أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - رسائل (1) رسالة من أنثى














المزيد.....

رسائل (1) رسالة من أنثى


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 11:28
المحور: الادب والفن
    




رسالة ليست كالرسائل ..
رسالة .. رقص لها "الموبايل" على نغمة تفيض حبورا ، وأحسَّ بلذة ضغط أناملها على الحروف ، ولا عجب إن شمّ "موبايلي" عطرها وسمع همساتها وهي تلفظ كلمات الرسالة قبل كتابتها .
رسالة ليست كالرسائل . تقول فيها صاحبتها : لنكن أصدقاء .!
ويخفق قلبي بشدة وترتجف شفتايَّ ، ثم ألقف رقم " موبايلها " وأحفظه في سويداء قلب " موبايلي " .
وأردّ سريعا : كيف ؟
كيف سنكون أصدقاء ؟ كيف وأنت أنثى وخلقني الله ذكرا .!
ويرقص "الموبايل" فرحا .. رسالة ثانية .. أفتحها بلهفة .. " ولم لا تنجح الصداقة بين الجنسين بالتأكيد تنجح " ..
وأردّ بخبث : حسنا يا صديقتي الجديدة ، مرحبا بك في عالمي ، عادة نتسكع نحن الأصدقاء لساعات متأخرة صامتين لا نلوي على شيء ومن يتكلم أولا يتحمّل من الجميع أرقى أنواع السبّ والشتم .
أنا وأصدقائي نجلس على دروب "سيباى" نعدّ حبات رمالها وقطرات أمطارها ، نذهب بعيدا .. نشعل نارا . نسكر . ندخن وما هي إلا دقائق حتى يصبح كل واحد على سجيته ويخرج من فمه كلمات غريبة عجيبة لن تجدي مرادفات لها في كل القواميس ، ثم نلقي نكات لا يجيدها أعتى الحشاشين ، فهل لا زلت ترغبين بصداقتي ؟.
وتردّ المجنونة " بالتأكيد " !
وأردّ بيأس ... أصدقائي هم كل شيء في حياتي وعندما أرى أحدهم ... أصرخ من فرحتي وأعانقه بشدّة ثم أرفعه عاليا بعد أن أقبّل وجنتيه ... فكيف سيكون الحال معك إذا ما التقينا ... "لا نزال أصدقاء أليس كذلك " .
وتردّ صديقتي " بالتأكيد " .
إذن أهلا بك صديقتي الحبيبة سأكتب لك كل يوم " كلمات ليست كالكلمات " .
وتردّ مؤنستي :
" سبحان الله أسمع الآن ماجدة الرومي ... " .
وأردّد مع نفسي " ولكني كنت أقصد كلماتي أنا والتي هي ليست كالكلمات ".
ليت "موبايلي" لم يرن .
***
ليلة لا تشبه الليالي..
ليلة لم أفتح فيها كتابا ولم أكتب حرفا . لم أسمع لحنا ولم أشاهد فلما ..
ليلة أكتب فيها الرسائل لصديقتي الجديدة ،
وينتصف الليل .. تناديني زوجتي .. كفاك لهوا .. هيّا إلى النوم .
قبّلة لزوجتي وتحية لصديقتي .
***
رسائل من أنثى .. تريد أن تصبح صديقتي وترغب صديقتي أن تصبح ذكرا ونرجع أطفالا ونصطاد العصافير معا ونركض خلف الفراشات معا ، وفي المساء نحفر أسمينا في حائط بيتنا الطيني بدلا من شجرة ، وأمسك بيد صديقي وأدخله بيتنا وأقول لأمي : قابلي صديقي الجديد .. تشهق أمي وتقول فليحفظك "شيشمس" هذا ليس بأنسي يا ولدي ، وأنظر لوجه صديقي .. يبتسم نصف ابتسامة فأكتشف سر ابتسامة (الموناليزا) ويبتسم لي عجوز ملتحي ويهز رأسه إيجابا .. تستمر زوجتي بهزّ كتفي ، وتقول كفى هذيانا .
***
حكاية ليست كحكاياتي ...
حكاية أهديها لصديقتي صاحبة رسائل ليلة الجمعة ...
ـ تعال غدا وتناول غداءك معي .. كل يوم جمعة أطبخ شيئا مميزا !.
صديقتي التي بدّلت قواعد اللعبة وقلبت موازين الحكمة وأفشت سرّ حبّ جديد وعلاقة جديدة كانت محرمة قبل قليل .. علاقة صداقة بين رجل وامرأة يتلامسان بعقليهما وبروحيهما بدلا من جسديهما ... ينتجان أفكارا وترفرف تلك الأفكار لتصبح فراشات وألحان وقصائد وتهاجر إلى قبب مخروطية ، وترتاح على جبل (سنجار) عندما يتساقط الثلج عليه .
***
ليلة تختلف عن كل الليالي ..
ليلة مليئة بالرسائل ، والأحلام .. ليلة فيها كوابيس وهذيان .. ليلة أجتمع فيها الأنس والجن وينظر الجميع إلى صديقتي .. يريدونها عارية بدون أفكار ..
ليلة أتباهى فيها بصديقتي الملتحفة بقصص جميلة أمام الجميع وأخرج لهم لساني لأغيظهم .. ليلة شكرت فيها السماء كثيرا على هذه الهبة ، الهدية ، الصديقة ولكن ربما ليلتي هذه عروس لا أستحقها لهذا عندما نظرت للمرآة رأيت لحم وجهي يتساقط حتى بانت أسناني النخرة .. تلملم صديقتي لحم وجهي المتناثر بعيون دامعة وتبعد الدود عنه وتعيد لصقه على عظام وجهي وتفركه بحنان لم أعهده من قبل ويصبح عمري أربعة عشر سنة من جديد .. أقبّل يدها .. فتسحب زوجتي يدها وتقول أنت تتكلم في نومك من جديد .
***
صديقة ليست كالأصدقاء ..
صديقة عندما ألتقي بها تعانقني بحرارة ، وتقبل وجنتي بحبّ .. أبتسم لها وتبتسم لي .. ثم نفترق لنلتقي من جديد ، ودائما أنا الذي أحدد المكان والزمان .
صديقتي ليست مثل صديقتك . صديقتي تسكن ذهني . تنطق بلساني . تثرثر وتفشي أسراري . صديقتي لا تغادرني إلا بهزّة من زوجتي وهي تنبهني قائلة : إنك تكلم نفسك ثانية بصوت مسموع .
أنتبه .. أفرك عيوني .. نغمة يرقص لها (الموبايل) رسالة .. ، ويبدو أنها ليست كالرسائل !.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطمع واليأس
- العصفورة
- ولا أزال أبحث عنك
- لأنك غجرية
- ثرثرة حرة
- روحي وقلوبي السبعة
- نعم للغزل لا للتحرش
- البداية
- العزاء
- ابن الحكيم
- زهور من شنكال
- المفكرة
- شتاء الحبّ
- رئيس الملائكة
- حبيبة السنة الجديدة
- الهائم
- الكتب
- بهجتي
- بتلات الورد 32
- النساء


المزيد.....




- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - رسائل (1) رسالة من أنثى