أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ازمة علم في متن ازمة حكم














المزيد.....

ازمة علم في متن ازمة حكم


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدا، كما يبدو، لعب اوراق الضغط والمناورات السياسية، وربما الدسائس "المستوردة"، هو السائد، بل الفاعل والمؤثر في الوضع السياسي العراقي. ان كل ما يظهر للعيان جلياً لا يعدو عن كونه بعض افرازات الازمة السياسية المهلكة التي تعيشها الكتل الحاكمة منذ سقوط النظام المقبور في 2003، وكلما امتد الزمن بعمر هذا النمط من قواعد اللعبة السياسية المشهورة بـ " المحاصصة الطائفية والعرقية"، كلما اشتدت الخلافات بفعل غياب المرجعيات الدستورية العادلة الملزمة. فلا احد يرى او يستوعب شراكة الاخر معه في السلطة، مع انه يعلم قبل غيره انه من دون الآخر سوف لن يتمكن من " التسلط ". ولا احد يتصور انه سيغادر مكانه في موقع القرار يوماً ما. ولهذا يستأسد على الاخرين، ولا يترك لغيره سوى عظام الفريسة، اذا جاز هذا التعبير.
الازمة الراهنة وصلت الى منعطفاتها الحرجة، وهي في توالي التصعيد، ومن معالمها البارزة هو بقاء الاتفاقات التي حصلت بين الاطراف المعنية مجرد عناوين مفرغة من اية مضامين تأخذ طريقها للتطبيق على الواقع. وهذا اتفاق اربيل على سبيل المثال وليس الحصر، ظل عنواناً مقطوعاً من النسب الى عوامل قيامه، كما بقى السعي لتطبيقه من طرف واحد ولكن دون جدوى، الامر الذي يدفع هذه الجهات لاعتماد وسائل اخرى اجرائية حتى وان كانت غير دستورية، ظناً منها بانها مبررة، وذلك بالتوازي مع حالة النكوث بالاتفاقيات من قبل الطرف الاخر. مثال على ذلك رفع العلم الكردي على المبان الرسمية في خانقين البلدة التابعة ادارياً الى الحكومة المركزية، وهذا اذا ما عنى شيئاً فيعني الشروع بتطبيق المطاليب التي تضمنها اتفاق اربيل من طرف واحد، لكون الطرف الاخر تراجع عن الوفاء بتعهداته ازاءها. وبهذا لا تفسير لذلك سوى انها اوراق ضغط سيدفع ثمنها المواطن العراقي .
ومع كون خطوة رفع "العلم الكردستاني" بانها غير دستورية، فانها تاتي تماثلاً مع خطوات اتخذت من الاطراف الاخرى ليست دستورية ايضاً، لسنا بصدد تعدادها هنا. وبما ان نظام الحكم قائم على المحاصصة، فالطرف الكردي ربما يرى ما قام به هي حصته من خرق الدستور طالما يخرقه الاخرون، كما ان العلم الكردي قد غدا مستقلاً تماماً عن العلم العراقي، وذلك لكون الاخير ظل لا يمثل كافة الاطياف العراقيةعامة والكردية خاصة، بمعنى انه لم يكن على غرار علم ثورة 14 تموز 1958 الذي وضع فيه الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم الخنجر الكردي متعانقاً مع السيف العربي، فضلاً عن الشمس الاشورية التي تمثل العراق بتأريخه العريق. هذا وناهيك عن وضع السنبلة والعجلة كتمثيل للعمال والفلاحين. فماذا يمثل العلم الحالي ؟. ولكن بالرغم من ذلك فان ما يلام عليه المسؤولين الاكراد هو ذلك النزق السياسي الذي جعلهم سرعان ما يبادرون الى انزال العلم العراقي من فوق المباني الحكومية في محافظة دهوك.
وتأتي ازمة العلم الكردي عالقة في متن ازمة الحكم، لتزيدها تعقيداً وتدهوراً، وسوف لن تتوقف مثل هذه الازمات "المفرّخة"عن الازمة العامة في البلد. ويبدو ان قادة الحكم يجدون فيها ملاذاً من حكم المسؤولية التي تلقي عليهم اعباء حل المشاكل العويصة التي يعاني منها الشعب العراقي،كما انهم يجدونها كوسيلة لاثارة زوابع سياسية يشكل غبارها تعتيماً على ما هو حاصل من انعدام الكفاءات لادارة مؤسسة حكم، هذه المؤهلات التي يفترض وجودها من ان تكون كفيلة ببناء دولة مؤسسات مدنية ديمقراطية للعراق الجديد، وينبغي الا ننسى استكمل السيادة الوطنية التي ظلت مقيدة بالمصالح الحزبية والفئوية المعمدة بالمحاصصة الطائفية والعرقية المقيتة المنتجة للازمة الحالية.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!
- فشلهم المكعب يجيز للشعب ان ينحيهم
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 9 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 8 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 7 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 6 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 5 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 4 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 3 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 2 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 1 - 9
- العملية السياسية ... ما اشبه اليوم بالبارحة !!
- حكومة الاغلبية وانقضاء المئة يوم
- العودة الى الشعب
- عيد العمال ومآل الحال في العراق
- نذير بخريف عاصف للعملية السياسية في العراق
- رياح التغيير والمظاهرات الكيدية الحكومية
- معادلة العدالة المقلوبة في العراق الديمقراطي !!!
- مهما تعددت الموالاة للحكومة فالمعارضة موجودة


المزيد.....




- ارتطمت ثم انفجرت.. لحظة اصطدام طائرة روسية بدون طيار بمبنى س ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لقصفه أهدافا إيرانية
- مصدر في قوات الأمن الإيرانية: إسرائيل سترى قريبا ورقة طهران ...
- ترامب: -على الجميع إخلاء طهران-
- ما الذي يجعل منشأة فوردو النووية في إيران عصية على الهجمات ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. هل أسقطت إيران طائرات -إف 35- إسرائيلية ...
- هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ ...
- شركة -رافائيل- الإسرائيلية تهدد برفع دعوى ضد فرنسا بعد إغلاق ...
- قمعٌ وضربٌ واعتقالاتٌ وترحيل: الأمن المصري يحتجز نشطاء في -ا ...
- تقرير: مستوى مقلق جديد للحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ازمة علم في متن ازمة حكم