أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - شؤون السياسة الدولية














المزيد.....

شؤون السياسة الدولية


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تفاقم الوضع القتالي في سورية وتحوله الى صراع نفوذ بين الغرب المتمثل في الولايات المتحدة واوربا الغربية وتوابعهم في منطقة الشرق الاوسط، وبين روسيا والصين وايران من جانب اخر، قد رسم لوحة استقطاب جديدة من شأنها ان تغير ظاهرة "القطب الواحد" التي وجدت على اثر غياب المعسكر الاشتراكي وفي مقدمته الاتحاد السوفيتي. ولم يكن في حسبان الغرب بان" الفيتو" الروسي سيرفع بوجهه اذا ما طبق سيناريو اسقاط حكم " القذافي" في اسقاط حكم" بشار الاسد". فراح يتمادى في غيه لتطبيق خططه في سوريا، بغية ازاحة اقرب خصوم اسرائيل في المنطقة، غير ان التحرك الروسي الصيني بالتحالف مع ايران قد افضى الى منع تطبيق الاجندة الغربية، فرض على واشنطن ان تعيد حساباتها ازاء ايران، وتبعاً لذلك تغيير الموقف حيال الوضع في سورية، وبخاصة عندما اتضح امامها سريان المد الايراني الذي شكل عامل خطورة على حليفتها اسرائيل اكثر من خطورة سوريا اكثر من خطورة سورية كما يبدو.
وقد ارسى هذا التحالف الروسي الايراني الصيني الاساس الكونكريتي لاحياء "القطب الثاني" على النطاق الدولي من جديد، لاسيما وانه يبدو قد كسب ود بعض قوى الاسلام السياسي "الشيعي" المتمثل بايران واتباعها في منطقة الشرق الاوسط، وظهر وكأنه مقابل تحالف الغرب مع قوى الاسلام السياسي "السني " الامر الذي ادى بالغرب الى ان يفرمل اندفاعه في حصار ايران سعياً منه لانهاء البرنامج النووي الايران، وفي الاونة الاخيرة رشحت بعض الاخبار مفادها ان ثمة مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران منذ اكثر من عام مضى، سعياً لتهيئة مناخاً للتفاهم بين طرفي الصراع،وتوصيفاً لما حصل، فانه لم يفسر غير كونه افرازاً لتلك المفاوضات، ومن ابرز معالمه خلق مقدمات على الصعيد الايراني الداخلي كان من شأنها السماح لرجل اصلاحي " حسن روحاني" بالفوز بمنصب رئيس الجمهورية الايرانية، حيث ان التشدد الذي طبع سياسة "نجاد" الرئيس الايراني السابق،لم يكن في ظله حصول امكانية الانعطاف المباشر نحو التقارب مع الغرب.
وبذلك تتضح نتائج سياسة واشنطن لاغراء ايران بالابتعاد عن التحالف مع روسيا، فهي اي الولايات المتحدة ليست لها مشكلة مع قوى الاسلام السياسي عموماً، وبامكانها ان تحقق وتضمن مصالحها من خلال هذه القوى الغارقة بالغيبيات وتأملات" القدر"، التي لا تصمد امام حركة كثبان السياسة، لاسيما اذا ما اغريت بمشتركات ملحة، وبخاصة منع القوى الديمقراطية واليسارية الرديكالية العلمانية عن استلام زمام الامور في بلدانها، وبوجه خاص بعد ان فشلت الانظمة اللبرالية اليمينية في هذه البلدان، واذا ما كانت واشنطن وعموم حلفائها الغربيين قد تحالفوا مع قوى الاسلام السياسي "السني" وعلى وجه التحديد " الاخوان المسلمين" وابرز مثال على ذلك موقفهم من ثورة الثلاثين من يونيو 2013 المصرية. فما هو المانع اذن من ان تقدم على تحالف مع القوى الاسلام السياسي "الشيعي" سيما وان ذلك سيضعف امكانية نشوء القطب الدولي الجديد.
لاشك ان ايران قد ضمنت عدم التعدي عليها وعلى حليفتها سورية عسكرياً بتحالفها مع روسيا، ولكنها تدرك ان ضمان اوضاعها الاقتصادية التي شبه منهارة بفعل الحصار الغربي الخانق، غير ممكنة وهي باقية في خصام مع الغرب والولايات المتحدة تحديداً، وانطلاقاً منه وبعد التدهور الموجع في جميع مجالاتها الاقتصادية افاقت طهران فخفضت من مكابرتها فيما يتعلق بانتاجها من " اليورانيوم المخصب " . والجدير ذكره ان واشنطن سرعان ما ابتسمت لهذه " الصحوة الايرانية" ، وعلى اثره اقدمت على اقامة لقاءات عاجلة مع واشنطن، ومع ذلك بقيت خطوات الطرفين وجلة لانعدام الثقة بينهما التي ترسخت عبر عقود من الخصام على مختلف المستويات.
هنالك امر لابد من الاشارة اليه او التساؤل حوله، وهو ذلك التحالف القائم بين موسكو وطهران، فهل سيتفكك عندما تجد ايران انفتاح ابواب الغرب لها وفقاً لشروط ممكنة قادرة على الالتزام بها ؟، وهل تجازف بفقدان تحالفها مع روسيا ؟ . ومن استقراء في لوحة افق التحالفات الايرانية الروسية على المدى المنظور هو، ان روسيا بحاجة هامة لهذا التحالف خصوصاً وانه يمس امنها القومي، باعتبار ايران جارة تحدها من الجنوب الذي توجد فيه قوميات مسلمة فيها حركات تنازع روسيا على الاستقلال مثل الشيشان وغيرها، واذا ما حصلت هذه الحركات على اي احتضان لوجستي من ايران او حتى شيء من اللا مبالاة باعمالها المضادة لروسيا حينها ستشكل خطراً على وحدة البلاد الروسية. اما ايران فهي الاخرى ستبقى بحاجة الى تحالفها مع موسكو الى مدى غير قصير، نظراً لانعدام ثقتها بالغرب، الا ان ذلك مرهوناً بنوع القيادة الايرانية، فاينما تبدلت تبعاً لذلك ستتبدل المواقف، ولا يوجد امر مستحيل في السياسة.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماء العراق تمطر ناراً..!!
- سير الانتخابات ام ايقاف المفخخات ..؟
- -سانت ليغو- .. رغم براءة المحكمة يتعرض لقصاص البرلمان.!!
- سرّاق منتخبون وناخبون مسروقون..!!
- محاولة لجر النفس المقطوع..!!
- حكامنا فشلوا .. والفشل يولد التمرد.
- صوت الاحتجاج هتاف الثورة ومحركها
- صبية السياسة يقاتلون بالانابة ..!!
- عقد من الزمن وعقد مع المحن
- ثمار الانتخابات في خريف العملية السياسية
- الانتخابات من الديمقراطية ام الديمقراطية من الانتخابات..؟
- حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها
- لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه
- التغيير ... يؤخذ غلابا
- تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - شؤون السياسة الدولية