أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .















المزيد.....


هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 20:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هوغو تشفيز و بؤس " اليسار " الإصلاحي .

" إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر ، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء " .
( ماو تسى تونغ " ربّ شرارة أحرقت سهلا " 5 يناير – كانون الثاني 1930، المؤلفات النختارة ، المجلّد الأوّل ؛ الصفحة 224 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي تونغ ).
مقدّمة :
أرسل لى مشكورا أحدهم مجموعة من وثائق صادرة عن بعض فرق " اليسار " التونسي متصلة بهوغو تشافيز و سألنى رأيى فيها . و نظرا لمدى أهمّية الموضوع من ناحية و إنكبابي على الإشتغال على موضوع آخر فى الوقت الحاضر ، أستجيب للطلب الملحّ و القضية الحارقة راهنا غير أنّه لن يسعنى هنا الآن إلاّ أن أصوغ جملة من الفقرات المقتضبة . و من يريد التعمّق أكثر عليه بما خطّه الماويوّن حول العالم متناولين تجربة هوغو تشافيز بالتحليل و النقد و لو أنّ معظم ما كتب من منظور بروليتاري غير متوفّر للأسف باللغة العربية .
1- من مواقف " اليسار " الإصلاحي :
ما من شكّ فى أنّ تجربة هوغو تشافيز إسترعت إنتباه عدد لا بأس به من التقدميين و الديمقراطيين و حتى الثوريين عبر العالم و يعزى ذلك إلى أنّ الرجل تمتّع بشعبية كبيرة نتيجة وعوده و بعض سياساته و إلى أنّه قد صدح بآراء غير معهودة من رئيس فينيزويلي تجاه الكيان الصهيوني و الإمبريالية الأمريكية و كذلك إلى أنّه تعرّض إلى محاولة إنقلاب فاشلة دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضدّه سنة 2002 . وقد تأثّر مناضلون و مناضلات " يساريون " بما روّج عن هذه التجربة إلى حدّ تحوّلهم أحيانا إلى أبواق دعاية هم ذاتهم لمشروع هوغو تشافيز . و قد تجلي هذا بكثير من الوضوح فى بيانات منظّمات و أحزاب " يسارية " فى المدّة الأخيرة عقب وفاة تشافيز فى 5 مارس 2013 ، ناعتينه بالزعيم الأممي و القائد الوطني و الثائر و الثوري و ما إلى ذلك .
و على سبيل المثال لا الحصر ، إليكم مقتطفات من بيان الجماعة الخوجية المتستّرة ، جماعة الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد ، التى عملنا جاهدين و لا نزال نعمل على فضح تحريفيتها – هي و غيرها من المجموعات – المعادية للشيوعية الثورية فى القطر .
ففى بيان بتاريخ 7 مارس 2013 يحمل عنوان " مات تشافيز لكنه حي فينا لن يموت " ( هكذا يبدون ملكيين أكثر من الملك ! بوليفاريين أكثر من البوليفاريين أنفسهم هؤلاء مدّعي الماركسية – اللينينية ! ) ، نعثر على :
- " رحل ... مخلفا اللوعة والحسرة والحزن في قلوب الفنزويليين و شعوب امريكا اللاتينية وكل الاحرار في العالم ." ( لاحظوا التعميم المثالي " كلّ الأحرار فى العالم " ! ).
- " كان تشافيز قائدا وطنيا وثوريا فذا ومقاوما عنيدا وشرسا للامبريالية والصهيونية و نصيرا للشعوب والامم المضطهدة و للقضايا العادلة " ( أيّها الخوجيون المتستّرون حلّلوا سياساته الإقتصادية و الإجتماعية و إثبتوا لنا ثوريته و مقاومته الشرسة للإمبريالية و ليس فقط للإمبريالية الأمريكية ، إن إستطعتم ! و لن تستطيعوا لأنّ الواقع سيسفّه أباطيلكم هذه وسيسخر منها ! ).
- " لقد مكن مسار الثورة البوليفارية التي قادها تشافيز الشعب الفنزويلي من التحكم في مصيره عبر ضمان سيادته الوطنية و السيطرة على مقدراته و موارده الطبيعية الحيوية وخاصة النفط والغاز والتي وجهت لخدمة الفقراء و البائسين من ابناء الشعب المضطهد الذين تمتعوا خلال 14 سنة من حكم تشافيز بالصحة والتعليم المجانيين كافضل ما يكون وتخفيض نسبة الفقر و البطالة الى ادنى درجاتها ليتمتع الفنزوليون بخيرات بلدهم وتحقق فنزويلا طفرة اقتصادية وتنمية غير مسبوقة بعد ان كان هذا البلد يرزح تحت الفقر و البؤس في ظل الحكومات العميلة السابقة "! ( عن أي ثورة تتحدّثون ؟ أين و متى وقعت ؟ لعلّكم على كوكب آخر ! " كأفضل ما يكون " ! هل نتحدّث عن فنزيولا تشافيز أم عن الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين ؟ لعلّكم أخطأتم البلد المقصود ! ).
- " لكنّ تشافيز لم يكتف بذلك بل اكسى الثورة البوليفارية بعدا أمميا وخطى اشواطا كبيرة على درب وحدة امريكا اللاتينية كطريق للتحرر النهائي من رقبة الاستعمار و الامبريالية " ( مرحى مرحى ، تشافيز أممي ! توحيد أمريكا اللاتينية حلم بوليفار القديم " طريق للتحرّر النهائي" [ هكذا النهائي! ] يكسي ال" ثورة " [ قالوا ] البوليفارية بعد " أمميّا " ! هذه ليست مفاهيما ماركسية – لينينية ، هذا ليس موقفا شيوعيّا. إنّنا نشهد أن لينين و ماركس من هذه التفاهات براء ، براء !).
إلى هذه الخزعبلات يؤدّى فقدان بوصلة النظرية الثورية . حقّا لا "حركة شيوعية ثورية دون ماوية !".
و ما تقدّم يثير بل يفرض علينا فرضا أسئلة جمّة على رأسها سؤالين إثنين فى منتهى الأهمية :
- هل درس الجماعة الذين يدعون الماركسية - اللينينية ، وهي منهم براء ، بالعمق اللازم هذه التجربة " البوليفارية " ليطلعوا علينا بهكذا مواقف تجافي الواقع الموضوعي ؟
- هل يدرك هؤلاء الدغمائيين التحريفيين الخوجيين كنه " البوليفارية " والفروق بينها و بين الماركسية ؟
2- لماذا تهلّل فرق " اليسار " الإصلاحي لهوغو تشافيز ؟
ببساطة تكمن الإجابة على هذا السؤال فى كون مواقف هذه الفرق و برامجها تتقاطع إلى هذا الحدّ أو ذاك مع مواقف تشافيز و برامجه . و إن كانت هذه المجموعات تدعي تبنّى الشيوعية و إن كان تشافيز صريحا فى تبنّيه البوليفارية التى لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بالشيوعية و إنّما هي فكر برجوازي وطني ، نعثر على عدّة أوجه تقاطع بين المواقف و البرامج و مردّ ذلك أنّ الفنيزولي و الإصلاحيين التونسيين من الإصلاحيّين ، لا من الثوريّين .
أ- التحوّل السلمي :
كيف بلغ تشافيز السلطة فى 1998 ؟ بلغها عبر الإنتخابات إثر إستفحال أزمة دولة الإستعمار الجديد هناك و إفتضاح فساد الحكّام و تصاعد الغضب الشعبي . و هذا الطريق " السلمي " "الديمقراطي البرجوازي " لل" تداول على السلطة " على حدّ تعبير الإصلاحيين ، هو ذات الطريق الذى تدعو إليه الآن مباشرة أو بصورة غير مباشرة تقريبا جميع الفرق الإصلاحية .
ب- عدم تحطيم الدولة الرجعية :
لم يستهدف تشافيز أصلا و أبدا الإطاحة بالدولة الرجعية ، دولة الإستعمار الجديد بجيشها و شرطتها و محاكمها و بيروقراطيتها إلخ و تعويضها بدولة جديدة ثورية . قبل بلوغ سدّة الحكم و الرئاسة لم يسعى إلى ذلك و عند بلوغه إياها كلّ ما قام به هو إدخال بعض الإصلاحات و ترميم الدولة التى فقدت الثقة الشعبية و الشرعية . وفى هذا أيضا يلتقى تشافيز مع الإصلاحيين الذين لا يرغبون فى أكثر من العمل على ترميم الدولة الرجعية القائمة مستبعدين تماما مثله الإطاحة بها و بناء دولة جديدة عوضا عنها ، دولة تخدم مصلحة تحالف العمّال و الفلاحين و الطبقات و الفئات الشعبية الأخرى وتمارس الديمقراطية فى صفوف الشعب و الدكتاتورية ضد أعداء الشعب.
ت- إنكار الطابع الطبقي للدولة :
لا تشافيز و لا إصلاحيينا يعترفان بالطابع الطبقي لدولة الإستعمار الجديد ؛ كلاهما يطبلان لحياد الدولة و كأنّها جهاز فوق الطبقات أو جهاز خارج المجتمع الطبقي و ليست جهاز قمع طبقة أو طبقات لطبقة أو طبقات أخرى . لذلك لم و لن يسعيا إلى الإطاحة بها و إنّما يقبلان بالعمل فى إطارها بغاية إستعمالها و ترميمها و إصلاحها لا غير .
ث- وطنية برجوازية لا تقطع مع الإمبريالية :
وطنية الإصلاحيين تشبه وطنية تشافيز بمعنى أنّها وطنية برجوازية لا تقطع كلّيا– و ليس من الوارد لديها أن تقطع تماما – مع النظام الإمبريالي العالمي حيث تكتفي بالقطع الجزئي و أحيانا المؤقت مع دولة إمبريالية أو أخرى و تقبل بالعمل فى إطار هذا النظام العالمي مع البحث عن شروط أفضل للتعامل معه و التموقع بحيث تحقّق شيئا من المكاسب فى هذا القطاع أو ذاك أو لهذه الفئة أو تلك .
ج – إشتراكية برجوازية :
و بطبيعة الحال إشتراكية تشافيز " إشتراكية القرن 21 " شأنها شأن إشتراكية إصلاحيينا لا تعدو أن تكون إشتراكية برجوازية فغايتها و أساليبها محدّدة بالنظام الإمبريالي العالمي التى ترغب فى التواجد ضمنه ، لا القطع معه . إنّ إشتراكية الإصلاحيين البرجوازية مهما وضعت عليها من مساحيق و مهما غيّروا تسميتها أو ألصقوها بهتانا بالماركسية نقيض للإشتراكية الماركسية الحقيقية بما هي مرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية تتميّز 1- إقتصاديا بكونها نمط / أسلوب إنتاج يهدف بإستمرار إلى تقليص " الحقّ البرجوازي " و معالجة التناقضات الكبرى بين العمل اليدوي و العمل الفكري ؛ و بين المدن و الأرياف ، و بين العمّال و الفلاحين ...قصد تجاوزها جميعا و تجاوز المجتمع الطبقي بأحزابه و دوله مع بلوغ الشيوعية عالميّا ، و 2- سياسيّا بسلطة البروليتاريا و ممارسة دكتاتورية / ديمقراطية البروليتاريا و ما تعنيه من ديمقراطية فى صفوف الشعب من جهة و دكتاتورية تجاه البرجوازية القديمة و الجديدة التى تنشأ فى ظلّ الإشتراكية بفعل تناقضات المجتمع الإشتراكي ذاته.
3- تجربة تشافيز " البوليفاري " إصلاحية و ليست ثورية :
أ- " اليسار " الإصلاحي و منهج التحليل المنافي للمادية الجدلية و المادية التاريخية :
بإختصار شديد لأنّ لا الوقت و لا المجال يسمحان بالتوسّع فى المسألة ، نلفت النظر إلى أنّ الخطّ التحريفي " لليسار " الإصلاحي يدفع متبنّيه ، إضافة إلى التنكّر للتحليل المادي للطبيعة الطبقية للدولة و الديمقراطية وما إلى ذلك، أوّلا ، إلى الإستخفاف بالمنهج الشيوعي فتصير تحليلاهم تعتمد المظاهر الخارجية لا الروابط الداخلية للأشياء لبلوغ الحقائق الأعمق و ثانيا، إلى إطلاق الأحكام دون دراسة الأشياء و الظواهر و السيرورات دراسة علمية مادية جدلية و ثالثا ، إلى إدارة الظهر إلى المصالح الطبقية وراء السياسات و الدعاية و التحريض .
فى قضية الحال مثلما فى الكثير من القضايا الأخرى ، يضرب تحريفيو " اليسار" الإصلاحي عرض الحائط بما علمنا إيّاه أبرز قادة البروليتاريا العالمية من ضرورة البحث و التقصّى و تحديد المصالح الطبقية ليس وراء السياسات فحسب بل وراء العبارات و المصطلحات أيضا :
- " إن المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلف الإنسان أي جهد ، لأنها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون أن يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع . أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتّم عليه أن يستند إلى اواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا ."
( ماو تسى تونغ ، مايو – أيار 1955 " ولاحظة على " المعلومات الخاصة بطغمة خوفنغ المعادية للثورة " ، الصفحة 223-224 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ).

- " لقد كان الناس و سيظلون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون ويخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير والبيانات والوعود الأخلاقية والدينية والسياسية والإجتماعية . فإن أنصار الإصلاحات والتحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كل مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء."
" مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " ) ( لينين ،
ب- هل قطعت فنزيولا تشافيز مع النظام الإمبريالي العالمي ؟ هل أنشأت إقتصادا مستقلاّ ؟
من ينكبّ على دراسة الإقتصاد الفنيزولي عن كثب يكتشف دون عناء أنّه لا يزال يعتمد على الإنتاج الواحد أي على النفط مثلما تعتمد كوبا على الإنتاج الواحد أي القصب السكّري . و هذا فى حدّ ذاته يشوّه البنية الإقتصادية و يجعل تطوّر قطاعات الإقتصاد تطوّرا غير متكافئ و غير متجانس و غير متكامل. أضف إلى ذلك أنّ فنيزيولا ظلّت تقوم بذات الدور الموكل لها فى التقسيم العالمي للعمل أي توفير المواد الأوّلية لا سيما النفط للسوق الإمبريالية العالمية .
و من هنا نستشفّ أنّه رغم جهود تشافيز للتقليص من تأثير الولايات المتحدة الأمريكية التى ، إلى حدود 2007 أي بعد زهاء العقد من مسكه للسلطة ، كان يبيعها أكثر من 60 بالمائة من نفط فنيزويلا ، و رغم سعيه لتنويع الشركاء بأمريكا اللاتينية و أوروبا و حتى بآسيا – و إن كانت تكلفة النقل باهضة – فإنّه لم يخرج عن بوتقة الدور الذى رسمته الإمبريالية لفنيزويلا فى النظام الإمبريالي العالمي شأنه فى ذلك شأن إيران التى تتشدّق بمعادات الإمبريالية عامة و الحال أنّها تبيع نفطها للقوى الإمبريالية الأوروبية و فى نهاية التحليل يربطان مصير البلدين بالسوق الإمبريالية العالمية ، و لا يقطعان معها . إذن حصلت تغيّرات كمية فى التعاطي مع تسويق النفط لكن لا وجود لقطيعة مع الإمبريالية و لا لإقتصاد مستقلّ .
ت- ما موقع الصناعة و الفلاحة فى مشروع تشافيز ؟
يستند مشروع " البوليفاري" أساسا و تقريبا كلّيا على القطاع النفطي (مع الغاز- والفحم الحجري ثانويّا ) و قد عوّل عليه فى مداخيل الدولة و ضخّ فيه و إستثمر الكثير من البترودولار من أجل أن يبقيه قطاعا منافسا عالميّا . إنّ هذا القطاع الذى يعمل وفق قوانين الرأسمالية للربح و المراكمة و المنافسة و الذى إستأثر بعناية كبيرة جدّا قطاع متطوّر نسبيّا إلاّ أنّه يشكو من المشاكل الآتي ذكرها :
1- يوجد قسط لا بأس به منه بين أيدي شركات أجنبية عالمية تابعة للبلدان الغربية .
2- يرتهن بتقلّبات أسعار سوق النفط العالمي .
3- يعتمد فى تطويره على إستثمارات محلّية لا سيما للدولة وأيضا على إستثمارات أجنبية و هو فى حاجة مستمرّة إلى التقنية التى توفّرها الإمبريالية الأمريكية على وجه الخصوص لأنّها هي المتقدّمة أكثر فى معالجة النفط الخام الفنيزويلي الثقيل و المنطوي على قدر من الكبريت.
وهو علاوة على ذلك ، ليس فى خدمة النهوض بالإقتصاد ككلّ بقدر ما هو يخلق فوارقا هائلة فى المجتمع من حيث الأجور التى يتقاضاها العاملون فيه نسبة لبقية الأجور فى القطاعات الأخرى و من حيث خلقه لبون شاسع بينه و بين تقريبا جميع القطاعات الأخرى التى عانت و لا تزال من التخلّف البيّن للعيان. و إلى هذا يضاف أنّ قطاع النفط القائم بالأساس على التقنية الحديثة المستوردة من البلدان الإمبريالية لا يشغّل عددا كبيرا من الفنزويليين .
أمّا الفلاحة فلم تنل من السياسات " البوليفارية " إلاّ النزر القليل وهي لم تشهد تغييرا نوعيّا . فبالرغم من الدعاية المضخّمة للإجراءات المتخذة فى هذا القطاع ، لم يتمتّع بإصلاح زراعي جزئي جدّا سوى 150 ألف فلاح و ظلّت اليد الطولي فى القطاع للملاكين العقاريين الكبار الذين يتحكّمون فى الأرض و ووسائل الإنتاج الأخرى و فى الإنتاج و التخزين و الترويج . و من أهمّ المؤشرات أنّ فنزويلا تستورد نسبة عالية جدّا من غذاء مواطنيها إذ هي تقتنى من السوق العالمية حوالي 70 بالمائة من حاجياتها الغذائية !
فعن أي تطوّر إقتصادي مستقلّ يتحدّثون ؟!!!
3- هل عالج تشافيز مشاكل إضطهاد الجماهير و إستغلالها ؟
لا ينبغى لأحد أن ينكر الخطوات التى خطاها " البوليفاري " سعيا لتقديم بعض الخدمات الصحّية و الغذائية للفقراء لكن هذا لم يطل جذور الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي حيث مثلا ظلتّ النساء تعاني من دوس حقّهنّ فى الإجهاض فى فنيزويلا و ظلّت أقلّيات من السكّان تعاني التهميش و الإقتلاع من أراضيها و ظلّ العمّال و الفلاحون ضحيّة إستغلال رأسمالي إمبريالي و كمبرادوري و إقطاعي فاحشين .
و بفعل الخيارات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتشافيز ساطع بقي التفاوت الجهوي مثلما ظلّ لافتا للنظر تكدّس السكّان فى المدن الكبرى لا سيما العاصمة ، فى مدن الصفيح و الأحياء القصديرية و ظلّ قطاع التجارة غير الرسمية أو الموازية ، من باعة متجوّلين و باعة على قارعة الطرقات يشغّل ما يناهز الأربعين بالمائة من اليد العاملة فى المدن .
لم يعمل تشافيز ذو المشروع " الوسطي " على مهاجمة أصحاب رؤوس الأموال و الضغوطات التى مارسها على الشركات الأجنبية عوّضها لها بطرق ملتوية كرفع نسبة الأرباح فى الشركات المشتركة مع الدولة إلخ و بالتالي حتى و إن أوجد أشكالا تنظيمية من مثل نوع من " مجالس المناطق " و " مجالس المواطنين " ...، فإنّ السلطة الإقتصادية الفعلية ظلّت بأيدي مالكي وسائل الإنتاج و المتحكّمين فى الترويج و التسويق و التشغيل و ظلّت الجماهير غريبة عن ممارسة السلطة السياسية و مسكها لمصيرها بيدها و حتى عندما أراد " البوليفاري " إدخال تعديلات دستورية عبر إستفتاء لم ينجح سنة 2007 ، فقد كانت غايته الحصول على مزيد السلطات كرئيس و الضغط على " الموالين للأمريكان " فى أجهزة الدولة ، لا أكثر .
إنّ " إشتراكية القرن 21 " البوليفارية الهلامية المضمون ليست سوى بعض التأميمات و الخدمات و الإعانات الوقتية لقسم من المعدمين تكبر و تصغر حسب ما تسمح به السوق العالمية و حاجيات الإنفاق على القطاع النفطي و تطويره لكي لا يتأخّر و يخسر المنافسة الرأسمالية عالميّا .
و هذا ليس بالأمر الغريب من أنظمة البترودولار التى تسير وفق القوانين الرأسمالية فلا إيران و نفطها و لا نيجيريا و ثرواتها النفطية و لا فنيزويلا و نفطها و غازها و فحمها الحجري يناهضون الرأسمالية و قوانينها . إنّها دول نفطية لها دور فى التقسيم الإمبريالي العالمي للعمل تقبل به ولا تبحث عن خدمة مصالح الجماهير الشعبية الآنية و البعيدة المدى و لا تسيّر الإقتصاد بإتجاه تلبية الحاجيات الأساسية للشعب ماديّا و فكريّا إلخ و لا تضع مخطّطات لذلك . و ليس بوسعها القيام بذلك إذ هي دول إستعمار جديد مرتبطة بألف خيط و خيط و هيكليّا بالنظام الإمبريالي العالمي و الرجعيات المحلّية .
4- لا بديل لتحرير المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات تحريرا وطنيّا ديمقراطيّا عن الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية و كجزء من الثورة البروليتاريةالعالمية :
أ- عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و مقتضياته :
فى هذا العصر بالذات ، فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات ، تبخّرت إمكانية قيام ثورة ديمقراطية على نمط الثورة الديمقراطية التى شهدتها أوروبا فى القرن 18و لا إمكانية بالتالي لتطوّر رأسمالي مستقلّ و قد شرحنا مطوّلا فى مقالات أخرى و مناسبات مضت الأسباب و التطوّر الرأسمالي الذى لا يزال ممكنا هو التطوّر الرأسمالي البيروقراطي / الكمبرادوري المرتبط عضويّا بالإمبريالية العالمية و المتحالف معها . إنّ الثورة الديمقراطية القديمة غدت مستحيلة و الحلّ الوحيد للتحرّر الوطني الديمقراطي هو الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية فالشيوعية . و نأكّد مجدّدا أنّه لا إمكانية للفصل بين مسألتي الثورة الديمقراطية الجديدة المتداخلتين . فالثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ثورة تحرّر وطني و ثورة إجتماعية فى آن معا . و واهم من يتصوّر إمكانية حصول الواحدة دون الأخرى فى عصرنا هذا .
مشروع تشافيز " الوسطي " تصوّر تحقيق التحرّر الوطني دون الثورة الإجتماعية ففشل . و مشاريع إصلاحيينا تصوّرت هي الأخرى تحقيق " المجتمع الديمقراطي " دون ثورة التحرّر الوطني وهي تمرّ من فشل لآخر و الوقائع تفنّد المرّة تلو المرّة تنظيراتهم و لكنهم لا يدركون الحقائق الموضوعية إذ أعماهم خطّهم الإصلاحي .
و واهم من يتصور نجاح ثورة التحرّر الوطني الديمقراطي / الديمقراطية الجديدة دون قيادة الطبقة العاملة و حزبها و نظريتها الثورية و منذ عقود سجّل ماو تسى تونغ هذه الحقيقة قائلا :
- " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة "
( الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ) .
- " إنّ الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلّب قيادة الطبقة العاملة ، لأنّها هي الطبقة الوحيدة النافذة البصيرة، و أكثر الطبقات إنكارا للذات، كما أنّها أكثر الطبقات حزما فى الثورة . و يبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أنّ الثورة تفشل إذا كانت بدون قيادة الطبقة العاملة و أنّها تنتصر إذا قادتها هذه الطبقة . و فى عصر الإمبريالية ، لا يمكن لأية طبقة أخرى ، فى أي بلد كان أن تقود أية ثورة إلى النصر ."
( ماو تسى تونغ ، " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " ،1949 ، صفحة 532-533 من المجلّد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية بيكين 1973 ) .
ب- المنارات الشيوعية تاريخيا و راهنا و مستقبلا :
يتغاضى التحريفيون بما هم ماركسيّون مزيفون لا يفرّقون بين الماركسية و الديمقراطية البرجوازية و بين الإشتراكية و الرأسمالية عن الدعاية للمنارات الشيوعية التاريخية – تجارب البروليتاريا العالمية فى الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين و فى الصين زمن ماو تسى تونغ – و يتجاهلونها كإرث ثوري بروليتاري كما يتجاهلون راهنا المنارات الشيوعية فى الهند و الفليبين و قبلهما فى النيبال و البيرو فى فترات معينة و الحروب الشعبية التى تخاض و السلطة الحمراء التى ترسى على كلّ شبر من الأرض المحرّرة و يتهافتون على إعلاء راية " البوليفارية " فى الوقت الذى يدعون فيه زورا و بهتانا لتضليل الجماهير و المناضلين و المناضلات أنّهم ماركسيون – لينينيون .
عالم آخر ممكن ، عالم آخر شيوعي ممكن ، عالم آخر يشهد مخاضا و قد يضع جنينه فى الهند أو فى الفليبين أو غيرها من البلدان التى تشهد فيها النضالات الثورية تقدّما بقيادة شيوعية ثورية ؛ بذور المستقبل ، المنارات الشيوعية المستقبلية ، يزرعها فى كوكبنا الشيوعيون الثوريون ، يسقيها و يرعاها و يفديها بتضحياتهم و دمائهم الماويون الحقيقيون عبر العالم و قريبا تنبت. وعوض أن يضع " اليساريون" هذه التجارب الثورية نصب أعينهم و يجعلوها محطّ أنظارهم يدرسونها و يستلهمون منها الدروس و يستخلصون منها العبر و يدعمونها بما أوتوا من جهد ، نلفي " اليساريين " الإصلاحيين يركّزون أنظارهم و أنظار الجماهير على التجارب الإصلاحية للبرجوازية الوطنية و البرجوازية الصغيرة الراديكالية . و لا غرابة فى ذلك فالطيور على أشكالها تقع و الإصلاحيون لأشكالهم يروّجون !
خاتمة :
واجب على الشيوعيين الثوريين الحقيقيين ، على الشيوعيين الماويين الحقيقيين بل من أوكد واجباتهم أن يفضحوا التحريفية بتلوناتها جميعها و أن يفضحوا الإصلاحية و التجارب البرجوازية . على الشيوعيين أن ينشروا الأفكار و المبادئ الشيوعية ، لا الأفكار و الأوهام البرجوازية .
لا جدال فى أنّه من واجب الشيوعيين النضال ضد أي تدخّل إمبريالي فى فنزويلا و غيرها من البلدان مدافعين بإستماتة عن مبدأ حقّ الشعوب فى تقرير مصيرها . إلاّ أنّه يترتّب عليهم نشر الحقائق الموضوعية و فى موضوع الحال نشر حقيقة المشروع " البوليفاري " لتشافيز و حدوده بما هو مشروع برجوازي رأسمالي وطني ، " وسطي " يلقى مساندة من البرجوازية الصغيرة الراديكالية و لا يقطع مع الإمبريالية و لا يعالج بالعمق المطلوب قضايا الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة و لا يمهّد للإشتراكية البروليتارية . مشروع تشافيز لا يرتقى حتى إلى شعار " أرض حرّية كرامة وطنية " فلا " أرض لمن يفلحها " و لا حرّية سياسية – كل معارضة يمينية أو يسارية تنعت بالعمالة لأمريكا - و لا تحرّر من الإمبريالية و قطع معها و لا كرامة وطنية حيث يرتهن الإقتصاد بتقلبات السوق الإمبريالية العالمية و الشعب يتغذي من وراء البحار . و مشروع " إشتراكية القرن 21 " أقرب ما تكون إلى إشتراكية برجوازية ، إلى إشتراكية الإشتراكيين الديمقراطيين فى أوروبا و إشتراكية القذافى و عبد الناصر !
وحدها الشيوعية الثورية ، وحدها الماركسية – اللينينية – الماوية ( علم الثورة البروليتارية العالمية ) قادرة على معالجة مشاكل كوكبنا و تحرير لا فقط العماّل و النساء بل تحرير الإنسانية جمعاء !



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
- إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل ...
- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا ...
- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال ...
- من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز ...
- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال ...
- مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر ...
- جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
- العنف ماركسيا .
- إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل ...
- بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب - ...
- تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من ...
- الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !
- حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي ا ...
- الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا م ...
- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأ ...
- لا فرق لدي البلشفي / الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة، بين الوه ...
- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف
- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .