باسم السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 951 - 2004 / 9 / 9 - 09:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قرأت في شريط الأنباء لقناة الفيحاء ، ذلك المنبر العراقي ، خبراً مؤداه أن وزير التجارة العراقي ناشد الشركات المصرية للمشاركة في أعمال البناء في العراق ، ونحن نتفهم إقصاء المقاولين العراقيين ، لأسباب سياسية ، فقد تفهمناه سابقاً حين كان صدام حسين يقوم بعين الفعل مع الشركات الصينية والروسية لذات الأسباب وربما يتغير الحال لكن هذه البادرة تسيء سمعة برامج الحكومة ، نعم قد يكون إدخال شركات عربية لغرض سحب البساط من تحت أقدام الارهاب المهاجر الينا مع رياح الأخوَّة العربية العميقة ، لكننا بدورنا نطالب الحكومة والسيد الوزير بالـ (إنصاف) في الفعل ، وأخذ مصلحة الشعب ومعايير السلامة في منح المناقصات ، فكما هو معلوم لا تمر سنة واحدة دون حدوث أكثر من حادثة سقوط أبنية مأهولة على رؤوس ساكنيها ، وتذهب أرواح الضحايا الأبرياء سدى وتقيد الحادثة ضد مجاهيل قانونية .
تأريخ الشركات المصرية للمقاولات سيء ، والغش بالأساسات ، ونسب المواد الانشائية المستخدمة لأغراض تحقيق ربح أكثر مشهور جداً ، حتى صار موضوعاً مهماً ورافداً للأعمال السينمائية ، كما وإن تأريخ المؤسسات المصرية الاقتصادية موصوم بالرشى ، وتداول الرشاوى هناك شائع جداً ، بل العكس هو المستغرب ، وأما بالنسبة للمهندسين العراقيين فقد (أقلمهم ) الحصار الطويل والجوع النفسي المتراكم مع قلَّة ( أو تكاد تكون إنعدام ) المرتب الشهري للموظفين عموماً ،أقلمهم ذلك مع تعاطي الرشى شيئاً فشيئاً حتى صارت أمراً طبيعياً جداً وغير مستغرب بالمرَّة ، ولم تنتهِ مشكلة الرشى مع سقوط نظام البعث صدامي بل تفاقمت بشكل أوسع ، وصار الذي يقنع بخمسة آلاف دينار ، لا يقنع بخمسين دولاراً ، واذا دخل المصريون فسيتفاقم الأمر ، والضحية هو المواطن البريء الذي سيدفع الثمن حياته ، وحياة أطفاله ، وزوجته .
والسيد الوزير الذي من واجبه حماية المصلحة العراقية ، هو موظف يتسلم مرتباً شهرياً لأداء واجبه على أكمل وجه ، والتفريط بسلامة المواطن لأغراض سياسية ، أو لأي غرض آخر أمر مرفوض بالمرة ، وأما ادخال شركات ذات سمعة سيئة أو تأريخ أسود في الاستهانة بأرواح الناس فهذا يعدُّ جريمة مع سبق الاصرار والترصد ، وتمرير تلك الصفقات من قبل مسؤول عراقي لن يمر بلا محاسبة قانونية ، سنحرك الرأي العام ونؤلب مؤسسات المجتمع المدني لإفشالها ، وفضحها قبل إتمامها .
بغداد 7/ أيلول
#باسم_السعيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟