عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..
القى مراقب الدولة في اسرائيل خطابا، وذلك خلال حفل تسليمه للتقرير السنوي ، قال فيه وحسب وكالات الانباء ، ب :" ان غالبية الشعب في اسرائيل تئن تحت ثقل الضرائب وغلاء الاسعار ، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بدعم الشركات الكُبرى بالمليارات ، والتي لا تعود بالفائدة على الاقتصاد ولا على الدولة "!!
بينما تحدث استاذ جامعي في الاقتصاد "بروفسور " لبرنامج اذاعي ،هاجم في حديثه سياسة الحكومة التي "تدعم " الشركات الكبيرة ، وأوضح بأن هذه السياسة تضر بالاقتصاد وبوضع العمالة في اسرائيل . فبدلا من أن تقوم الشركات الكبرى باستيعاب وخلق وظائف جديدة في مناطق الاطراف في الدولة ، فأنها ولكي تحصل على دعم متواصل لا تقوم بتطوير مشاريعها في مناطق الاطراف بحجة أن اموال الدعم غير كافية !! لكي تحصل على دعم من جديد في السنة المالية اللاحقة . وهكذا دواليك !!
وتأتي هذه "الضجة" وفي هذا التوقيت بالذات ، لأن احدى الشركات العابرة للقارات ، الاسرائيلية الموطن والمولد ، شركة الادوية طيفع ، قررت فصل ما بين 500 الى 700 عامل من عمالها في اسرائيل .
والشركة المذكورة كانت وما زالت تتلقى الدعم من الحكومة بناء على "قانون " تشجيع الاستثمار المالي – والتشغيل الدائم . وبلغ حجم الدعم الذي حصلت عليه الشركة 12 مليارد شيكل (ما يقارب 3.5 مليار دولار ) على شكل امتيازات ضريبية ، يعني بالمختصر اعفاء الشركات من الضرائب ، بينما تصل نسبة الضرائب على بعض الاُجراء الى 45% "للمقارنة فقط ".
كان الهدف من هذا الدعم وكما هو مُقرر وفق القانون المذكور هو خلق وظائف جديدة دائمة في مناطق الاطراف (البيريفيريا ) .
لكن ما حصل ومرة اخرى حسب اقوال المراقب : " لا يوجد لدينا تأكيد بأن هذه الامتيازات الضريبية تُساهم في تطوير الصناعة وتطوير الاطراف (البيريفيريا )" .
اما الوزارات المسؤولة عن تطبيق القانون ، وهي وزارة المالية ووزارة الاقتصاد ، فأنها لم تضع امام الشركات المحظوظة ، برنامجا وخطة قابلة للقياس ،ذات اهداف محددة ، ولم يتم بناء اليات لمراقبة "تطور " المشاريع الوهمية !!
لماذا يحدث هذا الكرم والتسامح مع الكبار ولا تتسامح الدولة مع اجير بسيط وتجبي مستحقاتها الضريبية حتى القرش الاخير ؟؟ لماذا تقوم بمحاكمة المتخلفين عن دفع الضريبة من صغار الكسبة ، بل وتصل العقوبة الى السجن ، وفي الوقت نفسه تُظهر تعاطفا ، ودا ومحبة لمن يلتهمون اموال الشعب والعمال والفقراء ..؟؟
وعودة الى شركة طيفع والتي نعتبرها عينة للتوضيح في مقالتنا هذه ، فالشركات كثيرة والامتيازات الضريبية هائلة !! لقد اثار سلوك الشركة "بقرارها فصل العمال " غضب الغالبية ممن يئنون تحت عبء الضرائب والغلاء المستشري ، لأن مدراء هذه الشركة لم يخطر ببالهم للحظة ، أن يقوموا بتقليص اجورهم الضخمة !! بدلا من فصل العمال والذين دفعت ميزانية الدولة ثمن اماكن عملهم اضعافا مضاعفة "يعني العامل يدفع ثمن مكان عمله عبر ميزانية الدولة ، لكن المستفيد هم المدراء الجشعون المرتبطون مع مراكز القوة السياسية ، والعامل هو من يذهب اولا ، او تتم التضحية به لصالح رأس المال "!!
وبما اننا في اجواء العيد ، فالأطفال مشغولون بعيدياتهم ، وقد لاحظ هؤلاء الصغار ، بأن قيمة العيدية التي يُعايدهم بها الكبار بدأت تقل !! هذا ما سمعته من عدة اطفال .
لكنهم لا يعلمون السبب ، وهو، بأن اجور العمال والموظفين في اسرائيل ، لم ترتفع منذ 10 سنوات ، بينما ارتفعت معدلات الغلاء (عبر الضرائب على المواد الاستهلاكية ) بما يقارب ال 40% خلال هذه الفترة !!
الحكومة تبتز الصغار (العمال وصغار الكسبة ) لمعايدة الرأسمال الكبير !! وكل عام وانتم بخير ..

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل