أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية















المزيد.....

الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العودة إلى وجود المعارضة الإيرانية " منظمة خلق " في العراق التي تعيد إلى ذاكرة ملايين العراقيين الذين أصبحوا لاجئين في الشتات بالرغم من وجود فوارق كثيرة ما بين قضيتنا ووجود منظمة خلق في معسكر اشرف وفي مقدمة الفوارق أن النظام السابق سهل لهم المكان والسلاح إثناء الحرب العراقية الإيرانية لكنهم وبعد احتلال العراق وتجريدهم من السلاح ثم القرار الأوربي بإلغاء صفة الإرهاب عنهم وكذلك القرار الأمريكي فقد أصبحوا كأي لاجئين يعيشون خارج بلادهم ومع ذلك فالشفيع الوحيد للحكومة العراقية وأكثرية الشعب العراقي والذين يشعرون بحساسية بالغة تجاه سكان معسكر اشرف بسبب التعاون ودعم النظام السابق لهم، مثلما هو حال دعم إيران للمعارضة العراقية وفي مقدمتها أحزاب الإسلام الشيعي، ونجد بعدما تبدلت الظروف وبدلاً من سفك دمائهم وقتلهم بدم بارد أرضاء لحكام إيران القيام بالتعاون مع الأمم المتحدة لإيجاد مكان آخر لهم غير العراق وهذا ما حصل لثلاثة آلاف منهم بالانتقال إلى معسكر آخر حتى يتم معالجة قضيتهم وترحيلهم وبقاء ( 100 ) شخص منهم حسب ما بثته الوسائل الرسمية الحكومية ووسائل الإعلام، لكنهم مع شديد الأسف لم يسلموا من الهجوم المسلح الأخير بدون أية حجة إلا اللهم كونهم معارضين للنظام الإيراني على الرغم من أنهم عزل من السلاح، ولقد تم قتل العشرات بدون الاكتراث إلى قرار ترحيلهم عاجلاً أم آجلاً وبخاصة إن انتقالهم محسوم من قبل الأمم المتحدة وهم ينتظرون المكان والوقت المناسب مثلما حصل لبعضهم بالانتقال إلى ألبانيا.
لابد من القول بخصوص قضية معسكر اشرف وبعدما بدأ تفريغه وترحيل المتواجدين فيه إلى مخيم ليبرتي أو إلى خارج العراق ـــ لا يوجد أي تفسير على الاعتداءات المتكررة وآخرها " المجزرة " في الأول من أيلول/ 2013 حسبما أشار لها النائب الأوربي البريطاني سترون ستيفنسون رئيس لجنة البرلمان الأوربي للعلاقات مع العراق إلا تفسير واحد وهو يدل على المخطط المُبيت الذي اشتركت فيه قوى عسكرية مهيأة لهذا الغرض حسبما أعلنته البعض من وسائل الإعلام وما أكدته منظمة خلق الإيرانية المعارضة حيث أشير على أن " قوة من اللواء 36 التابعة للجيش العراقي هاجمت فجر الأحد معسكر أشرف الذي يضم مجاهدي خلق بالأسلحة الثقيلة والخفيفة" وأضافت في مكان آخر أن " فرقة كوما ندوس خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني" هي التي شاركت ونفذت العملية مما أدى إلى قتل ( 52 ) من المتواجدين في معسكر اشرف.
إن الحديث عن معسكر اشرف ومنظمة خلق كثير ومتشعب ويمتد تاريخه إلى النظام السابق وقيام الحرب العراقية الإيرانية ولقد كتب الكثير من المتابعين والمهتمين وبمختلف الاتجاهات عن العلاقة بين منظمة خلق الإيرانية والنظام العراقي السابق وكذلك موضوعة معارضة هذه المنظمة للنظام الإيراني بعدما توجهت سياسة هذا النظام للاستحواذ على كل شيء ومحاربة أية قوى وطنية وديمقراطية إيرانية حتى لو كانت هذه القوى تناضل ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي القمعي المرتبط بعجلة السياسة الأمريكية وقدمت التضحيات الكثيرة خلال سنين نضالها الطويل مثل حزب تودة الإيراني " الشعب ..الشيوعي " ومنظمة أكثرية ومنظمة خلق وغيرهما من الأحزاب، فلقد تأسست منظمة خلق عام 1965 وتعتبر من حينها اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي كانت تهدف لإسقاط نظام بهلوي وبعد أن سقط نظام الشاه استحوذت قوى الإسلام السياسي بقيادة السيد الخميني على السلطة وبخاصة عندما شن نظام صدام حسين الحرب على إيران وكانت هذه الحرب عبارة عن مخرج لحكام إيران الجدد فباسم الوطن والدفاع عنه ارتكبت الكثير من الجرائم السياسية المنظمة وزج بعشرات الآلاف من الوطنيين والديمقراطيين والمعارضين الإيرانيين في المعتقلات والسجون وقضي العديد منهم تحت طائلة التعذيب والإعدامات بحجة واتهامات باطلة منها معاداة الإسلام والخروج عن تعاليمه أو خيانة للوطن مثل حال الأنظمة الدكتاتورية التي تبحث عن الحجج لكي تتخلص من معارضيها، وكما تخبرني الوقائع أن النظام الإسلامي الجديد نفذ عمليات إعدام جماعية راح ضحيتها أكثر من (30 ) ألفا من هذه المنظمة، وبهذا فقد أصبحت منظمة خلق خارج اللعبة السياسية الجديدة بعدما دخلت الانتخابات الرئاسية والذي رشح فيها مسعود رجوي وحسب وسائل الإعلام المحايدة فقد حصل على أكثر من مليون صوت انتخابي لكنه لم يفز فقد فاز في حينها أبو الحسن الصدر وأصبح رئيساً في 4 / 2 / 980 والذي كان مدعوماً من قبل السيد الخميني ( للعلم أن هناك أخباراً نشرها حسين سلامي وكيل الحرس الثوري عن عدم ظهور مسعود رجوي بعد الهجوم الأخير يظهر أما مقتله أو ابتعاده بسبب إخفاقه بالإبقاء على حياة 100 في معسكر اشرف بدلاً من انتقاله لفترة معينة لإنجاز البعض من الأعمال )
إن الحكومة العراقية تقدمت بتعهدات والتزامات لضمان أمن وسلامة الإيرانيين المتواجدين في معسكر اشرف لحين انتقالهم وتوطينهم في بلد آخر وهو أمر متعارف عليه في المواثيق الدولية ولا يخضع لحسابات خاصة أو إرضاء لجهة خارجية، والاعتداءات المتكررة من قبل قوات حكومية عراقية دليل على أن هناك أوامر عليا قد اتخذت لتنفيذها بهدف الضغط على سكان اشرف الذين لا حيلة لهم إلا الانتظار، وهذا الأمر ليس تابع لمزاج وزير الخارجية العراقية أو وزارته التي أصدرت بياناً يتضح من خلاله مدى الاستخفاف بالقرار الاممي الذي أشار إلى العمل الإنساني الشفاف لحين إيجاد بلد ثالث لهم، وهي عملية ليست بالسهلة ولا يمكن أن تخضع إلى " كن فتكن " لأنها تحتاج إلى وقت واتفاقيات بين أكثر من طرف وهذا أيضاً لا يخضع إلى القول بأن معسكر اشرف " أصبح غير مقبول " ولهذا جرى الهجوم العسكري المسلح وتم قتل ( 52 ) إنسان اعزل من السلاح وهي عملية لا تخلو من العنف الإرهابي المنفلت عند البعض من الأجهزة الأمنية التي كان المفروض بها توجيه عملها القانوني بالضد من القوى الإرهابية والميليشيات الطائفية المسلحة التي تساهم يومياً بقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء بدلاً من مهاجمة سكان عزل يعتبرون بعرف القانون الدولي لاجئين، ثم لم يقتصر الهجوم على معسكر اشرف لوحده فعلى الرغم من انتقال أكثرية سكانه إلى مخيم ليبرتي فان هذا الأخير تعرض إلى قصف ب ( 35 قذيفة هاون وصاروخ سقطت عليه " وقد أدى هذا القصف إلى قتل وإصابة حوالي ( 106 ) وفي حينها رفضت السلطات الحكومية حتى نقلهم إلى المستشفى مما أدى إلى وفات البعض منهم وهي عملية لا إنسانية وبخاصة إذا ما عرفنا أن هذا الانتقال هو وقتي لحين إيجاد بلد ثالث لتوطينهم .
إن تشكيل لجنة تحقيق من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي بادرة طيبة ولا سيما إذا كان الأمر يخضع لاعتبارات سياسية وهو بصدد كشف الجناة ومن خلفهم لتقديمهم للعدالة مهما كلف الأمر، إلا أن هذا التشكيل بقى قيد الدائرة الضيقة ولم نسمع عن نتائجه أو تحركاته وقد يكون لذر الرماد في العيون وإرضاء جهات خارجية لتحريف الوقائع وهو ما كشف خلال تأكيد مستشار رئيس الوزراء على الموسوي ( لفرانس بيرس ) " صدور أوامر حكومية تطالب المعارضين الإيرانيين بمغادرة المعسكر" وهو أمر غريب ـــ فكيف يغادرون المعسكر؟ ـــ والى أين؟ ثم هم داخل المعسكر وجرت عمليات مسلحة من قبل قوات حكومية عراقية قتلت وأصابت الكثيرين منهم ـــ فكيف إذا تركوا المعسكر حسب تصريح علي الموسوي وما هو مصيرهم؟ ـــ وهل الانتقال إلى مخيم ليبرتي سينهي الاعتداءات المسلحة ولنا تجربة سابقة حيث قصف المخيم وادعاء البعض من المليشيات بأنها وراء ذلك القصف الصاروخي ؟ أليس من الأفضل التعاون مع الأمم المتحدة للإسراع في انتقالهم بصورة سلمية بعيدة عن الانتقام وتنفيذ رغبات خارجية جاهدت في التحريض والاعتداء للتخلص منهم كمعارضة ولا سيما أن هناك خبراً يؤكد نقل ما تبقى في المعسكر وعددهم ( 40 ) شخصاً إلى ليبرتي وأصبح معسكر اشرف تحت سيطرت قوات شرطة ديالى.
الحكومة العراقية مدعوة لحل هذه المشكلة بالطرق السلمية ونبذ طريق العنف المسلح كما حصل في العديد من المرات، وعلى الحكومة لجم المليشيات المسلحة المنفلتة وهي معروفة للجميع التي تهدد بين فترة وأخرى بضرب مخيم ليبرتي وحرقة فوق راس من يسكنه وهم حوالي أكثر من ( 3000) إيراني معارض لحكومة طهران وهي رغبة لقوى خارجية معروفة، على الحكومة العراقية التعاون وبشكل شفاف مع الأمم المتحدة والالتزام بمواثيقها حول الترحيل السلمي لمكان آخر يتفق عليه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلتي هل هدأت من رؤية الغرابة!
- مهزلة الشجار في البرلمان حول رفع الصور
- الاعتراف بعدم القدرة سيد الموقف والأدلة
- فقدان البرلمان العراقي استقلاليته وهيبته
- لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت
- تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد
- تمعن في توابع الفصول القادمة
- يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء
- التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
- تفحص في المفاصل
- العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
- مقاطع شعرية
- الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
- عندما يشع حلم المسافات
- تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
- حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع
- من أين تأتي السيارات المفخخة وبهذه الكثرة؟
- ماذا وراء الانتخابات الإيرانية القادمة؟
- أيام دامية وسنين غائمة والمواطن يدفع الثمن
- ممارسة العنف والقتل ضد المرأة في العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية