أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى محمد غريب - لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت















المزيد.....

لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 12:35
المحور: كتابات ساخرة
    


مر العيد وهو معمد بالدم وبمعاناة مئات العراقيين الذين أصبحوا حطباً لنيران الجرائم الإرهابية وعصابات القتل الطائفية، فلم يكن عيداً اعتيادياً مر عليهم بل أياماً سوداء لا يمكن مقارنتها بأية جرائم سجلها التاريخ الحديث وبخاصة في العراق إذا ما استثنينا الحروب الكبيرة والدكتاتورية، لأن العراقيين يعيشون في دولة لا تمارس الحرب وهي تعيد بناء ما خربته الحروب والدكتاتورية، لكن العيد وما قبل العيد ذكر بأنهم مازالوا يعيشون حرباً من نوع آخر تحصد ليس الجنود فقط بل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال وتعاقب المناطق الشعبية لأنها تكره الإرهاب وعصابات القتل الطائفية.. وبهذا فقد عيّد العراقيون على مسارح الدم والقتل والتدمير والرعب والخوف ولهذا لم نعد نحصي...
لم نعد نحصي عدد التفجيرات التي قدمها المجرمين كهدايا للمواطنين الأبرياء والعبوات الناسفة الوردية الصديقة الصدوق الملازمة لحياة الشعب في كل دقيقة وكل ساعة ولكل يومٍ يَعْبر فنلهث لنقارنه بيومٍ قبله ثم بيومٍ في شهر سبقه ثم في سنةٍ سبقت سنتنا الحالية ، وتركنا الإحصاء لأصحاب الإحصاءات الذين يتمتعون بحمايات خاصة تفوق أية حماية لكي يعيشوا بسلام وراحة وأمان، فالشعب يحمي نفسه بنفسه أليست هي المهزلة!!، ويقدم قرابين للحمايات، ويعمل والقهر يثقل كاهله لكنهم يصورونه أكثر سعادةً ويتفاخر بالدولة الجديدة والحكومة الرشيدة يفتخر لأنه يلطم ويشق رأسه ولديه من العطل الدينة لا يمكن أن تحصى ولا يهمه الاقتصاد الوطني أو متطلبات المعيشة ولا الخدمات المتدنية ولا انقطاع الكهرباء ولا الفساد والمفسدين فهو سعيد بمرور عشرة أعوام أو أكثر لان حالته السيئة السابقة أصبحت أسوأ فالمثل في ما نقلته وسائل الإعلام ووزارة الداخلية والمسؤولين فقد قالوا علناً وبعد هذا " أفاد مصدر في وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، بان 54 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار ثلاث سيارات مفخخة وأربع عبوات ناسفة ضربت مناطق الزعفرانية والدورة والنهروان وأم المعالف في العاصمة بغداد ".. فإذا رغبت بان ننقل ما جرى فهناك الكثير لكن ذلك سيكون مملاً وقد نتهم بالتصيد والتكرار في الإحصاء ونحن الذي قلنا منذ أول الكلام أنه عيد معمد بالدم العراقي، ثم كان اليوم الثاني من العيد الذي سجل رقماً قياسياً في التفجيرات فتحول اللظى إلى مجلس عزاء عام ، نعم ، لم نعد نحصي... ".
لم نعد نحصي أفواج الضحايا من الأبرياء، القتلى والمصابين والمهجرين والمهاجرين فنحن تعودنا عليها منذ حروب القائد الفذ والاشتراكية العربية الخاصة، تعودنا على الدم المراق في كل ناحية في العراق، الدم الذي غسل وما زال يغسل أرصفة الشوارع واسفلته المتدني وتراب الأزقة والحارات والأسواق الشعبية التي يؤمها فقراء الناس ولفئاته الكادحة، الدم تجاوز الرجال والنساء والشيوخ إلى الأطفال والرضع والأجنة، الدم بعرفان التسبيح والتكبير واستغلال الدين والشريعة وحتى اسم الجلالة وكأن الذبح والقتل بالكاتم نواميس تحكم لكي تعيد الأيمان والإسلام إلى جادة الصواب! بعدما أعلن القتلة والمجرمون انحراف كل المواطنين الذين لا يؤمنون بعقيدتهم المتطرفة ولا بطريقتهم الدموية التي تخالف ليس الدين الإسلامي فحسب بل جميع الشرائع السماوية ، فقط عندهم الذين يؤمنون بالمرجل وبالحرق والخازوق، الذين يرون العلم عاهة والجهل راحة واستباحة.
لم نعد نحصي هروب عتاة المجرمين من إرهابيين ومن مليشيات طائفية مسلحة من السجون العراقية، ففي كل واقعة تقدَم التبريرات وكأنها حقائق بينما الحقائق مخفية أو تكاد أن تكون مخفية ليس على الذين يعرفون ببواطن الأمور إنما لخداع المواطنين العراقيين بالعهود والوعود فذلك أصبح موضوعاً عامّاً وشائعاً حتى إذا لم يتكرر لمدة غير محسوبة زمنياً يضج المواطنون من العجب والغضب ويتساءلون عما يجري من إهمال بالضد منهم!! ويعاتبون الأجهزة الأمنية في شخصية الحكومة الباسلة التي تقف مكتوفة الأيدي وتكاد لا تعرف كيف تتصرف مع هذا الكم من الانفلات الأمني، وعاجزة أمام التفجيرات والقتل المبرمج، المفخخات والعبوات الناسفة التطويرية
لم نعد نحصي أرقام أموال العام المسروقة بحجة بناء البلاد بأيدي لا تفرق بين الحلال والحرام لكنها تركع وتحج ، تصلي وتحج وتزكي وتخمس، لكن ذلك عندها شيء دنيوي مسموح في العرف المعمول به باستغلال اسم الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية وكأنه ليس له صلة بالوفاء والأخلاق والالتزام بما جاء في القرآن والسنة من وصايا ومحرمات ومن ضمنها السرقة والتجاوز على أموال المواطنين.
لم نعد نحصي أسماء الفاسدين من المسؤولين الكبار الذي حُملوا مسؤولية القيادة للبناء وخدمة الشعب الذي يدفع الضريبة من أعصابه ودمه ومن قوته اليومي ، الفاسدون أصحاب الضمائر النخرة التي لا يهمها إلا مصالحها ومقدار منفعتها .
لم نعد نحصي مليارات الدولارات التي تطير بقدرة البشر الحرامية وتصرف بطرق أكثر خيالية بحجة بناء الوطن بعقد الصفقات واخذ المقسوم منها بحجة إشباع المواطن الجوعان والتخلص من الفقر والأدران ونقل البلد إلى مصاف البلدان المتطورة.
لم نعد نحصي تصريحات المسؤولين الأمنيين ولا الرئاسات الثلاثة ولا كل من هب ودب بالتأكيد على القضاء على منابع القتلة أو الوقوف ضد الميليشيات الطائفية المسلحة التي تهدد وتتوعد بالقتل وبالويل وبالثبور.
لم نعد نحصي أعداد العائلات التي هربت خارج البلاد أو داخلها تاركة دورها ومناطقها بسبب تأجيج روح الطائفية والعداء بين مكونات شعبنا والقتل الطائفي المبرمج ومحاولات تقسيم العاصمة بغداد طائفياً وانتقالها للمحافظات الأخرى وتقسيم البلاد بشكل طائفي.
لم نعد نحصي تسويف وتعطيل القوانين المهمة التي يستفيد منها الشعب وفي مقدمتها، قانون الانتخابات وقانون الأحزاب وقانون التقاعد العام وقانون العمل وقانون النفط والغاز وقانون الأحوال الشخصية وغيرهم، وليتصور أي إنسان عاقل أية مهزلة أن تجري انتخابات تشريعية أو لمجالس المحافظات بعدم وجود قانون للأحزاب يحدد ماهيتها والأموال التي تمول بها .
لم نعد نحصي المهازل والضحك على ذقون المواطنين الفقراء والذين دون خط الفقر والكادحين ومئات الآلاف من العائلات التي بدون سكن أو تعيش بالتجاوز على أراضي الدولة في مجمعات عشوائية لا تصلح حتى لمعيشة الحيوانات.
لم نعد نحصي وأي شيء نستطيع أن نحصيه فلقد تشابكت المآسي والأوجاع فما عاد المرء يستطيع الإحصاء .. فعذراً



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد
- تمعن في توابع الفصول القادمة
- يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء
- التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
- تفحص في المفاصل
- العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
- مقاطع شعرية
- الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
- عندما يشع حلم المسافات
- تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
- حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع
- من أين تأتي السيارات المفخخة وبهذه الكثرة؟
- ماذا وراء الانتخابات الإيرانية القادمة؟
- أيام دامية وسنين غائمة والمواطن يدفع الثمن
- ممارسة العنف والقتل ضد المرأة في العراق
- حلم حمدان واختفاء صباح الأسود
- هل الحرب الطائفية الأهلية قادمة لا محال؟
- الأيزيديون وجرائم القتل المبرمج
- مَنْ يتحمل مسؤولية أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة ؟
- الواقع الجماهيري في انتخابات مجالس المحافظات في العراق


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى محمد غريب - لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت