أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - في فضاء الحرّيّة















المزيد.....

في فضاء الحرّيّة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


في فضاء الحرّيّة
(5 )
الكون عبارة عن مهرجان لاناشيد الحب المحض
والصلاة , التي تتغلغل , في كلّ اطرافه , وتجري مع جريان دمه .
امّا البغض فقد يكون مجذوماً يطبع ماتحت شغاف القلوب المصابة بهوس ,غطرسة الجهل .
البغض من اولويّات مفردات الاحمق , ومن جدولة الشيطان
وقد يكون الشيطان بشريّاً خارج اصطفاف الصدّيقين .
ومنذ الخطوات الاولى على الارض خرق (قابيل) بخلعه
النبتة قبل ربيعها فارتدت رداءاً تمّوزيّاً لتظهر في كلّ ربيع
ثمّ تتلاشى بين طيّات الفصول .
فالانسان هو المحور , وحجر الزاوية في كينونة الخليقة
والعوالم التي احاطت , وتحيط به لتعكس السر الكامن , و
التبلورالعميق في انفتاحه , والتركيز من جانبه على فتح طلّسم الغموض الكوني , وتفسير رموزه ,
واستقرآء ما خلف المرايا لتذليل الاصعب , وتجاوز المستحيل .
من هنا تبرز المعاناة , والجوهرلذلك المخلوق الصغير الحجم : قياساً لما انجزه في حقل المعرفة ,
وترويض الاشياء العصيّة كالتلاعب في اصل الانواع
والعمل على اخذ عيّنة من مخلوق نافق واستنساخه , اوالتغيربالتطعيم ووضع
القدم على سلّم الصعود للتموضع على قاعدة القمّة والتي ترتبط بسلسلة من قمم لا متناهية .
والاغرب هوان يجهل نفسه ,
وقيم معدنه الذي يفوق كلّ المخلوقات وما تبلورمن الحجر الكريم في الكون
الى جانب مملكة النبات فيما لو قيس في ميزان التقويم .
فقد تميّز في عقله الساطع وما يتمركز في تلافيف وعاء
جمجمته من ثقل معنوي ومادي يأهّلانه ليكون قمّة الهرم
في تسلسل المخلوقات .
لقد استوعب كل ابجديّة الطبيعة , وحاكى عزيف الرياح
الهادرة , وتلاطم الامواج , وطقطقة تكسّر الاغصان لقبائل
الاشجارواصوات رفرفة اجنحة الطيور , وتغريد البلابل
التي صقلتها الايّام , وقوّمها المران حيث ميّزها الانسان
ففاقت عذوبتها جميع ما في الار ض من مخلوقات وهو عبّر ويعبّرعن اندهاشه لتلك الاصوات
الجميلة فأصغى لتلك الحناجر الرخيمة التي تحرّك الحجر الصلد ,
والرخام الاملس فامتزج , واتحد , وذاب في تلك الكينونات
المسمّاة بالحناجر الذهبيّة في حدود الاعجاز التصاعدي لسلّم
التطوّر النغمي المعبّر عن قدرة الخالق في مخلوقاته . والانسان ابن بيئته
وقد لا يفي التعبيرعنه بهذه السطورالتي تعاني من فقه فقراللغة ,
واولويّات الرسم باصابع الابجديّة الى جانب تعدّد اللغات والتي تعجز عن الاحاطة والالمام الكامل ,
والتقلّبات لذلك المخلوق الزئبقي الضعيف , والاقوى في الارادة والتصميم .
فاذا عزم على العبور اقام القناطر , والمعابر ,واذاشاء
فتح المغلق نظر بعقله , وتحرّك بتجاربه , وطبّق على قطعان الخلبقة من اسراب زاحفة على الرمال , ومحلّقة في
الفضاء , وغائصة في المحيطات , وفي رسوبيّةالانهار
قبل فتح سجل التطوّر , ومسح جغرافيا اصل الانواع .
لقد حاكى معجز المخلوقات المائيّة , والفضائيّة . و نخر الجبال , وازال التلول , وغطّى الوديان بالتراب .
وأنشأ القوارب , والسفن ,والعوّاصات , وزاحم ذرى القمم
بإنشاء الابراج , وناطحات السحاب , وانهى مرحلة التفاهم
بالاشارات , والصور , وقلّد الاصوات المختلفة في الطبيعة
فاختلق القصيدة برنينها النغمي الصاخب , والهادئ,والجرس العابر .
حيث يعجز الحيوان استيعاب الطبيعة بالوانها , واشكالها
والانسان استوعب كلّ مظاهر الطبيعة الخفيّة , والمكشوفة
الممثّلة بالمظهر الكوني اللامحدود : فهو الاسطورة والحقيقة
المادّيّة والروحيّة .
كان وما يزال المعجز , والحامل سقف الدهور , والواقف على قشرة الايّام الهشّة , والصانع للتاريخ في تأكيد الحدث ,
وسرديّة التعبير مع تساوق حركة الاشياء , وقذف الحجرعلى سطح الماء الراكد ليروّض به الماء لخلق الدائرة
تلو الدائرة للاتّساع مثلما تتلو الكلمة الكلمة
لتشكل هرماً متكاملاً يصلح لان يستمر لمطلق قد يجهل
كشف شوطه الملزم للدوران طالما هو يقع تحت سلطان
الحركة , دونما كابح لسنن الصعود .والتحرّك يبقى يحاكي
انسياب النهر , وجريان الريح ,وركض الغزال , وعدو الجواد .
بعد صنع المركبة , وانزلاق القطار على السكّة الحديديّة , ومحاكات الطير ,
وخرق الصاروخ عابر القارّات الحاجز الفضائ للعبور لما وراء الكواكب للدخول في الدورة الفلكيّة .
والانسان لن يتوقّف عن تحقيق طموحاته المشروعة واللامشروعة لاجل الاستيلاء على كلّ شيئ .
اخضع المخلوقات بعقله وبيده , وقد ركبه الغرور والخيلاء
في ان يخرق المقدّس , ويفسق , وهو في صباه , ويرتكب الاثم بعد الاثم . طوى صفحة المخلوقات , عاد ليرضع الدم
من الجرح , وقد بهره اللون الاحمر. صار ينجذب الى التأوّهات , واكتساب طبيعة النمور , والذئاب ,والانغماس
في البيهيميّة , والساديّة , وزرع الاشواك في الطريق المعبّد
والاصرار على تكرارالجريمة القابيليّة في اطار جديد
والميل لاكتناز المعادن الثمينة , والاقدام على صفقات جديدة , تصحبها مناورات الالتفاف ,وتضخيم الارقام ,
ومزاولة البطش من قبل من قبل الاقوى على الاضعف المرفوض
من قبل جميع الكتب السماويّة والوضعيّة . وقد يضع الشمع في اُذنيه وذلك لكي لا تخدش مشاعره تأوّهات الناس ,
وصرخات المصلحين , وقيادة الجمع المبصر, والرافض
لكل اشكال التجاوز والظلم , والتسلط ,
والاحتلاب اللامحدود لخيرات الوطن من قبل افراد نبتت جذورهم الشوكيّة في تربة الشره
ولا يمكن ان يعيشوا دون عذاب نفسيّ , اوعقاب من ضمير .
لقد ادّى الشطط بالانسان الى الانحراف عن انسانيّته بالقاء برتقالتي هيروشيما ونكزاكي
اتحويلهما الى كدسين من الرماد وهو يتناول وجبات الطعام
الشهي بشكل مفرط , وملفت للنظر قبل ان تخمد السنة اللهب . لقد دهش العالم لفعلة العملاق القزم وهو منتشي
باللذة الساديّة حيث راح يفقأ عيون المدن كما يفقأ فقاعات الماء . وقد نسي او تغافل اطروحة القوّة الطائشة
كونها انعكاساً للخوف , والهلع وقد اطال التحديق امام
المرأة المكبّرة ليرى نفسه بالقميص المطّاطي المنتفخ .
لقد جنّ وزداد عبثه وهو يصنع من اسنان القرش آلته
الجهنّميّة لقطع الاشجار العملاقة , واقتلاع الجذور بلا مبالات . وقد عمل المستحيل على تطوير اسلحته من
السيوف ,والرماح , ورمي الحجارة بالمنجنيق الى
البنادق , والمدافع , والصواريخ ,والطائرات , وذلك
للقيام باحتفاليّةغير منطقيّة وهي تنتاش المدن في جميع انحاء العالم الى جانب تعويم مدمراته العملاقة ,
واطلاق العوادم الضارة الى جانب قيام المصانع النوّويّة واحتكارها لنفسه
ومنعها عن الاضعف بحجة خطر انتشارها الى جانب رمي
النفايات في اعماق البحا ر والى الفضاء الخارجي وتلويث
كرتنا الخضراء دون رقابة , او وا زاع من ضمير . لقد بحّت حناجر العلماء من تحذيرات ما يصنعه القارون
وهاهو يمتطي جناح العنقاء كي يمنع الطيور من التحليق الى ذرى الابراج المرتفعة عن الارض , ومن ثمّ
انقلب الى تنّين بشري بعد انقراض التنّين من عصورسابقة
وهو يخرق طبقة الغلاف الجوّي بعبثيّة , ولامبالات , ومن ثمّ راح يرسم لوحة الارض الزاهية وما يحيط بها من طبقة
الاوزون , ويقوم بفقئ عينها كما فقأت عين الحجّاج .. الدموي
وما اكثر من القى بقناع الحجّاج في عصرنا هذا وهو اكثر
ارهاباً , ووحشيّة حيث يقف دون خجل , تحت مظلّة ناطحات السحاب , اوتحت مظلّة ساعة
(بكبن) : انّها الاطروحة المضحكة المبكية للانسان المتناغم
مع انسان العصر الحجري . وقديكون انسان العصر الحجري بديلاً افضل كونه اقلّ شرهاً ممّن يسوقه جنونه
لحرق العالم , ولرسم خارطة المستقبل وتأطيرها بشرور الخطوة بعد الخطوة .
لقد ذرف التنّين دموعاً غزيرة على اهل العراق ممّا انزلت وتنزل بهم الدكتاتوريّة من جور وظلم
وهم لا حول ولا قوّة لهم حيث راح يحرث العراق شبراً بعد
شبر للبحث عن اسلحة الدمار الشامل وهاهو يعود ليجدّد اللعبة مع سوريا وقد آل العرا ق لما آل اليه . والكتاب مفتوح
يقف على اعتاب سادة واشنطن ولندن ليطالبهم عن جريمة فتح النار على العراق واهله حيث اجتاحت الجيوش الحدود
وقامت بتفكيك النظام , وتسريح العاملين فيه والغاء وزارة الدفاع ووزارة الداخليّة وسرّحت العاملين من جيش ,وشرطة
وامن والغاء كافّة مؤسّسات الشعب العراقي ووضعت العراق في الصورة الراهنة , والمرفوضة اساساً من قبل الشعب العراقي ,
ومن قبل كل شعوب العالم , واليوم يحاول القيام
بنفس اللعبة القذرة ومن ورائها الكثير من الحكّام العرب الفاسدين

شعوب محمود علي
1/9/2013



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحطّات تنتظر
- الجندي وغبار العجلات
- الاعمى و سرير شهرزاد
- السقوط في المجاز
- ( مدرجي ومطار)
- الطرىق المعلّم
- لهرب من غابة الحضارة
- صرخة الغفاري وحجر الجوع
- (فيما يشبه الرؤيا)
- أمير القوافي
- تايتانك ورسائل الاستغاثة
- النشيد وصليل السيوف
- العالم قريتنا
- العالم قريتنا
- جسد الطين الجزء السابع
- بغداد وحجر المجاعة
- الرحلة والتأمّل
- الخوذة والصهيل
- جسد الطين الجزء السادس
- اهرّب خوفي من الخوف


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - في فضاء الحرّيّة