلم الثورة البروليتارية العالمية و رفع مستواه و الحصول على متعة المعرفة و إكتشاف الحقيقة التى هي وحدها الثورية .
و بوسعنا الآن و قد بلغنا ما بلغنا من تحليل و تلخيص و دراسة و نقد أن نجيب على سؤالين إثنين . و عن السؤال الأوّل " هل أنّ آجيث " ضد الأفاكيانية " أم هو ضد تطوير علم الشيوعية ؟ " ، نجيب و نجزم أنّ آجيث ظاهريّا ضد " الأفاكيانية " وهي شيء من صنع خياله غير موجود فى الواقع ، و جوهريّا ضد الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان أي ضد تطوير علم الشيوعية . ولقد تجلى لنا فى ثنايا البحث أنّه رغم إعترافه بأنّ مهمّة تلخيص التجارب الماضية للبروليتاريا العالمية ، يحاول بكلّ ما أوتي من جهد إنتهازي و براغماتي أن يجمّد النقاش و يجمّد علم الشيوعية و يقف بقوّة ضد كلّ تطوير له نوعي مهما كان جزئيّا و مهما كان علميّا . إنّه يمارس و ينظّر للجمود العقائدي فيحنّط المركسية – اللينينية – الماوية على عكس ما دعا إليه لينين و إنجلز من قبله . الخلاصة الجديدة للشيوعية تطوير نوعي جزئي لعلم الشيوعية ، خلاصة للمرحلة الأولى من الثورة الشيوعية ، و قد سعى القائد الهندي جاهدا بمثالية و بكلّ الطرق الإنتهازية المتوفّرة لديه إلى إقتلاعها من الجذور و لكن هيهات أن يقدر هو وغيره على ما هو ممتدّ العروق المتينة فى الواقع المادي و مُشيّد على أسس علمية راسخة.
إنّ آجيث يضع نظره و يركّزه على الماضي فيستعير بإنتقائية ما طاب له و ما يراه صالحا لمشروعه الدغمائي من أفكار من الماضي تبيّن بالمكشوف غلطها . إنّه فعلا من بقايا الماضي التى تمقت الخلاصة الجديدة للشيوعية لأنّ هذه الأخيرة ترسي أسس و قاعدة تحوّل الشيوعيين الثوريين حقّا إلى طليعة للمستقبل .
هذه إجابتنا على السؤال الأوّل أمّا السؤال الثاني الذى أثرناه عقب عرض عناصر الصورة السوداء القاتمة التى رسمها القائد الهندي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية فهو : هل تصمد هذه الصورة أمام الحقائق العديدة و الوقائع العنيدة ؟ و الجواب بداهة أنّ تلك الصورة المشوّهة فعلا لم تصمد بل تداعت كقصر من الورق و ذابت كالثلج مع حلول شمس الربيع ، و بتداعيها كشفت لنا صورة أخرى هي صورة راسمها آجيث و أضرابه ( آجيث كما لم نعهده من قبل) ، صورة الدغمائيين و أساليب تجنيهم على الحقائق ، صورة من يتنصّلون من مسؤولية ما ادّت إليه سياساتهم اللامبدئية ( إنسحاب من لجنة الحركة ، و تكتّل و إنشقاق...) صلب الحركة الأممية ليرموا بها على كاهل غيرهم ، صورة من ينتمى إلى حركة تطلق على نفسها إسم الحركة الأممية الثورية و لم يفهم حقّ الفهم و لسنوات طوال معنى الأممية و يروّج للنظرة القومية البرجوازية للعالم ...
قبل دراسة وجهة نظر آجيث بصدد نظام الدولة الإشتراكية و نقاشه مع الحزب الشيوعي الثوري و كذلك دراسة ردّ هذا الحزب عليه ، كانت لدينا عن هذا الرجل صورة أقلّ ما يقال عنها محترمة جدا ، و بعد تلك الدراسة إهتزّت صورته لدينا . و فى " ضد الأفاكيانية " تطلّع القائد الهندي إلى التحليق عاليا لكن بقدر ما حاول الصعود بقدر ما كان سقوطه إلى أسفل سافلين مدوّيا . لقد أفل نجمه و إشعاعه كشيوعي ثوري . و قد تعلّمنا من إشتغالنا على " ضد الأفاكيانية " هذا و كثير من النصوص الجدالية السابقة ، على مستويات أخرى ، أنّ من يتعمّد الدفاع بإستماتة عن خطإ بيّن لا بدّ له من أن يستند إلى أساليب ملتوية إنتهازية بعيدة عن المنهج العلمي و المادية الجدلية و المادية التاريخية و يحشر نفسه فى خانة المخادعين . و هذا ما وقع فيه آجيث و التاريخ لا يرحم .
و بعد الإجابة على السؤالين نمضي إلى بعض الإستنتاجات و الأفكار التى يترتّب علينا ترسيخها :
من أوّل الأشياء التى نخلص إلى إستنتاجها من ما تقدّم من تحليل ونقاش و تلخيص هو أنّ النظرة القومية لآجيث تعترضنا فى كلّ ركن من أركان وثيقته " ضد الأفاكيانية " . إنّه يعارض الأممية البروليتارية بالقومية البرجوازية و يطرح المسألة الوطنية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات من منطلق قومي برجوازي و يتعاطى مع الوضع العالمي من منطلق قومي أوّلا و بمثالية و براغماتية سافرتين .
و ثاني ما نستخلصه هو أنّ قائد الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري يدافع عن تكتيك الجبهة المتحدة ضد الفاشية وهو تكتيك صادر عن خلفية إنحراف ديمقراطي برجوازي و ألفيناه يدافع أيضا عن تقريبا كافة الأخطاء لدى لينين و ماو تسى تونغ التى نقدها أفاكيان و كان دفاعه كذلك صادرعن خلفية قومية برجوازية مناهضة للأممية البروليتارية الحقيقة كما فهمها لينين و بوب أفاكيان .
و ثالث ما يستشف هو أنّ حتى الماركسية – اللينينية – الماوية ينظر إليها على قاعدة تعدّد قومي و يدين الخلاصة الجديدة للشيوعية لتشديدها على أبعادها العالمية .
من ما عرضه و ما عارضه يرمى آجيث إلى الدفاع عن غالبية الأخطاء التى من المطلوب والمفروض ، من منظور شيوعي ثوري ، تجاوزها بعد تبيّن مجافاتها للحقيقة التى هي وحدها الثورية ، إن أردنا التقدّم بعلم الثورة البروليتارية العالمية . إنّه بدغمائية يسعى جاهدا إلى تجميد الماركسية – اللينينة – الماوية و مناهضة تطويرها تطويرا شيوعيّا ثوريّا ، يسعى بجموده العقائدي إلى إفقادها الحياة و تحنيطها . بإختصار شديد هو يسلك طريقا نقيضا لذلك الذى دعانا إلى سلوكه ماو تسى تونغ ، طريق تطوير الماركسية ف " الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ."
و لئن مثّل الحزب الشيوعي النيبالي الماوي ( الموحّد ) إنحرافا يمينيّا ديمقراطيّا برجوازيا داخل الحركة الأممية الثورية بموجبه أدار ظهره للتجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية و إعتبرها شمولية و من هناك ولّى وجهه نحو القرن 18 و الديمقراطية البرجوازية التى قدّمها على أنّها " شيوعية القرن الواحد و العشرين " ؛ فإنّ آجيث و حزبه و من لفّ لفّهما يمثّلون بالعكس الإنحراف " اليساري " الدغمائي بسعيهم إلى تجميد تطوّر الماركسية – اللينينية – الماوية و حصرها فى قوالب جامدة ما يجعل منهم هم كذلك من بقايا الماضي . وحدها الخلاصة الجديدة للشيوعية تمدّ جسرا لطليعة المستقبل و تكرّس الموقف و المقاربة و المنهج الشيوعيين و :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( بوب آفاكيان ، " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " - الجزء الأوّل - )



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف - يسارية - مناهضة للماركسية -- لا حركة شيوعية ثورية دو ...
- مقدّمة كتاب - صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - ...
- الحركة الشيوعية الماوية – تونس لا هي شيوعية ولا هي ماوية !
- إلى كلّ ثوري و ثورية: لتغيير العالم تغييرا ثوريّا نحن فى حاج ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس الحركة الشيوعية الماوية ...
- نداء إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين (2) : الرجاء درا ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس محمد علي الماوي إفلاسا ش ...
- جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الص ...
- ماضي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و حاضره و مستقبله-الف ...
- إصلاحية الحزب الوطني الإشتراكي الثوري : الخلل و الشلل .
- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطب ...
- تونس : نظرة ماوية للنضالات الشعبية .
- الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الإطار النظري الذى تحتاجه الثورة ...
- إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجواز ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي ا ...
- أجوبة على أسئلة متصلة بصراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيو ...
- بصدد بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمد علي الماو ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البرول ...
- مرحلة جديدة فى صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية وصعو ...
- -الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: ح ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مقدّمة و خاتمة كتاب - آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية .-- ردّ على مقال - ضد الأفاكيانية - لآجيث