أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - عقد من الزمن وعقد مع المحن














المزيد.....

عقد من الزمن وعقد مع المحن


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عشر سنوات من نار مازال لهيبها يلسع ظهور العراقيين، ومع ذلك لم يشعر الحكام بوخزة ضمير لما يعانيه شعبهم الذي انتخبهم وليس غيره، وهذه مفارقة الزمن العراقي الرديْ. عشر سنوات وعشر ازمات وفشل يتبع فشل على مختلف المناحي. وكما يبدو انهم اسرى لتفاعلاتهم الكيميائية مع اقرانهم من القتلة والفاسدين من رموز النظام المقبور. وفي ذات الوقت يجسدون توجههم باقصاء شركائهم في اسقاط الدكتاتورية. الا يعني ذلك انهم يعاكسون ارادة الجماهير المتطلعة الى حياة ديمقراطية عادلة، كبديل منطقي للنظام الساقط، والا يعني ذلك ايضاً انهم يبررون محاسبتهم وانهاء تسلطهم على مقاليد الحكم، وهنا بيت القصيد كما يقال والذي يعني اول ما يعنيه البحث عن البديل الديمقراطي من المخلصين اصحاب الايادي البيضاء.
وسؤال عظيم لا شيء يمكن ان يزاحمه في طرح نفسه حول مجريات الساحة السياسية العراقية، مفاده: من المسؤول عن وجود وبقاء هؤلاء الحكام الفاشلين..؟ . وعلى حد تعبير التورية الشعبية ، ليس العتب على من يتسلط وهو فاشل، وانما العتب كل العتب على من انتخبه ويعيد انتخابه واهماً، ام جاهلاً ام حالماً ام طامعاً. كالمتأمل من الحجر عسلاً. ولكن بعد عشر سنوات لا يبقى الامر بحدود العتب على مكرري التصويت لصالح الفاشلين، وانما سيتحول الى تحميل المسؤولية التاريخية والسياسية عليهم، جرّاء استمرار ازمة الحكم، والمنتجة لازمة الامان، وازمة الخدمات، وازمة نهب اموال البلد، وكذلك وهي الاخطر ازمة ازالة ثقافة الدكتاتورية والغاء الاخر، هذا اذا لم يصبح غضباً جارفاً على الناخبين والمنتخبين من الفاشلين الذين يقودون البلد الى الهاوية.
ان سلاح التغيير هو الصوت الانتخابي، واذا ما استخدم لصالح الفاشلين او حُجب عن الادلاء ضدهم، سيكون عاملاً في بقاء الذين انتهت صلاحيتهم على رأس الحكم، بل سيؤدي الى دفع الازمة نحو تخطي الحافة الحرجة التي تعني الانفجار المدمر، وهنا يجدر القول والتنويه ان عملية انقاذ البلد واسعاف اصاباته البالغة المؤلمة في مختلف جنباته، تتمثل في انتخاب القوى الديمقراطية التي غيبها النظام الدكتاتوري اولاً، واستكمل تغيبها من الذين تسنى لهم القفز الى سدة الحكم، بفعل غياب او بالاحرى تغييب وعي الناخب بحُقن الطائفية والعرقية وقاسمهما المشترك المحاصصة المقيتة.
واثناء كتابتي لهذا المقال علق احد افراد اسرتي وهو يتابع ما كنت اكتبه بترديد المثل القائل " لن يُصلح العطار ما افسده الدهرُ " اشارة الى تغييب وعي الناس، ولكن مثله هذا لا ينطبق على الجماهير الواسعة، التي يرتبط وعيها بحركة التاريخ، الذي لا ولن يتوقف تقدمه فارضاً بقاء الاصلح، ورافضاً عوالق المناخات المتقلبة التي يثير زوابعها البعض من ذوات المصالح الضيقة غير الوطنية. ما عسانا ان نقول حول ما وصلت اليه ما سميناها بـ "مرحلة التحول"..؟، وان كانت قد استهلكت عشر سنوات من حياة الشعب العراقي، ورغم ذلك امست مرحلة عصيان نهج الاقصاء والاستحواذ على مواقع القرار، الذي ينطلق من صلب السلوك الدكتاتوري المقيت. ويتجلى اليوم بكل عنفوان بالدعوى الى" حكومة الاغلبية ". وان اصحاب هذه الدعوى يتجاهلون بان العراق فيه اكثرية لطائفة معينة، خصوصاً وان الانتخابات غير مضمونة سلامة نتائجها في ظل ممارسة الهيمنة التي يعمدها فهم مبتسر للديمقراطية.
ومن بديهيات الامور فان لا تغيير من دون سلاح مناسب له، والسلاح المناسب والحاسم في المعركة الانتخابية هو صوت المواطن، وعليه يتطلب الامر تحرير واخراج اصوات المواطنين من مشاجبها سواءً كانت في جعبة الاكثرية الصامتة، او لدى الاغلبية المصادرة من قبل المهيمنين بقوة التجييش الطائفي والعرقي، وجعلها فاعلة في تغيير القوى الفاشلة الفاسدة، لصالح القوى الديمقراطية العابرة للطوائف والمكونات العرقية والاثنية. كونها هي البديل القادر على حل ازمة الحكم وانهاء المحاصصة ، وارساء الوضع على بر الامان.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار الانتخابات في خريف العملية السياسية
- الانتخابات من الديمقراطية ام الديمقراطية من الانتخابات..؟
- حكام العراق ... اخرجو منها لانكم في حضيضها
- لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه
- التغيير ... يؤخذ غلابا
- تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - عقد من الزمن وعقد مع المحن