أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها














المزيد.....

حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان دعوة النزول عن سدة الحكم قد تبدو هذياناً لدى من على كرسي السلطة. ولكن وكما يقول الماديون: ان في كل لحظة كل شيء جديد في الحياة، فضلاً عن بديهيات ادارة الصراعات السياسية التي تؤكد دوماً بأن لا مكان للمستحيلات في دراما السياسة، وفي ذات الوقت ليس غريباً على من ينعمون بالسلطات المطلقة ان يروا بقاءهم بمنأى عن التغيير - وعلى حد عبارة المقبور صدام " ان الله يحبه ولهذا وصل الى الرئاسة" - وعليه "سيعيش الف عام وعام !!" مستنداً على ما اخبرته به احدى العرافات، كما ان الملوك غالباً ما رددوا مقولتهم المعروفة " ان للمملكة رب يحميها ". وبالمناسبة قيل في العراق قبيل ثورة 14 تموز 1958 بوقت قصير"ان دار السيد مأمونة". كل هذه القناعات المطلقة بدوام التسلط والاستبداد، انتهت بين ليلة وضحاها، وبات صاحب الدار المأمونة مسحولاً في شوارع بغداد،وصاحب الايمان بان رب العالمين يحبه، اخرج من جحر ارنب، قد هيأه لنفسه بالتزامن مع الانتخابات الصورية التي كان يجريها بنتائج الـ 100% ..!!.
ان دروساً في تاريخ العراق السياسي غنية بالعبر، ولا يبدو على حكامنا اليوم الاتعاظ بها. وليس ثمة حاجة الى كاشف اسرار ليبين لنا بماذا حشيت ادمغمة هؤلاء الحكام من تصورات واحلام البقاء الابدي، انهم قد باتوا اسرى المال والجاه الذي لم يدر بخلدهم يوماً الاقتراب حتى من حواشيه، لاشك انهم مصابون بمرض السلاطين والاستبداديين عبرالتاريخ، الذين عاشوا في حالة غارقة بوهم البقاء بفعل القوة الخارقة التي اتت بهم الى منزلة الحكم، وكانوا يؤمنون بانها كفيلة بحراستهم الى الابد من اي طامع بمكانتهم !!، دون ان يحسبوا يوماً ما تصنعه حركة الزمن من تطورات تفرض استحقاقاتها، تلك التي اذا ما اغفلت ستجعل كل ذي حركة مستعداً لقلب ظهر المجن عندما تختمر لديه مقومات التحول.
ومن النادر ان نجد احداً من الحكام قد تنازل عن "بغلة السلطة" بطيب خاطر، ربما كان مثل الجنرال" سوار الذهب" في السودان، والمناضل"مانديلا " في جنوب افريقيا، قد صنعا سابقة في التاريخ الحديث، بتنازلهما عن كرسي الحكم، وهما في قمة النجاح، وكانا يحظيان باعتزاز شعوبهما، اذ سُجل عملهما كظاهرة لا سابق لها ، ولن تتكرر كما يبدو في يومنا هذا. ومن اتعس تجليات عبادة كرس السلطة هي حالة الرؤساء والملوك الذين يفضلون الموت تقطيعاً وحرقاً واعداماً بايدي الجماهير( مصير صدام و القذافي وغيرهما ) على ان يتنازلوا عن سدة الحكم، وفي النتيجة سرعان ما تنكشف اسرار عنادهم وتمسكهم بمواقهم السلطوية، فالجرائم التي لا تعد ولا تحصى، والفساد والاختلاسات للمال العام التي يرتكبونها. تولد لديهم جسامة في الخشية من القصاص، الذي لا فرق بينه وبين ما يتوقعونه من مصير حينما يقعون تحت طائلة الجماهير الغاضبة، مما يدفعهم على التشبث باوهامهم العليلة بانهم خالدين في مواقعهم، ظناً منهم بأن القوة التي اتت بهم ما زالت كفيلة بحمايتهم.
يتجلى ذلك في الوضع السياسي العراقي على درجات سافرة من التمسك بمواقع الحكم دون اية مؤهلات موجبة، في حين غدا التفسخ يعم جميع مفاصل "الطبقة" الحاكمة، مما اوصلها الى الحضيض، ولا بد ان لا يُغفل اصل الحكاية كما يقال، المعنى هنا، من اي رحم ولدت هذه التشكلية الحكومية..؟. فهي مخاض ازمة ثقة وتقاتل على الحصص، ورغم تشكيلها من خلال التدابير والنوايا المبيتة الماكرة، الا انها ظلت حاملة علتها القاتلة في ثناياها، والمتمثلة بكثرة القيادات الفاشلة الجاهلة المفعمة بقلة المعرفة بادارة شؤون البلد، ولذا لا عجب من الفشل الذريع الذي غرقت فيه حتى هامتها، والذي لابد من ان يؤدي عاجلاً الى الانهيار اذا لم يكن الانفجار المدمر المحذور منه.
ولعل من يدعو قادة الحكم في العراق الى الخروج من الحضيض الذي وصلوا اليه في ادارة شؤون البلد سيسدي لهم افضل خدمة قبل ان يدفعوا الثمن الباهض، والذي لا يتوقع منه سوى ان تشيعهم ذات القوى التي اتت بهم الى مواقع السلطة، تشيعهم الى مثوى غير محسودين عليه، هذا اذا لم تأبنهم بموت سياسي لا احد يترجا لهم الشفاعة.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه
- التغيير ... يؤخذ غلابا
- تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها