أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-















المزيد.....


النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 00:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

مقتطف من الفصل الثاني من كتاب" الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"


" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العدد 11

ناظم الماوي

الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف
( الجزء الأوّل من الكتاب) .

إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).

======
كلمة العدد 11:

فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.



الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .


" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."

( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .

============

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".

( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)

" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."

( لينين –" برنامجنا "-)

===========

" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".

( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)

--------------

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).


" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."

( ماو تسى تونغ )

---------------------------------

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".

( ماو تسى تونغ- 1945)
===================================================

مقدّمة :

منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).

و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.

و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .

و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .

و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .

و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .

و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :

مقدّمة :

I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟

1- من هو الماركسي الحقيقي؟
2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟
4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟

II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟

1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟
2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟
3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟
4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.

1- عن الماركسية - اللينينية .
2- عن الإشتراكية العلمية .
3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات".
4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".

V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :

1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية.
2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة.
3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا.
4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.

IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :

1- تداخل مفزع فى المفاهيم.
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية.
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش .
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي .

IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :

1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية.
2- الكفاح المسلّح.
3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.

IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :

1- بصدد ماضي هذا الحزب.
2- بصدد حاضره.
3- بصدد مستقبله.

خاتمة :

ملاحق :

1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة.
2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
==================================================
II - هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟


هنا أيضا لن نتطرّق إلى مختلف أوجه اللينينية فى علاقة بهذا الحزب الوليد و إنّما سنقتصر على أوجه أساسية معبّرة تسمح لنا بكشف النقاب عن حقيقة علاقة هذا الحزب باللينينية ، علاقة تنافر مثلما لمسنا آنفا مع الماركسية .
...


4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

مرّ بنا طمس جماعة الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد لطبيعة الدولة الطبقية و لطبيعة الدكتاتورية و الديمقراطية و لطبيعة الحزب اللينيني ما يجعله فى آخر المطاف يطمس الوعي الطبقي السياسي لدي المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبية العريضة. أيمكن من وجهة النظر البروليتارية ، أن نقول عن المناضل الذى لا يدرك طبيعة الدولة والدكتاتورية و الديمقراطية والحزب اللينيني أنّه واع طبقيّا ؟ لا ، لا يمكن ذلك فالعامل - ليس البرجوازي الصغير - الذى يعى إضطهاده وإستغلاله و مصالحه الطبقية بشكل عام دون أن يعمل من أجل طبقته و يظلّ تحت مظلّة البرجوازية و دولتها ، لا يعدّ واعيا طبقيّا هو الآخر . و علاوة على هذا يشوّه الحزب الموحّد فهم ما حدث فى تونس فيروّج له ، على غير الصواب ، على أنّه ثورة ديمقراطية و الحال أنّه ليس كذلك و إنّما هو إنتفاضة شعبية على وجه الضبط و حسبنا هنا أن نذكّر بمفهوم الثورة و أنّه لا ينطبق على ما وقع فى القطر. و لنا عودة للمسألة لاحقا.

" فهل رأي هؤلاء السادة ثورة فى يوم ما ؟ إنّ الثورة هي دون شكّ سلطة ما بعدها سلطة ، الثورة هي عمل يفرض به قسم من السكّان إرادته على القسم الآخر بالبنادق ، بالحراب ، بالمدافع ، أي بوسائل لا يعلو سلطانها سلطان ."

( لينين :" الدولة و الثورة " ، الصفحة 66).

" ليست الثورة مأدبة و لا كتابة مقال و لا رسم صورة و لا تطريز ثوب ، فلا يمكن أن تكون بمثل تلك اللباقة و الوداعة و الرقة ، أو ذلك الهدوء و اللطف و الأدب و التسامح و ضبط النفس . إن الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى . "

( ماو تسى تونغ : " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان " مارس – آذار 1927، المجلد الأول من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الصفحة 12-13 ، باللغة العربية).

و لا يستغربنّ أحد تجاهل الجماعة الخوض فى المسائل النظرية التى ذكرنا فى النقطة السابقة بل و حتى إستهتارهم بالنضال على الجبهة النظرية وإنكارهم له . إنّهم لم يطرحوا على بساط البحث على سبيل المثال ، الدفاع عن الشيوعية التى تتعرّض لهجوم سافر منذ عقود الآن كما لم يطرحوا على بساط البحث لماذا و كيف تمّت إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي وفى الصين... هذه الأمور ليست من شغلهم الشاغل و لماذا يتكبّدون عناء البحث فيها و مشروعهم فى نهاية المطاف وعمليّا كإصلاحيين لا يتجاوز حدود العمل فى إطار دولة الإستعمار الجديد و تحسينها ومن ينكبّ على تلك المهمّة و يحاججهم و يبيّن بالملموس " تنازلهم" النظري و مساومتهم بالمبادئ وهي أمور حذّر منها ماركس ينعتونه بعبادة الكتب " المحنّطة " و بتحجّر الفكر.

و نضرب مثلا. صبت الصفحة الأخيرة من عدد جوان 2011 من " الوطني الديمقراطي " جام غضبها على المدافعين عن الماركسية و المستشهدين بأعمال الرموز التاريخية للشيوعية الثورية و المعبّرين عنها أفضل تعبير مطلقة نيران التشويه :" عادت إلى معجم اليسار بدائل " التكفير الأحمر" و تمت إعادة الحياة إلى أرثوذكسية يسراوية طفولية مقيتة ، فبداعي النقاء الثوري و التمسّك " بالسلف الثوري " عاد بعض من اليسار إلى " التحريفية و أعداء الشعب و الطبقة العاملة " و إنتصبت محاكم " الثورة و الكتب المحنّطة"..."

" و هكذا نرى أنّ العبارات الطنانة عن تحجّر الفكر، و ما إلى ذلك ، تخفى وراءها عدم الإهتمام بتطوير الفكر النظري و العجز عن تطويره ".( لينين :"ما العمل؟ " ).

و الصراع على الجبهة النظرية غائب بارز فى وثائق المؤتمر التوحيدي فى حين أنّه قبل أكثر من قرن أعاد لينين للأذهان ما أفصح عنه إنجلز من تكامل الجبهات النضالية الثلاث النظرية و السياسية و الإقتصادية قائلا :

" ان انجلس لا يعترف بشكلين اثنين فى نضال الاشتراكية - الديمقراطية [ الشيوعية ] العظيم (سياسي و اقتصادي) ... بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظرى ." ( لينين " ما العمل؟ ").

و غني عن البيان أن من أشهر جمل لينين المعروفة هي " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " التى لخّص فيها حقيقة ما فتأت الوقائع التاريخية تأكّد صحّتها ، و ما إنفكّ تاريخ الصراع الطبقي يؤكّد أن ّ غياب النظرية الثورية يعنى عدم وجود حركة ثورية . قد توجد حركات إحتجاج و تمرّد لكنّها تظلّ عفوية و تظلّ البرجوازية قادرة على إستيعابها لأنّها لم تخرج عن نطاق إيديولوجية الطبقة أو الطبقات السائدة كما عبّر عن ذلك ماركس .

من الطبيعي أن تحتجّ الطبقات المضطهَدة و المشتغَلّة وأن تتمرّد و تنتفض على ما تعانيه بيد أنّه : " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي اللينيني الثوري، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها. "

( ماو تسى تونغ :" قوى العالم الثورية ، إتحدي و قاومي العدوان الإمبريالي" ( نوفمبر ، تشرين الثاني – 1948) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع. )

و هذا الحزب الثوري هو الذى سينقل الوعي الطبقي ، الوعي الشيوعي الثوري للبروليتاريا وكافة الطبقات المعنية بالثورة و من هناك ينتج شعبا ثوريّا يقوم بالثورة بقيادة هذا الحزب الشيوعي الطليعي . و هذه الحقيقة لا يستسيغها الحزب الموحّد الذى يسوّق لممارسة " ثورية " ( هي فى الواقع إصلاحية ) دون نظرية ثورية يعوّضها فى الواقع بأوهام ديمقراطية برجوازية . بمثالية ميتافيزيقية يسقط العلاقة الجدلية بين الممارسة الثورية و النظرية الثورية مثلما شرحها الرفيق ستالين فى " أسس اللينينية " :

" ان النظرية هي تجربة حركة العمال فى كل البلدان ، هي هذه التجربة مأخوذة بشكلها العام . و من الواضح أن النظرية تصبح دون غاية ، اذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ، كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى اذا لم تنر النظرية الثورية طريقه . الا أن النظرية يمكن أن تصبح قوة عظيمة لحركة العمال اذا هي تكونت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملى الثورى ، فهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة و قوة التوجه و إدراك الصلة الداخلية للحوادث الجارية ، وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملى على أن يفهم ليس فقط فى أي اتجاه و كيف تتحرك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أي اتجاه و كيف ينبغى أن تتحرك فى المستقبل القريب. "

و كلّ تهاون فى الصراع النظري هو تهاون فى النضال الشامل للبروليتاريا و فتح للباب على مصراعيه لإستمرار هيمنة الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة و بالتالى عرقلة لبناء حركة ثورية حقّا فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية حيث كما قال لينين فى " ما العمل؟ " ، رئيسيا و مع مراعاة وجود إيديولوجيات أخرى :

" إمّا إيديولوجيا برجوازية و إمّا إيديولوجية إشتراكية " .

و نخلص إلى أنّ هذا الحزب الموحّد ، الحزب الماركسي المزيّف يجري بصورة ملحوظة تحوير التعاليم الثورية العظيمة تبعا لروح التفاهة و ضيق الأفق الإصلاحي الديمقراطي البرجوازي.



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا ...
- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح ...
- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال ...
- فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط ...
- هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
- إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل ...
- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا ...
- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال ...
- من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز ...
- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال ...
- مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر ...
- جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
- العنف ماركسيا .
- إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل ...
- بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب - ...
- تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من ...
- الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !
- حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي ا ...


المزيد.....




- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-