أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟- الفصل الثالث من كتاب - الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف -















المزيد.....



هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟- الفصل الثالث من كتاب - الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 00:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

الفصل الثالث من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف "

==============================================

" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العدد 11

ناظم الماوي

الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف
( الجزء الأوّل من الكتاب) .

إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).

======
كلمة العدد 11:

فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.



الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .


" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."

( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .

============

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".

( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)

" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."

( لينين –" برنامجنا "-)

===========

" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".

( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)

--------------

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).


" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."

( ماو تسى تونغ )

---------------------------------

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".

( ماو تسى تونغ- 1945)
===================================================

مقدّمة :

منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).

و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.

و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .

و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .

و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .

و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .

و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :

مقدّمة :

I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟

1- من هو الماركسي الحقيقي؟
2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟
4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟

II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟

1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟
2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟
3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟
4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.

1- عن الماركسية - اللينينية .
2- عن الإشتراكية العلمية .
3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات".
4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".

V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :

1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية.
2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة.
3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا.
4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.

IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :

1- تداخل مفزع فى المفاهيم.
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية.
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش .
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي .

IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :

1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية.
2- الكفاح المسلّح.
3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.

IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :

1- بصدد ماضي هذا الحزب.
2- بصدد حاضره.
3- بصدد مستقبله.

خاتمة :

ملاحق :

1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة.
2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
==================================================

هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

الفصل الثاني من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف "



متى كان يعتبر من ينكر الحقائق الملموسة مثل دكتاتورية البروليتاريا و الطبيعة الطبقية للدولة و للدكتاتورية و الديمقراطية ماديّا ؟ متى كان يُعتبر من ينكر جدلية التحطيم و البناء ( تحطيم الدولة القديمة و تشييد الجديدة ) و جدلية النظرية الثورية و الممارسة الثورية و جدلية الجزء و الكلّ ( الأممية ) جدليّا ؟ متى كان من يخلط بين المرحلة الإنتقالية و الهدف الأسمى الشيوعي ماديّا جدليّا ؟ و هلمجرّا .

نترك لكم الجواب و نمضى إلى النقاط الأربعة الأساسية التالية ، مأجلين التطرّق إلى جدلية الخاص و العام إلى حين معالجة نقطة " النظرية العامة للثورة و "الخصوصية " ضمن الفصل الرابع و غاضين النظر حاليّا عن كون المادية الجدلية لدي ماركس ليست هي ذاتها لدي لينين ثم لدي ماو تسى تونغ اللذان طوّراها فى أوجه عدّة ليس هذا مجال التمعّن فيها :

1- المادية الجدلية أم البراغماتية ؟

يترتّب على الذين يتبنّون اللينينة أن يكرّسوا مقولة لينين التالية :

" قبل أن نتحد و لكيما نتحد ينبغى فى البدء أن نعين بيننا التخوم بحزم و وضوح "

ذلك أنّها مادية جدلية بمعنى أنّها تحلّل الأشياء و الظواهر و السيرورات تحليلا ماديا جدليّا فتسعى جاهدة إلى البحث عن الحقيقة الملموسة ، حقيقة نقاط الإتفاق و نقاط الإختلاف لكن جماعة الحزب الموحّد بما هم معادون للينينية مثلما رأينا يتجاهلون هذا الواقع و يهرولون إلى إيهام الناس بوحدة يزعمون أنّها وحدة ثورية و ما هي كذلك بل هي وحدة إنتهازية براغماتية لا غير. غايتهم منها ليست بناء منظّمة حزبية على أساس مبادئ الشيوعية كهدف أسمى بوسائل و أساليب شيوعية و إنّما هي إيجاد قوّة إنتخابية فى أقرب وقت بغرض المشاركة فى لعبة إنتخابات ديمقراطية الإستعمار الجديد لمآرب شخصية وصولية للقيادات فى الأساس . ولنفس الغرض يقع التفكير فى وحدة أشمل مع حزب العمال التونسي الإصلاحي منذ ولادته، وسيلتهم فى ذلك المتاجرة بتاريخ " الوطنيين الديمقراطيين ".

إنّ الحزب الموحّد شأنه شأن عديد الفرق " اليسارية " يكرّس النفعية / البراغماتية وهي فلسفة برجوازية تتنافي مع الشيوعية و من ميزاتها بإختصار البحث عن ما يوصل إلى الهدف فى أقصر وقت ممكن ، لا تهمّ الأساليب و النتائج المصاحبة عاجلا أم آجلا و لا أية مبادئ ؛ و عدم الإهتمام بالحقيقة لذا قد تعود النجاحات الظاهرية التى قد تحرزها بالوبال حيث لا تعتمد الواقع الموضوعي و التحليل الملموس للواقع الملموس و تفسير العالم من أجل تغييره ؛ و أولوية الأولويات لديها هي تحقيق الهدف الذاتي الفردي على غرار أنانية البرجوازي فى علاقة بالمجتمع .

و تجد هذه البراغماتية ترجمة لها مثلما رأينا وسنرى ، بشأن الحزب الذى ننقد ، فى " التكتيكات" الناجحة التى تبتلع الإستراتيجيا ، التكتيكات الديمقراطية البرجوزاية التى تلتهم المستقبل الشيوعي.
2- مزج الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد :

يقول لينين فى " فى مسألة الديالكتيك " : إن إنقسام شيء واحد إلى شطرين و إدراك أجزائه المتناقضة هو جوهر الديالكتيك" و يقول أيضا فى " ملخّص "علم المنطق" لهيغل" :" يمكن تلخيص الديالكتيك و تعريفه بأنّه نظرية وحدة الضدّين ..." ( ذكره ماو تسيى تونغ ، صفحة 501 من المجلّد الأوّل من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، باللغة العربية ).


" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون . وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان . فبين الضدين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد، و هذا ما يبعث الحركة و التغير فى الأشياء . إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أنّ طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدّد هي ظاهرة مقيدة ، و مؤقتة ، و إنتقالية ، وهي لذلك نسبية ، أمّا الصراع بينهما فإنه يبقى مطلقا دون تقييد . "

( ماو تسى تونغ :" حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" ؛27 فبراير – شباط – 1957)

و مفاد هذا أنّ إزدواج الواحد هو قانون التناقض/ وحدة الأضداد و تطبيقه فى التحليل الملموس للواقع الملموس يقتضى فى علاقة بالماركسية و التحريفية التمسّك بالماركسية و نبذ التحريفية فى معارك لا هوادة فيها حتى داخل الأحزاب الشيوعية الحقيقية التى تشهد صراع الخطين الذى يجب خوضه حفاظا على الطابع الثوري للحزب البروليتاري إذ فى حال إنتصار التحريفية ( الخطّ التحريفي ) يتبدّل لون الحزب فيتحوّل إلى حزب تحريفي أي برجوازي و يصبح إصلاحيّا . و هذا ما سجّله تاريخ الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي بمختلف الصراعات المبدئية التى شنّها لينين وستالين ضد التحريفية ، و تاريخ الحزب الشيوعي الصيني و صراعات الخطين العشر الشهيرة . فى تلك الصراعات بين الخطين لمّا إنتصر الخطّ الماركسي على الخطّ التحريفي ظلّ الحزب بروليتاريا و تقدّم فى إنجاز مهامه الثورية و لمّا إنهزمت الماركسية أمام التحريفية صار الحزب برجوازيا ( بعد وفاة ستالين فى الإتحاد السوفياتي و بعد إنقلاب 1976 فى الصين). و هذه حقائق معلومة لدي من يملك أدنى إطلاع على تاريخ الحركة الشيوعية العالمية فى القرن العشرين.

و نعود إلى هذا الحزب الموحّد فنلفيه يوحّد تيارين تحريفيين أصلا ، فضلا عن أشخاص إنتهازيتهم رائحتها فاحت منذ سنوات إن لم يكن منذ عقود و يعتمدون فى خطابهم مفاهيما مزيجا من الماركسية و الديمقراطية البرجوازية. هذا الحزب الجديد عبارة عن لمّ شمل عدد من التحريفيين الذين لا زالوا يتظاهرون بتبنّى المقولات الوطنية الديمقراطية و لا يفرّقون بين الماركسية و التحريفية ، بين الرأسمالية و الإشتراكية ... وهو قد شرع بعد فى لوائحه فى إعداد الأرضية الفكرية للوحدة مع حزب العماّل التونسي الإصلاحي منذ تأسيسه ، وحدة لن تكون بالطبع ثورية بل إنتهازية براغماتية نفعية من أجل إنشاء قطب إنتخابي " يساري" قوي لا غير.

" التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخطّ الإشتراكي فى الواقع بل هو الخطّ الرأسمالي ."
( ماو تسى تونغ ، مارس 1957)

القوّة على أساس المبادئ مرغوب فيها للتقدّم بالصراع الطبقي فى تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء أمّا القوّة على أساس تحريفي فلن تؤدي أبدا إلى تحرير لا البروليتاريا و لا الإنسانية جمعاء بل تأبّد الإستغلال و الإضطهاد . سفينة نوح لم تطبّق جدلية الصراع المبدئي للماركسية ضد التحريفية التى قال عنها لينين :

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

لسان حال هذا الحزب الموحّد يصدح ، فى تناقض تام مع المادية الجدلية ، بعدم وجود التحريفية و ينفى تناقض ماركسية / تحريفية برمّته ، ما لديه هو لمّ شمل و سفينة نوح فبضاعتهم هي المثالية الميتافيزيقية بشكل بيّن : إنكار وجود كلّ ما يزعج من صراعات و حقائق و مفاهيم تعكس بعمق الحقائق الموضوعية.

3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي ؟

" إنّ أسلوب التحليل هو الأسلوب الديالكتيكي . و نعنى بالتحليل تحليل التناقضات الكائنة فى الأشياء . و بدون معرفة تامة بالحياة و فهم حقيقي للتناقضات المراد بحثها ، يستحيل إجراء تحليل سديد ."

( ماو تسى تونغ :" خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "؛ 12 مارس – آذار 1957).

و الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد لا يحفل بالتطوّر التاريخي لما سمّاه " الخطّ " كوحدة أضداد / تناقض و لا يعالج الصراعات التى شهدها و الخلافات التى طرأت و لا يقيمها بتاتا فى وثائق مؤتمره التوحيدي . بمثالية فجّة ينكر وجودها و لا يلمح إليها حتى فما بالك بتناولها بالبحث الجدّي العميق و الشامل لفرز الماركسية عن التحريفية . يرى مؤسّسوه الوحدة و لا يرون الصراع و الوحدة هي محطّ أنظارهم و أولوية الأولويّات، الوحدة ثمّ الوحدة و بعد ذلك الوحدة ، فى ضرب للمادية الجدلية فى الصميم، هذه المادية الجدلية التى تعتبر الوحدة نسبية و مؤقتة و عرضية بينما الصراع مطلق . و الوحدة الثورية لا تكون إلاّ نتيجة صراع مبدئي أمّا الوحدة الإنتهازية فمرفوضة شيوعيّا لأنّها فى آخر المطاف تنتهى إلى إنتصار التحريفية على الماركسية و تحويل الحزب البروليتاري إلى حزب برجوازي .

و نفس المثالية الميتافيزيقية تقود الجماعة أيضا فى تحليلهم للواقع العالمي ، للوضع العالمي فيغيب عن نظرهم إنقسام العالم إلى حفنة من البلدان الرأسمالية - الإمبريالية و غالبية من المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة على غرار ما حلّل لينين فى كتابه " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ". التحليل المادي الجدلي مطبّقا على الوضع العالمي يبرز هذا الإنقسام ويبرز طبيعة العصر ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية بتيّاريها ، التى لا يتعرّض لها الحزب الجديد البتّة .

بصدد الإنقسام إيّاه ، سجّل لينين فى "الإمبريالية أعلي مراحل الرأسمالية " ( دار التقدّم ، بالعربية ، صفحة 10) :

" آلت الرأسمالية إلى نظام عالمي لإضطهاد الأكثرية الكبرى من سكان الأرض إستعماريّا و خنقها ماليّا من قبل حفنة من البلدان " المتقدّمة"."

و نلفت الإنتباه مجدّدا إلى انّ أصحاب الحزب الموحّد يتحدّثون عن الطبقة العاملة فى القطر و لا يرونها جزءا لا يتجزّأ من الكلّ ، الطبقة العاملة العالمية ؛ و يهتموّن للتضامن بين الأحزاب عبر العالم و يهملون الصراعات الدائرة عالميّا بين الماركسية و التحريفية ؛ و يتحدّثون عن نضالات الطبقة العاملة فى البلدان الإمبريالية و لا يشيرون حتى إلى إنقسامها و تبرجز قسم هام منها - الأرستقراطية العمّالية التى تخدم مصالح الرأسمالية و تعرقل تقدّم العمل الثوري و تغدر به - إنهم يقومون بعملية تغطية على حقيقة أشباههم فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية ، يقومون بعملية تغطية على خطر التحريفية القاتل و قوّتها ومنبع من منابعها.

" إنّ هذه الفئة من العمّال المتبرجزين أو " أريستقراطية العمال"، الذين هم برجوازيون صغار تماما بنمط حياتهم و مقاييس أجورهم و بكامل نظرتهم للعالم ، هي سند الأممية الثانية الرئيسي ، وفى أيامنا سند البرجوازية الإجتماعي ( لا العسكري ) الرئيسي . لأنّ هؤلاء عملاء حقيقيون للبرجوازية فى حركة العمّال ، متعهّدون عمال فى خدمة طبقة الرأسماليين ...، وسائط حقيقية لنقل الإصلاحية و الشوفينية . و أثناء الحرب الأهلية بين البروليتاريا و البرجوازية يقف هؤلاء حتما ، بعدد كبير ، على جانب البرجوازية ".

( لينين " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية "، دار التقدّم موسكو ، الطبعة العربية ، الصفحة 14).

4- الحرّية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

بلغة إنشائية فالتة من عقالها يجرى العبث البرجوازي بمفهوم الثقافة ( عدد جوان 2011 ، من " الوطني الديمقراطي " ، مقال" مشروع الثقافة عند حركة الوطنيون الديمقراطيون ") لتصبح تماهي الثورة و يماهي الإبداع الثورة و تساوى عندهم الثقافة المقاومة فيخرجون الثقافة عن الواقع المادي للمجتمع الطبقي و لا يفضحون الثقافة الرجعية و إن كانت مبدعة فى جوانب منها – و الأمثلة كثيرة من الشعر إلى القصص إلى الأفلام السنمائية إلخ – و لا يدافعون عن الثقافة الوطنية و الثقافة الديمقراطية و الثقافة العلمية و الثقافة الإشتراكية . مع تنصّلهم من الماركسية و بالتالي من المادية الجدلية ، ماذا بقي لديهم بصدد الثقافة ؟ بقيت لديهم مثالية و ميتافيزيقا " الثقافة المبدعة " لا غير !

و يرفع الحزب الجديد ( زغروطة !!! من وحي أغنية للشيخ إمام عيسى) شعار"حرية مساواة وحدة تقدّم" والكلمات المكوّنة لهذا الشعار الرباعي كلمات ما إنفكّت البرجوازية تستخدمها منذ قرون الآن معبّرة عن مضامين برجوازية و ليست بروليتارية فى شيء . الشعار الرباعي لهذا الحزب الذى يدعي الإستناد إلى الماركسية - اللينينية شعار برجوازي حامل و مروّج لأوهام برجوازية لا أكثر و لا أقلّ . و غالبا ما يردّد مؤسّسوه كلمة الحرّية على نحو ليبرالي ممجوج حقّا.

" الحرية كلمة عظيمة ، و لكن تحت لواء حرية الصناعة شنّت أفظع حروب السلب و النهب ، و تحت لواء حرية العمل جرى نهب الشغيلة . " ( لينين :" ما العمل ؟ " فصل " الجمود العقائدي و " حرّية الإنتقاد ") .

هذا ما قاله لينين عن الحريّة التى يتشدّق بها الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و يلوكها على غرار البرجوازيين الليبراليين و التى إن أردنا تحديدها بدقّة متناهية مادية جدلية قلنا إنّ الحرّية وعي الضرورة و تغيير الواقع . فلا حريّة دون ضرورة و من منظور الماركسية ، لا تفسير للواقع دون تغييره لكن هيهات أن يدرك هؤلاء المثاليون الميتافيزيقيون العمق الفلسفي المادي الجدلي للفهم الماركسي الحقيقي و يطبقونه. هم بالعكس يدفنونه و يستبدلونه باللغو و الأوهام البرجوازية.

و فى إرتباط بمسألة الحرية كذلك مفيدة هي ملاحظة إنجلز الذى ذكّر بها لينين مؤكّدا أنّه :

" الآن فقط ، يمكننا أن نقدر كلّ صحة ملاحظات إنجلس عندما سخر دونما رحمة من سخافة الجمع بين كلمتي " الحرّية " و " الدولة " . فما بقيت الدولة ، لا وجود للحرية ، و عندما تحلّ الحرّية تنعدم الدولة ." ( " الدولة و الثورة " ، الصفحة 101).

و من المفاهيم المتداولة جدّا فى أوساط الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و وثائقه مفهوم المساواة و قد إستعمل جملة " الديمقراطية تعنى المساواة " بالمعنى الليبرالي و كأنّها تعكس حقيقة لا يرقى إليها الشكّ و فى الواقع هي ليست كذلك . و بهذا الخصوص بالضبط لاحظ لينين :

" لكن الديمقراطية لا تعنى غير المساواة الشكليّة . فما أن تحقّق مساواة جميع أعضاء المجتمع حيال تملك وسائل الإنتاج ، أي المساواة فى العمل ، المساواة فى الأجور ، حتى تطرح أمام البشرية لا مناص مسألة السير إلى أبعد من المساواة الشكلية إلى المساواة الفعلية ، إلى تحقيق قاعدة : " من كلّ حسب كفاءته و لكل حسب حاجاته ".( نفس المصدر السابق ، الصفحة 105)

منذ قرون الآن سوّق منظّرو البرجوازية " للحرّية " و" العدالة " و " المساواة " ( و لنتذكّر شعارات الثورة البرجوازية الفرنسية " حرّية ، عدالة ، أخوّة ") على أنّها تمثّل قمّة ما يحقّقه نظامهم المثالي لل"عقد الإجتماعي " لمجتمع يقوم على سيادة العقل لا الأوهام ( و من المصطلحات المستعملة فى الصفحة الأخيرة من عدد جوان 2011 من " الوطني الديمقراطي " مصطلح " العقد الجمهوري " ) . و كان المتأثّرون بتلك الشعارات البرجوازية يعتقدون ، وقد إنتصرت الثورة البرجوازية ، " الآن بزغت الشمس للمرّة الأولى وقامت سيادة العقل . فإنّ الأوهام ، و الجور ، و الإمتيازات ، و الإضطهاد ، كل ذلك يجب أن يخلّى المكان من الآن وصاعدا للحقيقة الخالدة ، و العدالة الخالدة ، و المساواة النايعة من الطبيعة نفسها ، و حقوق الإنسان الراسخة ."

لكن الواقع سفّه تلك الأحلام و الأوهام :

" إلاّ أنّنا نعرف اليوم أنّ سيادة العقل هذه لم تكن سوى سيادة البرجوازية المصوّرة بصورة المثال الأعلى ، و أنّ العدالة الخالدة تجسّدت فى العدالة البرجوازية ، و أنّ المساواة تلخصت فى المساواة المدنية أمام القانون و أنّ الملكية البرجوازية ... أعلنت أوّل حق من حقوق الإنسان . و أنّ دولة العقل - العقد الإجتماعي الذى وضعه روسو - قد رأت النور بشكل جمهورية ديمقراطية برجوازية ، و لم يكن بالإمكان أن يحدث ذلك على غير هذا الشكل فإنّ كبار مفكّري القرن الثامن عشر ، شأنهم شأن جميع أسلافهم ، لم يكن بوسعهم تخطّى الحدود التى فرضها عليهم عصرهم ." ( إنجلز " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " ، مكتبة الإشتراكية العلمية ، دار التقدّم موسكو ، بالعربية ، الصفحة 39 - 40).

هذا ما جاء على لسان إنجلز سنة 1880 ، هذا ما أثبته الواقع بشأن تلك الشعارات حينها غير أنّ الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد بعد القرن و ثلث القرن ، فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و ليس فى عصر الرأسمالية و الثورة البرجوازية الديمقراطية القديمة ، و بعد أن إفتضح حتى أمر" الديمقراطية" البرجوازية فى البلدان الإمبريالية ، يسعى لإحياء ما مات وشبع موتا من السخافات البرجوازية التى سفّهها الواقع أيّما تسفيه . طالين وجوههم بطلاء "ماركسي- لينيني" ينشر مؤسّسو هذا الحزب " التقدّمي" السموم الديمقراطية البرجوازية و يتقهقر إلى المثل العليا البرجوازية للقرن 18. فلا يسعنا إلاّ أن ننعت هؤلاء الذين إبتذلوا التعاليم الشيوعية الثورية بإجتثاث مضمونها و ثلم نصلها الثوري و تعويضها بالمثل العليا البرجوازية للقرن 18 بالنكوصيين الرجعيين .



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا ...
- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح ...
- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال ...
- فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط ...
- هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
- إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل ...
- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا ...
- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال ...
- من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز ...
- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال ...
- مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر ...
- جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
- العنف ماركسيا .
- إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل ...
- بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب - ...
- تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من ...
- الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !


المزيد.....




- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...


المزيد.....

- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟- الفصل الثالث من كتاب - الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف -