أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء















المزيد.....

يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية الاتفاق وبعدما أطل فجر الطائفية بدعم أمريكي وتأييد من قبل أحزاب الإسلام السياسي الطائفية جاهد الكثير من شرفاء العراق للكشف عن أمراض هذا البلاء اللعين ومستقبله المنظور وأعلنوا الضد منه لما يحمله من أبعاد ومخاطر غير مجهولة لوحدة الشعب العراقي الوطنية، ولكثرة ما كتبنا عنه اتهمنا تهماً باطلة وأطلقت افتراءات وكأننا بالضد من مكون لأجل مكون آخر أو أننا نصطاد في المياه العكرة، واتهام باطل كوننا أفلسنا وأصبحنا غير جديرين بثقة الشعب وان المستقبل لأحزاب الإسلام السياسي بما فيها تلك المتطرفة وبشقيها، والحقيقة أننا بقينا نصارع وندافع بإيمان مطلق عن مفهوم الوطنية مثل المئات من المثقفين والعلماء والكتاب وملايين من أبناء شعبنا العراقي وبجميع مكوناته الدينية والقومية والعرقية، وقد اشرنا دائماً أن التوافقية الطائفية والحزبية الضيقة إذا ما أصبحت نهجاً سوف تجر البلاد إلى كوارث ومشاكل قد يكون حلها صعباً ولن يسلم منها أحداً إلا ويدفع ثمناً غالياً، وبينما يطل علينا البعض من مسؤولي الكتل الكبيرة ومن مسؤولين سياسيين يلقبون أنفسهم بألقاب شتى محاولين تبرير الاختراقات الأمنية بمبررات لا أساس لها من الصحة مبتعدين عن السبب الرئيسي، أو توجيه اتهامات لإظهار البعض من شركائهم وكأنهم مسؤولين دون غيرهم، بينما الحقيقة تقول أن تحمل المسؤولية لهذا التدهور واستفحال الأزمة السياسية لا يتحملها مسؤول واحد وإن كان الأول في الدولة، ولا جهة سياسية أو دينية طائفية واحدة بل يتحملها كل من وافق على المحاصصة دون قيد أو شرط إلا اللهم ما يخدم مصالحه ويحقق ما يهدف إليه، فليس من المعقول بعد حوالي أكثر من عشر سنوات والبلاد بدون استقرار على جميع الصعد وتنزف الدم وتتواصل مع هذا النزيف فنون الخراب والتدمير فلا تسلم بقعة إلا ونالها التعسف والقتل والإرهاب الذي ينتعش بين فترة وأخرى وتتطور أساليبه الإجرامية في حصد أرواح المواطنين الأبرياء، بينما تعبث في أرجائه ميليشيات طائفية تتبرقع بمختلف الادعاءات وهي تعيث فساداً ولا يهمها إلا القتل وخلق الفتنة الطائفية، إضافة إلى صراع غير مبدئي من قبل القوى السياسية التي تهيمن على مفاصل عديدة في الدولة بدون أي اهتمام للواقع المرير الذي يعيشه المواطنين بدء من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وانفراط الأمن وتدني الخدمات والغلاء والبطالة وأزمات الكهرباء والماء... الخ. وهذه الكتل تعتبر مصالحها الطائفية أو الحزبية الضيقة هي أفضل من مصلحة المواطنين ومصلحة البلاد المهددة بالحرب الأهلية وبالتقسيم، هذه الكتل التي ما تزال تتصارع وتقاتل من اجل استمرار المحاصصة وسن القوانين التي تخدمها وتخدم أغراضها الذاتية ولهذا فهي تستميت من اجل تمرير هذا القانون دون غيره على الرغم من أنه لا يخدم مصالح الشعب أو الوقوف بالضد من قانون آخر لأنه مخالف لأهدافهم وخططهم، وتجلى هذا الصراع مثلاً في قانون الانتخابات التشريعية فبينما ينتظر الشعب العراقي والقوى الوطنية والديمقراطية تعديل هذا القانون لتتساوى الحقوق ومنع التجاوز على أصوات الكتل وان يُطبق قرار المحكمة الاتحادية وأن يعتمد القانون القائمة المفتوحة والدائرة الانتخابية الواحدة و سانت ليغو إلا أن البعض من القوى السياسية الدينية ترفض وتصر على القائمة المغلقة والدوائر المتعددة لان ذلك يسمح لها بالتجاوز على أصوات القوائم والكتل الصغيرة التي تعد كما أظهرتها الانتخابات التشريعية الأخيرة بـ ( 2 ) مليون صوت تقريباً، وعلى الطريق نفسه نرى تباطئ مستمر في سن قانون الأحزاب لأسباب عديدة في مقدمتها التخوف من كشف مصادر التمويل الداخلي أو الخارجي .
لقد تحدث الكثير من المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي عن الانتكاسة في الوضع الأمني وبخاصة بعد حادثة السجنين أبو غريب والتاجي وهروب أكثر من ( 500 ) سجين، وقد تغاضوا عن أن الانتكاسة الأمنية مستمرة قبل هذا الحدث بكثير، وبمجرد العودة للكم الهائل من التفجيرات والاغتيالات وأعداد الضحايا المهول سوف نجد أن ما يسمى بالاستقرار الأمني عبارة عن مسرحية هزيلة تتكرر في العديد من مناطق البلاد ما عدا إقليم كردستان، ولم يعد ذلك سراً من الأسرار أو لغزاً محيراً لان أدواته وآلياته الإرهابية معروفة وأسبابه معلنة وحاضنته هي المحاصصة الطائفية والحزبية، هذا الإرهاب والميليشيات الطائفية المسلحة اللذان يتجولان بكل حرية وبتحدي صارخ دون مجابهة حقيقية أو التغاضي العجيب بسبب الشركاء السياسيين الذين تحولوا إلى متربصين لبعضهم، والا كيف يمكن أن يعرف المواطنون في مناطق وقرى قريبة ومنها قضاء أبو غريب عن الحادثة قبل وقوعها، أما الأجهزة الأمنية المسؤولة عن السجنين فقد ظهر أما أنها مخترقة وهذا ما أكده أو شهد عليه شاهد من أهلها وزير العدل العراقي حسن الشمري في يوم الجمعة المصادف 26/7/2013 الذي حمل الشرطة الاتحادية واستخبارات الداخلية " مسؤولية الخرق الأمني " في قضية سجن أبو غريب وسجن التاجي وهروب سجناء القاعدة والقوى الإرهابية كما أن الوزير كشف عن تواطؤ البعض من عناصر القوى التي مكلفة بحماية السجنين ولم يقتصر الأمر على وزير العدل فقد أكد مظهر الجنابي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان وعضو لجنة التحقيق حول فرار السجناء " هنالك تقصيراً من الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية السجن والمناطق المحيطة به إذ أن المخابرات أعطت إحداثيات دقيقة للواقعة قبل حدوثها عبر برقيات وجهت إلى جميع مؤسسات الحكومة المعنية ولم يتم اتخاذ اللازم ولا الاستعداد لإحباط مثل تلك العملية". وإذا لم يكن ذلك واعتبرنا أن الوزير والنائب الجنابي بالغا في الأمر ألا تعتبر هذه القوى الأمنية المكلفة بالحراسة وحماية السجنين نائمة وتعيش في عزلة لا تعرف ما يجري حولها بعدما تم الكشف عن رسالة فورية وسرية من المخبارات الوطنية العراقية برقم (6153 في 20 / 7/ 2013 ) كشفت عن نية "تنظيم القاعدة الإرهابي تنفيذ عمليات إرهابية يستهدف فيها سجني التاجي وأبو غريب واحد المواقع الحكومية عن طريق قنابل الهاون والعجلات المفخخة والأحزمة الناسفة خلال الساعات القادمة". بينما تشير البعض من المصادر الموثقة بأنه يوجد بالقرب من السجنين 70 ألف من القوات المسلحة بقت في حالة سلبية
ــــ ألا يفسر هذا أن المحاصصة والتجاذبات السياسية والصراع بين القوى المتنفذة دليل على أن البلاد سائرة نحو الهاوية ؟
ــــ ثم ألا تكفي هذه المصائب من تحريك الضمائر لكي تصحو على أمر مهم وهو مصلحة البلاد وأمن المواطن المهدد في كل لحظة؟
ــــ ألا تجعل هذه الفواجع ضمائر الكثير من المسؤولين أن تنسى مصالحها الذاتية وتتخلص من النفس الطائفي البغيض وتعود كما كل مواطن وطني شريف يشعر بالمسؤولية ويحس بأن الطائفية والتوافقية الحزبية أس بلاء البلاد؟
إن كل الاستنتاجات التي أطلقت وما زالت تطلق حول الوضع السياسي، وكل التحليلات الموضوعية عن أسباب تفاقم الأزمة السياسية تشير أن العراق يمر بمرحلة دقيقة وعصية بسبب الصراع بين القوى السياسية صاحبة القرار التي ما زالت تراهن على المحاصصة وتقسيم المراكز والغنائم، وإذا لم تتخلص القوى الوطنية الشريفة من هذه المحاصصة فان الأمور السياسية سوف تستمر بالتدهور وهذا ما يؤثر على جميع المرافق الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي يجعل من تحقيق الأمن والاستقرار ريشة في مهب الريح، والطامة الكبرى لن يبقى التدهور يراوح في مكانه لأنه سوف ينتقل إلى أزمة جديدة تسمى الحرب الأهلية وهذا الأمر هو الطريق لتقسيم البلاد أي بالمعنى الواضح السقوط في الهاوية التي لن يفر منها أحداً لا أحزاب الإسلام السياسي ولا المحاصصة الطائفية ولا القوى السياسة الوطنية والديمقراطية ولا الشعب العراقي برمته وبمكوناته الفسيفسائية المختلفة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
- تفحص في المفاصل
- العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
- مقاطع شعرية
- الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
- عندما يشع حلم المسافات
- تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
- حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع
- من أين تأتي السيارات المفخخة وبهذه الكثرة؟
- ماذا وراء الانتخابات الإيرانية القادمة؟
- أيام دامية وسنين غائمة والمواطن يدفع الثمن
- ممارسة العنف والقتل ضد المرأة في العراق
- حلم حمدان واختفاء صباح الأسود
- هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟
- الأيزيديون وجرائم القتل المبرمج
- مَنْ يتحمل مسؤولية أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة ؟
- الواقع الجماهيري في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- المعنى من استقلالية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
- اياررمز لنضال الشغيلة ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي
- الانزلاق نحو الحرب الطائفية الاهلية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء