أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - -الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: حزب تحريفي برجوازي.















المزيد.....



-الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: حزب تحريفي برجوازي.


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 22:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفصل الرابع من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف "

==============================================

" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العدد 11

ناظم الماوي

الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف
( الجزء الأوّل من الكتاب) .

إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).

======
كلمة العدد 11:

فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.



الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .


" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."

( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .

============

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".

( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)

" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."

( لينين –" برنامجنا "-)

===========

" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".

( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)

--------------

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).


" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."

( ماو تسى تونغ )

---------------------------------

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".

( ماو تسى تونغ- 1945)
===================================================

مقدّمة :

منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).

و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.

و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .

و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .

و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .

و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .

و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :

مقدّمة :

I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟

1- من هو الماركسي الحقيقي؟
2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟
4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟

II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟

1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟
2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟
3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟
4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.

1- عن الماركسية - اللينينية .
2- عن الإشتراكية العلمية .
3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات".
4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".

V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :

1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية.
2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة.
3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا.
4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.

IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :

1- تداخل مفزع فى المفاهيم.
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية.
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش .
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي .

IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :

1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية.
2- الكفاح المسلّح.
3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.

IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :

1- بصدد ماضي هذا الحزب.
2- بصدد حاضره.
3- بصدد مستقبله.

خاتمة :

ملاحق :

1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة.
2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
==================================================

VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.


فى وثيقة " الهوية الفكرية و الطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد" ، يقدّم الحز ب الموحّد نفسه على أنّه يستند أساسا إلى الماركسية- اللينينية. و إلى كلّ ما مرّ بنا من دحض لهذه الدعاوي، نضيف الملاحظات التالية :

1- عن الماركسية- اللينينية :

و ننطلق بالتذكير بأنّ الحركة الماركسية - اللينينية العالمية نشأت نتيجة الصراع الذى قاده الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ( و إلتحق به فى ما بعد حزب العمل الألباني ) ضد ما صار معروفا بالتحريفية المعاصرة أي التحريفية السوفياتية و اليوغسلافية و الإيطالية و الفرنسية و الأمريكية إلخ . هذه الحركة العالمية إذن إفراز للجدال الكبير الذى بات مشهورا عند البعض على أنّه الجدال الكبير الصيني - السوفياتي و الذى شغل الناس و ملأ الدنيا لا سيما فى ستينات و سبعينات القرن العشرين . و كانت الحركة الماركسية - اللينينية الناشئة و المناهضة للتحريفية المعاصرة تخوض صراعات حيوية فى القارات كافة ما نجم عنه إنشقاقات فى الأحزاب الشيوعية القديمة و تشكّل أحزاب جديدة ماركسية - لينينية قطعت إلى هذا الحدّ او ذاك مع التحريفية . و ولد " اليسار الماركسي - اللينيني " التونسي ( آفاق و العامل التونسي و الشعلة ثم المجموعات الوطنية الديمقراطية ذاتها ) جراء هذا الصراع العالمي و بالطبع بالتفاعل مع الواقع المحلّي .

و من هنا يثور سؤال هل يعترف هذا الحزب الجديد بمنبعه هذا كحقيقة موضوعية لا جدال فيها ؟ لا ، هو بمثالية لا يذكرها بتاتا. هل هو إلى الآن يحارب التحريفية بشتى أقنعتها ؟ لا ، هو لا يأتي على ذكرها البتّة . هل يتبنّى الأطروحات الماركسية - اللينينية المناهضة للخروتشوفية و التيتوية و الطريق البرلماني و هلمجرّا ؟ لا ، هو من جهة ، يخرجها من دائرة نظر القراء و يتبنّى بشكل ملتوى عديد الأطروحات التحريفية ومنها الخروتشوفية ( مثال التحوّل السلمي و الطريق البرلماني كما سنرى) بإعتبار أنّه حزب متكوّن أصلا من تحريفيين مناهضين فى الجوهر لما دافعت عنه الحركة الماركسية - اللينينية تاريخيّا و ما دافعت عنه مجموعات الوطنيين الديمقراطيين فى السبعينات. من تاريخ الحركة الماركسية - اللينينية و من تاريخ الوطنيين الديمقراطيين لم يبق لدي هؤلاء غير القشرة فالمضمون الثوري عوّضوه بالمضمون التحريفي الديمقراطي البرجوازي الذى ناضل ضدّه الماركسيون- اللينينيون تاريخيّا .

ثمّ لا نحتاج إلى باع كبير فى الماركسية حتى نعرف أنّه ثمّة ماركسية - لينينية و ثمّة ماركسية -لينينية ، و المقصود من ذلك أنّه ليس كلّ من يدعى أنّه ماركسي - لينيني هو كذلك فعلا قولا و عملا. فالحزب الحاكم فى كوريا الشمالية عدّ نفسه فى فترة من الفترات ماركسيا- لينينيا و ما هو بماركسي - لينيني و الحزب الحاكم فى كوبا كذلك. و الغيفاريون فى غالبيتهم يعدّون أنفسهم ماركسيّين – لينينيّين و ما هم بماركسيين – لينينين . و عديد الأحزاب التحريفية عبر العالم تعلن تبنّيها الماركسية - اللينينية و واقع الحال يثبت أنّها لا تحمل من الماركسية - اللينينية سوى القشرة أو نعتا تضعه بين قوسين فى إسمها. و حزب العمال التونسي هو الآخر يتشدّق بالماركسية - اللينينية وهي منه براء إلخ . و الأكيد مثلما يقول المثل ليس كلّ ما يلمع ذهبا .

فهل حدّد لنا هذا الحزب الموحّد ما يقصده بالماركسية - اللينينية فى عالم اليوم ؟ لا أبدا . هل له ذات فهم حزب العماّل التونسي للماركسية - اللينينية التى تكشفت أنّها خوجية أم لا ؟ لا إجابة . هل يتبنّى الماركسية - اللينينية مثلما دافع عنها الماويون و طوّروها إلى ماركسية - لينينية - ماوية ؟ بالطبع لا. ماركسية - لينينية هذا الحزب هلامية زئبقية لا تحديد لها و لا حدود ، شكل مائع بمضمون فضفاض أو دون مضمون . عندئذ هي ماركسية - لينينية تلبس قناعا فى كرنفال أو حفلة تنكّرية لتضليل المناضلات و المناضلين و الجماهير الشعبية . إنّه قناع لعبة مغالطة للإيحاء بالتمسّك بالمنشأ التاريخي مع أنّ مؤسسي الحزب الجديد قد تخلّوا و منذ زمن عن الروح الثورية للماركسية - اللينينية و عن أفكارها الأساسية إذ أنجزوا عملية تطهير تحريفية ل" الخط" من كلّ " شائبة " بالنسبة لهم ، أي من كلّ ما هو ثوري و خرجوا علينا بماركسية - لينينية مشوّهة غاية التشوّه لا هي ماركسية و لا هي لينينية مثلما لمسنا و سنلمس.

إنّ ماركسيتهم المزيفة و لينينيتهم المزيفة تتنكّر لجوهر الماركسية - اللينينية ، لأفكارها الجوهرية و أسسها و تنهل من روافد الفكر البرجوازي الإصلاحي حيث ورد على لسانهم فى وثيقة الهويّة أنّ هذا الحزب جاء:

" تتويجا نوعيا لما راكمه هذا الخطّ من فكر سياسي و مرجعية نظرية تجد أصولها فى الإشتراكية العلمية و عموم التراث الأممي الثوري أساسه الفكر الماركسي اللينيني و روافده الفكر التنويري الإصلاحي الإجتماعي للحركة الوطنية التونسية ... "

عوض الإعتماد على قمّة ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية ، علم الشيوعية ، يلوى الجماعة عنقهم نحو الفكر البرجوازي . عوض معانقة علم الثورة البروليتارية العالمية الذى تطوّر إلى الماركسية - اللينينية - الماوية ، يعودون جميعا إلى ما قبل الماركسية و بتصفوية التحريفيين يلقون فى المجاري الموروث من تجارب البروليتاريا العالمية بجوانبها الصحيحة و الخاطئة و يحرّرون أنفسهم من أي إلتزام بأيّة خطّ و قراءة و نموذج حسب قولهم . و بالنسبة إلى كيف و متى و لماذا تمّ ذلك و بدقّة متناهية فمقال " حقيقة حزب العمل الوطني الديمقراطي " المنشور على الحوار المتمدّن من قبل محمّد علي الماوي قد يفى بالغرض فى ما يتصل بالتيار التوحيدي من ذلك الحزب و تبقى دراسة مسار تطوّر ما صار حركة الوطنيون الديمقراطيون ملحّة غير أنّ هذا يحتاج لجملة النصوص و الوثائق الصادرة عن هذه المجموعة ونحن نملك البعض منها فقط فى الوقت الراهن لذا ندعو من يملكها إلى نشرها خدمة للحقيقة التاريخية أو القيام بهذه الدراسة لأجل فهم دقيق و مفصّل لمحطّات التطوّر و المسار الذى أوصلها إلى أحضان الفكر البرجوازي و الديمقراطية البرجوازية .

مطبّقين عن قناعة المنهج الإنتقائي ، يذكرون الماركسية - اللينينية " الحاضنة التاريخية " و لكنهم لا يلتزمون بها بل يعتمدون فقط مقولات منها يحتاجونها لمغالطة القراء. حيال الماركسية - اللينينية يمارسون المنهج الإنتقائي ففى وثيقة من وثائق المؤتمر نعثر لهم على إستشهاد بلينين مفاده أن الإمبريالية تعنى الحرب غير أنّهم يلفظون لينين و اللينينية عندما يتعلّق الأمر بالتجارب الإشتراكية السابقة و بمسائل طبيعة الدولة و الدكتاتورية و الديمقراطية و هكذا.

هذه هي ماركسيتهم ، هذه هي لينينيتهم البرجوازية المقبولة لدى دولة الإستعمار الجديد التى يشاركون فى لعبتها الديمقراطية الإنتخابية.

" إن نظرية ماركس و إنجلز و لينين و ستالين هي نظرية صالحة للعالم أجمع ، فلا يجوز لنا أن نعتبر نظريتهم عقيدة جامدة بل علينا أن نعتبرها مرشدا للعمل . و لا يجوز لنا أن نكتفى بمجرد تعلم بعض العبارات و الأقوال من كتب الماركسية اللينينية ، بل يجب أن ندرس الماركسية اللينينية بوصفها علم الثورة . كما أنه لا يجوز لنا أن نكتفي بمجرد فهم النتائج الخاصة بالقوانين العامة التى توصل إليها ماركس و إنجلز و لينين و ستالين من دراستهم لمختلف جوانب الحياة الواقعية و للتجارب الثورية ، بل يجب كذلك أن نتعلم منهم موقفهم الطبقي و طريقتهم فى النظر إلى القضايا و فى حلها . ..
و إن مهمتنا الأخرى هي دراسة تراثنا التاريخي و تلخيصه بصورة ناقدة بإستخدام الأسلوب الماركسي ."

( ماو تسي تونغ : " دور الحزب الشيوعي الصيني فى الحرب الوطنية "؛ أكتوبر 1938 )

و على ضوء ما تقدّم بوسعنا أن نقول دون أن نخشى الزلل أنّ الحزب الموحّد يشوّه تشويها فظّا الماركسية بما يخدم الطبقات الرجعية السائدة المتحالفة مع الإمبريالية العالمية و يساعدها فى مواصلة إستغلالها و إضطهادها للطبقات الشعبية .

2- عن " الإشتراكية العلمية " :

لكي نتحاشى أن نكرّر ما كتبنا فى مناسبة آنفة ، هاكم ما ورد بهذا الصدد فى العدد 6 من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " و قد نشرناه أيضا فى كتيّب " حزب من الأحزاب الماركسية المزيفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد" لأنّه يلتقى فى هذه النقطة ( و غيرها لكن ليس هنا مجال تفصيل ذلك ) مع الحزب الذى ننقد هنا :

" الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :

وعادة ما تعرّف الجماعات - و نخصّص هنا الحديث أساسا عن" الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين"، الوطد- التي تدعى الإنضواء تحت لواء الشيوعية نفسها- إيديولوجيا بأنّها تتبنّى الإشتراكية العلمية وهذا منها فى يوم الناس هذا خطأ نظري نشرحه فى الحال.

و مثلما سجّلنا بالعدد الأوّل من نشرية " لا حركة شيوعية دون ماوية " ، ضمن مقال " الديمقراطية البرجوازية القديمة ام الديمقراطية الجديدة الماوية " الإشتراكية إشتراكيات ( و الشيوعية اليوم شيوعيات) :" و يكفى بهذا المضمار التذكير بعنوان كتاب إنجلز " الإشتراكية العلمية والإشتراكية الطوباوية " من ناحية أولى ؛ و فقرات ماركس و إنجلز فى البيان الشيوعي: " الإشتراكية الرجعية : أ- الإشتراكية الإقطاعية ب- الإشتراكية البرجوازية الصغيرة ج- الإشتراكية الألمانية والإشتراكية "الحقّة "، الإشتراكية المحافظة أوالبرجوازية ، من ناحية ثانية؛ و مقالات لينين عن الإشتراكية الديمقراطية و عن الإشتراكية الإمبريالية من ناحية ثالثة ؛ و كتابات الشيوعيين الماويين ، زمن ماو و بعده ، عن الإمبريالية الإشتراكية و عن مفهوم الإشتراكية دون صراع طبقي الخوجية و عن الإشتراكية ( دكتاتورية البروليتاريا و نمط إنتاج ) كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية مديدة تعجّ بالصراعات الطبقية و تتضمنّ كلا من إمكانية التقدّم نحو المجتمع الشيوعي العالمي و إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ..."

قال إنجلز فى مستهلّ المقال الأوّل من كرّاسه المنشور سنة 1892 " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " :

" إنّ الإشتراكية العصرية ، من حيث مضمونها هي فى المقام الأوّل ، نتيجة لملاحظة التناقضات الطبقية السائدة فى المجتمع العصري بين المالكين و غير المالكين ، بين الرأسماليين و العمّال الأجراء ، من جهة ، و لملاحظة الفوضى السائدة فى الإنتاج من جهة أخرى . و لكن هذه الإشتراكية تبدو فى البدء ، من حيث شكلها النظري ، كأنّها مجرّد إستمرار ، أكثر تطوّرا و إنسجاما ، للمبادئ التي صاغها المنورون الفرنسيون الكبار فى القرن الثامن عشر"

و عند نهاية هذا المقال الأوّل ، خلص إنجلز إلى أنّ " و لهذا لم تعد تبدو الإشتراكية الآن إكتشافا حققه من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك ، بل صارت تبدو نتيجة ضرورية للنضال بين الطبقتين الناشئتين تاريخيّا، البروليتاريا والبرجوازية.

و لم تبق مهمتها إبتداع نظام إجتماعي على أكثر ما يمكن من الكمال ، بل غدت دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي الذى أدّى بالضرورة إلى نشوء هاتين الطبقتين وإلى نشوء الصراع بينهما ، و إيجاد الوسائل فى الوضع الإقتصادي الناجم عن هذا التطوّر ، من أجل تسوية النزاع . و لكن الإشتراكية السابقة لم تكن متلائمة مع هذا الفهم المادي للتاريخ مثلما كان فهم الماديين الفرنسيين للطبيعة غير متلائم مع الديالكتيك و مع علم الطبيعة الحديث."( الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو ، ص 38و 65) .

إذن نشأت الإشتراكية العصرية مع المجتمع العصري نتيجة صراع الطبقتين الناشئتين البروليتاريا و البرجوازية و بدأت أقرب إلى أفكار فلاسفة الأنوار - القرن 18- " و إكتشافا من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك" لتغدو إشتراكية علمية بما هي تعتمد دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي ، و الفهم المادي التاريخي لذلك صارت تسمّى إشتراكية علمية بعدما كانت طوباوية . و عليه الإشتراكية كوحدة أضداد ، تناقض إنقسمت ( بمعنى "إزدواج الواحد" اللينيني و الماوي) إلى طوباوية و علمية كمظهري هذا التناقض . و تمكّنت الإشتراكية العلمية من إلحاق الهزيمة بالإشتراكية الطوباوية و سادت عالميّا إلاّ أنّ هذه الإشتراكية العلمية ستشهد هي ذاتها صراعات داخلية ستفرز عديد التياّرات أهمّها التياّر الماركسي الذى لن يفتأ يتطوّر هو ذاته و " ينقسم " ( بمعنى إزدواج الواحد) فى مسيرة نموّه و حركة تطوّره إلى اليوم .

" حتى بين المذاهب المتعلّقة بنضال الطبقة العاملة و المنتشرة بخاصة فى صفوف البروليتاريا ، لم ترسّخ الماركسية مواقعها دفعة واحدة ...و حين حلّت الماركسية محلّ النظريات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبّرعنها هذه النظريات وراء سبل جديدة. فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال مستمرّ ... بنضال التيار المعادي للماركسية فى قلب الماركسية... لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ."
( لينين : المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد الأوّل، الجزء الأوّل، ص 86-87 ضمن نص " الماركسية و النزعة التحريفية" ).

و" أدّى النضال ضد المحرّفين إلى نهوض مثمر فى تفكير الإشتراكية العالمية النظري بقدر ما أدّى جدال إنجلس مع دوهرينغ قبل عشرين سنة." ( مصدر سابق ، ص 89) و يخلص لينين إلى أنّ " نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها."
( المصدر السابق ، ص 95).

و" التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي "
(ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية ، مارس 1957 )

و يبرز جليّا أن الإشتراكية التي إنكبّ إنجلز على الخوض فيها فى ذلك الكرّاس تحيل على الصراع الطبقي و المادية التاريخية و هذا لا يعدو أن يكون مكوّنا من مكوّنات الماركسية الثلاثة وهو ما أكّده لينين فى " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " حيث إعتبر مذهب ماركس " بوصفه التتمّة المباشرة الفورية لمذاهب أعظم ممثلى الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية "( لاحظوا جيّدا أنّه لم يستعمل مصطلح " الإشتراكية العلمية " بل فقط "الإشتراكية " مثلما فعل فى كرّاس " كارل ماركس" ). ف" مذهب ماركس "، الماركسية ، :" هو الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية فى القرن التاسع عشر: الفلسفة الألمانية ، و الإقتصاد السياسي الإجليزي ، و الإشتراكية الفرنسية . و إنّنا سنتناول مصادر الماركسية الثلاثة هذه ، التي هي فى الوقت نفسه أقسامها المكوّنة الثلاثة."( لينين ، المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد 1، الجزء 1، ص 78/79).

و من هنا لا يفعل من يريد أن يماثل بين الماركسية أو الشيوعية و " الإشتراكية العلمية " سوى العودة إلى ما قبل لينين و الينينية و ليّ عنق الشيوعيين إلى الخلف ، نحو القرن 19. و هذا بوضوح إنحراف نظري و كذلك تنازل نظري - سياسي يهدونه على طبق لأعداء الشيوعية مقدّمين أنفسهم بتعلّة عدم تنفيرالجماهير ،على أنّ هدفهم الأسمى بالتالى هو الإشتراكية و ليس الشيوعية بطورها الأدنى الإشتراكية و طورها الأعلى الشيوعية ، وفق كتاب لينين " الدولة و الثورة " ، يتوصلون إليه عبر الصراع الطبقى الذى تعترف به و تقرّه حتى البرجوازية والذى لا يحدّد بحدّ ذاته من هو الماركسي.

فى رسالة وجهها ماركس إلى فيدميير ، بتاريخ 5 مارس /أذار 1852 ، أعرب عن أنّه :

" فيما يخصنى ليس لى لا فضل أكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف صراعها . فقد سبقنى بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التطوّر التاريخي لصراع الطبقات هذا ، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادي .و ما أعطيته من جديد يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتى :

1"- إن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطوّر الإنتاج 2- إنّ النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا ، 3- إنّ هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالى من الطبقات...".و معلّقا على ذلك ، كتب لينين: " ... الأمر الرئيسي فى تعاليم ماركس هو النضال الطبقي هذا ما يقال و ما يكتب بكثرة كثيرة . بيد أنّ هذا غير صحيح . و عن عدم الصحة هذا تنتج ، الواحد بعد الآخر ، التشويهات الإنتهازية للماركسية و ينتج تزويرها بحيث تصبح مقبولة للبرجوازية. ذلك لأنّ التعاليم بشأن النضال الطبقي لم توضع من قبل ماركس ، بل من قبل البرجوازية قبل ماركس ،وهي بوجه عام مقبولة للبرجوازية . و من لا يعترف بغير نضال الطبقات ليس بماركسي بعد ، و قد يظهر أنّه لم يخرج بعد عن نطاق التفكير البرجوازي و السياسة البرجوازية. إنّ حصر الماركسية فى التعاليم بشأن النضال الطبقي يعنى بتر الماركسية و تشويهها و قصرها على ما تقبله البرجوازية . ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا . و هذا ما يميّز بصورة جوهرية الماركسي عن البرجوازي الصغير ( وحتى الكبير) العادي ."( لينين ،" الدولة و الثورة " ص 35-36 ، الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو).

و نستشفّ ممّا تقدّم أنّ دعاة " الإشتراكية العلمية " بكلمات لينين يشوّهون الماركسية بإنتهازية و يزوّرونها و يبترونها لتصبح مقبولة للبرجوازية . و يتغافلون عن ما يميّز " بصورة جوهرية " الماركسي عن غيره . و لئن عرّف لينين حينها الماركسي بمن" يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاري " فإنّ الشيوعيين الثوريين الماويين ، وبعد مراكمة تجارب إشتراكية بقيادة أحزاب شيوعية فى الإتحاد السوفياتي و الصين خاصة ، يضيفون أنّ الماركسي صار من يعترف بتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و التناحرالطبقي فى ظلّ الإشتراكية و بضرورة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ( نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما صاغها ماو و طبّقها فى خضمّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. )

وننهى هذه النقطة بالتأكيد على أنّ إيديولوجيتنا هي الشيوعية و ليست الإشتراكية العلمية و الشيوعية ، قال ماوتسى تونغ فى " حول الديمقراطية الجديدة " ( 1940 ، م 2) " هي نظام كامل للإيديولوجيا البروليتاري وهي فى نفس الوقت نظام إجتماعي جديد . و هذا النظام الإيديولوجي و الإجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي و إجتماعي آخر ، وهو أكثر النظم كمالا و تقدّمية و ثورية و منطقية فى التاريخ الإنساني." "( إنتهى المقتطف)

3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات":

من أهمّ محاور الصراع الشهيرة بين الحركة الماركسية - اللينينية من جهة و التحريفية المعاصرة من جهة أخرى محور " التحوّل السلمي" ففى حين دافع التحريفيون السوفيات و الفرنسيون و الإيطاليون ...عن الخروتشوفية القائلة بضرورة التخلّي عن العنف الثوري و تبنّى طريق التحوّل السلمي إلى الإشتراكية و الطريق البرلماني ( الإنتخابي) بتعلّة حلول ظروف جديدة تملى ذلك ، وقفت الحركة الماركسية - اللينينية و على رأسها الحزب الشيوعي الصيني ضد هذه الأطروحات التحريفية و طوّرت الأطروحات اللينينة بهذا المضمار فى عدّة مقالات لقيت رواجا عالميّا و غدت أعمدة فى صرح بناء الحركة الماركسية - اللينينية و منها :

- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960) - الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا (ديسمبر1962) - مرة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
- لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو(جانفى1963)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الش السوفياتي و بيننا (1963) - حول مسألة ستالين(سبتمبر 1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ - مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد. - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963) - سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963) - إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
- من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963) - سبع رسائل . - قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا . - الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف . - اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- مرآة التحريفيين (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى الآخر ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- لنميط اللثام عن التحريفيين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كله (أكتوبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يطورون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية (أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن اعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين الى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التجريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ماهي اذا "رفاهة الشعب كله " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969)
- بتحركاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).

و كمثال نقتطف لكم فقرة تعطيكم فكرة عن المضمون الداحض للخروتشوفية من الوثيقة الأرضية التاريخية لإيجاد الحركة الماركسية - اللينينية ألا وهي " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " (1963) :

" و إنّ الخطّ العام هذا هو خطّ لشنّ النضالات الثورية بحزم من قبل شعوب مختلف البلدان و للسير بالثورة البروليتارية العالمية إلى النهاية ، وهو أيضا خطّ لمناهضة الإستعمار و صيانة السلم العالمي بأكثر صورة فعّالة. و إذا حدّد الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية من جانب واحد بأنّه هو " التعايش السلمي " و " المباراة السلمية " و " الإنتقال السلمي" فإنّ ذلك نقض للمبادئ الثورية ... و تخلّ عن المهمّة التاريخية للثورة البروليتارية العالمية ، و إنحراف عن التعاليم الثورية للماركسية اللينينية ."

فهل درست صفوف الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد هذه الوثائق الماركسية - اللينينية التاريخية ؟ لا نخال القيادات وفّرتها لهم ولا ذكرتها لهم مجرّد الذكر . هل تتبنّاها القيادات و القواعد بما هي " ماركسية - لينينية " ؟ بالطبع لا . و مردّ ذلك بسيط جدّا هو أنّها وثائق تذهب ضد خطّهم الإيديولوجي و السياسي و تفضح تحريفيتهم هم الذين يرفعون راية " التحوّل السلمي" و " التدول السلمي على السلطة " و طريق البرلمانية الإنتخابي ويشوهون علاقة السياسة بالحرب كما يفصح عنها واقع المجتمعات الطبقية و كما لخّصها لينين و ماو تسى تونغ فى أعمالهما فى هذا المضمار إلخ و قد أفصحوا فى " اللائحة السياسية : طبيعة النظام السياسي " عن " رفض العنف و تجريمه فى العلاقات السياسية و المجتمعية " .

وفى غياهب النسيان يرمى هذا الحزب الموحّد تجارب البروليتاريا العالمية لأكثر من قرن ، هذه التجارب التى دلّلت تدليلا واضحا جليّا على أن فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة شكل النضال الثوري الأساسي لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية هو النضال المسلّح و أنّ حرب الشعب الطويلة الأمد هي الشكل الأساسي لتنظيم الجماهير . و النضال البروليتاري الشيوعي الثوري قبل إنطلاق حرب الشعب ينبغى أن يتجه نحو الإعداد للشروع فى هذه الحرب ،و عندما تنطلق هذه الحرب ، ينبغى أن يخدم النضال الشيوعي الثوري الحفاظ على هذه الحرب و تطويرها صوب الإنتصار و إرساء دولة الديمقراطية الجديدة ممهّدة الطريق للثورة الإشتراكية فالشيوعية .

و على النقيض من هؤلاء الماركسيين المزيفين ، كرّس الماركسيون - اللينينيون ، بعد إنقسام الحركة الماركسية - اللينينية إلى جناح دغمائي تحريفي خوجي و إلى جناح ماركسي - لينيني - ماوي و قبل ذلك فى بعض الحالات ، المبادئ الماركسية - اللينينية و مسترشدين بمقولة لينين " إنّ الإستعاضىة عن الدولة البرجوازية بدولة بروليتارية لا تمكن بدون ثورة عنيفة " ( " الدولة و الثورة " ، الصفحة 23) و نابذين الخروتشوفية و الطريق السلمي و البرلماني ، وواعين ما تتطلّبه الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ( و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية ) ، إنطلق العديد منهم فى حرب الشعب و ذلك على سبيل المثال فى الفليبين و الهند منذ أواخر الستينات و فى تركيا فى بداية السبعينات و لاحقا فى البيرو و النيبال . و لم تتوقّف حرب الشعب فى الفليبين و الهند و تركيا إلى اليوم وهي لا تتغافل عن الحقيقة التى لخّصها ماو تسى توغ فى جملته الشهيرة " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية ".

فى الوقت الذى يسوّق فيه كلّ أرهاط التحريفيين للطريق السلمي مغالطين الجماهير الشعبية و مضلّلينها ، يكرّس الشيوعيون الماويون المقولات اللينينية و الماوية و أساس تعاليم ماركس و إنجلز و يربّون الجماهير بروح الثورة العنيفة مطبّقين عمليّا ما ورد فى " الدولة و الثورة " من :

" ضرورة تربية الجماهير بصورة دائمة بروح هذه النظرة و هذه النظرة بالذات للثورة العنيفة هي أساس تعاليم ماركس و إنجلس بأكملها. و خيانة تعاليمها من قبل التيارين الإشتراكي – الشوفيني و الكاوتسكي السائدين اليوم تتجلّى بوضوح خاص فى نسيان هؤلاء و أولئك لهذه الدعاية ، لهذا التحريض ."

( لينين –" الدولة و الثورة " ، الصفحة 23 من الطبعة العربية لدار التقدّم ، موسكو ).

و هكذا بلا أدنى شكّ الحزب الموحّد خروتشوفي يتبنّى و يكرّس الخروتشوفية الداعية للتحوّل السلمي المنافي للماركسية - اللينينية التى تعلى راية حرب الشعب و العنف الثوري على خطى ماركس ولينين العظيمين .

4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ":

من اللافت أنّ مؤسسي هذا الحزب يشدّدون على أنّ الثورة الوطنية الديمقراطية هي الإجابة الصحيحة على الواقع الخصوصي للقطر و بصفة غير مباشرة يريدوننا أن نفهم من ذلك أنّ هذا النوع من الثورات خاص بالواقع التونسي و طبيعة المجتمع فيه على وجه الحصر و أنّه إبداع لمؤسسي " الخطّ" فى التحديد. و هذا يجافى الحقيقة من عدّة نواحي.

من ناحية أولى الثورة الوطنية الديمقراطية أو الديمقراطية الجديدة مفهوم طرحه أوّل ما طرحه الحزب الشيوعي الصيني منذ مطلع الستينات أي قبل بعث الحلقات الوطنية الديمقراطية فى الجامعة التونسية بأكثر من عقد . و بالتالي كانت هذه الأطروحات التى تبنّتها " الشعلة " قبل تلك المجموعات بعدُ معروفة إلى حدّ ما فى أوساط اليسار التونسي المتأثّر بصراعات الحركة الماركسية - اللينينية العالمية . هذا تاريخ سجّله المؤرّخون النزهاء فى كتب متداولة فى السوق و المكتبات ولا ينكره إلاّ المثالي أو الناظر للواقع بعيون كاذب و مزوّر .

و ليست هذه المرّة الأولى التى نتصدّى فيها لدحض التلاعب بالتاريخ فقد سبق و أن أعدنا الأمور إلى نصابها فى جدال ضد " الوطد" و على وجه الضبط فى فقرة " يأكلون الغلّة و يسبّون الملّة " من نصّ " بعض النقد لنقاّد الماوية " نقرأها معا هنا :
" يشهد التاريخ بدلائل دامغة بأن ماو تسى تونغ إستعمل " شبه مستعمر شبه إقطاعي " بوجه خاص منذ ديسمبر 1939 فى كتابه الشهير و القيم للغاية " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " و مؤلفاته اللاحقة تزخر بهذا التحديد لطبيعة المجتمع الذى يستدعى نوعا جديدا من الثورات ، ثورة ديمقراطية جديدة / وطنية ديمقراطية قبل المرور إلى و تمهيدا لمرحلة الثورة الإشتراكية .
كما أن مؤلفات ماو ، حتى تلك التى تعود إلى أواسط العشرينات تقوم بتحليل "طبقات المجتمع الصيني " و طبيعة الثورة و أعدائها و حلفائها و التكتيك و الإستراتيجيا و مستقبل الثورة إلخ و ذلك إستجابة للواقع و متطلباته و تلبية لتوجيه لينيني . ففى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، ورد على لسان لينين :" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق . و ينبغى لى أن أقل إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتاهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تسندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ...
هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ..."
و جاءت تجربة الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية الصينية بقيادة الشيوعيين و على رأسهم ماو تسي تونغ لتخط بدماء الشعب الثوري طرقا جديدة للثورة ثم جاءت تجربة بناء الإشتراكية فى الصين والثورة الثقافية البروليتارية الكبري طريقة و وسيلة لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا إلى جانب الصراع الكبير ضد التحريفية المعاصرة لتكون من أعظم مساهمات ماوتسى تونغ الخالدة التى ينكرها عليه" الجماعة " المثاليين الذين لا يعترفون بالوقائع الملموسة و يصرون على نشر سفاسف ضد الماوية من قبيل أن ماو لم "يساهم فى إثراء الحركة الشيوعية " (ص61 من "هل يمكن إعتبار ماوتسى تونغ ماركسيا- لينينيّا ؟ " ).
إن طرح مسألة " مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي " على النحو الإنتهازي الذى طرح به "الجماعة " الذين تجمعوا أواخر الثمانينات المسألة بغرض التنكر للتاريخ الثوري للماوية و لإسهامات ماو الخالدة فى علم الثورة البروليتارية العالمية يتزل طبعا ضمن الهجوم المسعور على الماوية و هنا بالضبط ضمن سعيهم المحموم للتخلص من إرتباطهم بتاريخ الماوية و أطروحاتها منذ أواخر الستينات .
من الثابت فى تاريخ الماركسية فى القطر أن الحركة الماركسية - اللينينية فى تونس طورت أطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية فى مواجهة الأطروحات التروتسكية المتنوعة و ذلك إستجابة لمتطلبات التشكيلة الإقتصادية الإجتماعية فى القطر و قوميا و فى علاقة بالصراع العالمي الضاري للماركسية- الليتنينية بقيادة ماوتسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني فى المعركة الكبرى ضد التحريفية المعاصرة .
و من المعلوم أن أطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية إستمدت رئيسيا من التجربة الصينية و من الوثائق الماوية و بخاصة من "إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " الذى يعد حجر الزاوية عالميا فى القطيعة الفكرية والسياسية و التنظيمية العلنية مع التحريفية المعاصرة إثر سنوات من الصراع المحتدم داخل الحركة الشيوعية العالمية .
و هذا الإقتراح هو البيان الذى على أساسه قامت الحركة الماركسية - اللينينية و تشكلت أحزاب خارج الأحزاب التحريفية أو بالإنشقاق عنها بعد أن بلغ الصراع و فضح الخط التحريفي مداه و لم يبق سوى المضي فى خطوة إعادة تشكيل الحركة الشيوعية العالمية التى نخرتها التحريفية ، إستنادا إلى الماركسية - الليبنينية التى إستمات فى الدفاع عنها و تطويرها الماويون الصينيون على وجه الخصوص .
وقطعا لدابر أي ظل للشك فى ما تقدم حول " يأكل من الغلة و يسب الملة "( علاوة على توفر إمكانية العودة إلى بعض المراجع المتداولة حتى فى المكتبات على غرار : من تاريخ اليسار التونسي/ عبد الجليل بوقرة ، سيرس للنشر و الحركة الشيوعية فى تونس 1920- 1985 لمحمد الكيلاني الخوجي حين كتب ذلك المؤلف ضمن هجوم مسعور على الماوية و المهاجم لللينينية فى كتابات لاحقة. و حتى الوطنيون الديمقراطيون فى " فى الرد على مشروع مبادرة "حزب العمل الوطنى الديمقراطي " سجلوا بالصفحة 7 : " لقد تأسست النواة الأولى للخط و عبرت عن نفسها علنا فى 23 أفريل 1975 عبر بيان "البيان السياسي لحركة الطلبة الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة التونسية " وهذا البروز و هذا التشكل فى إستقلال تنظيمي كلي على منظمة الشعلة . و إن كان هنالك من تقارب فإنما مرده فى التقاطعات الفكرية و السياسية العامة التى كانت نتيجة لتأثر كلا الطرفين بأطروحات الثورة الصينية ". )
و نستسمحكم فى عرض مطول نسبيا لفقرات من واحدة من أهم وثائق الستينات التى إعتمدت و لا تزال تعتمد فى الصراع ضد التحريفية المعاصرة و التى تبين بجلاء أولا أن أطروحة الثورة الوطنية الديمقراطة أطروحة ماوية يعتاش منها الجماعة و فى ذات الوقت يكيلون لها أفضع الشتائم و ثانيا أن عديد التهم الموجهة لماو لا تعدو كونها كذبا رخيصا نقلا عن التحريفيين السوفيات والدغماتحريفية الخوجية . (ملاحظة : التسطير من وضعنا ) .

إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ردا على رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي المؤرخة فى يوم 30 مارس (آذار ) عام 1963 ) / دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1963 .
ص14: إن مناطق آسيا و أفريقيا و أميركا اللاتينية الواسعة هي المناطق التى تتجمع فيها مختلف أنواع التناقضات فى العالم المعاصر ، و الإستعمار أضعف ما يكون سيطرة فى هذه المناطق ، وهي مراكز عواصف الثورة العالمية التى تسدد الآن الضربات المباشرة إلى الإستعمار .
إن الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية فى هذه المناطق و حركة الثورة الإشتراكية العالمية هما التياران التاريخيان العظيمان فى عهدنا الحاضر .
إن الثورة الوطنية الديمقراطية فى هذه المناطق هي جزء هام من الثورة البروليتارية العالمية المعاصرة .

ص 17: تواجه الأمم و الشعوب المضطهَدة فى آسيا و أفريقيا و أميركا اللاتينية المهمة الملحة مهمة محاربة الإستعمار و أتباعه .
إن التاريخ ألقى على عواتق الأحزاب البروليتارية فى هذه المناطق رسالة مجيدة هي أن ترفع عاليا راية معارضة الإستعمار و معارضة الحكم الإستعماري القديم و الجديد و تحقيق الإستقلال الوطنى و الديمقراطية الشعبية ، و أن تقف فى مقدمة الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية ، و أن تكافح من أجل مستقبل إشتراكي .

ص18 : و ينبغى للبروليتاريا و حزبها أن يوحدا على أساس التحالف بين العمال و الفلاحين جميع الفئات التى يمكن توحيدها و أن ينظما جبهة متحدة واسعة ضد الإستعمار و أتباعه . و من أجل تعزيز و توسيع هذه الجبهة المتحدة من الضروري أن يحتفظ الحزب البروليتاري بإستقلاله الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي و أن يصر على قيادته الثورة .
على الحزب البروليتاري و جماهير الشعب الثورية أن تتعلم كيف تتقن النضال بجميع أشكاله بما فى ذلك النضال المسلح . عليها أن تهزم القوة المسلحة المعادية للثورة ،بالقوة المسلحة الثورية كلما لجأ الإستعمار و أتباعه إلى القمع المسلح .

ص19: و إن البرجوازية بصفة عامة فى هذه البلدان ذات طبيعة مزدوجة فعندما يجرى تشكيل الجبهة المتحدة مع البرجوازية ينبغى للحزب البروليتاري أن يتبع سياسة الإتحاد و النضال فى آن واحد . و ينبغى أن يتبع سياسة الإتحاد مع البرجوازية طالما كانت تميل نحو التقدمية و معادية للإستعمار و الإقطاع ، و لكن ينبغى أن ينتهج سياسة النضال ضد ميولها الرجعية ، ميول المصالحة و التواطء مع الإستعمار و القوى الإقطاعية .
و فيما يختص بالمسألة القومية فإن نظرة الحزب البروليتاري إلى العالم هي الأممية لا القومية . و فى النضال الثوري يؤيد الحزب البروليتاري القومية التقدمية و يعارض القومية الرجعية . و يجب عليه دائما أن يرسم خطا فاصلا واضحا بين نفسه و بين القومية البرجوازية و لا ينبغى له أبدا أن يقع أسيرا لها .

ص20: و إذا أصبحت البروليتاريا ذيلا للإقطاعيين و البرجوازيين فى الثورة ، فإنه لا يمكن أن يحقق نصر حقيقي كامل للثورة الوطنية الديمقراطية بل و حتى إذا تحقق نوع من النصر فإنه من غير الممكن أيضا أن يوطد ذلك النصر .

ص 63-64: إن التجربة البالغة الأهمية التى جنتها الحركة الشيوعية العالمية هي أن تطور الثورة و إنتصارها يرتكزان على وجود حزب بروليتاري ثوري .
لابد من وجود حزب ثوري .
لا بد من وجود حزب ثوري مبني على أساس النظرية الثورية و الأسلوب الثوري للماركسية اللينينية .
لا بد من وجود حزب ثوري يعرف كيف يمزج بين حقيقة الماركسية اللينينية العامة و بين الأعمال المحددة للثورة فى بلاده. لا بد من وجود حزب ثوري يعرف كيف يربط القيادة ربطا وثيقا بالجماهير الواسعة من الشعب .
لا بد من وجود حزب ثوري يثابر على الحقيقة و يصلح الأخطاء و يعرف كيف يباشر النقد و النقد الذاتي
مثل هذا الحزب الثوري فقط بوسعه أن يقود البروليتاريا و الجماهير الواسعة من الشعب لهزيمة الإستعمار و عملائه و يكسب النصر التام فى الثورة الوطنية الديمقراطية و يكسب الثورة الإشتراكية ." ( إنتهى المقتطف).

و من ناحة ثانية ، الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة ليست أقلّ من التياّر الثاني للثورة البروليتارية العالمية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة . و تيّارها الآخر هو الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية . و بهذا المعنى هي ثورة تنبع من خصوصيات المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة فى العالم و تعالج تناقضين أساسيين ( و من هنا الوطنية و الديمقراطية معا ) وترمي إلى القضاء على الجبال الرواسى الثلاثة و هي الإقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية / البيروقراطية و الهيمنة الإمبريالية لتمهّد الطريق بقيادة البروليتاريا و عن طريق حرب الشعب و دولة الديمقراطية الجديدة للثورة الإشتراكية فالشيوعية. و عليه ليست إبداعا لمؤسسي " الخط " بقدر ما هي تطبيق عالمي للماركسية - اللينينية حينها على عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و إنقسام العالم إلى حفنة من البلدان الرأسمالية الإمبريالية و غالبية من المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة .

ومن ناحية ثالثة ، بإسم الخصوصية و " بناء نظرية خصوصية تلائم التجربة التونسية و الشخصية الوطنية " ( هكذا ! ) يتملّص الجماعة من أية مبادئ ماركسية و يضعونها على نفس مستوي التراث " العربي الإسلامي" بل يتملّصون من الماركسية عينها . ألم يرد فى الصفحة 9 من " الوطني الديمقراطي " جوان 2011 :

" و ما قلناه سابقا فى علاقة مشروعنا بالتراث العربي الإسلامي ، يصح عندنا أيضا على علاقتنا بالمرجعية الماركسية ، فلا يعنينا فيها إلاّ الأبعاد الثورية الإبداعية الخلاقة . و نحن مثلما نناضل معرفيّا و سياسيّا ضد السلفية الدينية ، فإنّنا نناضل معرفيّا و سياسيّا ضد السلفية الماركسية ." ؟

ما هي الأبعاد الإبداعية الخلاقة ؟ لا جواب . هل مبادئ الماركسية ذاتها سلفية ؟ هذا ما يوحي به كلامهم . فى الوقت الذى يغازلون فيه الحركات الدينية ، هاهم يتنصّلون من الماركسية بتعلّة السلفية ! يجعلون للدين " دورا ثوريّا " و يصيّرون الماركسية " سلفية "! عجيب أمر هؤلاء الذين يناضلون معرفيّا !

و من ناحية رابعة ، يتبجّح جماعة الحزب الموحّد و لا سيما منهم المنحدرين من حركة الوطنيون الديمقراطيون بأنّ الثورة الديمقراطية الإجتماعية خصوصية تونسية و الحال أنّ ما حدث فى تونس لا هو ثورة و لا هو ثورة ديمقراطية ولا هو ثورة ديمقراطية إجتماعية و إنّما هو إنتفاضة شعبية جرى الإلتفاف عليها . وفى هذا المضمار منذ أكثر من سنة الآن ، أطلقنا إنذار الخطر لعلّهم و غيرهم يسمعون فيعون فى العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " مارس 2011، فى فقرة من نصّ " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس" و فى مقال " تونس : أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال ! خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء!" الموثقين فى الفصل الرابع المعنون " مغالطات حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس".

و فضلا عن كون مصطلح ديمقراطية إجتماعية الهجين ماركسيّا ليس يغنى و لا يسمن من جوع فصفة الديمقراطية يجب أن تكون طبقية أي برجوازية أو بروليتارية أو شعبية بقيادة بروليتارية لتحالف طبقي فى عصرنا هذا مثلما شرح لينين فى ما مرّ بنا و " الإجتماعية " إن أراد الجماعة أن يقصدوا بها " الإشتراكية " كان عليهم إستعمال مفردة " الإشتراكية " لأنّ فى كلّ الأحوال الديمقراطية و الدكتاتورية البرجوازية و البروليتارية و الشعبية إجتماعية بطبيعتها و ليست خارجة عن المجتمع و أمّا إن قصدوا منها إلى العدالة ففى فهمهم هم بالذات ( مثلا فى نشرية " الوطني الديمقراطي" عدد 1 و2 ) تشمل الديمقراطية العدالة فلا لزوم لهذه " الإجتماعية " .

و فوق ذلك ، إلصاق إجتماعية بالديمقراطية لن ينزع عنها كونها برجوازية أو بروليتارية أو شعبية بقيادة البروليتاريا و فى موضوع الحال بكلّ جلاء هي ديمقراطية برجوازية فى ظلّ دولة الإستعمار الجديد أي ديمقراطية الإستعمار الجديد. و هكذا يطرح الحزب الموحّد ديمقراطية برجوازية ، ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد ، وهو يتصوّر بإضافة " الإجتماعية " أنّها تستحيل إلى شيء آخر لا هو برجوازي و لا هو بروليتاري و لا هو شعبي . بمثالية لا يحسدون عليها و بإسم الخصوصية يحلقون فى سماء الأوهام و يسوّقون للديمقراطية القديمة التى لم تعد موضوعيّا و ماركسيّا - لينينيّا و ماركسيا - لينينيا - ماويّا تحديدا ممكنة التحقّق فى عصر الإمبريالية و الثوة الإشتراكية و على أرض الواقع يجدون أنفسهم و نجدهم يلهثون وراء ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد لا غير .

و ما جرى و يجرى عبر العالم لعقود الآن ، من آسيا إلى أمريكا اللاتينية مرورا بأفريقيا ينهض دليلا بالغا على ذلك . و لمزيد نقاش مسألة الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة أثبتنا فى الملحق مقال فى الغرض .

إنّ هذا الحزب الجديد الذى يتشدّق بتبنّى المادية الجدلية لا يطبّقها فى تحاليله و أكثر من ذلك يشوّهها أيما تشويه . فبشأن العلاقة الجدلية بين العام و الخاص نرى هنا كيف أنّه ينفى العام و ينكره ، ينفى علم الثورة البروليتارية العالمية و ينكره ، ينفى أن البروليتاريا فى القطر جزء من البروليتاريا العالمية و ينكره ، ينفى أن نجاح التجارب الخاصة يحتاج إلى أن يشيّد الصرح الثوري على التجارب العامة بإختصار إنّ هذا الحزب الذى يزعم أنّه ماركسي- لينيني مناهض للماركسية - اللينينية و يجحد العلاقة الجدلية بين الخاص و العام .

إنّه يضرب عرض الحائط بما أعرب عنه لينين و ستالين فلينين منذ 1915 أي قبل قرن قد صرّح فى " حول الديالكتيك " بأنّ " ما هو خاص هو عام " و فى " ما العمل ؟ " بأنّ : " الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] هي حركة أممية فى جوهرها . و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . "

و قد أعرب ستالين فى " أسس اللينينية " عن أنّ :" النظرية هي تجربة حركة العمال فى كل البلدان ، هي هذه التجربة مأخوذة بشكلها العام .".

حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحدّ لا يفقه شيئا من كنه نظرية المعرفة الماركسية ، لا يفقه أنّ " هناك عمليتان فى المعرفة : إحداهما من الخاص إلى العام ، و الأخرى من العام إلى الخاص . و تتقدّم المعرفة البشرية على الدوام بإعادة هاتين العمليتين بشكل دائري ، و يمكنها مع كلّ دورة ( إذا طبقت الطريقة العلمية بدقّة ) ان ترتفع لدرجة أعلى و أن تتعمّق بإستمرار ".

( ماو تسى تونغ – " فى التناقض " ، مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الأوّل ، الصفحة 467 ، الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين ).

و من هنا نلمس أنّ " خصوصية " هذا الحزب الموحّد لا تعدو أن تكون تلاعبا بالماركسية -اللينينية و تشويها لها دونما خجل ل" يتحرّر" من أي مبادئ و ضوابط يحاسب على أساسها و يخلق ما يسمّى ب" طريق ثالث " لا هو برجوازي و لا هو بروليتاري يذكّرنا بنظرية " الطريق الثالث " التى لطالما روّج لها التحريفيون و روّجت لها البرجوازية الوطنية فى ستينات و سبعينات القرن العشرين . و يصبّ هذا النهج فى خانة مزيد إفراغ " الخط " من مضمونه الثوري و وضعه بمركب الديمقراطية البرجوازية وهو ما يتجسّد أيضا فى شعارات هذا الحزب البرجوازية بإمتياز والتى أنف تطرّقنا إليها و فضحها بإعتبارها أوهاما برجوازية شديدة الضرر.



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد علي الماوي : الماكيافيلية أم المبادئ الشيوعية ؟
- لكلّ ذى حقّ حقّه : تحية شيوعية ماوية للحزب الشيوعي الثوري ، ...
- نداء إلى الماركسيين - اللينينيين - الماويين : الماويّة فى مف ...
- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم ...
- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا ...
- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح ...
- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال ...
- فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط ...
- هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
- إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل ...
- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا ...
- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال ...
- من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز ...
- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال ...
- مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر ...
- جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
- العنف ماركسيا .


المزيد.....




- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - -الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: حزب تحريفي برجوازي.