أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الهاجس















المزيد.....

الهاجس


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


(الهاجس)
الخلاص من ظل الهاجس
أجهل من اين جاء ؟
ليقودني حيث يريد
يلبد تحت الجلد
ويستحوذ على أبجديّتي
ويبحر في دمي
الى اقاصي الجزرالخفيّة ..
ليجعل منّي قرص قوان سارد ..
يقف وعلى طرف لساني
يروّض الجمل التي يريد
والقوارب تنزلق
بغنج على امواج العروض ..
ووتريّة القصائد الراقصة على اطراف مطالعها
كان وما يزال مصدر قلقي , والهامي
سلبني فرص اللقاء بالآخرين .. ,
ادخلني صومعة العزلة
ضرب عليّ نطاق الاحساس بالغربة
طرد عنّي النوم
دفع بعالمي الى قعر (كشتبان) اسود
حجرني كما يُحجر الجنّي في القمقم
صرت اسير مزاجيّته
لا شئ يخرجني عن مركزسيطرته
غير التمرّد ,
عمدت الى الخلاص ..
غاب عنّي ولم يغادرني
كطيف لا يرى بالعين المجرّدة
يعوم في محيط دمي
يزرع بالشوك ممرّات ظلام الجهات الاربع
تحصّنت في بيت من الزجاج الشفّاف
لأطرد الخفّاش المرسوم على جبهته
لازيل غبارسفري
في ينبوع الذ ات
و لالتحف ببصيرتي كي لا يلاحقني
وهو يغوص
في خاصرة الزمان وقلب المكان
في الثواني , والدقائق , والساعات ,
على مدار الليل والنهار
ينثر على عيوني مسحوق الملح
وعلى جراحي الخل
وعلى روحي ماء النار
تسلّط عليّ
لأشيّد قصوراً من الحجر
مدائن , ملوك
وقباب قيا صرة
لم يدخلها بشر
طلق أقماراً تسبح في ينابيعي
ومجموعة شمسيّة اخرى
تليق بالفردوس والحور
صرت امارس الطيّران فوق البحيرات والانهار
ودوالي العنب والليمون
غابات ,و بساتين تحترق
وفي البعبد
ارى قوافل , جمال محمّلة بما تشتهي الأنفس
وتبتهج العيون
في شتاء وصيف
تسكب العطور في (بئر زمزم)
والبخورحول (اللات)
(اُمّ جميل)
تطرح الشوك فوق الحفر
على طريق المبارك ..ع
خاتم الاوّلين والآخرين ....
ابولهب يشتعل غيظاً
وحمّالة الحطب تدور
حول الحجار المنحوت بإزميل الشيطان
قوافل التجّار على مشارف اُمّ القرى
تأتي بنياق من خشب الابنوس
بعد (ناقة (صالح)ع
وبفيلة من الرخام عقب فيلة (ابرهة
القوافل تحمل ما لا يخطر على بال
والساعة تتحرّك منذ ان برك الفيل ..
قبل هجوم الطير.. , وسقوط الحجارة ..
والهاجس يتقمّصني ,
ويغلق علىّ مفارق الطريق
وانا اشبه بهدهد سليمان ع
في قفص من والماس
اجلس على محيط من النفط
تشربه ا الفوانيس المتقدة في حجرات الزوجيّة وفي الحديقة المدوّرة
غصون اشجار التين
تشبه رؤوس الايائل
المعلّقة عند مداخل البيوت
ولعب من عاج الفيلة واطر مرايا من خشب الجوز
وحبال نسيج العنكبوت
وخيام تنصب فوق الرمال
وثمرات تين من الفضّة وعذوق رطب من الابريز
معلّقة في نخلة مباركة
كلّ هذه التصوّرات كان يحملها الجاهلي
(ككشتبان يحملها في عالمه الذاتي)
يحلّق بي ذلك الهاجس
كسمكة تحت المجهر
حجمه قد لا يتجاوزالعشرة بالمليون
من السانت مترالمربّع
هذا هو الهاجس
مصدر عبوديّتي
ورسن لجامي
اكتب على ورق من الهواء
وحبر من الماء
في الزمان والمكان
ملت لتصدّق هذه التصوّرات
وانا في حالة سكرابدي
لا افيق من سكري
في مديات كونيّة
اطارد الخفافيش
افتش عن كلّ مغارة و كهف
في الجو, والبحر
وفي اعماق الارض
يحلّق كطير زئبقي
كميناً نصبت
بين قصب البردي
فتّشت عنه في المحاريب
وتحت اجراس الكنائس
وفي رنين النواقيس
على ذرى المنائر
تحت القبب
في كورة الدبابير
تحت جذور سدرة معمّرة
في البودقة
تطفح الحثالة
ويرسب الجوهر
يخرج من القمقم
في مغارة علي بابا
تحت ساعة القشلة
صداه الرنين
وفي برج بكبن كان الصدى
لموج الرنين
على قاعدة تمثال الحرّيّة
وفوق جدار الكرملن
من بين قدمي لنين
يخرج بجناح العنقاء
من رماد المهاتماً غاندي
و قلم مكسيم غوركي
ورسوم مشكين قلم
تحت معطف غوغول
وصحف الفرزدق
قرأت وسأقرأ وأقرأ على جلد غزال مجفّف
(العرب تعرف من انكرت والعجم) جررير في مذهّباته
كورق اهل الكهف
في سوق تجاوز عصرتلك العملة
ديوان مظفّرالنوّاب
يدخل بوبة الالفيّةالثالثة
من تحت (قنطرة لطون كبري)
ثمانون دوّامة وانا ادور
في المقاهي والحانات
بين تدحرج النرد على الطاولة
ومربّعات قاعدة الشطرنج
في شرح ابن عقيل
والفية ابن مالك
تطول المناظرات
بين نحاة البصرة
ونحاة الكوفة
ولد احمد بن الحسين المتنبي الكوفي
ظلّ معلّقاً ومشدوداً بين الحسين السَّقاء
و عِيدان الِسقاء
وصاحب الغيبة
صاب الزمان ع
من تداعيات الافكار
وسقوط الاوراق
من ( قمّةا فرست وسقف العالم )
انكسر الانسان
منذ استشهاد بناضيرعلي بوتو
وما ضمّ تحت قفطان الفوهرر المخبول
وضع الانسان في قارب
وسط بحر ليس له ضفاف
كنت وما زلت ابحث عن نفسي
في جذور الاشجار
و في الاوراق
منذ ان كحّلت الشمس عيوني
وانا أطارد وطواط الشعر
في يقظتي وفي احلامي
درت ثمانين دورة
وانا ابحث وانقّب في لهيب النار
ورماد الاجيال
واخيراً عثرت عليه بالظن
لا باليقين
في اعماق الكون
هاهو لم يدخل المجال النوراني
يستقوي بالظلام
داخل قوقع الكون الّلامتناهي
يجوب الظلمات
والانهار والمحيطات
لو كان داخل هذا الكون
ما تركت ملاحقته
جاء من كون اوسع
ليدخل في كون الذات
فكيف استطيع الدخول الى جوهر الذات ؟
انه الداء والدواء
اودالخلاص منه
هو لا يريد الخروج
اريد الخلاص منه
سحقني دون رحمة
استنبت في طيني
مزارع ثمارها القلق
والدوران حول الميزان
السامري جبل ععجلاً واحداً
تناسل فاولد على شاكلته
ليستقوي بهم فكان
طاووس الوسوسة
وطواط النار
براكينه لا تخمد
وعينه لا تطرف
رداؤه ملكوتي
نسل ريشه
واستعار جناحه
فصارطاووس ملك ..
يعبده عبد وهو من العبيد
أبق فسقط ... ... ...
... ... ...
شعّوب محمود علي
22/10/2013



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلّاج والثوب الملكوتي
- ( في نهار مكفهر)
- السباحة في ضوء الصبح
- سقوط الجبل
- جسد الطين - الجزء الثامن
- السوط وصوت النشيد
- (ما بين سعة الكون وحيّز البندقة)
- ( خارج جذب الارض )
- في فضاء الحرّيّة
- المحطّات تنتظر
- الجندي وغبار العجلات
- الاعمى و سرير شهرزاد
- السقوط في المجاز
- ( مدرجي ومطار)
- الطرىق المعلّم
- لهرب من غابة الحضارة
- صرخة الغفاري وحجر الجوع
- (فيما يشبه الرؤيا)
- أمير القوافي
- تايتانك ورسائل الاستغاثة


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الهاجس