أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - لهرب من غابة الحضارة















المزيد.....

لهرب من غابة الحضارة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 19:50
المحور: الادب والفن
    


من شفتيكِ ينزف العنقود
من ذاقه غاب عن الوجود
يا سلّة يشرق فيها الزهر , والورود
كم جرّحت رموشك الاوراق
وفلّت القيود
اخاف ان ادور في سريرك المفروش بالديباج والحرير
احلم ان اطير
من قبل ان يعزف بوق الفوت والنفير
في غرفة محكمة الرتاج
اكسر فيها حاجز الزجاج
اريد ان اطوي شراع الضوء
واكبت الفانوس
اريد ان الغي طقوس النار
ساعة يعتد بها المجوس ..
خوفي انا المهووس
من قاطعي الرؤوس
وسارقي المتحف , والجوهر
قيثارة من ذهب احمر
ولوحة من حجر الفيروز
وثورنا المجنّح المحفور بالرموز
(مسلّة ) ل (حمورابي) , كدس اختام من الحجر
نسيتموا ما فعل الجلّاد بالعباد
نسيتموا ما فعل الاولاد والاحفاد
من بعدهم , وبعدهم , وبعدهم
يا ايّها الاسلاف
كفّوا عن الخراف ؟إ
ليست لكم منذورة ..
وليس للسّياف..
اصيح بالعرّاف , ياعرّاف
من أحرق النسيج والنسّاج ؟
من سرق المتحف , من بعثر هذا العاج ؟
من حطّم التحف ؟
من اطلق الذئاب في انعامنا من دجّن الخراف ؟
من ذبحوا الخزّاف
فكلّنا سواسية .. ,
في حضرة الررحمان
فليس هذا الشعب المذبوح قطعاناً ,ولا قربان
وليس للاوّل .. , والآخر.. , والجيران
اصيح بالعرّاف ..
الى متى النخيل في البستان .. ؟
تصنع من عرجونه الصلبان
وتحرق الزروع
وتقطع الضروع
خوفي من الآباء
ان يأكلوا الابناء والاحفاد مثل القطط السوداء
ضقت وضاقت هذه الاسوار
وضاقت الصحراء , والاهوار
أريد ان ادور
حول المصابيح , وحول الورد , والزهور
أريد ان أتلو بما لديّ من اشعار
اريد ان ادخل في بودقة الاسرار
اريد ان اكون كالبحّار
اعبر (مسحل الكبش)
اجوب في المجرّة
ابحث عن (جرّة) سر الكون والتكوين
يا ايّها الاقوام
كان (ابن سيرين)هنا
فصحت يا مفسّري وسابر الاعماق
الست مثل يوسف الصدّيق
تفسّر الاحلام
مدينتي تحوّلت ارقام
وهذه الاقزام ..
تلعب دوراً فاعلاً , وتبعث الاورام
ادور مثل نجمة عمياء في الظلام
اجول عبر هذه الرؤيا , وما ترسمه الاقلام
وقعت في الفتنة يا مفسّري ,
وانّني للآن
عدت بلا بوصلة التقويم
احاورالدرويش, والساحروالكهّان
للآن بين هذه الآوراق
اختزل السطور
تداعيات اللاوعي
وثقل المرساة في محاور التقويم
ولم اكن مهوس بين نِحَلِ المناطقة
صرت على سرّة هذا الكون
حرّاً طليقاً دائراً
فوق لهيب المحرقة
كم ذبحت حنجرة العصفور في ظلام عمق البندقة ؟
كم نعب الغراب في حنجرة محترقة ؟
من فوق الف مشنقة
شددت للرحال
امتعتي وطفت كالجوّال

لفتح هذا القمقم الملغوم بالاسرار
لعالمي المحاط بالاسوار
اريد ان اكون كالبحّار
اعبر (مسحل الكبش)
اغوص في المجرّة
اختار هذا اللون ..
ارفض ذاك اللون ..
في البعد الرابع حيث ينتهي الزمان
تمدداً ..,
يلتف كالثعبان ..
يلوح آخرالافق
وآخر النفق
ولس من آخر في جرّة هذا الكون
اريد ان افتح باب السمع ..
اريد ان افتح قفل المنع ..
اصغي لشهرزاد في تخيّلي
في مهرجان السرد والابداع
الآن لن اهمس .. , بل ارسم ما اريد
تحرير ما في الارض من عبيد
اريد ان اكون مثل زاجل
وحامل البريد
اسرع يا (بلقيس)
من هدهد النبي ..
لاعبر العالم والتيّار
احمل في يمينيّ البَرَد
وباليسا رالنار
اريد ان اكتب اشعاري في الغزل
اريد ان اشيع (رومانسيّة الامل
احمل مصباح (ديوجين) هنا
في سوق (دانيال ),وفي( السراي )والخردة في الميدان
ابحث عن اسطورة البطل
يجيد دور (عروة بن الورد)
من خارج الخيام
لا سيف (مسرور..)
ولا في مسرح (الخيمة) يا (سابور)
لسفن ترسو على شطّ العرب
فيها جنود الرّوم ..
اريد ان الغي من القاموس
السيف ,والمدفع ,والصاروخ
والمخبرالسرّي
في المدن الفاضلة الخضراء
اريد ان اقدّم
باقة ورد لك يا حوّاء
حدائق العالم درت
دون ان اعثر بالورود
دخلت في مصانع السلاح , والبارود
دخلت في مدائن الرماد
في ارض (عاد) ثمّ) في (ثمود)
يا مدن الاشباح
عثرت في هيكل ديناصور
وجنبه تمساح
من الرخام وانصهارهذه الاشجار
تبلورت عيونه تبرق كالمرجان
كانّني في متحف يمتد في اروقة الاعوام
لمسته انعم من ريش العصافير, ومن اجنحة النعام
احسبني اسير في حديقة تضمّ انماطاً من الاوراد
مدهشة الالوان
من دونما عطر , ولا عبير
تحت ظلال شجر المطّاط
وهذه الحقول في صالاتهم
تعرض اشجاراً الزجاج
ونحن في جزيرة تزخر بالعجاج
تصوّري ,مداخلي كانت بلا منهاج
حاورت نفسي هل انا في الصحو , ام في الحلم
تلمست اصابعي عيوني
فكنت في اليقظة مثل الذئب
لاسنة , لانوم , لا ظلام
احصّن الوجدان ..
واسحب اللجام من توغّل الجموح خلف ذلك الرتاج
كمنت في القمقم يا مولاي
ندبت يا (حلّاج
تراب قبرك القديم خير من مصانع الزجاج
همت على وجهي في البيداء
ارسلت انغامي (على) (حمرين)
بيضاء كالطيورفي السنين
لأبعد الاشباح في حلمي , باليقين
فتّشت في مكتبتي , عثرت بالمفتاح
أعجزني الشرّاح
حلمي هو اللقاح ..
قفل (ابن سيرين) لي البلسم ,يا (سطيح..)
للآن قلبي ينزف الدماء
وليس لي من ماء
يغسل فيّ الخوف
خرجت عن ذاتي , ألقيت بثوب الطين
وعدت من سنين
لأرسل القلم
بالعطر , والالحان , والنغم
وهذه الاشعار
مزنة صيف قلت للصغار
علّقت لوحاتي بلا اطار
تنتظر الزوّار
لآخر النهار
تمرّ كلّ ليلة انصت للمذياع
وللفضائيّات في بلادنا
( لصوتكِ (أطوار..)
غنّا المغنّي هاهنا
والف الف ليلة سطورها تعاد
اخاف ان ينضب سيل الدمع , والمداد
اصيح في حنجرة الريح , وفي حنجرة البحر ,
وفي حنجرة البركان
اهيم في البلدان
ابحث عن اسطورة الزمان
اسمع عن ألفيّة ثالثة من فم ( شهرزاد )
تقصّ عن مقتل ( أنكيدو) وعن بغداد
كيف استباحوا دمها ..
وعرضها ..
والبدر في المحاق
من يوم قابيلك يا تكريت
يدخل للبيوت
يخلّف العزاء والمآ تم
اريد ان اغوص
ابحث عن امّ ,وعن شهيدها المقتول بالبانزين
وامسح الدمع الذي انساب على الخدّين
عن ابنها المذبوح
بالفرم والسكّين
اريد ان اكون كالفراشة
منتقلاً من زهرة لزهرة
اريد ان اقسم بالسعف , وبالعرجون
بالنخل والفسيل
خرقت باقابيل ..
ما سطّر القرآن , والإ نجيل
اريد ان اهرب من نفسي الى نفسي بلا تأويل
من غابة الحضارة

شعوب محمود على / 4 1/ 8 / 3 1 0 2



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة الغفاري وحجر الجوع
- (فيما يشبه الرؤيا)
- أمير القوافي
- تايتانك ورسائل الاستغاثة
- النشيد وصليل السيوف
- العالم قريتنا
- العالم قريتنا
- جسد الطين الجزء السابع
- بغداد وحجر المجاعة
- الرحلة والتأمّل
- الخوذة والصهيل
- جسد الطين الجزء السادس
- اهرّب خوفي من الخوف
- الناي والريح
- الماء والطين الاحمر
- الليلة الالف والباب المسدود
- اصغي الى النغم
- ( الاغتراب في الوطن )
- الغربة في الوطن المهرّب
- في ما وراء التصور


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - لهرب من غابة الحضارة