الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس الحركة الشيوعية الماوية – تونس

ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 11:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس الحركة الشيوعية الماوية – تونس
مقدّمة :
بتاريخ 8 سبتمبر 2013 ، نشرت الحركة الشيوعية الماوية – تونس على موقع الحوار المتمدّن ، بالعدد 4209، بمحور " فى نقد الشيوعية و اليسار و أحزابها " ، بيانا عنونته " ضد الخلاصة الجديدة " تجدونه بملحق هذا المقال . و كنّا توجهنا برسالة مفتوحة إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين صدرت كذلك بالحوار المتمدّن يوم 16 سبتمبر 2013 ، بمحور " أبحاث و دراسات إشتراكية و شيوعية " راجين منهم القيام بالواجب و دراسة هذا البيان المهزلة و نقده .
و حان الآن وقت تقديم مساهمتنا فى هذه الدراسة و النقد كتعبير منّا عن إلتزامنا بما يلزم . و إليكم فى نقاط أربع و بصورة موجزة أهمّ ما توصلنا إليه عند تفحّص ذلك البيان تفحّصا نقديّا مستعملين سلاح النقد العلمي الماركسي :
1- تبنّى واضح لترّهات محمّد علي الماوى ( اللاماوي ) و أسلوبه .
2- تضليل مقصود للقرّاء .
3- جهل مركّب و تجهيل متعمّد .
4- غريبُ من فقد البوصلة .
1- تبنّى واضح لترّهات محمّد علي الماوى ( اللاماوي ) و أسلوبه :
بالرغم من إفتضاح أمر محمد علي الماوي ( اللاماوي) و خطل أطروحاته الإنتهازية على أكثر من صعيد و خاصة فى علاقة بالخلاصة الجديدة للشيوعية ، تغمض الحركة الشيوعية الماوية – تونس عينيها و تبتلع السمّ الزعاف و كأنّه ماء زلال . و لئن نزعنا الإمضاء عن البيان و طلبنا من الكثيرين أن يخمّنوا أفكار من هذه المعروضة فيه لكانت الإجابة بنسبة عالية جدّا ، أفكار محمد علي الماوي ( اللاماوي ) .
1- و لعلّ من تابع ما خطّه محمد علي من مقالات لامبدئية متهجّمة على بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها منذ ماي 2013 و ردودنا عليها ، قد لاحظ بيسر ودون كبير عناء تبنّى هذا البيان المهزلة أفكار محمد علي هذا و جمله و كلماته . و مقارنة بسيطة لمضامين تلك المقالات و هذا البيان كفيلة بجعل الأمر واضحا كالشمس فى كبد السماء ، لا سيما فى نقاطه الستّة الأولى .
2- و لن يفوت القرّاء أنّ البيان المهزلة ينهل من المقالات الماكيافيلية تلك التهم الباطلة التى فندناها فى ردودنا و بيّننا بالبرهان الساطع و الدليل القاطع أنّها محض إفتراءات و تزوير للحقيقة و عليه لا حاجة لنا هنا إلى تكرار ما قلناه آنفا و على القرّاء ان يعودوا إلى وثائقنا على الحوار المتمدّن ليكتشفوا مدى تهافت ترهات من نصّب نفسه عدوّا لبوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها طاعنا علم الثورة البروليتارية العالمية فى الظهر.
3- و قد تشبّعنا بأسلوب محمد علي فى النقاش ، منذ عنوان البيان و جمله الأولى ، توقعنا لجوء كاتب تلك المهزلة إلى أسلوب إطلاق الشتائم الذى توخّاه أساسا لمقالاته محمد علي فى حين نهانا عنه لينين العظيم . و إرتسمت على وجهنا إبتسامة حينما صدق توقعنا و نحن نقرأ سلسلة الشتائم التى عهدنا : " مندس " ، " مبتذل" ، "المرتدّ " " مخرّب" ، " المرتزقة " ، " المخربين " ...
يبدو أن كاتب البيان المهزلة و بمثالية فجّة و ضاربا أسس علم الثورة البروليتارية العالمية ، يتخيّل أنّه كلّما تكرّرت الأكاذيب أكثر تتحوّل إلى حقائق لكن الواقع و الوقائع عنيدين و عنيدين جدا !
2- تضليل مقصود للقرّاء :
عن قصد وعمدا يتوخّى من يقف وراء هذا البيان المهزلة تضليل القرّاء جميعا مبدأ لا يحيد عنه و يتجلى هذا فى نقاط كثيرة نذكر منها أهمّها :
1- لقد بثّت الخلاصة الجديدة للشيوعية الفزع و الرعب فى قلب كاتب هذا البيان إلى درجة أنّه لم يقدر حتى على ذكرها كما هي معروفة عالميّا ، لم يقدر على ذكر أنّها " الخلاصة الجديدة للشيوعية " ، بل آل على نفسه تشويهها بذكر جزء لا غير مما يطلق عليها أي " الخلاصة الجديدة " لا أكثر . و لسائل أن يسأل خلاصة ماذا ؟ لا يهمّ بالنسبة لصاحب البيان المهزلة فشغله الشاغل هو جعل القرّاء ، لا سيما منهم الماويين أو المتعاطفين معهم أو مع الماوية عموما ، يدينونها حتى دون الإطلاع على محتواها و نقاش مضامينها .
2- بمثالية فجّة لا يحسد عليها هذا البيان المهزلة يدعى من صاغه أن الحركة الشيوعية الماوية – تونس درست " كلّ وثائق أفاكيان – الحزب " الشيوعي الثوري" الأمريكي ". و بغض النظر عن المعقفين حول الشيوعي الثوري ، لعلّكم فهمتم مكمن المثالية المتمثّل فى " كلّ وثائق " وهي غير متوفّرة جميعها على النات فما بالك بالمكتبات فى الأقطار العربية ! هناك وثائق قديمة وأخرى جديدة فبوب أفاكيان ألّف المقالات و الكتب منذ ستينات القرن العشرين و للحزب الشيوعي الثوري عشرات الوثائق و مئات الأعداد من جريدته و عشرات الأعداد من مجلاته القديمة منها و الجديدة منذ تأسيسه أواسط سبعينات القرن العشرين . فهل تصدّقون أن يكون كاتب البيان المهزلة قد إطلع عليها جميعها ؟
و علاوة على ذلك ، لم يحدّد هذا الكاتب المثالي ما هي الكتابات المعنية و نقصد على الأقلّ تلك المتصلة بالخلاصة الجديدة للشيوعية و لم يذكرها عمدا لسببين إثنين أولهما أنّه لم يطلع عليها تطبيقا لمقولة محمّد علي و مفادها " أفاكيان لا يستحق هذا العناء!" ، أي عناء الدراسة العلمية المتأنية وعن كثب لجملة أعمال بوب أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري؛ و ثانيهما هو إيهام القرّاء بأن الموقف المصرّح به إنبنى على أساس مكين من المعرفة و إطلاع واسع و عميق و واقع الحال يصرخ بعكس ذلك .
و قد يتفطّن من له دراية بالصعوبات الجمّة الفعلية و العملية لدراسة مثلا ما أطلق عليه البيان نصّ" ضد الأفاكيانزم" ، لمن لا يتقن الأنجليزية و من يتقنها جزئيّا ؛ و من المفروض على مجموعة تسعى لأن تكون جدّية أن تترجم الوثائق المعنية لتضعها باللغة العربية بين أيدى أعضائها و هذا ما لم يحدث حسب هذا البيان المهزلة وعندئذ لكم أن تتصوّروا هل يعبّر البيان عن رأي مجموعة أو عن رأي شخص لا غير ؟
3- و هذا يقودنا إلى التساؤل هل أن من إطلع – إن كان فعل ذلك أصلا و سنشرح هذا الإعتراض لاحقا – على ما سمّاه البيان نصّ " ضد الأفاكيانزم" وإستوعبه و تبنّاه غير قادر على تعريب حتى عنوان ذلك النصّ تعريبا صحيحا ؟ ف" الماركسزم" باللغة الأنجليزية كما باللغة الفرنسية ليس سوى "الماركسية " و من ثمة بسيطة غاية البساطة هي عملية تعريب " الأفاكيانزم " باللغة الأنجليزية فهي بلا جدال الأفاكيانية ، غير أنّ هذه العملية من صاحب البيان المهزلة تهدف بلا أدنى شكّ إلى تضليل القرّاء و مزيد تشويه بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها ؛ علما و انّ مؤلّف البيان و مؤلّف " ضد الأفاكيانية " يعمدان كلاهما إلى الإيحاء بوجود شيء هو غير موجود أصلا حيث لا بوب أفاكيان و لا أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية تحدّثوا أبدا عن " الأفاكيانية " بما هي " إزم" أي فكر بل ما هناك فى الواقع الملموس على هذا الكوكب بالذات و ليس فى التفاهات المثالية الذاتية لأعداء الحقيقة الموضوعية ، هو الخلاصة الجديدة للشيوعية و لا شيء سواها .
3- جهل مركّب و تجهيل متعمّد :
من أوجه الجهل المركّب والتجهيل المتعمّد لصاحب البيان المهزلة نتناول ثلاثة أوجه أساسية هي :
1- لا يخجل من صاغ البيان المهزلة من الحديث عن الحزب الشيوعي الثوري على أنّه " الحزب المندس فى الحركة الشيوعية الماوية " . و نقول هذا لأنّه بداية لا وجود فى الواقع المعيش العالمي لحركة إسمها " الحركة الشيوعية الماوية " على نطاق عالمي ، و الحركة التى إنتمى إليها هذا الحزب هي على وجه الضبط و قطعا " الحركة الأممية الثورية " . ثمّ إنّ هذا الحزب هو أحد أهمّ مؤسسي هذه الحركة و قد فصّلنا هذا فى مقالاتنا السابقة بهذا الصدد حتى بالعودة إلى الأعمال و البيانات التحضيرية و الندوات التى مهّدت لتشكيل هذه الحركة .
مخجل حقّا أن تحمل الحركة الشيوعية الماوية – تونس كلمتي الشيوعية و الماوية فى تسميتها وهي تجهل أبسط المعلومات و تطمس الوقائع و تحوّل حزبا مؤسّسا إلى " مندس" ! هذه الحركة الجاهلة و العاملة على تجهيل القرّاء لا يمكن أن تكون أبدا لا شيوعية و لا ماوية !
2- و يصدح البيان المهزلة ب " نتفق مع جوهر ما ورد فيه " أي فى " ضد الأفاكيانية " دون أن يحدّد ما يقصده بذلك ، ما يقصده بهذا " الجوهر" كما لم يحدّد نقاط الإختلاف أو النقاط التى لا يوافق عليها . و بذلك يتمادى فى سياسة التجهيل المتعمّد . و كي ندرك مدى خطورة مثل هذه التعويمات نثير السؤال التالي : هل يوافقون على مثلا " الماركسية – اللينينية – الماوية ، رئيسيا الماوية " كصيغة لم نراها أبدا فى أدبيّات المسماة الحركة الشيوعية الماوية – تونس ؟
3- ورد فى البيان المهزلة إياه أنّ " ضد الأفاكيانية " صادر عن مجموعة " الطريق الماوي " و تحديدا الحزب الشيوعي الماوي الإيطالي " . و لا يندى جبين كاتب البيان خجلا من نشره فى ثنايا جملته هذه الجهل و التجهيل عن قصد . ففضلا عن عدم توضيح حتى أنّ " الطريق الماوي " مجلّة بعثتها احزاب معيّنة ( و أنّ " عالم نربحه " كانت مجلّة الحركة الأممية الثورية ) بما يخلّف لخبطة فى ذهن من لا يملك إطلاعا دقيقا على تاريخ الحركة الأممية الثورية و حاضرها ، فإنّ " ضد الأفاكيانية " ليس صادرا عن كامل مجموعة أحزاب " الطريق الماوي " و لا هو صادر كذلك عن الحزب الشيوعي الماوي الإيطالي . و لن نطيل عليكم و نشوّقكم أكثر ، الحقيقة الواضحة الجلية عالميّا لمن له عيون ليرى أن هذه الوثيقة من تأليف آجيث قائد الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني ) نكسلباري . و لم يفعل الحزب الإيطالي، فى بيان وزّعه على الأنترنت ، سوى الدعوة إلى تبنّى مضمون ذلك النصّ و هذا من الأمور المعلومة عالميّا .وهذا نصّ ما كتبه الإيطاليون بتاريخ 12 جويلية 2013:
PCm Italy supports the text against avakianism of CP (ML) Naxalbari and
calls all mlm parties and organisations -in the ex-RIM and out of the RIM -
to support this text as one of the texts in preparation, towards
International Seminar and International Conference of all mlm parties and
organisations that Special Meeting of some MLM Parties and organizations of
the RIM with a Final Document and Call have proposed for the next months
2013-2014.

PCm Italy
12 july 2013

ولن نذهب بعيدا لمزيد إثبات ما نأكّد فزيارة سريعة لموقع الحزب الهندي إيّاه تمدّنا بإجابة لا أجلى منها. 1- و هذا رابط عدد المجلّة التى صدر بها النصّ المعني :
http://thenaxalbari.blogspot.com/2013/07/naxalbari-issue-no-4.html.
2- و نضيف إلى ذلك صورة جزئية لمجلّة " نكسلباري " عدد 4 :
NAXALBARI No: 4
July 2013

CONTENTS:
The Challenges before the Maoists1
Against Avakianism Ajith 6
On the Situation in Nepal
A Documentary Summary Analysis of the Communist Party of Nepal-Maoist C(m)PA

Against Avakianism-;-
ajith
Secretary, Communist Party of India (Marxist-Leninist) NAXALBARI

The Special Meeting and the RCP Letter
The ethics of Avakianist polemics
The arbitrary stages of Avakianism
Mis-rendering Mao
A perversion of internationalism
The national task in oppressed nations
The national question in imperialist countries
Infantile criticism of united front tactics
Gutting Marxist political-economy
The world situation
Socialist democracy
Truth, class interests and the scientific method
A rationalist critique of religion
Some ‘postist’ traits of Avakianism
Struggle within the RIM
More devious, more dangerous

3- و من يريد موقعا آخر يوجدبه عدد المجلة تلك فنحيله على :
http://www.bannedthought.net/India/CPI-ML-Naxalbari/Naxalbari-Magazine/Naxalbari-04.pdf

و هكذا نلمس لمس اليد مدى الخزعبلات المنثورة فى هذا البيان المهزلة فعلا !

4- غريبُ من فقد البوصلة :
كاتب البيان الغريب عن الشيوعية موقفا و منهجا يطلق العنان لخياله المثالي المريض فيأتى أشياء من الغرابة بمكان حقّا و فعلا ، منها :
1- فى سورة غضب على أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها ، ينسج صاحب البيان المهزلة تهمة جديدة و غريبة يرجم بها أفاكيان مدّعيا زورا و بهتانا أنّه ينادى بأنه فى ظلّ المرحلة الإشتراكية ينبغى تطبيق " كلّ حسب حاجاته " و الحال أن من درس الماركسية و مبادئها الأساسية يعلم حق العلم - فما بالك بأفاكيان الذى ألّف الكتب الشيوعية - أن " كلّ حسب حاجاته " ( للتصحيح " من كلّ حسب قدراته إلى كلّ حسب حاجياته " ) هو شعار المرحلة العليا من الشيوعية أي المرحلة الشيوعية و ليس المرحلة الإشتراكية . و غاية مطلق هذه التهمة هو جعل القراء يعتقدون أنّ أفاكيان يخلط بين مرحلتي الإشتركية و الشيوعية . و هذا محض هراء! فعشرات مقالات أفاكيان و كتبه التى وثقنا فى ملاحق ردودنا على محمد علي الماوي ( اللاماوي ) تثبت ذلك ، و على سبيل الذكر لا الحصر كتاب " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " .
2- و بإختزالية فضحناها لدي محمد علي فى مناسبات سابقة ، يجعل البيان المهزلة أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية من أحزاب ومنظّمات من المكسيك إلى كولمبيا ، إلى ألمانيا ، إلى سيلان ، إلى إيران ... " مجموعة أفاكيان ". تختزل الأحزاب و المنظّمات إلى شخص و تصوّروا ما ستحصلون عليه من تشويه لو نعتت الأحزاب الماركسية – اللينينية فى الستينات ب " مجموعة ماو تسى تونغ " !
و يحوّل البيان المهزلة الإتصالات و النقاشات و خوض صراع الخطين على المستوى الفردي أو الجماعي ( التى يعدّها فى تضارب لا أعمق منه مع الماوية " تصرفات إنشقاقية " ) و النهوض بمهمّة من مهام النضال الأممي إلى " ربط علاقات مع عناصر فى بلدان مختلفة من أجل تجميع الأخبار و الحصول على جرد تنظيمي " . وهل يتصوّر من يقف وراء البيان المهزلة أن توحيد طليعة البروليتاريا العالمية ، توحيد الأحزاب و المنظّمات الشيوعية يتمّ دون المرور ، ببساطة بل بغاية البساطة ، عبر " ربط العلاقات " ؟ الشيوعيون أمميون و من يعزل نفسه فى حدوده القومية ليس بشيوعي و غايته ليست الشيوعية العالمية .
و أمّا عن المعلومة المشكوك فيها بأنّ " مجموعة أفاكيان" " منذ الثمانينات " تتصرّف بطرق " لا رفاقية و فوقية " ، فكيف لنا التأكّد من صحتها من عدمها و الحال أنّه تاريخيّا ، على حدّ معرفتنا ، لم يكتب عن القضية و لا سطر واحد لعقود الآن ، علاوة على أنّ الإختلاف حول نشر أو عدم نشر وثيقة فى مجلّة الحركة الأممية الثورية ، " عالم نربحه "، وارد والقرار موكول ، على ما نعتقد منطقيّا ، للجنة متكوّنة من أكثر من حزب و لن يكون الحزب الشيوعي الثوري إلاّ عضوا من أعضائها و إن رأت رأيا معيّنا فتتحمّل المسؤولية جماعيّا فلماذا إذن يلوم كاتب البيان المهزلة هذا الحزب دون سواه ؟ أعتقد أنّكم فهمتم النقطة . المنظّمة التى صارت الحزب الشيوعي الماوي الإيطالي كانت منخرطة فى الحركة الأممية الثورية و كذلك ما صار الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي – اللينيني ) نكسلباري [ قبل ذلك كان ضمن الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي – اللينيني ) اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ] و غيرهما من الأحزاب و المنظّمات و لا ينحو عليها البيان المهزلة باللائمة بل يخصّ بها فقط الحزب الشيوعي الثوري !
و إلى ذلك ، ما هي الخلافات الدقيقة حول تلك النصوص وبشكل موثّق ؟ و لماذا لم يقع خوض صراع كتابي مبدئي موثّق حولها ؟ و من يؤكّد لنا أن النسخ المنشورة من الوثائق موضوع الخلاف ، بعد عقود الآن ، هي ذات النسخ التى قُدّمت لمجلة " عالم نربحه " ؟
هل نصدّق من لم يذكر إسم الحركة الأممية الثورية و لم يذكر إسم المنظّمة التى كانت فى ثمانينات القرن العشرين فى علاقة ما مع تلك الحركة ؟ هل نصدّق من إحترف المغالطة و التضليل و التجهيل ؟
و لعلم من لا يعلم أنّ مجلّة " عالم نربحه " أصدرت بيانا لماركسيين – لينينيين من تونس بالأنجليزية والعربية فى بداية تسعينات القرن العشرين إبان العدوان على العراق و تحديدا بالعدد 16/ 1991 !
3- ما قد يراه البعض منتهى الغرابة ، نراه منتهى الإنحطاط و الإفلاس : الأسلوب الصبياني الذى يخدم فى النهاية المخابرات و المقترن بالإرهاب الفكري . و نشرح فنقول ، أمن الجدّية و الإنضباط الثوري أن تفشي الحركة الشيوعية الماوية – تونس مثلما سبقها إلى ذلك محمد علي الماوي ( اللاماوي ) معلومات - لسنا ندري مدى صحّتها لكنها لا ينبغى أن تتداول على الأنترنت قطعا – عن إتصالات و كيفية حصولها و تواريخها ؟ ألم يبلغ كاتب البيان المهزلة مستوى نضج يسمح له بفهم قدر خطورة هذه المسائل و أهمية تجنّب الصبيانيات. لقد مرّ بنا تنبيه محمد علي إلى مغبّة هذا التمشّي المناهض للأخلاق و السلوكات الشيوعية وها نحن نكرّر التنبيه إلى ذلك و نزيد عليه أنّ الأمر لا ينسحب على المعلومات الخاصة بالإتصالات و العلاقات الرفاقية و حسب بل يشمل أيضا العلاقات مع الأصدقاء ...
و يترافق هذا الأسلوب الصبياني الذى يخدم فى النهاية المخابرات بتعويل كاتب البيان المهزلة على الإرهاب الفكري لدفع المناضلين و المناضلات إلى عدم الإتصال بأية طريقة كانت بذلك الحزب و بأنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و لئن جعل محمد علي هؤلاء أعوانا لدي المخابرات الأمريكية ، فإن الحركة الشيوعية الماوية – تونس ( اللاشيوعية و اللاماوية ) تجعل منهم عملاء للصهيونية !
و من المضحكات المبكيات ذكر أسماء يهودية الأصل على أنّها " من غريب الصدف " إيحاءا صريحا بأنّ هؤلاء أقرب ما يكونوا إلى عملاء الصهيونية . و يغفل من صاغ البيان المهزلة أن معلومة الأسماء مشكوك فيها لأمرين إثنين : أ- من البلاهة أن يستعمل عملاء محترفون أو ثوريون محترفون الأسماء المذكورة إيّاها جميعا فى بلدان عربية و مع جمهور واسع ؛ ب- عادة ما يستعمل المناضلون و المناضلات أسماء مستعارة طبعا ما هي بأسمائهم الأصلية بتاتا. و لا نظنّ أنّ هذه الملاحظة غابت عن ذهن صاحب البيان المهزلة و لكن السياسة الماكيافيلية ، " الغاية تبرّر الوسيلة " ، تفرض عليه منطقها الخاص و التغاضي عن الأمر فهو يرمى إلى جعل المناضلين و المناضلات المتعطّشين للمعرفة ينفضّون من حول الخلاصة الجديدة للشيوعية مهما كانت الوسائل بما فيها التجهيل و الإرهاب الفكري . و الشيوعية و الماوية براء من هذه الأساليب ال...
خاتمة :
و فى ختام هذا المقال ، نلفت النظر إلى الضعف النظري الفادح لدي من سهر على صياغة البيان المهزلة . و نضرب على ذلك مثالين . فى نهاية البيان ، كتب " عاشت الماركسية اللينينية الماوية " كلّ كلمة لوحدها و لا رابط بينها وهو ما يفصل أجزاءها فصلا فى حين أنّه عالميّا هي الماركسية – اللينينية – الماوية . و قد يذهب البعض إلى إعتبار الأمر مسألة شكلية وهو ليس كذلك. الربط يجرى عن قصد لإبراز الوحدة و التداخل و التكامل بين المكوّنات الثلاثة أو المراحل الثلاث والماوية هي المرحلة الثالثة، الجديدة و الأرقى . ولا ننس أن نذكّر هنا أنّ نصّ " ضد الأفاكيانية " يتبنّى الماركسية – اللينينية –الماوية، رئيسيا الماوية فى تضارب مع صيغىة البيان هذه . فهل يعدّ البيان المهزلة صيغة هذا النصّ من " الجوهر " المتفق عليه أم لا ؟ و كيف ؟ و لماذا ؟ و منذ متى ؟
و أيضا فى نهاية البيان المهزلة كتب : " عاشت نضالات الشعب العربي من أجل الإستقلال و الديمقراطية " . و نترك للقرّاء التعليق على مدى صرامة هذه الصيغة و علاقتها بالشيوعية عامة و بالماوية خاصة !
إلى هذه المنزلقات تؤدّى الماكيافيلية ، إلى هذا الهراء تؤدّى المثالية الميتافيزيقية ، إلى هذه الخزعبلات يؤدّي التنكّر للمادية الجدلية و الحقيقة الموضوعية ! أفلست الحركة الشيوعية الماوية – تونس !
============================أكتوبر 2013=============
الملحق :
بيان - ضد الخلاصة الجديدة - -
الحركة الشيوعية الماوية - تونس
الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 23:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
بيان
"ضد الخلاصة الجديدة"
بعد دراسة كل وثائق افاكيان-الحزب "الشيوعي الثوري"الامريكي وبعد الاطلاع على نص "ضد الافاكيانزم" الصادر عن مجموعة "الطريق الماوي" وتحديدا الحزب الشيوعي الماوي الايطالي والذي نتفق مع جوهر ما ورد فيه حول النظرية التحريفية لهذا الحزب المندس في الحركة الشيوعية الماوية , نعلن ما يلي:
1- ان الخلاصة الجديدة لبوب افاكيان ليست سوى مجرد تلخيص مبتذل وسرد فوقي وذاتي لتاريخ الحركة الشيوعية عامة تؤسس لطرح تحريفي تحت غطاء نقد أخطاء الحركة ونقائصها بحيث يتظاهر هذا المرتد بتطوير النظرية فينسف جوهر الماركسية اللينينية الماوية ويعتبرها من "بقايا الماضي"وينعتها بشتى النعوت - بالدغمائية و الطوباوبة والنزعة الدينية والبراقماتية والتجريبية... - ويستنتج انها لم تعد صالحة في الظروف الحالية فيطرح "الخلاصة الجديدة " بديلا لها.
2- ينظّر مخرب الحركة الاممية الثورية الى التحول السلمي من خلال طمس التناقض بين علاقات الانتاج والقوى المنتجة في المجتمع الراسمالي وعدم اعتبار تثوير علاقات الانتاج عبر الثورة ضرورة لا مفر منها في العملية الثورية بل يركز في المقابل اعتمادا على المبدأ العام القائل بتطابق القوى المنتجة وعلاقات الانتاج يركز على القوى المنتجة وقدرتها الانتاجية الهائلة في تلبية حاجيات المجتمع . وفي نفس السياق يطمس العنف الثوري ويدعي ان التحول سيحصل عندما "يظهر شعب ثوري بالملايين والملايين وثم اغتنام الفرص حين تتوفر في النهاية. "
3- لا يعترف بمرحلة التحرر الوطني ولا يعتبر التناقض امبريالية - شعب تناقضا اساسيا ورئيسيا في الان نفسه ولا يعتقد ان كل التناقضات التي تشق العالم تتجسد في المستعمرات و اشباهها ويركز على التناقض فيما بين الامبرياليات و ينظر لحرب عالمية ثالثة وفي نفس الاطار يعتبر تجربة الجبهة الموحدة ضد الفاشية تجربة شوفينية لا علاقة لها بالأممية كما لا يعترف في الحقيقة بالمكاسب التي حققتها الاممية الثالثة.
4- يخلط عمدا بين المجتمع الاشتراكي والشيوعية ويركز اساسا على المجتمع الشيوعي وبذلك يحرق المراحل وينادي بثورة شيوعية وعالم شيوعي ويرفع شعار "كل حسب حاجاته " متجاوزا بذلك واقع الصراع في ظل ديكتاتورية البروليتاريا فترة الاشتراكية.
وتحت يافطة الاممية يكتفي بربط علاقات مع عناصر في بلدان مختلفة من اجل تجميع الاخبار والحصول على جرد تنظيمي وفي المقابل لايساهم في الصراع الطبقي في بلده ولانرى له اثرا في التحركات الجماهيرية في امريكا.
5- يشوه طبيعة الصراع الطبقي في ظل الاشتراكية ويتهم لينين وستالين و ماو بالتعسف على المعارضين فيشيد بالمعارضة المثقفة وتعدد الاحزاب ويقدم المجتمع الاشتراكي في نسخة مبتذلة للمجتمع البرجوازي المدني تحت شعار "فلتزدهر مائة وردة ولتتبار مائة مدرسة ".
6- تتصرف مجموعة افاكيان بصفة لا رفاقية وفوقية منذ بداية الثمانينات إزاء من يعارضها الرأي فقد رفضت نشر دراسة المسالة القومية في عالم نربحه بتعلة معارضتها لمفهوم الامة العربية المضطهدة كما رفضت نشر طبيعة المجتمع العربي وحول الانتفاضة في فلسطين والعديد من النصوص الاخرى نخص منها مفهوم العمل النقابي في اشباه المستعمرات واتهمت هذه النصوص بالشوفينية و الاصلاحية الخ كما تصدت لحضور بعض الرفاق "المشاكسين " حسب زعمها في ندوات الحركة. وواصلت تصرفاتها الانشقاقية كما ورد ذلك في نص "ضد الافاكيانزم" تحت عنوان "اخلاقية الجدال الافاكياني" و"اللقاء الخاص" ورسالة الحزب.
7- اتضح من خلال المنتدى الاجتماعي الاخير في تونس ان هذه المجموعة مكلفة بمهمة تخريب الحركة الشيوعية الماوية . ففي حين لم تتبنّ المجموعات الماوية في تونس "الخلاصة الجديدة" التحريفية تعمل العناصر الافاكيانية التي حضرت المنتدى الى استمالة بعض المرتزقة والمخبرين الذين لا علاقة لهم بالصراع الطبقي والنضال والوطني و لا صلة لهم لا من قريب و لا من بعيد بأيّة مجموعة ماوية وهي باتصال بهم عن طريق البريد الالكتروني وتعتزم الرجوع الى تونس اواخر هذه السنة . وقد طرح الرفاق الذين تواجدوا على هامش المنتدى العديد من الاسئلة حول التصرفات المخابراتية لهذه العناصر الافاكيانية والتي - من غريب الصدف - تحمل اسماء يهودية: سمووال-دافيد- اسحاق-ونؤكد اننا لسنا ضد اليهود ولا ضد الديانة اليهودية بل اننا ضد الصهيونية التي تحتل فلسطين وضد جواسيس الموساد المتواجدين في تونس والوطن العربي بهويات مختلفة.
عاشت الماركسية اللينينية الماوية
لندحض الافاكيانزم والخلاصة الجديدة
لنفضح المندسين المتحدثين زيفا باسم الشيوعية الماوية
عاشت نضالات الشعب العربي من اجل الاستقلال والديمقراطية
الحركة الشيوعية الماوية – تونس –
07 سبتمبر – ايلول- 2013

#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات