أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أميركا .. السعودية .. الثورة















المزيد.....

أميركا .. السعودية .. الثورة


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما الفرق بين كل من ريغان .. جورج بوش الأب .. كلينتون .. جورج بوش الابن .. أوباما ..
فيما يتعلق بسياسة أميركا تجاه الشرق الأوسط ؟
الحقيقة لا شيء !!
نعم .. اختلفت أساليب معالجتهم وبعض التفصيلات، لكن مضمون السياسة بقي واحداً ..
فهؤلاء الرؤساء تناوبوا على إدارة دولة جبارة في قوتها العسكرية وهيمنتها الاقتصادية وتأثيرها على المجتمع الدولي ، واستضافتها للمنظمة الأممية الأكبر على أرضها ..
دولة رسمت مصالحها، شكل سياستها وأملتها على هؤلاء جميعاً ..
هذا في العموم.
لكن أميركا تحولت إلى دولة جامحة عسكرياً، عندما تمتعت بانتعاش اقتصادي، وإلى دولة مستكينة تبدي الحلول الديبلوماسية عندما عاشت أزمات اقتصادية مستحكمة . حالتها الاقتصادية كانت تحدد رئيس أميركا وطريقة إدارته ..
أوباما جاء على أصوات الملونين والطبقة الوسطى، ربح مرتين دون أن يحوز على تأييد اللوبيات الأميركية الفاعلة، صرح دوماً أنه لن بقدم على عمل عسكري، ورشح وفاز بجائزة نوبل للسلام باعتباره لم يستعمل براثن أميركا التي أدمن عليها سلفه بوش .. تعهد بذلك ووفى .


تعتقد السعودية أن الربيع العربي لم يجلب للمنطقة سوى الفوضى، وهو زاد من أعبائها المالية، و سمح لقوى إقليمية كإيران بالتمدد .
فبعد إدارة فاشلة أميركية للملف العراقي أحالت هذا البلد إلى دولة فاشلة و سلمته لحكام الملالي في إيران، تراقب المملكة طهران بكثير من الريبة وهي تتمدد عسكرياً عبر ميليشياتها المسلحة المنتشرة في سوريا ولبنان، وهي دول كانت وحتى زمن قريب، تدور في فلكها، لكنها اليوم تشكل خطراً فعلياً عليها .
لذلك سعت السعودية لاستدراك ذلك عبر بناء حلف عربي مع دولة الامارات ومصر والأردن، والكويت المتحفزة من خلف الكواليس، في مواجهة الخطر الفارسي وأدواته، وهذه الدول تجتمع في كراهيتها لتنظيم الأخوان المسلمين، وهي تجتمع مع تركيا في استيائها من الدور السلبي لادارة أوباما .

لقد أبدت السعودية عن سخطها عن هذا الدور في مصر، عن تخلي أوباما السريع عن حليفها الاستراتيجي مبارك، ودعمه لنظام الأخوان المسلمين بطرق مخابراتية وسياسية، ومن ثم تردده في دعم الشعب المصري في مواجهة أعدائها التقليديين .
ففي أروقة هيئة الأمم رفض وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة، مبدياً أمام الاعلام أنه غير راض عن سياسة هذه الهيئة، واتهمها بالكيل بمكيالين، كما يعتبر انسحاب السعودية من قبول فوزها بمقعد مجلس الأمن رسالة جدية وغير مسبوقة من السعودية، تعبر عن استيائها في تعثر مجلس الأمن من حل النزاع العربي الفلسطيني الممتد طوال 60 عاماً، أو في نزع السلاح الغير تقليدي من منطقة الشرق الأوسط .. والأهم عدم قدرته من تحجيم الأسد ووقفه عمليات القتل في مواجهة الشعب السوري، مع ما نتج عن ذلك من تحويل سوريا القريبة منها إلى ساحة صراع بين قوى التطرف .
الأمر الذي دفع الرجل القوي والمحنك (( الطيار، والسفير السعودي السابق في أميركا طوال 22 سنة، ورئيس المخابرات الحالي )) الأمير بندر إلى الاعلان لديبلوماسيين أوروبيين أن السعودية تعتبر نفسها في حل عن أي اتفاق مع أميركا حول تسليحها للمعارضة السورية، بعد أن أذعنت المملكة وطوال سنتين لضغوط هائلة أميركية بعدم إقدامها على تسليح المعارضة، بحجة أن واشنطن جادة في إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الصراع ورحيل الأسد .
جاءت هذه التسريبات على أعقاب التقارب الايراني الأميركي، الذي اعتبرته تقويضاً إضافياً لدور الرياض المحوري في لعب دور يعوض عن غياب الواردات النفطية الايرانية وذلك بزيادة انتاجها من الغاز والنفط .

لكن ماذا تملك كل من السعودية وأميركا من أوراق ضغط تجاه الآخر .
تملك السعودية استثمارات هائلة تشكل نسبة 7 % من الثروة القومية الأميركية، وهي نسبة في حال تخلخلها ستؤدي إلى أزمة اقتصادية هائلة، وهو ما لا تريد أميركا حصوله أبداً .. كما تملك السعودية بحكم علاقاتها المالية والسياسية نفوذا هائلاً في العالم العربي والاسلامي، وحتى الغربي ..
أما أميركا فهي تملك قواعد عسكرية ضخمة في منطقة الخليج، وقدرة مخابراتية على خلق الفتن بين الشيعة والسنة السعوديين، وهو ما يرهق السعودية أكثر، كما تملك قدرة في تنشيط النفوذ الايراني في المنطقة أكثر، تردعها في ذلك إسرائيل التي تضغط لأجل عدم وصول طهران للقدرة على أنتاج سلاح نووي يعطل تفوقها الذي عملت لأجله عشرات السنوات، والذي يؤمن وجودها في منطقة مليئة بالصراعات .
يقيني أن كلا الدولتين لا ترغب في الدخول بمرحلة الصدام، لأن هذا سيؤدي إلى خسارة كبيرة لكلتيهما، خاصة أن أوباما رئيس يؤمن بالحلول الديبلوماسية الأقل كلفة ..
إسرائيل اليوم وصلت إلى شبه مبتغاها، فسوريا باتت دولة مهلهلة، لن تقوى على المطالبة بحقها في الجولان أقله في المستقبل المنظور، بعد أن فقدت تماسكها، واسلحتها، بما فيه سلاح التوازن الاستراتيجي .
وهي بالتالي ستخفف ضغوطها على واشنطن، مما يسمح لأوباما لاختيار ما يناسب المصالح الأميركية .
مصالح تنطلق في عودة أميركا لقوتها الاقتصادية ولعب دورها العالمي كاقوى دولة في العالم، واستيعاب التنين الصيني، والدب الروسي، المصران على تقاسم الكعكة الشهية بكل السبل .


نظام الأسد بتركيبته التاريخي، متخشب لا يقوى على أي تغيير في بنيته، لكن طبيعة المتغيرات الدولية والاقليمية عصفت بتماسكه، وسلبته كل أوراق القوة التي دعمت بقائه، بما فيها دوره كمتعهد للمهام القذرة في هذه منطقة الشرق الأوسط .
والأسد يلعب على مسألة الوقت، فهو يريد بالنهاية إنهاء النزاع بأي شكل من الأشكال لضمان بقائه على سدة السلطة، وهو بقاء بات مهدداً بعداوات كثيرة أخذت طابعاً شخصياً وشرساً، وهي قادرة على استنزافه، والحكم عليه بالموت البطيء .
هذا النظام الذي بقيت أزماته جميعها مشلولة دون حل طوال أكثر من أربعين عاماً، قد حول سوريا وبمراهنة منه، إلى ساحة صراع لكل قوى التطرف، هارباً إلى الأمام.
وكما سقط السادات بقوى التطرف التي ساعدها ودعمها، فإن الأسد سيسقط أيضاً في لحظة معينة، خاصة أن المترصدين له باتوا من الكثرة والجبروت بحيث لن يقو على مقاومتهم مجتمعين، أولها إرادة الشعب المستبسل بالقضاء عليه وعلى نظامه، مدفوعة بإرادة التغيير والتطور .
بالنتيجة فإن كل من روسيا وإيران ستبيعانه، وهما يساومان على ثمن لم يتحصلا عليه بعد، لكن الظروف تتغير والصفقات تبلورت وبات من الممكن التبصر بشكلها .
السعودية قادرة ولا شك على الضغط، وهو دور لم نعهده منها، فالرياض تحتاج اليوم للالتفات للداخل ومعالجة ازماتها المعاصرة، تحتاج إلى قدراتها المالية كاملة لمسابقة الزمن قبل نضوب النفط أو تسويق وسيلة أخرى للطاقة وهي باتت موجودة وتنتظر قراراً سياسياً، قرار يفقدها قدراتها المالية الضخمة وتحولها إلى دولة تعتمد على الانتاجية بدل استخراج الثروات الكامنة في جوف الأرض .
الحل بدأ يمهد إليه عبر بعض الانفراجات كتبادل المخطوفين والافراج عن بعض المعتقلين، وبعضهم رموز الحراك والثورة الشعبية، كل هذا يؤسس لقناعة أن الصورة قد نضجت، وإلى اقتراب الحل .
ولأن ما يهمنا كسوريين، هو شكل سوريا القادم .. أمل ضحينا لأجله بكل ما أوتينا من صبر وإصرار، فلا بد أن نفيد من هذه المتغيرات الدولية، واغتنام الفرصة لصناعة جسد واحد ضاغط ذو إرادة فولاذية قادر على تحقيق مآل الجماهير المتلوعة، والنهوض بكل القطاعات السورية المدمرة وإعادة تأهيلها ورسم أجندة وطنية تقوم على مستلزمات الداخل وحده، والتخلي عن السلبية وكذلك الارتهان الكامل لارادة الخارج، لأن القوة كلها تكمن في الشارع المتعطش للتغير .
وهو حقيقة يجب أن لا تغيب عن أعيننا لحظة واحدة .

قادمون



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاق شريف شحادة
- قدري جميل يختار موسكو
- لكي تطمئنوا
- التصعيد العسكري .. إلى أين ؟
- من قلبنا ووجداننا الثوري
- في ضيافة القيصر
- هل أفلس الأسد فجأة ؟
- لماذا الكيماوي ؟
- حقائق كونية ودعوة للتأمل
- الداخل دوماً
- خطة لتحديد الأولويات وتقديم الحلول العملية
- خيار حمل السلاح
- الخطة B لانهاء النظام
- مضمون الدولة السورية القادمة
- الشعب وإكليل الغار
- السيناتور جون ماكين
- موقف الدول الراعية والمشاركة في جنيف 2
- عن حضور مؤتمر جنيف 2
- صناعة المستقبل السوري
- إذا صمت المثقف


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أميركا .. السعودية .. الثورة