أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حياة من طين














المزيد.....

حياة من طين


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


(1)
(بيوت من طين)
هذه الأكواخ الطينية تعذبني
تذكرني بالقبور المنبوشة في بابل
ذاكرتها مثقوبة
وشمسها عقارب تشاركني المنام
***
هذه الأكواخ تحزنني
مجاري الخيال فيها مسدودة
والأحلام بلون الطين
والموت دبق
***
هذه الأكواخ تبكيني كثيرا
فكلما سقيتها من شلال قلبي
تعبر الصحارى بثيران مجنحة
وتتركني طفلا دون أمّ
***
آه أيتها القرى الحبيبة
حين أعود لعينيك العسلتين
وأتسكع في شرايينك
أكتشف قوانين مثيرة للجاذبية
حبّي لك لايزال مثلك بدائيا
وعفويا ومستمرا كنهر كريم
ماذا لو تلثمت بالغربة كي لا أسمع أنينك
أنينك يصيبني بالجنون
***
هذا الطين السومري يدهشني
يمدني بالدفء منذ آلاف السنين
***
هذه القصور تفزعني
إنها .. باردة .. باردة

(2)
( آلهة من طين)
فات وقت النذور
ولم تعد هناك شفاعة
أندرست أغاني الحصاد
رحلت آلهة سيباى
ويلهو بمراجيحهم الأطفال
***
أبنِ في هذه الحفرة الصغيرة
قرية كبيرة
سمّها (سيباى)
أراهنك بقميصي الممزق
لن يمّر فيها نهر
غيومها شاحبة
وفي جسمها ثقوب حمراء
ويمسح القرّاص والعاقول
فقر العمر
برواتب الشهداء
***
ولد الأمل ياسيباى
عادت الحمائم من المنفى
والبيوت الطينية أتكئت على الجبل من جديد
ومن الجبل يولد الأمل
ومن الجبل يولد
ومن الجبل
ومن
وَ
***
الآلهة لاتزال تسكن بيوتنا الطينية

(3)
(جندي من طين)
جندي من سيباى
يلّون أحلامه الطينية بالأقساط
تزوّج الجندي
بنى بيتا
وأصبح أبا
جندي من سيباى
تتباهى زوجته
لم يتبّقى في ذمّتنا الكثير
سنشتري ذهبا وحرير
وأيقونة تحمي الصغير
جندي
شاحب
يده على صورة
ألتقطت للذكرى
لوّنوا له أحلامه
بدمه القاني
عائلة شابّة من سيباى
تنتظر
تعاني
بصبر من حديد
رأس كل شهر
راتب الشهيد

(4)
(أحلام من طين )
أرغب في ترميم حلمك
الأحلام تتشظى في قريتنا
وتنتحر الصبايا
في طريقنا للمقبرة
سأفرك أصابعك الطويلة
لتخرج من بينها جنية
وتلملم الشظايا

(5)
(حرية من طين )
حَبيبتي تَتَعَطَرُ بِالياسَمْينْ
وَتشرَبُ كأسينِ مِنَ النَبيذِ قَبلَ العَشاءْ
حَبيبَتي عَصّرية
تَعرِفُ ما تُريدْ
تُوزِّعُ الابتسامات على الجالسينْ
وتُساعِدُ اللاجئينْ
حَبيبتي قروية
مهاجرة مثلي
تبحث عن ظل لنهديها
في ظل الحرية

(6)
(حبّ من طين)
سمعت أنك تلبسين (الكاوبوي)
أسود أزرق
دعينا من الألوان
وسمعت انك تخلّيت عن كوفيتك البيضاء
وتعقصين شعرك
كذيل حصان
أيحبك مثلي ويقصّ عليك حكاية
الأميرة والجان
ويقبّل جبينك قبل أن ينام
أيقدم لك التين على الإفطار
تين سنجار
أم تأكلون كالألمان

(7)
(أحزان من طين)
أحزاني تمتطي دموعي وتتزحلق بفرح
جرف السيل زينة القرية
رفعنا الأعلام وسخرنا من المطر
فنخرتها حبّات الرمل
ومزقتها العواصف
ألبسنا الليل ثوب من الظلام
القمر لحن غريب لا ينصت إليه أحد
وحدها كتبي تسلقت الجبل
وحدها كتبي تخاف الطوفان
وحدها كتبي سقط منها أسم (سيباى) عندما تبللت

(8)
(عبث من طين)
تتباهى القرى
بهجرة الصعاليك
وتذوب أبتسامة تموز
في حرّ النهار
الخبز المصنوع في تنّور بابلي
يورثني أرقا
أنا شاعر البيوت الطينية
وريث (سيزيف)
أبحث كل يوم
في رماد تنور أمّي عن أبتسامة



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطيع وجهك الحبيب
- أحلام الصيف
- قاسم حسن بيسو
- حكايات من شنكال / 34
- الظل / قصة قصيرة
- جدّي / قصة قصيرة
- السيرة الذاتية للأكتع
- سبعة أيام في الجحيم
- بيوت من طين
- بتلات الورد 40
- رسائل (3) رسائلك
- رسائل (2) رسالة إلى أنثى
- رسائل (1) رسالة من أنثى
- الطمع واليأس
- العصفورة
- ولا أزال أبحث عنك
- لأنك غجرية
- ثرثرة حرة
- روحي وقلوبي السبعة
- نعم للغزل لا للتحرش


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حياة من طين