أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري -الوطد-















المزيد.....



حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري -الوطد-


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 22:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!
( عدد 10 / سبتمبر 2012)


حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري -الوطد-

يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة. و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية-اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي-اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها

( ماو تسى تونغ ،" يا قوى العالم الثورية إتحدى و قاومي العدوان الإمبريالي" نوفمبر- تشرين الثاني -1948 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع.)

مقدّمة العدد العاشر :

الوطنيون الديمقراطيون - الوطد- مجموعة من المجموعات الوطنية الديمقراطية العديدة التى عرفتها الساحة السياسية فى تونس منذ السبعينات وقد تأسست تنظيميّا المجموعة الأمّ التى تفرّعت عنها مجموعات أخرى إلى جانب هذه المجموعة التى صارت تسمى نفسها بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد-، منذ أوائل التسعينات على قاعدة العداء للماوية جوهريّا وعلى المقولات العامة للطرح الوطني الديمقراطي و إعتمادا على عناصر نشطت فى القطاع الطلابي رئيسيّا قبل إلتحاقها بالساحة الشعبية فعكس عملها مستوى الوعي الإيديولوجي و السياسي لبعض قادتها فى الجامعة سابقا و إصطبغ نشاطها اساسا بخطّ نقابوي و تحالفات مع البيروقراطية لسنوات طوال.

فى مناسبات سابقة غصنا فى بعض وثائق مؤسسى الحزب الجديد قراءة و نقدا فى أعداد " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"و فى العدد الحالي الذى نفرده لهذا الحزب ، نواصل رصد أدبيّاته و نقدها قصد فضح تحريفية خطّه الإيديولوجي و السياسي و الدفاع عن الشيوعية الثورية و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية و نشره بما هو نظرية ثورية دونها لن توجد حركة ثورية على حدّ تعبير شهير للينين.

هل أنّ هذا الحزب الجديد يمثّل الشيوعية الثورية و يخدم مصالح البروليتاريا و الشعب أم لا ؟ هل يحمل مشروعا وينتهج دربا و يعتمد أسلوبا يؤدّون إلى الثورة الحقيقية من منظور بروليتاري أم لا ؟ هل ما يقوله عن نفسه و يكتبه حقيقة أم وهم و تضليل ؟ و بإختصار هل أنّ خطّه الإيديولوجي و السياسي صحيح أم خاطئ؟

ما يتطلّبه الواقع الموضوعي راهنا من جميع التنظيمات و الأحزاب التى تعتبر نفسها ثورية و تسعى جاهدة لتعميق الفرز الطبقي و السياسي و رفع الراية الحمراء و بناء أسس تشكيل قطب ثوري بوسعه التأثير و لو نسبيّا فى مجريات الصراع الطبقي الدائر فى القطر على الأقلّ هو نشر حقيقة طبيعة هذا الحزب وغيره من الأحزاب الإنتهازية و الرجعية و أهدافها.

و يتنزّل الكتيّب الذى نضع بين أيديكم فى إطار إضطلاعنا بواجبنا فى النضال على الجبهتين النظرية و السياسية لتسليح المناضلات و المناضلين الشيوعيين بعلم الشيوعية كيما يعتمدوه فى فهمهم للواقع و العمل على تغييره ثوريّا وفى رفع وعي جماهير الشعب لإيجاد حركة ثورية قادرة ، بقيادة حزب شيوعي ثوري وجب تأسيسه ، على إنجاز ثورة حقيقية لا وهمية ، ثورة ديمقراطية جديدة - وطنية ديمقراطية فإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية العالمية .

و يأتي هذا الكتيّب فى أجزاء ثلاثة عُني الأوّل منها بنقد الأربع وثائق الأولى الصادرة عن الحزب الجديد أمّا الجزء الثاني فأعدنا فيه نشر نصوص صغناها كقراءة لبياني " الوطد" فى 24 أفريل و فى غرّة ماي و كردّ على مقال أحد " الوطديين" تهجّم فيه تهجّما علينا و على الماوية. وفى الجزء الثالث ، توخّيا للمنهج العلمي و حتى لا نتّهم بتزوير وثائق "الوطد" أو تأويلها تأويلا مغرضا ، وثّقنا كافة النصوص موضوع نقدنا فى هذا العدد العاشر من نشريتنا لمن يرنو العودة إليها كلّما عنّ له ذلك وهو يدرس نقدنا لها.

الجزء الأوّل : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا مزيّفا آخر؟

مقدّمة :
1- طريق الثورة مجدّدا.

2-المثالية الذاتية و الأوهام البرجوازية الصغيرة :
القوى التى ستنجز " ثورة الوطد". أ-
- وهم ثورية جماهير شعبنا راهنا.ب
ت- المغالطات و المفاهيم المائعة.

3- الثورة الوطنية الديمقراطية والإشتراكية :
أ- الثورة الوطنية الديمقراطية وتناقضاتها.
ب- الأممية .
ت- الإشتراكية.

4- الحزب فى تنظير حزب "الوطد".
أ- حزب عمّالي أم حزب شيوعي؟
ب- الوعي و العفوية و دور الحزب.
ت- الحزب و الطبقة .

خاتمة :

الملاحق :
1- الديمقراطية القديمة البرجوازية و الديمقراطية الجديدة الماوية .
2- على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين وينشروا المبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية الصغيرة.
3- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!

الجزء الثاني : نقاش محتدم.

1- تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين" الوطد" فى ذكرى 24 أفريل.
2- رقصات الديك المذبوح : " البلاشفة " و " الوطد" .
ردّا على مقال " ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح.
ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين " الوطد" بمناسبة غرّة ماي 2012 -3

الجزء الثالث : وثائق "الوطد" التى إعتمدناها فى هذا العدد :

إما الاشتراكية وإما البربرية: 1- الوطنيون الديمقراطيون (الوطد) - في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية
2- ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح
3- في ذكرى غرة ماي التاريخية المجيدة : من أجل وحدة العمال العالمية في مواجهة رأس المال
4- البيان التأسيسي للحزب الوطني الاشتراكي الثوري - الوطد-

5- اللاّئحة السّياسية للحزب الوطني الاشتراكي الثوري - الوطد-

6- من أجل إنجاح عمل الجبهة الشعبية
7- النص الكامل للحديث الذي أدلى به الرفيق جمال لزهر لجريدة صوت الشعب والتي حذفت منه أجزاء هامة وغيرت في محتواه
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

الجزء الأوّل : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا مزيّفا آخر؟

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا مزيّفا آخر؟

لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة ، وهي تواصل النضال، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية.

( لينين: " الماركسية و النزعة التحريفية " ) .

التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية. إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية .و الذى يدعون إليه ليس بالخطّ الإشتراكي فى الواقع بل هو الخطّ الرأسمالي.

( ماو تسى تونغ ، مارس 1957)

إنّ مذهب ماركس لكلّي الجبروت لأنّه صحيح. وهو متناسق و كامل ، و يعطى الناس مفهوما منسجما عن العالم ، لا يتفق مع أي ضرب من الأوهام ، و مع أية رجعية ، و مع أي دفاع عن الطغيان البرجوازي.

( لينين:" مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة ".)

ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية –الديمقراطية [ الشيوعية ] الروسية لسنوات طويلة ، طويلة جدا.

( لينين " ما العمل؟ ").

يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة. و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية-اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي-اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها

( ماو تسى تونغ ،" يا قوى العالم الثورية إتحدى و قاومي العدوان الإمبريالي" نوفمبر- تشرين الثاني -1948 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع.)

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني).

" إنّ الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى"

( ماو تسى تونغ)

تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق .

( ماو تسى تونغ)

========================
مقدّمة :

لقد تميّز صيف 2012 فى تونس بعديد النشاطات الحزبية " اليسارية " من مؤتمرات و مجالس وطنية إلخ و قد سبق أن نشرنا على موقع الحوار المتمدّن تعليقا على حدث لافت للنظر هو تغيير حزب العمّال " الشيوعي " التونسي لإسمه إلى حزب العمال التونسي لا غير، حمل من العناويين " حزب العمال " الشيوعي " التونسي : سقط القناع عن القناع عن القناع " أردفناه بمقال آخر حاملا لذات العنوان مع إضافة رقم 2 ردا على نص لأحد أنصار هذا الحزب إنتقد فيه مقالنا الأوّل. و يهمّنا أن نواصل فى نفس سياق الدفاع عن الشيوعية الثورية و النضال ضد التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بالماركسية ، وفى هذه المناسبة ، متابعة نقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي" للوطنيين الديمقراطيين الوطد " الذين أعلنوا أواخر اوت عن تأسيس حزب سمّوه " الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد" ، بتفحّص بعض الوثائق الأخيرة الصادرة عن هذا الحزب الجديد ما بين أوت و الأسبوع الثاني من سبتمبر ، لا سيما منها " البيان التأسيسي ".

I- طريق الثورة مجدّدا:

قبل بضعة أيام من إعلان تأسيس هذا الحزب ، كنّا توجهنا إلى " الوطد" مؤسسي هذا الحزب ، على صفحات الحوار المتمدّن ، بسلسلة جديدة من الأسئلة التى لا بدّ من توضيحها و كانت تخصّ هذه المرّة ، فى إرتباط بمسألة ستالين ، مسائل : كيف تمّت إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ونقاط قوّة و نقاط ضعف التجربة الإشتراكية الأولى و أيضا طريق الثورة التى يتطلّع "الوطد" إلى إنجازها . و كالعادة ، لم نتلقى إلى لحظة صياغة هذا المقال أية إجابة مباشرة فى نصّ مفرد للغرض بما يفيد شيئين إثنين هما تهرّب هؤلاء من النقاش العلمي الجدّي للتجربة الإشتراكية للبروليتريا العالمية و لقضايا النضال الثوري و الثورة الشيوعية الحيوية ؛ و مضيهم فى تعويم المسائل لمقاصد لا يمكن أن تكون إلاّ إنتهازية بشكل أو آخر.

وفى أهمّ وثيقة من الوثائق الصادرة عن الحزب الجديد فى المدّة الأخيرة ، "البيان التأسيسي"، رغم تكرار قد يبعث على الملل لنعت " الثوري " ، لا أثر لمعالجة مسألة "طريق الثورة " لا من قريب و لا من بعيد. و أسعفتنا " اللائحة السياسية " للحزب بصفة غير مباشرة بما يعتبر رؤيتهم لطريق الثورة أو شيوعيّا طريق القيام بالثورة و إفتكاك السلطة و تحطيم الدولة القديمة و إنشاء دولة جديدة بقيادة البروليتاريا و حزبها الشيوعي الطليعي .

فى هذه اللائحة يتمادي أصحاب الحزب الجديد ( "الوطد" الجديد الذى يعوّض "الوطد" الذى فات – ما يذكّرنا بأغنية للشيخ إمام بهذا الصدد ) فى نشر الوهم البرجوازي الصغير ل " تحويل الإنتفاضة إلى ثورة إجتماعية تهدف إلى تحقيقي التحرّر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و إرساء الجمهورية الشعبية الثورية " فى الفترة الراهنة من تطوّر الصراع الطبقي فى تونس. و من هنا نلمس أنّ طريق الثورة حسب الجماعة هو الإنتفاضة وهو بوضوح ليس طريق حرب الشعب أو حرب الشعب الطويلة الأمد.

مع تنكّر الجماعة المدعية الماركسية لتعريف لينين للوضع الثوري بعناصره الثلاثة من الأزمة العامة التى تجعل الطبقات الحاكمة غير قادرة على مواصلة الحكم بالطريقة القديمة و تجعل الطبقات الشعبية غير قابلة لتواصل الوضع و تتحرّك من أجل تغييره و العنصر المحوري و الجوهري و المحدّد رئيسيا فى إنجاز الثورة فى هذا الوضع الثوري هو وجود حزب شيوعي طليعي ثوري حقّا يملك القوّة و البرنامج و التصميم على قيادة المخاض الجماهيري نحو تحطيم الدولة القديمة و إنشاء دولة جديدة . كلّ هذا يتجاهله الجماعة و بمثالية يتصورون إمكانية تحويل الإنتفاضة إلى ثورة فى وضع ليس بالوضع الثوري و فى غياب حزب ثوري له من الميزات ما يخوّل له قيادة العملية الثورية و أيضا ، و هذا منهم مثالية أخرى ، يتنكّرون للأطروحات التاريخية للوطنيين الديمقراطيين الذين دافعوا عن حرب الشعب طريقا للثورة الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و اشباه المستعمرات و ليس طريق الإنتفاضة المسلحة المتبوعة بحرب أهلية فى بلد راسمالي إمبريالي مثل روسيا زمن الثورة البلشفية.

و نأكّد أنّ الإنتفاضة التى يتحدّثون عنها لا صلة لها بالعنف الثوري . إنّها ليست إنتفاضة مسلّحة و هم لا ينبسون ببنت شفة عن العنف الثوري و عن تحطيم الدولة القديمة و عمادها الجيش ، دولة الإستعمار الجديد. عمدا عامدين يغيبون مسألة العنف الثوري فى بيانهم التأسيسي فالإنتفاضة المرجوّة التى تتحوّل إلى ثورة ستكون سلمية إذ أنّ جمال لزهر فى حوار أجرته معه جريدة "صوت الشعب" ( و نعتمد النسخة التى روّجها "الوطد" على النات بعنوان " النصّ الكامل للحديث الذى أدلى به الرفيق جمال لزهر لجريدة "صوت الشعب" و التى حذفت منه أجزاء هامة و غيرت محتواه")، متحدّثا عن الجبهة الشعبية ، دعاها إلى الإعتماد " فى نضالها من أجل السلطة الشعبية على النهج الثوري الذى جعل منه الشعب خياره الأوّل و الأخير فى إسقاط نظام بن علي و زبانيته ". و ما هو هذا " النهج الثوري " ؟ يوضّح فيقول :
" فالشعب منذ 17 ديسمبر 2010 أعطى و ما زال ل "قادت"ه ممن يدعون الثورية دروسا فى النضال الثوري حول كيفية تحقيق مطالبه و تنظيم صفوفه و إختيار ممثليه ، و تدخل فى هذا الصدد المظاهرات والإعتصامات و الإضرابات وغيرها ".

بغض النظر عن وهم " النضال الثوري" و عن التنظير للعفوية و إختيار ممثليه " ( للمجلس التأسيسي مثلا !!!) ، و كون أشكال النضال هذه ليست بالمرّة جديدة أو مستحدثة بل هي معتمدة لقرون الآن فى النضالات عامة بالقطر، نلاحظ أنّ العنف الثوري ممنوع الحضور ، شخص غير مرغوب فيه فى كلام الناطق الرسمي و أنّ " طريق الثورة " ( و "النهج الثوري" ) مثلما علمه إياه الشعب هو فى الأساس " المظاهرات و الإعتصامات و الإضرابات و غيرها ".

و قد كتبنا فى العدد السادس من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" :
" إنّ " اليسار" الماركسي فى غالبيته يسار إنتهازي إصلاحي يرغب فى النشاط السياسي ضمن إطار دولة الإستعمار الجديد بينما أحد الدروس التى إستخلصتها الماركسية من كمونة باريس هي :" تتلخّص فكرة ماركس فى أنّ واجب الطبقة العاملة هو تحطيم " آلة الدولة الجاهزة" و كسرها ، لا الإكتفاء بمجرّد الإستيلاء عليها". ( لينين " الدولة و الثورة " ، الصفحة 39.)

إنّ الجماعة "الوطديون" يطرحون " ثورة " و " نهجا ثوريّا " و هلمجرّا ، وسيلهم فى ذلك المظاهرات و الإعتصامات و الإضرابات ؛ يطرحون هذا و يدعون أنّهم ماركسيون و حتى ماركسيون- لينينيون! أين هو أرقى أشكال النضال ، النضال المسلّح ؟ أين هؤلاء من ماركس الذى إستخلص درسا لا أوضح منه من كمونة باريس ألا وهو ضرورة تحطيم جهاز الدولة القديمة ، لا تحسينه و إصلاحه ( لينين "الدولة و الثورة ") ؟ و أين هؤلاء من إنجلز و ترسيخه لحقيقة دور العنف فى التاريخ ؟ و أين هؤلاء من لينين و ستالين و تنظيرهما و ممارستهما للإنتفاضة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و لحرب الشعب فى أشباه المستعمرات ؟ و أين هؤلاء أعداء الماوية من الحقيقة التى لخّصها ماو تسى تونغ :

" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. و هذا المبدأ الماركسي- اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء " ( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني).

حزب "الوطد" مثلما نلمس لمس اليد و بالدليل القاطع و البرهان الساطع من دعاة الطريق السلمي للثورة شأنه فى ذلك شأن حزب العمال و الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و كذلك شأن الخروتشوفيين و تفريخاتهم . إلى هذا أوصلهم طعنهم فى ماو تسى تونغ و فى الماركسية - اللينينة من ورائه.

II- المثالية الذاتية و الأوهام البرجوازية الصغيرة :

تزخر وثائق حزب "الوطد" التى ننقد بالأمثلة المسجلة لغرق هذه الجماعة فى المثالية و فى الأوهام البرجوازية الصغيرة هي التى تدعى زورا التمسّك بالمادية الجدلية.

1- القوى التى ستنجز " ثورة الوطد":

رغم لغو " الوطد" بشأن " الجبهة الوطنية " و "التحرّر الوطني الديمقراطي " ، نراهم عمليّا يكرّسون " تحويل الإنتفاضة إلى ثورة " بالإعتماد على " الجبهة الشعبية " المنخرطين فيها. فقد ورد على لسان جمال لزهر أنّ " الجبهة بعد تأسيسها و إنطلاق عملها مطالبة بعدم التخلّى عن هدفها النهائي المتمثل فى تحقيق أهداف الإنتفاضة كاملة و إرساء سلطة الشعب. و هذا يقتضى من مكوناتها التمسّك بها جبهة سياسية تناضل من أجل بديل سياسي و إقتصادي و إجتماعي يخدم الجماهير الشعبية الكادحة و يقطع نهائيّا مع نظام العمالة و الإستبداد و الفساد".

هذه الجبهة هي التى ستقطع " نهائيّا " مع " نظام العمالة و الإستبداد و الفساد" وهي التى سترسي"سلطة الشعب " وهي التى ستحقّق ( مثلما ورد فى فقرة لاحقة من الحوار إياه )" هدف الإنتفاضة النهائي المتمثّل فى التحرّر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي " ( التسطير مضاف).

قد تعلو وجه البعض علامة إستفهام ، لكن الشيء من مأتاه لا يستغرب فالجماعة هنا لا يخلقون مثلما فعل آخرون وهم مرحلة أطلقوا عليها ثورة ديمقراطية أو ثورة ديمقراطية إجتماعية إلخ بل يقومون بنحت وهم تحويل القوى الإصلاحية إلى قوى ثورية و إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية - الديمقراطية الجديدة على أيدى قوى إصلاحية تنتهج " السياسة الإنتخابوية " (حسب كلمات لجمال لزهر ذاته)!!!

وجلي حينئذ أن حزب " الوطد" يعتبر أن هذه الجبهة هي التى ستنجز " ثورة الوطد" ( لا الثورة الوطنية الديمقراطية الحقيقية - الديمقراطية الجديد بقيادة الحزب الشيوعي كأحد الأسلحة السحرية الثلاثة و السلاحان الآخران هما الجيش الشعبي و الجبهة الوطنية و كلاهما تحت قيادة الحزب الشيوعي) و س" تحوّل الإنتفاضة إلى ثورة ". فهنيئا لهم بوهمهم هذا ، بأمنياتهم التى يسقطونها على الواقع إسقاطا ، هنيئا لهم بثورة ينجزها إصلاحيون و إنتهازيون!!!

و حينما ذكّر بعض " الوطديين " بإنتهازية و إصلاحية أطراف و أشخاص ضمن هذه الجبهة بماذا عالجتهم قيادة هذا الحزب ؟ عالجتهم بحقنة من الإرهاب الفكري قاطعة بأنّ " الدخول فى نقاشات عقيمة لا تقدّم فى شيء و لا يمكن أن تخدم إلاّ أعداء الجبهة من الرجعية الدينية و الليبرالية " و " قيادة الحزب هي الوحيدة المؤهّلة للإشارة لأي إخلال أو الوقوف ..." ( "من أجل إنجاح عمل الجبهة الشعبية ").

متى كان النقاش و كشف الحقائق التى هي وحدها الثورية حسب لينين " لا يقدم فى شيء" و شيئا " عقيما " فى حين أن الماركسية نقدية أو لا تكون و الحياة و الحركة و النموّ صراع و الصراع مطلق و الوحدة نسبية ؟ و متى كانت "الإشارة للإخلالات..." تلطّخ وجه من يناقش فيستحيل "خادما للأعداء" ؟ و متى كانت " الإشارة للإخلالات..." تصادرها قيادة الحزب و تصادر معها رأي الهياكل الوسطى و القاعدية و الأفراد فى حزب يدعى الماركسية ؟

حتى فى وضع حرب أهلية كانت النقاشات محتدمة داخل الحزب البلشفي و أمّا القرارات الرسمية الملزمة للحزب فكانت تتخذها هياكل الحزب المعنية مع إحترام الأقلية وفسح المجال لها بالتعبير عن آرائها. و الماويون الذين يتبنون المركزية الديمقراطية ، يحترمون المركزية و الديمقراطية و العلاقة الجدلية بينهما و خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى 1966 – 1976 ، دفاعا عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح شاركت الجماهير بدعوة من ماو ذاته فى نقد كافة مستويات هياكل الحزب وصولا إلى بعض قادته من أتباع الطريق الرأسمالي . فأين الثرى من الثريّا !

جماعة حزب " الوطد" لا يتمثّلون المركزية الديمقراطية و كذلك العمل الجبهوي من وجهة نظر بروليتارية كما عبّر عنها ماو تسي تونغ من إستقلالية البروليتاريا السياسية و التنظيمية و من خطإ " كلّ شيء عبر الجبهة " إلخ و من العسير عليهم و قد إلتحقوا بالإصلاحية منذ عقود الآن أن يتمثّلوا أنّ فى المستعمرات تحتاج الثورة إلى :

" حزب قوي النظام مسلّح بالنظرية الماركسية- اللينينية ، يستخدم أسلوب النقد الذاتي و يرتبط بجماهير الشعب، و جيش يقوده مثل هذا الحزب ، وجبهة متحدة تضمّ مختلف الطبقات الثورية و الجماعات الثورية و يقودها مثل هذا الحزب- هذه هي الأسلحة الرئيسية الثلاثة التى ننتصر بها على العدوّ".
( ماو تسى تونغ " الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " 30 يونيو – حزيران 1949، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع.)

2- وهم ثورية جماهير شعبنا راهنا :

لقد إنطلقت الإنتفاضة فى تونس مطلبية و عفوية و ظلّت فى الأساس و رئيسيا كذلك. و كان المطلب المحوري هو الشغل. وحتى حين رفع شعار " إسقاط النظام" لم يكن عاما و لم يكن المقصود به تحطيم دولة الإستعمار الجديد برمّتها و إنّما قصد به بن علي و زمرته ، رأس الدولة و ليس الدولة برمتها ؛ و مطلب المجلس التأسيسي لم يصبغ الإنتفاضة بالثورية بمعنى بناء جهاز تشريعي لدولة جديدة على أنقاض الدولة القديمة بجيشها و شرطتها و مؤسساتها إذ ظلّ غالبية المنتفضين وحتى وطنيون ديمقراطيون آخرون ( الحركة و حزب العمل سابقا) يشيدون بالجيش عماد دولة الإستعمار الجديد و الأطراف التى تدعى الثورية و منها "الوطد" لم ترفع شعار تحطيم الدولة القديمة و الجيش النظامي و إنشاء دولة جديدة تماما . و نذكّر من تكون قد خانته الذاكرة أو نسي أو تناسي أنّ " الوطد" و بالوثائق ظلّوا يلهثون بإعتبار ما تمّ فى تونس " ثورة " إلى أن تصدى لم الماويون فأخذ بعضهم يستعمل الكلمتين معا على حدّ السواء ثمّ مع تطوّر الأحداث ، بات من كان لا يفرّق بين الثورة و الإنتفاضة من أبطال التأكيد على توصيف ما جدّ بالقطر على أنّه إنتفاضة.

و من الأكيد أنّ الطابع العفوي هو الذى طغى على الإنتفاضة فى غالبية الجهات و فى "البيان التأسيسي للحزب الوطني الإشتراكية الثوري - الوطد" كتب الجماعة : " الإنتفاضة لم تتحوّل إلى ثورة إجتماعية قادرة على إسقاط نظام الإئلاف... بحكم إفتقادها للقيادة العمالية الثورية ..." فيعترفون بحقيقة غياب " القيادة العمالية الثورية " و مع ذلك على طول وثائقهم و عرضها لا تكفّ آلة أوهامهم البرجوازية الصغيرة عن الحديث عن " الوعي السياسي الثوري للجماهير الشعبية" " و عن " الزخم النضالي الجماهيري الثوري " و عن " تطوير أشكال النضال الثوري" و " نضال الجماهير الشعبية الثوري الهادف إلى التغيير الفعلي للنظام القائم" و " النضال الثوري الجماهيري" و "المنهج الثوري " و "المسار الثوري" و حتى " المعسكر الثوري".

و تبلغ الهلوسة بجمال لزهر حدّ أن يصرّح كما مرّ بنا أعلاه ، " فالشعب ...أعطى و ما يزال ل "قادت"ه ممن يدعون الثورية دروسا فى النضال الثوري...".

و مثال آخر لبث الجماعة للأوهام حول مدى الوعي لدى الجماهير الشعبية جملة لجمال لزهر : " فالشعب لن يصوّت فى الإنتخابات إلاّ للذين تأكّد بتجربته الخاصة من أنّهم كانوا فى مقدّمة المدافعين عنه فى المعارك الميدانية اليومية ". و لعلّكم قلتم فى نفسكم ، بديهيّا هذا التعميم غير صحيح بل وهم تكذّبه الوقائع الملموسة فالشعب فى 23 أكتوبر 2011 صوّت لمن تعرفون و الغالبية الساحقة من الذين كانوا فى مقدمة المدافعين عنه فى المعارك اليومية لم يصوّت لهم و لم يترشّحوا للمجلس التأسيسي و الأمثلة كثيرة جدّا. إنّ النزعة المثالية المتغلغلة فى تفكير الجماعة تدفعهم إلى التعميم الخاطئ و تمنعهم من تحليل الشعب بطبقاته و فئاته و تفاوت الوعي السياسي الطبقي بينها و فى مختلف الجهات إلخ أي أنّهم يلقون عرض الحائط بالتحليل الملموس للواقع الملموس و يسبحون بإسم المثالية التى قال عنها ماو تسى تونغ:

"إنّ المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلّف الإنسان أي جهد، لأنها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون ان يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع. أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلّف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتم عليه أن يستند إلى الواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا " ( ماو تسى تونغ – مايو – آيار 1955 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 224)

مجمل قول " الوطديين "هو أنّ شعبا يفتقد إلى " قيادة عمالية ثورية " يخلق أشكال نضال ثورية و يعطى دروسا فى النضال الثوري ...هذا أوّلا وهم و ليس واقعا ، وهذا ثانيا طمس للحقيقة و إحلال المثالية الذاتية محلّها و ثالثا ، طعن فى لينين و اللينينية و " ما العمل؟ " و دور الحزب الشيوعي الطليعي و الوعي و نقله إلى الحركة العمالية و الجماهيرية من قبل الحزب الشيوعي الثوري ... الجماعة من عبدة العفوية و هذه سمة ملازمة لهم منذ عقود و لهذا أسّسوا الحزب الجديد ليتلقّوا "دروسا فى النضال الثوري " من الشعب؟

و بالتالى لا هم ماديون جدليون و لا هم ماركسيون- لينينيون كما يدعون ، هم من المتذيلين لعفوية الجماهير لا غير. و الحركة العفوية فى نهاية المطاف و عاجلا ام آجلا تقع تحت راية الطبقات الحاكمة فالفكر السائد هو فكر الطبقات السائدة كما علّمنا ماركس و إن لم يقع بثّ الوعي السياسي - الطبقي الشيوعي فيها ، ببساطة لن تكتسب الجماهير عفويا العلم ،علم الثورة البروليتارية العالمية و الحزب الشيوعي الثوري هو الذى يزرع فيها هذا العلم و يسلحها به و يقودها فى الثورة الواعية تمام الوعي و فى صناعة التاريخ و التقدّم صوب الغاية الأسمى ، المجتمع الشيوعي العالمي. بإختصار لا حركة ثورية دون نظرية ثورية ( لينين) و إنطلاقا من واقع الحركة الشيوعية فى القطر و عربيّا و مساهمة فى رفع راية الشيوعية الثورية ، الشيوعية الحقيقية ضد التحريفية كفكر برجوازي تصدر نشريتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة!".

3- المغالطات و المفاهيم المائعة :

عطفا على ما سبق نقول إن الأوهام البرجوازية الصغيرة ليست مجرّد أوهام يمكن تقبّلها أو السكوت عليها بل هي أوهام ضارة و شديدة الضرر لمن يتوق إلى تغيير العالم من أجل تغييره تغييرا ثوريّا إذ أنّ الأوهام تغالط و تضلّل و من واجب الشيوعيين و الشيوعيات المطبّقين لعلم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية أن يلتزموا بالمادية الجدلية لا السباحة فى بحر الأوهام فالتحليل الملموس للواقع الملموس هو الذى يكشف لنا الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب لينين و حسب ماو كلّ الحقائق تخدم مصلحة الشعب .

أبهرنا نور الكذب الساطع لحزب "الوطد" حينما صرّح " لقد كان نضال " الوطد" ضد الإمبريالية و النظام العميل دائما مبدئيّا وثابتا ومنحازا للطبقة العاملة و عموم الكادحين" فذهلنا للحظة ثمّ تذكّرنا حلقات من مسلسل "الوطد" لمّا كان يتمرّغ فى أوحال البيروقراطية النقابية و الخطّ الإنتهازي اليميني – حسب توصيفهم هم – مهيمن و يقودهم و يتاجر بالمناضلين و المناضلات و بمصالح العمّال إلخ ممّا وثّقته كتاباتهم هم ذاتهم .كمثاليين ينكرون حتى تاريخهم وواقعهم قصد تلميع صورتهم و مغالطة أنفسهم و أنصارهم و من يصدّق كذبهم!

و تحمل جملة " الزخم النضالي الجماهيري الثوري .... الجماهير الشعبية و فى مقدّمتها الطبقة العاملة و قواها الثورية المناضلة " إضافة إلى وهم " النضال الجماهيري الثوري" عدم تحديد لمن هي " قواها الثورية " ( يذكّرنا بعدم تحديد الجماعة فى "البيان" لما هي " المهمّة التاريخية " للوطنيين الديمقراطيين) و مغالطة جعل الطبقة العاملة فى مقدّمة الجماهير الشعبية و الواقع نطق و ينطق بغير ذلك . فقد إلتحقت فئات و نسبيّا و بصورة متأخّرة بالإنتفاضة و لم ترفع شعرات بروليتارية ثورية بل رفعت شعرات مطلبية إصلاحية فى غالبيتها . و هذا الوهم ضار إلى أبعد حدّ فالجماعة تربّى أتباعها و انصارها و من يصلهم أدبها على منهج فظيع ، يدرّبونهم على إسقاط أوهامهم على الواقع وقولبته وفق القالب الذى أعدّوه له سلفا لكن الواقع يستعصى على ذلك و يأبى إغتصابه. هذا وجه من أوجه الضرر و الوجه الآخر هو إنكار المسؤوليات الملقاة على عاتق الشيوعيات و الشيوعيين الحقيقيين فى نشر علم الثورة و النضال على الجبهة النظرية كواحدة من الجبهات الثلاث ( الجبهة النظرية إلى جانب الإقتصادية و السياسية ) التى أكّد عليها لينين و من قبله إنجلز ( "ما العمل؟ " ) .

و لا يكتفى حزب " الوطد" برؤية ما هو ثوري حيث لا يوجد فى القطر بل يسحب منهجه المثالي ليشمل حتى الوطن العربي فيحيل على قوى ثورية فى فلسطين و العراق لا يعيّنونها و الحال أنه لا أثر لها فى الواقع الملموس و حتى الجبهة الشعبية و الجبهة الديمقراطية لا تعدّان ماركسية- لينينية ثورية إلاّ لدي من يجهل برامجها و أساليب عملها و تحالفاتها إلخ. و بما أنّ الماويين فى العراق يرفعون السلاح فى وجه الإمبريلية و الرجعية و الجماعة لا يعتبرونهم ثوريين فمن حقّنا أن نطالب هؤلاء " الوطديين" بتحديد و تشخيص هذه القوى الثورية التى يتحدّثون عنها تحديدا دقيقا فتتضح لنا و لهم و للجماهير الأمور و لكن لا نظّنهم فاعلين ذلك لأنّه لا وجود لهذه القوى الثورية بالمعايير الشيوعية عدا الماويين.

و لم يخجل هؤلاء مدّعى تبنّى " الإشتراكية العلمية " من اللجوء إلى مصطلحات مائعة ، غير صارمة منهجيّا وفى النهاية برجوازية من مثل " نظام الأغنياء" و " العيش الكريم" . وفى " البيان التأسيسي" يستخدمون " الإئتلاف الطبقي الرجعي العميل" دون تحديد الطبقات الإجتماعية المقصودة أي دون تحديد الأعداء طبقيّا و لعلّ ذلك ناجم عن خلافات داخلية أدّت إلى صيغة توافقية تعميمية ستحاول لاحقا قيادة الحزب فى " من أجل إنجاح عمل الجبهة الشعبية " تدارك الأمر و تخطّيها بعد المؤتمر و فرض نظرة معينة فتضع بين قوسين ( البرجوازية الكمبرادورية و الإقطاع ) .

و فى السياق ذاته ، نشير إلى أنّ الجماعة فقدت الصرامة العلمية تماما فلم تجرأ على إستعمال مصطلح "البرجوازية الوطنية " و لجأت لخلافات داخلية بالتأكيد ، إلى المداورة و صيغة مائعة " البرجوازية المحلية المتضرّرة من الإمبريالية " .و إلى ذلك ، نضيف أنّ " الوطديين" مهتزّون فى تكوينهم الفكري و فى الخطّ الناظم لكتاباتهم ففى " البيان " نقرأ لهم الإستغلال الطبقي و الإضطهاد الإمبريالي" وفى " اللائحة السياسية " عوض " الإضطهاد الإمبريالي " نقرأ "الإضطهاد القومي ". و ينطلق " البيان" بالحديث عن إنتفاضة منذ 17 ديسمبر لينقلب على ذلك لاحقا معتبرا إياها إنتفاضة 14 جانفي و الغاية على ما يبدو إرضاء جميع "الوطديين"!

III- الثورة الوطنية الديمقراطية والإشتراكية :

بهذا الصدد أيضا يخبطون خبط عشواء !

1- الثورة الوطنية الديمقراطية و تناقضاتها :

فى " البيان التأسيسي " ، نجد إشارة إلى " التحرّر الوطني الديمقراطي" و لكن أوّل ما يلاحظ عند قراءة هذا البيان هو إهمال المسألة الديمقراطية إهمالا بيّنا بمضمونها الأبرز المعادي لشبه الإقطاعية فى البنية التحتية و الفوقية و المعادي لدونية المرأة و لقمع الحريات العامة و الفردية أو بصيغة أخرى النضال من أجل تحقيق الإصلاح الزراعي و الحقوق الديمقراطية للنساء و الحريات العامة و الفردية. هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية يجرى طمس من هم أعداء هذه الثورة حيث يتمّ الحديث عن " إئتلاف طبقي حاكم " دون تحديد الطبقات المعنية وفى " اللائحة السياسية " ينقدون الإستغلال الطبقي و الإضطهاد القومي و يتناسون الإضطهاد الجندري الذى تتعرّض له النساء وهو أمر من مأتاه لا يستغرب حيث لا يهتمّ "الجماعة " كثيرا بجبهة تحرير النساء بل يدمجون المسألة و يعوّمونها و يغطّونها بالكلام عن المسائل الأهمّ الوطنية و الديمقراطية وعن الصراع الطبقي ،علما و أنّ نصوصا سابقة لل"وطد" تعتبر أنّ الإشتراكية تحرّر المرأة تحريرا تاما بينما هذا لا يعدو أن يكون وهما آخر من عندياتهم و الواقع يبيّن أنّ الإشتراكية تمهّد لهذا التحرير - و تقطع خطوات فى طريق تحقيقه- الذى يمكن أن يشهد تراجعا مع إعادة تركيز الرأسمالية. و يدافع الماويون عن الموقف الشيوعي الصحيح القائل بأنّ لا تحرير للنساء إلاّ بتحرير الإنسانية جمعاء و لا تحرير للإنسانية جمعاء إلاّ بتحرير النساء من كافة أنواع الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري و بأنّ لا ثورة شعبية حقيقية دون مشاركة قوية للنساء و ينادون بإطلاق العنان لغضب النساء من أجل الثورة .

و من ناحية ثالثة ، ولننتبه جيّدا هنا ، لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية ، يكتب حزب "الوطد"، لا بدّ من " الجبهة الوطنية المعادية للإمبريالية و أداتها الصهيونية ووكلائها " و " "التحرّر الوطني الفعلي" و "الحركات الوطنية التحريرية فى العالم" ؛ فتتلاشى " الديمقراطية "التى تبتلعها "الوطنية " . و لا غرابة فى ذلك من أناس لا يرون من تناقضات الثورة الوطنية الديمقراطية إلا تناقضا أساسيّا واحدا يجعلونه التناقض الرئيسي بين الإمبريالية و الشعب و يسقطون التناقض الأساسي الآخر بين شبه الإقطاعية و خاصة جمهور الفلاحين لا سيما منهم الفقراء و المتوسّطين. إن كان هناك تناقض أساسي واحد لماذا هي ثورة وطنية ديمقراطية بمعنى شمولها لمسألتين إثنتين المسألة الوطنية و المسألة الديمقراطية. يبدو أنّ "الجماعة" عن قصد أسقطوا المسألة الديمقراطية لتجنّب الخوض فى حرب الشعب و تحرير الريف بالإعتماد على الفلاحين الفقراء كقوّة أساسية مكوّنة للجيش الذى ينبغى أن يحرّر الريف قبل الزحف على المدن فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات . و مضيهم بعيدا فى هذا الوقت بالذات فى التنكّر للمسألة الديمقراطية ينمّ عن إعتبارهم ضمنيّا انّها أنجزت شأنهم فى ذلك شأن " يساريين" إنتهازيين و إصلاحيين آخرين حصروا المسألة فى هامش الحريات السياسية المتاح و المتعرّض للهجوم بلا هوادة و أخرجوا ما جدّ بالقطر على أنّه ثورة ديمقراطية ، أو قورة ديمقراطية إجتماعية إلخ.

فى تنظيرات حزب "الوطد" تبخّرت المسألة الديمقراطية فى الوقت الذى يأكّد فيه أنّه لم يحصل تحوّل نوعي فى طبيعة النظام و التحالف الطبقي الحاكم مع أنّه " إنعطاف حاسم فى تاريخ المسار النضالي للشعب " ( اللائحة السياسية ) و ليفهم من يقدر على الفهم!

وفضلا عن ذلك ، يغفل "الوطديون" تمام الإغفال العلاقة الجدلية بين المسألتين و يقدّمون التناقض الرئيسي على أنّه تناقض أساسي ، بينما التناقض الرئيسي و التناقض الثانوي مفهومان جدليّان طوّرهما ماو تسى تونغ فى " فى التناقض" ليأكّد أن التناقض الذى يحتلّ فى فترة ما الصدارة فى مسار عام من صراع ينطوى على عدّة تناقضات هو التناقض الرئيسي و التناقضات الأخرى تعتبر ثانوية ، غير أن الرئيسي يتحوّل إلى ثانوي و الثانوي يتحوّل إلى رئيسي بمعنى أن من بين المسألتين الوطنية و الديمقراطية كتناقضين أساسيين فى الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة ، قد تحتلّ هذه أو تلك المسألة منهما موقع التناقض الرئيسي و تكون الأخرى فى موقع ثانوي و قد يتبادلان الموقعين الرئيسي و الثانوي و الأمثلة على ذلك كثيرة و آخرها فى المدّة الأخيرة فى القطر - أوت مثلا – حيث غدت المسألة الديمقراطية فى جوابن منها هي المسألة الرئيسي (التناقض الرئيسي) ففضلا عن المعارك من أجل حرية الصحافة ، خيضت معركة مساواة النساء كمطلب تريد القوى التقدّمية و الثورية تضمينه الدستور الجديد بينما تعمل القوى الرجعية الظلامية و حلفائها على الإلتفاف عليه و جعل المرأة " مكمّلة للرجل".

2- الأممية :

أوّل ما يخطف أبصارنا و نحن نضع أعيننا على وثائق حزب" الوطد" التى ننقد هو تلاعبهم مرّة أخرى بمصطلحات ماركسية مستعملين " الأممية العمالية " عوضا عن " الأممية البروليتارية " و كأنّ شيئا لم يكن و كأنّ الأمر سيان. و يردفون هذا بتغيير مقصود آخر لشعار لينين وستالين و الأممية الثالثة ، الشيوعية فبدلا من " يا عمّال العالم و شعوبه و أممه المضطهَدة إتحدوا" ، يكتفون فى " البيان التأسيسي " ب " يا عمّال العالم و شعوبه المضطهَدة إتحدوا " و كمثاليين ينكرون وجود الأمم المضطهَدة !

و إليكم فهم الجماعة المعادي للينينية بصدد الأممية :
" حزب ذو توجه أممي يناضل من موقعه و بالتنسيق مع كلّ القوى فى نضالها ضد الإستغلال و النهب و القهر..." .

ولعلّكم تفطّنتم معنا إلى تعبير "كلّ القوى" المثالي ، التعميمي المائع و لعلّكم تذكّرتم أنّ لينين ، على خطى ماركس و إنجلز ، يأسّس الأممية على قاعدة أنّ البروليتاريا العالمية طبقة واحدة و أنّ نضال الشيوعيين فى بلد ما جزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و الهدف هو تشييد المجتمع الشيوعي العالمي و "الجماعة الوطديين " فى تضارب مع اللينينية ، يطبّقون أمميّة أخرى قوامها تنسيقهم مع " كلّ القوى" للنضال ضد " الإستغلال و النهب و القهر".

الشيوعيون و الشيوعيات الحقيقيون صميميّا أمميون يأمنون بالشيوعية التى يتبّنونها كإيديولوجيا أممية أصلا و الشيوعية كمجتمع يصبون إلى بلوغه أممي بمعنى أنّه مثلما قال ماو إمّا نصل جميعا إلى الشيوعية و إمّا لن يصلها أحد. والأممية أمميّات، للبرجوازية أمميّتها وللإشتراكيين-الديمقراطيين أمميتهم و للبروليتاريا أمميتها و أممية البروليتاريا الثورية هي" الأممية البروليتارية " و ليست " الأممية العمّالية " التى يختصّ إلاّ حزب " الوطد" دون غيره.

و الأممية البروليتارية ليست مجرّد " توجّه " و إنّما هي أسّ من أسس ماهية الأحزاب الشيوعية ( وليس الإشتراكية !) يترجم لا ب" التنسيق " بل بالسعي الحثيث لإنشاء و تفعيل أممية شيوعية كتنظيم أممي شيوعي بلا مداورة و لا مراوغة يوحّد البروليتاريا العالمية و يقودها فى إنجاز مهمّها التاريخية ألا وهي قبر النظام الرأسمالي و تشييد مجتمع شيوعي عالمي . و هذا غائب من مجال رؤية "الوطديين" المناهضين عمليّا و نظريّا للأممية البروليتارية.

و نستطرد فنتوجه لهم بالأسئلة التالية :
أين كنتم لعقود من صراعات الحركة الشيوعية العالمية ؟ لماذا لم تنشروا النقاشات الدائرة عالميّا ضد التحريفية بتلويناتها و لم تنشروا أي رأي او تقييم لعديد تجمعات أحزاب شيوعية عبر العالم ؟ لماذا لا تقولون لنا مع من بالتحديد من هذه التجمعات تنسّقون ، علما أنّ التنسيق مع " الكلّ" غير ممكن؟

و لماذا لم تروّجوا البتّة و لسنوات بل و لعقود لأي من حركات التحرّر الوطني الديمقراطي ، او الحروب الشعبية التى يقودها الشيوعيون عبر العالم و إكتفيتم بفلسطين و الجبهة الشعبية التى ليست أصلا ماركسية - لينينية ؟

أليس هذا هو نظريّا وعمليّا " توجّهكم الأممي" !!

ونلفت النظر إلى أنّ جماعة حزب " الوطد" يلتزمون الصمت ليس فقط تجاه حرب الشعب الماوية فى أكثر من بلد و أحيانا يهاجمونها على أنّها برجوازية صغيرة بل أيضا لا يشيرون بتاتا إلى التيار الثاني للثورة البروليتارية العالمية ونقصد تيّار الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية ( التيّار الآخر فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات هو تيّار الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية – مع قيادة البروليتاريا للتيّارين ) ففى " اللائحة السياسية " يدعّم حزب " الوطد" " الإنتفاضات...و يساند حركات التحرّر الوطني فى فلسطين... و فى كلّ مكان من العالم" و يتجاهل بصورة معبّرة النضالات الشيوعية المعدّة للثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية - الإمبريالية !

3- الإشتراكية :

غياب بارز آخر فى " البيان التأسيسي" لحزب " الوطد" وفى " اللائحة السياسية" للشيوعية كإيديولوجيا و كمجتمع يصبو إلى تحقيقه عالميّا الشيوعيون و الشيوعيات عبر الكوكب. ومنتهى ما بلغه حزب "الوطد" هو التشدّق بالإشتراكية العلمية التى لا تعدو ، مثلما شرحنا فى مناسبات سابقة ، كونها مكوّن و مصدر واحد من المكوّنات و المصادر الثلاثة للماركسية على حدّ تحديد لينين :

" إنّ مذهب ماركس لكلّي الجبروت لأنّه صحيح. وهو متناسق و كامل ، و يعطى الناس مفهوما منسجما عن العالم ، لا يتفق مع أي ضرب من الأوهام ، و مع أية رجعية ، و مع أي دفاع عن الطغيان البرجوازي. وهو الوريث الشرعي لخير ما أبدعتهالإنسانية فى القرن التاسع عشر : الفلسفة الأمانية ،و الإقتصاد السياسي الأنجليزي و الإشتراكية الفرنسية ... مصادر الماركسية الثلاثة هذه ، التى هي فى الوقت نفسه أقسامها المكوّنة الثلاثة "

( لينين:" مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة ".)

إنّ " الوطديين" يدوسون دوسا المرّة تلو الأخرى لينين و اللينينية . و الإشتراكية العلمية مصطلح تخلّى عنه لينين و تخلى عنه ستالين لأنّه يحيلنا إلى ما قبل اللينينية ، و غالبية التحريفيين و منهم أولئك فى تونس و الوطن العربي يلجؤون إليها ليتقنّعوا بالماركسية فى حين أنّهم يطعنون مباشرة و بصفة غير مباشرة فى الإضافات اللينينية والماوية فى هذا الحقل ، إضافاتهما لهذا المكوّن من المكوّنات والمصادر الثلاثة للماركسية. فمثلا ، طوّر ماو تسى تونغ " نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا " بناء على ديناميكية التجارب الإشتراكية لا سيما فى الإتحاد السوفياتي و الصين . فهل يتبنّونها ؟ طبعا لا. جماعة حزب " الوطد" تقف عند إنجلز لذلك صحّ عليها نعتنا لهم هم و غيرهم من متعاطي هذا الضرب من التحريفية بالنكوصيين/ الماضويين / الرجعيين. ( أنظروا الملاحق ) .

و الإشتراكية ، حسب رأيهم الدغمائي التحريفي الخوجي ، مجتمع" ينتفى فيه إستغلال الإنسان للإنسان "" يقضى نهائيّا على الفقر" وهي تمثّل " الخلاص من الإستغلال و الظلم و القهر".

فى الحقيقة و من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية ، الإشتراكية مجتمع طبقي و مرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية ، مثلما شرح ذلك بإستفاضة لينين فى " الدولة و الثورة " ، و بما هي كذلك تحمل فى ثناياها بقايا الرأسمالية و بذور الشيوعية و من ثمّة الصراع بين الطريق الرأسمالي و الطريق الإشتراكي ، و من ثمّة إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية، ومن ثمّة أيضا بقاء " الحقّ البرجوازي" فى إطارالدولة التى وصفها لينين فى ذات مؤلفه الذى مرّ بنا ذكره بأنها دولة برجوازية دون حكم البرجوازية .

و من البديهي الآن بعد ما آلت إليه التجارب الإشتراكية السابقة أن نعتبر ما يقوله حزب " الوطد" عن الإشتراكية ترّهات عفا عليها الزمن فلا الإتحاد السوفياتي و لا الصين تمكّنا من " القضاء نهائيّا على الفقر" و فيهما لم ينتفى نهائيّا إستغلال الإنسان للإنسان حتى حينما كانت الدولة بأيدى البروليتاريا و حزبها الشيوعي الثوري ، قبل الإنقلابات التحريفية و إعادة تركيز الرأسمالية و إستشراء الفقر من جديد فى صفوف الطبقات الشعبية. فى الواقع، بذلت قصاري الجهود للتقدّم نحو الشيوعية التى هي الكفيلة بتحقيق المجتمع الخالي من الطبقات والأمراض المتمخّضة عنها ، و الذى يطبّق مبدأ " كل حسب حاجياته " لكن الطريق الرأسمالي هزم الطريق الإشتراكي فتحوّل الحزب و الدولة البروليتاريين فى الإتحاد السوفياتي بعد وفاة ستالين و فى الصين بعد إنقلاب 1976 ، إلى حزب و دولة برجوازيين.

و إلى هذا نضيف أنّ حزب " الوطد" يقوم بقفزات بهلوانية تروتسكية فيمزج الثورة الوطنية الديمقراطية بالثورة الإشتراكية و يخرج علينا ب " نظام الديمقراطية الشعبية الثورية ذات الأفق الإشتراكي" " الذى يتأسّس على الملكية العامة لوسائل الإنتاج و التوزيع العادل للثروات و مردود العمل" . و هنا أيضا علاوة على كونهم سيناقضون ذاتهم بحديثهم لاحقا عن الإصلاح الزراعي و تطبيق " الأرض لمن يفلحها" و لا أدنى ظلّ للشكّ فى أنّ " الأرض لمن يفلحها" أساسها الملكية الخاصة و ليست العامة ؛ يحرّفون لينين و ماركس و كمثاليين ينكرون وجود " الحقّ البرجوازي" على طول المرحلة الإشتراكية و ينكرون أنّ عمل الشيوعيين يتمثّل جوهريّا فى تقليص مدى تأثير هذا الحق البرجوازي قصد تجاوزه ببلوغ الشيوعية عالميّا. فالحقّ البرجوازي يعنى توزيعا غير عادل على حدّ تفسير ماركس و لينين و نحن نتحدّث عن الإشتراكية فما بالكم و" الجماعة " يقصدون " التوزيع العادل" فى ظلّ " نظام الديمقراطية الشعبية الثورية ذات الأفق الإشتراكي " التى لم تبلغ الإشتراكية بعدُ !

و نظام الديمقراطية الشعبية الثورية هذا ليس نظاما إشتراكيا ليتأسّس على " الملكية العامة لوسائل الإنتاج ..." و بلوغ " الملكية العامة " حتى فى ظلّ الإشتراكية مرحلة عليا تسبقها أشكال ملكية جماعية أخرى ليس هنا مجال التوسّع فى الخوض فيها. هكذا يخبط حزب " الوطد" خبط عشواء فيمزج على الطريقة التروتسكية الإثنين فى واحد أي يمزج المرحلتين فى مرحلة لينتهي به منطقه إلى أنّ الثورة التى يبشّر بها هذا الحزب ثورة وطنية إشتراكية فى آن معا و ليست وطنية ديمقراطية - ديمقراطية جديدة !

و كي لا نطيل أكثر فى هذه النقطة نحيل من يودّ فهم العلاقة بين المرحليتين و ميزاتهما و ضرورهما ، الإطلاع على كتابات لينين و ستالين و ماو أو مقالات لنا من مثل " لينين و ستالين و الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات" و غيرها فى أعداد سابقة من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" على موقع الحوار المتمدّن.

VI - الحزب فى تنظير حزب "الوطد" :

فى هذا المضمار، يتحفنا حزب " الوطد" بدرر نكتشفها معا .

1- حزب عمّالي أم حزب شيوعي ؟

يعرّف " البيان السياسي" الحزب الجديد بأنّه " حزب عمّالي" و فى " اللائحة السياسية " يتمّ التشديد على أنّه " حزب عمّالي ثوري" و فى حواره مع جريدة " صوت الشعب" يعيد جمال لزهر فى فقرة " كيف تعرّفون الحزب ...؟" نقاط " البيان التأسيسي" و منها أنّه " "حزب عمّالي".

تصرّ "الجماعة الوطدية " على أنّه حزب عمّالي . فهل يساوى ذلك أنّه حزب شيوعي؟ بطبيعة الحال لا و ألف لا، سيصرخ لينين حيث ثمّة بون شاسع بين التعريفين فالحزب العمّالي حزب يخدم مصالح العمّال المطلبية أساسا وهو سياسيّا لا يعادي النظام الرأسمالي و يعمل فى إطاره و هذا الرهط من الأحزاب منتشر عبر العالم و يخدم الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية بينما الحزب الشيوعي الحقيقي الثوري و ليس التحريفي محدّد بهدفه النهائي و غايته الأسمى مثلما أكّد لينين وهو لا يسعى لتحرير البروليتاريا من ربقة عبودية النظام الرأسمالي برمته فحسب بل يسعى إلى تحرير الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري.

و الجدير بالملاحظة هنا هو أنّ جماعة حزب "الوطد" شأنهم شأن حزب العمّال( وهو أيضا حزب عمّالي، تحريفي وليس شيوعي ) قد تخلّيا عن الشيوعية شكلا و مضمونا ، فى المحتوى و فى التسمية و منذ سنوات و لم يعودا يستعملانها إلاّ كقناع زائف لمغالطة المناضلين و المناضلات و تضليل الجماهير الشعبية ، و عليه هما حزبان ماركسيّان مزيّفان.

وفى الوقت الذى تتعرّض فيه الشيوعية و يتعرّض فيه المشروع الشيوعي برمته لأبشع الحملات العشواء التى لم تتوقّف منذ عقود الآن ، يتهرّب التحريفيون، الماركسيّون المزيفون من نعت "الشيوعي" و يتمادون فى ردّتهم بدعوى الواقعية ثمّ و بإنتهازية ما بعدها إنتهازية يستشهدون هنا وهناك بماركس أو لينين على غرار ما قام به " الوطديون" فى " من أجل إنجاح عمل الجبهة الشعبية " حيث بإنتقائية و تبريرا لتحالفاتهم المشبوهة مع الإصلاحيين وأصناف متنوّعة من الإنتهازيين يلجؤون إلى مقولة لماركس عن عقد تحالفات مع عدم التنازل عن المبادئ بيد أنّنا نسأل مدّعي عدم التنازل عن المبادئ هؤلاء : ألا يعدّ تنازلكم عن " الشيوعية " تنازلا عن المبادئ؟ ألا يعدّ تنازلكم عن " الأممية البروليتارية " تنازلا عن المبادئ؟ ألا يعدّ تنازلكم عن العنف الثوري تنازلا عن المبادئ ؟ ألا يعدّ طعنكم للينين بصدد المسائل التى مرّت بنا تنازلا عن المبادئ؟ إلخ

و نعقد بسرعة مقارنة بسيطة : فى الأوقات العالمية الصعبة بالذات و فى وجه نظام الملالي الظلامي الفاشستي ، وقف و يقف الرفاق الشيوعيون الماويون فى إيران وفى أفغانستان ( فى مواجهة الجيوش المستعمرة فضلا عن الرجعية القروسطية ) و تحت نيران العدوّ الطبقي و الإمبريالي الشرس غاية الشراسة ليعلنوا بصوت عالي فى تحدّى منذ سنوات عن تأسيس حزبين شيوعيين يميزونهما عن الأحزاب التحريفية بإضافة " الماوي" (الحزب الشيوعي الماوي الأفغاني ) و الماركسي - اللينيني - الماوي (الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني - الماوي )) و فى أدبياتهما و فى البيان التأسيسي لكلّ منهما لا وجود لأي تنازل لا عن الشيوعية و لا عن الأممية البروليتارية و لا عن العنف الثوري و لا عن أي مبدأ من المبادئ الشيوعية .

أليس حزب " الوطد" حزبا ماركسيّا مزيّفا ؟ لكم الإجابة.

2- الوعي و العفوية و دور الحزب :

فى هذا المقال ليس بوسعنا التوسّع فى عرض ما ميّز الجماعة المؤسسة لحزب "الوطد" لسنوات طوال من تذيل لعفوية الجماهير سياسيّا و فى الحقل النقابي إلتصق بهم نعت المجموعة النقابوية أيما إلتصاق . و مجدّدا يرفع الناطق الرسمي لل"وطد" عقيرته إجلالا لعفوية الجماهير و يحوّلها بعصاه التحريفية السحرية إلى ثورية فيصبح الشعب بعفويته يعطى ولا يزال " ل"قادت"ه ممن يدعون الثورية دروسا فى النضال الثوري ..."

هو و أشياعه يعبدون العفوية و لا يرون ضرورة تسليح الجماهير بعلم الثورة البروليتارية العالمية ، بعلم الشيوعية ، إنّهم يخشون ولو الإشارة إلى علم الشيوعية ( و ليس الإشتراكية العلمية ) و يولّون أوجههم بما هم نكوصيون/ ماضويون ، رجعيون ، إلى الوراء ، إلى القرن 19 ليحتموا زورا و بهتانا ب" الإشتراكية العلمية " و يدوسون مراكمات تجربة الثورة البروليتارية العالمية منذ زمن إنجلز دوس الأجلاف خدمة لمشاريعهم التحريفية. و لا أثر فى النصوص التى ننقد لضرورة نشر الشيوعية و علم الثورة كما دعا إلى ذلك إنجلز ذاته فالجماهير بعيني "الوطديين" تملك بعد هذا الوعي الثوري وتعطى الدروس الثورية. و بينما يديرون ظهرهم للتجارب الإشتراكية للقرن العشرين و دفاعها عن علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية و تطويرها له و يحاولون الإحتماء بإنجلز يطعنون هذا الأخير فى ظهره بصدد تسليح الجماهير بعلم الثورة إذ بتنظيرهم هذا ينكرون ما قاله :

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس .و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى "ما العمل؟ ")


و الشيوعيات و الشيوعيين الحقيقيين يتبنّون قول إنجلز و يرفعون رايته عاليا كما يرفعون عاليا راية الدروس التى لا غنى عنها الواردة فى المنارة اللينينية ،" ما العمل؟ " و منها أنّ علم الثورة البروليتارية علم ، يدرس و على الحزب البروليتاري الطليعي أن يبلغ هذا العلم للجماهير العريضة التى لا تملكه عفويّا ، و أن يسلّحها به لتغدو حركتها العفوية حركة ثورية تفهم بقيادة الحزب الشيوعي الواقع و تغيّره ثوريّا بهدف تحرير الإنسانية جمعاء. وقد كتبنا فى العدد 7 من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " :

" و قد شدّد لينين فى " ما العمل؟ " على ضرورة خوض الصراع الطبقي من وجهة نظر بروليتارية على الجبهات كافة و قال فى فقرة " إنجلس و النضال النظري ":

" إنّ إنجلس لا يعترف بشكلين إثنين فى نضال الإشتراكية –الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية]العظيم ( سياسي و إقتصادي ) – كما جرت العادة عندنا- بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظري...
[ الكلام الآن لأنجلس] " النضال بصورة منتظمة فى جميع إتجاهاته الثلاثة المنسجمة و المترابطة: الإتجاه النظري و الإتجاه السياسي و الإتجاه الإقتصادي العملي ( مقاومة الرأسماليين). "

و بالتالى الماركسية براء ممن يعمل على نشر عدوى " داء البلاهة البرلمانية " ويكرّس الإقتصادوية و ممن يغيّب النضال البروليتاري على الجبهة الإيديولوجية. "

و لن نملّ من ترديد مقولة لينين " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " التى مثّلت الأساس الذى عليه نحتنا عنوان نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" فى يومنا هذا .

" يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة. و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية-اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي- اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها"

( ماو تسى تونغ ،" يا قوى العالم الثورية إتحدى و قاومي العدوان الإمبريالي" نوفمبر- تشرين الثاني -1948 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع.)

الحزب الثوري المؤسّس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية [ و اليوم الماركسية - اللينينية -الماوية ] و طبق الأسلوب الماركسي هو الوحيد القادر على قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على أعدائها و حزب " الوطد" بصريح عباراتهم ليس من هذا الطراز و عوض أن يقود الجماهير يتذيّل للعفوية و يتلقى منها الدروس. دور الحزب الشيوعي الحقيقي أساسا و رئيسيّا هو قيادة الجماهير و تسليحها بعلم الثورة و تنظيم صفوفها إلخ و يمكن أن يتعلّم ثانويّا من الجماهير الثورية بعض الأمور العملية غالبا أمّا الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية فلن يتعلمها منها بل يعلّمها إيّاها و يقودها فى صنع التاريخ و الإنتصار على الإمبريالية و عملائها. الماركسيون - اللينينيون - الماويون يتبنون الخطّ الجماهيري الذى صاغه ماو تسى تونغ و يتحملون مسؤولية نشر علم الثورة فى صفوف الجماهير الشعبية التى إن ظلّت حركها عفوية ستقع مجدّدا فى أحابيل الفكر البرجوازي السائد.

و يدفعنا الخلط الفظيع لدي جماعة حزب " الوطد" إلى إستنتاج أنّ هؤلاء الذين لا يريدون تسليح الجماهير الشعبية لا بعلم الثورة و لا بالبنادق لتحطيم الدولة القديمة و إنشاء دولة جديدة بقيادة البروليتاريا وحزبها الطليعي تكون فى خدمة الشعب و المهمّة التاريخية للبروليتاريا العالمية ألا وهي قبر الرأسمالية و تحقيق الشيوعية عالميّا؛ قد أسّسوا حزبا ليتلقّوا دروسا فى النضال الثوري من الشعب، لا أكثر و لا أقلّ؛ ليتلقّوا دروسا فى الفلسفة و فى الإقتصاد السياسي و فى الإشتراكية مكونات الماركسية الثلاثة و مصادرها الثلاثة !

3- الحزب و الطبقة :

ننطلق مع جملة للناطق الرسمي لحزب " الوطد" فى حواره مع جريد " صوت الشعب" :" كلّ حزب هو بالضرورة تعبيرة سياسية لطبقة ما يدافع عن مصالحها و أهدافها " فنقول إنّ هذا الكلام التعميمي مثالي و خاطئ لا يعكس الحقيقة المادية و نسرع لنوضّح أنّ بعض الأحزاب قد تعبّر لا عن مصالح طبقة معيّنة بل عن مصالح شريحة أو فئة من طبقة واحدة بما يعنى أنّه يمكن أن تكون لطبقة واحدة عدّة أحزاب و قد تعبّر أحزاب أخرى عن مصالح أكثر من طبقة .

وفق ما نطق به الناطق الرسمي لهذا الحزب بمنطقه الميكانيكي يجب أن توجد و" بالضرورة " أحزاب بعدد الطبقات فى المجتمع ؛ عندئذ كيف يفسّر وجود عشرات الأحزاب وقد تفوت أحيانا المئة حزب لعدد معيّن من الطبقات فى المجتمع؟ فليعيّن لنا حزب كلّ طبقة فى القطر مثلا و ليشرح لنا بعدها وجود أحزاب كثيرة باقية و من تمثّل. إلى هذه السخافات " الوطدية " تفضى المثالية.

وليعلم جمال لزهر و أشياعه أنّ الحزب البروليتاري الطليعي ، الشيوعي الحقيقي لن يمثّل لا فى مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية – الديمقراطية الجديدة و لا فى مرحلة الثورة الإشتراكية مصالح البروليتاريا و أهدافها الخاصة فحسب وإن حاول ذلك فستمنى الثورة بالفشل . إنه يمثّل رئيسيّا مصالحه و أهدافه و أيضا مصالح و أهداف حلفائه الإستراتيجيين قبل غيرهم و هذا ما يفسّر لماذا هناك برنامج أدنى و برنامج أقصى لدي الشيوعيين فى الثورة الوطنية الديمقراطية مثلا. و دليل آخر على صحّة ما نذهب إليه هو أنّ الحزب البلشفي دافع عن مصالح البروليتاريا و عن مصالح الفلاحين و إضطرّ أحيانا إلى تقديم تنازلات للبرجوازية المحلّية و العالمية مضحّيا بمصالح بروليتارية و شعبية آنية من أجل مصالح إستراتيجية. و لئن لم يفعل كذلك لخسر السلطة أو لما حصل عليها قبل ذلك. فإن مثّل مصالح البروليتاريا فقط لكان أقلّيا فى بلاد تعدّ بحرا من الفلاحين و لأجبر على قمع الفلاحين جميعا ،الأغلبية ليكون حكمه دكتاتوريا ضد حتى أصدقائه و لا شعبيّا و لا ديمقراطيّا أيضا تجاههم.

وإلى ذلك ، لو نظرنا إلى الأمر من ناحية ديناميكية لأعربنا علاوة على إنقسام الحزب الواحد إلى حزبين فأكثر مثلما حدث مع حزب العماّل التونسي ( و حدث لل"وطد" ذاتهم) و توحّد حزبين أو أكثر فى حزب واحد و مثال ذلك ما جرى على مرأى و مسمع و بحضور الناطق الرسمي جمال لزهر بين حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي (التيار التوحيدي)؛ عن أنّ طبيعة الحزب تتغيّر و من ذلك ما جدّ للحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني اللذان كانا حزبين بروليتاريّين و تحوّلا بفعل الإنقلاب التحريفي و هيمنة خطّ إيديولوجي و سياسي تحريفي برجوازي إلى حزبين فى خدمة البرجوازية أعادا تركيز الرأسمالية. و ينسحب هذا على العديد من المجموعات الوطنية الديمقراطية التى كانت فى بداياتها بالأساس ثورية و مع تراكم الأخطاء و إدارة الظهر لعلم الثورة فى أجلى تمظهراته و تطويراته و نقصد مرحلته الثالثة الماوية (الماركسية - اللينينية - الماوية ) أو مع التخلى عن الماوية باتت هذه المجموعات تحريفية برجوازية. و " الوطد " مجموعة من هذه المجموعات.

و نستغرب الإستغراب كلّه تأكيد جمال لزهر المثالي فى خضمّ إجابة مهتزّة الصياغة و المنطق عن عدم إمكانية وجود حزب " لليسار" يجمع عدّة أحزاب / تنظيمات سابقة عليه و الحال أنّ فى أكثر من بلد هذا قائم الذات غير أنّه بالتأكيد حزب " يساري" فى العام أي تحريفي برجوازي وليس حزبا بروليتاريا شيوعيّا لينينيا .

و مثال آخر من المثالية الفجّة للجماعة. ما قولكم فى " غير ممكن تكوين حزب يمثّل طبقات مختلفة..."؟ أليس هذا سباحة فى عالم الأوهام المثالية الذاتية بعيدا عن الواقع الملموس و ببساطة نلفت نظر الناطق الرسمي و أشياعه و أتباعه و من لفّ لفّه إلى أنّ ( مثلا) الحزب الذى كان يتزعمه بورقيبة وهو فى السلطة كان يمثّل مصالح و أهداف أكثر من طبقة وحتى مصالح الإمبريالية العالمية ولا نظنّ أنّنا فى حاجة إلى تفاصيل بهذا المضمار.

خاتمة :

و قد بلغنا هذا المبلغ ، لم يبق لدينا أي ظلّ للشكّ أنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب " الوطد" الذى ناقشنا فى مناسبات سابقة و سنناقش فى مناسبات لاحقة دفاعا عن الشيوعية و فضحا للتحريفية ، خطّ دغمائي تحريفي خوجي ، ماركسي مزيّف معادي للشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية و علم الثورة البروليتارية العالمية و ما " إشتراكيته العلمية " إلاّ قناع وجب إسقاطه. و نحن ندعوكم إلى مواصلة القراءة و دراسة نصوص فى منتهى الأهمّية وثّقناها فى الملحق ( الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوية ؛ على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية الصغيرة ؛ طليعة المستقبل ينبغى أن نكون! ) ، نختم بغمزة : يا جماعة حزب " الوطد" ، حتى إسم حزبكم إعتمدتم فى تركيبته الإنتقائية و التلفيق و الماضوية بحيث جاء خليطا غير مستساغ قدمتم فيه ، على عكس الشيوعيين الحقيقيين ، صفة الوطنية (و أسقطتم الديمقراطية ) وهي صفة برجوازية متصلة بالمرحلة فى أشباه المستعمرات لا بالأحزاب الشيوعية حقّا ، صدقا ، قولا و فعلا ، و قلبا وقالبا، و بقية إسم الحزب أي " الإشتراكي الثوري" تعيد إلى الأذهان الحزب الذى نقده لينين ، حزب بروسيا كان يحمل ذات هذا الإسم و يتوخّى الإرهاب منهجا فى نضاله ؛ و أمّا " الوطني الإشتراكي " فتبعث بومضة يتوسّطها هتلر و حزبه ، هذا ولا يزال ماثلا أمامنا أنّ حزب العميل بورقيبة حمل هو الآخر فى مرحلة معينة صفة الإشتراكي وأمّا نعت " الثوري" و أنتم تسقطون من حساباتكم العنف الثوري و تتجاهلونه ، فقد يطفق من يقرأه أو يسمعه يرسل الضحكات التى يسمع صداها من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

=======================
الملاحق :

1- من العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"/ مارس 2011

الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوية .

لا زال مفهوم الثورة الديمقراطية الجديدة غامضا أو مشوّها لدى الكثيرين ،إن لم يكن مجهولا تماما. فقلّة هم المناضلون و المناضلات ، في أوساط الحركة الشيوعية العربية لا سيما الشباب منهم ، الذين يعرفونه حق المعرفة فى الوقت الحالي . في الستينات و السبعينات و إلى حدود معيّنة فى بدايات الثمانينات ، كان أكثر رواجا و إنتشارا إلاّ أنّ الماويين فى الأقطار العربية باتوا أقلّ تأثيرا و إستعمالا لهذا المفهوم لصالح مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية الذى شابته تشويهات لا تحصى. لذلك إنسجاما مع مفاهيم الحركة الماوية العالمية و توضيحا لمفهوم الثورة الديمقراطية الجديدة للرفاق و الرفيقات وللأجيال الجديدة ، نصوغ هذا المقال ونرجو من القرّاء شيئا من رحابة الصدر لطول بعض الإستشهادات التي نراها ضرورية لملامسة مختلف جوانب الموضوع الذى نحن بصدده و للردّ بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الترهات و الخزعبلات و التشويهات التحريفية و الرجعية للماوية.
1 – ديمقراطية أم ديمقراطيات :
----------------------------------
لعلّ قول إنّ الديمقراطية ديمقراطيات قد يصدم أصحاب الرؤى المثالية و القوالب الجاهزة بينما فى الواقع طبقيا. فمنذ العبودية وجدت الديمقراطية فكانت ديمقراطية أسياد العبيد و فى نفس الوقت مظهرها الآخر ، دكتاتورية على العبيد المشكّلين للسواد الأعظم للشعب. و بعد ذلك عرفت الإنسانية ديمقراطية / دكتاتورية الإقطاعيين و النبلاء ضد الأقنان و تاليا الديمقراطية / الدكتاتورية البرجوازية ضد البروليتاريا فى المجتمعات الرأسمالية ( و الرأسمالية الإمبريالية منذ القرن العشرين و بلوغ الرأسمالية مرحلتها العليا الإمبريالية). و بفضل الثورة الإشتراكية بقيادة شيوعية فى روسيا، شهد الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين ديمقراطية/ دكتاتورية البروليتاريا كما شهدت الصين الماوية ديمقراطية جديدة/ دكتاتورية الديمقراطية الشعبية إلى أواسط الخمسينات فديمقراطية /دكتاتورية البروليتاريا إلى حدود الإنقلاب التحريفي لسنة 1976 و إعادة تركيز الرأسمالية هناك .(1)

و تعلّمنا الماديّة التاريخية أنّ الطبقة ( أو الطبقات ) الحاكمة تمارس الديمقراطية فى صفوفها و تسمح حتى لمعارضيها من الطبقات الأخرى الذين يقبلون بإطار دولتها و لا يطالبون سوى ببعض الإصلاحات بهوامش من ديمقراطيتها غير أنّها تمارس الدكتاتورية المتستّرة أو المفضوحة ضد أعدائها من الطبقات الأخرى الذين يعملون فى سبيل تحطيم دولتها و الثورة عليها و إيجاد دولة بديلة تحكمها طبقة أو طبقات أخرى تجعل من الطبقة(الطبقات) السائدة و المهيمنة سابقا طبقة (طبقات) مسودة و مهيمن عليها و عرضة لدكتاتورية الطبقة (الطبقات) الحاكمة الجديدة. و ليس من المستغرب أيضا أن تلجأ الطبقة أو الطبقات الحاكمة ، فى ظروف معينة من تطوّر الصراع الطبقي،إلى إستعمال العنف و الدكتاتورية حتى ضد فئات من صفوفها إذا ما إقتضت المصالح العامة للطبقة أو الإئتلاف الطبقي الحاكم ذلك كما لا يستغرب أبدا أن تعمد الطبقة أو الطبقات الحاكمة إلى تقديم تنازلات إقتصادية و إجتماعية و سياسية - ديمقراطية برجوازية- إن لزم الأمر فى ظرف تاريخي معيّن من تطوّر الصراع الطبقي محلّيا و عالميّا من أجل المحافظة على حكمها و دولتها لتعود لاحقا إلى الإلتفاف على هذه الإصلاحات البرجوازية كلّما خوّل لها ذلك ميزان القوى الطبقي و مدى تطوّر الصراع الطبقي أو فرضه عليها سير نظامها و مصالحها الآنية و البعيدة المدى.

ومسألة ذات صلة بما نحن بصدده هي مسألة الأقلية والأغلبية.و فى هذا المضمار أكّد التاريخ أنّ ديمقراطيات / دكتاتوريات أسياد العبيد و الملوك و النبلاء و البرجوازيات كانت بلا مراء ديمقراطيات/ دكتاتوريات الأقلّية ضد الأغلبية فالطبقات الحاكمة لم تكن تمثّل إلاّ نسبة مائوية قليلة جدّا من المجتمع. و بالمقابل كانت الديمقراطية الجديدة فى الصين فى المناطق المحرّرة ثمّ فى الصين قاطبة من 1949 إلى أواسط الخمسينات ديمقراطية/دكتاتورية الأغلبية ضد الأقلية ، ديمقراطية/دكتاتورية الطبقات الثورية - الأغلبية بقيادة البروليتاريا وهم من العمّال و أقرب حلفائهم الفلاحين الفقراء ثمّ الفلاحين المتوسطين و البرجوازية الصغيرة المدينية و فئات من البرجوازية الوطنية - ضد الأقلية و هم أعداء الثورة من إمبرياليين و كمبرادور و إقطاع .

و خلال مرحلة بناء الإشتراكية و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا فى الصين منذ أواسط الخمسينات إلى أواسط السبعينات ،عرفت الصين ديمقراطية/ دكتاتورية البروليتاريا المتحالفة مع الفلاحين الفقراء خاصة وهي أيضا ديمقراطية/ دكتاتورية الأغلبية بقيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي الماوي آنذاك، الحزب الشيوعي الصين ، ضد الأقليّة من البرجوازية القديمة منها و الجديدة التي تظهر داخل الدولة و الحزب البروليتاريين.و إبّان الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كطريقة و وسيلة لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، تمّكنت جماهير الكادحين بقيادة ماويّة من منع إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين لعقد (فضلا عن مكاسب أخرى ليس هذا مجال تفصيلها) و تكريس ديمقراطيتها و دكتاتوريتها على أوسع نطاق عرفه تاريخ البشرية، فى الأرياف و الحقول و فى المدن و المصانع وفى الحقل الثقافي إلخ و مارست اهمّ حقّ من حقوقها السياسية ألا وهو حقّ التحكّم فى وسائل الإنتاج و الدولة و الحزب القائد للدولة البروليتارية و توجيه المجتمع صوب الشيوعية . و بذلك كانت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التي هزّت الصين و العالم هزّا والتى شرّكت إلى أقصى حدّ الجماهير الشعبية فى الصراع الطبقي من أجل المضيّ قدما فى بناء الإشتراكية فالشيوعية أعلى قمّة بلغتها البروليتاريا العالمية فى تكريسها للديمقراطية / الدكتاتورية البروليتارية فى سيرها نحو الشيوعية و إلغاء كافة الطبقات و كافة أنواع الإضطهاد و الإستغلال.

و إذن من مغالطات البرجوازية و تضليلاتها الحديث عن ديمقراطية كتعبير مطّاط و بصفة عامة دون ربطها بالطبقة أو الطبقات التي تستفيد منها و الطبقات التي تمارس عليها الدكتاتورية ،المظهر الآخر الملازم لأية ديمقراطية ، كوحدة أضداد أو تناقض.و فى المجتمع الطبقي، من الحقائق الموضوعية أنّه لا وجود لديمقراطية فوق الطبقات أو خارجها وليس هناك طبعا بالنسبة لمن يتبنىّ وجهة النظر البروليتارية للعالم و المنهج المادي الجدلي و المادي التاريخي ديمقراطية للجميع مثلما يدافع عنها أتباع المنطق الشكلاني البرجوازيين لتضليل الجماهير.و فى عالم اليوم ، عالم القرن الواحد و العشرين ، لم تعد هناك (و منذ 1976) أية ديمقراطية/ دكتاتورية بروليتارية بينما تتواصل الديمقراطية /الدكتاتورية البرجوازية الإمبريالية مهيمنة فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية وهي تفرض فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات شكلين أساسيين لدول الإستعمار الجديد حسب تطوّر الصراع الطبقي ؛ شكل ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد أو شكل فاشية دولة الإستعمار الجديد. "الديمقراطية هي شكل للدولة ،نوع من أنواعها" ( لينين "الدولة و الثورة" ص106).و نظرة سريعة على ما يحصل فى العالم لعقود تأكّد ذلك بلا أدنى شكّ.

و لا ينبغى أن ننسى أو نتناسى أنّ حتى البرجوازية الإمبريالية عادة ما تعتمد الشكل الديمقراطي للحكم إلاّ أنّها فى فترات معيّنة من إحتداد الصراع الطبقي تلجأ إلى الشكل الفاشي لصيانة دولتها و مصالحها الطبقية و تاريخيا ألمانيا النازية و إيطاليا الفاشية خير أمثلة على ذلك. وقد أخطأ الشيوعيون خطأ فادحا و مميتا فى إيطاليا و فرنسا و غيرها من البلدان حينما ساندوا ديمقراطية الدولة البرجوازية و إكتفوا بالعمل فى إطارها ضد الشكل الفاشي عوض الإطاحة بالدولة البرجوازية الإمبريالية مهما كان شكلها و تركيز دولة بروليتارية /إشتراكية عوضا عنها.
و بما هي شكل من أشكال الدولة فإنّ الديمقراطية آيلة للزوال مع زوال الدولة ذاتها التي تعدّ مرحلة من مراحل تطوّر المجتمع الإنساني و نتاجا تاريخيا له بدايته و نهايته التي تستدعى الخروج من إطار المجتمع البرجوازي و إعادة بنائه على أسس إشتراكية و توسيع و تعميق الديمقراطية البروليتارية و التقدّم نحو الشيوعية التي بحلولها عالميا تضمحلّ الدولة الديمقراطية البروليتارية ذاتها و بالتالى الديمقراطية.

قال لينين فى "الدولة و الثورة " : " الديمقراطية ليست البتّة بحدّ لا يمكن تخطّيه ، فهي ليست غير مرحلة من المراحل فى الطريق من الإقطاعية إلى الرأسمالية و من الرأسمالية إلى الشيوعية" (ص 105) و" إنّ إلغاء الدولة هو إلغاء الديمقراطية أيضا و إنّ إضمحلال الدولة إضمحلال الديمقراطية" ( ص 87) . و عليه من الأكيد و الأكيد للغاية أن نتصدّى للأوهام التحريفية البرجوازية حول الديمقراطية /الدكتاتورية كأحد أهمّ و أوكد المهام فى الصراع الإيديولوجي و السياسي للشيوعية الحقيقية ،الثورية ضد مشوهيها و أعدائها.

2- الديمقراطية القديمة أم الديمقراطية الجديدة :

"إنّ التناقضات المختلفة من حيث طبيعتها لا يمكن أن تحلّ إلاّ بطرق مختلفة طبيعيّا" (ماو تسى تونغ "فى التناقض")
كانت الثورات الديمقراطية القديمة ضد الإقطاع، قبل القرن العشرين، ثورات برجوازية تفرز دولا رأسمالية برجوازية.أمّا الثورات الديمقراطية الجديدة فتتعارض تمام التعارض مع الديمقراطية القديمة أي مع الديمقراطية البرجوازية الراسمالية-الإمبريالية بمعنى أنّ نتيجة الثورة الديمقراطية الجديدة الحقّة لن تكون دولة ديمقراطية قديمة برجوازية و مجتمع رأسمالي تسوده البرجوازية و إنّما دولة ديمقراطية جديدة ، دولة ديمقراطية شعبية لطبقات ثورية مناهضة للإمبريالية و البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية و الإقطاع تقودها البروليتاريا و تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية .

بهذا المعنى الديمقراطية الجديدة مرحلة إنتقالية من مجتمع المستعمرات الجديدة أو أشباه المستعمرات إلى مجتمع مستقلّ ديمقراطي بقيادة بروليتارية و بتحالف وثيق مع الفلاحين الفقراء كخطوة اولى تليها خطوة ثانية لبناء مجتمع إشتراكي و هذا تيّار من تياّري الثورة البروليتارية العالمية و تياّرها الثاني هو الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية.

و لشرح الديمقراطية الجديدة كتب ماو عام 1940كتيّبا لم يكن فى منتهى الأهمّية لإنتصار الثورة فى الصين فحسب بل بات ذا مغزى عالمي و أحد أهمّ مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية ، و منه نقتطف لكم الفقرات التالية الطويلة نسبيّا للضرورات التي ألمحنا إليها فى المقدّمة :
--- " فى هذا العصر إذا نشبت فى أي بلد مستعمر أو شبه مستعمر ثورة موجهة ضد الإمبريالية ، أي ضد البرجوازية العالمية و الرأسمالية العالمية، فهي لا تنتسب إلى الثورة الديمقراطية البرجوازية العالمية بمفهومها القديم ،بل تنتسب إلى مفهوم جديد، و لا تعدّ جزءا من الثورة العالمية القديمة البرجوازية و الرأسمالية ، بل تعدّ جزءا من الثورة العالمية الجديدة، أي جزءا من الثورة العالمية الإشتراكية البروليتارية. و إنّ مثل هذه المستعمرات و شبه المستعمرات الثورية لم تعد تعتبر فى عداد حليفات الجبهة الرأسمالية العالمية المضادة للثورة بل أصبحت حليفات للجبهة الإشتراكية العالمية الثورية." ( من فقرة "الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية").

--- " إن الجمهورية الديمقراطية الجديدة تختلف عن الجمهورية الرأسمالية من النمط الأوربي الأمريكي القديم والخاضعة لديكتاتورية البرجوازية ، إذ أن هذه الأخيرة هي جمهورية الديمقراطية القديمة التي قد فات أوانها ، و من جهة أخرى فإنها تختلف أيضا عن الجمهورية الإشتراكية من النمط السوفياتي والخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا ،فإن مثل هذه الجمهورية الاشتراكية تزدهر في ارض الاتحاد السوفياتي وسوف تعمم في جميع البلدان الراسمالية ، وأكيد أنها ستصبح الشكل السائد لتركيب الدولة والسلطة السياسية في جميع البلدان المتقدمة صناعيا . ولكن مثل هذه الجمهورية ، خلال فترة تاريخية معينة لا تصلح للثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة ، ولذا فلا بد أن يتبنى خلال تلك الفترة التاريخية المعينة شكل ثالث للدولة في ثورات جميع البلدان المستعمرة والشبه المستعمرة . ألا و هو جمهورية الديمقراطية الجديدة . وبما أن هذا الشكل مناسب خلال فترة تاريخية معينة ، فهو شكل انتقالي ، ولكنه ضروري لا بديل له."(من فقرة " سياسة الديمقراطية الجديدة ").

--- " ان الجمهورية التي يجب إقامتها ...لا بد أن تكون جمهورية للديمقراطية الجديدة سياسيا واقتصاديا على حد سواء . ستكون المصاريف الكبرى والمشاريع الصناعية والكبرى ملكا للجمهورية " إن كافة المشاريع أكانت صينية أم أجنبية والتي تحمل طابعا احتكاريا أو هي أكبر من أن يديرها الأفراد، مثل المصارف والسكك الحديدية والخطوط الجوية يجب ان تشرف عليها الدولة وتديرها ، حتى لا يستطيع الرأسمال الخاص أن يسيطر على وسائل معيشة الشعب ، هذا هو المبدأ الرئيسي لتحديد الرأسمال " ...ففي الجمهورية الديمقراطية الجديدة الخاضعة لقيادة البروليتاريا سيكون القطاع العام ذا طبيعة اشتراكية ، وهو يشكل القوة القائدة في مجموع الاقتصاد القومي بيد ان هذه الجمهورية لا تصادر الأملاك الرأسمالية الخاصة الأخرى ، ولا تحظر تطور الإنتاج الرأسمالي الذي " لا يسطر على وسائل معيشة الشعب " وذلك لأن اقتصاد الصين لا يبرح متخلفا جدا .
وستتخذ هذه الجمهورية بعض التدابير اللازمة من أجل مصادرة أراضي ملاك الأراضي وتوزيعها على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا أو يملكون قطعا صغيرة ، تطبق بذلك شعار ... القائل " الأرض لمن يفلحها " وتلغى العلاقات الإقطاعية في المناطق الريفية ، وتحيل ملكية الأرض إلى الفلاحين . أما اقتصاد الفلاحين الأغنياء في المناطق الريفية فوجوده مسموح به . تلك هي سياسة تحقيق المساواة في ملكية الأرض و شعار " الأرض لمن يفلحها " هو الشعار الصحيح الذي يترجم تلك السياسة. وفي هذه المرحلة لن نسعى على العموم الى إقامة الزراعة الاشتراكية . بيد ان أنوعا مختلفة من الاقتصاديات التعاونية التي تكون قد تطورت على أساس " الأرض لمن يفلحها " سوف تحتوي على عناصر اشتراكية" ( من فقرة " إقتصاد الديمقراطية الجديدة ").

---" أمّا الثقافة الجديدة فهي إنعكاس إيديولوجي للسياسة الجديدة و الإقتصاد الجديد وهي كذلك فى خدمتها." ( من فقرة : ثقافة الديمقراطية الجديدة.) " إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه ثقافة وطنية تعارض الإضطهاد الإمبريالي و تنادي بالمحافظة على كرامة الأمة ... و إستقلالها. هذه الثقافة تخصّ أمتنا ، و تحمل خصائصها الوطنية. و يجب عليها أن ترتبط بالثقافة الإشتراكية و ثقافة الديمقراطية الجديدة لسائر الأمم ، بحيث تتشرّب من بعضها البعض و تتبادل المساعدة لتتطوّر سويّا فى سبيل تشكيل ثقافة جديدة للعالم ...إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه ثقافة علمية تعارض سائر الأفكار الإقطاعية و الخرافية و تنادي بالبحث عن الحقيقة من الوقائع، و بالإلتزام بالحقيقة الموضوعية ، كما تنادى بالوحدة بين النظرية و الممارسة العملية... إنّ ثقافة الديمقراطية الجديدة هذه هي ثقافة جماهيرية وهي بالتالى ديمقراطية . و ينبغى لها أن تخدم الجماهير الكادحة من العمّال و الفلاحين الذين يشكّلون أكثر من 90% من سكّان بلادنا ، و أن تصبح بصورة تدريجية ثقافتهم الخاصّة." ( من فقرة " ثقافة وطنية علمية جماهيرية ").

و عليه ، واهمون هم أولئك الذين يتصوّرون إمكانية وجود مجتمع رأسمالي ديمقراطي برجوازي على غرار ما يوجد فى أوروبا ، فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات فى حين أنّ هذه الإمكانية منعدمة تاريخيا وواقعيّا.و القوى القومية و "اليسارية" المرتكبة لإنحراف قومجي ،الداعية للتحرّر الوطني رئيسيا و المتناسية للطابع الديمقراطي أو المقلّصة من أهمّيته مشدّدة على مواجهة العدوّ الإمبريالي غاضة الطرف عن البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية ( و متحالفين معها أحيانا) و الإقطاع على خطإ واضح و جلي ؛ و القوى "اليسارية" التي تشدّد التشديد كلّه على الطابع الديمقراطي بمعنى الحرّيات السياسية حصريا تقريبا مخطئة هي الأخرى لتقليصها لمضمون الثورة التي تتطلبها المرحلة فى المستعمرات الجديدة وأشباه المستعمرات و طبيعتها و إستهتارها بالجبال الرواسي الثلاثة ألا وهي الإمبريالية و البرجوازية الكمبرادورية و الإقطاع.

3- الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية أم تحريف له :

رغم محاولات الحركة الشيوعية العالمية و الأممية الشيوعية بقيادة البلاشفة الذين كانوا على رأس جماهير الشعب فى إنجاز ثورة أكتوبر المجيدة ،أن تطوّر خطّا متكاملا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ،فإنّ لينين أقرّ بمحدودية تلك الجهود و بالحاجة الأكيدة لتطوير طرق جديدة و عدم إتباع طريق أكتوبر.و قد صرّح فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، بالآتى :
" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق . و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...

و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ... هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ..."

و بفضل التجارب العملية و النظرية، السلبية منها و الإيجابية، المراكمة وإستجابة لمتطلبات واقع المستعمرات الجديدة و اشباه المستعمرات ،طوّر ماوتسى تونغ ضمن مساهماته العديدة فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية و الماركسية فى مكوناتها الثلاثة ، طرقا جديدة للثورة بداية مع ثورة الديمقراطية الجديدة ثم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.

و إثر وفاة القائد البروليتاري الصيني العظيم و إنقلاب التحريفيين فى الصين معيدين تركيز الرأسمالية هناك ، نظّم هجوم سافر على ماو تسى تونغ و مساهماته التى أثبت التاريخ صحّتها ، من طرف الإمبريالية العالمية و الرجعية و التحريفيين الصينيين و كذلك الخوجيين عبر العالم .و إنبري الشيوعيون الثوريون الماويون حقّا للدفاع عن إرث ماو تسى تونغ الذى هو إرث البروليتاريا الثورية العالمية و خاضوا جملة من الصراعات على شتى الأصعدة أدّت ضمن ما أدّت إليه إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية سنة 1984 من عدّة أحزاب و منظمات من جميع قارات الكوكب أصدرت بيانا عالميا فى تلك السنة منه نقتطف لكم بضعة فقرات متصلة بالموضوع الذى نحن بصدده وبدروس متعلّقة بهذا النوع من الثورات:

" و لا تزال النظرية التى بلورها ماو تسى تونغ خلال السنوات الطويلة للحرب الثورية فى الصين تمثل المرجع الأساسي لصياغة الإستراتيجيا و التكتيك الثوريين فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أو المستعمرات الجديدة . فى هذه البلدان تمثل الإمبريالية الأجنبية و كذلك البرجوازية البيروقراطية "والكمبرادورية " و الإقطاعيون- بإعتبار الطبقتين الأخيرتين طبقات تابعة و مرتبطة بقوة بالإمبريالية- مرمى الثورة (هدفها ). و تعبر الثورة فى هذه البلدان مرحلتين : ثورة أولى هي الثورة الديمقراطية الجديدة التى تؤدي مباشرة فيما بعد إلى ثورة ثانية هي الثورة الإشتراكية . و طبيعة و هدف و مهام المرحلة الأولى من الثورة تخوّل للبروليتاريا وتقتضى منها إقامة جبهة واسعة متحدة تجمع كل الطبقات و الشرائح الإجتماعية التي يمكن كسبها لمساندة برنامج الديمقراطية الجديدة .و مع ذلك ، فإن البروليتاريا تسعى إلى بناء هذه الجبهة المتحدة بما يتفق مع مبدأ تطوير و دعم قواها الذاتية المستقلة وهو ما يستتبع مثلا أنه على البروليتاريا أن تكون لها قواتها المسلحة الخاصة متى حتمت الظروف ذلك و أنه عليها أن تفرض دورها القيادي تجاه قطاعات الجماهير الثورية خاصة تجاه الفلاحين الفقراء. و يتخذ هذا التحالف كمحور أساسي له تحالف العمال مع الفلاحين كما يجب أن تحتل الثورة الزراعية (أي النضال ضد الإستغلال شبه الإقطاعي فى الريف و /أو شعار " الأرض لمن يفلحها") مكانة مركزية فى برنامج الديمقراطية الجديدة . ...

و من أجل تتويج ثورة الديمقراطية الجديدة، يترتب على البروليتاريا أن تحافظ على دورها المستقل و أن تكون قادرة على فرض دورها القائد فى النضال الثوري وهو ما تقوم به عن طريق حزبها الماركسي -اللينيني-الماوي . و قد بينت التجربة التاريخية مرارا و تكرارا أنه حتى إذا ما إشتركت فئة من البرجوازية الوطنية فى الحركة الثورية فإنها لا تريد (ولا تستطيع ) قيادة ثورة الديمقراطية الجديدة و من البداهة إذا ألآ توصلها إلى نهايتها. كما بينت التجربة التاريخية أن "جبهة معادية للإمبريالية " (أو "جبهة ثورية " أخرى من هذا القبيل ) لا يقودها حزب ماركسي-لينيني–ماوي لا تؤدى إلى نتيجة حتى إذا ما كانت هذه الجبهة (أو بعض القوى المكوّنة لها ) تتبنى خطا "ماركسيا" معينا أو بالأحرى ماركسيا كاذبا . و بالرغم من أن هذه التشكيلات الثورية قد قادت أحيانا معاركا بطولية بل و سدّدت ضربات قوية للإمبريالية ، فإنها أظهرت أنها عاجزة على المستوى الإيديولوجي و التنظيمي ،عن الصمود أمام التأثيرات الإمبريالية و البرجوازية. و حتى فى الأماكن التى تمكّنت فيها هذه العناصر من إفتكاك السلطة، فإنها بقيت عاجزة عن تحقيق تغيير ثوري كامل للمجتمع فإنتهت جميعا ،إن عاجلا أم آجلا ، بأن قلبتها الإمبريالية أو أن تحولت هي نفسها إلى نظام رجعي جديد يعمل اليد فى اليد مع الإمبرياليين .
و يمكن للحزب الشيوعي فى الوضعيات التى تمارس فيها الطبقات المسيطرة ديكتاتورية عنيفة أو فاشية أن يستغل التناقضات التى يخلقها هذا الوضع بما يدعم الثورة الديمقراطية الجديدة و أن يعقد إتفاقات أو تحالفات مؤقتة مع عناصر من طبقات أخرى . و لكن هذه المبادرات لا يمكن لها أن تنجح إلا إذا واصل الحزب المحافظة على دوره القيادي و إستعمل هذه التحالفات فى النطاق المحدّد بمهمته الشاملة و الرئيسية و المتمثلة فى إنجاح الثورة ، دون أن يحوّل النضال ضد الديكتاتورية إلى مرحلة إستراتيجية للثورة بما أن محتوى النضال المعادي للفاشية ليس إلا محتوى الثورة الديمقراطية الجديدة .

ويتعين على الحزب الماركسي -اللينيني- الماوي لا فقط أن يسلّح البروليتاريا و الجماهير الثورية بوسائل فهم طبيعة المهمّة الموكولة للإنجاز مباشرة (إنجاح الثورة الديمقراطية الجديدة ) و الدور و المصالح المتناقضة لممثلى مختلف الطبقات (الصديقة أو العدوّة ) و لكن أيضا أن يفهمهم ضرورة تحضير الإنتقال إلى الثورة الإشتراكية وواقع أن الهدف النهائي يجب أن يكون الوصول إلى الشيوعية على مستوى العالم .

ينطلق الماركسيون –اللينينيون- الماويون من مبدإ أن على الحزب أن يقود الحرب الثورية بما يجعلها حرب جماهير حقيقية . و يجب عليهم حتى خلال الظروف العسيرة التى تفرضها الحرب أن يعملوا على تربية واسعة للجماهير و مساعدتها على بلوغ مستوى أرقى نظريا و إيديولوجيا و من أجل ذلك يتوجب تأمين نشر و تطوير صحافة شيوعية منتظمة الصدور و العمل على أن تدخل الثورة الميادين الثقافية .

فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة ( أو المستعمرات الجديدة )، تمثّل الإنحراف الرئيسي فى الفترة الأخيرة (و لا تزال) فى الميل إلى عدم الإعتراف أو إنكار هذا التوجه الأساسي للحركة الثورية فى مثل هذه البلدان : الميل إلى إنكار الدور القيادي للبروليتاريا و للحزب الماركسي -اللينيني- الماوي و إلى رفض أو تشويش إنتهازي لنظرية حرب الشعب و إلى التخلى عن بناء جبهة متحدة على أساس تحالف العمال و الفلاحين تقودها البروليتاريا .

و قد تجلى هذا الإنحراف التحريفي فى الماضي فى شكل "يساري " أو فى شكل يميني مفضوح . و لطالما نادى التحريفيون الجدد ب " الإنتقال السلمي للإشتراكية " (و خصوصا إلى حدود الماضى القريب ) و سعوا إلى دعم القيادة البرجوازية فى نضالات التحرر الوطني و لكن هذه التحريفية اليمينية التى لا تخفى سياستها الإستسلامية ، كانت دائما ما تجد صداها فى شكل آخر للتحريفية تتقاطع معها اليوم أكثر فأكثر : نوع من التحريفية المسلحة " اليسارية " تدعو لها فيمن يدعو لها ، من حين لآخر القيادة الكوبية و تؤدى إلى سحب الجماهير بعيدا عن النضال المسلح و التى تدافع عن فكرة دمج كل مراحل الثورة و عدم القيام إلا بثورة واحدة، ثورة إشتراكية مزعومة. و تؤدى هذه السياسة عمليا إلى محاولة دفع البروليتاريا إلى أفق محدود جدا و إلى إنكار واقع أن على الطبقة العاملة أن تقود الفلاحين و قوى أخرى وأن تسعى بذلك إلى تصفية كاملة للإمبريالية و للعلاقات الإقتصادية و الإجتماعية المتخلفة و المشوّهة التى يتمّعش منها رأس المال الأجنبي و التى يجتهد فى تدعيمها . و يمثل هذا الشكل من التحريفية اليوم واحدة من الوسائل الرئيسية التى يستعملها الإمبرياليون الإشتراكيون للإندساس فى نضالات التحرر الوطني و مراقبتها .

ويجب على الماركسيين-اللينينيين -الماويين ، حتى يمكّنوا تطور الحركة الثورية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات (أو المستعمرات الجديدة ) من إتخاذ توجه صحيح ، أن يواصلوا تكثيف النضال ضد كلّ أشكال التحريفية و الدفاع عن مساهمات ماو بإعتبارها أساسا نظريا ضروريا من أجل تحليل عميق للظروف الملموسة و بلورة خط سياسي مناسب فى مختلف البلدان من هذا النوع . ( من فقرة " المهام فى المستعمرات و أشباه المستعمرات (أو المستعمرات الجديدة ) ").

و عقب أقلّ من عقد من النضال النظري و العملي و تطوير منظّمات و أحزاب و حرب الشعب فى عدّة بلدان لا سيما فى البيرو فى ثمانينات القرن العشرين ، خطت الحركة الأممية الثورية خطوة نوعية أخرى بتبنّيها للماركسية-اللينينية-الماوية و إعتبارها الماوية مرحلة ثالثة جديدة و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية .وهي تفسّر مساهمات ماو تسى تونغ فى "لتحي الماركسية-اللينينية-الماوية" سنة 1993خطّت الأسطر التالية بشأن الثورة الديمقراطية الجديدة :

" و تمكّن ماوتسي تونغ من حلّ مسألة كيفية إنجاز الثورة في بلد تهيمن عليه الإمبريالية . فالطريق الأساسي الذي رسمه للثـورة الصينيــــــة يمثــــل مساهمة لا تقدر بثمن فى نظرية وممارسة الثورة وهي مرشد لتحرير الشعوب التى تضطهدها الإمبريالية. و هذا الطريق يعنى حرب الشعب و محاصرة الأرياف للمدن ويقوم على الكفــــــاح المسلح كشكل أساسي للنضــال وعلى الجيش الذى يقوده الحزب كشكل أساسي لتنظيم الجماهير وإستنهاض الفلاحين وخاصة الفقراء منهم و على الإصلاح الزراعي و بناء جبهة موحدة بقيادة الحزب الشيوعي وذلك قصد القيــام بثـورة الديمقراطية الجديدة ضد الامبريالية والإقطاع والبرجوازية البيروقراطيــــــة و تركيز ديكتاتورية الطبقات الثورية تحت قيادة البروليتاريا كتمهيـــد ضروري للثورة الإشتراكية التي يجب أن تتلو مباشرة إنتصار المرحلة الاولى من الثـورة . وقدم ماو الأطروحة المتمثلة في " الأسلحة السحرية الثلاثة " : الحزب والجيش والجبهة المتحدة " كأدوات لا بد منها لإنجاز الثــــورة فى كل بلـــــد طبقا للظروف و طريق الثورة الخاصين . "
و بناء على ما تقدّم نستشفّ أنّ الديمقراطية الجديدة ليست تحريفا و تشويها لعلم الثورة البروليتارية العالمية و إنّما هي تطوير خلاّق قائم على دراسات وتجارب عملية فى الصين طوال عقود من الحرب الأهلية و على حقيقة أثبت تاريخ الصراع الطبقي فى الصين و غيرها من البلدان صحّها و انّ مدعي إتباع طريق أكتوبر - الإنتفاضة المسلحة المتبوعة بحرب أهلية و ليس حرب الشعب و محاصرة الريف للمدن- يطرحون طريقا خاطئا لن يقدر الشعب إذا ما إنتهجه أن يحقّق التحرّر الديمقراطي الجديد و التمهيد للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و فى تحالف مع التيار الآخر للثورات البروليتارية ، تيار الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية –الإمبريالية. و كلّ القوى الشرعوية و الإصلاحية "الديمقراطية " من الطراز القديم التي تسعى إلى العمل فى إطار دولة الإستعمار الجديد لن تستطيع أبدا ان تنجز الثورة الديمقراطية الجديدة التي تستدعى القضاء على هذه الدولة لبناء دولة الديمقراطية الجديدة عوضا عنها و على أنقاضها.

4- الثورة الديمقراطية الجديدة / الثورة الوطنية الديمقراطية :

فى خضمّ الجدال الكبير للحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ضد التحريفية المعاصرة منذ الخمسينات و خاصة الستينات ، صاغ الرفاق الماويون الصينيون وثيقة تاريخية مثّلت حجر الزاوية فى القطع النظري و العملي مع التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية ...و فى بناء الحركة الماركسية-اللينينية العالمية و نقصد "إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية" بتاريخ يونيو/ حزيران عام 1963( دار النشر بالغات الأجنبية ، بيكين 1963) .

فى تناقض مع الأطروحات التحريفية المعاصرة و للتشديد على التناقضين الأساسيين الذين على حركة التحرّر الوطني بقيادة شيوعية معالجتهما ، كتب الرفاق الماويون الصينيون ضمن النقطة 8 :
- " إنّ مناطق آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية الواسعة هي المناطق التي تتجمّع فيها مختلف أنواع التناقضات فى العالم المعاصر، و الإستعمار أضعف ما يكون سيطرة فى هذه المناطق ، وهي مراكز عواصف الثورة العالمية التي تسدّد الآن الضربات المباشرة إلى الإستعمار.
إنّ الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية فى هذه المناطق و حركة الثورة الإشتراكية العالمية هما التياران التاريخيان العظيمان فى عهدنا الحاضر. إنّ الثورة الوطنية الديمقراطية فى هذه المناطق هي جزء هام من الثورة البروليتارية العالمية المعاصرة. " ( ص 14)

وشرحوا مهام الأحزاب البروليتارية وحذّروها من مغبّة السقوط فى خطإ التذيّل لقوى برجوازية أو إقطاعية فى النقطة 9:
" و إذا أصبحت البروليتاريا ذيلا للإقطاعيين و البرجوازيين فى الثورة ، فإنه لا يمكن أن يحقّق نصر حقيقي كامل للثورة الوطنية الديمقراطية بل و حتى إذا تحقّق نوع من النصر فإنّه من غير الممكن أيضا أن يوطّد ذلك النصر. و فى مجرى النضالات الثورية التي تخوضها الأمم و الشعوب المضطهَدَة يجب على الحزب البروليتاري أن يضع برنامجه الخاص به الذى هو كلّيا ضد الإستعمار و الرجعية المحلّية و من أجل الإستقلال الوطني والديمقراطية الشعبية، و عليه أن يعمل مستقلاّ بين الجماهير و يوسّع بلا إنقطاع القوى التقدّمية و يكسب القوى الوسطى و يعزل القوى الرجعية؛و بذلك فقط يمكنه ان يسير بالثورة الوطنية الديمقراطية إلى النهاية و يوجه الثورة إلى طريق الإشتراكية."( ص 20)

و هكذا ماويا الثورة الوطنية الديمقراطية التي طرحت فى "الإقتراح..." صياغة مساوية و متماهية مع الثورة الديمقراطية الجديدة ، موجهة سياسيا إلى الحركة الشيوعية العالمية بكلمات مشدّدة على المهام الأساسية و الصراع ضد الأطروحات التحريفية المعاصرة. و قد تبنّت عديد الأحزاب و المنظّمات الماركسية-اللينينية عبر العالم حينها و فى لاحق الأيام هذا المفهوم ، مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية.

وفى تونس مثلا ، أكّد عليه أنصار الحركة الماركسية-اللينينية بقيادة ماو تسى تونغ فى تناقض مع الأطروحات التروتسكية و التروتسكية الجديدة القائلة بطبيعة المجتم الرأسمالية وبالثورة الإشتراكية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات، إلى درجة أن البعض بات فى السبعينات و الثمانينات من القرن العشرين يطلقون خطأ على أنفسهم إسم طبيعة الثورة المنشودة فى بلد شبه مستعمر شبه مستعمر ( الوطنيون الديمقراطيون بتلويناتهم العديدة) . و فى المغرب أيضا تبنّت الحركة الماركسية-اللينينية ، لا سيما "إلى الأمام"، أفكار ماو تسى تونغ ومفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية و طبيعة المجتمع شبه المستعمر شبه الإقطاعي ( أنظروا: دفاعا عن التاريخ - موقع فكر ماو تسي تونغ في تجربة الحملم بالمغرب - طريق الثورة - ).

و فى أواخر الستينات و إثر إعادة تشكيله و قطعه مع التحريفية المعاصرة إستجابة لدعوة "الإقتراح..." والحزب الشيوعي الصيني على رأس الحركة الماركسية-اللينينية العالمية لأن يتمايز الشيوعيون الثوريون على كافة الأصعدة مع هذه التحريفية ، إنطلق الحزب الشيوعي الفليبيني بعد إعادة تشكّله فى حرب الشعب و بنى الجيش الشعبي الجديد كما شيّد الجبهة الوطنية الديمقراطية الشهيرة عالميّا .و ما إنفكّت هذه "الأسلحة السحرية الثلاثة" تناضل إلى يومنا هذا من أجل إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية... و على من يرنو دراسة دقيقة و تفحّص عن كثب لأمثلة خاصة و ذات خصوصيات لبرامج الماويين فى الثورة الديمقراطية الجديدة فعليه البحث فى الأنترنت- مواقع الأحزاب التي نذكر- عن مثلا برنامج الحزب الشيوعي الفيليبيني و برنامج الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) و برنامج الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي-اللينيني-الماوي) إلخ.

و تأسيسا على ما مرّ بنا و نظرا للتشويهات التي طالت مفهوم "الثورة الوطنية الديمقراطية "( من تذيّل للقوى القومية و الأصولية ؛ إلى الشرعوية و النقابوية /الإقتصادوية و الإنتفاضوية إلخ) و إنسجاما مع المفاهيم الماوية المتداولة عالميّا على الشيوعيين الماويين بذل قصارى الجهود النظرية و العملية لإزالة الغبار من على المضمون الأصلي و الحقيقي لهذا المفهوم و ربطه بالديمقراطية الجديدة فى إتجاه ترسيخ مفهوم الثورة الديمقراطية الجديدة و نقترح أن نستعمل من هنا فصاعدا صيغة الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية للتمايز مع الأطروحات و المفاهيم غير الماوية .

5 – طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة المسلّحة :

إذا تجاوزنا الحديث عن التحريفيين الكلاسيكيين الذين يدعون إلى الإنتقال السلمي و بالتالى البرلمانية ،و الإصلاحيين من كلّ رهط الذين لا يسعون إلاّ إلى إصلاحات فى إطار دولة الإستعمار الجديد ، دولة الكمبرادور و الإقطاع المتحالفين مع الإمبريالية ، فإنّ ما يسترعي الإنتباه هنا هما تياران إثنان خطيران على البروليتاريا و قيادتها الشعب لتحقيق الثورة الديمقراطية الجديدة : التيّار الخوجي و التحريفية المسلّحة.

فى تنكّر لتاريخ الثورة الألبانية التى تحقّقت بفضل حرب الشعب و محاصرة الريف للمدينة ( أنظروا " حرب التحرير فى ألبانيا " لمحمّد شيخو، دار الطليعة ، لبنان) و إنقلاب على المواقف المساندة و المتبنّية و المثمّنة للخطّ الماوي طوال الستينات و النصف الأوّل من السبعينات ، نظّم أنور خوجا ، أواخر السبعينات ( فى "الإمبريالية و الثورة") هجوما مسعورا لا مبدئيا و دغمائيا تحريفيا ضد الماوية و ممّا أدار له ظهره طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مدافعا من جهة عن "طريق أكتوبر" أي الإنتفاضة فى المدن الكبرى المتبوعة بحرب أهلية لإفتكاك السلطة و الزحف من المدن إلى الأرياف و مدينا من جهة أخرى طريق الثورة الصينية أي طريق حرب الشعب طويلة الأمد. وهو بذلك ينكر التاريخ الألباني و الصيني و الفتنامي و الكوري ... و الواقع العياني حينها حيث كانت قوى ماوية عديدة تواصل حرب الشعب التى إنطلقت فيها منذ سنوات ،فى تركيا و الهند و الفيليبين ...

و قد أثبت تاريخ الصراع الطبقي أنّ طريق حرب الشعب الماوية هو الطريق السليم و الصحيح الذى مكّن الشعب الصيني بقيادة بروليتارية ماوية من الظفر فى الثورة الديمقراطية الجديدة شأنه فى ذلك شأن الفيتنام لاحقا كما أثبت أنّ ما من بلد شهد مطلقا إنتصار ثورة الديمقراطية الجديدة التى شوّهها أنور خوجا مستعملا مفاهيم أخرى تحريفية برجوازية ،عن طريق الإنتفاضة فى المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات و ذلك لأنّه طريق خاطئ أصلا لا يميّز بين البلدان الرأسمالية-الإمبريالية و البلدان المستعمرة أو شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و بالتالى لا يميّز مثله مثل التروتسكيين بين تياري الثورة البروليتارية العالمية كما حدّدهما لينين. و أثبت تاريخ الصراع الطبقي للقرنين العشرين و الواحد و العشرين أنّ الخطّ الماوي هو الخطّ الصائب و القادر على تحقيق الظفر للبروليتاريا و الشعوب التوّاقة للتحرّر الديمقراطي الجديد و الإشتراكي و أنّ الخطوط الأخرى بشتّى تلويناتها فشلت فى ذلك و لا تستطيع بحكم خطإ خطّها إلاّ أن تفشل. و الأنكى هو أنّ الحركات و الأحزاب التى تجاهلت التعاليم الماركسية-اللينينية –الماوية بهذا الصدد تعرّضت لمذابح و نكسات لم تقدر على تجاوزها لعقود و يكفينا هنا التذكير بما حصل فى أندونيسيا و الشيلي كأمثلة لا أشهر منها.

و يشهد تاريخ الثورة الصينية انّ خطّ وانغ مينغ – الإنتفاضة فى المدن الكبرى و إفتكاك السلطة فيها أوّلا - لم يؤدّ إلى خسائر جسيمة فحسب بل أيضا إلى كوارث كادت تسحق الثورة سحقا لولا المسيرة الكبرى وإنتصار الخطّ الماوي فى قيادة الحزب منذ 1935 . و نجم عن الخطّ الماوي الصحيح تعزيز قوى الثورة و تمكّنها من الإنتصار على أعدائها عبر البلاد بأسرها ( بإستثناء هونكونغ) سنة 1949 و مكّن الفيتنام و كوريا من إلحاق الهزيمة بالأمريكان( هذا دون الحديث عن حرب التحرير بألبانيا ) .

و الأحزاب الماوية التى إنطلقت فى حرب الشعب الطويلة الأمد كطريق للثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات الجديدة و اشباه المستعمرات منذ الستينات – الهند و الفيليبين- و السبعينات- تركيا – و الثمانيات –البيرو- و التسعينات – النيبال- خوّل لها الخطّ الماوي الصحيح تعزيز قوّتها و التقدّم بالثورة غير أنّ إغتيال قادتها أو سجنهم و إرتكاب أخطاء و إنحرافات عن الجوهر الثوري الحقيقي للماوية جعلها فى فترات معيّنة تفقد الكثير من قوّتها و زخم الثورة . و مع ذلك تلك القوى التى لا تزال ماوية رئيسيا قولا و فعلا لم تسحق وهي مع تصحيحها للأخطاء تعود بقوّة لقيادة تقدّم الثورة مثلما هو الحال راهنا فى الفيليبين و الهند .

أمّا التحريفية المسلّحة فى نسختيها الغيفارية و الجبهوية/الإنتفاضية ( على غرار الجبهة السندينية و خطّ فيالوبوس الذى أسقطه الثوريون الماويون داخل الحزب الشيوعي الفليبيني و خطوط مماثلة فى السلفادور و كولمبيا ...) فإنّها تسعى إلى تحقيق إنتصار يعدّونه سريعا و تقاسما للسلطة مع فئات من الطبقات الحاكمة لدولة الإستعمار الجديد بعيدا عن تحطيمها و تشييد دولة الديمقراطية الشعبية و تمهيد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.وهي إن لجأت إلى الكفاح المسلّح فكتكتيك مكمّل للبرلمانية أو لتفرض على فئات من حاكمة فى الدولة المفاوضات و الحلّ الذى ينعتونه بالسياسي و ليس كحرب شعب طويلة الأمد ماوية لإستنهاض الجماهير الشعبية و بناء سلطة حمراء و أجهزة دولة جديدة فى مناطق الإرتكاز بالريف للزحف شيئا فشيئا على المدن و الدولة القديمة و تحطيمها كلّيا جيشا و شرطة و بيروقراطية/ دواوينية كي تمارس الجماهير الشعبية و الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا ديمقراطية صلب الشعب و دكتاتورية ضد الأعداء من إمبرياليين و برجوازية كمبرادورية/ بيروقراطية وإقطاعيين؛ و تعبّد الدولة الجديدة الطريق للثورة الإشتراكية على كافة الأصعدة. و لأنّ المجال لا يسمح بالخوض فى تفاصيل خطّ من هذا القبيل، نحيلكم على دراسة وثائق ماوية منها "غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة" لماويين أمريكان - متوفّر بموقع الفكر الممنوع بالأنجليزية- و وثيقة نشرها ماويون من الهند بمجلّة "عالم نربحه" عن الإقتصادوية المسلّحة ووثيقة أخرى نشرها ماويون من كولمبيا فى ذات المجلّة عن حرب الشعب و الإستراتيجيا الإنتفاضية فضلا عن وثائق حملة التصحيح للحزب الشيوعي الفليبيني.

ودون التوسّع أكثرفى الموضوع، من المهمّ هنا أن نشير إلى أنّ الطريق الإنتفاضى الخوجي يلقى صداه فى تونس عن وعي و تنظير مفضوح أو متستّر او عن غير وعي لدى مجموعات تطلق على نفسها نعت الوطنية الديمقراطية إضافة إلى حزب العمّال الشيوعي التونسي الذى تبنّى الخوجية و دافع عنها صراحة منذ نشأته و هو عالميّا منخرط فى منظمة الأحزاب و المنظمات الخوجية . و فى هذه المدّة الأخيرة يبثّ أصحاب الطريق الإنتفاضي الخوجي و الإصلاحيين الإنتهازيين الآخرين الأوهام البرجوازية حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس معتبرينها ثورة فى حين أنّ ما حقّقته و قد تحقّقه لا يتجاوز الإصلاحات البرجوازية ( تنازلات إقتصادية و سياسية و إجتماعية طفيفة قابلة للإتفاف عليها فى أقرب الفرص السامحة لأعداء الشعب بذلك ) فرضتها النضالات الشعبية التى لا تمسّ من جوهر دولة الإستعمار الجديد و جيشها و نمط إنتاجها و الطبقات التى هي تمثّلها وتخدمها (2). و عربياّ تجسّد الجبهات الفلسطينية ، و منها بالخصوص الديمقراطية و الشعبية النزعة التحريفية المسلّحة ، علما أنّ هتين الجبهتين كانتا تعدّان الإتحاد السوفياتي الإمبريالي الإشتراكي صديقا للشعوب و كانتا تنسّقان معه المواقف و هما لعقود تقدّمان التنازلات تلو التنازلات إلى درجة أضرّت بقضية التحرّر الوطني الديمقراطي الفلسطينية حتى لا نستعمل كلمات أخرى.

و بإختصار نستخلص من تاريخ الصراع الطبقي للبروليتاريا العالمية أنّ طريق حرب الشعب الطويلة الأمد الماوية هو الطريق الثوري الوحيد فى المستعمرات وأشباه المستعمرات للقضاء على الجبال الرواسي الثلاثة ، الإمبريالية و البرجواية الكمبرادورية /البيروقراطية و الإقطاع وهو طريق أهمّ ما يقتضيه محوريا و مركزيّا تأسيس و بناء حزب بروليتاري ثم جيش شعبي و جبهة متحدة كأسلحة سحرية ثلاثة قادرة على قيادة الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و بناء دولة جديدة ،دولة الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية المسترشدة بالماركسية-اللينينية-الماوية.

و من هذا تتجلّى حقيقة ساطعة على الثوّار البروليتاريين إدراكها ألا وهي" لا حركة ثورية دون ماوية ! ".
========================
الهوامش :

1- و كذلك الواقع طبقيا الإشتراكية إشتراكيات . و يكفى بهذا المضمار التذكير بعنوان كتاب إنجلز "الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية" من ناحية أولى ؛ و فقرات ماركس و إنجلز فى البيان الشيوعي :"الإشتراكية الرجعية : أ- الإشتراكية الإقطاعية ب- الإشتراكية البرجوازية الصغيرة ج- الإشتراكية الألمانية و الإشتراكية "الحقّة" ، الإشتراكية المحافظة أو البرجوازية ، من ناحية ثانية؛ و مقالات لينين عن الإشتراكية الديمقراطية و عن الإشتراكية الإمبريالية من ناحية ثالثة ؛ و كتابات الشيوعيين الماويين،زمن ماو و بعده، عن الإمبريالية الإشتراكية و عن مفهوم الإشتراكية دون صراع طبقي الخوجية و عن الإشتراكية ( دكتاتورية البروليتاريا و نمط إنتاج) كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية مديدة تعجّ بالصراعات الطبقية و تتضمنّ كلا من إمكانية التقدّم نحو المجتمع الشيوعي العالمي و إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ...

2- مثال ذلك ما ورد فى جريدة "الشروق" التونسية – السبت 5 فيفري 2011 بالصفحة 15- على لسان شكري بلعيد الناطق الرسمي بإسم حركة "الوطنيون الديمقراطيون"، متحدّثاعن "طبيعة هذا النظام و طبيعة هذه المرحلة التاريخية"من:
- " نحن اليوم فى مرحلة إنتقال ثوري" و"نحن إزاء ثورة ذات طبيعة ديمقراطية" دون ربط هذه الديمقراطية بطبقة أو طبقات معينة مع إستعمال مصطلح ثورة عوض ما هو فى الواقع ،ماركسيا إنتفاضة قد تؤدّى إلى إصلاحات ديمقراطية برجوازية شكلية أو تنازلات أخرى يمكن الإلتفاف عليها و سحبها لاحقا مثلما حصل فى الشيلي فى السبعينات و الفليبين فى الثمانينات...
- " مرحلة سياسية تتميّز بإزدواجية السلطة" التي لا نراها فى الواقع أصلا حيث لا تزال حكومة الجنرال المخلوع-حكومة الغنوشي القديمة الجديدة- مطعّمة بوجوه إصلاحية غير تجمّعية صراحة تحكم البلاد و الرئيس هو ذات رئيس مجلس النواب سابقا و المجلسين –النواب و المستشارين- لم يحلاّ بل رأيناهم بفضل الإعلام المرئي ينشطان بصفة عادية تقريبا و حيث مراكز القوّة و النفوذ فى السلطة و فى كافة نواحي الحياة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و الإعلامية لا تزال تسيّر جوهريّا دواليب الحكم و حيث فى خيال بلعيد فقط توجد سلطة أخرى موازية لمؤسسات وسلطة دولة الإستعمار الجديد التي لم يطل عامودها الفقري ( الجيش و شتى أصناف قوات القمع) إضعاف كمّي أو نوعي لا بل إنّ حتى فى المناطق التي هجرتها لفترات معيّنة قوات الأمن/ القمع تولّى السكّان بصفة مؤقتة و بتنسيق مع جيش دولة الإستعمار الجديد القيام باللازم من حماية الأشخاص و المؤسسات و منها مؤسسات حكومة الغنوّشي القديمة –الجديدة و لم يشكّلوا بالتالى سلطة موازية فما بالك بسلطة دولة جديدة موازية!
- و " بناء الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية " كمفهوم غريب عن الماركسية نرجو من صاحبه شرحه فى لاحق الأياّم، هو و جملة المفاهيم الأخرى التي نجدها فى ذات الصفحة و الفقرة :" المجلس التأسيسي ... أداة الثورة...و أداتها أيضا فى بناء مؤسسات النظام الديمقراطي الجديد لتونس الحرّة." !!!
وبالمناسبة نسأل أصحاب حركة الوطنيين الديمقراطيين هل أنّ هذه و غيرها من المقولات إمتداد للأطروحات الوطنية الديمقراطية للثمانينات أم هي قطيعة معها؟ و إن كانت قطيعة كمّية أو نوعيةّ فكيف تمّت و لماذا و متى ؟ و نكون شاكرين سلفا لمن يقدّم لنا أجوبة على هذه الأسئلة تكون مدعومة طبعا بالوثائق التاريخية لهذه المجموعة.

====================================================

2- من العدد السادس من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" / جانفي 2012


على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية الصغيرة :

أ‌- لنتصدّى للتحريفية الناشرة للأوهام البرجوازية !

إنّ غالبية " اليسار" بما هي تحريفية لا تسوّق سوى للأفكار و الأوهام البرجوازية بينما من واجب الشيوعيين و الشيوعيات حقّا أن ينشروا المبادئ الشيوعية و النظرة البروليتارية للعالم و بر امج الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية ،و العمل على مقاومة دولة الإستعمار الجديد و مراكمة القوى لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة فى أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة : الحزب الشيوعي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي و الحزب الشيوعي طليعة البروليتاريا الثورية محور هذه الأسلحة و قائدها.

و لم يكتف " اليسار" الإنتهازي الإصلاحي بنشر الأوهام البرجوازية بل عمد فصيل منه يدّعي الثورية و اللينينية حتى للتحالف مع الإخوانجية بتعلّة مجابهة العدوّ الرئيسي حينها ، بن علي . وفضلا عن عدم صواب هذا التفكير الإنتهازي الذى يسمح بالتحالف مع أكثر القوى الظلامية التابعة للنظام ذاته و البديل الإمبريالي بإمتياز فى المرحلة الحالية ، فإنّ النتائج كانت وخيمة للغاية.

فى الواقع ، ساهم حزب العمال " الشيوعي " التونسي - إلى جانب الحزب الديمقراطي التقدّمي- فى تلميع صورة الظلاميين و جعلهم ديمقراطيين مقبولين شعبيّا و على نطاق واسع جدّا رغم أنّهم لم يشاركوا فى تحرّكات تحالف 18 أكتوبر بتاتا أو شاركوا بإحتشام كبير ، لا سيما عندما تعلّق الأمر بتحرّكات فى شوارع العاصمة. و من هنا إذا الظلاميون " ديمقراطيون" لدى القوى الإمبريالية العالمية و بتأشيرة من حزب " تقدّمي " و آخر " شيوعي "!!! و لدي الفئات الشعبية ذات التجربة المحدودة التى ترى أنّ النهضة و قد صارت " ديمقراطية" بإعتراف الحزب " الشيوعي" و الحزب " التقدّمي" و قد وعدت بإحترام المكاسب الشعبية و تطبيق إسلام وسطي، باتت هي الأقرب للقلب و العقل ! فلماذا ستصوّت لغيرها؟

و عندئذ تكون الإمبريالية جهّزت قطعة الشطرنج الناقصة لتكرّس عمليّا هيمنة ما تسمّيه " الإسلام المعتدل" وقد أضحى مقبولا حتى من " التقدميين" و "الشيوعيين".

و بهذا ندرك حقيقة أن حزب الشابي و حزب حمه ساهما فى فى هزيمتهما و تعزيز تأثير الظلاميين من حيث سعيا للإستفادة منهم. بإختصار ، التحالف الذى تمّ أفاد أيما إفادة الإخوانجية و دولة الإستعمار الجديد و قلّص من فرص إنتشار و تأثير الحزبين المتحالفين مع النهضة فى إطار 18 أكتوبر. و فضلا عن ذلك ، كان جزاء الشابي الذى فتح لهم ذراعيه و أبواب حزبه و جريدته ليبثّوا سمومهم و دافع عنهم بإستماتة ، الطرد من عدّة مناطق و الإهانات تلو الإهانات.

ب- أهمّية المشروع الشيوعي :

و قد بلغنا هذا الحدّ ، نودّ أن نثير سؤالا جوهريّا : هل تعتقدون أنّ الأصوات التى حصلت عليها النهضة مردّها أساسا و رئيسيا المسائل التكتيكية المتصلة بالبرنامج الإنتخابي و مسألة الهويّة ؟ نحن لا نعتقد ذلك . من الأكيد أنم مسألة الهويّة لعبت دورا فى تكديس الأصوات لفائدتها كما لعبت علاقاتها مع القوى الإمبريالية دورا لا ينكره إلاّ الأعمى غير أنّ ما نجلب إليه النظر هو أنّ الظلاميين و منذ عقود الآن أقاموا دعايتهم بصفة جوهرية و مركزية على مشروع المجتمع الذى يعدون به ، على مجتمع إسلامي يعيد للأمّة الإسلامية أمجادها و يشيع العدل فى الأرض ، حسب رأيهم المضلّل للفئات الشعبية.

و هذا يحيلنا على النقيض من ذلك ، على المشروع الشيوعي الذى ما عادت غالبية "اليسار" تدعو له و تروّج و إكتفت بالعمل النقابي الإقتصادوي و المطالبة بالحريات السياسية. و مجرّد نظرة على أدبيّات المدعين تبنّى " الماركسية" تفيد بأنّ أكثريتهم تكرّس فى العمق ما روّجت له طويلا الدعاية الإمبريالية و الرجعية أي " موت الشيوعية" ففضلا عن تبرّء هؤلاء أو أولئك من الماوية أو من اللينينية أو من الماركسية برمّتها فإنهم أمسوا لا يعتبرون أنفسهم شيوعيين فهم وطنيون و هم يساريون و هم إشتراكيون و حتى حزب العمّال فى مؤتمره الأخير ناقش التخلّى عن صفة " الشيوعي"!!! فى الوقت الذى تحتاج فيه الطبقة العاملة عالميّا إلى رفع راية الشيوعية الحقيقية ،الثورية !!!. و هذا ليس غريبا منهم و نحن فيما مرّ بنا قد وضعنا يدنا على معطيات و حقائق تؤكّد أن حزب العمّال ذاته ليس لينينيّا .و قد سبقهم إلى التنكّر إلى الشيوعية الحزب الإشتراكي اليساري – فى الحقيقة "الراسمالي اليميني"- و حزب العمل الوطني الديمقراطي و كلاهما إلتحقا بجلاء بحركة التجديد و شكّلا معها تحالفات ، حركة التجديد - الحزب الشيوعي التونسي سابقا -الشهيرة بمساندتها لدولة الإستعمار الجديد لأكثر من نصف قرن. و التى شاركت فى حكومة الغنوّشي المعادية للشعب و تطلعاته.

و كي نخترق الثنائي الذى تسعى الإمبريالية و عملاؤها ليضعوا الشعب فيه : إمّا الدكتاتورية المفتوحة او الديمقراطية الإستعمارية ، ينبغى أن نبثّ فى صفوف المناضلات و المناضلين و الفئات و الطبقات الشعبية و خاصة فى الشباب المشروع الشيوعي بتاريخه المجيد و مبادئه الثورية و مكاسبه الهائلة و نقد الأخطاء و كيفية تجاوزها و برنامج الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية و مستلزماتها كمشروع وحيد ثوري حقّا و قادر على تحرير الإنسانية تحريرا تاما من كافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري.

ب‌- عالم آخر ضروري و ممكن ، عالم شيوعي :

يجب مقارعة مشاريع الإمبريالية و الرجعية بمشروع تحرير الشعب و على رأسه الطبقة العاملة عالميّا ، يجب مقارعة مشاريع أعداء الشعوب و التحرّر الوطني و الطبقي و الجندري بالمشروع الشيوعي الثوري لا بأفكار و أوهام برجوازية صغيرة إصلاحية . و من ثمّة يترتّب علينا بناء تيّار يدافع حقّا عن الشيوعية لتجاوز الثنائية الإصلاحية : سلطة فاشستية أم سلطة ديمقراطية فى إطار دولة الإستعمار الجديد. و بالضرورة يترتّب كسر هذا القمقم كما يترتّب ماركسيّا تحطيم هذه الدولة لإنشاء دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية الممهّدة للإشتراكية فالشيوعية.

ووحده بناء الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الماركسي-اللينيني-الماوي ،و الجبهة الديمقراطية الجديدة و جيش التحرير الشعبي ) قادر على أن يوحّد القوى و الطبقات الشعبية تحت راية البروليتاريا الثورية. و قد أثبت التاريخ المعاصر أنّ المشروع الشيوعي فقط قادر على ذلك ، لا القومي و لا الديني و لا الأوهام بإمكانه إنجاز التحرير الفعلي للشعوب و الإنسان من الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري. هذه حقيقة عميقة علينا أن ندركها جيّدا و أن نعمل طاقتنا لتستوعبها الجماهير الشعبية.

و فى هذا السياق ناكّد أنّه لا مناص من مواجهة النظرة المثالية للعالم و من تمظهراتها الأساسية النظرة الدينية ذلك أنّه لن يكون بمستطاع المشروع الشيوعي النجاح و لا يمكن للثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية أن تحرز الظفر دون كسب الجماهير إلى النظرة البروليتارية المادية الجدلية للعالم و تصفية الحساب و لو بصورة أساسية و ليس كلية مع المثالية وفى حالنا نحن تصفية الحساب جوهريّا مع الإسلام السياسي . و من الواجب التشديد على أنّ الإسلام مثلما بيّن الرفاق الماويون الإيرانيون أداة و إيديولولجيا الطبقات المستغلّة .
و إنطلاقا من كون الحرّية هي وعي الضرورة ( إنجلز) و تغيير الواقع ( إضافة ماو) ، نقول إنّه من الضرورة بمكان أن نواجه بجرأة و جسارة الإيديولوجيا الدينية و أن ندعو المثقّفين و جماهير الشعب لمواجهتها فكريّا و سياسيّا و ميدانيّا. و موقف التهرّب من هذه المواجهة موقف غير ماركسي، غير شيوعي ، تحريفي و لا يفيد فى آخر المطاف ، أصلا و بتاتا سوى مزيد تغلغل الظلاميين حيث لا وجود لفراغ إيديولوجي فإمّا الإيديولوجيا البروليتارية الثورية و إمّا الإيديولوجيا البرجوازية و الرجعية بتلويناتها.

هل يمكن أن ننجز ثورة بروليتارية – ديمقراطية جديدة فى أشباه المستعمرات بقيادة البروليتاريا و إشتراكية فى البلدان الإمبريالية ،- بشعب أو شعوب تهيمن عليها و تتحكّم فيها إيديولوجيا مثالية – دينية؟ طبعا لا! حتى يوجد شعب ثوري مثلما حتى توجد حركة ثورية ، هناك حاجة لنظرية ثورية تنير الممارسة و عملية تغيير العالم ثوريّا . ولنتحمّل مسؤولياتنا كثوريين فى النهوض بهذه المهمّة الديمقراطية العالقة منذ عقود إن لم نقل منذ قرون. و لنوضّح عرضا أنّ هذا لا يعنى السعي إلى القضاء المبرم على النظرة المثالية والدينية تحديدا عدا كونه غير مطلوب و مثالي فلسفيّا غير ممكن واقعيّا و يحتاج إلى رسوخ الشيوعية عالميّا و لمدّة طويلة و حتى فى هذه المرحلة فهذا بعد إنتفاء شروط المعتقدات الدينية و إنتشار النظرة المادية الجدلية و التفكير العلمي.

و بالمناسبة من أوكد الواجبات فى هذا الصدد أن نتجنّب أية تحالفات مع القوى الظلامية لأنّها جزء من نظام دولة الإستعمار الجديد و بديل إمبريالي ينبغى علينا عزله و مهاجمته بإستمرار حتى لا ينقضّ على نضالات الشعب و يركبها و يعيده إلى نقطة الصفر أو أتعس مثلما حصل فى إيران و( و تجربة الرفاق الماويين فى إيران و الدروس التى إستخلصوها مفيدة للغاية فى هذا المضمار) و عليه يغدو جليّا أنّه علينا أيضا أن نفضح كلّ من يدفع نحو أي نوع من التحالف معه مهما كانت التعلاّت...
ليكن الشيوعيون شيوعيون و ينشروا الشيوعية بجرأة !
لنكن من محرّري الإنسانية !
===================================================

من العدد الثاني من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" / أفريل 2011

طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!

تطبيقا لشعار الوضوح النظري و السياسي مثلما سمّاه الرفاق الشيوعيون الماويون فى المغرب ، و بحثا عن صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّد فى كلّ شيئ كما قال ماو تسى تونغ ، نتناول فى هذا المقال مسألة محورية فى النضال النظري الذى نخوضه ونحثّ الرفاق الشيوعيين الماويين و غيرهم على خوضه ذلك أنّه لا حركة ثورية دون نظرية ثورية و سحبا لهذه المقولة الأخيرة اللينينية العظيمة لكونها تلخّص حقيقة موضوعية عميقة و تركّز دروسا إستخلصت من التجارب العملية للنضال البروليتاري عالميّا ، على واقعنا اليوم ، نرفع راية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ".

و من حصيلة تقييمات لنا سابقة للوضع عالميّا و عربيّا و قطريا، لمسنا إنحرافات خطيرة عن إيديولوجيا البروليتاريا العالمية ما جعل ، ضمن أسباب عدّة أخرى ، ممارسات الحركة الشيوعية العربية تحيد عن الهدف الأسمى ، الشيوعية و جعل الكثير من مكوناتها تنخرط كقوى إصلاحية فى العمل فى إطار الحفاظ على السائد أو العمل فى إطار دول الإستعمار أو الإستعمار الجديد.

و منذ الخمسينات ، بقدر ما كان الخطّ الإيديولوجي و السياسي قريبا من الماوية كانت المنظمات و المجموعات و الأحزاب الشيوعية ثورية و بقدر إبتعادها عن الماوية ، كانت تنهشها الإنتهازية اليمينية و اليسراوية . و هذا صحيح ، حسب رأينا ، بوجه خاص فى المغرب و تونس.

1- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :

وعادة ما تعرّف الجماعات - و نخصّص هنا الحديث أساسا عن" الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين"، الوطد- التي تدعى الإنضواء تحت لواء الشيوعية نفسها- إيديولوجيا بأنّها تتبنّى الإشتراكية العلمية وهذا منها فى يوم الناس هذا خطأ نظري نشرحه فى الحال.

و مثلما سجّلنا بالعدد الأوّل من نشرية " لا حركة شيوعية دون ماوية " ، ضمن مقال " الديمقراطية البرجوازية القديمة ام الديمقراطية الجديدة الماوية " الإشتراكية إشتراكيات ( و الشيوعية اليوم شيوعيات) : " و يكفى بهذا المضمار التذكير بعنوان كتاب إنجلز " الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية " من ناحية أولى ؛ و فقرات ماركس و إنجلز فى البيان الشيوعي :" الإشتراكية الرجعية : أ- الإشتراكية الإقطاعية ب- الإشتراكية البرجوازية الصغيرة ج- الإشتراكية الألمانية و الإشتراكية "الحقّة" ، الإشتراكية المحافظة أو البرجوازية ، من ناحية ثانية؛ و مقالات لينين عن الإشتراكية الديمقراطية و عن الإشتراكية الإمبريالية من ناحية ثالثة ؛ و كتابات الشيوعيين الماويين،زمن ماو و بعده، عن الإمبريالية الإشتراكية و عن مفهوم الإشتراكية دون صراع طبقي الخوجية و عن الإشتراكية ( دكتاتورية البروليتاريا و نمط إنتاج) كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية مديدة تعجّ بالصراعات الطبقية و تتضمنّ كلا من إمكانية التقدّم نحو المجتمع الشيوعي العالمي و إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ..."

قال إنجلز فى مستهلّ المقال الأوّل من كرّاسه المنشور سنة 1892 " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " : " إنّ الإشتراكية العصرية ، من حيث مضمونها هي فى المقام الأوّل ، نتيجة لملاحظة التناقضات الطبقية السائدة فى المجتمع العصري بين المالكين وغير المالكين ، بين الرأسماليين والعمّال الأجراء ، من جهة ، و لملاحظة الفوضى السائدة فى الإنتاج من جهة أخرى. و لكن هذه الإشتراكية تبدو فى البدء ، من حيث شكلها النظري ، كأنّها مجرّد إستمرار ، أكثر تطوّرا و إنسجاما ، للمبادئ التي صاغها المنورون الفرنسيون الكبار فى القرن الثامن عشر".
و عند نهاية هذا المقال الأوّل ، خلص إنجلز إلى أنّ " و لهذا لم تعد تبدو الإشتراكية الآن إكتشافا حققه من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك ، بل صارت تبدو نتيجة ضرورية للنضال بين الطبقتين الناشئتين تاريخيّا ، البروليتاريا والبرجوازية.
و لم تبق مهمتها إبتداع نظام إجتماعي على أكثر ما يمكن من الكمال ، بل غدت دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي الذى أدّى بالضرورة إلى نشوء هاتين الطبقتين و إلى نشوء الصراع بينهما ، و إيجاد الوسائل فى الوضع الإقتصادي الناجم عن هذا التطوّر ، من أجل تسوية النزاع. و لكن الإشتراكية السابقة لم تكن متلائمة مع هذا الفهم المادي للتاريخ مثلما كان فهم الماديين الفرنسيين للطبيعة غير متلائم مع الديالكتيك و مع علم الطبيعة الحديث."( الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو ، ص 38 و 65) .

إذن نشأت الإشتراكية العصرية مع المجتمع العصري نتيجة صراع الطبقتين الناشئتين البروليتاريا و البرجوازية و بدأت أقرب إلى أفكار فلاسفة الأنوار –القرن 18- " و إكتشافا من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك" لتغدو إشتراكية علمية بما هي تعتمد دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي ، و الفهم المادي التاريخي لذلك صارت تسمّى إشتراكية علمية بعدما كانت طوباوية.و عليه الإشتراكية كوحدة أضداد ، تناقض إنقسمت ( بمعنى "إزدواج الواحد" اللينيني و الماوي) إلى طوباوية و علمية كمظهري هذا التناقض. و تمكّنت الإشتراكية العلمية من إلحاق الهزيمة بالإشتراكية الطوباوية و سادت عالميّا إلاّ أنّ هذه الإشتراكية العلمية ستشهد هي ذاتها صراعات داخلية ستفرز عديد التياّرات أهمّها التياّر الماركسي الذى لن يفتأ يتطوّر هو ذاته و " ينقسم " ( بمعنى إزدواج الواحد) فى مسيرة نموّه و حركة تطوّره إلى اليوم.

" حتى بين المذاهب المتعلّقة بنضال الطبقة العاملة و المنتشرة بخاصة فى صفوف البروليتاريا ، لم ترسّخ الماركسية مواقعها دفعة واحدة ...و حين حلّت الماركسية محلّ النظريات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبّر عنها هذه النظريات وراء سبل جديدة. فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال مستمرّ ... بنضال التيار المعادي للماركسية فى قلب الماركسية... لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة ، وهي تواصل النضال، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية."( لينين: المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد الأوّل، الجزء الأوّل، ص 86-87 ضمن نص " الماركسية و النزعة التحريفية " ) . و" أدّى النضال ضد المحرّفين إلى نهوض مثمر فى تفكير الإشتراكية العالمية النظري بقدر ما أدّى جدال إنجلس مع دوهرينغ قبل عشرين سنة." ( مصدر سابق ، ص 89) و يخلص لينين إلى أنّ " نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام ، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها." ( المصدر السابق ، ص 95).

و" التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي " (ماو تسي تونغ :خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية ، مارس 1957 )

و يبرز جليّا أن الإشتراكية التي إنكبّ إنجلز على الخوض فيها فى ذلك الكرّاس تحيل على الصراع الطبقي و المادية التاريخية و هذا لا يعدو أن يكون مكوّنا من مكوّنات الماركسية الثلاثة وهو ما أكّده لينين فى " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " حيث إعتبر مذهب ماركس " بوصفه التتمّة المباشرة الفورية لمذاهب أعظم ممثلى الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية " ( لاحظوا جيّدا أنّه لم يستعمل مصطلح " الإشتراكية العلمية" بل فقط " الإشتراكية" مثلما فعل فى كرّاس "كارل ماركس" ). ف" مذهب ماركس "، الماركسية ،:" هو الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية فى القرن التاسع عشر: الفلسفة الألمانية ، و الإقتصاد السياسي الإجليزي،و الإشتراكية الفرنسية .و إنّنا ستناول مصادر الماركسية الثلاثة هذه ،التي هي فى الوقت نفسه أقسامها المكوّنة الثلاثة."( لينين ، المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد 1، الجزء 1، ص 78/79).

و من هنا لا يفعل من يريد أن يماثل بين الماركسية أو الشيوعية و " الإشتراكية العلمية " سوى العودة إلى ما قبل لينين و اللينينية و ليّ عنق الشيوعيين إلى الخلف، نحو القرن 19. و هذا بوضوح إنحراف نظري و كذلك تنازل نظري - سياسي يهدونه على طبق لأعداء الشيوعية مقدّمين أنفسهم بتعلّة عدم تنفيرالجماهير ،على أنّ هدفهم الأسمى بالتالى هو الإشتراكية و ليس الشيوعية بطورها الأدنى الإشتراكية و طورها الأعلى الشيوعية ، وفق كتاب لينين " الدولة و الثورة" ، يتوصلون إليه عبر الصراع الطبقى الذى تعترف به و تقرّه حتى البرجوازية و الذى لا يحدّد بحدّ ذاته من هو الماركسي.

فى رسالة وجهها ماركس إلى فيدميير ، بتاريخ 5 مارس / أذار 1852 ، أعرب عن أنّه :

" فيما يخصنى ليس لى لا فضل أكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف صراعها . فقد سبقنى بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التطوّر التاريخي لصراع الطبقات هذا ، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادي .و ما أعطيته من جديد يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتى :
1"- إن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطوّر الإنتاج 2- إنّ النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا ، 3- إنّ هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالى من الطبقات...".

و معلّقا على ذلك ، كتب لينين: " ...الأمر الرئيسي فى تعاليم ماركس هو النضال الطبقي هذا ما يقال و ما يكتب بكثرة كثيرة. بيد أنّ هذا غير صحيح. و عن عدم الصحة هذا تنتج ، الواحد بعد الآخر ، التشويهات الإنتهازية للماركسية و ينتج تزويرها بحيث تصبح مقبولة للبرجوازية. ذلك لأنّ التعاليم بشأن النضال الطبقي لم توضع من قبل ماركس ، بل من قبل البرجوازية قبل ماركس ،وهي بوجه عام مقبولة للبرجوازية. و من لا يعترف بغير نضال الطبقات ليس بماركسي بعد ، و قد يظهر أنّه لم يخرج بعد عن نطاق التفكير البرجوازي و السياسة البرجوازية. إنّ حصر الماركسية فى التعاليم بشأن النضال الطبقي يعنى بتر الماركسية و تشويهها و قصرها على ما تقبله البرجوازية. ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا. و هذا ما يميّز بصورة جوهرية الماركسي عن البرجوازي الصغير ( وحتى الكبير) العادي." ( لينين،" الدولة و الثورة " ص 35-36 ، الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو).

و نستشفّ ممّا تقدّم أنّ دعاة " الإشتراكية العلمية " بكلمات لينين يشوّهون الماركسية بإنتهازية و يزوّرونها و يبترونها لتصبح مقبولة للبرجوازية . و يتغافلون عن ما يميّز " بصورة جوهرية " الماركسي عن غيره. و لئن عرّف لينين حينها الماركسي بمن" يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا" فإنّ الشيوعيين الثوريين الماويين ، وبعد مراكمة تجارب إشتراكية بقيادة أحزاب شيوعية فى الإتحاد السوفياتي و الصين خاصة ، يضيفون أنّ الماركسي صار من يعترف بتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و التناحرالطبقي فى ظلّ الإشتراكية و بضرورة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا( نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما صاغها ماو و طبّقها فى خضمّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. )

وننهى هذه النقطة بالتأكيد على أنّ إيديولوجيتنا هي الشيوعية و ليست الإشتراكية العلمية و الشيوعية ، قال ماوتسى تونغ فى " حول الديمقراطية الجديدة " ( 1940 ،م 2) " هي نظام كامل للإيديولوجيا البروليتاري وهي فى نفس الوقت نظام إجتماعي جديد. و هذا النظام الإيديولوجي و الإجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي و إجتماعي آخر ، وهو أكثر النظم كمالا و تقدّمية و ثورية و منطقية فى التاريخ الإنساني."

2- الشيوعية ، لا البلشفية :

و فى نفس السياق ، فى يومنا هذا ، يتجه البعض من مدعى تبنّى الشيوعية إلى إعتبار أنفسهم تيّارا بلشفيّا و هذا فى حدّ ذاته إنحراف خطير . فالبلشفية وهي تعنى الأغلبية نتيجة إنقسام – إلى أغلبية و أقلّية- داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي إبّان مؤتمر ( راجعوا لينين " خطوة إلى الأمام ،خطوتان على الوراء ") صارت ميزة الأغلبية التي ساندت أطروحات لينين حينها تفرّقهم عن المناشفة ، الأقليّة.و بالتالى كانت البلشفية نقيضا للمنشفية فمثلما مرّ بنا بأنّ الإشتراكية العلمية كانت نقيضا للإشتراكية الطوباوية .و ظلّ إستعمال البلشفية كمصطلح مفيد فى علاقة بثورة أكتوبر الإشتراكية التي قادها البلاشفة إلى درجة انّ هناك من ذهب للحديث عن الثورة البلشفية عوضا عن الثورة الإشتراكية. و بقيت صفة البلشفية ملتصقة لسنوات بإسم الحزب الشيوعي السوفياتي إلاّ أنّها لم تكن من صلب إسمه الذى كان " الشيوعي" بل ملحقا به و أحزاب الأممية الشيوعية ، الأممية الثالثة ، سيرا على خطى لينين و منهجه أطلقت على نفسها أسماء تعكس هدفها الأسمى أي الشيوعية فكانت تسمىّ الحزب الشيوعي لبلد ما ، كالحزب الشيوعي الفرنسي أو الحزب الشيوعي الصيني إلخ و لم تردف الإسم بالبلشفية. هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، تعلّقت البلشفية بالتجربة الروسية و تاريخيّا كانت نهاية الذين حاولوا إستعمال صفة البلشفية للمزايدة بالثورية خارج الإتحاد السوفياتي نهاية تعيسة. و نضرب على ذلك مثال الصينيين الذين لقّبوا أنفسهم ب"البلاشفة مئة بالمئة " و دفعوا الحزب الشيوعي الصيني إلى إستنساخ الطريق الروسي و تركيز النشاط الحزبي فى المدن لتحريرها أوّلا كما حصل أثناء ثورة أكتوبر ، فتسبّت دغمائيتهم هذه فى تكبّد الثورة جيشا و حزبا و جماهيرا أفدح الخسائر و لولا نضال ماو تسى تونغ ضدّ خطّهم الخاطئ هذا الذى لم يفقه شيئا من دعوة لينين لأحزاب المستعمرات و أشباه المستعمرات للبحث عن طرق جديدة للثورة ( أنظروا العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية" ، مقال " الديمقراطية القديمة البرجوازية ام الديمقراطية الجديدة الماوية " ) .

و قد نقد ستالين ذلك الخطإ الدغمائي فى " ملاحظات حول المواضيع الراهنة " قائلا :" " رغم تقدّم حزبنا إيديولوجيّا ، نجد فيه بعدُ ، لسوء الحظّ ، ما يدعون" قادة " يعتقدون بصراحة بأنّ الثورة الصينية يمكن قيادتها ، إن أمكن القول ، عبر البرقيّات ووفق المبادئ العامّة للكومنترن، دون الأخذ بعين النظر للخصوصيّات القومية للصين ، لإقتصادها ، لنظامها السياسي ، لثقافتها ، لعاداتها ، لتقاليدها . ما يميّز ، بالفعل ، هؤلاء "القادة " عن القادة الحقيقيين ، هو أنّه لديهم دائما فى جعبتهم صيغتان أو ثلاث ،" تناسب " كافة البلدان وهي " ضرورية " فى كافة الظروف .بالنسبة إليهم ، لا وجود للحاجة إلى أن نأخذ بعين النظر الخصوصيّات القومية و المميّزات القومية الخاصّة لكلّ بلد ...هناك إذن محاولات وضع فى قوالب جامدة قيادة كافة البلدان..." ( و كلام ستالين هذا ينطبق على جميع الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين).

و عندما تمكّن الماويون من إلحاق الهزيمة بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي أواسط ثلاثينات القرن الماضى تمّكنت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية من إعادة بناء قوتها شيئا فشيئا بخطى راسخة عبر إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدن و كان لها الظفر عبر البلاد بأسرها سنة 1949 ممهّدة الطريق للثورة الإشتراكية فالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى (1966 -1976 ) كطريقة ووسيلة جديدة لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و كلّها تعدّ من مساهمات ماو تسى تونغ فى إيجاد طرق جديدة للثورة و فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية. ( للمزيد حول " البلاشفة مئة بالمئة" : " فى الردّ على الهجوم الدغمائي التحريفي لأنور خوجا " ج . وورنير ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي ، بالأنجليزية و الفرنسية ).

و نذكّر لمجرّد التذكير و ليس حجّة نعتمدها بأنّ مجموعة البلاشفة الجدد الكندية التي أثّرت فى هذا أو ذاك من عناصر " الوطد" عبر أعداد من مجلّة " ديماركاسيون" إنحلت منذ عقود الآن. كما نشير إلى أنّ عددا من البلاشفة الذين ساندوا لينين فى ذاك المؤتمر قد تحوّلوا فى السنوات اللاحقة إلى المعارضة و شكّلوا خطوطا تحريفية حتى . و كتابات لينين و ستالين تسجّل ذلك. و من ثمّة إستعمال كلمة بلاشفة بات اليوم ، فى القرن الواحد و العشرين لا يفيد بالضرورة الثورية و لا يحيل على إيديولوجيا ثورية اليوم .

و حينما إنكبّ ستالين على تلخيص تجربة الثورة فى روسيا و الإتحاد السوفياتي ، أبرز تطوير لينين للماركسية و ما أصبح يسمّى كمصطلح علمي دقيق اللينينية ( لا البلشفية) كمرحلة جديدة ،ثانية و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية و مذّاك غدت الأحزاب الشيوعية الحقيقية تتبنّى الماركسية-اللينينية و تلاشى أكثر فأكثر إستعمال وصف البلشفي حتى فى الإتحاد السوفياتي.

و الآن و قد عمد البعض إلى إحياء هذا المصطلح غير الدقيق علميّا اليوم على أنّه نعت مميّز يطلق على الثوريين فإنّه يجدر بنا بعد إجلاء الأمر أن نقول لهم لا للنكوصية ، المصطلح الأدقّ عالميّا هو اللينينية . و لتقريب الصورة وليس للشتم أو التشويه ، صنيعكم هذا يشبه صنيع السلفيين المتزمّتين فى تمسكهم بتلابيب النصوص و ظواهرها و الإستماتة فى الدفاع عنها.وليعلم هؤلاء و غيرهم أنّ الرابطة التروتسكية بفرنسا التابعة للرابطة الشيوعية العالمية – الأممية الرابعة تصدر منذ سنوات نشرية بعنوان " البلشفي" روّج آخر عدد منها وهو العدد 195 فى مارس 2011.

إنّ الماركسية علم و العلم يتطوّر و يتعمّق بالضرورة و إنّكم بهكذا إنحراف تسيئون لستالين ذاته و أنتم تدّعون الدفاع عنه – دفاع دغمائيّ يستبعد نقد الأخطاء- بتشكيكهم فى اللينينية كمفهوم علمي دقيق. وفى الوقت نفسه ندعوكم رفاقيّا إلى جادّة الصواب و إلى عدم إيقاف تطوّر الماركسية عند ستالين و التجربة السوفياتية فالبروليتاريا العالمية راكمت قدرا هاما من التجارب زمن ستالين و بعده لا سيما التجربة الصينية الرائدة و غيرها و تجارب ثريّة منذ الستينات إلى يومنا هذا فى عديد البلدان وهي بالتالى تستدعى النقاش الجاد و الدراسة و التلخيص لتطوير الماركسية اللينينية التي أضحت حسب الشيوعيين الماويين الماركسية-اللينينية - الماوية على أنّ الماوية هي المرحلة الثالثة ، الجديدة و الأرقى. و لن تكفّ الماركسية-اللينينينة-الماوية ذاتها عن التطوّر و إلاّ ستموت . و على الشيوعيين الماويين أن يكونوا واعين تمام الوعي قبل غيرهم بفحوى قول ماو تسى تونغ : " إنّ الجمود العقائدي و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية. و الماركسية لا بدّ ان تتقدّم ، و لا بدّ ان تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي و لا يمكنها ان تكفّ عن التقدّم . فإذا توقّفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها، إلاّ أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا و إن نقضت فسترتكب أخطاء. إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية " . ( "خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957).

3- طليعة المستقبل لتحرير الإنسانية لا محافظون على الماضى :

تتكرّر فى كتابات " الوطد" و أقوالهم أنّهم المدافعون عن " الإرث الثوري" للبروليتاريا و بذلك يذكّروننا مباشرة بأنور خوجا و دفاعه عن " نقاوة " الماركسية. نشرح فنقول إنّ الدفاع عن ما يسمّيه الشيوعيون الماويون علم الثورة البروليتارية العالمية مظهر واحد من مظهري وحدة الأضداد أو التناقض بمعنى أنّ الإيديولوجيا الشيوعية تحتاج إلى مظهر الدفاع عن الصائب فيها و ما هو صحيح و سليم و لا يتضارب مع الهدف الأسمى ، الشيوعية كما تحتاج أيضا إلى نقد الأخطاء و الهنات فى الممارسة العملية الماضية و تصحيحها و تجاوزها .و بالتالى تطوير الماركسية و تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية يحصل أيضا إنطلاقا من المكوّنات النظرية الصائبة و الصحيحة الملخّصة للتجارب السابقة و كذلك مع تطوّر الممارسة العملية المستجدّة بمكوّناتها الثلاثة وفق ماو تسى تونغ : الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و الصراع من أجل العلم.

و بإعتبار الدفاع و التطوير مظهري تناقض يكون الدفاع فى فترة معينة هو الرئيسي و التطوير ثانوي و فى فترة أخرى يكون التطوير هو الرئيسي.و غالبا ما كان ، تاريخيّا الدفاع عن المبادئ الأساسية للشيوعية الثورية مدخلا و قاعدة لتطوير علم الثورة البروليتارية هذا. و يظلّ الأساسي و الجوهري فى الماركسية هو التطوّر و إن" توقّفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها" ، ماتت و تجمّدت.

بيد أنّ " الوطد" لا يتحدّثون إلاّ عن مظهر الدفاع و يتجاهلون مظهر التطوير مثلما فعل أنور خوجا من قبلهم فسقطوا مثله فى الدغمائية و تبعاتها الهدّامة. و بإيقافهم كخوجيين متستّرين لتطوّر الماركسية عند ستالين ،أنكروا التجارب اللاحقة التي راكمتها الثورة البروليتارية العالمية فى بلدان أخرى ،غير الإتحاد السوفياتي ،زمن ستالين و بعده. و بذلك أخفقواو يخفقون أيما إخفاق فى فهم إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي و البلدان الإشتراكية سابقا ، على غرار الصين ؛و لا يفهمون تواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ،و النظرية التي طوّرها ماو تسى تونغ بهذا المضمار و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كثورة داخل الثورة ،إنطلاقا من تطوّر التطبيق العملي لعقود وفى مجالات متنوّعة. و إن تطرّقوا إلى تجارب فتنام و كوريا فهم يتعاطون معها بأسلوب إنتقائي بموجبه يذكرون عموميّات أو ما يرونه صالحا – براغماتيّا- و يغيّبون ما يحلو لهم تغييبه لعدم إنسجامه ورؤاهم المبنيّة على الخوجية و الأفكار المسبّقة و التهم الزائفة الموجّهة للماوية. وبالنتيجة من المستبعد – على حدّ علمنا فى الوقت الحالي- ان تكون لديهم بحوث و دراسات للتجارب الفتنامية و الكورية و الألبانية ... و كيفية تحوّل تلك الدول من دول تقودها البروليتاريا إلى دول برجوازية و من الإشتراكية إلى الرأسمالية.

وفى حين لم يتخطّى هؤلاء الخوجيين المتستّرين مظهر الدفاع الملازم لهم لوحده – مع غياب التطوير- دافع الشيوعيون الماويون منذ زمن اولا عن ستالين و تجارب البروليتاريا العالمية و قيموها علميّا و من منظور بروليتاري و بمنهج مادي جدلي و مادي تاريخي و نقدوا الأخطاء و إستخلصوا الدروس و العبر و طفقوا مذّاك يواصلون المسار و يطوّرون علم الثورة البروليتارية العالمية و يمضون بالإشتراكية إلى أبعد نقطة ممكنة فى إتجاه الشيوعية ما أفرز فعلا و على قاعدة التطوّر العملي ،مرحلة جديدة ،ثالثة و أرقى فى هذا العلم هي الماوية (الماركسية-اللينينية –الماوية) وهي مرحلة ينكرها كلّيا التحريفيون المعاصرون و الخوجيون الدغماتحريفيون المفضوحين منهم و المتستّرين.

و لم يثن الماويين دفاعهم عن الماويّة عن مواصلة مشوار إستيعابها و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها. و تنهض تجارب ماويّة عديدة فى البلدان الإمبريالية و فى أشباه المستعمرات ، منذ الستينات و السبعينات دليلا على ما نقول. و اليوم يخاض نقاش و صراع حادين أحيانا حول التجارب البيروفية و النيبالية و الهندية فى أشباه مستعمرات ،و حول تجربة الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى قلب الغول الإمبريالي، و كذلك تدرس و تناقش و تطوّر عمليّا و نظريّا تجارب الماويين فى تركيا و الفيليبين و سيريلانكا ...و بالتأكيد سيفرز الصراع المبدئي جملة من الأفكار الجديدة المطوّرة للماوية ليس حاليّا كمرحلة جديدة ،رابعة و إنّما كجملة أفكار مستخلصة من التطبيق العملي للعقود الأخيرة تنير الطريق لقيادة الموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و على الشيوعيين الثوريين عبر العالم الإطلاع على هذه الصراعات و المساهمة فيها لمزيد توضيح الخطّ الإيديولوجي و السياسي و النضال بما هم أمميون بروليتاريون كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية.

و نعرّج بالمناسبة بإقتضاب ، فى ختام هذه النقطة ، على بعض أفكار الناطق الرسمي بإسم حركة الوطنيين الديمقراطيين الواردة فى ردّه منذ سنواتالآن على حزب العمل الوطني الديمقراطي – و لا ندرى هل هو متمسّك بها أم لا لكن نتناولها لإرتباطها بموضوع الحال و إنتشارها إلى حدود فى صفوف بعض المناضلين و المناضلات الذين يدعون تبنّى الشيوعية. فى ذلك الردّ عبّر عن كون فشل تجارب الإشتراكية،حسب رأيه، ( بالنسبة للشيوعيين الماويين هو هزيمة مؤقتة للبروليتاريا العالمية أمام البرجوازية، هزيمة للموجة الأولى من الثورة البروليتارية العالمية) يعزى جوهريّا إلى عدم إحترام الشرعية الإنتخابية و عدم تطبيق طريقة إنتخاب المسؤولين مثلما حصل فى كمونة باريس.

هكذا هو الآخر يعود بنا إلى ما قبل التجربتين السوفياتية و الصينية. و فضلا عن هذه النظرة النكوصية التي تجعل من تجربة كمونة باريس التي عمّرت أشهرا قليلة معدودة لا غير دون قيادة حزب بروليتاري حقّا أفضل من تجارب عقود من الإشتراكية بقيادة أحزاب شيوعية و فضلا عن جهله أو تجاهله أنّ فى الصين الماوية كان المسؤولون ، لا سيما خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، يخضعون لإنتخاب - لا التعيين- وليس من قبل أعضاء الحزب الشيوعي فحسب و إنّما من قبل الجماهير الشعبية أيضا و قد مورس حقّا و فعلا حقّ حسب الثقة منهم، فإنّ ذلك لم يمنع البرجوازية الجديدة أساسا و القديمة من الإنقلاب على الثورة و إعادة تركيز الرأسمالية.

و منطق شكري بلعيد الشكلي البرجوازي المعتمد يضرب الشيوعية فى الصميم – نفس المنطق الذى قاده إلى إعتبار ما حصل فى تونس و ما سيحصل من إنتخابات مجلس تأسيسي " ثورة ديمقراطية ". فهو يتجاهل الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و يحجب، خدمة للأوهام البرجوازية التي يبثّها، أهمّ معيار فى تحديد التوجّه الصحيح للدولة الإشتراكية ومقاومة إعادة تركيز الرأسمالية و نقصد الخطّ الإيديولوجي والسياسي : هل أنّ السياسات المتوخاة و التوجهات المتبعة تسعى لممارسة الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية و معالجة التناقضات الموروثة عن المجتمع الرأسمالي ، بين العمل اليدوي و العمل الفكري و بين الريف و المدينة و بين العمّال و الفلاحين ... و التضييق على " الحقّ البرجوازي" قدر الإمكان ...أم هي تعمّق الإختلافات و التناقضات و توسعها؟ هل تعمّق و توسّع ممارسة الجماهير للسلطة و التملّك الفعلي لوسائل الإنتاج و التوجه صوب الشيوعية أم العكس؟ هل تجري عمليّات إستعادة أجزاء السلطة المسلوبة من قبل " البرجوازية الجديدة " فى المصانع و المزارع و الدولة و الحزب ...أم العكس؟ هل يتبع الماسكون بالسلطة فى الحزب و الدولة الطريق الإشتراكي أم العكس الطريق الرأسمالي؟

و لن ندخل فى التفاصيل هنا- قد نعود للموضوع فى فرصة قادمة- و إنّما بعجالة نطرح سؤالا و نردّ على ملاحظة متوقّعة. و السؤال هو ، فى النموذج الذى يقترحه الذى صار ناطقا بإسم الحركة الوطنية الديمقراطية ، لو أخطأت الجماهير أو ضغط عليها أو ضلّلت لأسباب شتّى وإنتخبت أتباع الطريق الرأسمالي للمراكز العليا فى الحزب و الدولة ، هل سيتمّ القبول بهذه " الشرعية الإنتخابية" التي تحوّل الدولة و الحزب البروليتاريين إلى نقيضهما دولة و حزب برجوازيين؟ هل تقبل البروليتاريا بإعادة تركيز الرأسمالية ؟ ... و الملاحظة المتوقّعة هي أنّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هي الأخرى لم تمنع التحريفيين –البرجوازية الجديدة من إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين.و الردّ هو أنّها كوسيلة و طريقة جديدة ضمن نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا الماوية بالفعل حالت دون صعود التحريفيين إلى السلطة لسنوات عشر ، إلى وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي سنة 1976. هذا من ناحية و من ناحية ثانية وفّرت قدرا هاما من " لأشياء الجديدة" والتطبيق العملي الذى لا زلنا نستفيد منه عالميّا إضافة إلى كونها مضت بالثورة إلى ابعد حدّ و إلى أعلى قمّة بلغتها الإنسانية فى السير صوب الشيوعية إلخ.

و أفضل مثال حيّ عن ما يؤدّي إليه التيّار الدغمائي التحريفي النكوصي إذا ما إتبع منطقه إذا ما إتبع منطقه إلى نهايته هو المسار الذى إتبعه محمّد الكيلاني الذى صار منذ سنوات قائدا " للحزب الإشتراكي اليساري" حيث إنطلق فى مرحلة أولى وهو ضمن حزب العمّال الشيوعي التونسي الخوجي و أحد قادته البارزين من معارضة ماو بإستعمال ستالين ضدّه فى " الماوية معادية للشيوعية " وفى مرحلة ثانية وجّه نقدا لاذعا لما أسماه " اللغة الخشبية" لحزب العمّال ثمّ إنشق عليه ليكوّن حلقة الشيوعيين الديمقراطيين فالحزب الإشتراكي اليساري و إنتهى إلى إعتبار التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي رأسمالية لا غير . و هكذا أسقط الماوية فاللينينية فالماركسية ليصبح من دعاة تبنّى الفكر الإنساني النيّر و التقدّمي . و أمّا حزب العمل الوطني الديمقراطي بعد أن مهّد له الطريق محمّد الكيلاني فقد تخلّى ، لشرعويّته، عن الماوية و اللينينية و الماركسية دفعة واحدة واضعا رموزا تحريفية و رموزا شيوعية ثورية فى نفس السلّة و مدّعيا تبنى بشكل عام الفكر الإشتراكي التقدّمي لا غير.

خاتمة :

مجمل القول ، يترتّب علينا أن نناضل بلا هوادة ضد تيّار خطير داخل الحركة الشيوعية فى القطر ، تيّار دغمائي تحريفي نكوصي عوض أن يمسك بقمّة تطوّر علم الثورة البروليتارية العالمية (الماوية) يدير ظهره له بمثالية و يلوى عنقه و ينهل من تجارب سابقة لينينة عند البعض و سابقة عن اللينينية عند الآخرين . بالتأكيد لا يتطلع هؤلاء لأن يكونوا طليعة للمستقبل و إنّما هم نكوصيون بإسم المحافظة على التراث الثوري أو الشرعية الإنتخابية و المنطق الشكلي. على الشيوعيين الثوريين ، الماويين الحقيقيين أن يكونوا لا أقلّ من طليعة للمستقبل إذا ما راموا لأنفسهم قيادة الموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و المضيّ بها أبعد ما أمكن صوب الشيوعية على النطاق العالمي.

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس .و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."( انجلز ، ذكره لينين فى "ما العمل؟") .
=================--------------------------- ========================

الجزء الثاني : نقاش محتدم.

===============================

تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين" الوطد" فى ذكرى 24 أفريل
فى رسالة ألكترونية ، طلب منّى رفيق أن أعلّق على بيان للوطنيين الديمقراطيين "الوطد" أرسله إلي ، و فى غمزة فكاهية ، مازحا أمرنى بالقيام بذلك فى غضون سويعات لا غير! و رغم ضيق الوقت و الإنكباب على مواضيع أخرى ، رأيت أنّ الموضوع يستحق تخصيص بعض الوقت كانت نتيجته الملاحظات الآتي ذكرها:
1- أمر غريب :
فى نهاية بيان " الوطد" دعوة " لنجعل من 24 أفريل محطة للنضال ضد الإستغلال و الظلم و الإستعباد" و الحال أنّ هذا البيان لم يصدر على النات إلاّ يوم 24 أفريل ليلا أي بعد مضي يوم 24 أفريل ، فكيف تأتي الدعوة بعد مضي اليوم المعني بالذات و ليس قبله !
2- لا ذكر للهدف الأسمى الشيوعي:
لا ينزّل " الوطد" تحليلهم ضمن عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و بالطبع كسائر التحريفيين و الإصلاحيين لا يرون المظاهر الحقيقة للثورة الإشتراكية . و لا أثر لكلمة الشيوعية فى بيانهم .إنّهم يخشون الكلمة التى تنطوى على البديل الحقيقي للإمبريالية و ترمز إليه.إنّهم عن وعي يتجنّبون إستعمالها ما يحيلنا على حزب العمّال الذى يسعى هو الآخر إلى فسخ الكلمة من إسمه ! و لا غرابة فى ذلك من إصلاحيين ليست الشيوعية هدفهم الأسمى. و الخوض بعمق فى هذا و علاقته بعديد المقولات الأخرى يتجاوز إطار هذا المقال.
3- إنكار للواقع :
و من أوجه هذا الإنكار للواقع :
- أ- لا وجود بالنسبة لل"وطد" لأمم مضطهَدَة ( " تحيى الطبقة العاملة و الشعوب المضطهَدة " فقط!!).
- ب- تغييب متعمّد لحرب الشعب الماوية فى أكثر من بلد فى العالم و الحال أنّها تلقى التضامن عبر العالم من القوى الشيوعية و أيضا من القوى التقدّمية.
- ت- أشار " الوطد" إلى " نضالات الكفاح المسلّح" و أضاف:" لكنّها نضالات لم تصل إلى مرحلة التجذّر لإفتقادها للقيادة السياسية الثورية " ما يستدعى تسجيل النقاط التالية :
= أي قيادة سياسية ثورية تعنون؟ الشيوعيون الماويون ، الشيوعيون الحقيقيون، يحدّدونها كقيادة شيوعية ثورية تحديدا ماركسية - لينينية - ماوية.
= هل يعتبر جماعة " الوطد"، على سبيل المثال لا الحصر ، الحزب الشيوعي الفيليبيني الذى يقود حرب الشعب من سبعينات القرن الماضي " قيادة سياسية ثورية" " غير متجذّرة" ؟ ما هي " القيادة السياسية المتجذّرة " فى الفيليبين؟ و الشيء ذاته بالنسبة للحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) الذى يقود حرب الشعب فى الهند. نودّ إجابة دقيقة مع توضيح معايير " القيادة السياسية الثورية " " المتجذّرة " و تجنّب التعميم مطلوب ذلك أنّ لينين يعلّمنا التحليل الملموس للواقع الملموس، لا السباحة فى عالم هلامي.
4- مفاهيم غائمة :
أ- يتحدّثون بتعميم عن " القوى الإشتراكية " و لا يحدّدون مكوّناتها. و يتحدّثون بتعميم أيضا عن "القوى الثورية المناضلة " و لا يحدّدون مكوّناتها ( و هل توجد قوى ثورية غير مناضلة ؟ ).
ب- و بسطحية يلهثون ب" قوى التحرّر الوطني فى العالم " و لا يطلعونا على ماهيتها و طبيعتها الطبقية و علاقتها بالثورة البروليتارية العالمية و قياداتها و آفاقها...
ت- عوض إستعمال مصطلح واضح و جلي على غرار التجارب الإشتراكية و المكاسب المحقّقة يلجئون إلى صيغ بليدة من مثل " الإشتراكية العلمية الوليدة كفكر و إنجازات ثورية ".
ث- " إشتراكية علمية " مرّة أخرى . لقد سبق و أن شرحنا فى " الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية " لماذا لم يعد صحيحا إستعمال هذا المصطلح الذى يقصد به مكوّن واحد من المكوّنات الثلاثة و المصادر الثلاثة للماركسية ، و لماذا تخلّى عنه لينين و ستالين و ماو تسى تونغ ، و دافعوا عن علم الثورة البروليتارية العالمية ، الماركسية كمرحلة أولى تطوّرت إلى ماركسية- لينينية و تاليا إلى ماركسية- لينينية - ماوية . و الجماعة النكوصية الدغمائية التحريفية الخوجية المتستّرة ترغب فى العودة إلى إنجلز أي إلى ما قبل لينين و ستالين و ماو تسى تونغ!
ج - و لكم أن تحكموا على هذه الصيغة التى تحشر " الإشتراكية العلمية " حشرا فى جملة " نضالات الشعوب من أجل التحرّر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و الإشتراكية العلمية ".
ح- و تتجلّى عدم الصرامة فى المسك بالمفاهيم الشيوعية و الشيوعية كعلم مثلا فى صيغ من قبيل " الحركة الثورية العالمية الإشتراكة منها أو الوطنية التحرّرية " ( و ما هي " التجارب ... الوطنية التحرّرية "). جميل منهم " الحركة الثورية العالمية " عوض الثورة البروليتارية العالمية و جميل منهم أيضا " الوطنية التحرّرية" عوض الثورة الديمقراطية الجديدة/ الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات كتيّار من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية و التيّار الثاني هو الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية- الإمبريالية.
خ – من هي " القوى الثورية التى ناضلت بمبدئية و صلابة و دون هوادة من أجل الإطاحة بالنظام الإمبريالي العالمي و بعملائه"؟ نرجو مدّنا بقائمة فيها و أسماء معيّنة فى بلدان معيّنة حتى يتسنّى لنا القيام بالواجب إزاءها : مساندتها و دعمها من منطلق الأممية البروليتارية.
د – بدلا من كلمة " إستغلال" المعبّرة بشمولية و عمق عن طبيعة المجتمعات الطبقية الراهنة ، يفضّل الجماعة فى مناسبتين تعبير " الحيف الإجتماعي" فى لغة يعتمدها الإصلاحيون عموما.
5- فى فهم الإمبريالية :
أ- " لذلك فهي [ الإمبريالية] نظاما سياسيا رجعيا على طول الخطّ ". ليس الأمر كذلك بل هي نظام سياسي و إقتصادي و إجتماعي ... السياسي فيه تعبير مركّز عن الإقتصاد كما قال لينين. و الإمبريالية ليست علاقات إنتاج خاصة بالبلدان الإمبريالية بل هي تتجسّد فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و تتمظهر فى شكل الرأسمالية الكمبرادورية/ البيروقراطية المتحالفة مع الإقطاع خدمة لمصالح الإمبريالية و الطبقات الرجعية المحلّية أيضا.
ب- الإمبريالية " تحيي كلّ ما هو رجعي" . صيغة تعميمية مثالية ( كلّ) و غير دقيقة ( تحيى ، بعد الموت و كأنّ علاقات الإنتاج ما قبل الرأسمالية و الرأسمالية فى المرحلة التنافسية للرأسمالية و الأفكار المناسبة لها قد إندثرت و الإمبريالية تعيد إحياءها ) ؛ و الأصحّ هو توظّف الإمبريالية ما تراه صالحا لخدمة مصالحها وهي فى عصر إنهيارها فتأجأ إلى التحالف مع قوى سياسية و إجتماعية و إقتصادية و ثقافية مغرقة فى الرجعية ليس فحسب فى المستعمرات و اشباه المستعمرات بل كذلك داخل القلاع الإمبريالية ذاتها مثلما هو الحال فى الولايات المتحدة الأمريكية عينها حيث لعقود الآن تشجّع البرجوازية الإمبريالية القوى الأصولية الفاشية و تموّلها و تشركها فى الحكم و تطلق لها العنان لتهاجم العلم و العلماء و تنشر الخرافات و تهاجم بل و تقتل أطباء و أنصار حقّ الإجهاض... و لا يضير الإمبريالية حتى إستخدام الشيوعيين المزيفين، التحريفيين، و أن تسلمهم السلطة كما هو الأمر فى ولايات من الهند أين يمسك بالسلطة الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي) التحريفي وهو، خدمة لمصالح الإمبريالية العالمية و الطبقات الرجعية المحلّية ، يقاتل بشراسة حرب الشعب التى يقودها الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة/ الوطنية الديمقراطية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية ،و يغتال بدم بارد الشيوعيين الماويين و المتعاطفين معهم و قادة الجيش الشعبي و ضبّاطه و جنوده و أنصاره.
6- فهم مثالي ميتافيزيقي غير مادي جدلي للأسباب الداخلية و الخارجية :
ليست المرّة الأولى التى يقذف " الوطد" مفردة " إجهاض" فى وجه المطالعين لكتاباته بصدد التجارب الإشتراكية السابقة. عملية " الإجهاض" هذه نابعة عن فهم مثالي ميتافيزيقي للأسباب الباطنية و الخارجية . ماديّا جدليّا – و ماو تسى تونغ قد شرح ذلك شرحا ممتازا فى " فى التناقض"- الأسباب الداخلية هي المحدّدة و الخارجية مساعدة. و ركون " الوطد" لهذا " الإجهاض" يفيد بأنّ أسباب هزيمة البروليتاريا أمام البرجوازية الجديدة منها و القديمة فى الإتحاد السوفياتي و الصين ، اسباب خارجية و ليست داخلية كامنة فى الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و فى تناقضات المجتمع الإشتراكي،فى البنية التحتية و البنية الفوقية المميّزة للإشتراكية كمرحلة إنتقالية بين الرأسمالية والشيوعية تحمل فى طيّاتها إمكانية التقدّم نحو الشيوعية كما تحمل أيضا إمكانية التراجع و إعادة تركيز الرأسمالية. فهم " الوطد" هذا يفضح عدم قدرة الجماعة على تحليل التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي مثلا و ما آلت إليه تحليلا طبقيّا ،ماديّا جدليّا.
و بالمناسبة أوجّه لجماعة "الوطد" دعوة إلى نشر تقييمهم المفصّل للتجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي إن كان لديهم مثل هذا التقييم أصلا!
7 – جديد " الوطد" :
أذهلنى حقّا أن أطالع ما حبّروه عن " صمود العمال و الشعوب فى العالم، فى كلّ من كوبا و كوريا الشمالية..." و إعتبار ذلك " منارة على طريق التحرّر الوطني و بناء الإشتراكية !".
هل انّ كوريا و كوبا بلدان إشتراكيان؟؟؟ و منذ متى صار " الوطد" يعتبرهما كذلك؟ و لماذا؟ و بأية مقاييس؟ إلخ فى الواقع ، لا كوبا و لا كوريا بلدان إشتراكيان. هنا نستشف لدى " الوطد" تأثّرا بمضامين بيانات "ندوة بروكسال" التى يعقدها سنويّا حزب العمل البلجيكي فى ماي . فى الحقيقة ، و من منظور بروليتاري، لا وجود إطلاقا لأي بلد إشتراكي اليوم على سطح الأرض.
و المنارات الحقيقية و ليست الوهمية هي حرب الشعب بقيادة شيوعية ماوية فى العديد من البلدان و منارات الشيوعيين الثوريين التاريخية هي التجربة الإشتراكية فى كلّ من الإتحاد السوفياتي فى ظلّ لينين و ستالين و فى الصين الماوية.
8- ضد الإستغلال و الإضطهاد القومي:
ألفت نظر الرفاق و الرفيقات و المتبنّين إلى هذا الحدّ أو ذاك الشيوعية كعلم للثورة البروليتارية العالمية و الذين يمقتون الإستغلال و الإضطهاد القوميين ، إلى ضرورة تجنّب إستعمال كلمة " بربرية " كنعت مرادف لوحشية و همجية ، فهي تحمل دلالة مهينة لا نقبل بها و نناضل ضدّها للبربر " الإيمازغيين" كقومية مضطهَدَة. و نذكّر " الوطد" ، مستعملي هذه الكلمة، أن شاعرا يروّجون له قد رفع تحيةّ كبيرة للكاهنة البربرية فى دفاعها عن وطنها ضد الغزاة العرب ، صادحا بحنجرته " للكاهنة هزّوا سلامي ...".
و نكتفى بهذا حاليّا ، و ننبّه من ناحية ، المناضلين و المناضلات الشرفاء ضمن " الوطد" و المتعاطفين معهم إلى إعمال الفكر فى مثل ذات صلة بموضوع الحال " إذا كان أعمى يقود أعمى فكلاهما يسقطان فى حفرة "، و من ناحية ثانية، ننبّه الشيوعيين الماويين إلى الحاجة الملحّة إلى الخروج من الموقف السلبي و الدفاعي و التحوّل إلى موقف الهجوم على التحريفية بتلويناتها مستعملين فى ذلك التراث الشيوعي الماوي الثوري المحلّي و العالمي و الكمّ المحترم من الدراسات و البحوث و المقالات و الوثائق التى باتت بفضل النات ، فى متناول الكثير من الناس.
علينا خوض الصراع الضروري ضد التحريفية بما هي أفكار برجوازية فى صفوف الطبقة العاملة ذلك أنّ التحريفية تعرقل إمتلاك المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبية لعلم الثورة البروليتارية العالمية والصراع ضدّها و فضحها من متطلّبات العمل الثوري و دون نشر هذا العلم و تحويله إلى قوّة مادية لن تحصل ،لا حاضرا و لا مستقبلا ، أيّة ثورة حقيقية هدفها الأسمى الشيوعية . التحريفية و الإصلاحية يخنقان الحركة الشيوعية قطريّا و عربيّا و دون فضحهما لن يتقدّم المشروع المجتمعي الشيوعي و لن تناضل من أجله الجماهير الشعبية ألم يقل لينين لا حركة ثورية دون نظرية ثورية . و مساهمة منّا فى تطبيق مقولته اطلقنا نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية"!
----------------------------------------------------
رقصات الديك المذبوح : " البلاشفة " و " الوطد" .
ردّا على مقال " ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح.

" أرى أنّه لأمر سيء بالنسبة لنا ، إذا كان رجل منّا أو حزب أو جيش أو مدرسة لم يتعرّض لمهاجمة العدوّ ، لأنّ ذلك يعنى أنّنا إنحدرنا بالتأكيد إلى مستوى العدوّ. أمّا إذا هاجمنا العدوّ فذلك أمر حسن لأنّه يبرهن على أنّنا رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ. و أحسن من هذا أن يهاجمنا العدوّ بعنف و يصمنا بكلّ عيب و يقول عنّا إنّنا لا نحسن شيئا البتّة ، إذ أنّ هذا يدلّ على انّنا قد رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ ، و يدلّ كذلك على أنّنا قد حقّقنا نجاحا كبيرا فى أعمالنا."
( ماو تسى تونغ - هجوم العدو علينا أمر حسن لا سيء- 26 مايو- أيار- 1939؛ مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ، الصفحة 16).
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها، ذلك لأنّنا نخدم الشعب. فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به." ( " لنخدم الشعب" – 8 سبتمبر – أيلول 1944، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث)
- " أن ينسب المرء إلى خصمه حماقة بيّنة لكي يدحضها فيما بعد، ليس من أساليب الرجال الأذكياء جدّا ." ( لينين" الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكى" ، دار التقدّم موسكو ، صفحة 80).
صدر فى العدد 3705 ، بتاريخ 22 أفريل 2012 بالحوار المتمدّن ، ضمن محور مواضيع و أبحاث سياسية ، مقال لمعزّ الراجحي أراده ردّا على تساؤلات طرحت فى العدد السابع من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة !" لناظم الماوي. و لم أتفطّن للمقال الذى يعنيني إلاّ مؤخّرا، فى نهاية الأسبوع الأوّل من الشهر الجاري. و هأنذا أستجيب لنداء النقاش و لضرورة إجلاء حقيقة مضامين مقال معزّ الراجحي علما أنّى كنت أفضّل أن يتمّ النقاش مباشرة مع نصوص أحد رموز الوطنيين الديمقراطيين " الوطد" أو " الحديدي" ذاته لتكون المواقف رسمية نوعا ما ، و ليس مع شخص يقول " نحن الوطد" و قد يتبرّأ منه الجماعة و من مقاله فى أي منعرج.
1- عنوان مقالي:
فى العدد السابع من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " أثرت سؤالين واحد يخصّ أخطاء ستالين و الآخر يخص الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي ( ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي؟) . و يبدو أنّ السؤالين المحرجين إلى حدّ كبير قد أصابا مقتلا من الذين توجّهت لهم بالسؤال فلم يردّوا بنصوص و وثائق مقنعة و إنّما أوكلوا لأحد الردّ الذى جاء مثلما يلمس القراء ، متشنّجا ، متجنّيا على ناظم الماوي و مشوّها له و للأطروحات الماوية. فصحّ على الموعزين بهكذا مقال وصف سلوكهم بالديك المذبوح بسؤالين جوهريين لم تكن لديهم أجوبة واضحة و جلية عليهما.
ناظم الماوي وجّه سؤالين إثنين ( و السؤال ليس حراما على حدّ تعبير شعبي شائع فى مصر – فما بالك ماركسّيا ) بهدوء و رصانة و طلب من المعنيين بالأمر الإجابة كما يحلو لهم فلم يكن بذلك راقصا ( و لا مشكل لدينا مع الرقص بتاتا ) أمّا من أخذ يرقص رقصات الديك المذبوح ، المصاب فى مقتل ، فهم البلاشفة و "الوطد" و لا أدلّ على ذلك من ردّهم المتشنّج هذا.
2- مواصلة التضليل و المغالطة :
إعتاد " الوطد" تجنّب النقاش مع الماويين كسياسة يسلكها لغرضين إثنين هما تحقير الكتابات الماوية من جهة و الهروب من التورّط و إنكشاف ضحالة تكوين قادتهم الفكرية و تحريفيتهم على الملأ. غير أنّهم أوكلوا " للحديدي" مهمّة مهاجمة الماوية متى و كيفما شاء ، بالطرق الإنتهازية جميعها و لكنّ " الحديدي" تلقّى صفعات بصورة متكرّرة و الأعداد القادمة من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" ستكون بمثابة الضربة القاضية له.
و يلجأ قادة " الوطد" لذات التكتيك الإنتهازي مجدّدا ألا وهو التخفّى وراء إسم مستعار لا لشيء إلاّ لإطلاق الكلام على عواهنه و حينما سنكشف تهافت المقال يقولون أنّه غير ملزم لهم و هكذا لا يتهرّبون من تحمّل مسؤولية كتاباتهم و يراوغون القرّاء . فليطالبهم الجميع بردود رسمية ملزمة و بالكفّ عن المراوغة و التحيّل على القرّاء!
3- مقال معزّ الراجحي خارج الموضوع أصلا !
ورد فى مقدّمة المقال الذى ننقد أنّ " ناظم الماوي يطالب بتقديم توضيحات ، ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي؟ "
و بالطبع كان من المفروض أن يجيب مقال الراجحي على هذين السؤالين غير أنّه على طول النصّ و عرضه ما فتأ يتهجّم على ناظم الماوي و الماوية و يخترع الأوهام و يروّج لها. و فى النهاية لا نخرج بأيّة إجابة عن السؤالين . لذلك لا يمكن إلاّ أن نعدّ المقال خارج الموضوع و لا يمكن إلاّ ان نعيد طرح السؤالين على البلاشفة و " الوطد" : ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي ؟ ولنطالبهم جميعا بالجدّية و بالإجابة و الكفّ عن المراوغة و التحيّل على القراء!
4- المقصد الحقيقي لمقال معزّ الرجحي :
قراءة متأنّية تفيدنا بالمقصد الحقيقي للمقال إذ هو مثلما مرّ بنا لا يطمح إلى الإجابة على السؤالين و إنّما يراوغ ليسدّد ما يتصوّره سلسلة من اللكمات لناظم الماوي. و إليكم الصورة التى رسمها صاحب المقال لناظم الماوي :
" جمله متضاربة شكلا ومضمونا فقط لذرّ الرماد فى عيون القراء" و لديه "خلط كبير و يعمد إلى " المناورة " " يوزّع بطاقات الثورية على من يشاء و يحجبها عمّن يشاء " وهو " تحريفي " "يبحث لنفسه عن مكان بين الالشفة فى القطر" و " يفترى على ستالين ".وهو " يعتقد أنّه يزاحم هؤلاء البالشفة فى القطر أمثال الحديدي ليصادر الكلام لكي يُسمع و يرحّب به فى "مجلس " الثوّار". و ناظم الماوي صاحب " نظرة فوقية و سطحية " " يتناقض مرّة أخرى مع ما أقرّه " فياله من ماركسي و منظّر لثورة التحرّر الوطني و دكتاتورية البروليتاريا" ورافع " شعار إسقاط الحكومة بكلّ ما يعنيهمن سطحية و يسراوية و فوضى؟".
ناظم الماوي أيضا " لاماركسي و مثالي موغل فى الفوقية ،و الفهم المقلوب للماركسية و لحركة التاريخ و الصراع الطبقي فى المجمل" و " كأنّه لم يدؤس الديالكتيك" و يدعو إلى " مراجعة النظرية الماركسية اللينينية و تحريفها على شاكلة الماوية / و تلقيحها بشطحات ماو " . و " صديقنا" ( ناظم الماوي ) يدافع عن "فكرة النظرية الثورية هي التى توجد الحركة الثورية ، فهذا منطق مقلوب و مثالي" و " منطلقاته مثالية و فوقية و تحريفية " تتسم " بالإرتباك النظري الذى ليس غريب على النظرية الماوية لأنّه ما دامت المنطلقات النظرية مغلوطة و مرتبكة فإنّ الممارسة ايضا سوف تكشف فى كلّ لحظة عن الخور النظري على مستوى الممارسة."
أضف إلى ذلك أن ناظم الماوي ما زال يدافع عن "بعض التحريفات النظرية "...وهو يدعونا بكلّ صفاقة إلى إختراع نظرية ثورية جديدة تقوم على هذا الأساس أي النضال من أجل نظرية السلم الإجتماعي و المصالحة الطبقية...من أجل مهمّة التحرّر الوطني أي التحالف مع الإقطاعيين و كبار الملاكين العقّاريين و الكمبرادور فى جبهة ضد الإمبريالية."
و يتضح " وفاء ناظم الماوي النظري لكلّ تحريفات ماو على المستوى النظري كقانون تبادل المواقع بين الأضداد..." وهو " تلميذ ماو النجيب " " إذ يعتبر أنّ البرجوازية الوضيعة و البرجوازية الدينامية الوطنية يمكن أن تكون حليفا إستراتيجيّا للطبقة العاملة...".إنّه " حامل فكر علماني برجوازي وضيع" و " يرى ناظم الماوي أنّه لا حرج فى أن نترك النظرية الماركسية اللينينية جانبا أي التخلى عن تناقضاتنا مع الماوية ..."
و هلمّجرّا ، و بناء على هذا يتبيّن أن هدف المقال ليس النقاش الجدّي و الإجابة على السؤالين المطروحين بل هو النيل من ناظم الماوي و الماوية ليس إلاّ و بكافة الطرق و السبل الإنتهازية الممكنة كما سنرى. بكلّ هذا السيل من الشتائم و التجريح يحظى ناظم الماوي لا لشيء إلاّ لأنّه أثار سؤالين يتهرّب "البلاشفة " و " الوطد" من الإجابة عليهما كي لا يفتضح أمر دغمائيتهم و تحريفيتهم تماما.
5- شطحات معزّ الراجحي شطحات سكران :
فضلا عن مفردات و تعابير و صيغ لا تمتّ بصلة للماركسية مثل " عمالة أجذر" و " الماركسية اللينينية الحيّة " و " إيجاد حركة شيوعية على مستوى النضال الإيديولوجي " و " الفوقية " و " برجوازي وضيع" و " إختراع نظرية " و " البرجوازية الديناميه الوطنية " ، و فضلا عن التداخل الفظيع فى الفقرة المتصلة بالنظرية و الممارسة و " بناء الإشتراكية العلمية " ( وهو يقصد الإشتراكية فقط ، فالإشتراكية العلمية مكوّن من مكوّنات الماركسية الثلاثة حسب لينين، و الإشتراكية نمط إنتاج و مرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية ) ؛ فضلا عن كلّ هذا الذى ينمّ عن تكوين هشّ و مرتبك لدي مناضلي و مناضلات "الوطد" ، نلفت النظر إلى جمل متداخلة نعتقد أنّها لا تصدر إلاّ عن سكران ، و منها :
أ- " و هنا نلاحظ خلطا كبيرا ، بما أنّه يوجد حركة عمالية و كذلك الطبقات و الفئات المضطهَدَة و التى لا يمكن أن تكون إلاّ ثورية وفق تطوّر وتيرة الصراع الطبقي هنا و هناك من العالم فى مرحلة الإمبريالية ".
ب-" تتبنى الماركسية اللينينية الحية حسب تطبيقها الستاليني كمنهج فكر و تحليل و ممارسة وهي ثورية فى جوهرها و متكاملة ".
ت- " إعتقد أنّه يزاحم هؤلاء البالشفة فى القطر أمثال الحديد ليصادر الكلام لكي يُسمع و يرحّب به فى " مجلس" الثوّار".
ث- ..." تزيين المشهد الإلتفافي المعادي للمسار الثوري و تبييض الدكتاتورية الدينية الجديدة ".
ج- ..." فإنّ الممارسة أيضا سوف تكشف فى كلّ لحظة عن الخور النظري على مستوى الممارسة ".
ح-"وتتضح مشكلته أنّه حامل لفكر علماني بورجوازي وضيع ويدافع على مبادئ جمهورية لا شيوعية". خ- " يرى ناظم الماوي أنّه لا حرج فى أن نترك النظرية الماركسية - اللينينية جانبا. أي التخلّى عن تناقضاتنا النظرية مع الماوية و أنّ التناقضات الإيديولجية هي ليست من طبيعة الصراع الطبقي بل هي جوهر الحياة الحزبية، على أساس تحالف الطبقات الإستراتيجي فى المشروع الماوي بين الطبقات.و أن يكون الحزب، أي حزب الطبقة العاملة إنعكاس للتناقضات داخل المجتمع."
-----------------------------------------------------------------------------------------
- " أن ينسب المرء إلى خصمه حماقة بيّنة لكي يدحضها فيما بعد، ليس من أساليب الرجال الأذكياء جدّا" ( لينين" الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكى" ، دار التقدّم موسكو ، صفحة 80).
6- إعتماد الكذب فى الجدال عوضا عن الوقائع و الحقائق :
لن ندخل فى تفاصيل سلسلة من الكذب الطويلة و إنّما سنقف فقط على مثالين بينين يتعلّقان بماو تسى تونغ :
أ- كالببغاء يكرّر معزّ الراجحي تهمة واهية خوجية قديمة هي :" يعتبر ماو أن وحدة الأضداد مطلقة و صراع الأضداد نسبي" .و كي نميط اللثام على كذب "الوطد" و تزويرهم لمقولات الماوية ، نواجه هذا الكلام بجملة واحدة ممّا نطق به ماو تسى تونغ فى " فى التناقض" منذ ثلاثينات القرن الماضي و للقراء الحكم :" إنّ الوحدة المشروطة النسبية تشكّل مع الصراع المطلق غير المشروط حركة التناقض فى جميع الأشياء".( ماو تسى تونغ ، مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلد الأوّل الصفحة 497)
ب- و أيضا من النبع الخوجي ينهل الخوجيون المتستّرون تهمة يلصقونها بماو تسى تونغ وهو منها براء: " يعتبر ان البرجوازية الوضيعة و البرجوازية الدينامية الوطنية يمكن أن تكون حليفا إستراتيجيا للطبقة العاملة." ونفس الشيء نفعله أي نواجه هذا الهراء بما نطق به ماو تسى تونغ سنة 1926 أي نعم سنة 1926 ، و للقراء الحكم:" و هذه الطبقة [ الوسطى ]، و نعنى بها ، بصورة رئيسية، البرجوازية الوطنية ، تقف من الثورة الصينية موقفا متناقضا : فهي إذا آلمتها ضربات الرأسمال الأجنبي و إضطهاد أمراء الحرب أحسّت بحاجة إلى الثورة، و أيدت الحركة الثورية المناوئة للإمبريالية و أمراء الحرب، لكنّها تعود فيساورها الشكّ فى الثورة إذا رأت البروليتاريا فى داخل البلاد قد هبت تخوض غمار الثورة فى قوة و عزم تساندها البروليتاريا العالمية من الخارج مساندة إيجابية، و إستشعرت الخطر يهدّد تحقيقي امنية طبقتها فى التطوّر لتبلغ منزلة البرجوازية الكبرى."( نفس المصدر السابق ، الصفحة 16)
7- تقويل ناظم الماوي ما لم يقله :
عقب التذكير بسؤالي ناظم الماوي ، تركهما معزّ الراجحي جنبا و طفق يتحدّث عن مواضيع أخرى و يصول و يجول يمنة و يسرة ليبني قصورا وهمية و ينسبها لناظم ثمّ يحطّمها و يرفع يديه فرحا علامة على تحقيقه إنتصارا باهرا على الماوية. يا لبؤس هذا المنهج الذى سخر منه لينين فى المقولة أعلاه .
لم يقل ناظم فى أي مكان إنّه يجب رفع شعار إسقاط الحكومة عوضا عن شعار إسقاط النظام و قد ناقش فى مجال آخر بكثير من التفاصيل هذا الشعار الأخير ( إسقاط النظام و ما تقصده الجماهير و ما يتوهّمه الإصلاحيون و التحريفيون ) و حينما تحدّث عن إسقاط الحكومة كان ذلك ضمن إحالة على إنتهازية حزب العمّال الذى صرّح زعيمه حليف " الوطد" فى " الجبهة الشعبية 14 جانفي" أنّه ليس ضد حكومة النهضة . و هذا موقف موثّق . و بحكم أنّ التصريح إيّاه يضرب فى الصميم التحالف الإنتهازي لل"وطد" مع الحزب الإصلاحي أصلا ، قلبوا الحقيقة رأسا على عقب ليصبّوا جام غضبهم على ناظم الماوي الذى عرّى عورتهم.
إلى ذلك، يدعون أنّ ناظم الماوي يدعو إلى " مراجعة و تحريف النظرية الماركسية - اللينينية و تلقيحها بشطحات ماو ". أين عثر معزّ الراجحي على ذلك؟ لا مرجع. ناظم الماوي يتحدّث عن تطوّر علم الثورة البروليتارية العالمية من ماركسية كمرحلة أولى إلى ماركسية-لينينية كمرحلة ثانية إلى ماركسية- لينينية-ماوية كمرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى وهو ينادي بتطبيق الماركسية- اللينينية - الماوية و تطويرها بما هي علم لا ينبغى أن يتوقّف عن التطوّر و إن توقّف مات على حدّ تعبير ماو تسى تونغ.
و من المضحكات المبكيات أن يلصق " الوطد" الذى يتحالف مع حزب العمّال الإصلاحي أصلا و الذى يصرّح زعيمه بأنّه ليس ضد حكومة النهضة ، تهمة " نظرية السلم الإجتماعي و المصالحة الطبقية " بناظم الماوي الذى فضح الطابع الطبقي للديمقراطية الإستعمارية و لدولة الإستعمار الجديد و قدّم البديل الشيوعي الثوري الماوي : الثورة الديمقراطية الجديدة و شرح طريق الثورة الحقيقي و ما إلى ذلك فى أعداد " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ". و من أكثر المضحكات المبكيات أن يلصقوا به التنظير ل " التحالف مع الإقطاعيين و كبار الملاكين العقاريين و الكمبرادور فى جبهة ضد الإمبريالية " و الحال انّ كتاباته تتنافى كلّيا مع هكذا تفكير.
حقّا ، كم يفرز من خزعبلات خيال " الوطد" هذا ! و لا أظنّ قرّاء كتابات ناظم الماوي بموضوعية و منجزي مقارنات بين ما كتبه فعلا و ما يقوّله " الوطد" إلاّ صابين لعنات لا تحصى و لا تعدّ على رأس "الوطد".
8- مثالية فجّة :
لإصباغ المصداقية على هذيانه ، يعمد معزّ الراجحي على الإستشهاد بما وفى مناسبتين إلاّ أنّه فى المرّة الأولى يقدّم مقولة لا علاقة لها بالتحليل الذى قام به و فى المرّة الثانية يذكر كلاما لماو و يعتبره خطأ فاضحا و الحال أنّه كلام يعكس الحقيقة فى جوهرها وهو ما دلّل عليه تاريخيّا تحليل حياة الأحزاب و صراع الخطين ضمنها و يثبته حتى تاريخ مجموعة "الوطد" التى إنشقّت إلى مجموعات بعد صراعات خطين عديدة. إنّه لا يفرّق بين الصواب و الخطأ و بين الواقع و الخيال.
يستعمل كاتب المقال الذى ننقد مفهوما لا وجود له أي الماركسية اللينينية الستالينية و الحال أن ستالين ذاته نفي وجود الستالينية و ما رفع رايته هو الماركسية - اللينينية. و طوال خاصة الستينات و أوائل السبعينات ، وجدت حركة ماركسية- لينينية عالمية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الذى إلتحق به حزب العمل الألباني ( فى تونس التيارات " اليسارية " خارج الحزب الشيوعي التونسي القديم و منها المجموعات الوطنية الديمقراطية ، نشأت بفعل تأثير هذه الحركة) إنقسمت إلى خوجيين و ماويين منذ أواخر السبعينات. و فى القرن الواحد و العشرين ، يطلع علينا أهل الكهف بالماركسية- اللينينية الستالينية كردّ فعل طفولي واضح على الماركسية - اللينينية - الماوية محاولين تعويض ماو بستالين بينما ماو مكمّل لعمل ستالين و لينين و مطوّر للماركسية - اللينينية إلى ماركسية - لينينية - ماوية. و ليكونوا أصدق مع أنفسهم ، نقترح عليهم أن يستعملوا صيغة رباعية ربّما تكون أفضل : ماركسية- إنجلزية-لينينية- ستالينية ليتميّزوا عن الماركسية- اللينينية- الماوية و يكون عدد الرموز المذكورة أكثر من عدد الذين ذكرهم الماويون. بيد أنّ الإشكال القائم هو ما الذى سيفعلونه لو غيّر الماويون الذين يتبنّون الرؤوس الخمسة صيغتهم لتصبح خماسية فيتفوّقون عدديّا عليهم ؟ ( هذه دعابة !).
و علاوة عن " الإختراع " المثالي" للستالينية " ، نسجّل إضطراب معزّ الراجحي إلى درجة أنّه يسأل " صديقنا ": " أي تنازلات قدمها الإئتلاف الطبقي الرجعي الحاكم و من وراءه الإمبريالية و الصهيونية لعموم الشعب غير إعادة إنتاج المشهد السياسي ، لكن بقمع أكثر و عمالة أجذر".
و بغضّ الطرف عن الصيغ البليدة من مثل " ومن وراءه الإمبريالية " عوض المتحالف مع الإمبريالية ، و " عمالة أجذر"! ، نشير إلى أنّ السيد السائل أجاب بنفسه ذاكرا " حلّ حزب الدستور " و "منح بعض التأثيرات لجمعيات و أحزاب .... " ووجه المثالية هو إنكار الواقع الذى يذكره هو نفسه و تناسيه هروب بن علي كأهمّ تنازل لدولة الإستعمار الجديد أمام الإنتفاضة الشعبية .
و حسب رأي معزّ الراجحي الحديث عن " إعادة هيكلة دولة الإستعمار "[ و يحذف الجديد] " موقف لا علاقة له بالماركسية ". من أي كوكب جئت يا معزّ الراجحي ؟ ألا ترى على أرض الواقع انّه تمّت إعادة توزيع الأوراق و السلط فى تونس و أقطارعربية أخرى دون الإطاحة بالدولة القديمة ؟ حزب التجمع كان فى السلطة و على رأس الدولة كان يقف بن علي . هذا قبل الإنتفاضة الشعبية . و بعدها، صارت الترويكاو رأس حربتها حزب النهضة هي الحاكمة و صار على رأس الدولة من تعرف و الجيش و شبكات المتنفّذين ماليّا و إقتصاديا من الطبقات الرجعية المتحالفين مع الإمبريالية يسيّرون الأمور من خلف الستار. هذه بسطة عن إعادة هيكلة الدولة و جعلها ذات رأسين إثنين فى تونس و مصر مثلا ، إسلام سياسي على الواجهة السياسية فى تناغم مع جيش دولة الإستعمار الجديد ، الذى لم يمسسه سوء. و أمّا عن أشكال "إعادة الهيكلة " المتنوّعة فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و فى المستعمرات و أشباه المستعمرات فحدّث و لا حرج وهي مطلقا لا تعنى تغييرا جذريّا فى نمط الإنتاج السائد.
و فى خضمّ تطرّقه للتدخّل الإمبريالي فى القطر ، بمثالية ألمح الراجحي إلى" تحييد المؤسسة العسكرية " وهو أمر غير صحيح عمليّا و نظريّا . وفى أكثر من مناسبة ، برز الجيش هو المتحكّم فى دواليب الدولة وقد زرع عناصره فى مفاصل مهمّة منها و هذا لا يخفى على متتبّع للشأن السياسي بالبلاد. و أبدا لم يكن الجيش محايدا و لن يكون لأنّه كما قال ماو تسى تونغ العامود الفقري للدولة ، ماركسيّا :
" يعتبر الجيش ، حسب النظرية الماركسية حول الدولة ، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة." ( ماو تسي تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجيا " 6 نوفمبر – تشرين الثاني – 1938)، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني ؛ و الصفحة 66 من مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ).
9- تروتسكيون :
ينهل " الوطد" و " البلاشفة " من الدغمائية التحريفية الخوجية التى إعتمدت ضمن ما إعتمدت عليه على مقولات تروتسكية لمهاجمة الماوية و بالتالى الماركسية – اللينينية . و قد وقع إثبات ذلك فى مناسبات سابقة منها مناسبة نقدنا لمشروع برنامج " الوطد". و يهمّنا هنا أن لا نفوّت فرصة تسجيل أنّ معزّ الراجحي يحدّد هدف الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة على أنّه " التحرّر و إرساء دكتاتورية البروليتاريا و خاصّة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات".
مثل سائر التروتسكيين ، لا يميّز بين طبيعة الثورة و طبيعة السلطة المستقبلية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات من جهة و فى البلدان الرأسمالية-الإمبريالية من جهة ثانية. يعلن عن ثورة وطنية ديمقراطية و يريدها فى الواقع إشتراكية .و هذا يتضارب مباشرة تضاربا لا غبار عليه مع ما نظّر له ستالين فى كتاباته عن الصين و ما نظّر له لينين فى مقولاته بصدد المسألة الوطنية و الإستعمارية . يدّعى نقّاد الماوية " الإهتداء بمقرّرات الأممية الشيوعية الثالثة و الماركسية- اللينينية الستالينية " وفى نفس الوقت، لا يخجلون من تحريف أراء ستالين و التعويل على التروتسكية بغرض النيل من الماوية. هذه أقوال و أفعال " الوطد" و " البلاشفة " ، هذا جوهرهم الحقيقي.
10- شيوعية أم شيوعيتان أم ثلاث ؟
يعتبر معزّ الراجحي أن إستخدام ناظم الماوي ل " حركة شيوعية ثورية " " إعتراف ضمني هدفه المناورة بوجود حركات شيوعية ثورية و أخرى إصلاحية و تحريفية ". ثمّ بعد عدّة فقرات ، كتب فى إستفهام إستنكاري مستغربا :" و كأنّه يوجد شيوعيتان أو ثلاث شيوعيات مختلفة ".
يا من وصفت نفسك ب " نحن الوطد" لا تستغرب ! يا أيّها المثالي المرتبك الأفكار لا تقاوم حقيقة وجود شيوعية ثورية و أخرى تحريفية. الشيوعية الثورية لا زالت تحمل المشروع الشيوعي و تدافع عنه وعن ضرورة عالم شيوعي بينما الشيوعية المزيفة ، الشيوعية التحريفية ، تخلّت عنه و غايتها لا تتجاوز إصلاح النظام القائم. ألم تسمع يا " ناقد الماوية " عن جهل بالأوروشيوعية، الشيوعية الأوروبية ؟ ألم تسمع عن شيوعية الغولاك الخروتشوفية؟ ألم تسمع عن الأحزاب الشيوعية التحريفية ؟ لعلمك ، "الوطد" متحالفون مع واحد منها هو حزب العمّال " الشيوعي " التونسي . إنّك أعمى بعيون مثالية فلسفيّا و إنتهازية سياسياّ. ألم تسمع بالإمبريالية الإشتراكية أي الإتحاد السوفياتي التحريفي حيث كان إمبريالية واقعا و إشتراكية قولا ؟
الديمقراطية ديمقراطيات و الإشتراكية إشتراكيات و الشيوعية شيوعيات و لمن يرغب فى مزيد التأكّد من ذلك عليه بالعودة إلى أعداد " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويةّ "! و إلى" بيان الحزب الشيوعي " عينه.
11- النظرية الثورية و الحركة الثورية :
إرتباك شديد يعتري كلام معزّ الراجحي لمّا يغامر بالخوض فى هذا المضمار. لقد ألّف ماو تسى تونغ منذ ثلاثينات القرن الماضي " حول الممارسة العملية " و فيه طوّر نظرية المعرفة الماركسية و عرض بإقتدار علاقة النظرية بالممارسة و المقال الذى نخطّ لا يسمح بالتبسّط فى الأمر .لذا نكتفى بأن نعود إلى مقولة لينين الشهيرة : " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية ".
قرأنا " ما العمل؟ " مرارا و تشبعنا بما كتبه ستالين من :
" إن النظرية هي تجربة حركة العمال في كل البلدان، هي هذه التجربة مأخوذة بشكلها العام . ومن الواضح أن النظرية تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماماً شأن النشاط العملي الذي يصبح أعمى إذا لم تنر النظرية الثورية طريقه."
و صغنا عنوانا لنشرية نصدرها كلّما توفّرت مادة ذات بال هي " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية "! و لسائل أن يسأل ما علاقة هذا العنوان بلينين و ستالين ؟ و الإجابة فى منتهى البساطة لمن يمعن النظر : عوّضنا حركة ثورية ب " حركة شيوعية ثورية " لتدقيق ما تحتاجه الثورة حاليّا ، و عوّضنا النظرية الثورية ب " الماوية " أي الماركسية- اللينينية -الماوية ، علم الثورة البروليتارية العالمية . وهكذا يا معزّ الراجحى ، علاوة على عدم فهمك للمسألة ، فإنّك حين تهاجمنا ، تهاجم لينين و ستالين اللذان يصبح منطقهما هو الآخر حسب رأيك " منطقا مقلوبا و مثاليّا " فيالك من لينيني – ستاليني!
خاتمة :
" نحن الوطد" يخبطون خبط عشواء ، إنّهم لا يحلّلون و لا يناقشون بل يهذون و يجترّون كلاما رواه لهم أحدهم أو قرأوه فى " هل يمكن أن يعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا؟ " دون أن يدرسوا حقّا الماوية و مقالات ناظم الماوي. وثيقة " هل يمكن..." وثيقة دغمائية تحريفية خوجية رثّة فكّكنا جوانبا منها و العمل جاري على قدم و ساق لمزيد الغوص فيها و تفكيكها و فضح عمقها التحريفي المعادي للشيوعية الثورية ،على غرار ما فعلنا مع كتاب " الماوية معادية للشيوعية " لخوجي آخر كان ضمن قيادة حزب العمّال " الشيوعي" التونسي الدغمائي التحريفي الخوجي ، حليف " الوطد" اليوم و الطيور على أشكالها تقع!
و عليه كيما نرتقي بالنقاش ، أطالب و أرجو من القراء أن يطالبوا قادة البلاشفة و "الوطد" بأن ينشروا إجابات صريحة و مباشرة و بصفة رسمية على السؤالين الموجّهين لهما. و إن رغبوا فى نقاش ناظم و مواجهته فليكن ذلك عبر وثائق يتبّناها " الوطد" و تصدر بإمضائهم أو بإسم أحد رموزهم و من جانبنا لن يجدوا غير الجدّية اللازمة و الإلتزام بالإرتقاء بالنقاش إلى أعلى القمم الممكنة . فهل يستجيبوا وعن الأسئلة يجيبوا ؟
ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين " الوطد" بمناسبة غرّة ماي 2012
إسترعي إنتباهي و أنا أطالع بعض بيانات المجموعات " اليسارية " فى تونس ، أنّ غالبيتها تصرّ أيّما إصرار على سلوك طريق التحريفية و الإصلاحية و بثّ الأوهام البرجوازية إلى النهاية ما يستدعى نقدا علميّا ماديا جدليّا من وجهة نظر بروليتارية لمزيد توضيح التباين بين النهج الشيوعي الثوري حقّا و النهج الإصلاحي للشيوعيين المزيّفين ، التحريفيين . و بما أنّه لا تتوفّر لدينا فى الوقت الحالي كافة البيانات ، سننطلق فى نقدنا بأن نسوق بضعة ملاحظات بصدد بيان " الوطد" مع إحتمال أن نتمّ نقد بقية البيانات لاحقا.
أهداف إصلاحية :
من البداية ، و على وجه التحديد ، من العنوان يتأكّد لمن يمعن النظر غرق " الوطد" فى التحريفية إلى العنق. فهدفهم ليس الإطاحة بنظام العمل المأجور عبر الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها : الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية-الإمبريالية و الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات؛ و إنّما هو مجرّد " مواجهة رأس المال" . فمواجهة رأس المال لا تعنى بالضرورة الإطاحة الثورية به بل تعنى مقاومته و نعلم أنّ أوجه المقاومة متعدّدة و متنوّعة تنوّع المصالح الطبقية فى المجتمع غالبا ما تكون إصلاحية إن لم تسترشد بالنظرية البروليتارية الثورية .
و يتعزّز هذا الفهم التحريفي لدي " الوطد" بتجنّبهم ذكر عدّة مفاهيم شيوعية مركزية ،هم الذين يدّعون تبنّى الشيوعية و أفكار ماركس و إنجلز و لينين و ستالين.
كالعادة غيبوا عمدا عامدين الحديث عن الشيوعية و عن الأممية البروليتارية و عن الحزب البروليتاري الثوري الذى ينبغى تأسيسه لقيادة الحركة الثورية والنضال الثوري و عن الثورة و طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و عن الأمم المضطهَدَة و عن فضح التحريفية بكلّ أصنافها . و إن أشاروا إلى ضرورة الوقوف " ضد كلّ الإنتهازيين الذين يبشّرون بالوفاق مع أعداء الشعب فى السلطة و خارجها" فبغية التعمية لا غير و دليلنا على ذلك تحالفهم مع حزب العمّال " الشيوعي" التونسي فى إطار جبهة 14 جانفي ( الشعبية ، قالوا!!!) و الحال أنّ زعيم هذا الحزب الإصلاحي أصلا و الذى تحالف فى السابق مع النهضة ذاتها و بيّض وجهها على أنّها من القوى الديمقراطية ، صرّح منذ ما يناهز الشهر أنّه ليس ضد حكومة النهضة!!! ( بالفعل هو لم يكن و ليس ضد النهضة بل ضد الثورة البروليتارية بتيّاريها) ألا يعدّ هذا" إنتهازية تبشّر بالوفاق مع أعداء الشعب فى السلطة " وجب الوقوف ضدّها ؟
و يزداد الهدف الإصلاحي البعيد كلّ البعد عن الهدف الأسمى الشيوعي رسوخا مع إعلان الجماعة فى نهاية البيان العمل " من أجل إرساء بديل إجتماعي وطني يخدم مصالح الطبقات الشعبية على جميع المستويات". أين يتنزّل هذا البديل العائم الغائم البرجوازي فى نهاية المطاف من الثورة البروليتارية العالمية بتياريها؟ إنّه يتناقض معه و يخلق أوهاما برجوازية يحلّها محلّ الأهداف البروليتارية و يلوّنها بطلاء من بعض الكلمات الماركسية التى تبدو راديكالية ليروّج لهذه البضاعة التحريفية.
هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى ، يسقطون من هذا البديل ما هو " ديمقراطي" و لا يذكرون سوى " الوطني " وهم يدّعون الوطنية و الديمقراطية و النضال من أجل ثورة وطنية ديمقراطية و يحدّدون أنّ طبيعة الإئتلاف الحاكم فى تونس " لا وطنية ولا ديمقراطية و لا شعبية ".
أخطاء بالجملة :
أ- فى قراءة الواقع :
حسب الجماعة ، دعت إنتفاضات " الجماهير الشعبية الكادحة من خلالها على إسقاط الأنظمة الحاكمة خادمة الدول الإستعمارية الكبرى و أداتها الصهيونية...". و هذا غير صحيح عامة و فى تونس خاصة و الشعار الأشهر هو " شغل ، حرية ، كرامة وطنية " و إن فضح عدد ضئيل من المناضلين و المناضلات و إلى حدود الصهيونية و أدانوها جماهيريا فبصورة ثانوية جدّا.
و يكشف تكرار جماعة " الوطد" فكرة وردت فى عديد كتاباتهم فى المدّة الأخيرة لتفسير عجز الإئتلاف الحاكم عن التقدّم فى معالجة مشاكل الشعب الجوهرية ألا وهي " غياب الإرادة السياسية " ( عدم توفّر الإرادة السياسية، فى مكان آخر من البيان) ، عن غياب فهم عميق لطبيعة الدولة و أجهزتها و عن أنّ طبيعة الطبقات الحاكمة - و ليس الإئتلاف الحاكم فقط - و التشكيلة الإجتماعية الإقتصادية التى تدافع عنها لكونها تخدم مصالحها مثلما تخدم مصالح الإمبريالية العالمية هي المحدّدة فى الأساس و ليس الحزب أو الإئتلاف الموجود فى السلطة.
و المسألة ليست مسألة إرادة سياسية بقدر ما هي مسألة دولة كجهاز طبقي فى خدمة الرجعية و الإمبريالية قد تكون حكومتها يمينية او " يسارية " أو حتى شيوعية مزيّفة، تحريفية ، كما هو الأمر فى ولايات من الهند. و حتى و إن وجدت إرادة سياسية لإدخال تغييرات لصالح الشعب ، فإنّ آلة الدولة و الطبقات الحاكمة ستضع حدّا لها و مثال ذلك ما حصل فى شيلي آلاندي و بركينافاسو و غيرهما من البلدان.
و نذهب أبعد من ذلك لنقول لل"وطد" و لل" بوكت" ( حزب العمّال) أنّه حتى و إن سلموهما السلطة فلن يقدرا على فعل سوى ما تقبل به الطبقات الحاكمة و إن رفضا الرضوخ فلن يواجها إلاّ إنقلابا او إغتيالا أو قمعا وحشيّا من العامود الفقري للدولة ماركسيّا ألا وهو الجيش كما قال ماو تسى تونغ. و من يتنكر للفهم الشيوعي الحقيقي للدولة مثلما عرضه لينين فى " الدولة و الثورة " و يتنكر للطبيعة الطبقية لكلّ ديمقراطية مثلما أوضح ذلك لينين فى " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ليس ماركسيّا و ليس لينينيّا بل تحريفيا ، شيوعيّا مزيّفا لا أكثر. و حزب العمّال و " الوطد" غير ماركسيين و غير لينينيين بل تحريفيين ، شيوعيين مزيفين لا أكثر.
و أكيد أيضا أنّ المسألة ليست مسألة " قضاء مصالح أنانية فئوية ضيقة" خارج إطار الصراع الطبقي . هي مسألة صراع طبقي أساسه نمط إنتاج يقوم على استغلال و إضطهاد طبقات رجعية متحالفة مع الإمبريالية لجماهير الشعب علما و أنّ الطبقات المستغِلّة و المضطهِدَة لجماهير الشعب كانت على الدوام تمثّل أقلّية نسبة للأعداد الغفيرة و الهائلة من الجماهير الشعبية التى يقع إستغلالها و إضطهادها.
ب ) فى علاقة الإصلاحات بالثورة :
مطلقا لم يتطرّق" الوطد" فى بيانهم إلى الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و إكتفوا بعبارة مائعة من قبيل " التغيير الجذري الثوري للمجتمع" يستعملها لا فقط " اليساريون" الإصلاحيون بل كذلك اليمينيون هذه الأيّام .
جاء على لسانهم :" و لا يجب حصر هدف هذا النضال فى تحقيق جملة من المطالب و المكاسب الإجتماعية فحسب تهم البطالة و المعيشة عموما و الحريات. وهو أمر ضروري لتحسين ظروف حياة العمّال و عموم الكادحين و شروط نضالهم من أجل التعجيل بالتغيير الجذري الثوري للمجتمع ، بل يجب أن يتعدّى هدف النضال ذلك فى إتجاه إرساء بديل إجتماعي وطني يخدم مصالح الطبقات الشعبية على جميع المستويات".
و من كلامهم هذا نستشف أنّ تحقيق جملة من المطالب و المكاسب الإجتماعية ضروري لتحسين شروط النضال و التعجيل بالتغيير الجذري الثوري للمجتمع و بالتالي إن لم يتمّ تحقيق تلك المطالب و المكاسب الضرورية لن يتقدّم نضال العمّال و لن تحصل ثورة. هذا فهم خاطئ إصلاحي يعيد على مسامعنا أطروحات حزب العمّال الإصلاحي أصلا، الدغمائي التحريفي الخوجي المفضوح. و إعادة الخوجيين المتستّرين لآراء الخوجيين المفضوحين شيء من مأتاه لا يستغرب مثلما لا يستغرب التحالف القائم بينهما.
فى " ما العمل؟" ، شرح لينين أنّ النضال البروليتاري يجب أن يجري على جبهات ثلاثة متكاملة هي الجبهات النظرية و السياسية و الإقتصادية و السياسية هي المركزية و النظرية قد تحتل مركز الصدارة حسب الظروف المتغيّرة . و ما عبّر عنه " الوطد" يخصّ أساسا الجبهة الإقتصادية وشيئا من الحريات السياسية و هذا لينينيّا إصلاحية و إقتصادوية غرق فيها " الوطد" لعقود الآن و إتخذت شكل تحوّله إلى تيّار نقابوي لعشرات السنين.
و موقف جماعة " الوطد" أعلاه يتعارض أيضا مع الموقف اللينيني من الإصلاحات القابلة للذوبان و غير الجدّية حسب تعبيره ففى " الماركسية و الإصلاحية" ، لخّص لينين الموقف البروليتاري قائلا :
" يعترف الماركسيون بالنضال من أجل الإصلاحات ، أي من اجل تحسينات فى أوضاع الكادحين تترك السلطة ، كما من قبل ، فى يد الطبقة السائدة . و لكن الماركسيين يخوضون فى الوقت نفسه نضالا فى منتهى الحزم ضد الإصلاحيين الذين يحدون ، بواسطة الإصلاحات ، مباشرة أو بصورة غير مباشرة ، من تطلعات الطبقة العاملة و نشاطها. فإنّ الإصلاحية إنّما هي خداع برجوازي للعمّال الذين يبقون دائما عبيدا مأجورين ، رغم مختلف التحسينات ، ما دامت سيادة الرأسمال قائمة.

إنّ البرجوازية الليبرالية تمنح الإصلاحات بيد و تسترجعها بيد أخرى، و تقضى عليها كلّيا،و تستغلها لأجل إستعباد العمال ، لأجل تقسيمهم إلى فرق مختلفة ، لأجل تخليد عبودية الكادحين المأجورة. و لهذا تتحوّل الإصلاحية بالفعل ، حتى عندما تكون مخلصة كليا ، على أداة لإضعاف العمّال و لنشر الفساد البرجوازي فى صفوفهم. و تبيّن خبرة جميع البلدان أنّ العمّال كانوا ينخدعون كلما وثقوا بالإصلاحيين.

أمّا إذا إستوعب العمال مذهب ماركس، أي إّذا أدركوا حتمية العبودية المأجورة ما دامت سيادة الرأسمال قائمة ، فإنهم ، على العكس، لن يدعوا الإصلاحات البرجوازية ، أيّا كانت ، تخدعهم. إنّ العمال يناضلون من اجل التحسينات مدركين أنّ الإصلاحات لا يمكن ان تكون لا ثابتة و لا جدّية ما دامت الرأسمالية قائمة ، و يستغلّون التحسينات لأجل مواصلة النضال بمزيد من العناد ضد العبودية المأجورة.إنّ الإصلاحيين يحاولون أن يقسموا العمّال الذين يدركون كذب الإصلاحية، فإنهم يستغلون الإصلاحات لأجل تطوير و توسيع نضالهم الطبقي".

ت- فى الرؤية المثالية للعالم :
لنتفحّص الآن جمل ثلاث تفوح منها الرائحة المقرفة للمثالية لدى من يدّعون تبنّى المادية الجدلية.
1-" غياب الإرادة السياسية ... تجعله عاجزا كلّيا و مرحليّا و إستراتيجيّا عن تحقيق نتائج ميدانية حقيقية جدّية تخدم العمال و الكادحين عموما ".
لا وجود لعجز "كليّ" فقد أنجز الإئتلاف أشياء إستفادت منها قلّة قليلة من العمّال و الكادحين و كثرة من أعداء الشعب و لا وجود لعجز " كلي" خاصّة " آنيّا " و " مرحليّا" و " إستراتيجيا" فالطبقات الحاكمة و حلفائها الإمبرياليين بوسعهم إلى الان تقديم تنازلات من شتّى الأنواع بدعم من الإمبريالية أو العمامات الخليجية بيد أنّها تناور و تسعى لتقديم أقلّ ما يمكن من التنازلات و الإصلاحات و إلى إسترجاع ما قدّمته باليد اليمنى عن طريق اليد اليسرى .و إن رأت من اللازم اللجوء إلى القوّة و عنف جهاز الدولة بمختلف مستوياته و درجاته إلى جانب الإصلاح و المآمرات و المناورات السياسية ، فإنّها ستفعل ( و قد فعلت ) لتشقّ صفوف الشعب و تضعف نضاله ووحدته و تحدّ من تطلّعاته وقد تستعمل جزءا أو فئة منه ضد الأخرى و قد تعمد إلى الإنقلاب العسكري و الحكم العسكري و حالة الطوارئ القصوى لأشهر أو سنوات. و لا نحتاج إلى أمثلة معيّنة فهي شائعة شرقا وغربا.
2- " صراع سيؤدّى حتما بفعل نضال الطبقة العاملة و قواها الثورية ومهما طال أمد المعركة- إلى إنتصار العمّال و الشعوب المضطهَدَة فى العالم".
الحتمية ضرب من ضروب التفكير الميكانيكي و " نضال الطبقة العاملة و قواها الثورية " ( لا حظوا التنصّل من اللينينية : ليس بقيادة أحزابها الشيوعية الثورية بل مجرّد قواها الثورية ) قائم منذ قرون الآن لكن هذا النضال إن لم يقده علم الثورة البروليتارية العالمية و قادته التحريفية و الإصلاحية على أنّها قواها الثورية لن يؤدّي بالتأكيد إلى أي إنتصار و لو جزئي و إنّما سيأبّد سيطرة النظام الإمبريالي العالمي و الرجعية. و إنتصار الثورة البروليتارية العالمية ليس حتميّا لأنّه رهين ظروف موضوعية و ذاتية من جهة و لن يقع بضربة واحدة و إنّما هو من جهة أخرى سيرورة تصاعدية متموّجة مدّا و جزرا ، تتخلّلها إنتصارات و إخفاقات جزئية ، تقدّم و تراجع . و ما جدّ فى الإتحاد السوفياتي و الصين و المعسكر الإشتراكي السابق خير دليل على ذلك. فقد كسبت البروليتاريا سلطة دول عديدة ، أثناء الموجة الأولى من الثورة البروليتارية العالمية ، شكّلت معسكرا إشتراكيّا لكن لأسباب كثيرة خسرت ما كانت كسبته و راهنا لا وجود لأيّة دولة إشتراكية على كوكبنا. والشيوعيون الحقيقيون اليوم ، الماويون ، إمّا يخوضون حرب الشعب فى أكثر من بلد لإفتكاك السلطة من جديد لفائدة البروليتاريا العالمية أو يعدّون العدّة لخوضها أو ، فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية ، يعدّون العدّة للثورة الإشتراكية عبر الإنتفاضة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية.
3- " إحياء و دعم القوى الرجعية " .
إنّ عملية الإحياء عملية بعث بعد موت و نحن كماديين جدليين ليس بوسعنا ان نستبعد التحوّلات الجدلية لطرفي تناقض الأشياء و الظواهر و السيرورات ووجود الموت و الحياة كوحدة أضداد/ تناقض طرفاه يتحوّل الواحد منهما إلى الآخر فى ظروف معيّنة و لكن وجه المثالية الذى ننقد هنا هو أن جماعة " الوطد" يريدون منّا الإعتقاد بأن الرجعية قد ماتت فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و فى البلدان الإمبريالية. و هذا مجافي للحقيقة فى كلا النوعين من البلدان. فالعلاقات الإجتماعية و الأفكار و القوى الرجعية التى يشير إليها " الوطد" بصفة غير مباشرة لم تندثر حتى فى البلدان الإمبريالية فما بالك بإندثارها فى المستعمرات و أشباه المستعمرات. و الإمبريالية كمرحلة عليا من تطوّر الرأسمالية طفيلية تنحو نحو عرقلة التقدّم لا سيما فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و التحالف مع القوى التى تخدم مصالحها لا يهمّ إن كانت مغرقة فى الرجعية أو تدّعي تبنّى حتى الشيوعية و نقصد الشيوعيين المزيفين، التحريفيين. و راهنا ، القوى الإمبريالية و القوى الأصولية المسيحية و الإسلامية و اليهودية تتكامل و تغذّي بعضها البعض و هي جميعا تتناقض مع الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها.
خاتمة :
فى بيان "الوطد" هذا أيضا ، تتجلّى الدغمائية التحريفية الخوجية المتستّرة لجماعة " الوطد" التى غدت إصلاحية منذ عقود الآن. وفضلا عن الأهداف الإصلاحية و الأخطاء المتنوّعة التى حلّلنا ، فى تناسق مع تنكّرهم للينينية و للأممية البروليتارية ، تتمادى فى إستعمال مفردة " بربرية" رغم أنّنا سبق لنا و أن نبهناها إلى انّها تسيئ إلى البربر – الإيمازغيين- كأقلية قومية مضطهَدة وهو شيء لا يقبله الشيوعيون الحقيقيون مطلقا.
لقد مضت قيادات " الوطد" أشواطا بعيدة فى التحريفية و من العسير جدّا عودتها إلى خندق الثورة البروليتارية العالمية و يبقى هناك أمل ضئيل فى إنقاذ الشرفاء من المناضلين و المناضلات و إقناعهم بعلم الثورة البروليتارية العالمية و أن التحريفية فكر برجوازي فى صفوف الطبقة العاملة متغلغل صلب "الوطد" بل و يقوده منذ عقود الآن.


الجزء الثالث : وثائق "الوطد" التى إعتمدناها فى هذا العدد
===============================================
إما الاشتراكية وإما البربرية: الوطنيون الديمقراطيون (الوطد) - في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية
تحيي الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة في العالم بقيادة قواها الثورية المناضلة يوم 24 أفريل من كل سنة ذكرى العدوان البربري الهمجي الوحشي الذي شنته الامبريالية الأمريكية سنة 1965 على الشعب في جمهورية الدومينيك من خلال التدخل العسكري ( 23 ألف جندي أمريكي شاركوا في الاجتياح) الداعم للطغمة العسكرية الحاكمة في ذلك القطر ضد هبة الجماهير الشعبية الكادحة المقاومة للاستغلال والنهب والقمع والظلم والذي تسبب في عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح .ومنذ ذلك التاريخ أقر يوم 24 أفريل يوما عالميا لمناهضة الامبريالية وأصبح عنوانا كبيرا في كل مكان من العالم للنضال ضد الاستعمار بمختلف أشكاله.
واليوم وبعد مرور قرابة النصف قرن من الزمن على ذلك العدوان، وبعد إجهاض التجارب الاشتراكية والوطنية التحررية فان الاختلال في موازين الذي أصبح يعيشه العالم اليوم لصالح معسكر الامبريالية العالمية وأداتها الصهيونية والأنظمة الرجعية العميلة لها على حساب العمال والشعوب المضطهدة قد فسح المجال أوسع لتتعد جرائم الامبريالية في مختلف أرجاء الأرض، وهي جرائم تقترف على مدار الساعة واليوم بأشكال وأساليب متنوعة يسقط ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء.
إن جرائم الامبريالية هذه ناتجة عن هجمة شرسة واسعة عامة تأتي على الأخضر واليابس في كل مكان تحركها مصالح الاحتكارات العالمية الأمريكية بالخصوص المالية منها والاقتصادية المبنية على السلب والنهب والاستغلال والاستعباد والظلم، وما سياسة العولمة النهابة في مختلف مظاهرها وتجلياتها وما الحروب العدوانية وما الاستعمار العسكري المباشر سوى مظاهر مختلفة متنوعة لتلك الهجمة.
فتحت غطاء ما يسمى بنشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في العالم ونزع أسلحة الدمار الشامل ومقاومة الإرهاب والدفاع على المواثيق والقوانين وقرارات ما يسمى بالشرعية الدولية وبتوظيف كلي لـ " الأمم المتحدة" وللمؤسسات الاقتصادية والمالية والتجارية التي بعثتها تشن الامبريالية العالمية وفي مقدمتها الدولة الأمريكية الإرهابية اليوم كما في السابق حروبا عدوانية ظالمة على الشعوب في كل مكان من العالم وخاصة في المستعمرات وأشباهها مستعملة فيها أحدث وسائل الفتك والدمار ومستولية بواسطتها على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية والخيرات وفاسحة المجال عن طريق هذه الحروب أمام المؤسسات الاحتكارية العالمية لتكتسح أسواقا جديدة من أجل مضاعفة حجم تصدير رؤوس أموالها وبضائعها ولتعمق استغلال الجماهير الشعبية وامتصاص دمائها، إضافة إلى إطلاق أيدي جيوشها ومخابراتها وعملائها لتجتث القوى الثورية باعتبارها القوى الوحيدة التي ناضلت بمبدئية وصلابة وبدون هوادة من أجل الإطاحة بالنظام الامبريالي العالمي وبعملائه باعتباره نظاما مسؤولا عن الحيف الاجتماعي المرتبط بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ومردود العمل وباحتكار الثروة في أيدي حفنة من اللصوص وما تتطلبه المحافظة على تلك الملكية والثروة من حروب طبقية دائمة ومن استعمار بمختلف أشكاله ومن حروب عدوانية وعنف رجعي وما ينتجه ذلك النظام من تخلف وفقر وبطالة ومجاعة وجهل وأمية ومعانات صحية وأوبئة وتلوث وكوارث بيئية وأمراض اجتماعية وغيرها من المشاكل التي تتخبط فيها الإنسانية اليوم. فالامبريالية هي الحرب، وهي "عهد الرأسمال المالي والاحتكارات التي تحمل في كل مكان النزعة إلى السيطرة لا إلى الحرية"، ذلك ما نشاهده بأم أعيننا اليوم في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والسودان وفي غيرها من الأقطار، وذلك ما شاهدناه على سبيل الذكر في حرب إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية وفي الحرب العالمية اللصوصية الأولى والثانية وفي العدوان على الدومينيك و كوبا وكوريا الشمالية والفييتنام على يوغسلافيا سابقا وفي قمع الانتفاضات الشعبية في المدن داخل الولايات المتحدة الأمريكية...
وتحت غطاء التحرير الاقتصادي والمالي وحرية المبادرة الخاصة والتجارة العالمية تمرر الشركات الاحتكارية الكبرى والمؤسسات المالية العالمية وبالخصوص منها "صندوق النقد الدولي" و"البنك العالمي" سياسة العولمة الامبريالية النهابة سياسة تفقير العمال والشعوب وتجويعها وتجهيلها وتغريبها. ولقد كان هذا سببا في ارتفاع أسعار المواد الأساسية في كل أنحاء العالم كالحبوب ومشتقاتها وأسعار المحروقات والنقل ومواد البناء والأدوية و سحب المكاسب الاجتماعية الجزئية التي تحققت بالنضالات، ونسف القطاع العام وارتفاع نسبة البطالة، مما أدى إلى انخفاض مستوى المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للجماهير الشعبية بشكل لم يعرف له مثيل، وتسبب في ارتفاع نسبة الفقر في العالم وفي توسع دائرة سوء التغذية وانتشار المجاعة وتفشي الأمراض في العالم والموت لافتقاد الغذاء والإحاطة الطبية والدواء، وهو ما يزداد وضوحا اليوم بالخصوص في القارة الإفريقية والآسيوية وفي القارة الأمريكية الجنوبية، يقابل ذلك مزيد من احتكار ثروات الشعوب باستعمال العنف الرجعي في أيدي حفنة من أصحاب رؤوس الأموال والمؤسسات الكبرى ما فتئ حجمها يتقلص يوما بعد آخر. فالامبريالية لا تؤدي في المستوى العملي إلا إلى بؤس الجماهير.
وفي سبيل اللهث وراء تحقيق الربح والربح الأقصى تسببت الامبريالية العالمية في ظهور العديد من الأوبئة كالسيدا وجنون البقر وأنفلونزا الطيور وفي الكوارث الطبيعية كارتفاع درجة حرارة الأرض المرتبط بالاحتباس الحراري الناتج عن الثقب الحاصل في طبقة الأوزون من جراء التلوث البيئي وما سببه كل ذلك من جفاف و أعاصير وفيضانات وزلازل وذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى البحر. ولقد تسبب ذلك في هلاك مئات الآلاف من الأشخاص(تسونامي مثلا) وما يهدد بالقضاء على عشرات الملايين من البشر في المستقبل القريب إن لم نقل على البشرية قاطبة. فالامبريالية لا تجلب للإنسانية سوى الموت والفناء.
وفي سبيل تسهيل إحكام السيطرة على الشعوب من أجل نهب خيراتها وامتصاص دمائها تغذي الامبريالية اليوم أكثر من أي وقت مضى الصراعات العرقية والطائفية والحدودية وتفجرها في مناطق متعددة من العالم موظفة أذنابها وبياقها من أجل الزج بالجماهير الشعبية في عملية اقتتال داخلي على أساس الانتماء العرقي والطائفي. وعلى هذا الأساس شاهدنا الاقتتال بين الصرب والألبان وبين التوتسي والهوتو وبين العرب والأكراد والسنة مع الشيعة والعرب المسلمين مع الأقباط المسيحيين الخ...فالهدف هو إذن ضمان ديمومة السيطرة من خلال تهميش الصراع الحقيقي الذي تحركة المصالح الطبقية والوطنية. فالامبريالية لا تثير سوى التعصب والأحقاد والأنانية والكراهية والعداء، وهي تحيي كل ما هو رجعي وتعمل على تقسيم الشعوب باستعمال الصراع العرقي والطائفي. و لذلك فهي نظاما سياسيا رجعيا على طول الخط.
إن مختلف أوجه السياسة الامبريالية العدوانية هذه تطال شعبنا العربي على امتداد وطننا الكبير. ففي العراق استعمار أمريكي بريطاني مباشر، استعمار يقتل مئات الآلاف ويهجر الملايين ويذكي الصراعات العرقية بين العرب والأكراد والتركمان وغيرهم والطائفية بين الشيعة والسنة بالخصوص ويسعى إلى تقسيم العراق. وفي فلسطين استعمار استيطاني وإبادة جماعية وتشريد وتهجير وتقسيم، وفي لبنان تسود الصراعات الداخلية الطائفية وغيرها التي تحركها الامبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية منذرة بانفجار الوضع في أي لحظة. وفي السودان صراعات عرقية وطائفية أدت في نهاية المطاف إلى تقسيم هذا البلد. وفي سوريا صراع امبريالي محموم من أجل إحكام السيطرة عل هذا القطر بتواطئ من النظام الحاكم. وفي دول الخليج العربي تتركز القواعد العسكرية الأمريكية في كل مكان. وفي نفس الوقت وفي جل أقطار الوطن العربي استعمار غير مباشر ونهب تحت غطاء "الشراكة" و"الإصلاح الهيكلي للاقتصاد" تكرسه الأقطاب الامبريالية الكبرى المتصارعة على خيراتنا وثرواتنا: "الاتحاد الاروبي" والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وروسيا والصين، وتتوجه كل الأنظمة العربية العميلة نحو الاستسلام التام والتطبيع مع الكيان الصهيوني. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تدخلت القوى الاستعمارية بوسائل مختلفة لإجهاض الانتفاضات الشعبية العارمة التي اندلعت منذ 17 ديسمبر 2010 في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين من أجل المحافظة على وجودها ومصالحها. أما في تونس وبالإضافة إلى تنصيب نظام عميل موال لها سنة 1956 فان الامبريالية (الأمريكية والفرنسية بالخصوص) تتدخل بقوة اليوم للمحافظة على النظام الحاكم الخادم الأمين لمصالحها من خلال العمل على القضاء على انتفاضة شعبنا الباسلة وتركيز مؤسسات وحكومات موالية لها كالمجلس التأسيسي الحالي والائتلاف الحاكم اليوم بقيادة "حركة النهضة" ومن ورائها القوى الظلامية عموما، مما أدى إلى مزيد تردي أوضاع الجماهير الشعبية على جميع المستويات بحكم تواصل النهب الخارجي والداخلي والحيف الاجتماعي وارتفاع الأسعار و تفشي البطالة وكثرة الأداءات وضعف الأجور وغياب الحلول والبدائل والعجز التام عن حل المشاكل الأساسية للشعب وقمع الحريات العامة والفردية والتقدم في طريق الاستبداد.
"إن الامبريالية تفضي إلى الإلحاق وتفاقم الظلم القومي وبالتالي إلى اشتداد المقاومة ".نعم إن مقاومة الطبقة العاملة وعموم الكادحين للاستغلال والاستعمار والظلم القومي تشتد وتقوى يوما بعد آخر داخل الدول الامبريالية وفي المستعمرات وأشباهها، في الولايات المتحدة وأوربا في أمريكا الجنوبية وفي أسيا ، في الوطن العربي وفي إفريقيا. إنها مقاومة بالإضرابات وبالمظاهرات والاعتصامات والمواجهات مع أجهزة القمع ( النضالات العالمية ضد العولمة الامبريالية في الولايات المتحدة وايطاليا وكندا وألمانيا واستراليا،تحركات تحت شعار احتلال وول ستريت، الانتفاضات الشعبية في العديد من الأقطار العربية) وبالحجارة والكفاح المسلح. ولكنها نضالات لم تصل إلى مرحلة التجذر لافتقادها للقيادة السياسية الثورية.
إن الامبريالية وعملائها في العالم وأداتها الصهيونية أعداء ألداء من منطلق طبقي فكري وسياسي للعمال والشعوب المضطهدة وللقوى الاشتراكية وقوى التحرر الوطني في العالم. لقد عملت الامبريالية العالمية وكل السائرين في ركابها وتآمرت بأشكال مختلفة من أجل إخضاع العمال والشعوب في العالم ونهب خيراتها، وتدخلت على امتداد عقود من الزمن لتصفية الاشتراكية العلمية الوليدة كفكر وانجازات ثورية من أجل المحافظة على النظام الرأسمالي العالمي والتمديد في أنفاسه وإجهاض نضالات الشعوب من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي والاشتراكية العلمية، وأبادت من أجل ذلك عشرات الملايين من البشر. ولكن بالرغم من حدة الهجمة وحالة الجزر فان النضال الثوري العالمي ضد الامبريالية لم يفتر بل أصبح يأخذ طابعا أكثر خصوصية اليوم متماشيا مع ما تتميز به الأوضاع الذاتية والموضوعية التي تولده وتحركه وتطوره. فمع وعينا التام بأن تراجع الحركة الثورية العالمية الاشتراكية منها أو الوطنية التحررية هو تعبير عن وضع خاص، تاريخي، مؤقت وعرضي للحالة الذاتية للتنظيمات التي تقود تلك الحركة وقدرتها على التكيف الموضوعي الجديد بالسرعة المطلوبة، فان رفضنا الاستسلام أمام حدة الهجمة الاستعمارية الرجعية في تونس والوطن العربي والعالم يجب أن يكون حافزا للنهوض الفاعل في مقدمة الطبقة العاملة وعموم الكادحين مسلحين بأدوات النضال الثوري الفعلي المختلفة من أجل القضاء على الأسباب المادية النهائية الكامنة وراء استغلال الإنسان للإنسان. ذلك ما يجعلنا نتطلع إلى أن تلعب الطبقة العاملة وتنظيماتها الطبقية السياسية منها والمهنية والاجتماعية دورا رياديا في هذه المعركة المصيرية وأن تتحول إلى قوة جذب وقيادة لكل الكادحين حتى يرتقوا إلى وعي المهمات الملقاة على عاتقهم. والطبقة العاملة وهي لا تزال تبرهن بفكرها وإستراتيجيتها وفعلها في الواقع المادي على قدرتها على تصدر النضالات التحررية فان الثوريين المخلصين لها مدعوون أكثر من أي وقت مضى للعمل من أجل تطوير قدراتها الذاتية وتعزيز طاقاتها الكفاحية لتحقيق مكاسب جديدة لعموم الكادحين تمتينا لصلتها بهم وتوسيعا لدائرة إشعاعها بينهم، كما أن تلك القوى الثورية مطالبة بالعمل من أجل تحصين منظماتها النقابية والمهنية والاجتماعية عموما والنضال ضد كل محاولات التدجين والاحتواء وتطوير وعيها الطبقي وقدرتها على التمييز بين الأعداء والأصدقاء.
إننا وفي مثل هذا اليوم التاريخي، اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية، مثله مثل المحطات التاريخية الكبرى التي يحييها العمال والشعوب المضطهدة في العالم لابد لنا من إدانة كل الجرائم والمذابح والحروب العدوانية اللصوصية ومختلف أشكال الاستعمار والظلم القومي والحصار الجائر والانتهاكات التي تقترفها الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في العالم وكل السائرين في ركابهم في حق الجماهير الشعبية وقواها الثورية المناضلة، وأن نرى في صمود شعبنا في الوطن العربي وخاصة منه في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا وفي صمود العمال والشعوب في العالم، في كل من كوبا وكوريا الشمالية وفي غيرهما من الأقطار أمام الطغيان الامبريالي الأمريكي منه بالخصوص منارة على طريق التحرر الوطني وبناء الاشتراكية، وأن يتعزز إيماننا بأن النظام الذي يسعى الامبرياليون لبعث الدم في جسمه المنهك آيل إلى السقوط بفعل التناقضات التي تنخره من الداخل وبفعل نضال الكادحين الثوري. إن إرادة الشعوب لا تقهر مهما اشتد الظلم والاستعباد ومهما طال أمد المعركة. فعلى الشعوب وقواها الثورية أن تختار اليوم بين الاشتراكية أو البربرية .
لنجعل من 24 أفريل محطة للنضال ضد الاستغلال والظلم والاستعباد.
لتسقط الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في كل مكان من العالم.
عاشت نضالات الشعوب من أجل التحرر الوطني وبناء الاشتراكية.
. المجد والخلود لشهداء النضال ضد الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في العالم
الوطنيون الديمقراطيون *الوطــد* 24 أفريـــــــل 2012
============================================================
ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح

معز الراجحي
الحوار المتمدن - العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح

يطرح ناظم الماوي في العدد 7 من (لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !) سلسلة من الاستفسارات ؛ مطالبا بتقديم توضيحات ،ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي؟ .
الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=304096#
ينطلق ناظم الماوي من قناعات راسخة لا ريب فيها في ما يخص النظرية الماوية للثورة الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي ، كما ينطلق كذلك من مجموعة من الجمل المتضاربة شكلاً و مضموناً فقط لذر الرماد في عيون القراء . فيقول "لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " و هنا نلاحظ خلطاً كبيراً، بما أنه يوجد حركة عمالية و كذلك الطبقات و الفئات المضطهدة و التي لا يمكن أن تكون إلا ثورية وفق تطور وتيرة الصراع الطبقي هنا و هناك من العالم في مرحلة الإمبريالية ، كما أنه بالنسبة إلينا كشيوعيين أمميين نهتدي بمقررات الأممية الشيوعية الثالثة .هناك حركة شيوعية واحدة و هي التي تتبنى الماركسية اللينينية الحيه حسب تطبيقها الستاليني كمنهج فكر و تحليل و ممارسة وهي ثورية في جوهرها و متكاملة بل هي ليست فقط حركة ثورية وانما هي طليعة الحركة البروليتارية في اي قطر من أقطار العالم . أما قول ناظم الماوي "حركة شيوعية ثورية " فذلك إعتراف ضمني هدفه المناورة بوجود حركات شيوعية ثورية و أخرى إصلاحية و تحريفية بعد أن أطلق على نفسه صفات الشيوعية و الثورية كماوي حتى يوزع بطاقات الثورية على من يشاء و يحجبها عمن يشاء . و قد فعل ذلك حقيقةً باحثاً لنفسه ،كماوي ،تحريفي ،عن مكان بين البالشفة في القطر التونسي إلى جانب الاحزاب الثورية حتى يستمد مشروعيتة في الكلام و الإدلاء بدلوه و الإفتراء على ستالين باني الإشتراكية العلمية و قاهر النازية . و أعتقد أنه يزاحم هؤلاء البالشفة في القطر أمثال الحديدي ليصادر الكلام لكي يُسمع و يرحب به في "مجلس "الثوار . فبعد أن يقر ناظم الماوي أن ما حدث في القطر التونسي هو إنتفاضة و ليس ثورة ،يقع في التضارب الثاني " لا يعدو أن يكون إنتفاضة لم تحطّم النظام القائم الذى ظلّ هو هو و إن غيّر الوجوه السياسية الحاكمة و قدّم بعض التنازلات ليتمكّن من ربح الوقت" أسال هنا صديقنا : أي تنازلات قدمها الإتلاف الطبقي الرجعي الحاكم و من وراءه الإمبريالية و الصهيونية لعموم الشعب غير إعادة إنتاج المشهد السياسي، لكن بقمع اكثر و عمالة اجذر.متمثلا في لعبة حل حزب الدستور ثم إعادة تفريخه من جديد على شكل احزاب جديدة، و منح بعض التاشيرات لجمعيات و احزاب كانت محظورة في عهد بن علي العميل، و لا تعدو أن تكون احزاب إصلاحية و إنتهازية و تحريفية من جملة الراكبين على إنتفاضة شعبنا لتزيين المشهد الإلتفافي المعادي للمسار الثوري و تبييض وجه الدكتاتورية الدينية الجديدة؟
يتحدث أيضاً عن"إعادة هيكلة دولة الإستعمار" و هذا موقف لا علاقة له بالماركسية ، لأن إعادة هيكلة بلد مستعمر أو شبه مستعمر لا يعتبر هيكلة ما لم يغير النظام الإقتصادي و بالتالي السياسي و الإجتماعي القائم ، أي التدخل في علاقات الإنتاج و نمط الإنتاج و لو بشكل نسبي بما يخدم مشروع النهب الامبريالي و قد وقع ذلك في القطر التونسي منذ فرض الحماية و الإستعمار المباشر ثم في عام 1956 و توقيع بروتوكول الخيانة . لذلك فإن التدخل الامبريالي في القطر التونسي غداة إنتفاضة 17 ديسمبر /14 جانفي ، إقتصر على لعب دور الموجه للقوى السياسية الموالية له و الخادمه لمشروعه الإستعماري و التي هي اساسا من صنيعته ك البدب و النهضة و التكتل و المؤتمر وذلك عن طريق :
- تحييد المؤسسة العسكرية لكي تكون الضامن لنجاح المسار المعادي للمسار الثوري .
- تزكية حكومة الغنوشي المبزع الأولى و الثانية بتشكيلاتها السياسية العميلة المرتمية في احضان الإمبريالية و سفاراتها و مخابراتها الدولية و الصهيونية ،و من ثم حكومة السبسي التي مررت المشروع الانقلابي على المطلب السياسي الشعبي و الجماهيري الا و هو المجلس التاسيسي عن طريق الهيأة العليا للإصلاح "هيأة بن عاشور " .
- تمت صناعة هذه الهيأة بأيادي امبريالية لقطع الطريق أمام القوى الثورية و التقدمية بالرغم من محدودية تاثيرها في الشارع المنتفض بعد إطلاق المئة و العشرون حزبا و إنخراط الشباب الفاعل فيها و توجيههم نحو المسار الإنتخابي و السلمي و إمتصاص المد الجماهيري للإحتجاجات.
- تزكية حركة النهضة، ثم فوزها في الأنتخابات كبديل سياسي لخدام الامبرياليه. و الماويون كتبوا في ذلك و نتفق معهم بهذا .
الملاحظة الأخرى وهي تصريح ناظم الماوي" لا يزال التحريفيون بما هم شيوعيون مزيفون ينشرون المغالطات بشأن الطبيعة الطبقية للدولة القائمة و حكومة الترويكا و لا يرفعون شعار إسقاط الحكومة" . و من جديد تتضح النظرة الفوقية و السطحية لصديقنا و كما يتحدث عن تنازلات قدمها الإتلاف الطبقي الحاكم على اثر الإنتفاضة لصالح الطبقة العاملة، و سائر الفئات المضطهدة و عن إعادة هيكلة دولة الاستعمار الجديد . يرفع أخيراً شعاره السطحي ليتناقض مره اخرى مع ما أقره ، بأن الإسلام السياسي المتمثل في حزب حركة النهضة هو البديل السياسي لخََدَمة مصالح الإمبريالية في القطر وهو شعار إسقاط الحكومة!. فيا له من ماركسي و منظر لثورة التحرر الوطني و دكتاتورية البروليتاريا. متشدقا في بادئ الأمر بأن الشعب المنتفض أصبح يتهكم على مصطلح ثورة ، ناسيا أن الشعب المنتفض مازال يرفع شعار "إسقاط النظام " إلى هذه اللحظة في كل جهات القطر المنتفضة و ليس إسقاط الحكومة كما يرغب السيد ناظم الماوي .
و للسائل أن يتسال : أيهما أكثر إنتهازية الآن ؟ الاحزاب اليسارية إصلاحية منها كانت أم ثورية .التي خاضت المعركة و التحمت بالجماهير و قامت بفضح زيف الإنتخابات و تخوض صراعها ضد الترويكا داخل المجلس التأسيسي. أم الذي جاء بعد الإنتفاضة بسنة و نصف و رفع شعار إسقاط الحكومة بكل ما يعنيه من سطحية و يسراوية و فوضى ؟

ملاحظة أخرى و التي تبين لاماركسية و مثالية ناظم الماوي الموغلة في الفوقية ، و الفهم المقلوب للماركسيه.و لحركة التاريخ و الصراع الطبقي في المجمل . إذ يقول " مساهمة أخرى فى دفع الصراع الإيديولوجي و السياسي فى صفوف الحركة الشيوعية فى القطر أساسا إلى الأمام نشرا للمبادئ الشيوعية الثورية الكفيلة وحدها كنظرية ثورية بإيجاد حركة ثورية حقّا، قولا و فعل " و هنا لست أدري عن أي حركة ثورية يتكلم و كأنه لم يدرس الديالكتيك . فإن كان يتكلم على إيجاد حركة شيوعية على مستوى النضال الايديولوجي لتوحيد حاملي الفكر الماركسي اللينيني أي طليعة الطبقة العاملة و قيادتها فتلك بادرة طيبة .
و إذا كان يقصد و وهو ما فهمته أن هناك " شيوعية ثورية " . و كانه يوجد شيوعيتان أو ثلاث شيوعيات مختلفه ، إحداها تحمل النظرية الثورية(و أفهم من هنا دعوته إلى مراجعة النظرية الماركسية اللينينية و تحريفها على شاكلة الماوية ) . و هذه النظرية الثورية الجديدة ستخلق حركة ثورية أي سوف توجد و تصنع ثورة العمال و الفلاحين للتحرر من نير الإستغلال الامبريالي . فبالرغم من اننا لا ننكر دور الطليعة الشيوعية و دور الحزب الماركسي اللينيني في قيادة الجماهير نحو التحرر و إرساء دكتاتورية البروليتاريا و خاصة في المستعمرات و أشباه المستعمرات . إلا أن فكرة النظرية الثورية هي التي توجد الحركة الثورية، فهذا منطق مقلوب و مثالي .لأن تطور الفكرة و النظرية الثورية و تغلغلها في وعي الجماهير لتصبح قوة مادية و فاعلة في التاريخ ،أي في الصراع الطبقي مشروط بقدرتها على تلبية إستحقاقات الواقع المادي و تعقيداته وفق مفردات و نواظم و بنية فكرية علمية .بالنسبة لنا، لا يمكن أن تستمد مشروعيتها و صحتها إلا من الماركسية اللينينية الستالينية . و بذلك فإن النظرية الثورية بقوانينها العلمية المتكاملة هي في جدل و تفاعل لا متناهي مع واقع الصراع الطبقي أي قوانين صيرورة التاريخ العامة الديناميكيه و المتجدده . إذاً فإن النظرية الثورية الماركسية اللينينة الستالينية هي تفاعلية مع حركة الواقع الطبقي في القطر كما نرى نحن الوطد و تتحول هذه النظرية عبر الممارسه الى قوه تغيير وجود مادي في المجتمع .
أما أن تدعونا إلى مراجعة و تحريف النظرية الماركسية اللينينية و تلقيحها بشطحات ماو لنستخلص نظريه شيوعيه جديدة و نعلمها للطبقة العاملة كي تحقق تحررها الوطني و تبني دكتاتوريتها. و الأغرب من كل ذلك فهو ما تقدم به ناظم الماوي ، أنه بهذه النظرية الثورية الجديدة سنصنع حركة ثورية ناسياً أن الحركة الثورية القائمة على الصراع بين العمل و راس المال و الإضطهاد الطبقي لها قوانينها الخاصة وليست بمعزل عن القوانين العلمية للنظرية الثورية .
و من هنا تتضح المنطلقات المثالية و الفوقية و التحريفية لناظم الماوي و الإرتباك النظري الذي ليس غريب على النظرية الماوية لأنه ما دامت المنطلقات النظرية مغلوطة و مرتبكة فإن الممارسة أيضا سوف تكشف في كل لحظة عن الخور النظري على مستوى الممارسة . و سوف ناتي على بعض التحريفات النظرية التي مازال يدافع عنها الماويون إلى حد اليوم و التي نجد صداها في ماكتبه ناظم الماوي .
1- على المستوى النظري :
يعتبر ماو أن وحدة الأضداد مطلقة و صراع الأضداد نسبي و هو تنظير يناقض كلياً الماركسية اللينينية ، لان الرئيسي هو صراع الأضداد و ليس وحدتها . لذلك فإن ناظم الماوي يرفع شعار إسقاط الحكومة و ليس إسقاط النظام أي أنه يقبل بحكومة جديدة ، حكومة وحدة وطنية بمختلف الأطياف السياسية و تعبيراتها الطبقية المتناقضة و المتناحرة شرط أن لا يكون فيها إسلامي واحد. و تتضح مشكلته أنه حامل لفكر علماني بورجوازي وضيع و يدافع على مبادئ جمهورية لا شيوعية . ثم أنه يدعونا بكل صفاقة إلى إختراع نظرية ثورية جديدة تقوم على هذا الأساس أي النضال من أجل نظرية السلم الإجتماعي و المصالحة الطبقية. من أجل مهمة التحرر الوطني، أي التحالف مع الاقطاعيين و كبار الملاكين العقاريين و الكمبرادورفي جبهة ضد الإمبريالية .
في هذا المضمار يتضح وفاء ناظم الماوي النظري لكل تحريفات ماو على المستوى النظري. كقانون تبادل المواقع بين الأضداد. فيرى أن فك الإئتلاف الطبقي الرجعي العميل وارد في مرحلة ما من تاريخ الصراع الطبقي في القطر .
فيصبح الكمبرادور و الإقطاعي حاملين لمشروع وطني ديمقراطي . و تتبدل معطيات الصراع من طبقة عاملة و فئات مضطهدة ضد الإتلاف الطبقي الرجعي و الإمبريالية ، إلى طبقة عاملة و كمبرادور ضد الإمبريالية .
2- على المستوى السياسي :
من النظرة التحريفية على المستوى النظري لناظم الماوي، تلميذ ماو النجيب . نرى أن مسالة التحالفات الطبقية كما يطرحها نظريا تستمد جذورها من النظرية الماوية .على المستوى السياسي، في مسالة الجبهة الوطنية خلال مرحلة التحرر الوطني و حتى بعد الاستيلاء على السلطة. إذ يعتبر أن البورجوازية الوضيعه و البورجوازية الديناميه الوطنية يمكن أن تكون حليفاً إستراتيجيا للطبقة العاملة. و لذلك يرفع شعار إسقاط الحكومة و ليس إسقاط النظام الاقتصادي و السياسي الجاثم على صدور شعبنا ،أي الإبقاء على المصالح الطبقية للبورجوازية المحلية و التحالف مع تعبيراتها السياسية من احزاب، من أجل جبهة تعادي الإمبريالية. فكما يقول ماو " و ماذا نعني بالشعب ؟ الشعب في الصين في ألمرحلة الراهنة هو الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و البورجوازية الصغيرة و البورجوازية الوطنية . و تحت قيادة الطبقة العاملة و الحزب الشيوعي تتحد هذه الطبقات و تنشيء دولتها و تنتخب حكومتها و تمارس الدكتاتورية و الإستبداد على خدم الإمبريالية أي على طبقة ملاك الأراضي و البورجوازية البيروقراطية " ماو تسي تونغ المجلد 4 بكين 1973 ص 528 .
3- التحريفية على المستوى التنظيمي :
يرى ناظم الماوي أنه لا حرج في ان نترك النظرية الماركسية اللينينية جانبا. أي التخلي عن تناقضاتنا النظرية مع الماوية و أن التناقضات الاديولوجية هي ليست من طبيعة الصراع الطبقي بل هي جوهر الحياة الحزبية ، على أساس تحالف الطبقات الإستراتيجي في المشروع الماوي بين الطبقات . و أن يكون الحزب ، أي حزب الطبقة العاملة إنعكاس للتناقضات داخل المجتمع. و هذا ما يجعله يتصور انه بالإمكان إيجاد نظرية جديدة تكون ثورية ، لإيجاد حركة ثورية من طراز آخر. أي من طراز ماوي تحريفي و هو ما تؤكده النظرية الماوية في مسالة الحزب و التنظيم الثوري " إن الصراع بين خطين في صلب الحزب سيتواصل مدة طويلة أيضاً بإعتباره إنعكاساً لهذه التناقضات .... و كما أشرنا آنفا فإن التناقض بين الأفكار الصحيحة و الأفكار الخاطئة داخل الحزب الشيوعي هو إنعكاس للتناقضات الطبقية في الحزب عندما تكون الطبقات موجودة " المجلد 1 المختارات ص 462- 491 .

معز الراجحي

في ذكرى غرة ماي التاريخية المجيدة : من أجل وحدة العمال العالمية في مواجهة رأس المال
يحيي عمال العالم وشعوبه المضطهدة بقيادة القوى الثورية اليوم ذكرى غرة ماي المجيدة وهو اليوم الذي أقرته الأممية الشيوعية الثانية يوما عالميا تخليدا لنضالات عمال مدينة شيكاغو الأمريكية سنة 1886 ضد السياسة الرأسمالية الاستغلالية والقمعية.
لقد مثل هذا اليوم العظيم منذ تاريخ إقراره وعلى امتداد عقود من الزمن محطة هامة للتشهير بالنظام الرأسمالي والصهيونية والأنظمة الرجعية الأخرى وللنضال ضدها ، يؤكد من خلالها العمال في العالم جيل بعد جيل وقوفهم في المقدمة لمقاومة أنظمة الاستغلال والاضطهاد والنهب ولوضع حد لعبوديتهم للبرجوازية وللتصدي للسياسات التي لا تخدم مصالحهم وحقوقهم وتنسف المكاسب التي حققوها بتضحياتهم الجسام. ويتم هذه السنة إحياء ذكرى هذه المحطة التاريخية الخالدة في ظروف تتميز باحتداد الأزمة الاقتصادية الرأسمالية التي أدت إلى إفلاس سياسات رأس المال العالمي وهو ما تجلى في الأزمات الحادة والخانقة التي تعيشها العديد من الدول كاليونان واسبانيا والبرتغال وإيطاليا وغيرها والتي تسببت في غلق العديد من المؤسسات العملاقة المالية منها والاقتصادية والى ركود لا مثيل له في اقتصاديات أغلب دول العالم مما تسبب في طرد ملايين العمال و مزيد انتشار الفقر و تردي ظروف حياة الأغلبية الساحقة من سكان الكرة الأرضية.
أما في الوطن العربي فقد أدى احتداد النهب الإمبريالي وفساد الأنظمة العميلة الحاكمة واستبدادها إلى تجويع الشعب وتهميشة وسحب المكاسب التي حققها وقمع ابسط حرياته ومن ثم إلى اندلاع الانتفاضات الشعبية العارمة في العديد من الأقطار كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، انتفاضات دعت الجماهير الشعبية الكادحة من خلالها إلى إسقاط الأنظمة الحاكمة خادمة الدول الاستعمارية الكبرى وأداتها الصهيونية وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي. هذا إضافة إلى النضال البطولي لشعبنا في كل من العراق ضد الاستعمار الأمريكي المباشر وفي فلسطين ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.
أما في تونس وبعد أن أفلحت القوى الاستعمارية الأمريكية منها والفرنسية بالخصوص بوسائل مختلفة وبتواطئ تام من القوى الرجعية المحلية العميلة في تركيز سلطة موالية لها من أجل المحافظة على مصالحها في القطر بدءا بتنصيب حكومة الغنوشي الأولى والثانية ثم حكومة السبسي فهيأة بن عاشور السيئة الصيت وانتهاءا بانجاز انتخابات شكلية وصورية خضعت لتأثير المال السياسي وأفرزت ائتلافا حاكما بقيادة النهضة لم يدخر جهدا منذ وصوله للحكم في 23 أكتوبر 2011 لمزيد رهن تونس للدول الامبريالية وصناديقها المالية النهابة وللأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني. إن طبيعة الائتلاف الحاكم في تونس اللاوطنية واللاديمقراطية واللاشعبية - وبالتالي غياب الإرادة السياسية لديه لمعالجة المشاكل الأساسية التي انتفض من أجلها الشعب منذ 17 ديسمبر 2010 - تجعله عاجزا كليا آنيا ومرحليا واستراتيجيا عن تحقيق نتائج ميدانية حقيقية جدية تخدم العمال والكادحين عموما بخصوص النهب الخارجي والبطالة وغلاء المعيشة وعائلات شهداء وجرحي الانتفاضة والإعلام والقضاء والصحة والتعليم والنقل والسكن والثقافة ومحاسبة المجرمين ورموز الفساد وغيرها.
وفي ظل عدم توفر الإرادة السياسية والعجز لم يبق أمام النهضة وشركائها في الحكم سوى قمع النضالات العمالية والشعبية عموما من أجل الحق في العيش الكريم و الحريات قمعا وحشيا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فسح المجال عصابات ظلامية إرهابية هاجمت بأساليب بربرية كل نفس وطني و ديمقراطي في الساحة الشعبية والطلابية وكذلك الصحفيين والعاملين في التلفزة التونسية وكل مثقف وفنان تقدمي. إنها سياسات الالتفاف التي واجهت بها القوى الظلامية كل محاولات الشعب للتقدم نحو تغيير واقعه البائس تغييرا ثوريا جذريا يضع حدا لمعاناته التي امتدت على مئات السنين. إن العمال صانعي الثروة في كل مكان من العالم وأبطال المعارك السياسية الكبرى في التاريخ من أجل الحرية والاشتراكية ومنها معركة غرة ماي 1886 يعانون اليوم من الفقر والخصاصة والحرمان والتهميش ومن القمع المتعدد الأشكال المسلط عليهم من قبل الرأسماليين ودولهم والأنظمة الرجعية في العالم السائرة في ركابهم. فحرمان العمال من الثروة التي ينتجونها وتملك تلك الثروة واحتكارها من قبل حفنة من اللصوص المجرمين وتوظيفها لقضاء مصالح أنانية فئوية ضيقة وللتمتع برغد العيش شكل ولا يزال التناقض الصارخ بين الطابع الاجتماعي للإنتاج والتملك الفردي لمردود العمل والثروة عموما ، تناقض ولد دائما الصراع بين العمال والرأسماليين وبين الامبريالية والشعوب المضطهدة في العالم صراع سيؤدي حتما - بفعل نضال الطبقة العاملة وقواها الثورية ومهما طال أمد المعركة – إلى انتصار العمال والشعوب المضطهدة في العالم.
فاحتداد الهجمة الامبريالية الرجعية على العمال والشعوب المضطهدة في العالم والتي تجسدت في تكثيف الاستغلال والنهب والقمع والحروب العدوانية وإحياء ودعم القوى الظلامية وإذكاء النعرات العرقية والطائفية تؤكد صحة الدروس والعبر المستخلصة من نضالات غرة ماي التاريخية المجيدة وفي مقدمتها ضرورة وقوف الثوريين في مقدمة الطبقة العاملة وعموم الكادحين وقيادة معركتهم العالمية ضد رأس المال وعملائه وخوض الصراع الطبقي والنضال الوطني دون هوادة حتى إسقاط سلطة رأس المال العالمي وأداته الصهيونية وكل الأنظمة الرجعية في العالم.
: إن إحياء ذكرى غرة ماي هذه السنة في تونس يعني مواصلة النضال الثوري بمختلف أشكاله
1- ضد التدخل الأجنبي الاستعماري في تونس مهما كان مأتاه باعتباره السبب الرئيسي لمعاناة الشعب.
2- ضد الائتلاف الحاكم والقوى الظلامية عموما المرتهنه للخارج الذين لا هم لهم سوى المحافظة على واقع الاستغلال والاستبداد وبالتالي المحافظة على عبودية الشعب لأعدائه الطبقيين والامبرياليين.
3- ضد احتياطي القوى الاستعمارية المتمثل في القوى الليبرالية المتشكلة حديثا في أقطاب جديدة.
. 4- ضد كل الانتهازيين الذين يبشرون بالوفاق مع أعداء الشعب في السلطة وخارجها
و لا يجب حصر هدف هذا النضال في تحقيق جملة من المطالب والمكاسب الاجتماعية فحسب تهم البطالة والمعيشة عموما والحريات - وهو أمر ضروري لتحسين ظروف حياة العمال وعموم الكادحين وشروط نضالهم من اجل التعجيل بالتغيير الجذري الثوري للمجتمع - بل يجب أن يتعدى هدف النضال ذلك في اتجاه إرساء بديل إجتماعي وطني يخدم مصالح الطبقات الشعبية على جميع المستويات.
الوطنيون الديمقراطيون *الوطد* غرة ماي 2012

البيان التأسيسي للحزب الوطني الاشتراكي الثوري –الوطد-
عاشت تونس منذ 17 ديسمبر 2010 انتفاضة شعبية عارمة انخرطت فيها طبقات شعبنا المستغلة والمضطهدة وفي مقدمتها فئاتها الشبابية وعملت القوى الثورية على تطويرها وتجذيرها فنجحت في إسقاط العميل بن علي وزبانيته وحكومة الغنوشي الأولى والثانية خادمة الامبريالية العالمية وفرضت الإقرار بالمجلس التأسيسي وحل ما يسمى بمجلس النواب والمستشارين وحققت هامشا من الحريات ساهم في تنمية الوعي السياسي الثوري للجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة و في تطوير أشكال النضال الثوري ضد النظام الحاكم العميل والقوى الاستعمارية التي نصبته في السلطة منذ 1956 ودعمته ولا تزال بكل الوسائل ليحافظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في القطر. لقد كانت الانتفاضة النتيجة الحتمية للسياسة اللاوطنية واللاشعبية واللاديمقراطية للنظام العميل المرتبطة عضويا بالدوائر الاحتكارية العالمية ومؤسساتها المالية النهابة وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وإملاءاتها المتمثلة أساسا في "برنامج الإصلاح الهيكلي" و"اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي" واتفاقات"منظمة التجارة العالمية"، وكشفت بشاعة استغلال الدول الاستعمارية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص ووكلائها المحليين للعمال والكادحين عموما في تونس ونهبهم لخيرات البلاد وثروات الشعب فكانت النتيجة الفقر المدقع والبطالة والتهميش والمديونية والفوارق الطبقية والجهوية والمشاكل الاجتماعية المختلفة في مجالات الصحة والتعليم والسكن والنقل وغيرها وقمع الحريات العامة والفردية لفرض الأمر الواقع.
ولكن الانتفاضة لم تتحول إلى ثورة اجتماعية قادرة على إسقاط نظام الائتلاف الطبقي الرجعي العميل الحاكم في تونس و القضاء على التواجد الامبريالي في القطر بحكم افتقادها للقيادة العمالية الثورية واستسلام القوى الإصلاحية لأعداء الطبقة العاملة والشعب عموما وتكالب معسكر القوى المضادة للثورة من امبريالية وقوى ظلامية وليبرالية على الانتفاضة وسعيها المحموم لإجهاضها من خلال تنصيب حكومة المبزع السبسي العميلة وهيئتها العليا هيئة الالتفاف على المسار الثوري ومن خلال عرقلة نضال الجماهير الشعبية الثوري الهادف إلى التغيير الفعلي للنظام القائم، بالأساليب الديماغوجية تارة وبالقمع البوليسي والعسكري تارة أخرى ومحاولة جرها إلى ما يسمى بالشرعية البرلمانية والنهج الإصلاحي للمحافظة على النظام السائد ولإعادة إنتاجه بطرق أخرى، فكانت انتخابات 23 أكتوبر الشكلية التي خضعت منذ البداية لتأثير المال السياسي والتوظيف الديني ولم يشارك فيها سوى نصف عدد الناخبين وأفرزت ائتلافا رجعيا حاكما بقيادة حركة النهضة الظلامية حافظ على عمالة النظام لمؤسسات النهب العالمية وعلى معاداته للشعب.
لقد انخرط الوطنيون الديمقراطيون –الوطد-في هذا الزخم النضالي الجماهيري الثوري الذي تعيشه تونس منذ 17 ديسمبر 2010 بالخصوص والذي يحركه التناقض الرئيسي بين معسكر الامبريالية العالمية ووكلائها المحليين من جهة والجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وقواها الثورية المناضلة من جهة ثانية. ولقد نضال –الوطد- ضد الامبريالية والنظام الحاكم العميل دائما مبدئيا وثابتا ومنحازا للطبقة العاملة وعموم الكادحين وممتدا في تاريخ القطر. ففي الجامعة التونسية تعرضوا بداية من النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي إلى الإيقافات والمحاكمات والتجنيد العسكري الإجباري والطرد من الجامعة. وفي الساحة الشعبية خاضوا مع غيرهم من القوى الثورية والتقدمية معارك كبرى ضد النظام أدت إلى سقوط الشهداء من أبناء تونس ومنهم محمد هماني سنة 1983 في جزيرة قرقنة والفاضل ساسي في انتفاضة الخبز سنة 1984، كما ساهموا بنضالهم السياسي والنقابي وبالتنسيق مع القوى الوطنية والديمقراطية المناضلة في إنضاج الظروف التي ساهمت في اندلاع انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 وانتفاضة 14 جانفي 2011. ومن أجل مواصلة النضال المبدئي الثوري الهادف إلى تحرير الطبقة العاملة وعموم الشعب من الاستغلال الطبقي والاضطهاد الامبريالي واستكمالا للمهة التاريخية التي ناضلت من أجلها وضحت أجيال من أبناء الوطنيين الديمقراطيين ووفاء لدماء شهداء «الوطد« وللرفاق الذين افتقدناهم في سن مبكرة كالمنصف الطبيب وزهير الباروني ورمضان الطيمومي ويوسف السنوسي وعز الدين الجريدي و مصطفى العماري و محمد الرداوي، وفي إطار مواجهة كل محاولات القوى المضادة للثورة للقضاء على انتفاضة شعبنا الباسلة يتأسس اليوم الحزب الوطني الاشتراكي الثوري «الوطد« كتعبيرة سياسية للطبقة العاملة في تونس ومن ورائها الفلاحين الفقراء وكل المستغلين والكادحين والمهمشين والمعطلين عن العمل في المدن والأرياف على حد السواء، وهو حزب يناضل ضد الامبريالية وأداتها الصهيونية والنظام الحاكم العميل من أجل التحرر الوطني الديمقراطي وبناء الاشتراكية تقوده في ذلك المبادئ التالية :
1.الحزب الوطني الاشتراكي الثوري –الوطد- حزب عمالي يتبني نظرية الطبقة العاملة الثورية والاشتراكية العلمية ويسترشد بالتراث الفكري التقدمي النير للبشرية ويستفيد من التجارب الثورية للعمال والشعوب في العالم في نضالها ضد الاستغلال والنهب والقهر، وهو حزب ذو توجه أممي يناضل من موقعه وبالتنسيق مع كل القوى الثورية في العالم وعلى رأسها القوى التي يلتقي معها حول نفس المرجعية الفكرية والسياسية والأهداف الثورية من أجل القضاء على كل الأنظمة التي تكرس استغلال الإنسان للإنسان. ومن هذا المنطلق فانه يعتمد أساسا على النضال الثوري من أجل التغيير الجذري للمجتمع ويتباين جوهريا مع القوى الإصلاحية والرجعية خادمة الامبريالية .
2 . يؤكد الحزب أن الفقر والتخلف والميز الاجتماعي والاستغلال والاضطهاد والظلم وغيرها من المشاكل التي يعانى منها العمال والشعب عموما سببها تواصل وجود الاستعمار الأوربي الأمريكي لتونس في شكله الغير مباشر ووجود نظام حكم عميل في القطر يقوده تحالف طبقي رجعي نصبته القوى الاستعمارية الفرنسية في السلطة منذ 20 مارس سنة 1956 ولذلك يعمل الحزب بانتهاج – رئيسيا - مختلف أساليب النضال الثوري واستنادا إلى الجماهير الشعبية وفي مقدمتها العمال على تحرير تونس من القوى الاستعمارية ومن النظام الحاكم وكيل الامبريالية العالمية وإرساء نظام الديمقراطية الشعبية الثورية ذات الأفق الاشتراكي كخطوة في اتجاه تركيز نظام الديمقراطية العمالية.
3. لا يناضل الحزب من أجل تحرير تونس فحسب بل يعمل من موقعه وبالأساليب الثورية رئيسيا من أجل تحرير كل الوطن العربي المستعمر بشكل مباشر وغير مباشر من قبل الامبريالية وأداتها الصهيونية والقضاء على الأنظمة العربية العميلة و بناء الدولة العربية الموحدة على أسس الاشتراكية العلمية والأممية العمالية والتقدم على هذا الأساس في بناء مجتمع عربي ينتفي فيه استغلال الإنسان للإنسان.
4. يعتبر الحزب أن النظام الحاكم في تونس لم يتغير في 14 جانفي 2011 تغييرا جذريا يخدم العمال وعموم الكادحين وبالتالي فان طبيعة المرحلة التي يمر بها القطر والمهام المتمخضة عنها باعتبارها مرحلة تحرر وطني ديمقراطي لم تتغير جوهريا. وعلى هذا الأساس فان المجلس التأسيسي الرجعي والحكومات المتعاقبة على السلطة الليبرالية منه والظلامية هي امتداد لحكومات بورقيبة وبن علي أفلحت بواسطتها القوى الاستعمارية مؤقتا في المحافظة على النظام الحاكم خادمها الأمين وعلى التمديد في أنفاسه وهو ما مهد الطريق أمام الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة المعادي للشعب وكل السائرين في نهجه من قوى ظلامية وغيرها للالتفاف على الانتفاضة ومكاسبها ولتكريس نهج الاستبداد من خلال مزيد رهن تونس لصناديق النهب العالمية ولبعض دول الخليج العميلة ورفض معالجة المشاكل الأساسية التي تعاني منها الطبقات الكادحة وانتهاج سياسة القمع الوحشي في مواجهة النضالات العمالية والشعبية، والتنكر لشهداء الانتفاضة وجرحاها، وعدم محاسبة القتلة واللصوص، والمتاجرة بالدين، وتنصيب المسؤولين في مختلف أجهزة الدولة على قاعدة الولاءات الحزبية (للنهضة خاصة) وإحكام السيطرة على الإعلام والقضاء، إئتلاف همه الوحيد المحافظة على وجوده في السلطة. كما يعتبر الحزب أن حركة "نداء تونس" ذات التوجه اللبيرالي وكل السائرين في نهجها هي صنيعة الامبريالية وبديل احتياطي لها في القطر ستلجأ له حتما عند فشل القوى الماسكة بزمام السلطة حاليا وعجزها عن تأمين مصالحها. وبالتالي فان النضال الثوري حاضرا ومستقبلا ضد هذين الائتلافين وغيرهما من القوى العميلة التي تتبنى نفس الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تكون في السلطة أو خارجها يندرج في إطار النضال ضد الامبريالية باعتباره شرطا لا غنى عنه لتحقيق التحرر الوطني الديمقراطي.
5. يناضل الحزب من أجل التحرر الوطني وإرساء نظام الديمقراطية الشعبية الثورية الذي يتأسس على الملكية العامة لوسائل الإنتاج والتوزيع العادل للثروات ومردود العمل، يلغي كافة الاتفاقيات والمعاهدات السرية منها والعلنية المسلطة على بلادنا والتي تكرس الهيمنة الاستعمارية العدوانية والتدخل السافر في شؤون تونس الداخلية والخارجية وكذلك الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين النظام التونسي والدول الامبريالية، يؤمم المؤسسات الكبرى الاقتصادية منها والمالية وينجز الإصلاح الزراعي تحت شعار الأرض لمن يفلحها ويقضي نهائيا على الفقر والتخلف والاستغلال والنهب والبطالة والظلم ومختلف الأمراض الاجتماعية التي عانى منه الشعب والعمال منه بالخصوص على امتداد عشرات السنين وما يزال، يفصل بين الدين والدولة ويضمن حرية المعتقد، يحرر المرأة من كل أشكال الاستغلال والاضطهاد ويحقق المساواة التامة والفعلية بينها وبين الرجل، يحمي البيئة ويقاوم التلوث ويضمن الحريات السياسية للشعب الكادح. وتعتبر هذه المرحلة ضرورية لبناء نظام اشتراكي نواته الأساسية الصناعة الثقيلة.
6. يعمل الحزب آنيا على تحسين الأوضاع المعيشية للطبقة العاملة وعموم الكادحين في المدن والأرياف والقطاعات وفي كل المجالات كالأجور والصحة والتعليم والنقل والسكن والتغطية الاجتماعية والتأمين وظروف العمل وغيرها ويسعى بكل الوسائل الممكنة إلى فرض تشغيل المعطلين عن العمل والى الدفاع عن الحريات العامة والفردية ويناضل من أجل محاسبة من أجرموا في حق الشعب ونهبوا ثرواته واستولوا على ممتلكاته ومن أجل إعادة الاعتبار لشهداء الانتفاضة وجرحاها، ويدافع عن حق الجهات في العيش الكريم. ولا يهدف النضال في هذا المجال إلى تحسين ظروف حياة الجماهير فحسب بل يجب أن يساهم في تطوير الوعي السياسي لدى العمال وعموم الكادحين بأن الخلاص من الاستغلال والظلم والقهر لن يتحقق إلا بالتحرر الوطني الديمقراطي وبناء الاشتراكية.
7. يسعى الحزب إلى بناء الجبهة الوطنية المعادية للامبريالية وأداتها الصهيونية ووكلائها المحليين التي تضمن التحالف بين العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة والبرجوازية المحلية المتضررة من الامبريالية ، الضروري لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية. وفي هذا الصدد يدعو الحزب كل القوى الثورية والتقدمية إلى التعجيل بتوحيد صفوفها وتوسيع قاعدة مواجهتها للقوى المعادية للشعب الاستعمارية منها والظلامية واللبيرالية من أجل التقدم في تحيقق المهام الثورية.
8. يضع الحزب في صدارة اهتماماته مهمة توحيد كل المناضلين الأوفياء لنظرية الطبقة العاملة الثورية وللاشتراكية العلمية والأممية العمالية والذين يلتزمون عمليا بالانخراط الفعلي في نهج الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي.
9. يعمل الحزب على التصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني بمختلف أشكاله وعلى دعم الحركات الاشتراكية والوطنية التحررية في العالم وفي مقدمتها الحركة الوطنية الثورية في فلسطين و العراق.
10. يحيي الحزب الوطني الاشتراكي الثوري «الوطد« النضالات البطولية التي خاضها شعبنا ضد النظام العميل الجاثم عل صدره على امتداد عشرات السنين والمتواصلة إلى اليوم ويقف إجلالا لشهداء النضال ضد الاستعمار الفرنسي المباشر لتونس وضد النظام العميل في انتفاضات 26 جانفي 1978 و 3 جانفي 1984 و الحوض المنجمي في جانفي 2008 و 14 جانفي 2011. كما يتعهد الحزب بمواصلة النضال الثوري حتى تحقيق التحرر الوطني الفعلي وبناء الاشتراكية.
• لنتصد للقوى المضادة للثورة الامبريالية منها والظلامية والليبيرالية ولنتقدم في تحقيق أهداف الانتفاضة ومطالب الشعب
• عاشت نضالات الطبقة العاملة وعموم الشعب من أجل الأرض والحرية والكرامة الوطنية
• لنناضل من أجل مجتمع خال من استغلال الإنسان للإنسان
• عاشت نضالات العمال والشعوب المضطهدة في العالم ضد الاستغلال الطبقي والاضطهاد الامبريالي
• يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا
«الوطد «الحزب الوطني الاشتراكي الثوري أوت 2012
========================================اللاّئحة السّياسية للحزب الوطني الاشتراكي الثوري –الوطد-
أكدت السّنوات الأخيرة بالخصوص للبشريّة الوجه البشع للعولمة الرّأسماليّة الامبريالية وزيف الشّعارات التي رفعتها وبشّرت من خلالها بحلّ المشاكل الأساسيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة للشّعوب وبتوفير الرّفاه للجميع وبنشر الدّيمقراطيّة . إن واقع اليوم يؤكّد نقيض ذلك إذ تفشّت ظواهر الجهل والفقر والتّهميش والبطالة والهجوم على ما تحقّق من بعض المكاسب الاجتماعيّة والسّياسيّة التي فرضت عبر المسيرة النّضالية الطّويلة للجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة ، كما انعدمت ظروف الحياة الكريمة لمئات الملايين من البشر واحتدّت الهجمة الامبرياليّة الرّجعيّة على للعمال والشّعوب المضطهدة في العالم وتعمّق الاستغلال الطّبقي والاضطهاد القومي.
لقد أدّى هذا الوضع إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشّعبيّة والعمّاليّة وحركة المقاومة الواسعة لخيارات العولمة النهابة ولسياسات رأس المال سواء في الدّول الامبرياليّة أو في المستعمرات وأشباهها . وتمثّل الانتفاضات الجماهيرية في الأقطار العربية ومنها إنتفاضة 14 جانفي بتونس رغم التّدخل الامبريالي الصّهيوني الرّجعي ومحاولات إجهاضها ، أحد أبرز المحطّات المضيئة في نضال الشّعوب والطّبقات الكادحة ضدّ والاستعمار والاستغلال والقهر.
في هذا الوضع يعقد –الوطد- المؤتمر التّأسيسي للحزب الوطني الاشتراكي الثوري «الوطد«وهو أوّل مؤتمر لحزب عمّالي ثوري ينعقد في ظلّ مسار ثوري وانتفاضة وقع التآمر ضدّها والالتفاف عليها بتدخّل سافر من الامبرياليّة ووكلائها وبتواطؤ من القوى الانتهازية دون أن يتمّ القضاء عليها . إنّ الانتفاضة وما رافقها من نهوض ثوري شعبي وبما مثّلته من انعطاف حاسم في تاريخ المسار النّضالي للشّعب قد أربكت النّظام القائم وحقّقت بعض المكاسب ( إسقاط رأس النّظام / خلق هامش من الحرّيات / تعميق الوعي الشّعبي برجعيّة النّظام القائم وعمالته...) ، لكن التّطوّر الحاصل بعد 14 جانفي وتشابك المسارات التي وضعت أمام الانتفاضة والعوائق التي واجهتها داخليّا وخارجيّا قد أدّت إلى الوضع الحالي مع استمرار نفس النّظام في ظل حكومة الائتلاف الرّجعي العميل بقيادة حزب حركة النّهضة.
أهمّ سمات الوضع السّياسي الرّاهن في تونس
: يتميّز الوضع السّياسي الرّاهن بتونس بالخصائص التّالية
- تمادي الحكومة الحالية في تطبيق نفس خيارات النظام السائد وضمان مصالح الامبرياليّة ووكلائها في القطر وتواصل التّدخّل الأجنبي السّافر في الشؤون الداخلية والخارجية لتونس.
- تمسّك الحكومة بنهج الخوصصة والتّفريط في الأملاك المصادرة لصالح رأس المال الأجنبي والمحلّي على حساب مصلحة الاقتصاد المحلي والقيام ببيع عشرات الهكتارات من الأراضي التّونسيّة بجهة توزر للعملاء في قطر.
- مواصلة الاعتماد على التّداين الخارجي و رهن البلاد للدوائر الماليّة العالميّة النّهابة بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات التي أمضاها النظام الحاكم منذ تنصيبه في السلطة سنة 1956 من جهة وإمضاء اتفاقات جديدة من جهة ثانية (خمس ميزانية سنة 2012 مخصص لتسديد الديون.)
- تهميش ملفّ شهداء الانتفاضة وجرحاها وغضّ الطّرف عن الملفّات الكبرى للفساد وعدم كشف الحقائق للشّعب ومحاسبة الفاسدين والمجرمين ومواصلة تعيين التّجمّعيين في مختلف مؤسسات الدولة.
- الصراع الانتهازي المصلحي الأناني بين أطراف الائتلاف الحاكم الرجعي على مواقع النّفوذ واقتسام غنيمة الحكم والتّوظيف الحزبي لمواقع المسؤوليّة خاصّة من طرف النّهضة بما أدّى إلى بوادر تصدّع بين تلك الأطراف واحتداد الخلافات وتناقض التصريحات والقرارات بين الحكومة والرّئاسة وجعل من جلسات المجلس التّأسيسي المزعوم مسرحيّات مهزلة تؤكّد أنّ هذا الهيكل بعيد كلّ البعد عن هموم الشّعب واستحقاقات المسار الثّوري.
- تواصل سياسات ضرب النضال الثّوري و قمع الاحتجاجات الشّعبيّة والاعتصامات المشروعة وإيقاف ومحاكمة المناضلين واستهداف الحرّيات العامّة والفرديّة وحرّية التّفكير والإبداع والتّضييق على المنظّمات والجمعيّات على غرار الاتّحاد العام التّونسي للشّغل واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل.
. - استهداف الإعلام و القضاء وحقوق المرأة ومكتسباتها ورفض مساواتها بالرّجل في الدّستور
- تمرير ثقافة رجعيّة ظلامية عبر المنابر الإعلامية والمدارس الدينيّة ومن خلال استهداف كل تحرر وإبداع فكري وفنّي وثقافي.
- تفاقم معاناة العمال وعموم الكادحين والمضطهدين وارتفاع نسب الفقر والبطالة والتّهيميش وتدهور المقدرة الشّرائيّة وتردّي ظروف الحياة والخدمات الاجتماعيّة والمرافق العامّة ( انقطاع الكهرباء والماء الصالح للشّراب / تردّي خدمات النّقل والصّحة وتفاقم مشاكل البيئة.)
- مواصلة تنصيب المسؤولين في الإدارة ومختلف أجهزة الدولة على قاعدة الولاءات للنهضة والسعي إلى التصرف في مبالغ هامة من أموال الشعب لغايات حزبية تحت غطاء التعويض وجبر الأضرار للمساجين السياسيين.
وأمام هذا الوضع المتردي على جميع المستويات والذي أضر بمصالح العمال وسائر الكادحين والمسحوقين فانّ الحزب الوطني الاشتراكي الثوري –الوطد-:
1) يعتبر أنّ الحكومة المؤقّتة الماسكة بزمام السّلطة إثر انتخابات خضعت للتّدخل الامبريالي و لتأثير المال السّياسي والتوظيف الدّيني ، وهي حكومة من حيث طابعها الطّبقي تمثّل مصالح الكمبرادور وكبار الملاّكين العقّاريين وهي حكومة عميلة تمثّل استمرارا لنفس النّظام القائم قبل 14 جانفي.
2 ) يسجل من خلال التّجربة وبعد قرابة السّنة من 23 أكتوبر أنّ الائتلاف الحاكم لم يقم سوى بتضليل الشّعب وتقديم الوعود الكاذبة للتّمكن من السّلطة وفشل فشلا ذريعا في تحقيق أيّ مطلب من المطالب التي رفعتها الجماهير المنتفضة واستهدف المكاسب وخصوصا تلك التي حققتها الانتفاضة وصعد في وتيرة قمع النضالات الشعبية عبر الأجهزة البوليسية. كما يسجل أيضا تواصل الاعتداءات الوحشية على الأفراد والفنانين والسياسيين والصحافيين والمحامين وعلى الممتلكات العامة والخاصة من قبل الميليشيات النّهضويّة والسّلفيّة المأجورة في ظل صمت تام من قبل حركة النهضة وشركائها في الحكم.
3) يعتبر أنّ هذا الائتلاف الحاكم، بحكم طبيعته الطّبقيّة، من أهمّ القوى المعادية للثّورة ممّا يستدعي مواصلة التّشهير به والعمل على كشف عدائه للشّعب والنّضال السّافر ضدّه حتّى الإطاحة به.
4 ) ينبّه إلى خطر البدائل والمبادرات التي تعدّها الامبريالية لاستمرار تحكمها في الشعب والبلاد على غرار نداء تونس وتكتلات أحزاب بقايا التجمع المنحل.ّ
: وبناء عليه فإنّ الحزب
* يعتبر أنّ المسار الثّوري ورغم كلّ محاولات الالتفاف مازال قائما
* يعلن تبنّيه لكافّة المطالب التي رفعها الشّعب خلال انتفاضته كالتشغيل وتحسين ظروف المعيشة والتنمية العادلة ومحاسبة الفاسدين والمجرمين واسترجاع الأموال المنهوبة وغيرها ويؤكّد انخراطه في النّضال الثّوري الجماهيري الهادف إلى تحقيقها.
* يحذر الشعب من الثّقة بالحكومة الحاليّة فذلك لا يعني سوى مزيد من التّراجع عن مبادئ النّضال الشّعبي والابتعاد أكثر فأكثر عن أهداف الانتفاضة.
* يدعو جميع القوى والأطراف التقدميّة إلى التّموقع بوضوح في المعسكر الثوري بالانحياز للشعب والثقة في القدرة الثّوريّة للجماهير والتّخلّي عن المواقف المتردّدة والتّوفيقيّة مع أعداء الشعب.
* إنّ تدهور الأوضاع الاقتصاديّة في البلاد وواقع البؤس الذي تعيشه الطبقات والفئات الاجتماعيّة الكادحة والمفقّرة في المدينة والرّيف من عمّال وفلاّحين وعاطلين عن العمل وشرائح واسعة من البورجوازيّة الصغيرة يدفعها إلى ضرورة الالتحام أكثر بالطّبقة العاملة والتّوحد معها في جبهة عريضة لتشكّل قطبا ثوريّا مناهضا للنّظام القائم.
* يعتبر أنّ المرحلة السّياسيّة الرّاهنة تقتضي وحدة كلّ القوى الثّوريّة والوطنيّة والتّقدّميّة في جبهة سياسيّة واسعة معادية للامبرياليّة ووكلائها المحليين و ومنحازة كلّيّا للشّعب، منخرطة فعليّا في نضاله ضدّ أعدائه المحليين والامبرياليين والعمل على تحويل الانتفاضة إلى ثورة اجتماعية تهدف إلى تحقيق التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي وإرساء الجمهورية الديمقراطية الشعبية الثورية.
* يعتبر أن الصراع الدائرة رحاه في سوريا تحركه - بأياد محلية وإقليمية - الأقطاب الامبريالية المتصارعة على المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية وذات الموقع الاستراتيجي الهام: روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأداتها الصهيونية من جهة ثانية بتواطئ من الدول الخليجية كالسعودية وقطر والكويت وهو صراع تسبب ولا يزال في معاناة شعبنا العربي في سوريا. إن مثل هذه الهجمة الاستعمارية التي تواجهها الجماهير بنضال بطولي وتضحيات جسام تتطلب توحيد جبهة الشعب وقواه الوطنية الثورية والتقدمية من أجل تطوير ذلك النضال ضد التدخل الأجنبي والنظام الحاكم في سوريا والقوى العميلة الأخرى الليبرالية منها والظلامية حتى تحقيق التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي.
* يعبر عن دعمه للانتفاضات الشعبية في الوطن العربي ضد الامبريالية وأداتها الصهيونية والأنظمة الحاكمة العميلة وعن مساندته لحركات التحرر الوطني في فلسطين والعراق وفي الأقطار العربية الأخرى وفي كل مكان من العالم.
«الوطد «الحزب الوطني الاشتراكي الثوري أوت 2012
============================================================
من أجل إنجاح عمل الجبهة الشعبية
تأكيدا لتمسّكنا بالعمل الجبهوي الّذي تقتضيه المرحلة الّتي يمرّ بها القطر و تطبيقا لمقولة كارل ماركس العظيم "إذا كان هناك من حاجة إلى الإتحاد ، فأعقدوا معاهدات بغية بلوغ أهداف عملية تقتضيها الحركة ، لكن إياكم والمساومة بالمبادئ إياكم والتنازل النظري" و حفاظا على إنجاح هذا المسار و أمام ما لاحظناه من احتداد النّقاشات على صفحات الفايسبوك بين بعض رفيقاتنا ورفاقنا وبعض مناضلي الأطراف السياسية الأخرى ، فإنّ قيادة الحزب: الوطني الإشتراكي الثوري «الوطد« تذكّر الرفيقات والرفاق بما يلي
إنّ طبيعة العمل الجبهوي تقتضي إحترام الأطراف المكوّنة للجبهة لبعضها 1.البعض وعدم التراشق بالإتهامات والدخول في نقاشات عقيمة لا تقدّم في شيء. ولا يمكن أن تخدم إلاّ أعداء الجبهة من الرجعية الدينية والليبرالية
إنّ قيادة الحزب هي الوحيدة المؤهّلة للإشارة لأي إخلال أو الوقوف في وجه 2. كلّ إنحراف لشخص أو حزب أو طرف سياسي من مكونات الجبهة وذلك داخل الأطر. التي وقع الإتفاق على بعثها
لا يمكن لأي رفيقة أو رفيق التحدّث 3. بإسم الحزب الوطني الإشتراكي الثوري «الوطد« وكل النصوص التي تكتب وتنشر على الفايس بوك أو بقية المحامل الإعلامية لا تلزم إلا أصحابها ولا تلزم الحزب إلا البيانات والنصوص التي تحمل إمضاءه.
نتمنى أن تعمل كل الأطراف المكونة للجبهة الشعبية على توفير كل أسباب النجاح لهذه التجربة 4. الثالثة (بعد التجربتين الأولى والثانية) والدفع بالمسار الثوري إلى الأمام من أجل تحقيق أهداف الإنتفاضة وقطع الطريق أمام تنفيذ البرنامج الإمبريالي الصهيوني الرجعي بعد 14 جانفي والمتمثل في تكريس النهب الإمبريالي والإستغلال الطبقي عبر الحفاظ على نفس التحالف الطبقي الرجعي (البرجوازية الكمبرادوية والإقطاع) لكن بأحزاب جديدة ووجوه جديدة.
============================================================
النص الكامل للحديث الذي أدلى به الرفيق جمال لزهر لجريدة صوت الشعب والتي حذفت منه أجزاء هامة وغيرت في محتواه
هذا هو النص الأصلي للحوار الذي أجراه الرفيق جمال لزهر مع جريدة صوت الشعب والصادر في عدد يوم الخميس 13 سبتمبر 2012 وقد تصرفت فيه الجريدة وحذفت منه أجزاء هامة وغيرت في محتوى بعض الأفكار وغيرت العنوان الأصلي والعناوين الفرعية مما يوحي بأنّ الحديث تمحور حول الجبهة الشعبية بينما الحقيقة هي عكس ذلك وهو ما تثبته قراءة النص الأصلي.
(الوطد) جمال الأزهر الناطق الرسمي باسم
إن تأسيس الحزب الوطني الاشتراكي الثوري هو نقلة نوعية في تاريخ الوطنيين الديمقراطيين- الوطد-
لماذا انتظرتم كل هذا الوقت لتأسيس حزبكم رغم أنكم متواجدون منذ سنوات عديدة؟
إن تأسيس حزب ثوري ليس عملية إرادية أو قرارا يتخذه بعض المناضلين دون أخذ بعين الاعتبار نضج الوضع الذاتي الضروري للتأسيس و مدى ملاءمة الظروف الموضوعية لذلك، تلك الظروف التي تسهل أو تعرقل مسألة تكوين مثل هذا النوع من الأحزاب. إن تأسيس الحزب الوطني الاشتراكي الثوري-الوطد- هو تتويج لمسار نضالي - من جهة وبين حركة الوطنيين الوطد- لا بد هنا من التمييز بين ) طويل خاضه الوطنيون الديمقراطيون-الوطد- الديمقراطيين من جهة ثانية باعتبارهما تنظيمين سياسيين مختلفين) ضد الامبريالية والنظام الحاكم في تونس اللاوطني واللاشعبي واللاديمقراطي المنصب في السلطة منذ 1956، قدموا خلاله التضحيات والشهداء في سبيل قضية الطبقة العاملة وعموم الشعب الكادح المتمثلة أساسا في التحرر من الاستعمار بمختلف أشكاله ومن وكلائه المحليين ومن الاستغلال الطبقي والظلم والقهر والعبودية، ونذكر في هذا الصدد الشهيد محمد هماني في جزيرة قرقنة سنة 1983 والفاضل ساسي خلال انتفاضة الخبز سنة 1984. إن المراكمة التاريخية لتجربة –الوطد- على مختلف المستويات وتطور الوضع في تونس بعد انتفاضة 14 جانفي 2011 قد مهدا الطريق لتأسيس الحزب ويعتبر ذلك خطوة هامة على طريق التقدم في انجاز التحرر الوطني وبناء الاشتراكية.
كيف تعرفون الحزب الوطني الاشتراكي الثوري-الوطد-؟
1.الحزب الوطني الاشتراكي الثوري –الوطد- حزب عمالي يتبني نظرية الطبقة العاملة الثورية والاشتراكية العلمية ويسترشد بالتراث الفكري التقدمي النير للبشرية ويستفيد من التجارب الثورية للعمال والشعوب في العالم في نضالها ضد الاستغلال والنهب والقهر، وهو حزب ذو توجه أممي يناضل من موقعه وبالتنسيق مع كل القوى الثورية في العالم وعلى رأسها القوى التي يلتقي معها حول نفس المرجعية الفكرية والسياسية والأهداف الثورية من أجل القضاء على كل الأنظمة التي تكرس استغلال الإنسان للإنسان. ومن هذا المنطلق فانه يعتمد أساسا على النضال الثوري من أجل التغيير الجذري للمجتمع ويتباين جوهريا مع القوى الإصلاحية والرجعية خادمة الامبريالية .
2 . يؤكد الحزب أن الفقر والتخلف والميز الاجتماعي والاستغلال والاضطهاد والظلم وغيرها من المشاكل التي يعانى منها العمال والشعب عموما سببها تواصل وجود الاستعمار الأوربي الأمريكي لتونس في شكله الغير مباشر ووجود نظام حكم عميل في القطر يقوده تحالف طبقي رجعي نصبته القوى الاستعمارية الفرنسية في السلطة منذ 20 مارس سنة 1956 ولذلك يعمل الحزب بانتهاج – رئيسيا - مختلف أساليب النضال الثوري واستنادا إلى الجماهير الشعبية وفي مقدمتها العمال على تحرير تونس من القوى الاستعمارية ومن النظام الحاكم وكيل الامبريالية العالمية وإرساء نظام الديمقراطية الشعبية الثورية ذات الأفق الاشتراكي كخطوة في اتجاه تركيز نظام الديمقراطية العمالية.
3. لا يناضل الحزب من أجل تحرير تونس فحسب بل يعمل من موقعه وبالأساليب الثورية رئيسيا من أجل تحرير كل الوطن العربي المستعمر بشكل مباشر وغير مباشر من قبل الامبريالية وأداتها الصهيونية والقضاء على الأنظمة العربية العميلة و بناء الدولة العربية الموحدة على أسس الاشتراكية العلمية والأممية العمالية والتقدم على هذا الأساس في بناء مجتمع عربي ينتفي فيه استغلال الإنسان للإنسان.
4. يعتبر الحزب أن النظام الحاكم في تونس لم يتغير في 14 جانفي 2011 تغييرا جذريا يخدم العمال وعموم الكادحين وبالتالي فان طبيعة المرحلة التي يمر بها القطر والمهام المتمخضة عنها باعتبارها مرحلة تحرر وطني ديمقراطي لم تتغير جوهريا. وعلى هذا الأساس فان المجلس التأسيسي الرجعي والحكومات المتعاقبة على السلطة الليبرالية منه والظلامية هي امتداد لحكومات بورقيبة وبن علي أفلحت بواسطتها القوى الاستعمارية مؤقتا في المحافظة على النظام الحاكم خادمها الأمين وعلى التمديد في أنفاسه وهو ما مهد الطريق أمام الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة المعادي للشعب وكل السائرين في نهجه من قوى ظلامية وغيرها للالتفاف على الانتفاضة ومكاسبها ولتكريس نهج الاستبداد من خلال مزيد رهن تونس لصناديق النهب العالمية ولبعض دول الخليج العميلة ورفض معالجة المشاكل الأساسية التي تعاني منها الطبقات الكادحة وانتهاج سياسة القمع الوحشي في مواجهة النضالات العمالية والشعبية، والتنكر لشهداء الانتفاضة وجرحاها، وعدم محاسبة القتلة واللصوص، والمتاجرة بالدين، وتنصيب المسؤولين في مختلف أجهزة الدولة على قاعدة الولاءات الحزبية (للنهضة خاصة) وإحكام السيطرة على الإعلام والقضاء، إئتلاف همه الوحيد المحافظة على وجوده في السلطة. كما يعتبر الحزب أن حركة "نداء تونس" ذات التوجه اللبيرالي وكل السائرين في نهجها هي صنيعة الامبريالية وبديل احتياطي لها في القطر ستلجأ له حتما عند فشل القوى الماسكة بزمام السلطة حاليا وعجزها عن تأمين مصالحها. وبالتالي فان النضال الثوري حاضرا ومستقبلا ضد هذين الائتلافين وغيرهما من القوى العميلة التي تتبنى نفس الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تكون في السلطة أو خارجها يندرج في إطار النضال ضد الامبريالية باعتباره شرطا لا غنى عنه لتحقيق التحرر الوطني الديمقراطي.
5. يناضل الحزب من أجل التحرر الوطني وإرساء نظام الديمقراطية الشعبية الثورية الذي يتأسس على الملكية العامة لوسائل الإنتاج والتوزيع العادل للثروات ومردود العمل، يلغي كافة الاتفاقيات والمعاهدات السرية منها والعلنية المسلطة على بلادنا والتي تكرس الهيمنة الاستعمارية العدوانية والتدخل السافر في شؤون تونس الداخلية والخارجية وكذلك الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين النظام التونسي والدول الامبريالية، يؤمم المؤسسات الكبرى الاقتصادية منها والمالية وينجز الإصلاح الزراعي تحت شعار الأرض لمن يفلحها ويقضي نهائيا على الفقر والتخلف والاستغلال والنهب والبطالة والظلم ومختلف الأمراض الاجتماعية التي عانى منه الشعب والعمال منه بالخصوص على امتداد عشرات السنين وما يزال، يفصل بين الدين والدولة ويضمن حرية المعتقد، يحرر المرأة من كل أشكال الاستغلال والاضطهاد ويحقق المساواة التامة والفعلية بينها وبين الرجل، يحمي البيئة ويقاوم التلوث ويضمن الحريات السياسية للشعب الكادح. وتعتبر هذه المرحلة ضرورية لبناء نظام اشتراكي نواته الأساسية الصناعة الثقيلة.
6. يعمل الحزب آنيا على تحسين الأوضاع المعيشية للطبقة العاملة وعموم الكادحين في المدن والأرياف والقطاعات وفي كل المجالات كالأجور والصحة والتعليم والنقل والسكن والتغطية الاجتماعية والتأمين وظروف العمل وغيرها ويسعى بكل الوسائل الممكنة إلى فرض تشغيل المعطلين عن العمل والى الدفاع عن الحريات العامة والفردية ويناضل من أجل محاسبة من أجرموا في حق الشعب ونهبوا ثرواته واستولوا على ممتلكاته ومن أجل إعادة الاعتبار لشهداء الانتفاضة وجرحاها، ويدافع عن حق الجهات في العيش الكريم. ولا يهدف النضال في هذا المجال إلى تحسين ظروف حياة الجماهير فحسب بل يجب أن يساهم في تطوير الوعي السياسي لدى العمال وعموم الكادحين بأن الخلاص من الاستغلال والظلم والقهر لن يتحقق إلا بالتحرر الوطني الديمقراطي وبناء الاشتراكية.
7. يسعى الحزب إلى بناء الجبهة الوطنية المعادية للامبريالية وأداتها الصهيونية ووكلائها المحليين التي تضمن التحالف بين العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة والبرجوازية المحلية المتضررة من الامبريالية ، الضروري لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية. وفي هذا الصدد يدعو الحزب كل القوى الثورية والتقدمية إلى التعجيل بتوحيد صفوفها وتوسيع قاعدة مواجهتها للقوى المعادية للشعب الاستعمارية منها والظلامية واللبيرالية من أجل التقدم في تحيقق المهام الثورية.
8. يضع الحزب في صدارة اهتماماته مهمة توحيد كل المناضلين الأوفياء لنظرية الطبقة العاملة الثورية وللاشتراكية العلمية والأممية العمالية والذين يلتزمون عمليا بالانخراط الفعلي في نهج الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي.
9. يعمل الحزب على التصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني بمختلف أشكاله وعلى دعم الحركات الاشتراكية والوطنية التحررية في العالم وفي مقدمتها الحركة الوطنية الثورية في فلسطين و العراق.
هل يمكن اعتبار الإعلان عن تأسيس الحزب انعكاس لنقلة نوعية يمر بها الوطنيون الديمقراطيون-الوطد-؟
بالتأكيد هي نقلة نوعية لأنها تجسد تحول تجربة تنظيمية ثورية من مرحلة العمل الماقبل حزبي إلى الحزب بمفهومه الطبقي المنحاز للعمال والفلاحين الفقراء وسائر الكادحين والمهمشين، حزب يطرح على نفسه الوقوف في المقدمة من أجل التغيير الجذري للمجتمع وتحقيق مطالب و طموحات وأهداف الجماهير الشعبية في بناء مجتمع يحقق لها العيش الكريم والحريات.
هل يمكن القول بان إعلانكم عن تأسيس الحزب في هذا التوقيت بالذات يعكس استعدادكم للدخول بأكثر جاهزية للجبهة الشعبية؟
لقد كان – الوطد- دائما جاهزين للدخول في علاقات وتحالفات مع أطراف سياسية أخرى تخدم قضية الطبقة العاملة وعموم الشعب الكادح، وتجربتهم التاريخية قبل تأسيس الحزب مع تنظيمات وأحزاب سياسية أخرى بما ساهموا بفعالية - وهم لم-الوطد-في ذلك حزب العمال قبل تاريخ 14 جانفي وبعده خير دليل على ذلك. فـ يكونوا حزبا بعد- في تأسيس جبهة 14 جانفي مباشرة بعد إسقاط بن علي، كما كانوا أيضا من مؤسسي الجبهة الشعبية 14 جانفي إلى جانب حزب العمال وحركة البعث وحزب النضال التقدمي والحزب الشعبي للحرية والتقدم وانخرطوا وما يزالون بحزم في تأسيس الجبهة الشعبية لتحقيق أهداف الثورة. إن الحزب الوطني الاشتراكي الثوري- الوطد- الذي تكون أثناء بناء الجبهة الحالية سيساهم بالتأكيد من موقعه في دفع الجبهة نحو التجذر حتى تكون قادرة على مواجهة أعداء الشعب من امبريالية وخادمتها القوى الظلامية المتاجرة بالدين والأحزاب الليبرالية.
نظرا لمشاركتكم تقريبا في جل النقاشات التي عرفتها الجبهة، كيف تقيمون عمل الجبهة إلى حد الآن؟ وماذا تنتظرون منها؟
لقد شاركنا في كل النقاشات التي عرفتها الجبهة، وباعتبارها ما زالت في طور التشكل فهي منكبة على انجاز بنائها الداخلي من إعداد لوثائق التأسيس والتقدم في هيكلة نفسها مركزيا وجهويا والاستعداد للتعريف ببرامجها وأهدافها. ويمكن القول أن هذه الولادة كانت عسيرة لأن تجارب الماضي لم تكن ناجحة إذ لم تفلح جل الأطراف المكونة للجبهة الحالية وهي الأطراف نفسها التي تعاملت مع بعضها بعد 14 جانفي في أن تكون في حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها مما مهد الطريق أمام النهضة وحلفائها للانقضاض على السلطة بدعم خارجي وللعمل على إجهاض انتفاضة شعبنا من أجل المحافظة على النظام القائم الرجعي العميل المعادي للشعب.فالنقاشات داخل الجبهة جدية وتأخذ وقتها في معالجة المسائل المطروحة حتى تتكون الجبهة على أسس متينة، والمجهودات المبذولة لحل المسائل العملية كبيرة و هناك عمل من أجل أن تكون الانطلاقة جيدة. ولكن هذا لوحده لا يكفي ولذلك فان الجبهة بعد تأسيسها وانطلاق عملها مطالبة :
1. بعدم التخلي عن هدفها النهائي المتمثل في تحقيق أهداف الانتفاضة كاملة وإرساء سلطة الشعب وهذا يقتضي من مكوناتها التمسك بها كجبهة سياسية تناضل من أجل بديل سياسي واقتصادي واجتماعي يخدم الجماهير الشعبية الكادحة ويقطع نهائيا مع نظام العمالة والاستبداد والفساد.
2 . بتوحيد القوى على قاعدة الفرز بين من هم أصدقاء الشعب ومن هم أعداؤه. فالبحث على الكم في مثل هذه الحالة سيحكم على الجبهة بالفشل لا محالة وبالتالي سيكون مصيرها الاندثار. يجب أن تضم الجبهة في صفوفها القوى الثورية والتقدمية المعادية للامبريالية ولعملائها في القطر، كما يجب عليها أن تحدد بوضوح معسكر القوى المعادية للثورة: القوى الاستعمارية الأمريكية منها والأوروبية والائتلاف الحاكم بقيادة النهضة وكل السائرين في نهجها والقوى الليبرالية المسمسرة بمصالح الشعب وعلى رأسها نداء تونس و الالتزام بالنضال الثوري الدؤوب دون هوادة وفي مقدمة الشعب ضد هذا المعسكر من أجل إسقاطه والتقدم في تحقيق أهداف الجبهة.
3. بالاعتماد في نضالها من أجل السلطة الشعبية على النهج الثوري الذي جعل منه الشعب خياره الأول والأخير في إسقاط بن علي وزبانيته. فالشعب منذ 17 ديسمبر 2010 أعطى وما يزال لـ"قادت"ه ممن يدعون الثورية دروسا في النضال الثوري حول كيفية تحقيق مطالبه وتنظيم صفوفه واختيار ممثليه، وتدخل في هذا الصدد المظاهرات والاعتصامات والإضرابات وغيرها. إن الجبهة الشعبية مطالبة إذا أرادت أن تبقى منحازة للشعب الكادح ووفية لأهدافها أن تبتعد عن السياسة الانتخابوية وان تنخرط بحزم في النضالات الشعبية الميدانية من أجل تغيير فعلي للنظام الحاكم الحالي نظام الأغنياء و من ورائهم المستعمرين الجدد، وأن توظف الانتخابات - إذا ما توفرت الشروط الذاتية والموضوعية لخوضها- بطريقة ثورية من أجل التعجيل بتحقيق هدف الانتفاضة النهائي المتمثل في التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي. فالشعب لن يصوت في الانتخابات إلا للذين تأكد بتجربته الخاصة من أنهم كانوا في مقدمة المدافعين عنه في المعارك الميدانية اليومية، والجبهة مطالبة بأن تكون من بين هؤلاء، أي أن تتأسس ثورية وأن تبقى ثورية. ذلك هو الطريق الوحيد لنجاحها.
4 . بإلزام مكوناتها بتغليب العمل المشترك ووحدة الجبهة على المصالح الأنانية الضيقة والتفكيرعند معالجة المسائل العملية والتكتيكية لا في حاضر الجبهة فحسب بل وفي مستقبل أيضا، وهذا يفترض الابتعاد عن الصراعات التي لا هدف من ورائها سوى تحقيق مكاسب جزئية آنية على حساب الأهداف الكبرى للجبهة.
ما هو تعليقكم بخصوص- دعوة شكري بلعيد - لتكوين حزب عمالي كبير يضم جميع الأحزاب اليسارية في تونس؟
نحن لا نفهم الأحزاب بمعزل عن الطبقات الاجتماعية. فكل حزب هو بالضرورة تعبيرة سياسية لطبقة ما يدافع عن مصالحها وأهدافها. ونذكر هنا على سبيل المثال حزب الطبقة العاملة الثوري الذي تتحدث عنه وتنادي به بعض الأحزاب "اليسارية". إن مثل هذا الحزب لا يمكن أن يوجد وأن يستمر و ينجح إلا إذا كانت تسوده الوحدة اللايديولوجية والسياسية. من هذا المنطلق نحن نعتبر أن أحزاب ما يسمى باليسار لا تمثل تعبيرة سياسية لطبقة واحدة. ففيها من يتحدث باسم العمال وفيها من يمثل مصالح البرجوازية الصغيرة وفيها من هو منحاز فعلا لطبقته وفيها من يتظاهر بذلك. وبما أنه لا يمكن موضوعيا من الناحية النظرية والعملية دمج الطبقات في بعضها البعض فانه أيضا من غير الممكن تكوين حزب يمثل طبقات مختلفة وبالتالي لا يمكن تأسيس حزب يساري يكون فاعلا في الواقع وقادرا على الحياة. ففكرة تأسيس حزب عمالي يساري كبير تستند إلى منطق لم الشمل أي دون أخذ بعين الاعتبار الخصوصية الطبقية العمالية للحزب ولأسسه الفكرية والسياسية والتنظيمية ولبرامجه وأهدافه لن تكون فكرة علمية قابلة للتطبيق. إن الأحزاب القادرة على الانصهار في حزب واحد والمحسوبة على "اليسار" هي التي لها نفس المرجعية الفكرية والسياسية كالأحزاب الشيوعية أو الأحزاب الديمقراطية البرجوازية الصغيرة وهذا يتطلب فهما موحدا لتلك المرجعية والتزاما ميدانيا بتكريسها ونقاشا جديا لتحقيق ذلك. أما الحديث عن وحدة الأحزاب "اليسارية" التي لها مرجعيات مختلفة فلا يمكن أن يتم إلا في إطار جبهة سياسية باعتباره انعكاسا لتحالف بين طبقات أو فئات اجتماعية يجمع بينها حدا أدنى مشترك في المصالح والأهداف.
انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهى
سبتمبر 2012



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا م ...
- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأ ...
- لا فرق لدي البلشفي / الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة، بين الوه ...
- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف
- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا
- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ...
- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية. مقت ...
- إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد ...
- كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟
- الجزء الثاني من كتاب - قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي ...
- حزب العمال- الشيوعي- التونسي : سقط القناع عن القناع عن القنا ...
- حزب العمّال - الشيوعي - التونسي : سقط القناع عن القناع عن ال ...
- المنهج البلشفي / الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزع ...
- النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائي ...
- مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية
- دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم
- قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من ...
- رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و - الوطد- . ردّا على مقا ...
- ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 20 ...
- ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة ...


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري -الوطد-