أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مصطفى محمد غريب - تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد















المزيد.....

تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 19:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


آفة المخدرات في العراق ليس بالجديدة أو الطارئة كما يدعي البعض ولكن بلغة أوضح فلقد كانت تتناسب طردياً مع 5 أو 7 ملايين عراقي وكانت محصورة في أجزاء من العاصمة بغداد وفي المدن الكبيرة مثل الموصل والبصرة وبلا شك في مناطق أخرى وان كانت بأقل، وتطورت وتوسعت هذه الآفة حقبة تلو حقبة وبخاصة بعد العهد الملكي ولسنا الآن بصدد مناقشة وتفنيد ما قيل بان العراقيين بعيدون عن تعاطي المخدرات فلدينا وقائع كثيرة منذ فترة الحكم الملكي وبخاصة في الخمسينات وبوجود أماكن شبه علنية في مناطق باب الشيخ ومنطقة الفضل ومنطقة بني سعيد ومناطق في الكرخ على شكل مقاهي شعبية لبيع الشاي والحامض وتدار فيها بيع قطع الحشيش حيث تعبأ في سجائر من صنع عراقي ويقف مراقبان خارج المقهى تحسباً لأي مداهمة من قبل الشرطة العراقي أو التحقيقات الجنائية، ويجري التدخين وبخاصة الحشيش في تلك المقاهي أما " الترياق الإيراني " فيدار في بيوت شعبية متفرقة شبه علنية يلجأ إليها العديد من الذين يرغبون فيها أو المدمنون عليها كما أن اللجوء إلى حانات الخمور وبخاصة " العرق العراقي " المنتشرة في مناطق معينة وبمختلف واجهاتها، لكن الحق يقال أن بقية المخدرات مثل الكوكائين والهيروين والمورفين والحبوب المخدرة وغيرها كانت ضعيفة التداول جداً وغير ملموسة ، فقضية المخدرات لم تكن بعيدة عن الشعب العراقي وكانت هناك شبه مافيا وعصابات تختص بالتهريب والترويج لها لما فيها من أرباح سريعة وكثيرة وليس صحيحاً أن تقذف الاتهامات وكأنها جاءت بفعل الاحتلال الأمريكي ولو أن الاحتلال والحروب هما دافع قوي ليس لانتشار المخدرات فحسب بل لجميع العاهات الاجتماعية، وليس من الصحيح أيضاً اتهام الحكومة العراقية الحالية بأنها تتفرج أي بالمعنى تتهاون بقضية انتشار المخدرات لكنها في الوقت نفسه تعد مسؤولة عما يجري من انفلات للوضع الأمني وبهذا فأنها لم تعر بشكل جيد الاهتمام الكافي لمحاربة
أولاً: مافيا المخدرات بكل أنواعها وغلق المنافذ عليها وتصفية منابعها التي تكاد أكثرها من إيران التي هي في مقدمة الدول لتهريب المخدرات ففي خبر جديد نشرته البعض من وسائل الإعلام وبخاصة ما أعلنه سفير اندونيسيا ديان ويرنغجوريت في طهران يوم الاثنين 29/7/2013 " أن 47 إيرانياً مداناً بتهريب المخدرات في إندونيسيا ينتظرون تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم " وهناك معلومات غير قليلة عن دخول المخدرات المختلفة عن طريق إيران الى العراق، كما هناك دولاً أخرى اقل شئناً
ثانياً: لا توجد خطط واقية وعلمية لإنقاذ المدمنين من هذه الآفة البغيضة
ثالثاً: عدم وجود مستشفيات تختص في معالجة المدمنين
وتبقى جميع المحاولات التي تسعى للحد من المخدرات وانتشارها ضيقة، وتفتقد البرامج المدروسة من قبل أخصائيين أو خطة موحدة تتعاون فيها وزارة الصحة والأشغال والشباب والأجهزة الأمنية أو المؤسسات ذات الاختصاص، ولعل ما يثير الألم والحزن أكثر تزامن هذه الآفة الواسعة الانتشار التي تدمر أجيالاً من الشباب وتمنعهم من مواصلة حياة طبيعية مبدعة، نقول تزامنها مع هذا الكم من القتل بواسطة المفخخات والتفجيرات والقتل العشوائي والفساد المالي والإداري حيث يشكل الجميع أداة إجرامية منظمة لتدمير البلاد .
لقد بدأ الانتشار الواسع وبشكل غير مسبوق للمخدرات ما عدى الحشيش والترياق المنتشرين سابقاً منذ الحرب العراقية الإيرانية ثم حرب الخليج الثانية والثالثة وهذا الانتشار جاء حسب تداعيات الحرب التي تنتج آفات اجتماعية كثيرة، ولعل تاريخ هذه الحروب والمجتمعات التي تعرضت لها والنتائج الكارثية خير برهان على ذلك وهو ما حدث للشعب العراقي عندما أشعل النظام السابق العديد من الحروب الداخلية والخارجية ، فما انتهت الحرب التي شنت على الشعب الكردي بعد سنين طويلة وبالتعاون مع شاه إيران المقبور حتى عاد لإشعال الحرب على إيران بتاريخ 22 / أيلول / 1980 التي طالت حوالي ( 8 ) سنوات مخلفة ورائها مئات الآلاف من القتلى والمصابين والأسرى والمفقودين والهاربين إضافة إلى انتشار واسع لآفات اجتماعية معروفة كانتشار الجريمة والسرقات والبغاء وغيرهم، وبمجرد توقفها قام النظام السابق بعد فترة قصيرة بشن حربه على الكويت واحتلالها ثم قيام حرب الخليج الثانية وهزيمة الجيش العراقي وتحرير الكويت من قبل الولايات المتحدة ودول الحلفاء، وبقى العراق تحت الحصار الاقتصادي الجائر الذي أدى إلى تدمير البنى التحتية وتشويه منقطع النظير للمجتمع العراقي وبحلول نيسان 2003 وإسقاط النظام بعدما شنت حرب الخليج الثالثة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا واحتل العراق بشكل تام، هذه الحروب لم تكن نزهة عابرة بل مآسي من نوع خاص أدت إلى تدمير أجيالاً عديدة ودفعت أجيالاً من الشباب هروباً من الواقع المرير إلى تناول المخدرات وبشكل واسع، وعلى ما يظهر أن أول الطريق كان بواسطة حبوب الهلوسة والمخدرات ثم الأنواع الأخرى، وعندما يحاول البعض إلقاء تبعية المخدرات بشكل كامل على عاتق الاحتلال عام 2003 فهو يغالط الوقائع على الرغم أن واقع الحرب والاحتلال الأخير ساهما بشكل واسع إلى المتاجرة عن طريق التهريب والاستهلاك وعن طريق التوزيع والتشجيع، ووزارة الصحة العراقية أشارت إلى هذا الوضع اللاطبيعي والمتغيرات في تطور وتصاعد انتشار المخدرات واستعمالها فقد ذكرت في إحصائيات لها عن تضاعف حالات الإدمان إلى " أكثر من 20 % من المجتمع العراقي " وقد تكون النسبة أكثر بسبب وجود خلل في التدقيق والمتابعة وعدم تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمؤسسات ذات الاختصاص.
إن تفشي ظاهرة المخدرات التي بدأت تتوسع منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية واستمرت في الانتشار بعد الاحتلال الأمريكي للعراق تحتاج إلى اهتمام واسع وإشراك الوزارات ودوائرها التي تختص بذلك وكذلك منظمات المجتمع المدني كما يجب أن تعير الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية الاهتمام المتزايد في مكافحة هذا الوباء الذي لا يؤدي إلى الإدمان فحسب بل الإصابة بمختلف الأمراض المستعصية وفي مقدمتها الجنون وعدم التوازن والاندفاع لارتكاب الجرائم بما فيها تجنيد المدمنين في الأعمال الإرهابية والتفجيرات وما تقوم به المليشيات المسلحة والمافيا المنظمة التي تعتمد بالأساس على الأعمال الإجرامية بما فيها المتاجرة بالمخدرات للحصول على الأموال، بينما هناك الآلاف من الشباب العراقيين العاطلين عن العمل والذين يخدعون عن طريق حبوب الهلوسة وباقي المخدرات وهي خسارة كبيرة للقوى المنتجة ذات المستقبل الذي يعتبر ذخيرة للبناء والتقدم والازدهار.




#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمعن في توابع الفصول القادمة
- يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء
- التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
- تفحص في المفاصل
- العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
- مقاطع شعرية
- الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
- عندما يشع حلم المسافات
- تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
- حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع
- من أين تأتي السيارات المفخخة وبهذه الكثرة؟
- ماذا وراء الانتخابات الإيرانية القادمة؟
- أيام دامية وسنين غائمة والمواطن يدفع الثمن
- ممارسة العنف والقتل ضد المرأة في العراق
- حلم حمدان واختفاء صباح الأسود
- هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟
- الأيزيديون وجرائم القتل المبرمج
- مَنْ يتحمل مسؤولية أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة ؟
- الواقع الجماهيري في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- المعنى من استقلالية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مصطفى محمد غريب - تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد