مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 18:59
المحور:
الادب والفن
لأنك غجرية
يا غريبة الشَعر ..
منذ أن حرثت كفي بنظراتك لتقرئي خطوطه أحببتك .
أيتها الغجرية يا غريبة الشعر .
أصابع يديك مختلفة عن أصابع الأخريات وأنت تمسكين بها فنجاني وتقرئينه ، وعندما تمسكين بها أصابعي لتقرّبي خطوط كفي لعينيك لتجدي فيه أملا .
متى ستكفين عن تمشيط محطات سفري ؟
متى ستكفين عن العبث بليالي عمري ؟
ومتى ستكفين عن طرح أسئلتك ؟
فمهما طويت الدروب وقلبت الفناجين لن تجدي شيئا ينبئك عن سرّ عشقي ولن تجدي مبررا لتوقفي .
***
أية شجاعة تملكينها ، فأنا منذ ضياعي أبحث عن امرأة تعيدني إلى مسار المغامرات وزمن الأساطير .
أبحث عن امرأة تجوب معي مدن الحكايات وموانئ العشق .
امرأة تقول لي إن قطعة من الأحجية مفقودة وإني أراها في عينيك لأني أسافر معها في متاهات رحلتك الأخيرة .
***
أنت رحلتي الأخيرة .
وسأجوب معك كل المروج الخضراء والصفراء وكل بساتين الزيتون والأشواك .
وعندما يأتي الليل ويكشر البرد عن أنيابه وتجديني متكورا على نفسي في كفك قرّبيني إلى فمك لأتدفأ بأنفاسك .
سنرحل معا .
مع القبيلة أو بدونها .
ما نحتاجه خيمة وعصا نتناوب على الاتكاء عليها وملابس مزركشة وبقجة فيها قطن مصري وبقايا من عظام طائر (الرخ) لفتح الفؤول للعشاق .
توقي للرحيل وحبي لك لا يجعلاني غجريا مثلك .
علميني كيف أكون غجريا لأزيح الصمت عن قلب الجبل وأضع أوتارا يداعبها عندما يمر به الغجر .
علميني كيف أقرأ كفيّك لأرى آثار حبي وقد تحول إلى بستان ورود وإلى دليل لمن يريد أن يحب غجرية ويصبح غجريا ويغني مثلهم ويرقص مثلهم ويسافر مثلهم .
***
سنرحل معا .
سأمزق شهادة ميلادي وجواز سفري وسأرافقك في مشوارك .
سنمشي عكس مجرى الأنهر في الصيف وسنمشي مع الأنهر في الشتاء ولكن لا تنسي أن ننزع كلانا ذاكرتينا قبل بدء كل رحلة .
سنرمي الذاكرة في النهر لنضيف لدهشتنا قدسية وهي تراقب لهفة التراب لزخات المطر عندما تعانقها وتذوب فيها .
وعندما تستسلم دقائق التراب للمطر ويكفّ المطر عن الغناء سنتلوى أنا وأنت لنتعلم الذوبان . سنرقص كعشاق أفريقيا وبعد أن نطمئن على ما بذرناه ستتمتمين بكلمات عجيبة لاستدعاء طائر خرافي فنعلم بأننا قطعنا شوطا لا تسمح به غجريتنا بالرجوع عنه .
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟