أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى محمد غريب - نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!















المزيد.....

نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 14:37
المحور: كتابات ساخرة
    


حثني للكتابة مرة أخرى حول حالة وضع المجلس النيابي العراقي وتصدعه وغياب أكثر من ثلث أعضائه في جلسته المنعقدة يوم الخميس 26 أيلول/سبتمبر 2013 وهو ديدن هذا الثلث تقريباً في الغياب وكأنه لا يشعر بمسؤولية وجوده ومسؤولية تمثيله لمن صَوَت له ولو كان هذا الصوت واحداً أو خمس أصوات وهو يدل أيضاً على اللامبالاة والهدف هو الكسب المادي أو الاستهتار بالقوانين التي تنص على حضور النواب الملزم إلا بعذر شرعي ، والمصيبة أنهم يعرفون هذه الحقيقة، حقيقة أنهم أصبحوا أعضاء في مجلس النواب بسبب المقاعد التعويضية المجانية التي كانت من المفروض أن تمنح للقوى السياسية التي جاءت الأصوات لهم وليس لغيرهم، وبسبب هذا الداء الذي يبدو مزمناً نقول ونكرر الاسطوانة " آخٍ ثم آخ " من قانون الانتخابات " وآخ" من ضمائر مازالت تصر على بقائه والسبب معروف، ففي خبر بثته البعض من وسائل الإعلام عن دعوة ائتلاف دولة القانون لإقرار قانون الانتخابات قال النائب انتصار حسن أن " التحالف الوطني والعراقية يؤيدان إجراء الانتخابات وفق دوائر انتخابية متعددة، كما ذهب خالد العطية رئيس كتلة دولة القانون في المجلس النيابي في القول " نحن مع القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة بعدد المحافظات ( 18 ) دائرة وهذا أمر نهائي " (طبعاً مليون عافية ) حتى يتم الاستيلاء على أصوات القوى السياسية غير المتنفذة لكي تمنح لمن لا يحصل حتى على خمس أصوات ليكون عضواً في البرلمان بينما الذي يحصل على ( 12 أو 13 ألف صوت) فمصيره الفشل مثلما حدث في الانتخابات التشريعية السابقة ( مليون عافية على ديمقراطية خالد العطية ومن أمثاله ومن يعمل بالضد من قرار المحكمة الاتحادية التي أشارت لها النائبة المستقلة صفية السهيل بالقول ""عدم التزام الأحزاب والكتل بقرار المحكمة الاتحادية البات والملزم حول المقاعد التعويضية وأحقية توزيعها للخاسر الأكبر يعتبر خرقا واضحا للدستور وللسلطة القضائية من البرلمان العراقي وممثلي الشعب" .. وعلى ما يظهر من جلسة الخميس المذكورة فقد انهي ( 205 ) نائب قراءة ( 10 ) قوانين وبغياب ( 120) نائب " هلهوله لمن صوت لهم وللقوى والكتل السياسية التي رشحتهم لعضوية المجلس " مع احترامي للمصوتين الذين غرتهم الكتل والأحزاب وما خلفها، غرتهم الوعود وخدعتهم الادعاءات وغشتهم الشعارات الطائفية المغلفة بالوطنية، ولقد خصص يوم الاثنين القادم ( 30 / 9 / 2013 ) لمناقشة تلك القوانين لكن بيان المكتب الإعلامي في البرلمان ( حفظه الله ورعاه !!) الذي نشرته شفق نيوز أشار " إن هيئة الرئاسة قررت تأجيل التصويت على مقترح قانون تعديل قانون انتخابات مجلس النواب رقم (16) لسنة 2005 والمقدم من اللجنة القانونية " وهكذا فان قانون الانتخابات قد يؤجل إلى الدورة البرلمانية القادمة أي عندما تجري الانتخابات التشريعية عام ( 2014 ) وتفرز النتائج ثم يبدأ الصراع على المناصب وفي مقدمتها رئاسة الوزراء وغيرها من الرئاسات " واخذ ليل وجر عتابة! " وبعد التي والتية "سوف يجتمع المجلس النيابي بعد الانتخابات " إذا اجتمع!!" وقد تمر شهور على الانتخابات ثم تطرح عليه القوانين وبينها قانون الانتخابات أما قانوني التقاعد والأحزاب فهما في العناية المركزة ‘ فوجود " تكهنات" عديدة على تأجيل التصويت على قانون الانتخابات في ( 30/9/ 2013 ) فإذا ما حصل ذلك فيعني أن الخطة الموضوعة لتمديد عمل البرلمان أخذت مسارها كما المخطط المرسوم والذي سيشمل تمديد عمل الحكومة أيضاً وبهذا تسدل الستارة عن فصل مأساوي من عمل البرلمان الحاضر الغائب لكي يتواصل مع فصل التمديد ، وقد يكون الاحتمال أيضاً بالتصويت على قانون الانتخابات بصيغته الرجعية المخالفة لقرار المحكمة الاتحادية والتي تصارع بعض الأطراف في التحالف الوطني والعراقية على المراهنة لبقائه من أجل توزيع المقاعد التعويضية على الحيتان السياسية، ولكننا مع كل ذلك سننتظر اليوم الموعود والتصويت المنشود وعند ذالك سنضع إصبعنا على الاحتمال الذي يراهن عليه من قبل البعض من هذه القوى ولكل حادث حديث.
لقد أصبح غياب عشرات النواب عن اجتماعات المجلس مسرحية هزيلة جداً ويبدو أن الذين يقبضون بالملايين لا يهمهم إلا ما ينفع جيوبهم ولهم هدف في الترشيح ضمن كتل متنفذة تحقق طموحهم وتمنحهم عضوية المجلس النيابي بالمجان، ويبقي المواطن ينتظر الفرج يعيش هاجس الرعب والخوف من الأوضاع الأمنية المتردية بسبب المحاصصة والصراعات السياسية بين الكتل والفساد المالي والإداري والرشوة المتفشية فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية السيئة بما فيها البطالة والفقر وغير ذلك من الآفات الاجتماعية، وبدلاً من الإسراع في إنجاز التشريعات الضرورية التي تدعم حياة المواطنين وتدفع الاستقرار والسلم الاجتماعي إلى أمام نجد البرلمان يتلكأ في كثير من الأحيان من أنجاز مهامه لأسباب في مقدمتها الغياب وعدم اكتمال النصاب القانوني لجلسات البرلمان أو الخلافات السياسية التي تعصف بالكتل صاحبة الأكثرية والقرار أو عدم وجود توافق بين المصالح أو الخلافات حولها ومن هو الذي يستفيد أكثر من الآخر، ولهذا نلاحظ التهديدات المتبادلة بين الكتل البرلمانية حول إصدار أو تعديل البعض من القوانين، فلكل جهة وجهة نظر تختلف مع الأخرى ليس من اجل مصالح البلاد أو المواطنين العراقيين بل جوهرها خلاف ضيق بسبب المصالح وآفاق الاستفادة من القانون الوقتي وليس ديمومته أو بقائه ليكون قاعدة للعمل والانطلاق منه للتطوير وإيجاد الأفضل في التشريع والتطبيق.
لا بد من ذكر الحقيقة أن أكثرية شعبنا العراقي كانت تحلم في انتقال السلطة في العراق من الدكتاتورية والفردية إلى نظام برلماني ديمقراطي ومجتمع مدني تصان فيه الحريات وتحترم المعتقدات وتحل المشاكل المتراكمة ، نظام فيه البرلمان هو التشريع الذي يقوم بحماية حقوق المواطنين وتسن من خلاله القوانين والتشريعات التي تكون ملزمة بعد إقرارها، برلمان كسلطة تشريعية مستقلة نسبياً وعدم التدخل في شؤونها وقراراتها وتعد مؤسسة بحق تمثل أطياف الشعب مثلما هو حال أكثرية البرلمانات في العالم المتمدن، إلا أن ذلك لم يتحقق بالشكل والجوهر المطلوب فلا البرلمان في شكله الحالي أصبح برلماناً يقوم بواجباته القانونية بشكل صحيح ولا هو متعطل عن العمل تماماً، فهو بين أمرين أما حاضر لكن حضوره غير كامل أو غائب لا يستطيع أنجاز أعماله بشكلها المطلوب بسبب جر الحبل بين الأحزاب والكتل التي تهيمن عليه، فليس من المعقول لبرلمان يغيب عنه أعضائه بالعشرات وباستمرار لا بل البعض من أعضائه لم يحضروا سوى اجتماع واحد ولا تجري محاسبتهم وإلغاء عضويتهم، أما القوى السياسية التي جلبتهم ووضعتهم وعينتهم في البرلمان فهي الأخرى على ما يبدو " راضية مرضية " وإلا لماذا لا تقوم باستبدالهم من هم أكثر شعوراً بالمسؤولية؟ ولماذا اتفقت معهم قبل الانتخابات ليمثلوها على الأقل لأننا نعرف أنهم لا يمثلون الأصوات التي سرقت من قوى سياسية أخرى حسب قانون انتخابات الدوائر المتعددة، البرلمان العراقي الحالي لا يمكن اعتباره برلماناً يوحد الصفوف فهو أساساً غير موحد داخلياً ولا يستطيع تجاوز نواقصه الذاتية قبل الموضوعية، ولا يستطيع القيام بأعماله دون صراع لا مبدئي بين كتله وأعضائه وصولاً إلى المعارك الكلامية والتشابك بالأيدي كما حصل سابقاً، ولهذا الكثير من المواطنين فقدوا الثقة كونه لا يستطيع معالجة وضعه ويحسم الكثير من المعوقات الذاتية وفي مقدمتها الغيابات المتكررة غير المعقولة والتراشق بالاتهامات في مقدمتها تهم الفساد والإرهاب التي تشكل عائقاً على قيامه كبرلمان يستطيع إنجاز مهماته بشكل كامل، وعندما نقول ذلك فهذا لا يعني نفي الصراع المبدئي من اجل الصالح العام والقضايا الموضوعية الهادفة لتحقيق المصالح الوطنية والشعبية وهذا الصراع موجود في الكثير من البرلمانات في العالم التي هدفها المعالجة الصحيحة للمشاكل التي تمر على البلاد أو بالضد من مصالح المواطنين العامة، أما أعضاء البرلمان العراقي المتغيبين بإصرار وهم على ثقة بأنهم باقون ولا يمكن زحزحتهم ولا زحزحة مكانهم كأسماء مجرد أسماء في مجلس النواب فتحتاج إلى وقفة مسؤولة من قبل الناخبين في المستقبل أما أن تكون الانتخابات وفق الدائرة الواحدة لجميع مرافق البلاد وان تكون القائمة المفتوحة أساساً للعمل كي يتم انتخاب الأعضاء بشكل ديمقراطي حر وعدم تعينهم من الحيتان الكبيرة حيث تضع كل من تريده حتى لو كان مرفوضاً من قبل أبناء الشعب في المكان الذي يجب أن يشغله من يستطيع العمل والحضور بشكل دائم وليس حسب المزاجية، ولهذا يجب أن يدقق الشعب بالطريقة الانتخابية وبقانون الانتخابات كي لا يتم جلب متغيبين دائمين في الانتخابات القادمة كما هو الحال في الوقت الراهن



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي بدون الحزب الشيوعي والتيا ...
- هل يستوي ألم الحنين مع البعاد؟
- التحالف الذي أزاح حزب العمل النرويجي وحلفائه من السلطة
- الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية
- عائلتي هل هدأت من رؤية الغرابة!
- مهزلة الشجار في البرلمان حول رفع الصور
- الاعتراف بعدم القدرة سيد الموقف والأدلة
- فقدان البرلمان العراقي استقلاليته وهيبته
- لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت
- تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد
- تمعن في توابع الفصول القادمة
- يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء
- التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
- تفحص في المفاصل
- العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
- مقاطع شعرية
- الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
- عندما يشع حلم المسافات
- تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
- حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى محمد غريب - نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!