|
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثاني من كتاب - الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف -
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 00:23
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
الفصل الثاني من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف "
" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
العدد 11
ناظم الماوي
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( الجزء الأوّل من الكتاب) .
إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).
====== كلمة العدد 11:
فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .
============
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".
( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."
( لينين –" برنامجنا "-)
===========
" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".
( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)
--------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).
" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."
( ماو تسى تونغ )
---------------------------------
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945) ===================================================
مقدّمة :
منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).
و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.
و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .
و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .
و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .
و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .
و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :
مقدّمة :
I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟
1- من هو الماركسي الحقيقي؟ 2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ 3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ 4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟
II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟ 2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟ 3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ 4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟
III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟
1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟ 2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟ 3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟ 4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟
VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.
1- عن الماركسية - اللينينية . 2- عن الإشتراكية العلمية . 3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات". 4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".
V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :
1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية. 2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة. 3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا. 4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.
IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :
1- تداخل مفزع فى المفاهيم. 2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية. 3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش . 4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية. 5- أوهام حول المجلس التأسيسي .
IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :
1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية. 2- الكفاح المسلّح. 3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.
IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :
1- بصدد ماضي هذا الحزب. 2- بصدد حاضره. 3- بصدد مستقبله.
خاتمة :
ملاحق : 1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة. 2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون! 3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013 ==================================================
II - هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
====================================================
هنا أيضا لن نتطرّق إلى مختلف أوجه اللينينية فى علاقة بهذا الحزب الوليد و إنّما سنقتصر على أوجه أساسية معبّرة تسمح لنا بكشف النقاب عن حقيقة علاقة هذا الحزب باللينينية ، علاقة تنافر مثلما لمسنا آنفا مع الماركسية .
1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
راينا أن لينين من مبرزي أفكار ماركس بشأن تحطيم الدولة القديمة و إنشاء دولة جديدة على أنقاضها تجسّد دكتاتورية البروليتاريا كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية و رأينا أن الحزب الموحّد يتنكّر لضرورة تحطيم الدولة القديمة رغم أنّه يتكلّم عن نظام الإستعمار الجديد .
قال لينين : " برأي ماركس ، الدولة هي هيئة للسيادة الطبقية ، هيئة لظلم طبقة من قبل طبقة أخرى ، هي تكوين " نظام" يمسح هذا الظلم بمسحة القانون و يوطده، ملطّفا إصطدام الطبقات." ( لينين " الدولة و الثورة " ، دار التقدّم موسكو ، الطبعة العربية ، الصفحة 8).
ماركسيّا و لينينيّا ، الدولة ليست جهازا محايدا بل هي جهاز لسيطرة طبقة ( او طبقات) على طبقة ( أو طبقات أخرى) و دولة الإستعمار الجديد فى تونس دولة طبقية تمثّل و تخدم مصالح الكمبرادور و الإقطاع المتحالفين مع الإمبريالية العالمية . بيد أنّ هذا الحزب الجديد و قياداته المتقلّبة مع كلّ ريح ينزعون عن الدولة طابعها الطبقي كلّما عنّ لهم ذلك خدمة لخطّ الحزب الإيديولوجي و السياسي الإنتقائي . فالهدف الذى يكرّرونه هو " تفكيك الدكتاتورية " و آليّاتها ما يملى علينا التوقّف وقفة لنقول لأصحاب هذا الحزب : أيها المحترمون متى لم تكن الدولة " دكتاتورية " ؟ كلّ دولة أداة قمع و سيطرة طبقية و بالتالي دكتاتورية ، و حتّى الدولة الإشتراكية الحقيقية ذاتها التى تسمّى دكتاتورية البروليتاريا أداة قمع و سيطرة طبقية و إن كانت تختلف عن الدول الأخرى فى كونها تسعى جاهدة من أجل تجاوز الإختلافات الطبقية و علاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعية و الأفكار المتناسبة معها ، التى أفرزت الإنقسام إلى طبقات و من ثمّة هي تسعى جاهدة من أجل إضمحلالها و إضمحلال أي جهاز مختصّ فى القمع الطبقي .
" إن أشكال الدول البرجوازية فى منتهى التنوع ، و لكن كنهها واحد : فجميع هذه الدول هي بهذا الشكل أو ذاك و فى نهاية الأمر ديكتاتورية البرجوازية على التأكيد . و يقينا أن الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية لا بد و أن يعطى وفرة و تنوعا هائلين من الأشكال السياسية ، و لكن فحواها ستكون لا محالة واحدة : ديكتاتورية البروليتاريا ."
( لينين " الدولة و الثورة " ، دار التقدّم موسكو ، الطبعة العربية ، الصفحة 37 ).
هذه واحدة تضيئ فى الثوريين و الثوريات نور الحقيقة فى المجتمع الطبقي و إليها نضيف أيها "المحترمون" الذين يجب أن يشكّ من يبحث عن الحقيقة فى صفاء طويتكم أنّ مفهومكم للدكتاتورية و الديمقراطية مفهوم برجوازي مبتذل يجعل الدكتاتورية و الديمقراطية يتنافيان مثاليّا و الحال أنّهما تناقض / وحدة أضداد و نشرح فنقول إنّ كلّ دكتاتورية ديمقراطية و كلّ ديمقراطية دكتاتورية فديمقراطية سادة العبيد ديمقراطية للسادة و دكتاتورية ضد العبيد و ديمقراطية البرجوازية ديمقراطية لهذه الطبقية و قد توسّعها لحلفائها أو تضيقها إلى فئة مهيمنة داخل هذه الطبقة ، وهي فى نفس الوقت دكتاتورية ضد البروليتاريا و الطبقات الكادحة بوجه خاص. و دكتاتورية البروليتاريا هي دكتاتورية البروليتاريا و حلفائها ضد البرجوازية خاصة و الرجعيين عامة وهي فى نفس الوقت ديمقراطية فى صفوف الشعب . لذلك صار الكثير من الشيوعيين الحقيقيين يعتمدون مصطلحات الديمقراطية / الدكتاتورية البرجوازية و دكتاتورية / ديمقراطية البروليتاريا كتعبير أدقّ مادي جدلي عن وحدة أضداد / تناقض عن طبيعة الدولة الطبقية التى تمسك بزمامها البرجوازية و تلك التى تمسك بزمامها البروليتاريا .
و فى تاريخ الماركسية - اللينينية - الماوية ، قد سبق و أن إستعمل كلّ من لينين و ماو تسى تونغ مفهوم الدكتاتورية الديمقراطية و من ذلك :
- " يقينا أنّ الدروس المستخلصة من التجربة الألمانية ، التى أنارها ماركس ، لا يمكن لها أن تقودنا إلى أي شعار من أجل إنتصار حاسم تحرزه الثورة غير شعار الديكتاتورية الديمقراطية الثورية للبروليتاريا و الفلاحين " .
( لينين " خطّتا الإشتراكية – الديمقراطية فى الثورة الديمقراطية "، فقرة " المفهوم البرجوازي المبتذل عن الديكتاتورية و مفهوم ماركس عنها " ).
- " إن الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلب قيادة الطبقة العاملة ، لأنها هي الطبقة الوحيدة النافذة البصيرة و أكثر الطبقات إنكارا للذات ، كما أنها أكثر الطبقات حزما فى الثورة . و يبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أن الثورة تفشل إذا كانت بدون قيادة الطبقة العاملة و أنها تنتصر إذا قادتها هذه الطبقة."
(ماو تسى تونغ - " الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية "، 30 يونيو – حزيران 1949 ، المجلّد الرابع ، الصفحة 41).
- " إنّ دولتنا هي دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية التى تقودها الطبقة العاملة و تقوم على أساس التحالف بين العمّال و الفلاحين ."
( ماو تسى تونغ -" حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " 27 فبراير - شباط 1957).
يركّز الحزب الموحّد ، من منطلق برجوازي صغير ، على الدكتاتورية و يدعو إلى تفكيكها دون تحديد طبيعتها الطبقية و دون فهم أنّها ديمقراطية أيضا لمن كان يتمتّع بها و إن ضاقت حدودها أحيانا. فبن علي مارس الدكتاتورية ضد جماهير شعبها و لكن هذه الدكتاتورية هي دكتاتورية التحالف الطبقي الحاكم المتحالف مع الإمبريالية العالمية و ليست دكتاتورية خارج الطبقات ، تغيّر شكلها و نطاقها على مرّ السنين . فغبيّ من ينسى أن بن علي إستطاع فى فترة ما أن يوحّد و يجمع حوله ليس الكمبرادور و الإقطاع و الإمبريالية العالمية فحسب بل إستطاع أيضا أن يخدع و يجلب إلى دائرة حكمه و برامجه و سياساته و لو أنّها لا وطنية و لا ديمقراطية و لا شعبية جوهريّا ، شرائحا مختلفة من البرجوازية الصغيرة و فئات من الجماهير الكادحة بفعل الأوهام التى بثّها و القمع الذى توخّاه فتمكّن من توسيع جبهة حكم دولة الإستعمار الجديد و من تعبيرات ذلك مثلا " الميثاق الوطني". و من لا يرى هذا أعمى بعيون إنتهازية .
لكن هذا الوضع لم يستقرّ و لم يستمرّ و إضطرّ بن علي إلى ممارسة الدكتاتورية حتى المفتوحة منها ضد من مارس معهم سابقا الديمقراطية و فرض عليه تطوّر الصراع الطبقي ( دون الدخول فى التفاصيل) تقليص دائرة الديمقراطية فى جبهته و توسيع إطار القمع و مركزة أكثر فأكثر للسلطة فى دائرة آخذة فى الضيق و العزلة بلغت أشدّها قبيل الإنتفاضة الشعبية التى ضغطت فأتت ما يعتبره البعض معجزة أي كسرت نواة السلطة العليا التى غدت معزولة و حرقت أوراقها ففرّ بن علي هاربا ليفسح المجال لإعادة هيكلة الدولة التى لم تسقط و لم تتحطّم بل أصيبت برجّة أسقطت رأسها و ظلّت أعمدتها قائمة و قادرة على إنتاج لا رأسا آخر وحسب بل رؤوسا إن لزم الأمر و بالسرعة المطلوبة .
و الجيش عماد هذه الدولة التى لم تتحطّم ظلّ دون مساس وهو يتحكّم من خلف الستار غالبا و بسفور أحيانا فى لعبة إعادة هيكلة دولة الإستعمار الجديد و إن لزم الأمر يتولّى الحفاظ على مصالح الطبقات الحاكمة و الإمبريالية العالمية بالطرق التى يرونها صالحة لا يستثنون منها طريقا. و إمكانيات إنقلاب عسكري إن إستعصى الأمر على القوى السياسية و الشرطة التحكّم فى مجريات الصراع الطبقي واردة و لا نقول إنّها متأكّدة الحصول ، على نطاق ضيّق محلّي أو جهوي أو نطاق واسع قطري هذا ما لا نغامر بالتنبؤ به إذ هو رهين معطيات كثيرة ، متداخلة و معقّدة .
و عليه ، لسنا نغالي إذا قلنا إنّ الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد يطمس شأنه شأن فرسان الأممية الثانية خلال الحرب العالمية الأولى الذين فضح لينين تحريفيتهم ، طبيعة الدولة الطبقية و ينشر الأوهام البرجوازية حولها و بتشديده على " تفكيك الدكتاتورية " و عدم شرحه للجماهير الواسعة طبيعتها الطبقية و علاقتها بالديمقراطية الطبقية لإنارة العقول بالحقيقة من أجل تغيير العالم ثوريّا وهو أمر يحتاج إليه قبل كلّ شيء و أكثر ما يحتاج إليه شعبنا ، يغرس مسمارا آخر فى جسد دكتاتورية البروليتاريا إذ كيف سيدافع ( و لو إفتراضا لأنّ دكتاتورية البروليتاريا غائبة من قاموسه ) هذا الحزب عن دكتاتورية البروليتاريا / دولة الإشتراكية كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية ، وهو ما ينفكّ يشجب " الدكتاتورية " بصورة عامّة ؟
و الواقع المعيش ما يفتأ يكذّب أطروحات هذا الحزب بشأن الموضوع الذى نحن بصدده كما بشأن عدّة مواضيع أخرى سبق و أن تناولناها أو سنتناولها لاحقا . فدكتاتورية دولة الإستعمار الجديد لم يقع تفكيكها وهي تعمل و تواصل عملها إلى اليوم و قد كوت نارها الجماهير الشعبية فى البلاد بطولها و عرضها ؛ فى المنازل و الشوارع و الأحياء و المدن و حتى مناضلي و مناضلات هذا الحزب ذاته ؛ و أكثر من ذلك هي تستعيد عافيتها بعد أن إرتجّت بها الأرض نوعا ما و ما سقطت ، و لكنّها ما تفكّكت و الدولة التى يقف الجيش عنصرها الرئيسي عمادا لها هي التى تمارس هذه الدكتاتورية ضد جماهير شعبنا و تمارس أيضا الديمقراطية فى صفوف من يخدمها فى الوقت الراهن ومن لا يعمل على الإطاحة بها و هي صفوف قد تضيق و تتوسّع حسب مقتضيات هذه الدولة و الظروف الداخلية والخارجية التى تمرّ بها . ودون محو الفروقات، لا ننسى أن دولة الإستعمار الجديد سبق و أن إستعملت لعبة الديمقراطية و الإنفتاح فى بداية ثمانينات القرن العشرين و سرعان ما إلتجأت مجدّدا إلى القمع المفضوح أو المتستّر بوتائر و على نطاقات شتّى و كان للجيش دور فى ذلك كما يعلم من درس أو شهد تلك الفترة من "العهد البورقيبي".
من يتخيّل أنّ فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ثمّة إمكانية وجود ديمقراطية برجوازية على النمط الغربي حيث غالبا ما تتسع الديمقراطية إلى الطبقات الوسطى و البرجوازية الصغيرة و حتى إلى شريحة الأرستقراطية العمالية مع إستعمال الدكتاتورية السافرة و القمع المسلّح إن خرجت نضالات البروليتاريا و الجماهير الشعبية إلى حدود عن السيطرة ، فواهم و مريض لا يرجى شفاؤه خاصة إذا كانت له عيون ليرى ما يجرى فى العالم . غالبا ما يكون شكل الحكم فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة دكتاتوريّا مفضوحا و دمويّا إن لزم الأمر بالنسبة للطبقات الحاكمة و أحيانا و لمدد قصيرة تتمّ عملية " إنفتاح ديمقراطي" للتنفيس و المغالطة و تجميل وجه الدولة و إعادة هيكلتها سرعان ما تتلوها حملات قمع الدولة البوليسية التى لا تتورّع عن اللجوء للرصاص و المجازر الجماعية إن إقتضي الأمر و تجارب القطر و أقطار عربية أخرى و الفليبين و الشيلي و بلدان أمريكا اللاتينية و غيرها تنهض شاهدا على هذا . الديمقراطية القديمة لم تعد ممكنة فى المستعمرات و أشباهها و المستعمرات الجديدة ، الديمقراطية البرجوازية لم تعد ممكنة فى هذه البلدان فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية . و ما ظلّ ممكنا هو الديمقراطية الجديدة وبهذا المضمار مفيد للغاية الإطلاع على ملاحق هذا العمل التى يحتاج إليها أشدّ الحاجة من يريد حشد قواه والإنكباب على بحث الفروقات بين الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة بهدف رفع الوعي الطبقي الشيوعي الثوري.
2- الديمقراطية "الخالصة " أم الديمقراطية الطبقية ؟ فى هذا الباب أيضا كسائر التحريفيين و البرجوازيين المروّجين لحياد جهاز الدولة يطعن مؤسّسو الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الطبيعة الطبقية للديمقراطية مثلما طعنوا الطبيعة الطبقية للدكتاتورية . و قد بلغت بهم الهلوسة البرجوازية الصغيرة حدّ إعتبار ما جدّ فى تونس " ثورة ديمقراطية " و " ثورة ديمقراطية إجتماعية " دون إضافة أي نعت طبقي ( هذا بقطع النظر عن كون ما جدّ ليس ثورة أصلا بل هو إنتفاضة شعبية و قد حبّرنا بعض الصفحات من قبل بهذا المضمار.) و قد بلغ بهم الإستهتار بالحقيقة و الغرق فى مستنقع أوهام الديمقراطية البرجوازية أن جعلوا من " الديمقراطية " فى عداء سافر للينينية ، فى الصفحة 6 من عدد جوان 2011 من " الوطني الديمقراطي " مطلب البشرية جمعاء" و " مفهوما إنسانيا كونيا " . و من يسلك نهج نزع الطبيعة الطبقية للديمقراطية و يغالط المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبية العريضة يحوّر الماركسية تبعا للإنتهازية و بالتأكيد ليس من تلامذة لينين و إنّما من أعدائه فلينين كان صارما حاسما فى فهمه الطبقي لطبيعة الديمقراطية :
" طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ، - لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة" ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة" ليست فقط صيغة جاهلة تنم عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء و لا أجوف، لأنّ الديمقراطية، ستضمحلّ ، إذ تتطور فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة، و لكنها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة".
إنّ " الديمقراطية الخالصة " ليست سوى تعبير كاذب للبيرالي يخدع العمّال . إنّ التاريخ يعرف الديمقراطية البرجوازية التى تحلّ محلّ النظام الإقطاعي ، و الديمقراطية البروليتارية التى تحلّ محلّ الديمقراطية البرجوازية " )."
و إذا و بإختصار شديد بكلمات لينين ، مفهوم مؤسسى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و كوكبة نقّاد الشيوعيّة الثورية من أمثالهم " صيغة جوفاء و لا أجوف " و " تعبير كاذب للبيرالي يخدع العمّال ".
و نطلب من القرّاء أن يتذرّعوا بالصبر و أن يسمحوا لنا هنا بأن نضيف ما كتبناه فى العدد6 / جانفي 2012 من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " مجادلين بالذات ضد الديمقراطية " الخالصة "( مقتطف من نصّ " تونس : أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام ، خطوتان إلى الوراء !") :
" لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية ! :
أ – الديمقراطية / الدكتاتورية :
ما إنفكّ حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين و قبلهم و إلى جانبهم على الساحة السياسية ، الحزب الإشتراكي اليساري – فى الحقيقة " الرأسمالي اليميني "- و حركة التجديد و قوى عديد أخرى يبثّون الأوهام البرجوازية الصغيرة حول مسألة الديمقراطية. دون مراوغة و مباشرة نقولها : إنّ حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين الذين يدعيان تبنّى اللينينية ينظّران و يمارسان فى تضارب تام مع اللينينية التى هي منهما براء. إنّهما مرتدّان . متحدثا عن مرتدّ آخر ، كاوتسكي فى"الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ( ص18)، أوضح لينين :
" أنّه طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ، - لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة" ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة" ليست فقط صيغة جاهلة تنم عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء و لا أجوف، لأنّ الديمقراطية، ستضمحلّ ، إذ تتطور فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة، و لكنها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة".)
فلينين أكّد أنّه لا وجود لديمقراطية خالصة ، فوق الطبقات و أنّ ما هناك إلاّ ديمقراطية طبقية و أنّ كلّ ديمقراطية هي فى آن واحد دكتاتورية ؛ ديمقراطية لطبقة أو طبقات و دكتاتورية ضد طبقة أو طبقات ( و قد تعمّقنا فى هذه المسألة فى مقال " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس "، الحوار المتمدّن) فى حين أنّ هؤلاء روّجوا خيالات عن ديمقراطية لا طبقية - سياسية و إجتماعية – و ما من مرّة نعتوها أو حدّدوها طبقيّا و بذلك ساهموا و يا لها من مساهمة فى تضليل المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبية .
إنّهم لم يقوموا باللازم لينينيّا لشرح علاقة الديمقراطية بالدكتاتورية طبقيّا و بأنّ كل ديمقراطية هي بالضرورة دكتاتورية : ديمقراطية لأقلية أو أغلبية و دكتاتورية ضد أغلبية أو أقلية و مثال ذلك فى كتاب لينين " الدولة و الثورة" أنّ الديمقراطية البرجوازية ديمقراطية للأقلية و دكتاتورية ضد الأغلبية بينما دكتاتورية البروليتاريا / ديمقراطية البروليتاريا هي فى آن أيضا ديمقراطية الأغلبية دكتاتورية ضد الأقليّة.
و كذلك لم يبذل مدّعو تبنّى اللينينية قصارى الجهد – فى الواقع لم يبذلوا أي جهد – لتفسير أنّ لكلّ طبقة ديمقراطيتها و أنّ الديمقراطية ذاتها كشكل للدولة مآلها تاريخيا الإضمحلال مع إضمحلال الدولة مثلما بيّن ذلك لينين فى " الدولة و الثورة " أنّ " الديمقراطية البروليتارية لأكثر ديمقراطية بمليون مرّة من أية ديمقراطية برجوازية " ( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ، دار التقدّم ،موسكو ، الطبعة العربية ، الصفحة 25).
و ليعلم مؤسّسو الحزب الجديد أن الديمقراطية البرجوازية وحتى البروليتارية المناقضة لها ، لينينيّا مآلهما الإضمحلال مستقبلا. و من أوكد واجبات الشيوعيين و الشيوعيات النضال بلا هوادة فى سبيل أن تعوّض ديمقراطية / دكتاتورية البروليتاريا ديمقراطية / دكتاتورية البرجوازية ثم مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية/ ديمقراطية البروليتاريا من أجل إضحلال الديمقراطية جميعها مع إضمحلال الدولة بما يعلن عالميّا بلوغنا هدفنا الأسمى ، الشيوعية كمجتمع خال من الطبقات لا حاجة فيه للدولة و لا للديمقراطية كشكل من أشكالها.و قد نبّهنا لينين في " الدولة و الثورة " لحقيقة أنّ :
" الديمقراطية هي أيضا دولة و أنّ الديمقراطية تزول هي أيضا ، تبعا لذلك ، عندما تزول الدولة ". ( المصدر السابق ، الصفحة 20). ( إنتهي المقتطف)
3- حزب لينيني أم سفينة نوح؟
معلّقا على المؤتمر التوحيدي ، أفصح أحدهم : ألا ترون معى أنّ الحزب الذى أفرزه سفينة نوح . نعم نرى أنّ هذا المؤتمر مثّل و افرز سفينة نوح حيث ضمّ هذا الحزب الجديد إلى صفوفه أرهاطا متنوّعة من " الوطنيين الديمقراطيين" منحدرين من شتى المجموعات السياسية التى نشطت فى وقت من الأوقات و لمدد طويلة أو قصيرة تحت مسمّى الوطنية الديمقراطية و الأسماء التى يستدلّ بها على ذلك كثيرة و معروفة . فالمؤتمر أراد أن يكون توحيديّا لكافة الوطنيين الديمقراطيين و بالتالى فتح الحزب ذراعيه و أبوابه على مصاريعها لكلّ من هبّ و دبّ من الإنتهازيين ، لكلّ من إدعى و يدّعى الوطنية الديمقراطية ( مع إستثناءات نادرة جدّا ). لا قراءة لتاريخ " الخط" و لا مبادئ شيوعية توحّدهم ، فقط إنتماء تاريخي و طريق إنتخابي ديمقراطي برجوازي قد يعيه بعض القادة و قد لا يفقه البقية شيئا من تضاربه مع الماركسية – اللينينية .
و تشكّلت القيادة الحالية بصورة توافقية و ليس بالإنتخاب ،" من كلّ زوجين إثنين" ، من حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار التوحيد) ، إضافة إلى عناصر يقال إنّها مستقلّة أي لم تنتمى لهذين الحزبين ، وذلك فى تضارب تام مع النقطة 24 من الفصل التاسع من " النظام الداخلي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " الذى صادق عليه المؤتمر : " ضمان حرية التنافس بين المترشّحين إلي الهياكل الحزبية القيادية و حقّ الناخبين فى الإعتراض عليهم أو مطالبتهم بتوضيح آرائهم و مواقفهم تجاه أيّة قضية ".
يتشدّقون بالديمقراطية ( البرجوازية ) و فى مؤتمرهم التوحيدي لا يطبّقونها حتى بل يكرّسون التعيين البيروقراطي فى سفينة نوح هذه . هذه فقط البداية !
و ننصرف إلى الوثيقة المخصّصة للهوية الفكرية و الطبقية و بالذات إلى جملها الأولى حيث يتمّ الحديث عن أنّ هذا الحزب هو تتويج نوعي لما راكمه هذا "الخطّ " من فكر سياسي و مرجعية نظرية...إلاّ أن واقع سفينة نوح يسفّه هذا الكلام إذ لم تحصل مراكمة بقدر ما حصل إفراغ لمقولات " الخط" و إنحراف به و تغيير لونه و تحويله من " خطّ " ثوري رئيسيّا إلى خطّ إصلاحي . أو إذا شئتم حصلت مراكمة لكن مراكمة ماذا ؟ مراكمة كمّية للإنحرافات و المواقف و السلوكات الإنتهازية الديمقراطية البرجوازية و الإبتعاد أكثر فأكثر عن الروح الثورية للشيوعية ما تسبّب فى تحوّل نوعي فى طبيعة هذه المجموعات المؤسسة للحزب الموحّد.
لقد جرت عملية تقليم أظافر و مخالب " الخطّ " و حقنه بجرعات متتالية من الديمقراطية البرجوازية بما يناسب دولة الإستعمار الجديد و العمل السياسي القانوني فى إطارها . مخالب الأسد و أنيابه إنتزعت و بات قطّا أليفا . نزعوا الروح الثورية " للخطّ " ، روحه الشيوعية الثورية متخلّين عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الثوري و من مكوّناته المشروع الشيوعي و الماركسية- اللينينية - الماوية و العنف الثوري و حرب الشعب و الحزب اللينيني و نقد التحريفية و الإصلاحية إلخ ، ليرتموا فى أحضان الإصلاحية و البيروقراطية النقابية و يقبلوا بدولة الإستعمار الجديد و بلعبتها الديمقراطية البرجوازية ، ديمقراطية الإستعمار الجديد قولا وفعلا.
و فى هذا السياق يمكن فهم إفراغ " الخط " من روحه الشيوعية الثورية و ذرّا للرماد فى العيون عدم تمسّك مؤسسي هذا الحزب إلاّ بالإسم " الوطني الديمقراطي" وبعض المقولات العامة لأواسط السبعينات و التى تقبل بها و ترضى عنها دولة الإستعمار الجديد و جيشها الذى كال له الأمين العام لهذا الحزب المديح ، له و لشرعية حكومتها التى يقدّسون جميعا كإصلاحيين ملتزمين بديمقراطية دولة الإستعمار الجديد شرعيتها الإنتخابية .
سفينة نوح هذه جمّعت الكثير و الكثير من العناصر الإنتهازية الشهيرة فى عدّة حقول و قلّة قليلة من العناصر النزيهة المغرّر بها أو التى جرفها التيار و لم تفهم الرهان ؛ سفينة نوح وحّدت عناصرا كانت تتقاتل أشدّ القتال من أجل نيل رضى البيروقراطية النقابية ، عناصرا باعت قضايا العمّال و عقدت تحالفات مشبوهة و عاشت و تعيش حياة برجوازية و من الأفكار حملت أساسا أفكارا برجوازية و سلوكها سمته الرئيسية برجوازي ليبرالي و نحو ذلك كثير و خطير...
هل خاضت صفوف هذا الحزب فى المؤتمر التوحيدي فى تاريخ الشيوعية و فى التجارب الإشتراكية و قيمتها و إستخلصت الدروس الإيجابية منها و السلبية ؟ لا وثيقة من وثائق المؤتمر إياه تعكس ذلك أو تشير إليه. هل قيّمت حاضر الحركة الشيوعية العالمية و صراعاتها ؟ لا أثر لهذا فى وثائق المؤتمر . هل خاضت فى تاريخ " الخطّ " ( و لا نودّ هنا الخوض فى معنى هذا المصطلح و إستعمالاته) و قيّمته و إستنتجت منه عبرا و دروسا سياسية و إيديولوجية إلخ؟ لوائح المؤتمر و وثائقه الأخرى تشهد بعدم القيام بذلك .
و إذن نخلص إلى إستنتاج أنّ مؤسسي هذا الحزب أفرغوا " الخطّ " من الجانب الإيديولوجي و السياسي الذى قد يشكّل بالنسبة لهم قنابلا قابلة للإنفجار فى وجوههم فى أية لحظة و قادرة على تفتيت الوحدة غير المبدئية أصلا ، سالكين سياسة النعامة تجاه أمهات القضايا الإيديولوجية و السياسية من وجهة النظر البروليتارية و ملؤوا الإطار المفرغ من الروح الثورية بأوهام ديمقراطية برجوازية محافظين على قشرة " الوطني الديمقراطي". إنّهم أشبه بالتجّار و رأس مالهم هو تاريخ " الخطّ" و كبعض التجّار أيضا يعرضون بضاعة على أنّها طازجة و نضرة إسمها " وطني ديمقراطي " للإغراء و لماّ نمعن النظر فيها من كلّ الجهات نجدها مغشوشة فاسدة .
أمّا اللينينية فمن سفينة نوح و سياسة النعامة براء. و منذ قرن وعقد تقريبا ، أعلن لينين فى " ما العمل؟ " : 1- " ونحن نعلن : " قبل أن نتحد و لكيما نتحد ينبغى فى البدء أن نعين بيننا التخوم بحزم ووضوح ".
2- " ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
وتتكرّر فى وثائق هذا الحزب الإصلاحي صفة الطليعي التى يحاولون إلصاقها به ما يملي علينا قول إنّ الحزب الموحّد بمكوّناته و خطّه الإيديولوجي و السياسي التحريفي المناهض للماركسية -اللينينة ، لا يسعه أن يكون حزبا طليعيا فالحزب الطليعي لينينيا هو الحزب الشيوعي و الحزب الموحّد ليس شيوعيّا و لا يمكن للأسباب المذكورة أعلاه أن يكون شيوعيّا. و " لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلاّ حزب يسترشد بنظرية الطليعة "( لينين :" ما العمل؟ ") أي علم الثورة البروليتارية العالمية ، علم الشيوعية.
و بعد إماطة اللثام هذه عن جوانب من حقيقة هذا الحزب، نتوقّع أنّ بسمة القرّاء الفطنين الناعمة ستنقلب إلى قهقهة عاصفة عندما يستمعون إلى الحزب الموحّد يقول إنّه حزب ماركسي – لينيني و حزب طليعي .
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟
مرّ بنا طمس جماعة الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد لطبيعة الدولة الطبقية و لطبيعة الدكتاتورية و الديمقراطية و لطبيعة الحزب اللينيني ما يجعله فى آخر المطاف يطمس الوعي الطبقي السياسي لدي المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبية العريضة. أيمكن من وجهة النظر البروليتارية ، أن نقول عن المناضل الذى لا يدرك طبيعة الدولة والدكتاتورية و الديمقراطية والحزب اللينيني أنّه واع طبقيّا ؟ لا ، لا يمكن ذلك فالعامل - ليس البرجوازي الصغير - الذى يعى إضطهاده وإستغلاله و مصالحه الطبقية بشكل عام دون أن يعمل من أجل طبقته و يظلّ تحت مظلّة البرجوازية و دولتها ، لا يعدّ واعيا طبقيّا هو الآخر . و علاوة على هذا يشوّه الحزب الموحّد فهم ما حدث فى تونس فيروّج له ، على غير الصواب ، على أنّه ثورة ديمقراطية و الحال أنّه ليس كذلك و إنّما هو إنتفاضة شعبية على وجه الضبط و حسبنا هنا أن نذكّر بمفهوم الثورة و أنّه لا ينطبق على ما وقع فى القطر. و لنا عودة للمسألة لاحقا.
" فهل رأي هؤلاء السادة ثورة فى يوم ما ؟ إنّ الثورة هي دون شكّ سلطة ما بعدها سلطة ، الثورة هي عمل يفرض به قسم من السكّان إرادته على القسم الآخر بالبنادق ، بالحراب ، بالمدافع ، أي بوسائل لا يعلو سلطانها سلطان ."
( لينين :" الدولة و الثورة " ، الصفحة 66).
" ليست الثورة مأدبة و لا كتابة مقال و لا رسم صورة و لا تطريز ثوب ، فلا يمكن أن تكون بمثل تلك اللباقة و الوداعة و الرقة ، أو ذلك الهدوء و اللطف و الأدب و التسامح و ضبط النفس . إن الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى . "
( ماو تسى تونغ : " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان " مارس – آذار 1927، المجلد الأول من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الصفحة 12-13 ، باللغة العربية).
و لا يستغربنّ أحد تجاهل الجماعة الخوض فى المسائل النظرية التى ذكرنا فى النقطة السابقة بل و حتى إستهتارهم بالنضال على الجبهة النظرية وإنكارهم له . إنّهم لم يطرحوا على بساط البحث على سبيل المثال ، الدفاع عن الشيوعية التى تتعرّض لهجوم سافر منذ عقود الآن كما لم يطرحوا على بساط البحث لماذا و كيف تمّت إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي وفى الصين... هذه الأمور ليست من شغلهم الشاغل و لماذا يتكبّدون عناء البحث فيها و مشروعهم فى نهاية المطاف وعمليّا كإصلاحيين لا يتجاوز حدود العمل فى إطار دولة الإستعمار الجديد و تحسينها ومن ينكبّ على تلك المهمّة و يحاججهم و يبيّن بالملموس " تنازلهم" النظري و مساومتهم بالمبادئ وهي أمور حذّر منها ماركس ينعتونه بعبادة الكتب " المحنّطة " و بتحجّر الفكر.
و نضرب مثلا. صبت الصفحة الأخيرة من عدد جوان 2011 من " الوطني الديمقراطي " جام غضبها على المدافعين عن الماركسية و المستشهدين بأعمال الرموز التاريخية للشيوعية الثورية و المعبّرين عنها أفضل تعبير مطلقة نيران التشويه :" عادت إلى معجم اليسار بدائل " التكفير الأحمر" و تمت إعادة الحياة إلى أرثوذكسية يسراوية طفولية مقيتة ، فبداعي النقاء الثوري و التمسّك " بالسلف الثوري " عاد بعض من اليسار إلى " التحريفية و أعداء الشعب و الطبقة العاملة " و إنتصبت محاكم " الثورة و الكتب المحنّطة"..."
" و هكذا نرى أنّ العبارات الطنانة عن تحجّر الفكر، و ما إلى ذلك ، تخفى وراءها عدم الإهتمام بتطوير الفكر النظري و العجز عن تطويره ".( لينين :"ما العمل؟ " ).
و الصراع على الجبهة النظرية غائب بارز فى وثائق المؤتمر التوحيدي فى حين أنّه قبل أكثر من قرن أعاد لينين للأذهان ما أفصح عنه إنجلز من تكامل الجبهات النضالية الثلاث النظرية و السياسية و الإقتصادية قائلا :
" ان انجلس لا يعترف بشكلين اثنين فى نضال الاشتراكية - الديمقراطية [ الشيوعية ] العظيم (سياسي و اقتصادي) ... بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظرى ." ( لينين " ما العمل؟ ").
و غني عن البيان أن من أشهر جمل لينين المعروفة هي " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " التى لخّص فيها حقيقة ما فتأت الوقائع التاريخية تأكّد صحّتها ، و ما إنفكّ تاريخ الصراع الطبقي يؤكّد أن ّ غياب النظرية الثورية يعنى عدم وجود حركة ثورية . قد توجد حركات إحتجاج و تمرّد لكنّها تظلّ عفوية و تظلّ البرجوازية قادرة على إستيعابها لأنّها لم تخرج عن نطاق إيديولوجية الطبقة أو الطبقات السائدة كما عبّر عن ذلك ماركس .
من الطبيعي أن تحتجّ الطبقات المضطهَدة و المشتغَلّة وأن تتمرّد و تنتفض على ما تعانيه بيد أنّه : " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي اللينيني الثوري، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها. "
( ماو تسى تونغ :" قوى العالم الثورية ، إتحدي و قاومي العدوان الإمبريالي" ( نوفمبر ، تشرين الثاني – 1948) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع. )
و هذا الحزب الثوري هو الذى سينقل الوعي الطبقي ، الوعي الشيوعي الثوري للبروليتاريا وكافة الطبقات المعنية بالثورة و من هناك ينتج شعبا ثوريّا يقوم بالثورة بقيادة هذا الحزب الشيوعي الطليعي . و هذه الحقيقة لا يستسيغها الحزب الموحّد الذى يسوّق لممارسة " ثورية " ( هي فى الواقع إصلاحية ) دون نظرية ثورية يعوّضها فى الواقع بأوهام ديمقراطية برجوازية . بمثالية ميتافيزيقية يسقط العلاقة الجدلية بين الممارسة الثورية و النظرية الثورية مثلما شرحها الرفيق ستالين فى " أسس اللينينية " :
" ان النظرية هي تجربة حركة العمال فى كل البلدان ، هي هذه التجربة مأخوذة بشكلها العام . و من الواضح أن النظرية تصبح دون غاية ، اذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ، كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى اذا لم تنر النظرية الثورية طريقه . الا أن النظرية يمكن أن تصبح قوة عظيمة لحركة العمال اذا هي تكونت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملى الثورى ، فهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة و قوة التوجه و إدراك الصلة الداخلية للحوادث الجارية ، وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملى على أن يفهم ليس فقط فى أي اتجاه و كيف تتحرك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أي اتجاه و كيف ينبغى أن تتحرك فى المستقبل القريب. "
و كلّ تهاون فى الصراع النظري هو تهاون فى النضال الشامل للبروليتاريا و فتح للباب على مصراعيه لإستمرار هيمنة الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة و بالتالى عرقلة لبناء حركة ثورية حقّا فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية حيث كما قال لينين فى " ما العمل؟ " ، رئيسيا و مع مراعاة وجود إيديولوجيات أخرى :
" إمّا إيديولوجيا برجوازية و إمّا إيديولوجية إشتراكية " .
و نخلص إلى أنّ هذا الحزب الموحّد ، الحزب الماركسي المزيّف يجري بصورة ملحوظة تحوير التعاليم الثورية العظيمة تبعا لروح التفاهة و ضيق الأفق الإصلاحي الديمقراطي البرجوازي.
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح
...
-
الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال
...
-
فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط
...
-
هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
-
طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
-
إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل
...
-
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا
...
-
الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال
...
-
من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز
...
-
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال
...
-
مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر
...
-
جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
-
العنف ماركسيا .
-
إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل
...
-
بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب -
...
-
تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من
...
-
الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !
-
حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي ا
...
-
الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا م
...
المزيد.....
-
-كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال
...
-
تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن
...
-
فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال
...
-
كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال
...
-
تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي
...
-
الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما
...
-
مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
-
معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
-
تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
-
الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|