حبيبة السنة الجديدة

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 10:19
المحور: الادب والفن
    

حبيبة السنة الجديدة
(لا توجد سنة جديدة ، ولم يوجد يوما عام جديد ، ولكن دائما هناك فصول تتوالد).
مراد سليمان علو
أي رعب تحمله عبارة ( .. عام جديد ) .
وأية رتابة تكمن في فصولها القديمة ـ الجديدة .
فصل للحبّ وفصل للهجر وفصل للذكرى وفصل للبحث عن الحبّ .
وأية بلادة تطغي على قولنا (كل عام وأنت بخير ..).
ولكني وكالعادة سأرسل لكِ رسالة جديدة في هذه الليلة الرمادية لأقول لك ساحبّك في العام الجديد وفي كل عام قادم بقدر حبي لك في لقائنا الأول رغم إن لكل منا أسبابه في الابتعاد وهذه الأسباب كانت مفتعلة وساذجة وهي كانت خوفا من أن يكبر حبنا فقلقنا على قلوبنا الصغيرة ، قلوبنا الضعيفة التي لن تقوى على حمل عبء حبّ كبير .
ولم أكن بحاجة إلى الهجران يوما ليكبر حبي لك كما لست بحاجة لعام جديد ليكبر فيه حبي لك فمن كبره وصفائه وشدته وقوته وجبروته ورقته وندرته أنت تنحيت جانبا وهربت ثم غصت في الأعماق كي تتجنبي صنارة الصيد وبقيت في الأعماق المظلمة وحيدة وبعيدة عن أشعة الشمس دون أن تعرفي بأنه لم تكن هناك صنارة ولم يكن هناك صيد ولم تكوني يوما الطريدة .
كل عام وأنت هكذا .. مترددة .. تفكرين بألف طريقة قبل أن تخطين خطوة نحو قمة جبل (شنكال) .
آه كم تبدو القمة بعيدة عندما ننظر إليها من الأسفل دون رغبة منا في الصعود !.
كل عام سأرسل لك رسالة (بطريقة ما) رسالة مسروقة من صدى وقع خطواتنا ونحن نبتعد عن بعضنا .. ابتعدنا كثيرا ولا نزال نبتعد حتى أصبحت المسافة بيننا كالزمن الفاصل بين نهاية هذه السنة وبداية السنة القادمة .
زمن يمتد للحظة وفيها تكمن فيها كل مواسم القصائد والحبّ وهجرة الفراشات العائدة للزهور .
كل عام وأنت شاردة تبحثين عن عام آخر لتبدئي منه في البحث من جديد لأن بداية الحبّ كانت نهايته أيضا في قصتنا القصيرة التي لم تكتمل .
هزمت في البداية لأنك لم تكملي القصة ولكني أشعر بأني أنا المهزوم لأن القصة لا تنتهي .. لا تنتهي بالكتابة فالخيال يروي فصولا جديدة للقلب والقلب يقوم بخداع العقل والعقل يحيل كل شيء متحرك إلى بدايات هذا العام ويوهمني بأن الصيف هو فصل الحبّ والصيف هو ربيع القلوب .
حبيبتي .. ما أتمناه في عام 2013 هو نفس ما تمنيته في 2012 لأني لا أزال في بدايته وأنسج من أيامه قلائدا لمواعيدك التي لن تنتهي .. مواعيدك التي لن تأتي .

منتصف الليلة الأخيرة من عام 2012

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل