أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - (فيما يشبه الرؤيا)















المزيد.....

(فيما يشبه الرؤيا)


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 17:55
المحور: الادب والفن
    


(فيما يشبه الرؤيا )

أعطاني قدح لبن فشربت
قلت ما أطيبه
قال ما هو بحيواني , ولا نباتي
قلت مم هو إذن ؟إ
قال مما تتمنى النفس
قلت أهي البشارة ؟
قال لا تسأل ..
الححت فيما اريد سماعه وانا اُكرر
أهي الشفاعة ؟
قال بين هذه , وتلك
فكن كالحلزون في القوقعة
ودعك من هذا وذاك
كلّ ينطق بعد الإذن
فلا خرق , ولا تجاوز
وكأنّ الطير على الرؤوس
لا أدري هل أنا في حلم ؟
كلاّ بل ولا في اليقظة
أنظر خارج محيط العين , وبصيرة العقل
أنا في الغيبوبة
بين جوهر الصعود ,وحافة التماس
كالصفر الذي ليس له ظل
في رياضيّات الخليقة , وخطوطها البيانيّة
فيما فوق
وفيما تحت
وفيما أمام
وفيما وراء تخوم التصوّرات ,
والحلم البشري القاصر
(فارجع البصرهل ترى من فطور
ثمّ ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير)
داخل دائرة الشكر والنعمة
نعمة البصر المحدود
بين التمتّع بالالوان الباهرة
وحركة الدود القاهرة
في انتهاء الرحلة
والاعداد لمدخل جديد
في نفق ظلامي
او محيط نورانيّ مشرق
والذّات تستنسخ الذات
في مرحلة تتميّز بالصعود او الإرتكاس
في دورة لا نهائّية
بين قانون التملّك , وموج النرجسيّة العاتي
او الإنقلاب الى التقشّف , وقهر الذات
مايقرّب من ممارسة الصفوة من الصالحين
لكشف ما في السيرة : من عيوب او صلاح
الكل يلهث , لاستقراء ما قي اللوحة
التي دفنها ركام النسيان
مع تعاقب الليالي والنهارات
قد يتمرّد البعض على طبعه الشهواني
وممارسة البوهيميّة والهمجيّة
لكسر شوكة الشره
وغرس بذرة القناعة
تحت شغاف القلب
والحرص على مراجعة التحرّك اليومي
قبل الاستسلام لموت واقع ومؤجّل
حيث ننجرف في تيّار الهلاك القادم
نسبح للوصول لجزيرة لم يكن لها جذر على المحيط
نحن نعوم داخل محيط الذات
فليت الكمون في البذرة .. كان ابديّاً
(كل إنطلاق يتجاوز عبور الوميض
يتحوّل الى طاقة)
كل قيد يتلوه قيد
وكسر قيود الطين
من ثوابت الانحلال
والصعود الى قمم الصيروة , او النزول شاقوليّاً
يبرّر البحث عن البيضة
او سلفيّة الحبوب
وغوص الجذور بين الطين والماء
قبل تعلّم الاشياء , واستقراء البصمات
يستحيل الركون قبل غيبيّة الظاهرة
بعد ما استدركت ..
وبعد ما استرددت , ما استهلكت في الدوران
قلت اين انا ؟
قال وانت في ما انت
ومنتهى المسرّة
قلت لا اشعر بما تقول
قال الطين يمنعك بما انت فيه
(وفيها لذّة للشاربين)
قلت سبحان من جبل الاشياء
(وكان عرشه على الماء)
قبل ابتداء الفصول
وتقويم السنين
ورفع السماوات والارض
وخلق الارضين
اعطى كل شيئ حقه
كما اعطى اللون , والطعم ,والرائحة
قبلما تتنصّل الاشياء عن صفاتها
التركيب والانشطار : هما المسؤولان اوّلاً واخيراً
حيث لا خير في الجنس ..
من فصيلة النبات الأحادي النوع ,
والميكانيكيّ التحرّك في القوقعة المغلقة
والمحكومة بالجمود
قل لا تنس و انت فيما انت
خارج اقطار الارض
وفي حبّة رمل من رمالها
كالخارج الداخل
فسبحان من يضع الاشياء في الاشياء
وينزعها حيث يشاء
قلت البؤرة
قال مالها
قلت تمنعني من التمدّد
قال الصعود عموديّاً اجدى
قلت اجنحة الطين تمنعني من الطيّران
قال لست ملاكاً
ذاكرتك الطينيّة تمنعك من الطيّران
ولا تطيق الرسوخ
والرسوخ مثل الحفر على الصوّان بالاظافر الرقيقة
انسيت وقد قال في محكم كتابه
(يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا
من أقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون إلّا
بسلطان ) هممت القول
فقطعني كما يقطع السيف العنق
قلت لك انت مما انت فبه
قلت كيف ؟
قال انت واخوتك من الصالحين
قلت سبحان الله
خرجتُ ولم اك قد دخلت
وتكحّلت عيوني وليس من مرود لامس جفوني
ولا اثمد في العيون
غمرني ما يفوق ضوء النهار
فعشيت ولم اكن اعشى
ورأيت ما يبهر فوق ما يسحر
واذا بالقفص قد تهشّم
وفر العصفور من قفص الصدر
ولكن باجنحة الرماد
عجز عن التحليق بالهيكل الصلصالي
نظرت الى داخلي
كان الدم يغلي ومدّه لا نهائي
تارة ينحسر
فيصبح كنقطة في بطن الوادي
وطوراً يغطّي الارض وما عليها
حيث تضيع الفوارق والحدود
بين القطرة والمنهل
وبين النبع والجدول
وبين البحر والمحيط
وبين الشرارة والحريق
يبقى الفرق واضح بين اللؤلؤ وكرة الزجاج
حيث تتشابك الاشياء , وتختفي عن النظرات السطحية
فايجابية الشجرة المدرعة بأشواكها
توحي بحماية الذات ، وسلبية الثمر المستسلم
بلا ابالية في المحصلة النهائية
تكتمل الدورة بفاعلية عالية
يركن القلب الى الامن والطمئنينة في الداخل
ويصاب الركن الخارجي بالخيبة والحسرة
عند ذاك نكتشف قيم الاعمال وخواء الخروج
المؤدي الى التيه
والغرق في طوفان الرمال
والغوص بعيدا عن انوار الهداية
فلنتشبث في الجذور المفضية الى المسطحات الهشة عبر ينابيع الماء , وولادة البركان
حيث اقف بشفافية الطيف , داخل انفاق وبراري اليقظة
ودائرة الرؤيا , ونقاط التماس
وحيث اكون خارج الاستسلام كضحية
لخطف سمة من النوم
وفي اقصى حالات التوفز بين حرارة الجمر وبرودة الثلج
جلست حول المائدة
ما رأيت ولا شممت ولا تذوقت
رأيت ما لا ترى العين
وشممت العبير بلا اوراد
تذوقت الطعم بلا طعام
وقد شبعت حد التخمة
قرأت ما يفوق ما قرأت في الحياة الدنيا
ولم ار من حروف على القرطاس
سبحت في بحيرة حبر ولا قطرة في الدواة
كل الغصون صارت اقلاما
فصرت اكتب واكتب واكتب
ولم تمسك يدي قلما
ومنذ ذهاب الامس وضياع اليوم
الالم يحز بنفسي و انا ما انا عليه
احسست باحتشاد الحروف في النار, والماء , والهواء
تجذّرت تصوّراتي
ضمت الكون وما فيه
حتى اضحى الكون قطرة ماء في جرة الابجدية
الواقعة بين قوسي الدعاء والصلاة
لقدس اسمائه المنيرة
كانت المساحة لا نهائية
كان الجرم قبل الحركة والسكون
المسافة خارطة على جسدي
والفراسخ تمتد كامتداد السماء
تصغر حد الخطوة بين القدمين
تتأرجح بين المد الكوني والانكماش الزماني
في دقة المادة وسعة الروح
حيث لا رجعة الا الرجعة..
والطين الى الطين
ولا مفاضلة لذبذبة الاشياء في ازليتها
فسبحان من شق القشرة للنبات
وأطلق عنان الاشياء لخصوصيتها
لتأخذ صيرورتها في الدوران
والحركة داخل الحركة
في تحقيق التوازن بين الجدب والضغط بين الروح والجسد
حيث يتحقق الانسجام المرحلي والسمو الكلي
بعد المفارقة ينمو زغب العصفور وقوادم العنقاء
لاختراق مسافات لم تخترق من قبل
الخطوة تجاوز ما بعدها
النهارات تطوي ما بعدها
منذ بدأت الرحلة تم العروج
مثل وميض خاطف
له الف باب وباب
اطلق سراحه من السجن الطيني
ليكون حرا وشفافاً كالنور
حيث تبحر الروح الى افاق كونية
الجسد الطيني يلوذ بحفرته
فتحصل القفزة , وتتحقق المعجزة في فصولها الملحمية
عند ذاك يصبح النجم في حيز الاحتواء
بعد فصول الكدح المضني , والمعاناة الشاقة
في دائرة الرضا
ذلك ما اوحت لي تصوراتي في حدود المكان والزمان
مع رصد الاحلام في نطاق السياحة التصورية
التي وهبها الله للانسان على الارض


شعوب محمود علي / 11 / 8 / 3 1 0 2
بغداد 11/8/2013



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير القوافي
- تايتانك ورسائل الاستغاثة
- النشيد وصليل السيوف
- العالم قريتنا
- العالم قريتنا
- جسد الطين الجزء السابع
- بغداد وحجر المجاعة
- الرحلة والتأمّل
- الخوذة والصهيل
- جسد الطين الجزء السادس
- اهرّب خوفي من الخوف
- الناي والريح
- الماء والطين الاحمر
- الليلة الالف والباب المسدود
- اصغي الى النغم
- ( الاغتراب في الوطن )
- الغربة في الوطن المهرّب
- في ما وراء التصور
- ( بين الجامعة والغابة )
- الثلج ولسان النار


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - (فيما يشبه الرؤيا)