أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية














المزيد.....

تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


بهدوءٍ يزحف صيف الغابة
نحو خريف العتمة
هو قانونٌ يتراوح بين البدء وبين التحويل
فخريف الغابات دليلٌ للقانون من النفي إلى النفي إلى التجديد
تبكي الغابات على الصيف الآخذ بالشيخوخة
تبكي الدفء ونور الشمس الفضي،
وعصافيراً وطيوراً تتغرب نحو جنوبٍ أكثر دفئاً
تبكي الجو الوارم في تغيير الأوقات..
وطيورٌ أخرى تتآلف كي تنجو من برد شتاءٍ ثلجي
تقف الأشجار على خطٍ
ما بين التشكيل وبين التجريد
لوحاتٌ تتبادل فيها مخلوقات الغابة رايات الإظهار
ترفعها الريح بإصرار التغيير
لتبدل أثواب الأشجار
وتجرد منها لون الأغصان
تتغير مُلزمةً بالقانون..
أخضر داكنْ.. يتقرب للون الفاحم
اخضر فاتحْ.. يتداخل في اللون الأصفر
أزرق بحري.. يتموج كالأمواج البحرية
لونٌ خمري.. يتداخل في العنب المعصور
لونٌ زهري.. يتغزل بالريح
ألوانٌ ما بين الأصفر والأحمر والوردي
يتمحْور أكثرها
ليغطي في إصرارٍ كل طريق الغابة
ويغطي ارض الغابة
بالسجاد البني المنقوش بلونٍ أصفر
تبدو الغابة في رسمٍ زيتي تشكيلي
أخاذٌ يبهر عشاق البيئة
فيغطي وجه الغابة النحتية..
فالصيف الراحل تخطفه ضحكات خريف قادم
الأرض الرخوة مثل الإسفنج
إسفنجٌ يرشف ماء الأمطار
والنمل الأصفر والأسْوَد والناعم
يتغلغل في كل مكان
والأطيار الباهرة الألوان
تتنقل تبحث عن مأوى آخر
نقار الخشب المتحين فرصتهِ
يتفرد في صوت النقر على الأشجار
الريح تتشابك عنوةْ
تشتدّ وتهدأ لا مقياس إلى السرعة
فَتُعاقب أغصان الأشجار الصيفية
تجعلها يائسةً
أن تبقى أكثر من وقتٍ محسوب
والظلمةْ.. بدهاءٍ تتزامن في توسيع غطاء الليل.
..........
..........
في عمق الغابة الفوقية
يتبارى الكوخ الجبلي
بنوافذ مطلية باللون الأبيض
وستائر ذات اللون اللوزي
من داخله المسكون تشع شموع الباقين
أصوات هشيم النار ببطءٍ تتلظى في الموقد
تتعالى أصوات الحب
تتدفأ بالكلمات
تتغزل بالضحكات
تتغنج بالقبلات
وحنايا الأجساد المرهونة
في دفء الأيدي
وأغاني تحكي عن صدق الحب العذري..
أصواتٌ يسمعها نقار الخشب المتصنتْ
فيزيد النقر لكي يحفر بيتاً
يحميه من الريحْ.. ومن البرد الثلجي.
الأجساد المحمية في الكوخ النائي
تترنح في نشوة عاصفةٍ مخفية
تتهاوى في الدفء
تتلاحم مثل الكيمياء
أصوات الغابة في حزنٍ تنهي الفصل الحار
أي شتاء ثلجي بعد خريف العتمة
أي أغاني.. عن حبٍ عذري في جوٍ يتغير في لحظات
يتغير في ضوء مسافات العمر



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثرية تصرخ بهم: لا تسرقوا أصواتنا الانتخابية بقانون للسرق ...
- في البيئة شيطان وملائكة بأجنحة فضية
- البيئة في نجوم الشمال
- كركوك قدسهم ونجفهم وكربلائهم وليس القدس الضائعة
- في البيئية تتقسم نور الشمس
- صراع الحيتان السياسية من أجل تمرير قانون انتخابات يخدم مصالح ...
- الإقليم هدف قديم يتجدد بالعملية الإرهابية الأخيرة في أربيل
- نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!
- مؤتمر وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي بدون الحزب الشيوعي والتيا ...
- هل يستوي ألم الحنين مع البعاد؟
- التحالف الذي أزاح حزب العمل النرويجي وحلفائه من السلطة
- الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية
- عائلتي هل هدأت من رؤية الغرابة!
- مهزلة الشجار في البرلمان حول رفع الصور
- الاعتراف بعدم القدرة سيد الموقف والأدلة
- فقدان البرلمان العراقي استقلاليته وهيبته
- لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت
- تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد
- تمعن في توابع الفصول القادمة
- يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء


المزيد.....




- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية