أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية














المزيد.....

صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 15:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أن وصول الحزب الطليعي ، وممثل البروليتاريا ، الى السلطة " وتنفيذه " لأهم بنود ايديولوجيته ، وهو البند الخاص بدكتاتورية البروليتاريا ، يقتضي أن يكون حال العمال في هذا النظام أفضل بكثير، اذا ما قارناه مع بلاد أخرى لا تُطبق نظام حكم يؤمن بديكتاتورية البروليتاريا . لكن هل هذا ما حصل فعلا ؟؟
لا شك بأن النظام الاشتراكي ، نقل موضوع العمل والعمالة خطوة كبيرة الى الامام ، وذلك حينما قرر بأن توفير "وظائف "لكل " العمال هو من مسؤولية الدولة ، وكذلك اعتبار "البطالة " مخالفة للقانون ونوع من انواع الخلل السلوكي .
وبما أن الدولة كانت قد صادرت وسائل الانتاج وحولتها الى ملكية عامة ، تُديرها الدولة شكلا "ويمتلكها " الشعب ، لذا فقد اصبحت الدولة بمثابة مدير عمل على العمال الذين هم في الحقيقة اصحاب العمل !!! فهل يستطيع المدير ان يطلب من صاحب العمل أن يزيد انتاجية العمل بصفته العامل المُنتج ؟؟!!
وتسطيح مفهوم العمل كان نتيجة حتمية للفرضية القائلة بأن الدولة الاشتراكية لا ولن تُعاني من البطالة ، لأن الشعب يمتلك وسائل الانتاج ، ولأنها لا "تبحث " عن تراكم رأس المال وزيادة الارباح على حساب عرق العمال كما يفعل الرأسماليون .فأنها لا تنظر الى انتاجية ومهنية العامل كمعيار للاجر ، بل تكفي مشاركة العامل في عملية الانتاج لكي يكون له الحق في الحصول على أجر كبقية الاجيرين في نفس مكان العمل !! اذن لم يكن للتفاوت في الانتاجية ، الجودة والمهنية اي دور في تحديد اجرة العمل .
لكن الدولة وضعت ما يُشبه التدريج للأجور ، فكلما كان العمل مُرهقا جسديا وخطرا على الحياة كانت اجرته اكبر . وهكذا اصبح العمل الذي يتطلب دراسة اكاديمية طويلة ، من الاعمال ذات الاجور المتدنية ، لأنها لا تتطلب بذل جهد جسدي ، اضافة الى أن الدولة قد انفقت على هذا الاكاديمي الكثير من المال لكي يتعلم ، لذا عليه أن يرد دينه للشعب !! لذا لم يكن مُستغربا أن يتم تمجيد العمل في الصناعة "وازدراء " العمل الذهني !! لكن قوانين السوق لم تختف من الدول الاشتراكية وفق قانون العرض والطلب ، لذا نشأت سوق سوداء او سوق موازية لكل السلع والخدمات . من الخدمات الطبية الى سوق للخضار والفواكه . فقد ربح الاطباء اضعاف اجورهم من هذه السوق الموازية وكذا ربح القرويون اضعاف ما يربحونه عادة في عملهم الرسمي .
لقد جاء تطوير "عملهم " الاسود ومهنتهم الموازية على حساب "العمل " الرسمي ، فالوظيفة أمان من الفقر ، أما العمل الحقيقي فهو العمل الموازي .
في الوظيفة يتواجد "العامل " وفي العمل الموازي يبذل كل الطاقة والجهد لزيادة ارباحه الشخصية .
وبما أنه يتوجب على الجميع أن يكون "عاملا " في اطار رسمي والا تم اعتباره عنصر تخريب للاقتصاد الاشتراكي ، وبما أن الدولة ملتزمة بتشغيل الجميع ، فقد تطورت ظاهرة البطالة المُقنعة !! والتي استنزفت مع الوقت مدخولات الدولة ، بحيث تحولت المؤسسات الاقتصادية الرسمية الى عبء على الدولة !!
ما كان يحدث هو لعبة مكشوفة يراعي فيها الجميع قوانين اللعبة !!
في الدولة الاشتراكية لا توجد بطالة .. الجميع يعمل بشكل رسمي !!
الاجور يتم تحديدها حسب نوع العمل وليس حسب الانتاجية !! لأن الطبقة العاملة مخلصة "سلفا "لدولة دكتاتورية البروليتاريا !! والفرضية الاصعب هي : الطبقة العاملة تعتقد اعتقادا راسخا بأن هذه الدولة هي دولتها !!
لم تكن الامور هكذا من البداية ، لكن .. !!
يكفي أن نقرا رائعة جنكيز ايتماتوف " وداعا يا غولساري " لنعرف بأن مقابل كل بطل للعمل الاشتراكي ، كان هناك الالاف الذين لو ارادوا الاخلاص في عملهم ، فالبيئة وظروف العمل لم تكن مهيئة لذلك !!
لم يتبق من حفلات تكريم ابطال العمل الاشتراكي سوى خطابات في الارشيف . لأن انهيار الدول واقتصادياتها كان نتيجة تسطيح مفهوم العمل وقتل الدافعية في نفوس ابناء الطبقة العاملة !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة سوفييتية - الانسان الجديد 2
- صناعة سوفييتية -في بناء الانسان 1
- صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي
- عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..
- السعيد ، كل يوم عنده عيد .
- ألحق (الذنب ) على الامبريالية ..!!
- لماذا جيفارا ؟؟
- لا لتعدد الزوجات ...لا للزواج المبكر
- جحا أولى بلحم ثوره
- الأزمة المُفتعلة ورأسمالية القوة ..
- النعي المبكر للرأسمالية
- تعلق قلبي في ...الخليجيات !!
- موسم خروج العفاريت ..!!
- القاموس الفلسفي للطبقة العاملة الحداثوية !!!
- الديالكتيك وعمال العمار
- في انتظار عبرة
- كونك عربيا يعني ... تقصير عمرك !!
- سفير .. وسفيرة فوق العادة !!
- يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ ...
- -الرقصة في قطر ..!!-


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز يحثّ الجمهوريين على معارضة التمويل ال ...
- الشرطة الألمانية تستخدم القوة وتعتقل متظاهرين تضامنًا مع فلس ...
- العفو الدولية تطالب نيجيريا بمحاسبة قتلة المتظاهرين
- ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية ...
- العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
- تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
- بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية