أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله














المزيد.....

الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1218 - 2005 / 6 / 4 - 07:36
المحور: الادب والفن
    


في يوم الله الأحمر ، يوم إنقضَّت دبابات الله* المزركشة بالسُرَفِ الملدَّنة بالمطاط الأسود الذي يخشى على مسامعنا من أن يخدشها زعيق مقاومة اسفلت الشارع لها أكثر مما قاومها الحرس الخاص ، في يوم الله الأحمر ذاك .. في ساحة الفردوس غلبت العوجة ، وهم من بعد غلبهم سيرقصون على أنغام تفجيرات وانتقام الزرقاوي ، والله ناصر عبده ذي اللون الأحمر .. ليعلن ولادته في كل يوم من رقبة هنا أو ذراع هناك .. أو رأس مشدوخ بين أحضان هدايا الزرقاء الملغَّمة بالخطيئة ، والتي تنادي من قريب أم بعيد ما توعدون .. ( أيها الشيعة !! ... أنَّى تؤفكون ؟؟ ) .

في يوم الله الأحمر سقطت أقنعة الضرورة .. والصيرورة ، والانعتاق الصدامي من ربقة دول العالم الثالث ليحط بأجنحة ذباب على (طشت) طيارته الرقمية عدنان واحد ، ولترقص بعد كل ذاك الرقص في (طشت) معتقلات أبو غريبنامو .

وحده اللون الأحمر هو العراقي .. وكل ما عداه زيف .. وحده الدم العراقي عراقي .. وهو ينطق بالشهادتين العراقيتين ..

أشهد بأن هذا الوطن موجود .. وأشهد بأن الموت لصيق بهذا الوطن .

بعد يوم الله الأحمر ذاك .. صارت كل الأيام .. أيام الله الحمر .. لكنها اصطبغت بهويتنا العراقية (لون الدم) ، وراحت كل مراحيض الفقاهة .. تسقينا سيحاً من جيف فقاهتها ، وراحت أنظار تجار الموت تمخر عباب بحور الكتب المصفرَّة المكفهرة لتبحث عن نص يبرر انبثاق هوياتنا اليومية (مزاريب الدم) ، وفي مثل دم أبناء عراقي فليتنافس المتنافسون ، وليتمشدق المتفرعنون ، ولينتضي كل عنترة منهم سيفه الذي عقم في (موضع الطَّعن من) عبلة .. فعاد ليصب رجولته في قوارير الدم المعلبة التي كتب عليها (بشر ..ميد إن تايوان .. ضمان لمدة سنة .. نرسل لكم بديلاً في حال تلفه) .

عنترة العبسي الذي يبكي في الليل رجولته التي خسرها بين أحضان ابنة عمه .. عاد ليستعيدها برقاب المساكين ممن كتب الله قيلولتهم الأخيرة في زمن استعار ثأر عنترة لرجولته الضائعة ، وكأني بعنترة اليوم يقول ..


هل يشي بي غمدها ذل سيفـــي .. عن خبايا عثرة في الليالـــي

أحجمت حيث اقتضاها إفتضاضاً .. وارتوت من طعنةٍ في خيالي

فلتسدّي جنَّـــــةً هِبْتُ مـــــــنها .. فاعتناقي صارمي جنَّـــــةٌ لي

فليكن طيف الصبايا بعــــــــيداً .. فالرقاب البكر نشوى فعـــالي

ولربما يعيد التاريخ نفسه ، ويرجع على صدى خطواته الضائعة بين الالتفاتة والأخرى نحو سراب الانسانية المعتقَّة في زق خمور الكتب الصفراء والزرقاء والحمراء لينتج منها كلها لون هوية العراق (حمرة الدم) .

ما بعد أيام الله الحمراء ، راحت لله أيادٍ أخرى ، تزرع أرض الله الواسعة بوسادتها الحمراء ، التي لا يضعونها الا عن استقبال الرؤساء ، كي يجلس عزرائيل ، يتربع في أرض بلادي .

لله جنود الزرقاء .. حفلة عرس في السلط ، ووليمة تقديم نذور الموت الى حلق الله ليتوقف عن أن يلقف زرقاويهم ، والله الماثل كالمتهم في قفص المحكمة .. هل قلت لهم أن لا يجترحوا لقمة عيش الفقراء ؟ هل أنبأت جنود الموت الأحمر ان لا يهنوا في زرع دروب المنتعلين بأشواك فخاخ التأريخ ؟

هل فعلاً .. قلت .. حيث ثقفتموهم ؟

هل صدرت عنك بلاغات اليتم الجمعي الى وطن موبوء بالثقل الأحمر مراتٍ تلو المرات ؟


هل أنت القائل .. يا من سكب الموت ليشربه .. دع لعراق الأبد القادم والماضي .. رشفته الكبرى ؟

هل أنت القائل بعد الصمت المئوي الواحد والعشرين .. دع لعراق الموت حصته الكبرى ؟ خمساً وثلاثين إحترقت كالخبز في تنور الطين المتخثر في رئة صبي بلغ الخامسة .. يلعب في حي العامل ؟

هل أبلغت الزرقاوي عن وحي الـ (ما قبل التيه) لموسى ، هل قلت له أن يصبغ أبواب بني اسرائيل لكي لايخطف صبيتهم عبث الريح المتفسخ من أفواه جحيم الكلم الطيب ؟ هل قلت له أن يقتل كل بني كنعان الى آخر عاهرة هجرت حضن الزوجية لتفترش البسطية في الاردن ؟ لتبيع الكحل أو الحناء .. بغير هوية ؟ وبلا طلب لبطاقتها للحصة التموينية ؟

هل أودعت مفاتيح جنان الخلد .. ومفاتيح زمهرير جهنم .. بيد الأفاقين ممن نُشروا من أنقاض سودوم وعمورة .. ليعيدوا أبنية الاسلام على أصله ؟؟

طلبوا للزرقاوي دعاء المبتهلين ، كي ينجو من جبِّ الموت المفروش على الطرقات ..

هيئة المحكمة الموقرة .. الادعاء يوجه سؤاله للمتهم

أهالي مدينتي الزرقاء والسلط في المملكة الاردنية الهاشمية ..

ضد المتهم ..

... الله الواحد الأحد

- ماذا تفعل ؟؟ هل تفهم معنى موت الزرقاوي ؟ هل تفهم معنى أن ينهض طفل بعراق الغد لا يخشى سوط الله على ظهر عراة الزمن المتأرجح ؟ بل هل تدري ان لم يفلح في زرع الأنياب اللاهوتية ، والذبح النبوي ، والقتل المتخفي خلف وريقات الآس .. هل تدري انك لن تُعبد بعد اليوم ؟ هل تدري ان الامريكان سيرتفعون الى قرص الشمس .. بعد المريخ .. وسيصطادون ملائكتك.. الواحد تلو الآخر .. حتى تستيقظ .. فلا تجد الربانيين ومن سبَّح في مجدك ؟ هل تفهم معنى موت الزرقاوي ؟؟ هل تفهم معنى أن لا يخشى أحدٌ( في الله) أحداً ؟ هيا قم وانقذ هذا الرابض يقتل باسمك كل الأفاقين ، هيا .. قم وأسقِ من ماء حياة الخضر هذا الأسد المحصور بين رحى كفي عزرائيل يقلبه الى أوجهه الأربع ، لا تقعد عن نصرته ، وعن نصرة كل صنوف جهاد الكفار .. تحت خيام الملكوت لرب العزَّة .....

فإنك إن تفعل ... سيرميك الزرقاوي .. الى أولاد ضباع الليل ليتقربوا في قتلك ... لله الواحد الأحد ... وقد يئدوك حيا .. ويكتب في لافتة عرضها كل السموات وكل الأرضين ..


[ هنا يرقد الحي الذي لايموت .. قتل بأيدي المجاهدين .. لأنه لم يُبْقِِ على حياة المجاهد .. أبي مصعب الزرقاوي .. الذي نذر حياته .. للحي الذي لا يموت ]

بغداد

* (الظالم سيفي – كما ورد في الحديث القدسي )





#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا شيخ القتلة .. لا تستعجل رزقك !!
- الى رجال المقاومة .. رحم الله إمرءاً ..أراح واستراح
- الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه
- حول بيان حزب مصر الفتاة
- ديمقراطية الذئاب .. حول أحداث البصرة
- احداث البصرة ... نذير الشؤم
- رقصة السلط
- حملة للتضامن مع تيسير علوني
- الـ 169 .. رؤية للخطوة القادمة
- مشروع السلفية الإنمائية ... بدلاً من السلفية الجهادية –الحلق ...
- دموع كافكا
- تطور الجريمة المنظمة .. ناقوس الخطر يدق
- بين أصابع القدر ... الملف الأمني
- انما الأمم الأخلاق ما بقيت ..
- سيناريو طرد الاحتلال .. قصة قصيرة
- تقييم الساسة غير الحكوميين في العالم العربي
- فرية كامل السعدون ... حول الإسلام
- الى وزير التجارة العراقي ... تحذير
- الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى
- هل تقدر الحكومة على الصمود ؟


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله