أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا .















المزيد.....


جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا .


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 01:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا .

الفصل السابع من كتاب " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد حزب ماركسي مزيّف "


" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العدد 12

ناظم الماوي

حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف
( الجزء الثاني من الكتاب) .

إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).

======
كلمة العدد 12:

فى هذا العدد 12 ننشر فصول الجزء الثاني من كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"( الفصول 5 و 6 و 7 و 8 + الملاحق الثلاثة ).



حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف .


" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."

( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .

============

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".

( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)

" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."

( لينين –" برنامجنا "-)

===========

" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و هم أيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".

( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)

--------------

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).


" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."

( ماو تسى تونغ )

---------------------------------

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".

( ماو تسى تونغ- 1945)
===================================================

مقدّمة :

منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).

و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.

و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .

و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .

و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .

و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .

و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :

مقدّمة :

I- هل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي ؟

1- من هو الماركسي الحقيقي؟
2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟
4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟

II- هل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب لينيني ؟

1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

III- هل يطبّق حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟
2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟
3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟
4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

VI- "الهوية الفكرية والطبقية لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.

1- عن الماركسية - اللينينية .
2- عن الإشتراكية العلمية .
3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات".
4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".

V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :

1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية.
2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة.
3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا.
4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.

IV- مغالطات حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :

1- تداخل مفزع فى المفاهيم.
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية.
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش .
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي .

IIV- جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :

1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية.
2- الكفاح المسلّح.
3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.

IIIV- ماضى حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و حاضره و مستقبله :

1- بصدد ماضي هذا الحزب.
2- بصدد حاضره.
3- بصدد مستقبله.

خاتمة :

ملاحق :

1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة.
2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
==================================================

IIV- جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا .


تتخلّل لوائح ووثائق المؤتمر التوحيدي عدّة أخطاء يترتّب علينا تنبيه القراء إليها وهي تتصل ب:

1- طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية :

يروّج حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد أنّه ثمّة " تحالف رجعي حاكم فى أغلب الأقطار " العربية. و هذا خاطئ فالتحالف الرجعي يحكم كلّ الأقطار بلا إستثناء . مع تعمّد إستخدام كلمة " أغلب " يتعمّدون عدم ذكر الأقطار التى يعتبرونها غير واقعة تحت مثل ذلك التحالف الرجعي فيكون بذلك توصيفهم هلاميّا ما يخوّل لهم القفز هنا و هناك و الإرتماء فى أحضان سياسة هذه الدولة العربية أو تلك بدعوى أنّها وطنية و تقدّمية. و هذا الإنحراف القومجي شائع فى صفوف إنتهازيي " اليسار" فى القطر و منذ عقود الآن . المثالية و البراغماتية هما اللذان يقودان قراءتهم هذه.

و لتأكيد رأيهم ذاك يوردون الجملة التالية فى معرض حديثهم عن المسألة الوطنية فى " البرنامج السياسي العام : "...وهو ما جعل المسألة الوطنية فى مجمل أقطار الوطن العربي وعلى مستواها القومي العام مطروحة بحدّة و إلحاحيّة على مرّ التاريخ الحديث ". لا ! غير صحيح !

كافة الأقطار العربية دون إستثناء يحكمها تحالف طبقي رجعي كمبرادوري إقطاعي عميل للإمبريالية العالمية . هذا ما ينطق به الواقع و " أغلب " و " مجمل" تستهدف فى الوقت الحالي بالنسبة للمؤتمر التوحيدي تحاشي الدخول فى نقاشات بصدد وطنية هذا النظام أو ذاك ما يعكس جانبا من جوانب الوحدّة الهشّة الإنتهازية و غير المبدئية لهذا الحزب الذى يدعو إلى " إستكمال التحرّر الوطني" فى الأقطار العربية و كانّ هذا التحرّر الوطني شقّ بعد طريقه و قطع خطوات إلى الأمام تتطلّب " إستكمالا ".

نفس الأوهام المتصلة بالإنتفاضة الشعبية فى تونس يسحبونها آليّا و ميكانيكيّا على الأقطار العربية فينفخون فى الخيالات و الشجرة لتخفى غابة ، شجرة بعض الإنتفاضات التى جرى الإلتفاف عليها تخفى غابة تواصل مسك التحالف الطبقي الرجعي الإمبريالي بزمام السلطة و دول الإستعمار الجديد التى لم تعرف تغييرا جوهريّا بل عرفت تغييرا شكليّا و إعادة هيكلة بعضها لا أكثر و لا أقلّ.

2- الكفاح المسلّح :

إنّ جماعة الحزب الموحّد التى تزعم تبنّى التحليل الطبقي ( وهو كما رأينا لم يكتشفه ماركس و لا يعدّ من يتبنّاه ماركسيّا ) تذكر " الكفاح المسلّح فى العراق و فلسطين و النيبال " دون أي شرح للقوى التى تقف وراءه و أهدافها و المشاريع المجتمعية التى ترغب فى تركيزها .

فى فلسطين ، لا وجود لقوّة بروليتارية ثورية حقّا ؛ كلّ ما هناك قوى " يسارية " ضعيفة تحريفية تستعمل السلاح لتحقيق إصلاحات ( التحريفية المسلّحة ) و قوى يمينية شديدة البأس فى الأساس أصولية أو برجوازية كمبرادورية تعمل وفق ما يقبل به النظام الإمبريالي العالمي . و عليه لا وجود هناك لحركة تحرّر حقيقية ، ثورية و الحديث عن وجودها وهم من الأوهام البرجوازية.

و يلمح الحزب الموحّد إلى الكفاح المسلّح فى العراق إلاّ أنّه لا يحلّل القوى التى تخوضه و هيهات أن يذكر المقاومة التى ينظّمها الماويون فى العراق منذ سنوات الآن.

و عندما تغامر لائحة من اللوائح و تلحق النيبال بالعراق و فلسطين ترتكب خطأ فادحا يكشف جهلا مستشريا بالحركة الشيوعية العالمية وصراعاتها إذ أنّ حرب الشعب فى النيبال متباينة مع الكفاح المسلّح فى فلسطين و فى العراق ،هي حرب شعب ماوية و هذا أمر يمحونه بجرّة قلم . و إلى ذلك حرب الشعب فى النيبال توقّفت منذ أكثر من ستّ سنوات بفعل إرتداد و خيانة قيادات سقطت فى أحابيل الديمقراطية البرجوازية و إعادة هيكلة دولة الإستعمار الجديد فحلّت هياكل السلطة الشعبية الجديدة التى نشأت فى المناطق المحرّرة و تراجعت عن الإصلاح الزراعي ... منذ سنوات إنتهي الكفاح المسلّح الثوري فى النيبال و ناب عنه " الوفاق الطبقي" نتيجة تحوّل الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) هناك إلى حزب تحريفي برجوازي ، و يبدو أنّ جماعة الحزب الموحّد كانوا و لا زالوا يغطّون فى نوم عميق.

و لا تفوتنا الإشارة إلى توخّى حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد سياسة حقيقة هنا ضلال هناك. فمن إلماحهم للكفاح المسلّح فى بلدان معيّنة ، قد يخال من لا يعرف جيّدا خطّهم الإيديولوجي و السياسي أنّهم ثوريون و يرفعون راية الكفاح المسلّح حتى فى القطر لأجل الإطاحة بدولة الإستعمار الجديد إلاّ أنهم يعلنون فى" اللائحة السياسية : طبيعة النظام السياسي" : " رفض العنف و تجريمه فى العلاقات السياسية و المجتمعية " ( و كأنّ ما يجرى فى العراق و فلسطين و غيرها من البلدان ليس سياسيّا و ليس مجتمعيّا ؟! ) و للتمويه و المراوغة يضعون كافة أشكال النضال على نفس المستوي و بالتالي ينكرون حقيقة رئيسية الكفاح المسلّح بما هو أرقى أشكال النضال و الصراع الطبقي كطريق طويل الأمد – طريق حرب الشعب - لبلوغ السلطة فى المستعمرات و أشباه و المستعمرات و المستعمرات الجديدة و يسوّقون " للتداول السلمي للسلطة " و لأطروحات كريم مروّة الخروتشوفية التى تقف ضد " العنف الثوري" تحديدا و بالمطلق و التى سناقش لاحقا.

3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر :

طبقا لما ورد فى وثائق هذا الحزب الموحّد كوبا و فنيزويلا من القوى التى " تعزّز موقع حركات التحرّر" . و لأنّ المجال لا يسمح بالخوض مطوّلا و بالتفصيل فى طبيعة الأنظمة الحاكمة فى كوبا و فنيزويلا و مدى قطعها مع الإمبريالية على كافة الأصعدة ، نقتصر على التذكير بأنّ كوبا ليست بلدا إشتراكيا و أنّها لعقود كانت عميلة للإمبريالية الإشتراكية السوفياتية و أنّها ناهضت فى فترات حركات مسلّحة فى أمريكا الجنوبية. و بصدد فزنيويلا ندعو من يتطلّع إلى إكتشاف الحقيقة أن يدرس عن كثب معطيات ما حصل ( و ما لم يحصل ) من تغييرات فى الوضع الطبقي فى هذا البلد و درجة إرتباطه بالنظام الإمبريالي العالمي وليس بالولايات المتحدة الأمريكية فقط ، بعيدا عن الدعاية المضلّلة للقوى البرجوازية و الخطاب الشعبوي .

و فى الوقت الذى تصبح فيه كوبا و فينيزولا اللتان لا علاقة لهما بالماركسية - اللينينية منارات لدى الحزب الموحّد إليها يولى وجهه ، يدير ظهره للمنارات الحقيقية فى الهند و الفليبين و أماكن أخرى . فى الهند ، " أكبر ديمقراطية فى العالم " ، يقود الماويون ( الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ) حرب الشعب المتعمّقة و المتسعة بإستمرار شعبيّا رغم الحملات الإجرامية الفاشستية حقّا لهذه " الديمقراطية " و السلب و النهب و الإغتصاب الجماعي و حرق الحقول و المنازل وتشريد الآلاف المألّفة من القرويين و رغم الإغتيالات المتتالية للقادة الماويين بمساعدة الموساد و السى آي آي .

و حرب الشعب فى الفليبين بقيادة الحزب الشيوعي الفليبيني المتبنّي للماركسية- اللينينية - الماوية التى إنطلقت منذ أواخر ستينات القرن العشرين دخلت عقدها السادس و بالرغم من العثرات التى عرفتها يتصلّب عودها فى السنوات الأخيرة...

هذه و غيرها من الحروب الشعبية الأقلّ وقعا راهنا و التى يقودها ماويون عبر العالم ، بمثالية و حتى بصبيانية يمحوها هذا الحزب الموحّد من واقع الصراع الطبقي على كوكب الأرض ( أنظروا " لائحة السياسة العربية و الدولية " ) لا لشيء إلاّ لأنّها ستكشف تحريفيته ففى الهند و نعيدها " أكبر ديمقراطية فى العالم " يقولون ، أين يسوّق شتى أصناف التحريفيين للديمقراطية البرجوازية مثلما يسوّق الحزب الموحّد ، تمارس أفظع أشكال الفاشستية على جماهير الشعب. هذه هي حقيقة الديمقراطية البرجوازية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة عارية ، دون مساحيق تحريفية . و زيادة على ذلك ، فى الهند أيضا تشارك أحزاب " ماركسية " فى السلطة وهي تكرّس ذات ديمقراطية / دكتاتورية دولة الإستعمار الجديد .

و فى الفليبين ، إفتضح تماما مشروع الديمقراطية البرجوازية مع أكينو و خلفها و تبيّن أنّه ليس غير قناع يخفى الدكتاتورية الفاشستية . مثالان يؤكّدان أنّه مرّة أخرى ، فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، فى المستعمرات و أشبه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ، لا مكان للديمقراطية القديمة ، الديمقراطية البرجوازية من النمط القديم لأنّه إقتصاديا لا إمكانية لتطوّر رأسمالي مستقل فى هذا العصر و الإمكانيتان الواردتان إمّا رأسمالية كمبرادورية فى ظلّ الإمبريالية العالمية و من ثمة ديمقراطية الإستعمار الجديد كما فى الهند و الفليبين و بقيّة المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات أو الديمقراطية الجديدة كتياّر من تياّري الثورة البروليتارية العالمية بقيادة البروليتاريا .

لا غرو أنّ التحريفيين عادة ما يسلكون بمثالية فجّة سياسة تجاهل النضالات الثورية التى تعرّى بالملموس تحريفيتهم و تزييفهم للماركسية و حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد مثله مثل تقريبا جميع التحريفيين يتجاهلون عن عمد حرب الشعب التى يقودها الماويون فى أكثر من بلد و بذلك يكرّسون قناعتهم فى مناهضة الحروب الثورية و يدعون اللماركسية- اللينينية و الحال أنّ لينين منذ ما يناهز القرن ،أي فى سبتمبر 1916 فى مقالة " برنامج الثورة البروليتارية العسكري" صرّح بأنّ" الإشتراكيين [ الشيوعيين] لم يكونوا قط و لا يستطيعون أن يكونوا أخصام الحروب الثورية " و بأنّ " من يقرّ بالنضال الطبقي ، لا يستطيع ألاّ يقرّ بالحروب الأهلية التى هي ، ففى كلّ مجتمع طبقي ، الإمتداد الطبيعي ، التطوّر الطبيعي ، التفاقم الطبيعي للنضال الطبقي ."
( لينين " الحروب العادلة والحروب غير العادلة " ،الطبعة العربية دار التقدّم موسكو ،ص85 و86).

مجمل القول ، هذا الحزب لفقدانه للمبادئ و التحليل الملموس للواقع الملموس و لبراغماتيته و إنتقائيته يقترف أخطاء بالجملة و لا يميّز بين البلدان الإمبريالية و أشباه المستعمرات كما لا يميّز بين الإنتفاضة و الثورة و هكذا دواليك !!!



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماضي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و حاضره و مستقبله-الف ...
- إصلاحية الحزب الوطني الإشتراكي الثوري : الخلل و الشلل .
- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطب ...
- تونس : نظرة ماوية للنضالات الشعبية .
- الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الإطار النظري الذى تحتاجه الثورة ...
- إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجواز ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي ا ...
- أجوبة على أسئلة متصلة بصراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيو ...
- بصدد بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمد علي الماو ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البرول ...
- مرحلة جديدة فى صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية وصعو ...
- -الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: ح ...
- محمد علي الماوي : الماكيافيلية أم المبادئ الشيوعية ؟
- لكلّ ذى حقّ حقّه : تحية شيوعية ماوية للحزب الشيوعي الثوري ، ...
- نداء إلى الماركسيين - اللينينيين - الماويين : الماويّة فى مف ...
- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم ...
- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م ...
- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا ...
- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح ...
- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا .